اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

د.رفيق الصبان يرصد أحوال المسلسلات قرب منتصف رمضان

«قلب ميت» وضع شريف منير وغادة عادل على قمة نجوم الدراما التليفزيونية مرة واحدة

 
     
  

مسلسل «أبو جعفر المنصور» يقدم نفحات شكسبيرية فى رسمه للشخصيات والأحداث وهو يقدم رؤية ملحمية نادرا ما عرفتها الشاشة الصغيرة انتصف رمضان ومازال مسلسل «أسمهان» يتحدث عن مراحل حياتها الأولى فمتى سيقدم احترافها للغناء ودخولها عالم السياسة، والرجال الذىن مروا بحياتها بداية من أحمد بدرخان وأحمد سالم ومحمد التابعى وأحمد حسنين باشا رغم أن الكاتب محمد أشرف حقق تقدما ملحوظا فى «بعد الفراق» إلا أنه لم يصل إلى مرحلة العفوية والإقناع أنور القوادرى استطاع التعبير بصدق عن مشاكل عرب المهجر وهمومهم وأمالهم واحباطاتهم فى مسلسله «عرب لندن» مازالت الجياد الجامحة تتسابق فى الحلبة ومازال النصر حتى الآن وقد بلغت أيام رمضان منتصفها معقودا لمسلسل اسمهان ومسلسل أبو جعفر المنصور، غير أن الكثير من الجياد الأخرى قد بدأت تتزاحم متقدمة معلنة عن نفسها حالمة بنصر يؤهلها للبقاء والاستمرار.هناك دون شك .. هذا الأداء المدهش لهند صبرى وخالد صالح الذى جعلنا نقبل بعض الترهل والتكرار الذى أصاب الحلقات الوسطى من مسلسل «بعد الفراق»، ولكن ما من شك فى أن المؤلف الشاب محمد أشرف قد حقق تقدما ملحوظا فى بناء الدراما، وإن كان لم يصل بعد إلى درجة العفوية والإقناع التى يتمتع بها الكُتاب المتمرسون.هناك تجاوزات وشطحات كثيرة لا لزوم لها فى «بعد الفراق»، كما بدت لى شخصية الأخت كوثر بعيدة عن الإقناع .. وزاد من حدثها أداء الممثلة نشوى مصطفى الذى تراوح بعد التأثير الحقيقى فى أحيان قليلة .. والمبالغة الفجة فى أحيان أخرى .. بينما جاءت الشخصية التى بعثتها رجاء الجداوى كثيرة الإقناع وشديدة الطرافة .. وتدل على تمكن هذه الممثلة وحضورها المميز.مهما يكن الأمر .. فإن «بعد الفراق» يقف فى مقدمة مسلسلات هذا العام بفضل قوة الأداء من ممثليه الأساسيين، الذى أنقذ الكثير من المواقف .. وأعطاها حرارة وانسيابا وإقناعا ما كان يمكن الوصول إليه .. لو عهدت هذه الأدوار لممثلين أقل تمكنا.القفز إلى القمةقوة الأداء وعفويته وجاذبيته نجدها أيضا فى مسلسل «قلب ميت» الذى كتبه بحرفية أحمد عبدالفتاح والذي جعل نجم كل من شريف منير وغادة عادل ببزغ عاليا فى عالم التليفزيون .شريف منير أثبت فى المواسم السينمائية الأخيرة حضوره وتميزه السينمائى .. ولكنه لم يأخذ خطا كاملا من الشاشة الصغيرة .. ولكن ها هو فى «قلب ميت».. يقفز مرة واحدة إلى القمة .. ويضع نفسه فى صف النجوم الكبار الذين يتمتعون بوهج خاص يدخلهم إلى قلوب المتفرجين دون استئذان.إنه فى هذا المسلسل .. عاصفة من المواهب تجعلك تنسى الكثير من الهفوات التى جاءت فى نص يركز كثيرا على الإحباط النفسى الذى أصاب جيل شباب هذه الأيام.أما غادة عادل فتتألق زهرة بيضاء نضرة فى عالم الشاشة الصغيرة بعد أن تلألأت رقيقة نضرة فى السينما من خلال أدوار تحسب لها، والتى أثبتت فيها قدرتها التمثيلية وأنها ليست مجرد ممثلة شابة جميلة بل فنانة حقيقية متمكنة من فنها قادرة على تقمص الكثير من الأدوار المتنوعة بنفس القوة والإقناع، إنها تسلك طريقا ممهدا نحو نجومية عالية تستحقها بجدارة وثقة.