اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

'باب الحارة' يظهر وجها متنورا ومتفتحا و'اهل الراية' خرج عل نمطية الحارة الشامية

زهرة مرعي

 
     
  

غاص 'باب الحارة' في تفاصيل حياة أهل حارة الضبع وأخذ لنفسه حيزاً واسعاً في إطلاعنا على مشكلات عصام مع 'نسوانو التنتين الله يساعدوا'. كل من أهل حارة الضبع كان ملهياً إما بمشاكله التفصيلية الخاصة، أو بالمشكلة المستجدة مع العقيد أبو عرب وتسلحه. لكن الجميع نسي ودون مبرر تلك المرأة 'المستورة' إبنة أبو عصام والتي وقع زوجها أثناء عمله في 'الفعالة' ولم يقو بعد على القيام من سرير المرض، فباعت زوجته كل ما تملك لتطعمه مع أطفاله، ومن ثم وجدت في التطريز باب رزق لعائلتها. وهي بنفسها قالت 'الله يرحمك يا أبي من يوم مارحت ماعاد حادا دعس باب بيتي'. فهل يُعقل نسيان تلك المرأة من تلك العائلة التي عرفنا فيها أبو عصام أول من كان يمد يده للتكافل والتضامن مع العائلات المستورة؟ هو حتى الآن موقف غير مبرر وليس لصالح العلاقات الإجتماعية والايجابية التي ميزت أهل حارة الضبع.

إلى الملاحظات الكثيرة عن 'باب الحارة3' الذي غاص في تفاصيل ليس لها كثير من المبررات ليفقد معها عصبه المتين الذي كان في الجزأين الأول والثاني، نشير هنا إلى أن المسلسل في حضوره الحالي أطل علينا 'بفك حداد' وها نحن نصل إلى نهاياته ولم تمر بعد 'سنوية أبو عصام'. فهل هذا يعني أن مسلسلاً من 30 حلقة يدور في إطار زمني قصير لهذا المدى؟ وإذا كان هذا صحيحاً فهذا يعني قصوراً في تصور وتخيل الزمن التراكمي وتأثيره في الحياة السياسية والإجتماعية للمجموعة البشرية التي هو بصددها بحيث أصبح تأريخاً ليوميات.

في تفاصيل 'باب الحارة' لفتتنا تلك الشخصية المنفتحة التي ظهر عليها أبو حاتم. فهو بدأ يُظهر الوجه المتنور والمتفتح لحارة تميز سكانها بالتزمت والمحافظة الشديدة حيال النساء. وهو كان أول من إقتنع بضرورة إحضار طبيب رجل لمداواة زوجته بعد وقوعها على السلم. هو موقف متميز ومتقدم في حارة لم يلمح بها رجل وجه إمرأة 'تحل له' حتى وإن كان التطبيب يتم بالواسطة ومن خلال إحدى بنات أم حاتم التي تضع سماعة الطبيب حيث يشير لها. وحتى وإن كان هذا الطبيب قد حاول إرشاد القابلة من خارج الغرفة إلى كيفية التعامل مع أم عصام في ولادتها التي لم تكن حقيقية.

لم يقف إنفتاح وتفتح أبو حاتم عند هذا الحد، بل هو وافق على أن تتعلم إحدى بناته التمريض لتكون فيما بعد مساعدة للطبيب الأول في الحارة خاصة في معالجة النساء. وفي آخر الحلقات التي تابعنا كان أبو حاتم يحاول إقناع جاره بضرورة عرض زوجته على الطبيب، لأنها لم تشف من خلال الأدوية التي ركبها لها عصام. وقد سانده شيخ الحارة في هذه الدعوة، وإتفق الإثنان أن هذا الطبيب حالف يمين الأمانة في عمله.

أما في الجانب الإنساني العاطفي فإن أبو حاتم يمثل في حضوره في الجزء الثالث من المسلسل ذلك التبدل في شخصية الرجل رب العائلة. فبدل أن نسمع على الدوام 'أمرك إبن عمي' و'أمرك يا أبي' سمعنا أبو حاتم في حوار لطيف ورومانسي بينه وبين زوجته المريضة عندما حاولت تقبيل يده وهي تقول له الجملة المشهورة في باب الحارة'الله يخليلي ياك يا تاج راسي'، وجدنا أبو حاتم يفيض حباً وعطفاً وحناناً وهو يردد لزوجته 'إنت أيدك اللي بتنباس.أنا طول عمري خدام إلك ولبناتك'.

