حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الثالث ـ 2010

خليل شوقي:

السينما الخليجية تتطلب دعماً قوياً والمهرجانات لا تصنع أفلاماً

دبي ـ أسامة عسل

خليل شوقي فنان عراقي من الرعيل الأول الذي واكب بداية حركة الفن في منطقة الخليج، أعوامه التي تخطت الـ 80ـ من مواليد عام 1929ـ تبوح بذكريات ومواقف وقضايا تعكس هموم أبناء مهنة الفن السابع، إسهاماته على مدار رحلة طويلة في الإخراج والتأليف والتمثيل التلفزيوني والسينمائي والمسرحي، بلورها تكريم مهرجان الخليج السينمائي له، باعتباره من الأسماء المحفورة في ذاكرة التجربة الإبداعية العراقية.

في لقاء سريع مع «الحواس الخمس» حاول أن يلملم تفاصيل مفردات عمر كامل غطى أكثر من ستة عقود من السنين، انتهى كما يقول في منفاه بهولندا الذي توجه إليه قبل 18 عاما ليصبح مستقرا له ولأسرته، لكنه يؤكد تواصله مع المهرجانات ورصده إلى معاناة العراقيين التي تصلح تقديمها في أعمال سينمائية متميزة تثبت وجودها خليجيا وعربيا ودوليا.

السينما الخليجية

شوقي الذي جاء إلى «الخليج السينمائي» بصحبة زوجته وولديه تطرق إلى السينما الخليجية، حيث يرى أنها تمر حاليا بمرحلة مخاض ما قبل الولادة، مضيفا: «تحتاج التجربة السينمائية في الخليج إلى الدعم المادي القوي من قبل المؤسسات الحكومية والانتباه إلى أهميتها في حفظ التطورات التي تلاحق المنطقة اجتماعيا وتاريخيا.

وظاهرة المهرجانات السينمائية الحالية لا يمكن لها أن تصنع أفلاما بل تعزز وجودها فقط وتمنحها فرصة للظهور والتأثير على وجهات النظر المسؤولة ما يسهم في وجود بنية تحتية لها تدفعها إلى الاستمرار مهما طال الزمن».

الأفلام العراقية

ورأى شوقي أن السينما العراقية تأثرت كثيرا بما آل إليه الوضع العراقي بسبب الحروب المختلفة، وأنها أفرزت توجهين عبر عنهما قائلا: «التوجه الأول مرتبط بالداخل وما يعانيه العراق من فقر في الإمكانيات.

وبالتالي جاءت الأفلام شبيهة بما يقدم خليجيا من حيث المقومات، لكنها مختلفة في تناولها للموضوعات، أما التوجه الثاني فمرتبط بخارج العراق وهو متطور في لغة السينما والأفكار التي يقدمها نتيجة احتكاك أصحابها في المهجر بتجارب متقدمة وتمويلها من هيئات خارجية».

واعتبر شوقي أن الأفلام العراقية المشاركة في الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي أكثر تطورا، معلقا عن سؤال حول مشاهدتها بقوله: «كما قلت الأفلام العراقية تفتقد الدعم المادي وإن كانت تنبأ عن توجه يحدث.

وهذا ما أسهم في فوزها بجوائز الأفلام القصيرة مثل (ثم ماذا؟) و (أم عبد الله) و (غرباء في وطنهم) و(الحلاق نعيم)، أو بجوائز الأفلام الوثائقية مثل (باستيل) و(82 ـ80)، أما الروائية فتعكس حالة السينما خارج العراق بفوز فيلمي (ضربة البداية) و(المحنة) الأول إنتاج ياباني والثاني بريطاني إيطالي، وكل المشاركات على الرغم من العراقيل تعبر عن حالة حراك يلقى الإعجاب ويحصد الجوائز».

إخراج وتمثيل

وعن ذكريات المراحل الأولى لظهور السينما في العراق وعمله بها قال الفنان الكبير: كان ذلك من خلال فيلم (ليلى في العراق) الذي أكد على الرغم من افتقارنا إلى الإمكانيات وطريقة التعامل مع الكاميرا إلا أن الإخلاص في العمل توج ظهوره وأسهم في أن نخطو بسرعة نحو هذا المجال.

وقد تهيأت لي في عام 1967 فرصة إخراج فيلم «الحارس»، الذي كتب قاسم حول قصته، وشاركت به في عدد من المهرجانات السينمائية، وفاز بالجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968 كما فاز بجائزتين تقديريتين في مهرجاني طشقند وكارلو فيفاري السينمائيين.

وكانت ذاكرة شوقي حاضرة بقوة عندما طلبنا منه تذكر الأفلام التي شارك فيها كممثل، حيث قال: «في السينما شاركت في الكثير من الأفلام، فقد أديت دور سبع المطيرجي في فيلم «من المسؤول» الذي أخرجه عبد الجبار ولي.

ودور عمو حنا الطباخ في فيلم «أبو هيلة» الذي أخرجه محمد شكري جميل ويوسف جرجس، ودور زاير راضي في فيلم «الظامئون» الذي أخرجه محمد شكري جميل عن رواية الكاتب عبد الرزاق المطلبي، ودور أبو سعيد في فيلم «يوم آخر» الذي أخرجه صاحب حداد، كما شاركت في فيلم «شيء من القوة» الذي كتبه صباح عطوان وأخرجه كارلو هارتيون».

رائد تلفزيوني

ويعد خليل شوقي من رواد العمل التلفزيوني في العراق، فقد عمل في تلفزيون بغداد منذ العام 1956 وهو عام تأسيسه، عمل مخرجا وممثلا بعد أن مر بفترة تدريب فيه.

وهو يقول عن هذه المرحلة: «كتبت أول تمثيلية عراقية للتلفزيون، وهي ثاني تمثيلية تقدم من تلفزيون بغداد ولكنها أول تمثيلية تكتب خصيصا للتلفزيون، ومن أهم أدواري التلفزيونية دور قادر بك في مسلسلي «الذئب وعيون المدينة» و«النسر وعيون المدينة» اللذين كتبهما عادل كاظم وأخرجهما إبراهيم عبد الجليل».

التأليف السينمائي

وفي مجال التأليف السينمائي كتب خليل شوقي سيناريو فيلم «البيت» الذي أخرجه عبد الهادي الراوي في العام 1988، وعن مشكلة كتابة نص السيناريو في الأفلام الخليجية أكد قائلا: لا تتعلق هذه الإشكالية بالخليج فقط بل هي واضحة في السينما العربية عامة.

حيث تميل إلى كثرة الحوار على حساب الصورة وأرى أن الأمر يحتاج إلى دراسة وممارسة ومشاهده لأفلام من دول أخرى أكثر تطورا منا في هذا المجال».

بصمات إبداعية

ويبقى القول: إن خليل شوقي قدم في مجمل أعماله كاتبا ومخرجا وممثلا، نموذجا للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وما تعانيه من متاعب الحياة، فهو شغوف بتفاصيل الحياة الشعبية، حريص على أداء مهمته الاجتماعية من خلال الفن.

وظل في كل أعماله رصينا ونأى بنفسه عن الانزلاق في شرك الأعمال التجارية في زمن الحصار الذي تعرض له العراق، وقد آثر الانسحاب من الساحة واختار حياة المنفى في هولندا، تاركا بصمات إبداعه ترافق اسمه المتألق في ذاكرة الفن والثقافة العراقية.

البيان الإماراتية في

22/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)