حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الستون

افتتاح بفيلم صيني مع أشرطة لبولانسكي وسكورسيزي وعن غينسبورغ

الـ «برليناله» السينمائية وجه السياسة القبيح والعنف الداخلي

نديم جرجورة/ برلين

انطلق الاحتفال الستون بتأسيس الـ«برليناله». مهرجان السينما في برلين التحق بالمهرجانين الشقيقين «كان» في فرنسا و«لا موسترا» (البندقية) في إيطاليا. سبقه الشقيقان في الاحتفال بالذكرى التأسيسية نفسها قبل أعوام قليلة. لا يعني هذا شيئا مهما. العيد، بالنسبة إلى السينما (وإلى الفنون كلّها، ربما)، يومي. كل فيلم جديد عيد. كل مهرجان يحمل المختلف والمتألّق والبديع والسجالي، عيد. فكيف إذا تضمّن الفيلم كَمّاً من المعطيات الإبداعية والجمالية؟ في برلين، احتفال بالعيد الستين لتأسيس واحد من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم. شكّل، مع شقيقيه، فسحة تأمّل في ما آلت إليه أحوال السينما وتطوّراتها. هذا فن لا يتوقّف عن إثارة الدهشة والسجال. مضامينه وأشكاله ولغته وأنماطه وأساليب مبدعيه. تفاصيل لا تنتهي، ومسائل مستمرّة في إشغال المعنيين بأسئلتها. الاستعراض والنجوم والسجادة الحمراء أمورٌ ضرورية، لا تلغي أولوية السينما وحكاياتها. الثلج، ببياضه المخيف أحياناً، يُغطّي شوارع المدينة وأبنيتها وسيارات ناسها. والسينما، إذ تفتح العيون على الدهشة والانفعال على المتعة والعقل على المشاكسة والتساؤل، تعيد صوغ الحياة بمنظارها الخاص، وتفرض روعتها على البهاء الأبيض الذي صنعه الثلج.

احتفال

انطلق الاحتفال الستون بتأسيس الـ«برليناله» لحظة الافتتاح، مساء الخميس الفائت. استمرّ الاحتفال بأشكال مختلفة، أبرزها: عروضٌ استعادية لروائع الفن السابع. والاحتفال، بهذا المعنى، لم يعد حاضراً بشكل مباشر، بعد مرور ثلاثة أيام فقط على افتتاح الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي هذا. السينما هي الحاضرة. الأفلام الجديدة تحرّض مئات النقّاد والصحافيين السينمائيين المتخصّصين على المُشاهدة والتعليق. الأمر، هنا، مختلف عنه في «كان». تفاصيل صغيرة لكنها مهمّة، بالنسبة إلى زائر المهرجان للمرّة الأولى. النصوص الفرنسية غائبة كلّياً، باستثناء المجلة الأسبوعية الفرنسية «شاشة كاملة» (إكران توتال)، التي خصّصت صفحات قليلة من عددها الأخير (10 ـ 16 شباط الجاري) بالـ«بريناله»، لأنها (البريناله) أفسحت مجالاً لأفلام ونشاطات سينمائية فرنسية لتقديم عروضها. اللغة الألمانية طاغية. أخبرني صديق زار برلين مرات عدّة بمناسبة مهرجانها وبمناسبات خاصّة أخرى، أن الغالبية الساحقة من الألمان متعصّبون للغتهم. لا تعثر على لغة غيرها: في أنفاق الـ«مترو». في المحلات التجارية الكبيرة. داخل أروقة المهرجان أيضاً. لكن هذا الأخير مضطرّ إلى جعل اللغة الفرنسية أساسية في الـ«كاتالوغ» الضخم (464 صفحة من الحجم الكبير)، إلى جانب الإنكليزية (لعلّها أكثر اللغات الأجنبية استخداماً)، والألمانية طبعاً. هناك أناس عديدون يتقنون اللغة الإنكليزية. ينتمون، أساساً، إلى جيل شبابي، أو إلى فئة العاملين في حقول ميدانية، تستدعي إتقانهم بعض مفرداتها الرئيسة. مع هذا، فإن الغالبية الساحقة من المنشورات والمطبوعات اليومية المتعلّقة بالمهرجان، مكتوبة باللغتين الألمانية والإنكليزية. «هذا عالم آخر»، أهمس لنفسي. «هذا عالم آخر، والتجربة مُصابة، دائماً، بصعوبات اللقاء الأول». إتقان اللغة الألمانية محتاجٌ إلى وقت. إتقان اللغة الإنكليزية أسهل. لكن اللعنة منصبّة على دولة الانتداب القديم، التي جعلوها الأم الحنون. أم إنها هلوسة الصدمة الأولى، التي أحدثتها زيارة برلين، بما هي عليه من تاريخ عريق وذاكرة جماعية مفتوحة على الأسئلة كلّها؟

