حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الثالث ـ 2010

وضعوا حجر الأساس للمواهب الخليجية

'الخليج السينمائي': واقعية الحياة في الخليج المعاصر

دبي – من محمد الحمامصي

المهرجان يحتفي بالمخرج الفرنسي فرانسوا فوجيل ويكرم الفنانين رزيقة الطارش وخليل شوقي وحياة الفهد.

يحتفي مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثالثة التي تقام بين 8 و14 نيسان /أبريل بإبداعات المخرج السينمائي الفرنسي المعاصر فرانسوا فوجيل، من خلال عرض مجموعة منتقاة تضم 16 من أروع الأفلام القصيرة التي أخرجها.

ويشتهر فوجيل عالمياً بأفلامه الفريدة التي تمزج بين أساليب صناعة السينما التقليدية والوسائط الرقمية المعاصرة، ويعد مصوراً رقمياً لامعاً بقدر ما هو مخرج سينمائي، حيث يتميز ببراعته في استخدام المساحات المكعبة والمناهج ثلاثية الأبعاد والعناصر حرة الحركة.

والمجموعة المختارة من أفلام فوجيل التي سيتم عرضها خلال المهرجان ضمن برنامج "في دائرة الضوء" تمثل انعكاساً للتطور الكبير الذي وصلت إليه تقنيات صناعة السينما اليوم، حيث يبدي الجيل الصاعد من صناع السينما اهتماماً متزايداً بتقنيات صناعة الأفلام الرقمية.

وأوضح مسعود أمر الله آل علي مدير مهرجان الخليج السينمائي أن فوجيل يشتهر بإبداعاته المتميزة ومهارته الكبيرة في التلاعب بالمساحة بين الموضوع والكاميرا، حتى عندما يستكشف في فيلمه فكرة جدية مثل عبثية الحروب.

وأضاف "لا شك أن أفلامه ستكون بمثابة نقطة مرجعية في عالم صناعة السينما الحديث وستشكل مصدر إلهام لصناع السينما في المنطقة للنظر إلى ما هو أبعد من الحدود السائدة".

وبدأ فوجيل حياته المهنية في مجال الفنون البصرية في معرض فنان الصور المتحركة دومينيك باربييه واكتسب شهرة دولية واسعة من خلال حملة "يو" الخاصة بـ "إتش بي"، كما فاز بجائزة "حملة العام" من مجلة "آدويك"، عن حملة "بيكتشر بوك".

ويتميز فوجيل ببراعته في تحريك الصور وصياغة المفاهيم بسهولة، فهو يبتكر بأسلوبه لغة سينمائية جديدة سوف تجد صدى واسعاً لدى المخرجين البارعين في استخدام التكنولوجيا الحديثة.

وتتضمن قائمة أفلام فوجيل التي سيتم عرضها خلال المهرجان "بعد المطر"و"مطبخ" و"لعبة الكلمات والرسوم" و"سلطعونات" و"دوار"و"لعبة القطط الثلاث الصغيرة" وغيرها.

ويكرم المهرجان في دورته القادمة ثلاثة من مبدعي السينما الخليجية ضمن "جوائز تكريم إنجازات الفنانين" وهم الممثلة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش والممثل والكاتب العراقي المعروف خليل شوقي والممثلة الكويتية القديرة حياة الفهد.

وكرس هؤلاء الفنانون حياتهم المهنية للارتقاء بالفن في المنطقة ووضعوا حجر الأساس للمواهب الخليجية، ممهدين بذلك الطريق أمام صناعة السينما الخليجية للبروز والتميز على الساحتين الإقليمية والعالمية.

وتشتهر الممثلة والكاتبة رزيقة الطارش بأدوارها الكوميدية المتميزة ولعبت دوراً مهماً في تطوير دور المرأة الخليجية في الأعمال الكوميدية التلفزيونية، وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبرعت الطارش في العديد من الأدوار في مسلسلات تلفزيونية مثل "عندما تغني الزهور" و"عجيب غريب" و"شحفان" و"حظ يا نصيب" وهي الأعمال التي حققت لها مكانة راسخة لدى الجمهور الإماراتي.

