حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان برلين السينمائي الدولي الثالث والستون

ديتر كوسليك، مدير المهرجان:

اختيار فيلم الإيرانى بناهى يؤكد دعمنا لتحرير الفن

برلين - أحمد الجزار

رغم آلة النظام التى تسيطر على كل كبيرة وصغيرة داخل مهرجان برلين سيظل ديتر كوسليك، مدير المهرجان، هو الدينامو المحرك لهذه الآلة والذى يتواجد ليلا نهارا فى كواليس المهرجان لمتابعة كل التفاصيل وعن كواليس هذه الدورة كان لنا معه هذا الحوار الحصرى:

ماذا عن اختيار فيلم «ستار مغلق» لجعفر بناهى للمشاركة فى المسابقة الرسمية؟

- بصراحة لقد سعدت للغاية لحصولنا على العرض العالمى الأول لهذا الفيلم لأنه من دورنا الأساسى أن نسعى لتحرير الفن وهذا لا يتوقف فقط على جعفر بناهى ولكن على أى فنان يواجه أزمة فى تقديم إبداعه .

فى العام الماضى كان هناك تواجد أكثر للسينما العربية ولكن هذا العام لم يوجد سوى أفلام قليلة فى المنتدى؟

- العام الماضى تم إعداد برنامج خاص للأفلام التى تحدث عن الربيع العربى وذلك لمواكبة المهرجان دائما للحركات السينمائية التى تتفاعل مع الواقع وفى هذا العام بحثنا مع العديد من الشركات ولكن لم نعثر على شىء واكتفينا بالأفلام التى عرضت فى أقسام المهرجان المختلفة.

وما هو انطباعك عن عرض أول عمل سعودى فى المهرجان منذ نشأته؟

- بالتأكيد إنها ميزة لأن المهرجان دائما يبحث عن سينما جديدة ومختلفة وفى هذا العام أيضا تم اختيار فيلم كازاخستانى هو الأول لمخرجه للمشاركة فى المسابقة الرسمية كما أنه يعد أول مشاركة لكازاخستان فى المهرجان أيضاً، وأؤكد لك أن هذه النوعية من الأفلام ستكون محل جذب للجمهور الذى يبحث عن سينما جديدة وواقع لم يتعرف عليه من قبل وأؤكد لك فرغم أنها ميزة فهى تمثل مغامرة أيضا للمهرجان .

هل ترى أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر على دعم الأفلام ومستواها خلال السنوات القادمة؟

- العالم كله واجه أزمة عالمية العام الماضى كما أن هناك أزمة اليورو التى لاتزال أصداؤها مستمرة ونحن لم نتأثر بها بشكل مباشر ولكنى أرى أن هناك دولاً عالمية كثيرة ستعانى من ذلك وأقصد هنا الدول الأووربية مثل رومانيا والبوسنة كذلك هناك اليونان التى توقف فيها الدعم المالى للأفلام الكبيرة وأعتقد أن الازمة التى تمر بها إسبانيا سيكون لها بالتاكيد تأثير سلبى ويعرض المهرجان هذا العام بعض الأفلام التى عبرت عن هذه الأزمة.

فى سياق آخر كيف ترى تطور حركة الأفلام المستقلة على مستوى العالم؟

- إذا شاهدت جدول عروض الأفلام هذا العام ستجد العديد من هذه النوعية ليس فقط من أمريكا أو أوروبا ولكن هناك أفلاما من آسيا ووسط أوروبا وأعتقد أن الجمهور يتفاعل بشكل كبير مع نوعية هذه الأفلام لأنها طازجة وتستعرض أحدث التقنيات التكنولوجية.

