حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الستون

الأفلام الأسيوية والأوروبية تتنافس علي‏:‏ الدب الذهبي

رسالة برلين‏:‏ د‏.‏ مصطفي فهمي

حالة من ردود الفعل المختلفة صنعتها أفلام الأسبوع الأول لفعاليات المهرجان لدي النقاد والجمهور‏.

‏وكانت الآراء متفقة لدي الجانبين‏,‏مما يوضح أن دورة العام الحالي بدأت بشكل مختلف عن سابقتها التي أوجدت هذه الحالة من النصف الثاني للفعاليات‏ نال فيلم رومان بولانسكي‏'‏الكاتب الشبح‏'‏قسطا كبيرا من الأستحسان النقدي‏,‏والأعجاب الجماهيري لفيلمه المأخوذ عن رواية إنجليزية بنفس العنوان‏,‏ليقدم المخرج صورة لعالم السياسة من خلال الكاتب الشاب المنوط بمهمة كتابة مذكرات رئيس الوزراء‏,‏وبذلك تسمح معايشته له من الدخول في هذا العالم ومعرفة ألغازه التي تجذبه كباحث وكاتب تنتهي بإغتياله‏.‏

لعل بولانسكي استغل أسلوبه السينمائي في معالجته للرواية التي ظهرت في صورة ممتعة من خلال تعدد الخيوط الدرامية وجمعها في نقطة واحدة في النهاية‏,‏ لكن دون الأعلان عن نهاياتها صراحة ليجعل ذهن المتفرج في حالة من التفكير مع نهاية الفيلم حين تصطدم سيارة بالكاتب بعد خروجه من حفل نشر الكتاب تابينا للسياسي الذي أغتيل‏;‏ليستخدم المخرج هنا النهاية المفتوحة الممزوجة بالدلالة للتعبير عما يريد قوله وجعل المتفرج في حالة تأثر بالفيلم بعد أنتهائه‏..‏وهذا ما حدث من الأحاديث مع بعض الصحفيين والنقاد الأجانب إلي جانب بعض المناقشات مع الجمهور الذي أتفق أيضا مع النقاد في أعتبار الفيلم الروماني‏'‏إذا أردت أن أصفر سأصفر‏'‏للمخرج الشاب فلورين شربان الذي طرح قضية إنحراف الشباب‏,‏وجنوح سلوكه وتصرفاته‏;‏ويعتبر عنوان الفيلم توضيح لحالة العناد والأنانية التي يتمتع بها هؤلاء الصبية والشباب‏..‏ليلقي الضوء علي قضية ليست محلية علي المستوي الروماني‏,‏ ولكنها عالمية لوجود هذه الحالة في الكثير من دول العالم‏.‏

إستطاع شربان أن يركز علي التفاصيل في علاقات الشخصيات‏,‏ وملامحها‏,‏وردود أفعالها في حين نال الفيلم الصيني‏'‏ المرأة والمسدس و محل المكرونة‏'‏ إعجاب الحضور للحرفية العالية للمخرج زانج يمو في ضبط إيقاع الفيلم المختلف في الكثير من المشاهد التي أحتوت علي الكوميديا‏,‏ والكوميديا السوداء التي أجاد توظيفها بشكل جعل المشاهدين يضحكون في صالة العرض رغم شدة تراجيدية الموقف‏..‏وقد إعتمد في هذان النوعين علي خلل التفكير‏,‏وعدم إتساق الفكر مع أفعال الشخصيات‏,‏عيوبها الخلقية‏;‏إلي جانب أستخدامه لآلعاب السيرك التي يؤديه العاملون بالمحل أثناء صنعهم للفطائر والمكرونة‏;‏بخلاف صنعه لصورة سينمائية تظهر علي الشاشة كلوحة فن تشكيلي مستغلا الطبيعة الجبلية لمنطقة التصوير وتدرج إنعكاس الشمس علي سفوحها‏,‏وإستخدامها العالي الحرفية للجرافيك في تغير الزمن من الليل إلي النهار‏..‏تمكن زانج من إستخدام هذه الوسائل في شكل مبرر دراميا داخل محل المكرونة والمنطقة الكائن بها و يشهدا جريمتي قتل بسبب المسدس الذي أشترته المرأة‏..‏ أكدت السينما الصينية مكانتها في المهرجان بخطفها لأنظار الحضور بهذه الفيلم‏,‏وفيلم الأفتتاح‏.‏

شهد الأسبوع الأول أيضا إفتتاح العديد من الأنشطة منها فعاليات منتدي صندوق دعم السينما العالمي‏,‏ و مسابقة الكامبوس المهتمة بعمل الورش السينمائية التي يحضرها شباب من جميع أنحاء العالم وأختيار افضل مشاريعهم لتمويلها‏,‏ويشارك بها من مصر ستة مخرجون شباب‏.‏وتكتمل المشاركة المصرية بإنضمام الشركة العربية للأنتاج والتوزيع إلي سوق الفيلم للعام الثاني علي التوالي لتكون بذلك الدولة العربية الموجودة في السوق‏;‏في حين ياتي حضور دولة الأمارات من خلال حضور القائمين علي مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي‏(‏مهرجان ابوظبي‏)‏ علي الهامش بفيلم‏'‏ أبن بابل‏'‏الذي عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان أبوظبي‏.‏

أما دولة قطر فجاءت مشاركتها ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية‏(‏ الفوريم‏)‏ بفيلم‏'‏ عايشين‏'‏إنتاج قناة الجزيرة للأطفال‏..‏ويصور الفيلم أوضاع الأسر والأطفال الفلسطنيون بعد الحرب الأسرائيلية الأخيرة في‏2008;‏ وقد تمكن المخرج نيكولا فلاديموف الشريك في الإنتاج من تصوير أوضاع الطفل من خلال التنقل بين مجموعات الأطفال التي تتمني أن تتعلم‏,‏وأخري تقاوم الأحتلال بالموسيقي‏,‏وثالثة تحاول أن تلهو‏,‏ورابع أستشهد أخيه ويقرر أنه سينتقم عند إشتداد قوامه‏..‏ ليوضح بذلك طبيعة حياة الطفل الفلسطيني ومأساته المتمثلة في فقدانه أبسط حقوقه‏,‏ وهي اللهو والتعليم‏;‏لكن ما فعلته إسرائيل وتفعله يصنع من هؤلاء الأطفال رجال مقاومة بعد يأسهم من الحصول علي حقوقهم‏,‏ والحياة الكريمة‏.‏

ألقي الفيلم الضوء علي الممارسات الاسرائيلية من القنابل الفوسفورية وما تركته من أثر علي أجساد الأطفال الذي أصبح همهم طرد إسرائيل‏..‏ولعل المخرج إستطاع أن يعبر عن حال الطفل الفلسطيني بأنه يعيش في دائرة لا يعرف الفرار منها عندما يصور أحد الأطفال وهو يركب الطبق الدوارويلف به والطفل مستسلم‏.‏

يعتبر الحضور العربي قويا في هذه الدورة عن سابقتها في العام الماضي حيث مشاركة دولتين في أهم أقسام المهرجان هما سوق الفيلم‏,‏ ومسابقة التسجيلي‏;‏في حين جاءت الثالثة تعرف نفسها سينمائيا للعالم من خلال فعاليات الدورة الستين لمهرجان برلين الذي يطفئ ستون شمعة بعرض أفلام من الدورات الأولي‏.‏

الأهرام اليومي في

17/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)