اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

يسرا... «في أيدٍ (ليست) أمينة»!

باسم الحكيم

 
     
  

بطلةٌ خارقة، لا تُقهر ولا تعرف الاستسلام! منذ سنوات، والممثلة المصرية تحرص على تكريس صورة ملائكية، ملّها الجمهور... فهل حان الوقت لتأخذ استراحة، تراجع خلالها حساباتها الرمضانية؟

على الرغم من وصول مسلسل «في إيد أمينة» للمخرج الأردني محمد عزيزيّة إلى حلقاته الأخيرة، لم يتبدّل شيء في أحداثه الخياليّة. يسرا لا تزال البطلة الأسطورية التي لا تقهر، والتي تقوّيها المصائب بدل أن تهزمها. وإذا سلّمنا جدلاً بأن الممثلة المصرية مصرّة على تقديم الشخصيّة المثاليّة أو الملائكيّة في أعمالها التلفزيونية، وأنها لن تحيد عنها على اعتبار أن الشخصيات المعتدلة لم تنصفها بعد فشل تجربة «أحلام عاديّة»... فهي تخطّت هنا حدود المنطق والمعقول مع أحداث العمل الجديد المليئة بالتشويق والمغامرة.

وعلى رغم ابتعاد الأحداث كل البعد عن واقعنا الراهن، فإن النجمة المصريّة التي لم يغب وجهها عن شاشة رمضان منذ مسلسل «أين قلبي» قبل سبع سنوات إلا لعام واحد، «تنبّأت» للسيناريست محمد الصفتي بمستقبل باهر، خلال أحد حواراتها الصحافية. لكن حبكة الكاتب تبدو ضعيفة في أماكن معيّنة، وخصوصاً في الطريقة التي جَمع فيها الصحافيّة أمينة درويش (يسرا) بنوال (نشوى مصطفى) التي فقدت طفلها، أو عند خروج البطلة سليمة بشكل غير منطقي من مجزرة، كان موتها فيها محتماً، علماً بأن يسرا كانت قد أكدت مراراً بأنها تؤدي شخصيّة واقعية تكشف فساد عصابة دوليّة لخطف الأطفال من الدول الفقيرة لبيعهم إلى الأغنياء، في قصّة حقيقية عاشها المصور عادل مبارز بين مصر والأردن.

وفي سياق الأحداث، يمكن وصف جريدة «الأيّام» المصريّة حيث تجري الأحداث، بأنها صحيفة استثنائيّة: لا سلطة لرئيس التحرير شامل (هشام سليم) ولا كرامة. وتبقى كلمة الفصل لرئيسة قسم التحقيقات أمينة درويش، صاحبة العقل الرشيد والرأي السديد. علاقة الرئيس والصحافية تتأرجح منذ الحلقة الأولى، وحتى اللحظة من الصعب معرفة ما إذا كان شامل يحب أمينة أو يكرهها أو يغار منها. يسرا هي دائماً المرأة الجبّارة التي لا تكلّ ولا تملّ في البحث عن «الحقيقة»، وكشف رموز الفساد في المجتمع. هكذا، تتحول بقدرة قادر إلى ما يشبه باحثة جنائية، يخضع لإمرتها أو «سطوتها» مجموعة من الصحافيين الشباب تحت التمرين، والمهددين في كل لحظة بالطرد من الصحيفة. غير أن ذلك، لا يمنعهم بأيّ شكل من الأشكال في الحلقات العشر الأولى من العمل أن يخرجوا إلى الشارع بحثاً عن الطفل الضائع الذي فقدته والدته نوال (نشوى مصطفى) في السوق، منذ عام ونصف. ولعل الشرطة عجزت أو لم تجد نفسها معنيّة بإيجاد الطفل، فما كان من الصحافيّة النشيطة فوق العادة، إلا أن تحوّل صحافيين متمرّنين إلى متمرّسين، وكأنهم قطعوا أشواطاً في التحقيقات والآراء، وباتوا قادرين على أن يصبحوا مخبرين وتحرّيين، وسرعان ما ينجحون في التقاط رأس الخيط. وهنا، يجب على صحافيي العالم، أن يشعروا بالتقصير وأن يحاولوا قدر المستطاع التمثل بزملائهم الخارقين في مسلسل «في إيد أمينة». ويتخطى نشاط أمينة، نشاط صحافييها كونها الأكثر احترافاً. والسذاجة تظهر جلياً حين يصدّق «أبو فرج» (محمود الجندي) وجماعته أنها ليست غريبة عن عالمهم بعد أن تقرر العيش وسط مجموعة من مهرّبي الأطفال. وكل ذلك طبعاً بالاتفاق والتعاون مع الشرطة.

ولا تتوقف شهامة أمينة عند هذا الحدّ، فعقلها قادر على استيعاب قضايا بالجملة، تناقش تلفزيونيّاً موضوع المبيدات المسرطنة، لتعيد اعتبار رجل أعمال، كانت قد اتهمته ظلماً بأنه وراء هذا الأمر. وعلى رغم وجودها في المكان الذي يقتل فيه الرجل ورجاله، تنجو هي بأعجوبة. لمَ لا، ما دامت هي المرأة الحديديّة؟

وما إن تخرج أمينة من مصيبة حتى تجد نفسها قد وقعت في كارثة. ولأن غلطة الشاطر بألف، فهي كادت أن تقع في فخّ نصبه لها مختار علّام (أسامة عبّاس)، بالتنسيق التام مع رئيس التحرير الذي يصحو ضميره بين الحين والآخر، وينبهّها إلى خطورة الموقف الذي ستضع نفسها فيه.