المصري اليوم في

27/02/2013

 

فيلم «جائزة الدبّ الذهبي» في «مهرجان برلين السينمائي»

«مُشكِلة ابن» للروماني كالين بيتر نيتزر: بيان سوسيولوجي جارح

زياد الخزاعي

لولا إدراج عنواني فيلمي الروماني كالين بيتر نيتزر «مُشكِلة ابن» (الدبّ الذهبي) والبوسني دانيس تانوفيتش «مقطع من حياة جامع خُردَة» (الدبّ الفضي ـ الجائزة الكبرى للجنة التحكيم)، لبدت مسابقة الدورة الثالثة والستين للـ«برلينالة»، التي انتهت مساء السبت 17 شباط 2013، شبه فاضية من «شريط يؤجّج القلب» كما قال ظريف أوروبي. راح روّاد صيد تحف سينمائية يفاضلون بين عناوين قليلة، كالتشيلي «غلوريا»، والكازاخستاني «دروس متناغمة»، وإلى حدّ ما الفرنسي «كاميل كلوديل 1915»، فيما تضخّمت القائمة بعناوين لا تستحق التلميح ولا العرض. هل هي أزمة أفلام؟ بل هي أزمة قيادة. بدا جلياً أن مدير المهرجان ديتير كوسليك، الذي ضَمَن عمله حتى العام 2016، شرع بسياسة جماهيرية، تعتمد هرج النجوم قبل عقلانية النوعية، وتستهدف قطاعاً يتعاظم عاماً إثر آخر من أهل العاصمة. من هنا، تُفسَّر إشارته إلى الصحيفة السينمائية المتخصصة «سكرين إنترناشونال» حول أن «حماسة الجمهور أثارت ضيوف هوليوود. استلمت العديد من الرسائل الإلكترونية من نجوم كبار يؤكّدون فيها أن الـ«برلينالة» لا يُنَافَس». كما ركّز على أن المهرجان باع ربع مليون تذكرة في دورة العام الماضي، حاسماً دعوات محرجة بشأن تعيين مدير فني ذي خبرة وذوق سينمائي إلى جانبه، بعد أن تعالت الانتقادات بشأن ضعف خيارات المسابقات الرئيسة في الأعوام الأخيرة

هاجس الدعم الشعبي أمر مفروغ منه. المهرجان ملك جمهوره، وليس ملك حفنة ضيوف وصحافيين مزاجيين. كلما ارتفعت وارداته، تعزّزت قوته الاقتصادية، وسمعة منافسته نظيراته الأوروبية. لكن، ما حدث أطلق سهام إغواءات كثيرة، لعلّ أولها خيارات أسماء النجوم، وسمعة البساط الأحمر، وأضواء حفلات الـ«غالا» وسباقاتها في تبرّعات الإحسان وأموالها، التي جمعت هذا العام أكبر مبلغ، منها الحفل الباذخ الذي نُظِّم تكريماً للممثلة الجنوب أفريقية تشارليز ثيرون، ومنحها جائزة «السينما من أجل السلام» تقديراً لنشاطها سفيرة للأمم المتحدة

«مُشكِلة ابن» جدير بأكثر من جائزة. فعدا عن جهد المخرج نيتزر، الذي صوَّره كبيان سوسيولوجي جارح، هناك تحامل عبره على انقلاب الذمم والخواطر في رومانيا حقبة الانفتاح الأميركي، والنهضة العارمة للطبقية الجديدة، التي ولّدت كيانات مفعمة بالأنانية والقسوة والاستعلاء. أداء الممثلة لومينيتا غورغيو يستأهل التقدير، ومثله جهد الروائي وكاتب السيناريو رازفان رادوليسكو، الذي عرف شهرة سينمائية عبر نصّه القاسي «موت السيد لازاريسكو» للمخرج كريستي بويو (جائزة «نظرة ما» في مهرجان «كانّ» 2005)، الذي قدّم في «مُشكِلة ابن» رؤية قاسية للانحطاط. تظهر السيّدة كورنيليا إيقونة عائلة نبيلة. شعرها الأشقر وفستانها الأسود وكأس الـ«ويسكي» الخاصّ بها ودخان لفافتها، بالإضافة إلى الاهتمام الذكوري المبالغ به بطلّتها في حفل مترف، يشي كأنّها استرجاع زائف لسيدات الحزب البائد للزعيم نيكولاي تشاوتشيسكو ممن لا يردن مغادرة التاريخ. في المشهد الافتتاحي، تُخبر صديقتها أولغا صدود الشاب الذي يعاملها بجفاء واستهانة. وهذا يعزّز الظنون بأنها امرأة متصابية غير معنية بوضع حدٍ لشهواتها. المفارقة، كما نفهمها لاحقاً، تكمن في أن كلامها يدور حول ابنها الشاب العنيد باربو، الساعي إلى إنهاء هيمنتها على حياته. في مشهد تال، أثناء تدريب على عرض أوبرالي ذي مغزى طبقي جلي، يصلها الخبر الانقلابي: الابن الأرعن قتل ابناً يافعاً لعائلة فقيرة خلال سياقة متهوّرة

