اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

دراما رمضان ـ 2008

 

رمضان 2008

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

الدراما الرمضانية تشهد حضور النبيّ يوسف... في ثوب جماليّ آخر

الوسط - محمّد المخلوق

 
     
  

يشهد شهر رمضان هذا العام حضورًا لافتًا لمسلسل من إنتاج إيرانيّ يوثّق للمرّة الأولى قصّة يوسف الصدّيق (ع) وفق رؤية إسلاميّة، متجاوزًا بذلك حاجز «الجمال اليوسفيّ» الذي كان يشكّل هاجسًا لأيّ عمل فنيّ. وقد حاول مخرج المسلسل فرج الله سلحشور التركيز على عنصري طهارة النبيّ يوسف (ع)، والسياسة الجيّدة التي اتبعها لتتجاوز مصر محنة القحط، دون التركيز على البعد الجماليّ الذي طالما استنزف الكثير من الموروث، وأغنى عوالم العشاق والغناء والشعراء والقصّاصين بمادّة خصبة، مع إغفال جوانب الاعتبار الأخرى.

المسلسل الذي بوشر في تصوير حلقاته مطلع مايو/ أيار العام 2004 يبث حاليًّا على قناة القرآن الكريم الفارسيّة، وينتظر أن تبثّه قناة الكوثر الفضائيّة (بعد الدبلجة) أيام الجمعة ابتداءً من شهر رمضان المبارك عند السّاعة 6:30 و11:30 مساءً بتوقيت البحرين (15:30 و20:30 غرينتش) في 40-42 حلقة.

ما يطمئن المشاهد إلى نجاح المسلسل هو أن مخرجه هو نفسه الذي أخرج الفيلم المبدع «أهل الكهف»، بالإضافة إلى «توبة نصوح» و «النبيّ أيوب». ذلك الإنتاج كما هو واضح مؤشر على أن المخرج سلحشور أقرب إلى أن يكون مبلّغًا من أن يكون مخرجًا، وهو ما صرّح به نفسه في مقابلة معه. ولأنّه مبلّغ مؤثّر فإنه حاول تقديم قصة يوسف بشكل أقرب إلى الواقعيّة على الأصعدة كافّة، ولذلك اضطرّ فريق العمل إلى السّفر إلى مصر لتصوير مشاهد واقعيّة من هناك.

70 % من المعلومات جديدة

يؤكد المخرج أنّ المسلسل يسعى لتعزيز الثقافة الدينيّة بشكل «معصرن»، ولذلك سيتضمّن نحو 70 في المئة من المعلومات التي لا يعلم عنها كثير من الناس، وهو يأتي في وقت تشهد فيه المعرفة الدينيّة تحدّيًا تفرضه «مغريات» وسائل الإعلام المختلفة.

المسلسل يحكي قصة يوسف من الصبا حتى الكهولة، وتجري فيه أحداث كثيرة مثل إلقاء يوسف في البئر وقصة زليخا وكذلك قصّة السّجن وتحوّله إلى عزيز مصر. ويضمّ هذا العمل الضخم نحو 180 ممثلاً وممثلة، وقد استغرق اختيار الممثلين عاماً كاملاً تم فيه اختبارهم للاستفادة منهم في دور النبي يوسف، ليقع الاختيار أخيرًا على مصطفى زماني للبطولة.

4 سنوات لكتابة السيناريو

أمّا السيناريو فكتبه نحو عشرين شخصًا استغرقوا 4 سنوات لإتمام النصّ الذي استعانوا فيه بالقرآن الكريم مصدرًا أول، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من كتب التفسير والتاريخ والحديث والسّيرة من المذهبين الشيعيّ والسنيّ، وبذلك حصل كتّاب السيناريو نحو 8000 صفحة، انتخبوا منها 1800 صفحة وهو كمّ كبير شكّل مادة المسلسل.

أبعاد الشخصيّة اليوسفيّة بالمسلسل

وبشأن الكيفيّة التي تمكّن بها المخرج من استيعاب قصّة النبيّ يوسف، أشار سلحشور إلى أن السيناريو ركّز على عدّة أبعاد تتناول الشخصيّة تتمثّل فيما يأتي: يوسف نموذج خاصّ للتوكّل على الله، يوسف نموذج الصبر، يوسف الرجولة والفتوّة، سورة يوسف تعلّم الإنسان كيفية التوسّل والرجوع لله، بالإضافة إلى ترويج الوحدانية، وأخيرًا طرح مفهوم الإدارة الناجحة.

تجاوز أزمة الهالة النورانيّة

وبهذا المسلسل تؤكّد السينما الإيرانيّة مرّة أخرى أنّها تجاوزت كثيرًا من «التابو» الدينيّ في تحريم تشخيص الأنبياء والأولياء، على رغم أن الدبلجات العربيّة لاتزال متحفّظة، ولذلك تعمد إلى عدم إظهار الشخصيّة أساسًا أو تغطّي الوجه بهالة نورانيّة بشكل يتواءم مع «الإجماع السكوتيّ» لفقهاء السُنّة على حرمة تمثيل أدوار الأنبياء بأشخاصهم درءًا للمفاسد، فيما تجاوز كثير من علماء الشيعة هذه الإشكاليّة فأفتوا بجواز التشخيص ما لم يعدّ إهانة أو استهزاءً.

ومع هذا المسلسل سيبقى المشاهد العربي يتابع طريقة تعاطي القنوات العربية مع هذا الإنتاج الذي لا يمكن أن يصنّف على مذهب معيّن، فقد دأبت كثير من القنوات الفضائية العربية وللأسف على التجاهل المتعمّد للنتاجات الإيرانيّة، والغريب أن دولة يفترض أن لها توترًا مع إيران وهي الإمارات تجد أن إحدى قنواتها عرضت مسلسل أهل الكهف ومريم العذراء!

الوسط البحرينية في 28 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)