حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الثالث ـ 2010

السينما الخليجية تدخل مرحلة النضـج!

كتب عصام زكريا

أجمل ما فى مهرجان الخليج السينمائى، الذى عقدت دورته الثالثة من 8 إلى 14 أبريل الحالى فى إمارة دبى، هو تلك الحميمية التى تجمع بين المشاركين فيه من سينمائيين ونقاد وإداريين بشكل قلما تراه فى المهرجانات الأخرى التى تتكون من جزر معزولة بسبب حجمها الكبير واختلاف اللغة والنوعيات والمستويات الفنية.

على مدار أكثر من أسبوع حضرت فيه فعاليات المهرجان وشاركت بالمشاهدة والمناقشة أستطيع أن أقول أننى خرجت بانطباع جيد عن مستقبل السينما فى هذه البلاد التى ظلت حتى وقت قريب جدا على خصومة مع أكثر الفنون شعبية وتأثيرا فى الجماهير.

على مدار أيام المهرجان عرض194 فيلماً من 41 دولة، من بينها 111 فيلما من بلاد الخليج، التى تضم الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان واليمن والعراق، بالإضافة إلى برنامج «تقاطعات» الذى يضم عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية المختارة من بلاد العالم، وبرنامج للمخرج التجريبى الفرنسى فرانسوا فوجيل لفت الانتباه بأسلوبه الفريد فى صنع الأفلام. وكان من الجيد أيضا أن كل هذه الأفلام التى عرضت مجاناً للجمهور شهدت إقبالا كبيرا مقارنة بما شاهدته فى أى مهرجان مصرى أو عربى آخر ، الإضافة إلى عرض الأفلام والمؤتمرات الصحفية مع صناعها ومع المكرمين فى المهرجان، فإن كل يوم لم يكن يمر قبل أن يعقد لقاء ليلى - ما بعد منتصف الليل - بين المشاركين فى المهرجان حول موضوع أو قضية بعينها تعقبه جلسة خاصة بين صناع الأفلام ومن يريد من النقاد الحاضرين لمناقشة الأعمال التى تم عرضها خلال اليوم.

افتتح المهرجان بالفيلم الإماراتى «دار الحى»، للمخرج على مصطفى، والذى تم تصويره بالكامل فى دبى بالتعاون مع فريق عمل عالمى، وهو فيلم روائى طويل يقال أنه أول فيلم إماراتى روائى طويل، رغم أن هناك فيلم «الدائرة» للمخرج نواف الجناحى الذى عرض فى دورة العام الماضى، ولا أعلم سر هذا، ولكن ربما المقصود أنه أول فيلم 35 مم.

أول فيلم إماراتى

«دار الحى» سبق عرضه فى مهرجان دبى الماضى، وهو فيلم طموح وجيد ويتميز بسيناريو جيد حول ثلاث قصص متداخلة تعرض التنوع القومى واللغوى والطبقى فى دبى، والتعقيدات الناجمة عن الحياة فى هذا البلد المثير الغريب، ورغم أن الفيلم ممول من حكومة دبى إلا أنه جرىء فى طرحه للمشاكل واحتوائه على بعض المشاهد التى أعلم أن رقابة التوزيع فى الإمارات ترفضها فى الأفلام المصرية، مثل احتساء الخمور أو مشاهد القبلات والعرى، ولا أعلم أيضا سر هذا التناقض!

وبالإضافة إلى فيلم «دار الحى» ضم حفل الافتتاح برنامجا لتكريم ثلاثة من السينمائيين الرواد فى دول الخليج هم الممثلة الإماراتية رزيقة الطارش؛ والممثل والكاتب العراقى خليل شوقى؛ والممثلة الكويتية حياة الفهد...هذا التكريم يأتى فى محاولة محمودة من المهرجان لربط الحركة السينمائية الجديدة التى تقوم على أكتاف شبان صغار يحملون الكاميرات الرقمية ويصنعون أفلاما صغيرة، وبين الرواد الذين حاولوا تأسيس سينما فى بلاد الخليج خلال الستينيات والسبعينيات قبل أن تتلاشى جهودهم فى أمواج التيارات والحكومات المعادية للفن والسينما.

