حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثالث والستون

مهرجان كان الدولي :

ندوة صحفية تحت وقع الأزمة

كان - حسونة المنصوري

انعقدت الندوة الصحفية السنوية لمهرجان كان الدولي الأسبوع الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس. أي أسبوع قبل الموعد المعتاد في السنوات السابقة. وقد فسر تييري فريمو الوكيل العام للمهرجان هذه السابقة بأن برنامج هده الدورة يكاد يكتمل قبل الآجال المعهودة وذلك راجع للتسهيلات التي تتيحها الوسائل التكنلوجية الحديثة. لذا قررت إدارة المهرجان تقديم موعد الندوة الصحفية واعلان البرنامج حتى يتسنى لوسائل الاعلام دراسته والاعداد لتغطية فعاليات المهرجان كما يجب وبشكل أرتح.
بدأ جيل جاكوب, رئيس المهرجان, باستعراض أهم المستجدات للدورة الحالية. ولعل أهمها الشكل الجديد للموقع الرسمي للمهرجان الدي أصبح ناطقا بثمانية لغات منها العربية لأول مرة. أي زائد لغتين عن الأمم المتحدة التي لاتعتمد رسميا الا ست لغات. ويأمل رئيس المهرجان أن يتمكن أكثر من أربعة مليار شخص عبر العالم من زيارته.

من جهته بدأ تييري فريمو خطابه بخبر سيئ مفاده أن تداعيات الأزمة المالية العالمية قد بلغت قطاع السينما هدا العام. وكان فريمو نفسه قد نفى هذا العام الماضى. ويرتكز تصريحه هذا على تقلص عدد الأفلام التي وردت على لجان الاختيار. لأول مرة إذن يتوقف النسق التصاعدي لعدد الأفلام المقترحة على المهرجان. رغم هدا بدى وكيل المهرجان متفائلا.

رغم النقص الطفيف في عدد الأفلام الا أن المعدل العام يبقى ايجابيا حيث يبلغ المهرجان بانتظام ما بين 1500 و1700 فلما. كما أن عملية اختيارالأفلام لم تكتمل نهائيا. فقد تأكد الى الآن مشاركة 46 فلما بشكل رسمي ويجب أن يبلغ هدا العدد ال50 فلما كما جرت العادة تتوزع حسب الأقسام الرسمية الثلاثة للمهرجان وهي المسابقة الرسمية, نظرة ما, و العروض الخاصة.

في ما يخص المسابقة الرسمية يمكن الجزم من الآن بأن أسماء المخرجين المتسابقين من أجل الفوز بالسعفة الذهبية, الجائزة الكبرى للمهرجان, هي أسماء جد واعدة. وفي الواقع ليس بالجديد على مهرجان كان أن يستقطب أفضل المخرجين في العالم. فرغم التقلص النسبي لعدد الأفلام الا أن ادارة المهرجان الممثلة في شخصي الرئيس والوكيل العام ما انفكت تؤكد على القيمة الثابتة للمهرجان في اختيارأفضل ما يوجد. وما من شك في أن مسابقة 2010 لا تقل جودةعن سابقاتها. ولا يملك الواحد منا سوى الاقرار بدلك بمجرد أن يلاحظ قيمة الأسماء المعلن عنها حتى الآن كالايراني عباس كياروستامي, الروسي نيكيتا ميخالكوف (وهو نفسه مدير مهرجان موسكو الدولي)و الانجليزي مايك لي والياباني تاكيشي كيتانو على سبيل الذكر لا الحصر.

ولكن معنى هذا أنه سيكون من الصعب على تيم بيرتون, رئيس لجنة التحكيم, أن يحمل رفاقه على أخذ القرارات النهائية بسهولة. رغم أن هؤلاء هم من المشهود لهم بالحرفية والالتزام من اجل الدفاع عن السينما الجيدة. فنجد من بينهم الفرنسي أمانويل كارير وبينيشيو دال التورو من البرتو ريكو والممثلة الانجليزية كايت بايكنسال وغيرهم.