يقف «ثمن الدم»، في المشهد النهائي الحصيف، شاخصاً كمعضلة بين والدتين مفجوعتين. تصف الأولى فلذة كبدها وأكسسوارته، وتكرّر الأخرى مناقب الابن اللمّاح، العارف باللغات. كلتاهما لا تسعيان إلى المواجهة. فواقعة الموت تحتاج الى حُلم الأمهات ومروءتهنّ. لن يقع المخرج نيتزر في فخّ عناقهن وندبهن، بل يذهب إلى خطيئة ابن كورنيليا وجبنه الذي ينكسر بالإرادة الجبّارة للأب الفقير المفجوع، وطلبه أن يحضر الشاب كي يعتذر بالدموع

لا يساوم «مُشكِلة ابن» على تمكّن أبطاله. إنهم إرادات بشرية تُخطئ، وعليهم أن يدفعوا أكلاف أقدارهم وخُطُوبها

السفير اللبنانية في

21/02/2013

 

مرافعة تانوفيتش الفائزة في برلين:

فصلٌ في حياة الظلم البوسنيّ

برلين ــ هوفيك حبشيان 

الأفلام التي فازت بإعجابنا، وتمسكت بالمستلزمات الفنية التي تليق بمسابقة كبرلين، لم تكن هذه السنة أكثر من نصف دزينة. أحدها: "فصل في حياة جامع حديد" (جائزة لجنة التحكيم الكبرى) للبوسني دانيس تانوفيتش الذي طار صيته عام 2001 مع "أرض محادية"، وكانت له محطة بارزة خلال العام التالي في هوليوود، حيث نال الفيلم "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي. اليوم، تبدو اهتمامات مخرجنا الشاب (43 عاماً)، الملمّ بواقع بلاده ومآسيها، بعيدةً سنواتٍ ضوئية من سيرة الجنديين، البوسني والصربي، اللذين كانا عالقين في خندق خلال حرب البوسنة. مع ذلك، جديده ايضاً عن رجل ينام فوق متفجرة موقوتة، ولا نعرف في اي لحظة تنفجر في وجهه. كأن النزاع انتهى ليبدأ نزاع آخر. لا بل تترحم عليه الشخصية الرئيسية التي نتعرف إليها في الفيلم، اذ تقول: "أيام الحرب كانت أفضل من الأيام هذه". 

الفيلم صحوة ضمير، وليس أقل من ذلك، تحدث فجأة لدى سينمائي لم يهمل يوماً الآدمي في أعماله (خمسة افلام طويلة الى الآن). المقاربة الانسانية مفعمة بالتضامن السامي مع الشخص العاجز الفاقد للمال والقدرة على شراء الراحة والطمأنينة. يتخذ تانوفيتش موقفاً أخلاقياً صارماً من المسألة التي يصوّرها. النبرة قاطعة منذ اللحظة الاولى: عائلة من غجر البوسنة تعيش في ظروف الفقر والاهمال. الأمّ تربّي طفليها والثالث على الطريق. الأب يفكك الخردة مع مَن في مثل حاله من السيارات القديمة ويبيعها مقابل مبلغ متواضع من المال. كل شيء يسير على قاعدة "اعطنا خبزنا كفاف يومنا". لا ضمان، لا رعاية، بل اقصاء شبه كلي عن حقوق المواطنة. ماذا اذا اصاب أحد أفراد هذه العائلة مكروه ما؟ هذا ما سنكتشفه تحديداً، بعد موت الجنين في بطن الأمّ. يطلب المستشفى 980 ماركاً (العملة المحلية)، مقابل أجراء عملية لها واخراج الجنين الميت. لكنّ العائلة المسكينة لا تملك هذا المبلغ. الوقت يدهم. والسيدة في خطر الموت...

