اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

معارك مسلسلات السيرة الذاتية:

استثمار تجاري يتهم الأهل بالابتزاز!

محمد منصور

 
     
  

بدأت معارك مسلسلات رمضان قبل أن يبدأ عرضها على الشاشات... ولعل أكثر المعارك إثارة للجدل على الدوام، هو ما يتصل بمسلسلات السيرة الذاتية، التي تتناول سير حياة مشاهير الأدب والفن والسياسة! وبالطبع فمشكلة هذه المسلسلات تهون عندما تكون الشخصية التي ُتروى سيرتها من عصر تاريخي مضى وتقادم عهده... أما عندما تكون معاصرة، ويكون لها أسرة وأقارب على قيد الحياة... فهنا يحتدم الصراع، كما نرى في حالة مسلسل (أسمهان) الذي ظهر أحد أبطاله ومنتجيه، (الممثل فراس إبراهيم)... مع ابن شقيق أسمهان (الأمير فيصل الأطرش) في تقرير تلفزيوني على شاشة (العربية) ليتبادلا الاتهامات... ثم عادا فظهرا في برنامج (نهاية الأسبوع) وجها لوجه ليكون فصول هذا السجال على الهواء مباشرة... من دون أن يصلا إلى أي نقطة تقاطع والتقاء سوى الاعتراف بعبقرية ما أنجزته أسمهان في عمرها القصير! وقبل أن يصل هذا السجال إلى شاشات التلفزيون، دخل وزير الإعلام السوري الدكتور محسن بلال على خط الصراع، حين استنجد به الأمير فيصل الأطرش... فأعطاه وعداً بمنع العمل إذا كانت هناك أي اعتراضات من أسرة أسمهان على ما جاء فيه! وبالطبع فمهمة أي وزير إعلام سوري، في أي قضية تعرض عليه هي أن يمنع... أو يحجب أو يصادر أو يعد بالمنع... فهو لا يفهم أي قضية إعلامية أو فنية أو إبداعية إلا على أساس قاعدة العمل المخابراتي العربي: اقبض على مئة بريء خيراً من أن يفلت منك مجرم واحد! وقد رد المنتج (إسماعيل كتكت) المشارك في إنتاج مسلسل (أسمهان) الذي صور جزءاً كبيراً منه في مصر وبمشاركة فنانين مصريين... أن وزير الإعلام السوري ليس من حقه ولا من سلطاته منع عرض المسلسل... لأننا في الأساس لم نبعه إلى سورية! وبغض النظر عن هذه السجالات والتفاصيل، فلا بد من القول بأن هناك مشكلة حقيقية تكمن في طريقة التفكير بإنتاج مسلسلات السيرة الذاتية عن مشاهير عصرنا في الدراما العربية... وهي مشكلة يتحمل صناع الأعمال الفنية عموماً الكثير من تبعاتها وأسبابها... تتلخص هذه المشكلة في الاستسهال في جمع المعلومات المتعلقة بالسيرة الذاتية والعائلية من جهة، والاعتقاد أنه يحق لنا أن نفسر سيرة المبدع على هوانا ونضيف لها ونحذف وكأننا نكتب رواية من وحي خيالنا... ثم في محاولة تجاوز الحق المادي للورثة من جهة أخرى! ففي الحالة الأولى... تتعامل الجهات الإنتاجية مع أسرة الأديب أو الفنان، على أنهم مجموعة من المتطفلين والمشككين الذين يريدون أن يمسكوا بيد الكاتب وهو يكتب كل كلمة من كلمات المسلسل... وهاهنا يدعي صناع تلك الأعمال، أن هذه الشخصية الشهيرة ليست ملكاً لأسرتها وورثتها بل ملكا للأمة كلها. وهذا كلام في جانبه العام صحيح... لكنه ينطوي على مغالطة، فالشخصية العامة هي ملك للأمة في فنها ونتاجها الإبداعي... يعني لا أحد يستطيع أن يمنعني من أن أترنم بلحن لعاصي الرحباني، أو قصيدة لنزار قباني، أو أغنية لأسمهان... ولا أن أكتب ما أشاء في تحليلها وتقييمها فنياً، واستلهام معانيها كما وصلت إلي وكما عاشت في وجداني... ولكن هذا لا يعني بالمقابل أن سير هؤلاء الشخصية هي ملك لي... ولا يعني أنه يحق لي ككاتب سيناريو مثلا أن أصور الحياة الشخصية والعائلية لنزار قباني على النحو الذي أتخيله، ولا أن أقوّل أفراد أسرته كلاماً وأحملهم مواقف لم يتخذوها في حياتهم كما حدث حقيقة مع كاتب سيناريو مسلسل نزار قباني الزميل قمر الزمان علوش... والذي يشارك في كتابة مسلسل أسمهان بنحو أو بآخر! إن رفع شعارات (المبدع للوطن) وهو (ملك للأمة) و(تراث للإنسانية) تخفي وراءها غالباً رغبة في الاستسهال... ورغبة في