تتطلّب زيارة المعالم الأساسية للمدينة حيّزاً آخر. المهرجان حاضرٌ. لكن المعالم الأولى واضحة للعيان. فالحيّز الجغرافي الأساسي للمهرجان مُقام على بُعد خطوات قليلة من الخطّ الذي فصل برلين الشرقية عن برلين الغربية. هنا، أقيم الجدار لسنين طويلة. وعند هدمه وتوحيد المدينة والبلد، ارتأت إدارة الـ«برليناله» أن يكون موقعها الميداني في ساحة بوتسدام، التي كانت حدوداً ما بين المدينتين.

سينما

لكن الزيارة هادفة إلى المهرجان السينمائي ايضاً. أفلام المسابقة الرسمية مهمّة. أقلّه في الأيام الأولى. السياسة طاغية. لكنها مُعالَجَة بطرق سينمائية تستدعي قراءات بعيدة عن السياسة المباشرة. تستدعي تأمّلاً أهدأ. السياسة طاغية. لكن طغيانها لا يعني حضوراً مباشراً. فيلم الافتتاح «منفصلون معاً» للصيني وانغ كيوانان سياسي، وإن ظلّت السياسة مبطّنة. هذا ما تضمّنه فيلمان آخران: «عواء» لروبرت إيبشتاين وجيفري فريدمان؛ و«الكاتب الشبح» لرومان بولانسكي. اللغة المستخدمة في الفيلم الصيني متنوّعة. الأساسي «ماندران». لكن السياسي والانفعالي والاجتماعي فاعلٌ. قصّة حب، أم تشريح الذات، أم استعادة حقبة تاريخية مليئة بالعنف والانفصال؟ هذا كلّه. هناك من اعتبر الحبّ فيه أقوى حضوراً. سنون طويلة مرّت، ولم ينضب الحبّ بين عاشقين اثنين باتا في سنّ الشيخوخة. وعلى الرغم من الانفصال المفروض عليهما، وجدا أن الحب معتملٌ في القلب والروح، عند اللقاء الأول بعد غياب سنين طويلة. لكن المسائل الأخرى حاضرة. الانفصال مردّه سيرة دموية من العنف السياسي والعسكري. اللقاء ناتجٌ من قرار سياسي بضرورة «لمّ الشمل». السياسة مبطّنة للغاية. الانفعال العاطفي أقوى. السرد مشوبٌ بحساسية واضحة.