الفيلم من صنف الدوكو دراما. وثائقية مستقاة من تجربة انسانية صحيحة، لكن اطاره روائي، فنيّ. صحيح ان الاشخاص الذين قبالة العدسة يطلعوننا على حكاية ما، لكن يعيدون انتاج حقيقة يعرفونها، وهي تشكل يومياتهم، وهم منها وفيها. كل شيء هنا، في تصرف المشاهد يلتقطه بعينيه وضميره، ولا حاجة لإعادة اختراع واقع صارخ في ظلمه وواضح في فقدانه العدالة. العلاقة مباشرة. كل شيء، ايضاً، مكتوبٌ، ويكفي ان يكون للمرء نية القراءة. مكتوبٌ على الوجوه التي لا تعرف البسمة، على طلاء السيارات المهترئة وصوت الحديد الجاف الذي يصدر جراء الاحتكاك والضربات لقصّه وتفكيكه وعزل قطعه بعضها عن البعض الآخر. ومكتوبُ في ضربات الفأس التي تنزل على الحطب الذي يجلبه الأب من الغابة المجاورة لمنزله. ما إن نكتشف هذا الحديد في الفيلم، حتى تصبح الأمور الثانية مشابهة له: الوجوه، المناظر الطبيعية، الحوارات، الضمائر... الحكاية برمتها تصبح "فولاذية"، عندما تبدأ باللف والدوران على نفسها، مصطدمة ببيروقراطية طبية لا تملك شيئاً من الرأفة

الشيء الذي يلفت ايضاً هو الكاراكتيرات التي اختارها تانوفيتش لصوغ مرافعته هذه عن الظلم الذي يتعرض له الغجر البوسنيون: هناك المرأة التي تحمل الموت في احشائها، وهناك الرجل الذي يبادرها بحبّ صامت، وهناك الجيران الذين يساعدونه كيفما تمكنوا. كل هذا العالم، الذي يتبلور في بيئة طقسية قاسية وسط الثلوج والحرارة المتدنية جداً، يتسم بالحكمة والتروي والخشوع والنضال الصامت. لا احد يشتكي مما يتعرض له، بل يقبل به كحتمية. انها مغامرة العيش في الهامش، والصراع من اجل الصمود والبقاء، وعدم اللجوء الى وسائل التطرف والتهديد، حتى اذا وصل السيف الى الرقبة. لذلك، لا يمكن الا ان نلقي التحية على شجاعة تانوفيتش وشطارته في الابتعاد عن الأساليب التقليدية وعدم تحويل القضية مسلسلاً ميلودرامياً لكسب الأصوات المؤيدة. نكاد نخجل من اعتبار صنع هذا الفيلم موقفاً سياسياً، لأن ما نراه على الشاشة يبتعد من هذا المنطق، بل هو مثالٌ في الصدق والدعم الأخلاقي، وهذه القيمة "تلقفتها" جيداً لجنة التحكيم. في شخصية الرجل جامع الحديد، نال نظيف موجيك جائزة افضل ممثل، في مبادرة من لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الصيني وانغ كار واي، اقل ما يمكن القول فيها انها فاجأت الجميع، وجعلتنا نطرح سؤالاً هل من الجائز ان نعطي جائزة لشخص لا يفعل الا ترداد ما يفعله في حياته اليومية. لكن هذه قضية أخرى، تتحمل مسؤوليتها سيطرة الوعي السياسي في المهرجان على الأطروحات الفنية

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

21/02/2013

 

المخرج الإيرانى كامبوزيا بارتوفى:

شاركت فى فيلم «ستائر مغلقة» لإنقاذ «جعفر» من الاكتئاب

حوار   أحمد الجزار 

أثار اشتراك المخرج الإيرانى كامبوزيا بارتوفى فى فيلم «ستائر مغلقة» لزميله جعفر بناهى- العديد من التساؤلات، خاصة أن «بناهى» حكم عليه من قبل السلطات الإيرانية فى عام ٢٠١١ بالإقامة الجبرية، ومنع من تقديم أفلام لمدة ٢٠ عاما، ورغم ذلك نجح فى تجاوز هذه الأزمة بمشاركة مواطنه كامبوزيا فى تقديم فيلم جديد يحمل توقيعيهما، وفاز فى مسابقة مهرجان برلين السينمائى فى دورته الـ٦٣ التى انتهت فعالياتها منذ أيام.