عدم أخذ اعتراضات أسرة الشخصية المستلهمة بعين الاعتبار... وهؤلاء مهما كانت توجهاتهم الأحرى بهم، أن يتم اتخاذهم أصدقاء للعمل، بدلا من تحويلهم لأعداء، وسلبهم حقهم في الاعتراض على الصورة التي يراد إظهار ذويهم بها... وهو حق تحفظه لهم أرقى القوانين في أرقى الدول! أما من الناحية المادية... فغالباً ما يتهم ورثة المشاهير بأنهم يتاجرون بشخصيات ذويهم، وبأنه لا يهمهم من كل الاعتراضات التي يبدونها سوى كسب المال... وهو كلام فيه من الوقاحة الشيء الكثير... ولأكثر من سبب... الأول: أنك تشتم إنساناً يطالب بحق من حقوقه... مهما بلغ حجم مبالغته في تقدير هذا الحق... والثاني: أنه ما من شركة إنتاج تنتج عملا عن شخصية شهيرة، لمجرد حبها بها، وتخليداً لذكراها... فخلف كل عمل فني من هذا النوع... فلوس وأرباح وادعاءات تسويقية مسبقة بأن العمل سيجلب أكبر قدر من الإعلانات حين عرضه لأن الشخصية إياها حية في ذاكرة الناس ويحبون أن يتابعوا سيرة حياتها على الشاشة... وبالتالي فكل الادعاءات والشعارات الكبيرة حول: التاريخ وتخليد ذكرى الفنانين وتكريم عظماء الأمة، تسقط حين تكون الصيغة مسلسلاً تلفزيونياً مصنوعاً للعرض الرمضاني... وليس إنشاء أكاديمية أو تأسيس جائزة... ولا حتى افتتاح جمعية خيرية باسم الفقيد الراحل أو إنشاء سبيل ماء على روحه الطاهرة! وليس المقصود من كلامي هو تشجيع منع مسلسل (أسمهان) والشد على يد وزير الإعلام في تصديه لهذه المهمة التي يعشقها ويتباهى بها كما أسلافه من وزراء الإعلام السوريين... فأنا أولاً أعرف تشدد أسرة أسمهان التي سبق لها أن أجبرت المخرجة إنعام محمد علي، على حذف شخصية أسمهان من المسلسل الناجح الذي قدمته عن أم كلثوم... كما أن المخرج السوري عمر أميرلاي عانى الأمرين في موضوع الفيلم الذي كان يود إنتاجه عن أسمهان واعترضت عليه العائلة أيضاً... وأنا ثانياً ضد المنع، وضد الاعتماد على تقارير رقابة التلفزيون السوري في تقدير مدى جودة وموضوعية النص... فالمعروف أن هذه الرقابة المتعنتة، هي ابنة قيم الفساد والاستزلام في الإعلام الشمولي... حيث الرقابة هي سلطة و'بسطار' يدوس من لا سند له، وينحني أمام من يملك الدعم والحظوة... وحيث يعتقد جهابذة هذه الرقابة جازمين أنهم الأحق في كتابة النصوص بدل منح الفرصة لكتّابها، وفي أضعف الإيمان إصلاحها بأجر إضافي إذا فاتهم ركوب قطار الاستكتاب بالأجر الكامل! لكن ما نطالب به في المحصلة هو وضع تقاليد تحترمها جهات الإنتاج في إنتاج هكذا أعمال... تقاليد تقضي باحترام حقوق الورثة المادية والمعنوية بعيداً عن اتهامهم بالمتاجرة بسير ذويهم كلما أبدوا اعتراضا على تفصيل أو رؤية في هذا العمل أو ذاك.. وما نطالب به أيضاً أن نشجع أسر المشاهير على التعاون مع الجهات التي تود إنتاج أعمال كهذه... من خلال إطلاعها على التحضيرات وعلى النصوص والرؤى... وليس من خلال اتهامها بالجهل، والادعاء بأنها تريد أن يظهر أقرباؤها في المسلسل كملائكة لا كبشر... ذلك أن أي تجربة سيئة من هذا النوع، ستكون تشويشا على العمل، ودفعا به نحو فضاءات كيدية، يحاول فيها كل طرف عض أصابع الطرف الآخر... ويكون الخاسر في النهاية: التاريخ وعظماؤه وعشاق سير شخصياته الرائعة! الترويج الرمضاني: كيف نحشر مسلسلاتنا في حلوقكم! حرب رمضانية أخرى قبل انطلاق عرض المسلسلات بدأت منذ حوالي الشهر... هي حرب الإعلانات الترويجية للمسلسلات أو ما يسمى (البروموشن). قناة (دبي) بدأت بزخم لاهث دافعة مسلسل حاتم علي البدوي (صراع على الرمال) في حلوقنا... وقناة (إم. بي. سي) لحقت بها لتحشر الجزء الثالث من مسلسل (باب الحارة) في حدقات أعيننا... فلا تكاد تغمض لنا عين أو يرف لنا جفن... حتى نسمع أبطال (باب الحارة) يتوعدوننا: (شكلين ما بحكي) و(إن ما كبرت ما بتصغر).