كما لا تكتفي أمينة العصامية بعملها الصحافي، بل تتصدى للدفاع عن حقوق شقيقتها وابنها وجيرانها، وتحمل همّ والدتها المريضة (خيريّة أحمد). وبعدما تكشف عن هويتها تجاه أبو فرج، يتطوّع الأخير لمساعدتها من أجل إعادة شقّة شقيقتها إيمان (جيهان فاضل) وابنها من «البلطجيّة» الذين يرضخون لطلباته فوراً من دون جدال أو مشاكل!

وفي ظل كثرة نقاط الضعف التي يعاني منها المسلسل، يسجّل للمخرج شجاعته في إسناد دور المرأة التي تبحث عن ولدها إلى نشوى مصطفى، إذ أجادت تجسيد الشخصيّة. كذلك يشهد العمل ظهور موهبة واعدة هي الوجه الجديد: محمد رمضان في دور «برازيلي» (وكان قد قدم دور أحمد زكي في مسلسل «السندريلا»)، إضافة إلى تميّز أداء كل من محمود الجندي وأسامة عبّاس ومروة حسين.

00:00 على «دبي»

الأخبار اللبنانية في 25 سبتمبر 2008

 

كشف المستور وهاجس التاريخ النقيّ

شاكر لعيبي 

هل تاريخنا العربي محض بطولة صافية؟ السؤال مطروح في مناسبة إيقاف أو تأجيل بثّ ثلاثة مسلسلات في رمضان الحالي: «سعدون العواجي» («أبو ظبي» الفضائية)، «فنجان الدم» الذي أوقفت عرضه MBC تحت ضغط قوي، و«عمشة في ديرة النسوان» الذي كان سيُعرض على LBC. وبُرّر ذلك بأنّ المسلسلات قد تثير النعرات، وأن هناك شيوخاً وقبائل طالبوا بوقف المسلسلات التي يصوِّر بعضها تاريخ أجدادها. وإذا كان صحيحاً أنّ شيوخ قبائل ناشدوا وقف بث «فنجان الدم» لأنّه يتطرق للصراع بين قبيلتي عنزة وشمر ، ويعالج ـــــ حسب تأويلهم ـــــ معلومات متعجلة عن فترة السيطرة العثمانية في القرن الـ 19، فإنّ في الأمر بعض ما يمكن تأمله. أما إذا كان صحيحاً أنّ وقف المسلسل جاء بعد تدخّل جهات رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية، ففي الأمر شيء جلل لأنّه يمس علاقتنا بالتاريخ وبطريقة كتابته.

رغب القومانيون العرب دوماً «في إعادة كتابة التاريخ» حسب مزاجهم، مستبعدين أخبار الزنج والقرامطة والبرامكة وما إلى ذلك مما كان فاعلاً في التاريخ البعيد. اليوم نكتشف أن هناك جماعات أخرى تمتلك إرادة حديدية وقدرات مالية مؤثرة في كتابة التاريخ القريب.

يتوقف المثقف أمام أخبار كهذه لأنها تمسّ صميم علاقته بالتاريخ، وتطرح الدرس الأقسى: تاريخنا ليس بالنقاء الذي نزعم. شهد مؤامرات واغتيالات وخيانات وخلفاء خلعاء وزنادقة ومرتزقة وتدخّلات خارجية وأوكار دعارة منظَّمة من الدولة (انظر «رحلة ابن بُطلان» مثلاً) إلى جوار البطولة والزهد والفكر العظيم. ليس تاريخنا بالنقيّ المصفّى، مثل حياتنا الراهنة ومثل تاريخ قبيلتي عنزة وشمر وكل قبيلة وعريقة من عوائلنا الكريمة. لكنّنا ما زلنا نتجنّب كشف المستور انطلاقاً من أخلاقيات العائلة الفاضلة التي عليها طمر الفضيحة. إلا أنّ ما لا نرغب في رؤيته لا يعني أنّه غير موجود في الضمير الاجتماعي لأنّه «السيرة» الأخرى المطمورة في طبقة ثانية من التاريخ والضمير، وهذا سيقال بألف طريقة أخرى أشد فاعلية كالشعر البدوي المعروف في الجزيرة العربية، والمشحون بوقائع الطبقة المطمورة عمداً.

شهدنا منعاً لأعمال كبرى من عيون التراث العربي كـ«ألف ليلة وليلة»، لأنّها تقدِّم تصوراتٍ أقل ألقاً مما يتمنى بعضهم عن أخلاقيات المجتمعات العربية الإسلامية. لكنّ منعها لم يحل دون حضور الظواهر المعالجة فيها في ثقافتنا، بل عزّز حضور «الليالي» كاملة في مكتباتنا الشخصية.

الأخبار اللبنانية في 25 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)