إذن مسلسلان كبيران استطاع الأداء الجيد فيهما أن يجعلهما من أكثر المسلسلات المصرية تميزا هذا العام.لم تسنح لى الفرصة لرؤية مسلسل باسل الخطيب عن عبدالناصر وإن كنت لا أشك لحظة فى مقدرة المخرج السورى الشاب على التغلغل فى باطن الشخصية التى يصورها وأن يقدمها لنا فى كل أبعادها، كما أثبت ذلك فى مسلسل سابق أخرجه عن نزار قبانى.ولكنى استطعت مشاهدة حلقات متفرقة من مسلسل «عرب لندن» الذى كتبه وأخرجه أنور القوادرى والذي جمع فيه كوكبة حلوة من نجوم العالم العربى سوريين ومصريين ولبنانيين وأردنيين وتوانسة، واستطاع هذا المخرج الشاب الذى عاش فترة طويلة من عمره فى لندن أن يعبر وبصراحة عن مشاكل عرب لندن وهمومهم وأمالهم وإحباطاتهم، مسلسل جيد يدخل إلى عمق مشكلة حارة يعيشها شبابنا اليوم فى أوروبا من خلال موجات التعصب والعداء التى تواجههم وأن يضع أصابعه على الجرح بقوة وصراحة مدهشتين .. والمشاهد التى رأيتها فى المسلسل تفطر حيوية وصدقا وتأثيرا، إنه مسلسل شديد الخصوصية يجدر بنا أن نراه بعد انتهاء جولة السباق الرمضانية الكبرى بشىء من الهدوء والتأمل .فى مقدمة السباقونعود إلى حصانى السبق .. اللذين يتقدمان فى رأى كل الجياد الأخرى وأعنى بهما اسمهان وأبو جعفر المنصور.لا أدرى إلى متى ستستمر الحلقات فى تقديم المراحل الأولى من حياة اسمهان قبل دخولها رسميا عالم الفن وقبل بدء مغامراتها الفنية والسياسية الحقيقية التى جعلت منها اسطورة خاصة فى عالم الفن والسياسة معا.رغم الجهد الكبير المبذول فى إخراج هذه الحلقات الأولى ورغم الأداء المدهش الذى تقدمه سلاف فواخرجى فى دور صعب وشديد التعقيد والأحاسيس الداخلية، الذى سيدخلها من الباب الملكى إلى الحياة السينمائية والفنية فى مصر، بعد تجارب متعثرة فى حليم.. وليلة البيبى دول.. لم تكشف فيهما عن قدرتها الفذة التى تفجرت كالسيل فى هذا المسلسل الشديد الجمال، الذى أكد فيه شوقى الماجرى تفوقه النادر ونظرته الجمالية المدهشة وحسه الفنى الرفيع بنقل السينما إلى التليفزيون بحرفية ومهارة تستحق الإشادة من خلال تصوير وديكور ومونتاج وموسيقى تمسك الأنفاس إلى جانب قدرته الفذة فى تحريك الممثلين.عابد الفهود يسجل انتصارا تمثيليا ساحقا فى دور الأمير حسن الأطرش، تماما كأحمد شاكر فى دور فريد ودور الخالة فى دور علياء المنذر وظهور مؤثر لغادة إبراهيم فى دور مارى منصور.فراس إبراهيم فى دور فؤاد الأطرش، تطلب منه جهدا واضحا وإن كنت لا أدرى إذا كان ظهوره المتكرر فى دور الأخ المتعصب الشديد القسوة على أسرته والشديد التمسك بتقاليد أسرته والذى تكرر أكثر من مرة فى أكثر من حلقة قد جاء نتيجة لخطأ فى السيناريو أم لكونه فراس إبراهيم مشارك أساسى فى إنتاج المسلسل، ولكن مهما يكن فإن هذا التحفظ لا ينفى إعجابنا العميق بالمسلسل وإن كنت أتساءل كيف يمكن للنصف الثانى من المسلسل أن يغطى كل مغامرات وحياة اسمهان الحافلة بالأحداث .. والتى ستتوالى علينا منذ دخولها السينما واحتراف الغناء رسميا إلى دخولها عالم السياسة ودورها البارز فيه، ثم عدد الرجال الذين دخلوا فى حياتها انطلاقا من أحمد بدرخان مرورا بأحمد سالم وعلاقتها الشهيرة مع محمد التابعى وأحمد حسنين، والتى يمكن أن تغطى فى نظرى أربعين أو خمسين حلقة أخرى، فكيف سيتغلب المسلسل على كل هذه الأحداث ويرويها بإيقاع مقنع، وقد قاربت حلقاته المنتصف.. ألم يدخل بعد فى صلب الموضوع الرئيسى.