وبالعودة إلى أبو شهاب وتلك الشخصية الطاغية في حضورها على جميع من حولها وجدناه ليناً طرياً محباً وحتى عاشقاً ومتسامحاً مع بعض 'نتعات زوجته'.

هذه بعض من التحولات والتغيرات على الصعيد النسائي في باب الحارة، يضاف إليها دخول العلم والتعلم إلى بعض شبابها. هي تعديلات في الحياة الإجتماعية أملاها الزمن، رغم أنه في 'باب الحارة3' ما زال زمناً محصوراً في أشهر، حيث لم يتعب الكاتب نفسه في تخيل واسع يذهب من خلاله إلى أحداث تغني حضور الممثلين وسيرورة النص، ليخرج من سياق آني بليد إلى حد ما. وكل ما شاهدناه وسنشاهده في الأيام المتبقية من شهر رمضان يقول بأن لا ضرورة لجزء رابع من 'باب الحارة' فهو حتى الآن إستهلك نفسه.

خزان أحداث

بعد الأسبوعين الأولين على مشاهدتنا لمسلسل 'أهل الراية' دخلنا في النصف الثاني من المشاهدة لنكون مع تفجر دراماتيكي للأحداث. تلك الأحداث التي تمثلت في أكثر من حبكة درامية مشغولة بجهد. تبدأ من شخصية الأفندي الذي حاول بسلطته وتسلطه أن يهتك عرض إمرأة تقية ورعة، مستغلاً فقرها، وكان مصيره القتل على يد إبنها 'الحر إبن الحرة'.

تراكم الحدث الدراماتيكي تزايد مع كمية الشر المختزنة داخل زوجة سلطان أبو الحسن، والتي قضت على كل من حولها واحداً تلو الآخر، بهدف أن تخلو الساحة لها لتنفرد بأبي حسن بعيداً عن لازمة ضرورة الإنجاب الذي لا تملك مقوماته. 'دلال' مثلت ولا تزال في 'أهل الراية' تلك المرأة التي يسأل المشاهد على الدوام هل يُعقل وجود إنسانة بهذا القدر من الشر والمكيدة؟ خاصة بعد تركيبها المتقن جداً والمقنع إلى حد ما لحكاية 'قطر الندى' وإرتكابها 'للعيبة'. وما أدراك ما هي 'العيبة' في ذلك الزمن؟ لكن اللافت أنه بعد موقف الأب أبو الحسن الغارق في همه وإنكساره الكبيرين، كان حكماء حارة 'بير التوتة' على قناعة، إنما دون دليل بوجود 'ملعوب'.

إذن 'أهل الراية' في جزئه الثاني من شهر رمضان خرج جزئياً من نمطية الحارة الشامية التي باتت محفوظة من قبل المشاهدين ظهراً عن قلب لكثرة المسلسلات التي تناولتها، ليدخل في شخصيات مركبة تبعد الحارة عن الخير الذي غرقت به لزمن. هي الشخصيات الشريرة بإمتياز، والتي من شأنها أن تثير المشاهد الحساس وتجعله ينقم على تلك الشخصيات ويتمنى صفعها إن لم يكن أكثر. هي بالفعل حلقات مشوقة، تجذب المشاهد وتدفعه ليتمنى مساراً متواصلاً للحلقات، يتم فيها القضاء على الشر، وإظهار الحق. وبخاصة براءة 'قطر الندى' من تهمة 'العيبة'. ولعل كثيراً من المشاهدين يتمنى لو يتم تعليق حبل المشنقة لـ'دلال' لحجم الشر الذي يلهب داخلها على كل من حولها.

'أهل الراية' في جزئه الثاني يستحق الثناء ويستحق تعلق المشاهدين به أكثر من تعلقهم السابق بباب الحارة. أما فيما يخص الخطأ الذي وقعت به في الأسبوع الماضي حيث قلت بقرار شيوخ الحارة وكبارها بتزويج الرجل الشاب من زوجة أبيه، وهو خطأ ناتج عن فقدان الصلة بواحدة من حلقات المسلسل. فأقدم إعتذاري للقراء الأعزاء الذين لاموني على ما وقعت به. لكني وفي كل الأحوال أكرر موقفي بضرورة أن تكون النظم والقوانين الإجتماعية والدينية في خدمة الإنسان، وأن تراعي مشاعره الراقية. تماما كما تلك المشاعر التي لمستها في مناجاة ذلك الشاب وصدقه وصدق المرأة التي كانت زوجة أخيه وأنشأته ورعته طفلاً.

' صحافية من لبنان

zahramerhi@yahoo.com

القدس العربي في 26 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)