اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

مهرجان دبي السينمائي الدولي الخامس

 

دبــــــي

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

تاريخ العراق الدامي في قصص نساء فيلم العراقية ميسون الباجه جي

محمد موسى من دبي:

 
     
  

الصفوف الطويلة من الجمهور المتنوع الذي كان يقف في انتظار الحصول على بطاقات الدخول الى افلام اليوم الثاني من مهرجان دبي السينمائي ، هو بالتأكيد اشارة ايجابية كبيرة على قدرة المهرجان على الوصول الى انواع مختلفة من الجمهور ، وتحوله الى نشاط ثقافي ترفيهي مهم في المدينة .

افلام اليوم الثاني من المهرجان والتي يستحق معظمها الانتظار في صفوف طويلة ، إستغرق انتاج بعضها سنوات من حياة مخرجيها وأبطالهم ، والكثير من جهدهم وقلقهم . هذه قراءة لفيلم ميسون الباجه جي "عدسات مفتوحة في العراق" والذي عرض في مساء الامس في اليوم الثاني من الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي.

علاج نفسي عراقي

يمنح مشروع للامم المتحدة ، مجموعة صغيرة من النساء العراقيات ،فرصة المشاركة في دورة صغيرة للتدريب على التصوير الفوتغرافي في سوريا عام 2006. المشروع في الحقيقة يحمل عمقا اكبر من التصوير الفوتغرافي ، هو يطمح ان يشرك النساء في تجربة تسجيل قصصهن في العراق ، الصور هنا تسجل الحكاية ، حكاية البلد وحكاية النساء انفسهن.

المشروع الذي تم تنظيمه  مرات عديدة ، وبمشاركة نساء من دول مختلفة ، اختار النساء العراقيات هذه المرة ، واختارت احدى مديرات المشروع ، المخرجة العراقية ميسون الباجه جي ، لتسجيل هذه التجربة سينمائيا.

تصل النساء العراقيات الى دمشق ، ليعشن معا في احد البيوت الدمشقية القديمة ، ولتبدأ مصورة فوتغرافية بريطانية في تدريبهن على استعمال الكاميرات وعلى الجوانب التقنية في الموضوع.

تسجل كاميرا المخرجة ميسون الباجه جي الايام الاولى من هذه التجربة . في احدى ورشات العمل المبكرة ، تعرض المصورة البريطانية ، صورا شديدة التأثير لناس من دول مختلفة ، مرّوا  بحروب او كوارث طبيعية ، تعليقات النساء العراقيات على هذه الصور ، تشير الى ذكاء واضح ، بسرعة تبدأ النساء باكتشاف اهمية الصور في كشف الكثير من ألم الانسانية ، دون تقديمات او مبالغة.

وكجزء من الورشة التعليمية ، تطلب المصورة من النساء العراقيات ، عرض صورهن القديمة الخاصة ، على لوح كبير ، والتعليق على هذه الصور ، ورسم خارطة لحياتهن السابقة . تبدأ النساء العراقيات سرد القصص ، وربما للمرة الاولى في حياتهن ، يرجعن الى ماضيهن ، يصفن مشاعرهن ، مآسيهن الشخصية وكوارث البلد.

تسجل كاميرا ميسون الباجه جي ،جلسات البوح تلك ، والتي اختلفت عن تعليقات السخرية المريرة الاولى ، التي غلبت على وصفهن الاول لوضع العراق في السنوات التي اعقبت حرب 2003 ، وهي السخرية التي تغلب على احاديث العراقيين في الوقت الحاضر .

منح المكان الآمن ، النساء الفرصة للعودة الى احداث مرت سريعا وضاعت في وسط فوضى العراق وعنفه في الخمس والثلاثين سنة الماضية.

التقطيع الرائع للمخرجة لقصص العراقيات والتي قدمت على مقاطع ، جعلها تبدو مرتبطة ببعضها الى حد كبير ، ولتسرد تاريخ العراق الحديث كله ، دكتاتورية ، حروب ، قمع ، ذكورية ، طائفية ، عنف . قصص النساء متنوعة ايضا ، وقادمة من مناطق مختلفة من العراق ، فالنساء قادمات ايضا من مدن مختلفة .

فيلم ميسون الباجه جي فيلم نسائي بشكل كبير ، وهذا وصف لا ينقص من قيمته ابدا ، هو يقدم قصصا نسائية تحمل مرارة كبيرة بسبب هيمنة الرجل ، ويحمل ادانة كبيرة ، للمجتمع الذكوري الذي يكبل ويفسد في احيان كثيرة حياة النساء فيه. يتدخل في تعليمهن وزواجهن وخياراتهن الاخرى.

الفيلم الذي بدأ هادئا ، تقدم بخطوات سريعة الى المتفرج ، متخطيا التقديمات الاولية بسرعة ،  الفيلم لا يشيح بوجه  او يهرب من الاختلافات التي تحملها النساء بينهن ، والعنف الذي انفجر في العراق بين الطوائف هناك ، في واحد من مشاهد الفيلم ، تعبر احدى السيدات ، عن حزنها الكبير وخوفها على إفساد تلك الاختلافات وذلك العنف ، علاقتها مع زميلاتها الاخريات بسبب اختلاف الطائفة. الجميع اشار الى اسباب العنف السياسية ، وبعده عن حقيقة العراقيين انفسهم.