ولكن يبقى من أهم الأسماء المترددة, اسم المخرج الايراني جعفر باناهي. فقد اختير كعضو لجنة التحكيم رغم علم الجميع أنه ممنوع من السفر خارج بلده لأنه تحت الاقامة الجبرية. لعل المهرجان من خلال هذا الاختيار يأمل في ايجاد منفد لحل أزمة هدا المخرج الموهوب والمشهود بقيمته عالميا. وهده هي المرة الثانية في غضون بضعة أشهرنرى فيها مهرجان سينما يتدخل  لفك الحصار على مخرج. ففي شهرفبراير الماضي حصل المخرج البولندي الفرنسي رومان بولنسكي على احدى جوائز مهرجان برلين في حين أنه كان قيد الاقامة الجبرية في سويسرا. هل تنجح كان في ما فشلت فيه برلين؟

لا تقل الغرفة الثانية لمهرجان كان اشعاعا. في هذا القسم يمكن أن نجد أيضا العديد من الأسماءالساحرة . هنالك  اثنين على الأقل لايمكن المرورعليهما دون القاء التحية وهما البرتغالي ايمانوييل دي أوليفيرا والفرنسي السويسري جون لوك غودار. يبلغ الأول من العمر 102 عاما وهو يكاد يعادل عمر تقنية السينما داتها. وهو علم من أعلام الفن السابع دون منازع. وكدلك الشأن في ما يخص الثاني الدي يصغره 20 سنة ولكنه أحد رموز آخر ثورة في تاريخ السينما والثقافة العالمية في الستينات من القرن الماضي

وبعيدا عن كل المسابقات والرهانات نجد أسماء أخرى لمخرجين لامعين. فكعادته يرفض وودي آلان, حسب تصريح ادارة المهرجان, أن يكون في أي مسابقة لقناعته أن الفن لا يمكن أن يكون محل تسابق كما الأمر في الرياضة مثلا. وفي قسم العروض الخاصة أيضا سنرى البريطاني ستفن فريرس وأولفر ستون وهما من أهم المعتادين على ارتياد مهرجان كان وأروقته.ونفس الشأن يخص ريدلي سكوت المخرج البريطاني الدي سيكون له شرف افتتاح الدورة الثالثة والستين بفلمه الجديد عن روبن هود سارق الأثرياء وسند الفقراء وهو من تمثيل النجم الأسترالي روسل كروي

ولسائل أن يسأل ان كان أختيارهذا الفلم في علاقة ما بالأزمة المالية ؟ فيا ترى من سيكون روبن هود العصري ليأخد من الغني ليعطي الفقير ؟

أما المفاجأة الكبرى لهده الندوة الصحفية فتبقى تأكيد الحظور العربي الافريقي في المسابقة الرسمية لسنة 2010.  فيلمين سيكون لهما شرف الدفاع عن الألوان العربية والافريقية : من شمال الصحراء, الجزائر تحديدا, رشيد بوشارب. ومن جنوبها, أي من التشاد, محمد صالح هارون. لطال ما أعيب على المهرجان غياب هذه السينماءات. رغم أنه سبق لبوشارب  أن شارك في المسابقة سنة 2006 بفلم أنديجان الدي أعتبرفرنسيا أكثر منه جزائريا. ولعل السؤال يبقى مطروحا حول جنسية فلمه الجديد الخارجون عن القانون نسبة الى فلم جزائري آخر انتج سن 1969 لتوفيق فارس.

ويجدر التذكير بأن السينما العربية كانت متواجدة منذ الدورة الأولى لمهرجان كان سنة 1946 حيث كانت ممثلة بفلم دنيا للمخرج المصري محمد كريم. وبقيت مصر هي الدولة العربية الوحيدة الحاظرة حتى الستينات أين لوحظ قدوم المغاربة بقوة كعبدالعزيز الرمضاني من المغرب الأقصى وعبد اللطيف بن عمار من تونس ومحمد الأخظر حامينا من الجزائر. ويملك هدا الأخيرالرقم القياسي العربي والافريقي بعدد المشاركات في المسابقة الرسمية بخمس مشاركات.وكانت الثالثة أشهرها حيث حاز على السعفة الدهبية سنة 1975 عن فلم سنوات الجمر.

فهل يعيد الجيل الجديد هدا الانجاز بعد أكثر من 35 عاما ؟ سنرى

الجزيرة الوثائقية في

21/05/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)