حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

أوراق شخصية

كان ياما كان .. كلاكيت ٦٣ مرة: عاصفة سياسية تهب علي شاطئ السنما في الريفييرا

بقلم : آمال عثمان

ألقت الأحداث السياسية والأزمات  الاقتصادية والإنقلابات المناخية بظلالها علي مهرجان كان السينمائي الدولي .. وطغت  أخبار الاحتجاجات والاعتراضات والمقاطعات علي دورته الثالثة والستين التي انطلقت في ظل مناخ مشحون  بالعواصف  والأنواء والأزمات .. وبعد أن اختار المسئولون عن المهرجان هذا العام اختراق  أكثر من منطقة شائكة .. وفتحوا شاشاته للعديد من القضايا الساخنة والملفات الملتهبة التي حشدت ضده صيحات الغضب  والاستنكار .. وجعلت أصوات الرفض والإدانة  تتوالي من هنا وهناك علي الريفيرا الفرنسية التي أصبحت محط أنظار السياسيين والدبلوماسيين وأعضاء  الحكومات في مختلف أنحاء  العالم .

وقد انعكس ذلك في صورة أخبار عن غضب إيراني .. ومقاطعة إيطالية .. وأنباء عن احتجاجات نسائية .. ورفض واستنكار من خلف القضبان ..  وتصريحات إدانة واتهامات شرسة  بالعداء من قلب العاصمة  الفرنسية !

وهذا بالطبع ليس غريبا علي المهرجان الذي ظل منذ بدايته "هايدبارك " يتسع  لأفكار وأراء المبدعين والسينمائيين من مختلف بقاع الأرض ، ويدافع عن حرية صناع الأفلام في التعبير عن قضاياهم ومواقفهم، سواء كانوا من القامات الكبيرة في عالم الإخراج .. أو الشباب الذين يضعون أقدامهم علي بداية الطريق.

ويخطيء من يظن أن مهرجانات السينما في العالم صنعت فقط لكي تكون مجرد شاشة يتسابق فوق مضمارها  صناع الأفلام ، ويخطيء أيضا من يظن  أنها  احتفالية لاستضافة النجوم والمشاهير والتقاط صورهم ، وهم يخطون علي البساط الأحمر ، ولكن إذا تصفحنا أوراق التاريخ  سنجد أن المهرجانات السينمائية في العالم صنعت لأهداف وأغراض سياسية في المقام الأول ، وأن السياسة لم ولن تغب عن جميع المهرجانات السينمائية الكبري ، فالفن والسياسة  وجهان لعملة واحدة في جميع المهرجانات التي حفرت لنفسها مكانا مميزا علي الساحة الدولية ، فمنذ أن فكر "ستالين" في إقامة أول مهرجان عام 1935 لم يكن يهدف إلي دعم هذا الفن الساحر الذي عرفه العالم منذ نهاية القرن الثامن عشر ، وإنما كان يضع نصب عينيه  دعم الشيوعية وتعزيز الاتجاه نحو الاشتراكية ، ورد عليه موسوليني في العام التالي بتحويل بينالي فينسيا للفنون إلي مهرجان سينمائي  يدعم أيدلوجيات الكتلة الشرقية ، وظهر ذلك جليا عام 1938 عندما منح المهرجان جائزته الكبري مناصفة بين الفيلم النازي " الأولمبياد" والفيلم الفاشي " لوتشيانو سيرابيلوتا"! وهو ما دفع فرنسا لدخول المعركة السياسية متخفية في ثياب الأفلام السينمائية  ، بإقامة مهرجان كان السينمائي الدولي  عام 1939 تعبيرا عما يسمي "العالم الحر في مواجهة الشيوعية التي قادها "ستالين "والنازية التي رفع لوائها "هتلر" والفاشية التي قادها "موسوليني" ، ورغم أن المهرجان توقف قبل 3 أيام من بدايته بسبب الحرب التي إشتعلت بين ألمانيا من جهة  و فرنسا وإنجلترا من جهة أخري ، إلا أنه عاد للوجود مرة أخري بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وعقدت الدورة الأولي عام 1946والتي شكلت  انطلاقته الحقيقية .