رافقت احدى السيدات طفلتها الوحيدة التي لا تتجاوز الست سنوات الى الورشة ، لتضيف روحا من التفاؤل على التجمع وسيداته ، ولتخرج الجميع احيانا من الحزن الذي سببته التجربة.

بعد أشهر من التدريب على التصوير ، تعود النساء الى العراق ، من اجل التقاط مئات الصور الفوتغرافية لحياتهن هناك ، لا تذهب كاميرا المخرجة ، معهن الى العراق ، لكنها تكون في انتظارهن عندما يعدن الى سوريا مع صور وقصص .

النتائج كانت باهرة حقا ، الكثير من الصور ، اظهرت نجاح التجربة ، وقيمة تدريب المصورة الفوتغرافية البريطانية . صحيح ان الكثير من الصور جرى التقاطها من داخل البيوت والى الخارج ، لكنها بالنهاية تعكس واقع حياة النساء هناك ايضا ، فالوضع الامني والاجتماعي احيانا ، جعل خروج النساء الى خارج بيوتهن مغامرة حقيقية .في الكثير من الصور يبدو العراق  مقدما من خلال حديد شبابيك البيوت الصدء ، النساء تقف خلف الشبابيك في داخل البيوت ، وموضوع الصورة على الجانب الآخر من الشباك ، بعض الصور التقطت من سطوح البيوت ايضا . احدى السيدات ، اختارت موضوع الانفجار الكبير في شارع المتنبي في بغداد موضوعا  لصورها ، الصور هنا حملت آنية الموضوع وفداحته للسيدة والطبقة الاجتماعية المثقفة التي تنتمي اليها.

الصور التي التقطت داخل البيوت ، مؤثرة ايضا ، الكثير من هذه الصور سجلت وحدة النساء في بيوتهن وحبستهن ، في واحدة من الصور الرائعة ، يظهر ظهر احدى السيدات فقط وهي تقف على الباب المطل على الحديقة ، والضوء يتسلل من الخارج الى الداخل ، ليزيل الكثير من تفاصيل جسم السيدة ، ويبقى الحضور النسائي وحيدا ،هاربا من عنف العالم.

في نهاية الفيلم ، وبعد ان تعود النساء الى العراق وانتهاء التجربة ، تقدم المخرجة ، بعض المعلومات عن وضع نساء الفيلم الآن ، وهذا وحده يحمل مأساته غير المتوقعة ، فاحدى سيدات الفيلم ، والقادمة من مدينة الموصل في شمال العراق ، تم قتلها ببشاعة في احد شوارع مدينتها ، وبعد ان قاومت محاولات خطفها. هذه السيدة تنبأت هي نفسها و في احد مشاهد الفيلم بمقتلها ،. سيدات الفيلم الاخريات يصارعن مشاكلهن الخاصة والعامة ، احداهن هاجرت الى السويد ، والاخرى اصيبت  بمرض السرطان ، وترقد في احد المستشفيات في الاردن غير قادرة على دفع تكاليف علاجها ، وتحاول المخرجة جمع التبرعات لها لتكملة العلاج ، وقدمت في نهاية الفيلم بعض المعلومات عن الوضع الصحي لهذه السيدة وناشدت الجمهور للتبرع لها. 

 

شخصيات فيلم قاسم عبد حياة ما بعد السقوط تحضر العرض في دبي للمرة الاولى

محمد موسى من دبي: 

بالرغم من عرض فيلم المخرج العراقي قاسم عبد "حياة ما بعد السقوط" في مهرجانات سينمائية  عديدة ، وحصول الفيلم على جوائز رفيعة منها جائزة افضل فيلم تسجيلي طويل في مهرجان ميونخ للافلام التسجيلية هذا العام ، الا ان عائلة المخرج ، والتي هي موضوع فيلمه ، لم تشاهد الفيلم لحد الآن ، بسبب عدم توفر الظروف المناسبة لعرض الفيلم في العراق ، حيث يعيش اغلب افراد العائلة.

المخرج الذي تحدث في حديث صحفي لايلاف قبل اشهر ، عن رغبته بعرض الفيلم لعائلته ، تحدث ايضا عن مخاوفه من  الأثر العاطفي  للفيلم على العائلة  خاصة ان الفيلم  يتضمن الحديث عن حادث اختطاف وقتل اخ المخرج ، عن طريق الجماعات المسلحة ، وهي القضية التي تشغل عائلة المخرج ، خاصة انه لم يتم القبض الى الآن على الجامعات المتورطة او تقديمها للعدالة.

عائلة المخرج العراقي ستحضر اليوم ولاول عرض الفيلم ، في اليوم الثالث من الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي. الفيلم الذي سيعرض في مسابقة "المهر" للافلام التسجيلية يتوقع ان يثير العديد من ردود الافعال بين الجمهور ،بسبب موضوعه الشائك ، والذي يسجل يوميات حياة عائلة المخرج في بغداد بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 ، والتغييرات التي حدثت في بينة المجتمع وبداية العنف الطائفي والذي قضى على الآلف من العراقيين ، وشرد مئات الألف غيرهم ومنهم افراد من عائلة المخرج نفسه.

موقع "إيلاف" في 13 ديسمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)