حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

أفلام سبيلبيرغ وتارانتينو وتوم هوبر أقل حظاً

جوائز «أوسكار».. أربع لـ«حياة باي» وثلاث لـ«أرغو»

نديم جرجورة

في الحفل الـ85 لـ«أوسكار» هوليوود، حقق «قصة باي» لآنغ لي ما عجزت عن تحقيقه أفلام أخرى، يُمكن اعتبارها أهم فنياً وأجمل سينمائياً وأعمق درامياً، كـ«لينكولن» لستيفن سبيلبيرغ و«دجانغو غير المقيَّد» لكوانتن تارانتينو و«البؤساء» لتوم هوبر. وعلى الرغم من أن هذه الأفلام نالت جوائز متفرّقة، إلاّ أن «حياة باي»، المقتبس عن رواية ليان مارتل بالعنوان نفسه، استأثر بأربع جوائز، اثنتان منها أساسيتان: أفضل إخراج، وأفضل تصوير لكلاوديو ميراندا.

مساء أمس الأول الأحد بتوقيت لوس أنجلس، أُعلنت جوائز «أوسكار» التي تمنحها «أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية»، في حفل خلا من مفاجآت، بالمعنى الصادم. إلاّ إذا اعتبر البعض أن تبوء «حياة باي» المرتبة الأولى في عدد الجوائز مفاجأة «غير» سارّة كثيراً. فيلم آنغ لي هذا نال، بالإضافة إلى الجائزتين المذكورتين أعلاه، جائزتي أفضل موسيقى أصلية لميكائيل دانّا وأفضل مؤثرات بصرية لبل وستنهوفر وغييوم روشورون وإيريك ـ يان دو بوير ودونالد أر. إيليوت. هذا كلّه من أجل باي، الذي واجه الموت وحيداً برفقة نمر وسط المياه أياماً طويلة، والذي امتدت قصّته من الأرضيّ إلى الإلهي والإيمانيّ، في صُور متتالية من التشويق والقلق والارتباك، بشكل عاديّ. غير أن أعضاء الأكاديمية اعتبروه مناسباً لهذه الجوائز، فمنحوه إياها. كما منحوا «أرغو» لبن أفلك ثلاث جوائز، إحداها أساسية وهي جائزة أفضل فيلم للمنتجين غرانت هسلوف وجورج كلوني وأفلك نفسه: العودة إلى نهاية السبعينيات الفائتة، لحظة نجاح الثورة الإسلامية في إيران، واحتجاز أميركيين في سفارة بلدهم في طهران، ومحاولة إنقاذهم. الجائزتان الأخريان هما: أفضل مونتاج لويليام غولدنبيرغ، وأفضل سيناريو مقتبس لكريس تيرّيو، الذي استند في عمله على كتابي «سيّد التمويه» لأنتونيو جي. مانديز و«الهروب الكبير» لجوشوا بيرمان. الفيلم الثاني الذي نال ثلاث جوائز أيضاً هو «البؤساء»: أفضل ممثلة في دور ثان لآن هاثاوي، وأفضل ماكياج لليزا وستكوت وجولي دارتنل، وأفضل مونتاج صوت لأندي نلسن ومارك باترسن وسيمون هايس. لكن نسخة توم هوبر من رائعة فيكتور هوغو اتخذت النمط السينمائي الموسيقيّ غطاء لسرد حكاية الشقاء الفردي في قلب الجماعة. ربما لهذا، لم يستطع الفيلم أن يجد لنفسه مكاناً في الجوائز الأساسية.

فيلمان آخران نال كل واحد منهما جائزتين اثنتين: «لينكولن» في فئتي أفضل ممثل لدانيال داي ـ لويس وأفضل ديكور لريك كارتر وجيم إيركسن. «دجانغو غير المقيّد» في فئتي أفضل ممثل في دور ثان لكريستوفر فالتس وأفضل سيناريو أصلي لتارانتينو. فيلمان عن العبودية في أميركا منتصف القرن التاسع عشر، والسعي إلى إلغائها والتحرّر منها، في أسلوبين سينمائيين مختلفين

في المقابل، وعلى الرغم من تناوله المطاردة المتعِبَة والطويلة لـ«وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وقتله، إلاّ أن «ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل» لكاترين بيغولو لم يحصل إلاّ على جائزة واحدة فقط، في فئة أفضل مونتاج صوت لبول ن. جي. أوتّوسن. بينما توزّعت الجوائز الأخرى على النحو التالي: أفضل ممثلة لجينيفر لورنس عن دورها في «سيلفر لينينغز بلايبوك» لديفيد أو. راسل. أفضل أزياء لجاكلين دورّان عن عملها في «آنا كارينينا» لجو رايت. أفضل فيلم تحريك طويل لـ«برايف» لمارك أندروز وبريندا شابمان. أفضل فيلم تحريك قصير لـ«بابرمان» لجون كارس. أفضل فيلم قصير لـ«حظر التجوّل» لشوان كريستنسن. أفضل فيلم وثائقي طويل لـ«البحث عن شوغر مان» لماليك بنجلول وسيمون شين. أفضل فيلم وثائقي قصير لـ«بريء» لشون فين وأندريا نيكس فاين. أفضل أغنية لـ«سكاي فال» لسام مانديس، موسيقى وكلمات لأديل أدكنس وبول أبورث. أفضل فيلم اجنبي لـ«حبّ» لميشائيل هانيكي.