وكان لإنجازاتها الكبيرة دور هام في تطوير صورة المرأة في المجال الفني في المنطقة ومؤشراً على النجاحات التي يمكن تحقيقها في هذا القطاع.

وتميزت الممثلة والشاعرة الكويتية حياة الفهد بالعديد من الأدوار التي لا تنسى في مختلف المجالات الفنية ابتداءً من الأفلام السينمائية والتلفزيونية وحتى الشعر الملحمي، ويعود إليها الفضل في تمهيد الطريق أمام الممثلات الشابات في قطاع التلفزيون والمسرح الكويتي.

واستطاع فيلم "بس يا بحر" للمخرج خالد الصديق الذي شكّل الظهور السينمائي الأول للممثلة القديرة حياة الفهد، ويعتبر أول فيلم روائي طويل من إخراج كويتي حصد تسع جوائز عالمية.

وتحولت الفهد بعد ذلك إلى التلفزيون حيث لعبت دور البطولة في العديد من المسلسلات بما في ذلك "قاصد الخير" و"ثمن عمري" و"الخراز"، وتشتهر الفهد بديوانها الشعري المعروف "العتاب".

واستند الدور الذي لعبه الفنان والكاتب المسرحي العراقي خليل شوقي في فيلم "يوم آخر" للمخرج صاحب حداد إلى عمليات القتل الثأرية التي ارتبطت بشكل غير مباشر بالهيمنة التي فرضها شاه إيران في عام 1958، لتتحول هذه الخطوة الجريئة فيما بعد إلى أحد أكثر المشاهد المثيرة للجدل على مر التاريخ.

وساهم تصوير شوقي لهذا الدور في إفساح المجال أمام السينما العربية لكي تكون متنفساً للقضايا الاجتماعية التي لا يمكن معالجتها سوى بهذه الطريقة.

وقام شوقي الذي كان موظفاً في دائرة السكك الحديدية وعضواً في نقابة عمال السكك الحديدية في العراق قبل الوصول إلى النجومية بتأسيس ثلاث فرق مسرحية لعمال السكك الحديدية.

وتضمنت مسيرته المهنية كتابة مسرحيات تناولت نقاشات حول العدالة الاجتماعية وحقوق عمال السكك الحديدية.

ويقدم برنامج "أضواء" ضمن فعاليات المهرجان مجموعة من الأفلام القصيرة والطويلة المتميزة التي تقدم صوراً واقعية عن طبيعة الحياة في منطقة الخليج.

وتطرح الأفلام البالغ عددها 25 فيلماً مواضيع مختلفة تتنوع بين القصص التي تجري على خلفية سياسية معينة وحكايات الإنجازات الشخصية والمعاناة البشرية.

وتقدم هذه الأفلام صورة متكاملة عن مجتمع الخليج المعاصر عبر أعمال فنية جادة وهادفة.

وتعطي الأفلام التي وقع الاختيار عليها للعرض صورة واقعية ودقيقة عن المشهد الاجتماعي والسياسي المعاصر في منطقة الخليج.

وقال مدير المهرجان "نظراً لطبيعتها الخاصة، فإن الأفلام القصيرة تتميز ببنية سردية إبداعية متميزة تسعى إلى إيصال فكرة قوية خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً. وتتجلى في الأفلام المعروضة الإبداعات التجريبية للمخرجين الذين تناولوا مواضيع متنوعة نجحوا من خلالها في مد جسور التواصل مع جمهور المشاهدين".

ويستكشف فيلم "محفوظ" للمخرج الإماراتي محمد الساعدي طبيعة نفسية المرأة ويحكي قصة طفل تتبناه امرأة هجرها زوجها بعد أن أقام علاقة أخرى خلال رحلة عمل.

