اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

لماذا لا تصل مسلسلاتنا الى المشاهد العربي ولا تنافس الأعمال السورية والمصرية؟!

محمد حجازي

 
     
  

نريد أن نتعامل بقسوة ووضوح مع مسلسلاتنا اللبنانية التي تخوض محاولات مستميتة للعودة الى ساحة المنافسة العربية بعدما كانت في حقبة السبعينيات في المقدمة والكل خلفها· وهذا ليس كلاماً إنشائياً فارغاً من المعنى، بل هو واقع يعلنه القيّمون على المحطات العربية الذين لطالما رددوا: إن المسلسل اللبناني كان يبرمج للبث من دون مراقبة، نعم الى هذا الحد كانت الثقة حاضرة بأعمالنا، عكس ما هو حاصل اليوم تماماً، حيث يضطر جميع المنتجين ومهما علا شأنهم الى تصوير حلقة بايلوت، ترسل بغية الحصول على الموافقة للشراء ثم يتم الشروع في التصوير·

هذا إجراء من حق أي محطة أن تذهب به الى آخر المطاف، وليس علينا أن نشكو أو نتهم بل أن نعود الى أعمالنا ونقرأها جيداً، نتفحص حيثياتها ونخلص الى نتيجة شفافة تدل من خلالها على الأخطاء، ونقبل بالملاحظات أياً كانت، ونحن في هذا السياق لا نتردد في الاعتراف أننا نتابع بصعوبة الحلقة الواحدة من أي مسلسل للأسباب التالية:

- عندنا مشكلة في الكاستينغ، وهذا الجانب الفني له اختصاصيون في عواصم العالم المتقدمة في فنون الشاشتين، بما يعني أن جمع نجمين معينين في عمل واحد، لا يعني جمع الإسمين، بل الفعلين الفنيين· وما يستطيعه كل منهما من خدمة لدوره· وهذا يسري على جميع الأدوار المشاركة بحيث علينا أن نصدق القاتل عندما يقتل، والمحب عندما يحب، والأب حين يحنو على عائلته، الى آخر الصور التي تخطر أمامنا على الشاشة·

- أن ينتهي الى الأبد التمثيل للكاميرا، فهذا الأسلوب انتهى من زمان بعيد، وبات عيباً فنياً، إلا عندما يكون المتفرج مضطراً لمونولوج من إحدى الشخصيات تعبّر من خلاله عن حالة ما، وما تبقى فإن على الممثلين أن يعرفوا فقط حركتهم أمام الكاميرا فيتحركوا ضمنها من خلال تفاعلهم بين بعضهم البعض ونسيان أن هناك من يصورهم، وهذه آفة أعمالنا·

- تكبير أو تصغير سن هذه الممثلة أو هذا الممثل، هنا نأسف لعدم وجود خبراء ماكياج من العيار الثقيل يستطيعون على الأقل أن يصلوا الى بعض ما أنجز قبل أكثر من أربعين عاماً مع الراحل إيلي صنيفر في أحدب نوتردام، مع كل التطور التقني القادر حالياً على فعل المستحيل على الشاشة، وما زال الكلام عن الماكياج على أنه فقط وضع بودرة أو معجونة بسيطة وليس عبقرية خلق وجه آخر يتطلبه السيناريو·

- الابتعاد عن الكلام الاذاعي والحوارات الطويلة المملة والدخول في عالم السيناريو الحقيقي حيث كان الكتّاب: أنور ناصر، مروان العبد، أحمد العشي، وجيه رضوان، جلبهار ممتاز، حيث كانت المشهدية هي الحاضرة لذا عاشت هذه المسلسلات ولم تنس رغم مرور السنوات عليها·

- ويؤسفنا القول إن لعبة المعاصرة، أو الكتابة لهذا الزمن الذي نعيشه استطاعها إثنان: مروان نجار وشكري أنيس فاخوري· الأول في كل تلاوين الحلقات التي قدمها (طالبين القرب، وأحلى بيوت رأس بيروت، وغيرها)، والثاني من التجربة الرائعة مع <العاصفة تهب مرتين> التي يعود الفضل في تبنيها الى السيد فؤاد نعيم مدير عام تلفزيون لبنان سابقاً فتكاملت تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً مع النص فكان النجاح، والذي لم يستطع أحد بلوغه حتى الآن، رغم كل المحاولات والعناوين والبهرجة الاعلامية والاسماء المختلفة·

نريد في السياق إعادة الاعتبار الى الدراما التلفزيونية من خلال الكتّاب قبل أي شيء آخر، فهم عماد الأعمال المقدّمة، ولأنهم كذلك لا تعود الاجابة على سؤال لماذا لا تنجح مسلسلاتنا كما نرتجي، صعبة إنها النصوص أولاً ويجيء من بعدها باقي الأخطاء التي أوردناها في مقالات سابقة ونعتبرها وراء المأساة التي نعيشها والتي نحاول مع مطلع كل نهار أن نجد لها حلاً ولا نفور لأننا نبحث في مكان بعيد عن مكمن المشكلة·

نريد أن نحيّي الذين لم يتعبوا من المحاولة حتى الآن، سواء كانوا منتجين أو مخرجين أو كتّاباً أو ممثلين· والعبرة البسيطة هنا هي لماذا لا يتم الأخذ بالملاحظات الكثيرة التي تسجل على مستوى أعمالنا، ويستمر معظمها كالأطرش في الزفة، لا يلوي على شيء، وتتلاحق المشهديات غير المنطقية بحيث لا تعود للشكوى من عدم حضور أعمالنا قضائياً ذات جدوى، فالمفروض أن نصلح إنتاجنا قبل توجيه اللوم للمتلقي في الداخل والخارج

اللواء اللبنانية في 5 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)