هذا موجودٌ في «عواء» أيضاً، لكن بأسلوب مختلف تماماً. الحبكة معقودة، هنا، على الشاعر والكاتب الأميركي آلان غينسبورغ. قصيدته التي ألقاها للمرّة الأولى في السابع من تشرين الأول 1955، شكّلت انعطافاً في مسار حياته الشخصية، والحياة الأدبية والإنسانية والاجتماعية أيضاً. عند صدورها بعد عامين اثنين في كتاب مستقلّ، تعرّضت للمحاكمة. تعرّض الشاعر للمساءلة. الفيلم منقسم إلى جانبين أساسيين: مسار المحاكمة، الذي أظهر وجهاً قبيحاً للولايات المتحدّة الأميركية في مرحلة المكارثية الشهيرة. وحكاية الشاعر نفسه. القصيدة صوتٌ صارخ عرّى المجتمع الأميركي. دافع عن المثلية الجنسية. هاجم تفريخ الموت والقتل والجنون العسكري. واجه تحدّيات القمع المبطّن والمباشر. غاص في الذات الممزّقة. القصيدة جميلة. الفيلم ليس تصويراً لها، بل ترجمة بصرية لمضمونها وحكاية كاتبها. مرآة لواقع اجتماعي وتربوي. السياسة أيضاً وأيضاً. رومان بولانسكي مشاغب حقيقي. فيلمه الأخير «الكاتب الشبح» محرّض على إعادة اكتشاف تفاصيل يومية في العيش. المؤامرة والقتل والجرائم المرتكبة باسم آلاف القضايا. الإشارة بالغة الدلالة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. لكن الالتباس مثير. لا ضرورة لإسقاطات مباشرة. الفيلم أعلى شأناً من هذا. مع أنه لم يبق خارج النقد المباشر لسياسات ومؤامرات استخباراتية.

اعتمد «عواء» على حوار إذاعي حقيقي مع آلان غينسبورغ. الممثل جايمس فرانكو قدّم الشخصية الرئيسة بحرفية بالغة. تداخلت الأزمنة بعضها مع البعض الآخر. الماضي (زمن إلقاء القصيدة ولقاء الأحبة والصدقاء) وقصص الحب والكتابة والعلاقات (بالأسود والأبيض)، والحاضر (زمن صدور الكتاب) بشقّيه الاثنين: المحاكمة والحوار (بالألوان). نزعة استبدادية في الثاني. نسق عاطفي وإبداعي في الأول. التداخل بين الأزمنة حاصلٌ بفضل براعة التوليف. أو بالأحرى، لأن الشكل المعتمد منذ البداية فرض هذه التقنية. التداخل ضروري. لكن اللعبة الجمالية الأبرز والأهم سينمائياً، كامنةٌ في الشقّ المتعلّق بالرسوم المتحرّكة. هذا شقٌّ بالغ الأهمية، فنياً وتقنياً وإنسانياً ودرامياً. متعلّق هو بالذات الخاصّة بالشاعر المختلف، وبهواجسه وكوابيسه وأسئلته وآلامه وتمزّقاته، المكتوبة في قصيدة «عواء»، والملقاة للمرّة الأولى في «غاليري ستة» في سان فرانسيسكو، قبل صدورها في كتاب مستقلّ. الألوان المعتمدة متناسقة والتناقض المطلوب في ثنايا الحكاية الشخصية للشاعر. إعلانه مثليته الجنسية، وعشقه الواضح للتفلّت من حصار الفكر المحافظ والتقليدي. أمور لم تكن سهلة في أميركا الخمسينيات (هل هي سهلة اليوم، في «بؤر» متفرّقة في هذا العالم؟). لكن المسألة الجنسية ليست طاغية. هناك مناخ استبدادي متسلّط، أراد مخرجا الفيلم قراءته على ضوء القصيدة ومحاكمتها. أراد المخرجان التسلّل منها إلى تفاصيل حياتية وإنسانية متفرّقة.

