اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

رمضان 1429- 2008

لوحة الدراما العربية.. غابت نكهة الشهر

وحيد تاجا- محمد ممدوح

 
     
  

عبر السنوات الماضية وبقوة دفع وجود مساحات عرض خلقتها الفضائيات أصبح الاستعداد عبر الشاشات التلفزيونية عبر حشد أكبر كم من النجوم على الشاشة سواء من خلال البرامج أو من خلال الأعمال الدرامية التي تتزايد أعدادها عاما بعد عام حتى تكاد تصل للمئات تصطف بانتظام لتنال حق العرض في رمضان موسم الدراما الأول على الإطلاق.

وعلى الرغم من كل المحاولات لإثناء المنتجين والممثلين عن خوض سباق رمضان ومحاولة خلق مواسم جديدة للدراما رأفة بالمشاهد الذي يستسلم بعد عشرة أيام من المتابعة العشوائية لمسلسل أو اثنين يصمد أمامهما حتى نهاية الشهر الكريم.. لكن الأمور تزداد ضراوة.

فها هو الموسم قد تحددت ملامحه لتظهر إعلانات التنويه عن المسلسلات التي ستنفرد بها كل قناة ما بين مصري وسوري وخليجي تتنوع ما بين اجتماعية معاصرة واجتماعية بيئية وبدوية تطمح أن تسيطر هذا العام على الذوق العام للجماهير لتضمحل المسلسلات ذات الطابع الرمضاني.

رمضان بدون ديني

إذ لم تحاول أي جهة إنتاج مصرية خوض تجربة إنتاج مسلسل تاريخي بعد ما واجهته من فشل محقق في هذا النوع من المسلسلات بعد سطوع نجم الدراما السورية والتي تخلت هذا العام عن دورها لتخلو الخريطة الدرامية من أي عمل تاريخي سوى "أبو جعفر المنصور" من إنتاج الأردن وسيعرض على قناة الـmbc، تدور أحداثه حول أبي جعفر وهو من مؤسسي الدولة العباسية وصانع مجدها وعزتها وباني عاصمتها بغداد، المسلسل يتطرق إلى خلافته التي دامت 22 عاما وفق خلالها في تثبيت أركان الدولة العباسية، وقد صور العمل في أوزبكستان والأردن ولبنان ويقوم بالبطولة الممثل عباس النوري.

أما بالنسبة للمسلسلات الدينية فقد قدمت كل من مصر وسوريا مسلسلا واحدا على استحياء ذرا للرماد في العيون، حيث يستمر حسن يوسف في تقديم شخصيات أئمة الأزهر الشريف بتجسيده شخصية الشيخ عبد الحليم محمود في مسلسل "العارف بالله" من إخراج إبراهيم الشال.

فيما تقدم سوريا مسلسل "قمر بني هاشم" للمخرج محمد الشيخ نجيب تأليف محمود عبد الكريم، وهو ينضوي تحت أعمال السيرة الذاتية والتاريخية في آن معا، ويتألف المسلسل الذي كلف إنتاجه نحو مليوني دولار من ثلاثين حلقة، وشارك في أداء الشخصيات أكثر من 220 فنانا وفنانة من أكثر من قطر عربي، ويتحدث العمل عن حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويأتي هذا المسلسل بعد حملات التشهير والرسوم المسيئة التي أثارت ردود فعل عنيفة في الشارع الإسلامي؛ لذا يحاول القائمون على المسلسل تقديم جرعة روحية ودينية بأسلوب عصري ممتع ومشوق لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي للآخر.

ولقي المسلسل معارضة من قبل بعض علماء سوريا لظهور شخصية حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الأمر الذي ربما يعطل عرضه على القنوات الرسمية لبعض الدول العربية.

الأرباح الحكم

لنفس السبب ربما لا ينال مسلسل "بدر الكبرى" الذي تكفلت بإنتاجه قناة ساهور السودانية نصيبه من العرض والذي تدور أحداثه حول ذات الشخصية "حمزة بن عبد المطلب" ومن بطولة الفنان المصري أحمد ماهر، إذ تلتزم مصر بقرار الأزهر بمنع ظهور شخصيات الصحابة في الأعمال الدرامية. 