قناة (العربية) الإخبارية الرصينة... ساندت شقيقتها الكبرى (إم. بي. سي) في الترويج لباب الحارة... وفي إشعال فتيل حرب البروموشنات... في وجه الآخرين! في النهاية لم يكسب أحد... فقد زهقت شخصياً من حديث نجوم (صراع على الرمال) عن شخصياتهم وعن إبداعاتهم وعن روعة خيال المخرج وأشعار الشيخ محمد... مثلما سئمت من استهلاك أبطال (باب الحارة) بملابسهم وإكسسوارتهم في عملية ترويج فائضة عن الحاجة وعن حدود احترام المنتج الفني وعدم تحويل الإلحاح عليه إلى إعلانات صابون أو فوط أطفال أو علكة... وربما تقصدت هذه المحطات هذه المبالغة في الترويج كي تجعل من أعمالها: (علكة في الفم)! إطلاق الأسرى... فرحة تصنع فتنة! ألقت خلافات فتح وحماس على فرحة الاحتفاء بإطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى الذين أطلقتهم إسرائيل من سجون الاحتلال... والذين كانوا جميعهم من فتح كما قيل! الاتهامات التلفزيونية بدأ الطرفان بتراشقها قبل وأثناء عملية الإفراج... وسواء كانت فتح قد تقصدت هذا الطيف الواحد في مفاوضاتها مع إسرائيل لإطلاق هؤلاء الأسرى... أم أنها لم تتقصد وأن الإفراج تم من دون مفاوضات... فإن (حماس) بنبرتها الاتهامية والتخوينية، قد أعطت إسرائيل ما أرادت: زرع مزيد من الشكوك والاتهامات بين الطرفين الشقيقين... وأخشى في مفاوضات الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المرتقبة... أن يظهر المفرج عنهم كلهم من حماس والجهاد الإسلامي كنوع من الرد بالمثل... عندها يكون الجميع قد انجر إلى الموقع الذي تريده لهم إسرائيل بالضبط!

كاتب من سورية

mansoursham@hotmail.com qpt2

القدس العربي في 28 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)