حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مهرجان كان السينمائي الدولي الثاني والستون

كان 2009

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

مجتمع يعيش على الحافة

«حوض السمك» عن الأسرة البريطانية اليوم

عبد الستار ناجي

قبيل ثلاثة أعوام، جاءت المخرجة اندرا أرنولد، الى مهرجان «كان» السينمائي الدولي، لتقدم فيلمها الأول «ريد رود» أو «المراقبة» عن حكاية شرطية شابة تعمل في مراقبة الطرق عبر الكاميرات، ومن خلال تلك الكاميرات تكتشف الكثير من الحكايات، من بينها حكايات تخصها شخصياً، ويومها خرجت من المهرجان بجائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها الأول.

وحينما تعود عام 2009 من جديد، فانها تقدم فيلمها في المسابقة الرسمية بعنوان «حوض السمك» عبر سيناريو قامت بكتابته، يذهب بعيداً، في الوقوف على الظروف التي تعيشها الأسرة البريطانية اليوم، وهي محاولة (جادة) للاقتراب من تلك الأسرة بكثير من الحيادية والعمق.

ومنذ اللحظة الأولى، نحن أمام حكاية الصبية البريطانية «ميا» ذات الخامسة عشر من عمرها، التي لا تجد نفسها في الدراسة، بل في الرقص الحديث، وهي ترصد حولها الكثير من المتغيرات، حيث الشباب حولها غارق بكم من الحكايات والأسرار والادمان، وأيضاً والدتها ترتبط برجل جديد، يعاملها بكثير من اللطف، فتنجذب اليه هي الأخرى.

وتتطور الأحداث، حتى ممارسة الجنس بينهما، ولكنه في لحظة يقرر الابتعاد عن هذه الأسرة، لأن اقامة علاقة مع أم.. وأيضاً ابنتها ذات الخمسة عشر عاماً، تشكل جريمة اجتماعية.

وتبدأ «ميا» بالبحث عنه، وحينما تصل الى بيته تجد بانه متزوج وعنده طفل أيضاً، فتقرر الانتقام أولاً من طفلته، ولكنها تتراجع عن قرارها وعن كافة القرارات الأخرى الصبيانية التي اتخذتها.

وتعود الى اسرتها ووالدتها وشقيقتها، وتشد رحالها برفقة صديق جديد «لتمضي الحياة».

تماس مع الاشكاليات الاجتماعية اليوم في المجتمع البريطاني. دراسة في المفردة بين الشباب، والعنف، وايضاً الاحلام المحبطة، والطموحات المتكسرة، فهي حينما تتقدم الى احدى المسابقات، تقرر الانسحاب، لانها تجد مجتمع «الرقص» يغرق في اجواء لا تناسب عمرها، وطبيعتها.

تماس مع اهم القضايا التربوية والاقتصادية، وايضاً وضع المجهر على قضايا الشباب الضائع في الاحياء والازقة، في العاصمة البريطانية.

كاميرا تذكرنا باللغة السينمائية التي قدمتها اندرا ارنولد في فيلهما الاول، وهي «التلصص» والرصد، وهي تعيد الكرة من جديد، لتقول الكثير.

فنحن في حقيقة الامر لم نكن امام حكاية «ميا» وامها وشقيقها وصديق والدتها فقط، بل كنا امام شريحة اجتماعية، هي اختصار لقضايا المجتمع البريطاني اليوم.

مجتمع يعيش على الحافة، قريباً من الهاوية، قريباً من العنف، من التوتر، من الانفجار.

ففي لحظة ما كانت «ميا» ان تقتل الصغيرة ابنة صديقها وصديق امها، وفي لحظة ضربت احدى الفتيات، في الشارع لانها لم تكن ترقص بطريقة جيدة.

وهنالك دلالة رمزية، في الفيلم حول رغبة «ميا» باطلاق سراح حصان عجوز محبوس عند مجموعة من الشباب، وتحاول اكثر من مرة، ولكن محاولاتها تذهب هباءا، ولكن محاولاتها تعرفها على شاب تنتهي رحلتها معه، حيث يقرران في نهاية الفيلم السفر سوياً.

فيلم «حوض السمك» عن الاسرة البريطانية اليوم، والعنوان هو اختصار لكثير من المعاني، فذلك الحوض هو الاسرة البريطانية، والمجتمع البريطاني، فيلم يطرح الصورة، ويدعونا لان نحلل ونقول ونستخلص.

هكذا كانت اندرا ارنولد في «ريد رود» وها هي تؤكد على نهجها الرائع.

النهار الكويتية في 14 مايو 2009

 

 

وجهة نظر

تقاليد

عبد الستار ناجي

هنالك عدد من التقاليد الاحترافية، للتعامل مع الصحافة والإعلام الدولي، تبدو غائبة عن نسبة كبيرة من الأعمال السينمائية العربية المتواجدة هنا في كان، ما يشكل لها مساحة من الخلل.

حين يظل الهاجس الأساس بالنسبة لشركات الانتاج العربية، هو النقاد والصحافي العربي، في حين معادلة كان تختلف كلياً عن ذلك المنحى الذي نراه ضيقاً.. وبعيداً عن الطموح في بلوغ العالمية.

هذا ما نلمسه هذه الأيام مع عدد من الأفلام العربية، التي يظل حضورها مقتصراً على العرب فقط.

إنها المعادلة الخطأ.. بل المعادلة الخلل.

فمع الاحترام الكبير للصحافة والحضور العربي، إلا أنها لا تؤثر في معادلة التوزيع العالمي، ويظل الفيلم العربي، في كثير من الأحيان حبيس الرقعة العربية، المحدودة من حيث العوائد والمشاهدين.

ومن هنا تعود الأسئلة من جديد.

لماذا يغيب المرافق الصحافي (العالمي) عن الفيلم العربي، أو المرافق الصحافي (العربي) ذو العلاقات الدولية؟

وعلى مدى اليومين الماضيين من أيام مهرجان كان السينمائي الدولي، كانت هناك نسبة من الأفلام العربية، وكان الحضور (دائماً) عربياً.. وكانت المواعيد مع الصحافة (العربية).

إن هكذا تجربة يمكن تحقيقها في المهرجانات العربية مثل القاهرة ودبي والشرق الأوسط وغيرها من المهرجانات.. ولكن في كان، يفترض التفكير بأطر ومعطيات وتقاليد جديدة.

أجل - تقاليد جديدة.

يقول لي النجم العربي «محمود عبدالعزيز» على مدى يومين في كان كل الذين التقيت بهم من الصحافيين كان من العرب.. وهكذا التلفزيونات والقنوات الفضائية والإذاعية وغيرها هي عربية.

فلماذا لا نفكر في العالمية؟

وعلى المحبة نلتقي.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في 15 مايو 2009

 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)