ربما ترجع ندرة الأعمال التاريخية والدينية في الخريطة الرمضانية مؤخرا إلى أن قنوات العرض الرسمية منها والخاصة تضع هذه الأعمال في أوقات ميتة على خريطة برامجها إذ يعرض التلفزيون المصري على سبيل المثال المسلسل الديني قبل الإفطار ويعيده قبل السحور!!

وذلك لأن أوقات الذروة التي تنال نصيب الأسد من كعكة الإعلانات محفوظة لأعمال النجوم ذوي الأجور الخيالية ليسترد المنتج ما أنفقه!

قد يتداعى إلى ذهن البعض النجاح الذي نالته مسلسلات دينية أو تاريخية مثل مسلسل خالد بن الوليد السوري منذ عامين، لكنه ليس المحك دائما فالمنتج لا ينظر إلى قيمة العمل بقدر ما ينظر إلى أرباحه، والعام الماضي لاقى الجزء الثاني من مسلسل باب الحارة نجاحا غير مسبوق استثمرته الـmbc جهة إنتاجه على مدار العام من خلال تسويقه في القنوات الأخرى ومن خلال المسابقات وإرسال الرسائل القصيرة؛ ولهذا كان من المحتم عليها إنتاج جزء ثالث.

الحارة تكسب

لم يكن هذا النجاح دليلها وحدها إذ أرشد البقية إلى كنز علي بابا لرمضان 1429؛ ولهذا تجد هناك زخما في الأعمال التي اتخذت من البيئة الشامية القديمة مسرحا لأحداثها فتجد على القائمة مسلسل (الحصرم الشامي 2)، إخراج سيف الدين السبيعي، تأليف فؤاد حميرة عن كتاب البديري الحلاق "حوادث دمشق اليومية"، فترة واقعية عاشها الدمشقيون إبان القرن الثامن فيما بين 1750 و1765، حيث يسلط الضوء حول القصص الحياتية والمعاناة التي عاشها الدمشقيون وما تعرضوا له من حوادث قتل ونهب واغتصاب وظلم الحاكم سليمان باشا وأسعد باشا العظم، وما قام به الشعب الدمشقي من مقاومة ونضال في سبيل الحصول على الحرية ورفع الظلم في تلك الظروف القاسية.

ومسلسل بيت جدي وهو من إخراج رشاد كوكش وبطولة بسام كوسا، ومنى واصف الذي يعرض لفترة الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1930 كخلفية لأحداثه التي تتناول مشكلات حارة الميدان الدمشقية العريقة، بإيجابياتها وسلبياتها.‏

مسلسل أولاد القيمرية للمخرج سيف الدين سبيعي قصة عنود خالد، سيناريو عباس النوري وحافظ قرقوط، الذي يرسم ملامح بلاد الشام في (نهاية القرن التاسع عشر) داخل حيّ القيمرية الدمشقي في الفترة الممتدة بين إنشاء الخط الحديدي الحجازي ونهاية الحكم العثماني، من بطولة عباس النوري وأمل عرفة.

لم يقتصر الأمر على تناول الحياة في الشام فقط بل امتد إلى مناطق أخرى، مثل حلب حيث تدور أحداث مسلسل (الحوت) للمخرج رضوان شاهين والكاتب كمال مرة، الذي بلغت ميزانيته خمسة وسبعين مليون ليرة سورية (مليون ونصف مليون دولار)، ويقدم العمل بانوراما شاملة للبيئة الساحلية في سوريا تشمل دقائق حياة الصيادين بأفراحها وأتراحها وتقاليدها وعاداتها وطموحاتها وأشواقها الأصيلة إلى كل ما هو جميل ورائع في الحياة الإنسانية.

النقد الساخر

يلاحظ على الأعمال الدرامية السورية هذا العام ملامستها للهم السياسي، وإن جاء ذلك تحت غطاء التاريخ القريب أو البعيد.. حيث تنطوي على مقاربات للأوضاع التي يمر بها العرب الآن.