ويروي فيلم "2" للمخرج محمد سعيد حوسة قصة امرأة تعيش وحيدة ولا ترى زوجها إلا نادراً إلى أن يظهر لها رجل داخل البيت ويطلب يدها للزواج بالرغم من علمه بأنها متزوجة.

ويناقش فيلم "حبل الغسيل" للمخرج عيسى الجناحي كيف أن الناس يختلفون لكن هناك دائماً شيء واحد يجمعهم.

وفي فيلمه الوثائقي "اجعلني كاملاً" يقدم المخرج شادمهر راستين صورة عن حياة طفل مصاب باضطراب التوحد ليسلط الضوء على أهمية تحقيق التكامل بين مساعدة الأهالي والعناية المتخصصة لمنح الأطفال المصابين بالتوحد الحرية والاستقلالية التي يحتاجونها.

ويناقش الفيلم الإماراتي "بعد الظن" للمخرج ناصر اليعقوبي موضوع أخلاقيات الثقة، أما فيلم "في الطريق" للمخرج الإماراتي عبدالله الرمسي فيوثق طبيعة المحادثات التي يمكن أن تجري في الطرقات؛

ويرصد فيلم "نفق" للمخرجة الأردنية هبة أبو مساعد معاناة امرأة تحاول تجاوز أزمة اعتداء وابتزاز تعرضت لها.

ويسلط المخرج الياباني المقيم في الإمارات "شوكو أوكورانو" الضوء على حياة زوجين إماراتي ويابانية يعيشان حياة بسيطة ولكن فريدة في الصحراء في رسم تخطيطي للحياة في الإمارات.

ويصف فيلم "جبال بيضاء" للمخرج طه كريمي حياة "فاقي إبراهيم" وتجربته مع الأحزاب السياسية التي تشكلت في جبال المناطق الواقعة بين إيران والعراق وتركيا عبر حكاية سياسية تحمل في طياتها اللمسات الشخصية للمخرج.

ويروي فيلم "الموت شرقاً" للمخرج بهاء الكاظمي، قصة صحافي بريطاني يتعرض للاختطاف، حيث يتم اقتياده إلى سفينة مهجورة بجانب النهر، ولا أمل له بالنجاة من الخاطفين إلا على يد امرأة تقوم بتقديم الطعام له؛ أما فيلم "حقيقة وهم" للمخرج أحمد السبيعي فيروي قصة أحمد العاشق الذي يبحث عن حبيبته المفقودة، ويلتقي رجلاً غريباً يدلّه على كيفية إذلال الصعوبات التي تعترضه.

ويأخذنا المخرج العراقي محمد الداردجي إلى العراق في رحلة بحث عن الحب والسلام في بلد ما زال ممزقاً، وذلك عبر فيلم "العراق: حب، حرب، رب وجنون".

ويواصل الداردجي إبداعاته السينمائية مع فيلم "ابن بابل" الذي يروي قصة طفل يجول مع جدته في مختلف أنحاء العراق بحثاً عن قريب مفقود كان معتقلاً سياسياً في الماضي.

ويقدم المخرج قتيبة الجنابي تحية إلى السينمائي الكبير خليل شوقي عبر فيلمه الوثائقي "خليل شوقي: الرجل الذي لا يعرف السكون".

وفي فيلمه التحريكي القصير "تعب التآلف" يقدم المخرج ذياب الدوسري قصة تجريدية تصوّر سلوكنا تجاه بعض المواقف والأشخاص من خلال الأحكام المسبقة ويلقي الضوء على أنواع وأشكال التمييز العنصري.

ويروي المخرج عبد المحسن المطيري في فيلم "القناع" قصة سيدة تواجه مشكلات مع أخيها بسبب العديد من الخلافات العائلية، في حين تروي المخرجة هناء صالح الفاسي في فيلم "جاري التحميل" قصة رجل تعود إليه الحياة بعد دفنه، فيحاول الهرب من قبره.

ميدل إيست أنلاين في

02/04/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)