«المصرى اليوم» حاورت المخرج كامبوزيا بارتوفى حول هذا الفيلم وكواليس تصويره.

كيف قمتم بالتحضير لهذا الفيلم؟

- فى البداية بدأ العمل من خلال جعفر بناهى الذى قام بكتابة السيناريو، وعقب الانتهاء منه كان سعيدا للغاية، وشعر بأنه قام بإنجاز شىء دون أن يفكر إطلاقا فى استغلال ما فعله، وبعد أن أطلعنى على السيناريو- نظرا للصداقة الكبيرة بيننا- كان هناك سؤال يطرح نفسه: ماذا سنفعل بعد ذلك، ووقتها اقترحت عليه أن نبدأ تصويره حتى لا يفقد الحماس الذى ظهر فى عينه وبالفعل بدأنا العمل سويا على السيناريو من جديد، وقمت بإجراء بعض التعديلات التى تتناسب مع الموقف الذى يعيشه بناهى، واتفقنا على شكل نهائى له.

ومشاركتك فى العمل، ألا تمثل تحديا للسلطات الإيرانية؟

- لم نقصد ذلك إطلاقا، ولم أفكر فى هذا الأمر أيضا، ولكن الأهم كان بالنسبة لى هو أننى أساعد صديقاً فى تقديم حلمه الذى سيخرجه من الحالة النفسية السيئة التى يعيشها لأن جعفر بناهى كان يمر بمرحلة اكتئاب قد تقوده إلى مرحلة أسوأ، وهذا ما لم أقبله لصديق، وكان على أن أتحمل المغامرة مهما كلفتنى مادام سيكون سعيدا، كما أن صداقتنا تمتد لأكثر من عشرين عاما، وقد ساعدنى «بناهى» عندما قدمت أول أفلامى عام ١٩٨٨ حتى إنه كان يرافقنى عندما قدمت آخر أفلامى.

وهل ترى أن تقديم بناهى لهذا الفيلم يعد اختراقا للقانون؟

- إطلاقا، لأن الفيلم تم تصويره بالكامل فى منزل بناهى، ولم تخرج الكاميرا إطلاقا حدود هذا المنزل، كما أن الفيلم يتحدث عن «بناهى» وليس عن أناس آخرين فى البيئة الخارجية، كما يحدث فى باقى الأفلام مثل فيلمه «تسلل» الذى حاز على جائزة الدب الفضى فى برلين أو أنه يتناول قضية اجتماعية، ولكن هذا ما لم يحدث أيضا فهو يستعرض حالته فى الفيلم، حتى إننا لم نقصد بهذا الفيلم أن ننتقد النظام أو الحكومة.

ولكنه سبق أن فعل ذلك من خلال فيلم «هذا ليس فيلما» وآخر وثائقى قدمه ٢٠١١!

- رغم أن الفيلمين عن جعفر بناهى فإن هناك اختلافا واضحا: فى الفيلم الأول كان يتحدث عن صناع الأفلام بشكل عام وطبيعة عملهم والمعاناة التى يتعرضون لها، ولكن فى فيلم «ستار مغلق»، فهو يستعرض مشاعره الداخلية وحالة اليأس التى وصل إليها والحلم الذى لم يستطع تحقيقه، وهو الخروج للعالم والانطلاق من جديد.