عنف

«إذا أردتُ أن أصفّر، سأصفّر». فيلم روماني لفلوران سربان. قاس. حاد. مؤلم. لكن ببساطة مطلقة. غياب الموسيقى عنه جعله أعنف وأعمق. سلاسته التصويرية والدرامية دفعته إلى أقصى حدود التشريح الذاتي والمجتمعي. غاص في متاهة النفس البشرية، لكنه حافظ على قراءة التفاصيل العادية التي يُمكن للمرء أن يعاني تداعياتها. الشاب سيلفيو يستعد لمغادرة السجن بعد خمسة عشر يوماً فقط. أمضى أربعة أعوام تنفيذاً لحكم بتهمة غير معروفة. ليس مهماً معرفتها. متواضع وإنساني ومرح. هادئ الطباع. مدير السجن يُقدّر ابتعاده المطلق عن المشاكل. لكن الأمور ليست بهذه البساطة. زيارة شقيقه الصغير أحدثت انقلاباً. عادت الأم من إيطاليا لتصطحب معها الشقيق الصغير. رفض سيلفيو. انفتحت أبواب الجحيم عليه. الأم ضائعة، أو بالأحرى غير مبالية بعائلتها إلاّ عندما تقع في الوحدة. لقطات قاسية بين الشاب وأمه. تحوّله إلى كائن عنيف لم يكن أقلّ قسوة. فيلم أحاسيس هو، أكثر من كونه فيلم قصّة وحبكة. فيلم مشاعر وانفعالات. القصّة عادية: تمزّق عائلي أدّى إلى مصائر متناقضة ومتنافرة. لكن المعالجة مهمّة. السياق بارع في تسليط الضوء على التحوّل المذكور، شيئاً فشيئاً.

العنف حاضرٌ في الفيلم الأخير للأميركي مارتن سكورسيزي «جزيرة شاتر». لكنه عنف داخلي مرتبط بالانهيار النفسي الذاتي. تعمّق فظيع في متاهة النفس البشرية. إمعان في تفتيت ظاهرها، لولوج باطنها. البداية بوليسية (لكن النهاية مختلفة تماماً). هناك امرأة اختفت داخل معسكر لمعالجة مصابين بارتباكات نفسية خطرة. استدعاء عميلين تابعين لمكتب «مارشالات الولايات المتحدّة» بداية غرق بطيء وحاد في جحيم الذات والأرض معاً. لكن المأزق في مكان آخر. التمزّق النفسي أساس كل شيء. والعالم المسيّج بالأسلاك الشائكة والخفايا والالتباسات، مخيف. أسلوب سكورسيزي بديع. تعاونه الجديد مع ليوناردو دي كابريو منح الممثل الشاب فرصة جديدة لقول أدائي متقن.

هذه نماذج أولى. برمجة الأفلام المختارة رسمياً في اللائحة الأساسية وفي المسابقة الرسمية تعد بمزيد من العناوين المهمّة. المهرجان لا يزال في بدايته. الشاشات الكبيرة حافلة بالأعمال المشوّقة والبديعة. أو هذا ما يتمنّاه المقبلون إلى المهرجان برغبة المُشاهدة والتعرّف على الجديد.

السفير اللبنانية في

15/02/2010

 

«البرليناله» الستون يُفتتح بالفيلم الصيني «منفصلون معاً»

نديم جرجورة/ برلين

لا شيء يحول دون الاحتفال الدائم بالسينما. في برلين، التي عرفت واحداً من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم، هناك ستون عاماً من السعي الدؤوب إلى جعل الشاشة الكبيرة مرآة الحياة والذات والقضايا الكبرى والاشتغالات البصرية، وستون عاماً من جعل لغة الصورة مفردة أساسية في اختبار التواصل.

قبل ثلاثة أشهر فقط على الموعد السنوي مع المدينة الفرنسية «كان» ومهرجانها الأهمّ، جذبت برلين عاملين في شؤون سينمائية متفرّقة، إبداعاً وصناعة وتوزيعاً ومهرجانات، للقاء ممتدّ على مدى عشرة أيام متتالية في صالات العرض والسوق السينمائية والقاعات الخاصّة بالمؤتمرات الصحافية والمكاتب الموزّعة في أبنية قريبة من «قصر البرليناله»، حيث الحفلات الأساسية والسجادة الحمراء وعدسات المصوّرين وكاميرات الإعلام المرئي والنجوم والحكايات التي لا تنتهي.