> > >

صحيح إن المهرجانات السينمائية  قد خلعت بعد ذلك قناع السياسة الذي ارتدته في بدايتها  ، بعد المتغيرات الأيديولوجية  والتحولات الفكرية التي شهدها العالم   ،

ولم يصبح كل مهرجان يعكس توجهات وأفكار وسياسات هذه الكتلة أو تلك  من العالم ، لكن الصحيح أيضا أن المهرجانات السينمائية لم تتنازل عن دورها السياسي الذي صنعت من أجله ، وتحولت إلي وسيلة للتعبير السياسي والفكري الحر الذي يمثل كافة الاتجاهات ، وأصبحت تسعي وراء الأعمال الفنية التي تطرح مختلف القضايا السياسية والاقتصادية ، وتعكس الرؤي الفكرية والاجتماعية  للسينمائيين الذي يتصدون للظلم والفساد ، ويناصرون الحرية ويدافعون عن حق  الإنسان في أن يعيش حياة كريمة آمنة  ومستقرة  .

ولكن السياسة لم تكن يوما علي حساب الفن في مهرجان كان السينمائي ، ولا تلعب دورا في اختيار الجوائز أو ممارسة أي نوع من الضغوط علي لجان التحكيم التي تؤثر اتجاهاتها السينمائية والفكرية علي مسار الجوائز في كثير من الأحيان ، فلا يمكن أن يقبل أي سينمائي محترم في العالم املاء أي رغبات عليه أو قبول أدني ضغوط ! و هذا لا يعني تجاهل مقولة أن المهرجانات تختار الأفلام الفائزة وهي تختار أعضاء لجان التحكيم !

والسياسة علي شاطيء الريفيرا أحيانا يكون صوتها هامسا ، وفي  أحيان أخري يكون صاخبا كما حدث هذه الدورة التي كان "المقعد الخالي " في حفل افتتاحها  إحد ي رسائلها السياسية شديدة اللهجة ! فقد حرص القائمون علي المهرجان علي ترك مقعد شاغر علي المسرح  بقاعة لوميير للمخرج الإيراني المعارض " جعفر بناهي " المعتقل من السلطات الإيرانية منذ 3 شهور بسبب قيامه بتصوير فيلم عن تزوير الانتخابات الرئاسية ، رغبة في أن تصل تلك الرسالة إلي العالم ، ليس هذا فحسب بل إن المهرجان عرض في اليوم التالي شريطا سينمائيا تم تهريبه من إيران يتحدث فيه المخرج الإيراني المعتقل عن ظروف اعتقاله ، وذلك خلال حفل افتتاح برنامج " نظرة خاصة " وقبل أن يصعد إلي خشبة المسرح  المخرج البرتغالي المخضرم مانويل دي أوليفيرا الذي تجاوز عمره المئة بعامين .

وهذه ليست المرة الأولي التي تتعنت فيها  السلطات الإيرانية مع السينمائيين الإيرانيين فقد سبق ومنعت خروج أفلام كثير منهم واستطاع بعضهم تهريب الأفلام ، والوصول بها إلي مهرجان كان السينمائي ، وأشهر تلك الوقائع ما حدث عام 1997مع فيلم " طعم الكرز " للمخرج الكبير عباس كيروستامي الذي رفضت السلطات الإيرانية خروجه من البلاد  وشطب الفيلم من قائمة أفلام المسابقة ، لكن المخرج نجح في تهريب نسخة من فيلمه ، وعرض قبل ختام المهرجان بأيام قليلة ، ومنحته لجنة التحكيم جائزة  السعفة الذهبية مناصفة مع فيلم " ثعبان البحر " للمخرج الياباني الكبير شوهاي إيمامورا.

ويشارك كيروستامي هذا العام في المسابقة بفيلم " قصة حب " إنتاج فرنسي  وفيه يذهب بعيدا عن الأجواء السياسية ، حيث يتناول قصة الحب بين كاتب انجليزي وسيدة فرنسية يلتقيان في إيطاليا .