فالحياة الثقافية السورية الواقعة في قبضة الرقابة الأمنية الحديدية لا تجد متنفسا لها إلا عبر الدراما التلفزيونية.. تعبر من خلال شخصياته وأحداثه عن الهم اليومي للمواطن السوري والعربي

قد يكون ذلك هو سر نجاح الحلقات الكوميدية المنفصلة التي يتوالى عرضها عاما بعد عام تقدم من خلالها نقدا ساخرا لحياتنا وإشارة واضحة لأسباب معاناتنا، ومنها المسلسل الرائد "مرايا" للفنان ياسر العظمة الذي قرر تأجيل عرض حلقاته إلى ما بعد رمضان في محاولة منه للخروج من مطحنة العرض الحصري، ومسلسل بقعة ضوء الذي بلغ عامه السادس وتسلم مهمة إخراجه المخرج سامر برقاوي، وجدير بالملاحظة أن هذا العام يشهد عودة النجمين أيمن رضا وباسم ياخور للعمل معا.

تظهر وبقوة هذا العام الدراما البدوية بعد أن تصدى لها المخرج السوري الذي يزداد رصيده من النجاح عاما بعد عام "حاتم علي" من خلال عمل ملحمي سواء من حيث النجوم المشاركين فيه أو من خلال ما رصد له من ميزانية ومن دعاية حشدت الجماهير له أمام شاشة تلفزيون دبي.

بدو الدراما

العمل مأخوذ عن أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي وكتب السيناريو والحوار له الكاتب هاني السعدي، وقام الفنان هشام كفارنة بتحويله للهجة البدوية وتدور أحداثه في مكان غير محدد في أواخر القرن الثامن عشر، وتم تنفيذه بميزانية قدرها 6 ملايين دولار، ويشارك في أداء شخصياته تيم حسن، وصبا مبارك، وعبد المنعم عمايري، وباسل خياط، ومنى واصف، وطلحت حمدي، وحسن عويتي، وعبد الرحمن أبو القاسم، وعدد كبير من الفنانين من 8 دول عربية.

يراهن حاتم علي على أن يتمكن المسلسل الذي يقدم شكلا جديدا للدراما البدوية النمطية من المنافسة عالميا إذ هدف من خلال تنفيذه للمسلسل إلى تحقيق المتعة للمشاهد بالدرجة الأولى.

يعد مسلسل صراع على الرمال التجسيد المثالي لمحاولات دبي الحثيثة صناعة وجه ثقافي قادر على المنافسة ليس عربيا فحسب بل عالميا.. فهي تحشد كل عام نجوم الدراما العربية (المصرية والسورية والخليجية) الأغلى سعرا لتقدمهم من إنتاجها في محاولة للتواجد على الساحة بقدر معقول، لكن هذا العام حققت معادلة أن تنتج مسلسلا صحراويا كما أرض الإمارات مبالغا في تكاليفه كما الحياة في الإمارات وبوجوه تدر الملايين، وتحقق النجاح لاسم دبي الإمارات.

المصري.. مصري

بجانبه تقف من مصر يسرا بمسلسل "في إيد أمينة" مستمرة في رفع راية الدفاع عن القضايا

 الإنسانية بعد أن نال مسلسلها الأخير (من نفس الجهة الإنتاجية) نجاحًا كبيرًا في أنحاء الوطن العربي.. حيث يناقش مسلسلها تجارة أعضاء الأطفال.

ويعد مسلسل يسرا -كما يحب أن يطلق عليه العامة نظرا لأنه يكتب وينتج خصيصا لها- مدخلا لاستقراء ملامح الإنتاج الدرامي المصري؛ لهذا العام والذي يركز بشكل كبير على القضايا الكبيرة التي يكون أبطالها هم ذاتهم نفس أبطال العام الماضي فقط يغيرون الأسماء ويتبادلون المؤلفين والمخرجين فيما بينهم.