إذا تساءل البعض عن مدى قدرة «البرليناله» على منافسة مهرجان «كان»، الذي يستقطب السينمائيين ويُطلق الأسماء الجديدة ويدعم المشاريع الإبداعية المختلفة؛ فإن برلين مستمرّة في تثبيت مكانة مهرجانها هذا في عالم الصورة السينمائية. وإذا أبدى البعض قلقه إزاء المضامين الدرامية والأشكال الفنية للأفلام المختارة للمسابقة الرسمية أو للبرامج الموازية، لأن غالبية الأفضل ذاهبةٌ دائماً إلى «كان»؛ فإن التعريفات الأولى الخاصّة بالأفلام العشرين المتنافسة على الجائزة الأولى (الدبّ الذهبي) وعلى جوائز أخرى متفرّقة، عكست اهتمام السينمائيين بالمصاعب الشتّى التي يواجهها البشر في لحظة التحوّلات الخطرة والأزمات المتافقمة، هنا وهناك.

في أجواء احتفالية معتادة في أمكنة تولي السينما أهمية قصوى؛ وعلى الرغم من قسوة الطبيعة في خفض درجات حرارتها إلى ما دون الصفر؛ وعلى مرأى من الثلج الأبيض الناصع، الذي كلّل المدينة بجماله وطقوسه الخاصّة؛ افتُتحت الدورة الستون لـ«البرليناله» مساء أمس الخميس، بعرض فيلم صيني بعنوان «منفصلون معاً» لوانغ كوانان، الفائز بجائزة «الدب الذهبي» من البرليناله نفسها في العام 2007 عن فيلم «زواج تويا».

والحشد المتدفّق على «قصر البرليناله»، مقبلٌ إلى الحيّز الأجمل، المفتوح على عوالم الذات والنفس والعلاقات والحكايات، ومشارك في إعلان انطلاقة الدورة الستين، التي يُفترض بها أن تكون لحظة تجدّد فعلي، لمهرجان مثابر على ابتكار أنماط شتّى من القول الفني والإبداعي.

«منفصلون معاً»، جديد كوانان، استعاد لحظة تاريخية في الراهن، من خلال عودة محارب قديم إلى عائلته بعد غياب سنين طويلة. لكن العودة لن تمرّ بسلام، لأنها مزّقت أقنعة بدت هشّة أساساً، ما جعل أفراد العائلة يقيمون في ارتباكاتهم وشغفهم المنقوص للخروج من ورطة الانصياع إلى الانفصالات الدائمة. اللغة المستخدمة في سرد الحكاية أقرب إلى الشعر منها إلى أي شيء آخر. البساطة والتواضع في الاشتغال الفني مردّهما إلى تقنية البحث في الأعماق الدفينة داخل الإنسان، وفي الأسئلة الكثيرة التي تقضّ مضجعه. لا يُمكن التغاضي عن الهواجس المتعلّقة بالحب والتمزّق العائلي والحرب والنظام الاجتماعي. هذه مسائل مطروحة في «منفصلون معاً». وأسلوب طرحها مخفّف، لأن الأولوية معقودة على تقديم الشخصيات بسلاسة، وفضح مكامن الضعف والألم والانهيار والخذلان والخيبات والخراب، المعتملة في نفوسها وأرواحها الهائمة وسط الانكسارات. والمأزق الآخر كامنٌ في أن المناخ السائد في علاقات الأهل بعضهم ببعض، من انفصال وصدام وغربة، لن يكون غائباً عن الجيل الشاب أيضاً. كأن الغربة، سواء كانت منفى أم هجرة، قدرٌ لا مفرّ منه. فالشابة الصغيرة تُخبر جدّيها برغبتها في الزواج ممن تحب، لكن بعد سنتين اثنتين ريثما يعود من الولايات المتحدّة. فما كان على الجدّة، الطالعة حديثاً من أزمة انفصال جديد بينها وبين زوجها المحارب القديم، إلاّ أن عبّرت عن خوفها من أن تمتدّ السنتان، إلى ما لا نهاية.

السفير اللبنانية في

12/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)