> > >

ولم يكن فيلم الإفتتاح "روبن هوود "للمخرج الكبير ريدلي سكوت خاليا  من السياسة ، والذي تدور أحداثه حول الحروب الصليبية بتناول لا يخلو من إسقاطات سياسية  علي العصر ، ويمزج التاريخ بالواقع ، ويؤدي النجم  راسل كرو في الفيلم شخصية روبين هوود بصورة مختلفة عما قدمتها السينما من قبل باعتباره  اللص الشريف الذي يسرق الأغنياء ليعطي الفقراء  ، ولكن هذه المرة  كبطل يدعو للحرية والعدل ، وينتقد المذابح التي قام بها الصليبيون ضد المسلمين دون مبرر !

٥ دقايق من التصفيق احتراما لزعيم عصابة

نجح فيلم " غضب " للمخرج الياباني الشهير تاكيشي كيتانو في حصد حالة من التصفيق الحاد خلال العرض الخاص له حيث وقف الحاضرون للعرض تقديرا له و ظل الجميع يصفق لمدة خمس دقائق كاملة .

وعلق المخرج علي هذا المشهد قائلا "لقد شعرت بالدهشة و الفرحة  بعد هذا الاستقبال الحافل وقد كنت قلقا من أن يمل بعض الحاضرين من الأحداث و يغادرون القاعة في منتصف الفيلم و لكن لحسن الحظ نال العمل اعجاب الجميع  وتأكدت من ذلك بعد رؤيتي لوجوه المشاهدين و انطباعاتهم.

و يتناول فيلم المخرج الياباني البالغ من العمر 63 عاماً  صراع القوي الداخلية في منظمة " ياكوزا " اليابانية الاجرامية ؛ و يجسد المخرج شخصية زعيم عصابة مخضرم ضمن الأحداث .

والي جانب اخراج الفيلم و المشاركة في بطولته  قام تاكيشي بكتابة السيناريو و عمل المونتاج .

وتلقي قضية الحرب "الأنجلو أمريكية" بظلالها علي المهرجان من خلال فيلمين .. الأول  " لعبة عادلة " للمخرج دوج ليمان وبطولة شون بين وناعومي واتس ، وهو الفيلم الأمريكي الوحيد في المهرجان ، ويدور حول قصة حقيقية لعميلة المخابرات الأميركية " فاليري بلام " التي حاولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق  جورج بوش الإضرار بها وكشف هويتها إنتقاما من زوجها الخبير الأمني  ، بعد قيامه بنشر موضوع باحدي الصحف الأمريكية يكشف ادعاءات  وجود الأسلحة النووية في العراق  .. تلك الإدعاءات  التي اتخذتها أمريكا مبررا لهجومها علي العراق ، حيث كان مكلفا بالبحث عن حقيقة تلك الأسلحة في النيجر والتي تردد  أنها سربت  اليورانيوم المخصب للعراق! ويقدم الفيلم صورة من الأجواء الفاشية التي أشعلتها الإدارة الأمريكية ، والتي جعلت الإعلام يطلق علي هذه القضية فضيحة " بلام جيت " بالإشارة إلي فضيحة الفساد السياسي الشهيرة " ووتر جيت " التي  تورط فيها الرئيس ريتشارد  نيكسون .

أما الفيلم الأخر فهو " طريق أيرلندا "للمخرج البريطاني الشهير " كين لوتش" ـ وهو الطريق المؤدي إلي المطار في العراق ـ الذي يشارك للمرة الثالثة عشر في مهرجان  كان وحصل علي سعفة المهرجان عن فيلمه " الريح هزت الشعير " حول المقاومة الأيرلندية عام 2006 ، وهذا العام استطاع المخرج الإنجليزي أن يلحق بمسابقة المهرجان في اللحظات الأخيرة ، وبعد الإعلان عن أفلام المسابقة ، ليرفع "طريق أيرلندا " عدد الأفلام المشاركة في المسابقة إلي  19 فيلما .

ويتخذ الفيلم من موت أحد المرتزقة الإنجليز في العراق موضوعا  لكشف  ما حدث في تلك الحرب من خلال محاولات أحد أصدقاء هذا الجندي الأجير للوصول  إلي الأسباب الحقيقية وراء موته !