الإمارات بحكم طبيعتها الأكثر انفتاحا وتنوعا واهتماما بالسينما جاءت على قائمة الأفلام الخليجية المشاركة بـ 36 فيلماً، تلتها العراق بـ 25 فيلماً، ثم المملكة العربية السعودية بـ 24 فيلماً، وعُمان بـ 10 أفلام، والكويت بـ 8 أفلام، والبحرين بـ 6 أفلام، أما اليمن فلم يظهر بها فيلم واحد طويل أو قصير أو تسجيلى خلال العام الماضى، وهو أمر عجيب أيضا، وقد حاول المهرجان تعويض هذا الغياب باختيار المخرجة اليمنية خديجة السلامى فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية وتكريمها فى حفل الختام...وهى أول مخرجة امرأة فى اليمن! تقوية السينما والنساء أيضا ومن القرارات الذكية فى دورة هذا العام اختيار لجنة تحكيم نسائية بالكامل لمسابقة السيناريو، والتى ضمت الكاتبة الإماراتية أمينة أبو شهاب، والأديبة والصحفية السعودية بدرية عبدالله البشر والكاتبة القطرية وداد الكوارى، وهى لفتة تؤكد وعى المهرجان بأن تقوية السينما والفن عموما تعنى تقوية المرأة والأقليات المقهورة عموما.

لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ضمت أيضا الناقد والمخرج السعودى الشاب محمد الظاهرى، الذى فاز فيلمه «شروق/غروب» بجائزة فى العام الماضى، كما ضمت المخرج والممثل الإماراتى إبراهيم سالم وماثيو دارس المدير الفنى لمهرجان براتيسلافا السينمائى فى سلوفاكيا، بالإضافة إلى رئيس اللجنة المخرج المغربى جيلالى فرحاتى.

أشباح الخليج!

معظم الأفلام التى تأتى من بلاد الخليج خجولة ومحافظة وتتناول قصصا ميلودرامية تقليدية...هذا هو الانطباع الذى كنت أخرج به من مشاهدتى للأفلام الخليجية منذ خمس أو ست سنوات، ولكن يمكن أن أقول أن أفلام مهرجان الخليج هذا العام شهدت تنوعا فى الموضوعات والأنواع الفنية رغم أن هذا لم يكن مصحوبا بتطور مماثل على مستوى اللغة والحرفة السينمائية، مع بعض الاستثناءات طبعا. ومن العجيب أن السينما العربية التى طالما غرقت فى القضايا السياسية والاجتماعية شهدت، على يد مخرجى الخليج، توجها نحو تخطى المألوف وتقديم تجارب جديدة تتنوع بين أفلام الخيال العملى وأفلام التشويق المستقبلية وحتى السينما ثلاثية الأبعاد.

ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، شارك فيلم «لعنة إبليس» للمخرج ماهر الخاجة، الذى يروى قصة مجموعة من الإعلاميين يتوجهون إلى الجزيرة الحمراء لاستكشاف المنطقة المشهورة بمملكة الجن، لكن اختفاءهم يثير ضجة إعلامية فى الصحف والمجلات والقنوات المحلية التى يصل مراسلوها إلى المكان بحثاً عن المفقودين، وهناك يبدأ الصراع بين الإنس والجن! وقدم المخرج السعودى محمد هلال فيلمه «الشر الخفى»، ويروى فيه ثلاث قصص لثلاث عائلات تسكن فى فيللا مسكونة بالأشباح، نتيجة بنائها على مقبرة إحدى العائلات، ويتعاونون معاً على فكّ شفرة منزلهم المسكون.