فيحيى الفخراني يواجه الظروف المعيشية القاسية التي تجبره على التخلي عن شرفه وأمانته في مسلسل "شرف فتح الباب"، ونور الشريف يواصل تقديم مشوار رجل الأعمال في الجزء الثاني من مسلسل "الدالي"، فيما تحاول داليا البحيري مناقشة مشكلة أطفال الشوارع التي وجدت لتسد ثغرة في أفكار الدراما المصرية.

وتستمر تيسير فهمي في استغلال جنسية زوجها الأمريكية في نسج أحداث تدور هناك في مسلسل "الهاربة" الذي يخلط السياسة بالمشاعر الإنسانية والنقد الاجتماعي، ولكن بسطحية شديدة هذه المرة، حيث تقوم فيه بدور امرأة مصرية تتهم بجريمة قتل تقرر على إثرها الهروب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تنقلب الأمور حينما تطاردها السلطات الأمريكية.

فيما عدا ذلك لا تبدو الدراما المصرية التي وصل استعدادها لرمضان الحالي إلى خمسين مسلسلا ذات ملامح جديدة، فما زال الكتاب يدورون في فلك الموضوعات المكررة بنفس القدرة على إزعاج المشاهدين فيما يزيد على الثلاثين حلقة.

سوريا ومصر

لكن الأمر الجدير بالملاحظة هذا العام هو عقد نوع من المصالحة بين المتنافستين الدراما المصرية وشقيقتها السورية عبر مسلسلين قد يثيران العديد من الأزماتمسلسل أسمهان للمخرج التونسي شوقي الماجري ومن تأليف قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش وسيناريو وحوار السوري نبيل المالح والمصري بسيوني عثمان، ويشارك في بطولته مجموعة من النجوم العرب من أبرزهم الفنانة السورية سلاف فواخرجي، وعابد فهد، وفراس إبراهيم، وعبد الحكيم قطيفان، والفنانة اللبنانية ورد الخال.

ومسلسل "ناصر" للمخرج باسل الخطيب الذي اختار أن يواصل تقديم مسلسلات السير الذاتية التي نجح فيها من قبل مثل "نزار قباني" و"موكب الآباء"، والعمل من تأليف يسري الجندي ويلعب بطولته مجدي كامل وعدد من النجوم المصريين والسوريين، ويروي قصة حياة الزعيم الراحل منذ ولادته وحتى وفاته.

كما يعرض على الشاشات مسلسل "عرب لندن" للمخرج السوري المغترب أنور قوادري ويشارك في العمل عدد من النجوم العرب، من سوريا عابد فهد، وقصي الخولي، وواحة الراهب، وباسل خياط، وجهاد سعد، وفاتن عمري وهي ممثلة سورية مقيمة في لندن، ومن مصر الفنان توفيق عبد الحميد، ونيرمين الفقي، ونهال عنبر، كما يشارك من لبنان الفنانة سيرين عبد النور، ومن السعودية الفنان عبد الإله السناني، ومن الإمارات الفنان إبراهيم الزجالي.

وسوف يتعرض المسلسل للمشاكل التي يواجهها العرب في المجتمع البريطاني نتيجة التفرقة العنصرية من قبل بعض الإنجليز المتزمتين والمتأثرين بالإعلام الغربي الممول من بعض الجهات اليهودية والتي تحاول تشويه صورة العرب أمام المواطن الغربي، وهو يلامس في فكرته المسلسل الذي سبق الحديث عنه هنا "قمر بني هاشم".

ربما تكون تلك الأعمال التي كتبت لتناسب العمل العربي المشترك وفتحت المجال لمشاركة طبيعية للأبطال العرب حلا جديرا بالاحتذاء للخروج من دوامة هجوم العرب على الساحة الفنية المصرية، والتي اشتعلت نيرانها في رمضان الماضي، وأدارها بغير حكمة نقيب الممثلين المصريين الدكتور أشرف زكي منذ شهور.

*كاتب سوري

**ناقد فني مصري

إسلام أنلاين في 28 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)