> > >

ويكشف الفيلم التسجيلي "دراكولا.. إيطاليا تهتز " عن أسباب صيحات الإحتجاج والمقاطعة الإيطالية للمهرجان ، حيث ينتقد الفيلم أسلوب مواجهة حكومة بيرلسكوني لزلزال مدينة " أكولا" الذيوقع في 6 أبريل من عام  2009 وتسبب في  قتل  حوالي300 شخص وتشريد 120 مايقرب من  ألف آخرين ! مخرجة الفيلم سابينا جوزانتي تتخذ من السخرية السياسية اللاذعة  أسلوبا في أفلامها التسجيلية ،وهو ما دفع البعض لمنحها لقب مايكل مور إيطاليا ، والجزء الأول من عنوان الفيلم "دراكولا" يجمع بين اسم المدينة وبين شخصية مصاص الدماء الأسطورية الشهير في السينما ، وهوأسلوب فيه إسقاط علي  بيرلسكوني  ، أما الجزء الأخر "إيطاليا تهتز" فهو اسم فيلم للمخرج الشهير" سلفيو فيسكونتي " قدمه عام 1947 عن حالة بلد الرومان بعد الحرب العالمية .

ويصور الفيلم كيف استثمر" بيرلسكوني" تلك الكارثة  لتحقيق مكاسب مالية ودعائية ، حتي أن الاعمار لم يبدأ إلا بعد 6 شهور ليتوافق مع يوم عيد ميلاده! وهو ما دفع وزير الثقافة الإيطالي  لأن يعلن مقاطعته للمهرجان احتجاجا علي عرض الفيلم في مهرجان  كان!وقد دفع هذا الموقف المخرج الإيطالي دانيللي لوكيتي المشارك في مسابقة المهرجان إلي إنتقاد الوزير الإيطالي الذي يخجل من حرية التعبيرمشيرا إلي أن البلاد الحرة تفخر بعرض مثل هذا الفيلم  ! 

ولا شك أن أكبر الأزمات التي واجهت المهرجان هذا العام كانت بسبب مشاركة المخرج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بو شارب في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمه "الخارجون علي القانون "الذي أثار اليمين الفرنسي وصحافته وقاد حملة ضد المهرجان والفيلم واتهام مخرجه بالعداء لفرنسا ونكران الجميل !

> > >

الفيلم يتتبع قصة أسرة مكونة من ثلاثة رجال جزائريين وأمهم علي مدي 30 عاما ، حيث تفرق بينهم الأيام ، وتنتهي الأحداث عام 1962 باستقلال وطن المليون شهيد .

ويتعرض الفيلم  للمعاناة التي كان يعيشها الشعب الجزائري تحت الإستعمار الفرنسي ، ويصور المجزرة التي قام بها الجيش الفرنسي بإحدي القري الجزائرية في 8 مايو 1945 بزعم  الدفاع عن السكان الفرنسيين في الجزائر ، وراح ضحيتها 45 ألف مواطن جزائري دون ذنب  !

وهو ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والصحفية واعتبره البعض تحريفا للتاريخ وتهويلا لأحداثه ! وقد طلب المخرج من الذين يهاجمون الفيلم الانتظار حتي مشاهدة الشريط السينمائي قبل الحكم علي عمله الفني  ، مضيفا إن الفيلم ملحمة درامية تدورحول قصة خيالية وليست قصة حقيقية .

وقد سبق وشارك رشيد بو شارب في مسابقة مهرجان  كان عام 2006 بفيلم " بلديون " وفاز أبطال الفيلم الأربعة بجائزة التمثيل !

> > >

أما  أحداث الفيلم الفرنسي " رجال وآلهة " ،الذي يعرض في المسابقة الرسمية  فتدور  في الجزائر، حيث يعيش 8 رهبان في الجبال الجزائرية مع إخوانهم المسلمين في روح من التسامح والود خلال تسعينيات القرن الماضي ، حتي يدخل الرعب والعنف والإرهاب المنطقة ، ورغم التهديد الذي يواجهه الرهبان إلا أنهم يقررون البقاء الصمود  حتي الموت !