ولكن كيف تم تصوير هذا الفيلم؟

- لم يكن ذلك سهلا على الإطلاق، ففى البداية قررنا تصويره بالكامل فى منزل «بناهى» حتى نتمكن من السيطرة على التصوير والهم الآخر كان اختيار فريق عمل محدود للغاية، لأننا قمنا بالتصوير سرا ودون الحصول على أى تصاريح حكومية، خاصة أننا اعتمدنا على التمويل الذاتى، ولم يتم تصوير مشهد واحد منه فى مكان عام، فهو لم يكن فيلما تقليديا، ثم قمنا بتصوير مشاهد الفيلم فى الشتاء حتى يكون الجو مناسب، وفى الوقت نفسه لا يوجد أعداد كبيرة حول المنزل الذى نصور فيه لأنه يطل على البحر، وقررت مع «بناهى» أن نقوم ببطولة هذا الفيلم، بالإضافة إلى الممثلة «مريم موغدام»، وكان بناهى يتولى إخراج وتصوير المشاهد التى أقف فيها أمام الكاميرا، بينما كنت أتولى الإخراج عندما كان «بناهى» يمثل، وحاولنا رغم كل هذه الظروف الانتهاء من التصوير فى أقرب وقت حتى نقوم بعرضه فى «برلين» حتى إن لجنة المشاهدة شاهدت الفيلم قبل الانتهاء منه بشكل كامل، وقامت باختياره للمشاركة الرسمية، وهذا ما أسعدنا للغاية.

المصري اليوم في

21/02/2013

 

قصة فساد تخطف الدب الذهبي في برلين

كتبت ــ إنجى ماجد: 

نجحت السينما الرومانية في تحقيق إنجاز جديد يحسب لها بعد أن فاز فيلم »حالة طفل« بجائزة »الدب الذهبي« لأفضل فيلم كبري جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي.

الفيلم للمخرج كالين بيتر نيتزر ويقدم قصة فساد من الطبقة الراقية في المجتمع الروماني حول سيدة ذات نفوذ تحاول إنقاذ ابنها العاق من السجن بعد قتله طفل صغير في حادث سيارة من خلال رشوة المسئولين عن القضية، وقد حرصت منتجة الفيلم عايدة سولومون بعد تسلم الجائزة علي التأكيد علي تراجع دعم الدولة للإنتاج السينمائي، وطالبت بالوقوف إلي جانب صنّاع الأفلام الجادين باعتبارهم سفراء الإبداع، وإمدادهم بمختلف الإمكانات المادية حتي يشرفون وطنهم في مختلف أنحاء العالم.

رأس لجنة تحكيم الدورة الثالثة والستين من المهرجان المخرج الصيني وونج كار واي، وهي اللجنة التي ضمت الممثل الأمريكي تيم روبنز والمخرجة اليونانية اثينا سانجاري والمخرجة والممثلة الإيرانية شيرين نشأت.

أما جائزة لجنة التحكيم الكبري فذهبت إلي الفيلم البوسني »حلقة في حياة جامع الحديد« للمخرج دانيس تانوفيتش، وهو فيلم درامي وثائقي يتناول سوء المعاملة والإهمال التي تعاني منها الطبقات الفقيرة في المجتمع من خلال أسرة من الغجر تعاني من الاجتياح المادي الشديد، ولم يستعن المخرج بممثلين لبطولة الفيلم ليقرر استبدالهم بأفراد الأسرة الحقيقيين.

وصرح تانوفيتش بعد تسلمه الجائزة أن مشاعر الغضب والانفعال ينتج عنها في أحيان كثيرة أشياء إيجابية وهذا ما حدث معه عند تقديمه لذلك الفيلم، وحصد نفس الفيلم جائزة أفضل ممثل التي ذهبت إلي بطلة ناصف موجيتش.

أما جائزة أفضل سيناريو فكانت من نصيب المخرج الإيراني جعفر بناهي عن فيلمه »الستارة المغلقة« وهو عمل وثائقي شعري عبّر خلاله بناهي عن عزلته الفكرية التي يعاني منها منذ قرار منعه بممارسة عمله الفني في وطنه الإيراني.

وقد تسلم الجائزة عنه المخرج كامبوزيا باتروفي الذي شارك جعفر في إخراج الفيلم وبطولته، وأكد أن ذلك الإنجاز أصدق دليل علي استحالة منع مفكر أو شاعر وإيقافه عن إبداع فنه مهما كانت القيود.

أخبار النجوم المصرية في

21/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)