أما فيلم «الفناء» للمخرج الكويتى عمر المعصب فهو محاولة فى السينما ثلاثية الأبعاد، التى تحولت إلى موضة بعد «آفاتار»، ويخوض «فيلم ليفيتى - زيرو إيرور ماينس للمخرج الهندى المقيم فى الإمارات أشرف غورى فى عالم الخيال العلمى من خلال قصة مجموعة من العلماء الذين يقررون دراسة أحداث التاريخ المنسية عبر إرسال أول ''سايبورغ'' ذكى يدعى XE7 إلى الماضى، حيث يشهد كارثة طبيعية لا يمكن تفسيرها.

فى العدد القادم أستكمل الحديث عن الأفلام الفائزة والمثيرة فى المهرجان.

 

جوائز المهرجان

قدم المهرجان جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 485 ألف درهم للفائزين بفئات المسابقة المختلفة: الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، فى حين تنافس الطلبة على جوائز فئتى الأفلام القصيرة والوثائقية.

تنافس فى المسابقة الرسمية للفيلم الروائى 7 أفلام والوثائقى 9 أفلام والقصير 38 فيلماً، بينما شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلماً من بينها 12 فيلماً وثائقياً و21 فيلماً قصيرا.

وجاءت جوائز المهرجان على النحو التالى:

- مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة:

الجائزة الثالثة: محسن سليمان حسن عن سيناريو فيلم «فيلم هندى»

الجائزة الثانية: محمد حسن أحمد عن سيناريو فيلم «سبيل»

الجائزة الأولى: نايلة الخاجة عن سيناريو فيلم «ملل»

مسابقة الطلبة

- مسابقة الطلبة للأفلام القصيرة

شهادة تقدير إلى فيلم «إششش» (الإمارات) من إخراج حفصة المطوع وشمّا أبو نواس الجائزة الثالثة: ملاك قوتة عن فيلم «فى العزلة» (الولايات المتحدة) جائزة لجنة التحكيم الخاصة: محمد التميمى عن فيلم «الجنطة» (السعودية) الجائزة الأولى: أمجد بن عبدالله الهنائى وخميس بن سليم أمبوسعيدى عن فيلم «تسريب» (عمان)

مسابقة الطلبة للأفلام الوثائقية

شهادة تقدير إلى فيلم «مهر المهيرة» (الإمارات) لميثاء حمدان

الجائزة الثالثة: محمد نعيم عن فيلم «الحلاق نعيم» (العراق -اليابان)

الجائزة الثانية: معاذ بن حافظ عن فيلم «أحلام تحت الإنشاء» (الإمارات)

الجائزة الأولى: هاشم العيفارى عن فيلم «غرباء فى وطنهم» (العراق)

المسابقة الرسمية

- المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة:

شهادة تقدير لفيلم «صولو» (الإمارات) لعلى الجابرى

شهادة تقدير لفيلم «حارس الليل» (الإمارات) فاضل المهيرى

شهادة تقدير لفيلم «غيمة شروق» (الإمارات) لأحمد زين

جائزة أفضل سيناريو: حسام الحلوة عن فيلم «عودة» (السعودية)

الجائزة الثالثة: جاسم محمد جاسم عن فيلم «ثم ماذا؟» (العراق) الجائزة الثانية: عهد كامل عن فيلم «القندرجى» (السعودية)

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: سحر الصواف عن فيلم «أم عبدالله» (العراق)

الجائزة الأولى: عبدالله آل عياف عن فيلم «عايش» (السعودية)

المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية:

شهادة تقدير لريتشارد لاثام لجودة التصوير فى فيلم «إطلاق الحلم» (الإمارات)

الجائزة الثالثة: حميد حداد عن فيلم «82-80» (العراق)

الجائزة الثانية: لؤى فاضل عن فيلم «باستيل» (العراق)

الجائزة الأولى: سونيا كيربلانى عن فيلم «نسيج الإيمان» (الإمارات، الهند)

المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة:

الجائزة الثانية: حيدر رشيد عن فيلم «المحنة» (المملكة المتحدة، العراق، إيطاليا، الإمارات)

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: على مصطفى عن فيلم «دار الحى» (الإمارات)

الجائزة الأولى: شوكت أمين كوركى عن فيلم ''ضربة البداية'' (العراق، اليابان).

صباح الخير المصرية في

27/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)