ومن الأفلام التي تطرح قضية سياسية مهمة  في مسابقة المهرجان الجزء الثاني من فيلم " وجوه أحرقتها الشمس" للمخرج الروسي "نيكيتا ميخالكوف "، والذي يستكمل فيه المخرج ما حدث لأبطال فيلمه الأول الذي حصل عنه علي سعفة  الإخراج عام 1994 ،ويقدم فيه رؤية لوضع الإنسان تحت ضغوط الحرب وسطوة القرار السياسي الذي يطغي بقسوة علي أبسط حقوق المواطن البسيط،  ويستعرض في الجزء الثاني من الفيلم  مصير أسرة الضابط الروسي سيرجي كوتوف الذي يناضل من أجل البقاء والهروب من الموت خلال الحرب العالمية الثانية ، في ظل نيران التسلط والحكم الشمولي وسلطات الدولة الروسية التي تحكم البلاد خلال الحرب بالحديد والنار ،  والقسوة والديكتاتورية البغيضة ، وعلي الجانب الآخر الغزو النازي الألماني  القادم برائحة الموت  ، في حين تتهرب ابنته ناديا من جحيم النار لمداواة الجرحي من ضحايا الحرب  .

أما الفيلم الأمريكي " العد التنازلي إلي الصفر" فيتناول قضية الخطر النووي ، ويتعرض فيلم" أرماديلو" الدانماركي إلي الحرب في أفغانستان .

وبعيدا عن قضايا الأفلام فقد تلقي المهرجان أيضا احتجاجا بتوقيع  200 مخرجة بسبب تجاهل أفلام المخرجات وخلو المسابقة الرسمية من اسم احدي صانعات الأفلام  ، رغم أن المهرجان لديه سجلا حافلا بمشاركة النساء في لجان التحكيم والجوائز ، ووصول المخرجة الاسترالية جين كامبيون بفيلمها الشهير "بيانو" إلي منصة السعفة الذهبية .

وعلي صعيد الأزمة الاقتصادية التي هزت أركان العالم ، وما زالت تداعياتها تعصف بالمؤسسات المالية وتهدد عروش الحكومات .. فالحديث عن تأثيرها علي السينما سيكون موصولاً في الأسبوع القادم بالاضافة إلي الأعمال المأخوذة عن سير ذاتية لمشاهير ونجوم في شتي مجالات الحياة فلنا في الأسبوع القادم بمشيئة الله حديث آخر !

زحام علي طريق ايرلندا

عرض فيلم »طريق أيرلندا « في أصغر قاعات العرض بالمهرجان ؛ حيث خصص للفيلم الذي انضم للمسابقة الرسمية في اللحظات الأخيرة عرض واحد فقط للصحفيين   بقاعة بازان ويدرك المتابعون للمهرجان المغزي من اختيار تلك القاعة تحديدا لعرض الفيلم ؛ حيث يطلق علي تلك القاعة " كابوس بازان " فيمكن تخيل المشهد الذي ساد العرض من وقوف مئات الصحفيين   لمشاهدة الفيلم احتشدوا جميعاً رغم ضيق المكان و خاصة أن هذا الفيلم مثير للجدل و الجميع انتظر مشاهدته منذ اعلان منافسته علي السعفة الذهبية ؛ و بالتالي يمكن توقع المشهد المزدحم الذي لا يتناسب مع  مع مكانة ورفاهية مهرجان كان   السينمائي .  

ويتشابه هذا الموقف مع الواقعة التي حدثت في المهرجان قبل سنوات قليلة عندما عرض فيلم " تمجيد الحب " للمخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار في نفس القاعة و كان عدد الصحفيين كبيراً بالخارج انتظارا لدخول القاعة و مشاهدة الفيلم ؛ و لم يتحرك أحد من مكانه  و هو ما ترتب عليه انتشار حالة من الغضب و الصياح بين جموع الواقفين ليطلب أحد المسئولين من الصحفيين التزام الهدوء و عدم اثارة البلبلة ليصيح ناقد هولندي قائلا " هذا هو انتقام جودار من النقاد و الصحفيين " .

أخبار النجوم المصرية في

20/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)