نفحات شيكسبيريةبقى أخيرا هذا المسلسل المدهش الذى يحمل اسم أبو جعفر المنصور والذى يروى بدء انهيار الدولة الأموية وبدء ظهور الدولة العباسية والتغلغل الفارسى فى جسد الأمة العربية.نفحات شكسبيرية حقيقية فى رسم الشخصيات والأحداث تمسك بالأنفاس، تنافس امراء بنى أمية على السلطة ونزاعاتهم الداخلية .. وانهيار خلفائهم الواحد تلو الآخر فى لوحات تعبيرية تصل بالرؤيا التليفزيونية إلى رؤى ملحمية نادرا ما عرفتها الشاشة الصغيرة، الخليفة العابث الوليد بن يزيد والذى لعب دوره ممثل شاب لم أتمكن من التقاط اسمه، مظاهر عبثه وثورته وجنونه .. ثم لحظات موته ومصرعه، ومواجهتهم التراچيدية لنهايته .. التى تجعلنا نواجه رؤيا شكسبيرية قوية زادها الإخراج الجيد زخما وتأثيرا.. ثم الخليفة يزيد وإصابته بالطاعون واختفاؤه وراء ستارة رقيقة، ورغبته بأن يحكم ولداه اللذان لم يتجاوزا العاشرة من بعده ثم موته، ومجىء مروان بن محمد ابن الجارية الذى لا يعرف كيف يجيد التصرف والذى اعمته السلطة والمشورة الفاسدة .. ومقتل الولدين ثم بدء ظهور شخصية أبو مسلم الخراسانى.المولى الفارس وخادم أبو العباس الذى يرتقى سلالم المجد، ويعميه حلم السلطة والتسلط والحلم بإقامة دولة فارسية يحكمها هو.. ويبدد عنها سلطان العرب، رسم دقيق لشخصية أسرة تعود بنا مرة أخرى إلى العوالم الشكسبيرية والتى يقدم لنا فيها شوقى الماجرى بأسلوب سينمائى فذ .. إنه ممثل عبقرى يذكرنا بريتشارد بيرتون فى شبابه وفى لمعة عينيه، فى قدرته الفذة على التعبير الداخلى وفى حركاته التى تشبه حركات الفهد الأسود الذى يستعد للوثوب.كل مشهد يقدمه «منذر حوارفة» يضيف فيه شيئا فى أدائه وشخصيته إنه يقول كل شىء أحيانا بنظرة أو تأمل منذر فى دور أبو مسلم الخراسانى يضع نقطة من نور على الأداء التمثيلى التليفزيونى .. ويجعله متلألأ مشعا تماما كالأداء الجليل الملىء بالذكاء والحساسية والقوة الذى يؤديه عباس الثورى فى دور المنصور، ولا يمكن أبدا لأى عاشق للصورة السينمائية التليفزيونية أن ينسى مشهد المواجهة بين أبى مسلم والمنصور، بعد أن وصل تحدى الخراسانى إلى التفرقة بين العرب والموالى الفرس إلى درجة الصفاقة.أبو جعفر المنصور يقدم صورة حقيقية للدراما التليفزيونية عندما تصل إلى أقصى درجات تعبيرها سواء فى الشكل الخارجى أو الداخلى.مشاهد المعارك التى توازى مشاهد المعارك فى أى فيلم هوليوودى وتتميز بجمالية خاصة ركز بها المخرج بذكاء على السواد العباسى والبياض الأموى المتقهقر.روعة الأداء قوة رسم الشخصيات وتعاقبها الدرامى قوة الشحن فى كل حلقة وتصاعدها التراچيدى، ثم هذا النفس الشكسبيرى الذي يضفى على العمل كله رهبة وجمالا وحشيين وقوة تصاعدية مذهلة .إننا مازلنا فى منتصف الأحداث .. حتى كتابة هذه السطور.. ولكن الطريق التى خضناها تمهد لنا نهايات مدهشة نتوقعها ودرسا بليغا فى الفن والتاريخ لا يمكن نسيانه.

جريدة القاهرة في 23 سبتمبر 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)