الـ"أوسكار" يُفضّل الفانتازيا والمؤثّرات البصرية

4 جوائز لـ"حياة باي" و3 لـ"أرغو" و"البؤساء"

نديم جرجورة 

لم تحمل الحفلة الخامسة والثمانين لتوزيع جوائز "أوسكار"، التي أُقيمت امس في لوس أنجلوس، مفاجآت تُذكر.

وأجمعت تعليقات صحافية ونقدية عديدة على أن الجوائز حافظت على الكثير من التفاصيل المتكرّرة عاماً تلو آخر، من دون أن يعني هذا كلّه تراجعاً في المستوى الفني للحفلة. المفاجأة التي صدمت البعض سلباً كامنةٌ في حصول "قصّة باي" لآنغ لي على أربع جوائز، متفوّقاً بها على "أرغو" لبن أفلك و"البؤساء" لتوم هوبر (ثلاث جوائز لكل واحد منهما)، وعلى "لينكولن" لستيفن سبيلبيرغ و"دجانغو غير المقيّد" لكوانتن تارانتينو (جائزتان لكل واحد منهما).

بهذا المعنى، يُمكن القول إن "قصة باي" حقّق ما عجزت عن تحقيقه أفلام أخرى، يُمكن اعتبارها أهم فنياً، وأجمل سينمائياً، وأعمق درامياً. أفلام أخرى مُرشّحة لجوائز "أوسكار" عديدة، ظلّت عاجزة عن الحصول عليها. فعلى الرغم من أن هذه الأفلام نالت جوائز متفرّقة، إلاّ أن "حياة باي"، المقتبس عن رواية ليان مارتل بالعنوان نفسه، استأثر بأربع جوائز "أوسكار"، منها جائزتين أساسيتين هما أفضل إخراج وأفضل تصوير لكلاوديو ميراندا (علماً أن يانوس كامينسكي مثلاً، مُصوّر "لينكولن"، أنجز عملاً بديعاً في الفيلم الأخير لسبيلبيرغ)، بالإضافة إلى جائزتي أفضل موسيقى أصلية لميكائيل دانّا وأفضل مؤثّرات بصرية لبل وستنهوفر وغييوم روشورون وإيريك ـ يان دو بوير ودونالد أر. إيليوت

هذا كلّه من أجل باي، الذي واجه الموت وحيداً برفقة نمر وسط المياه أياماً طويلة، ومن أجل قصّته، التي امتدت من الأرضيّ إلى الإلهي والإيمانيّ، في صُوَر متتالية من التشويق والقلق والارتباك، مشغولة بحرفية لم تتجاوز العاديّ. غير أن أعضاء "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية"، مانحة الجوائز، اعتبروه مناسباً لهذه الأخيرة، فمنحوه إياها. كما منحوا "أرغو" لبن أفلك ثلاث جوائز، إحداها أساسية وهي جائزة افضل فيلم للمنتجين غرانت هسلوف وجورج كلوني وأفلك نفسه: العودة إلى نهاية السبعينيات الفائتة، لحظة نجاح الثورة الإسلامية في إيران، واحتجاز أميركيين في سفارة بلدهم في طهران، ومحاولة إنقاذهم. الجائزتان الأخريان هما: أفضل مونتاج لويليام غولدنبيرغ وأفضل سيناريو مقتبس لكريس تيرّيو، الذي استند في عمله على كتابي "سيّد التمويه" لأنتونيو جي. مانديز و"الهروب الكبير" لجوشوا بيرمان. الفيلم الثاني الذي نال ثلاث جوائز أيضاً هو "البؤساء": أفضل ممثلة في دور ثان لآن هاثاوي، وأفضل ماكياج لليزا وستكوت وجولي دارتنل، وأفضل مونتاج صوت لأندي نلسن ومارك باترسن وسيمون هايس. لكن نسخة توم هوبر من رائعة فيكتور هوغو اتّخذت النمط السينمائي الموسيقيّ غطاء لسرد حكاية الشقاء الفردي في قلب الجماعة. ربما لهذا، لم يستطع الفيلم أن يجد لنفسه مكاناً في الجوائز الأساسية.

فيلمان آخران نال كل واحد منهما جائزتين اثنتين فقط: "لينكولن" في فئتي أفضل ممثل لدانيال داي ـ لويس ("غولدن غلوب" في الفئة نفسها عن دوره نفسه لعام 2013) وأفضل ديكور لريك كارتر وجيم إيركسن. "دجانغو غير المقيّد" في فئتي أفضل ممثل في دور ثان لكريستوفر فالتس ("غولدن غلوب" في الفئة نفسها عن دوره نفسه لعام 2013) وأفضل سيناريو أصلي لتارانتينو. من جهة التمثيل، تفوّق فالتس على نفسه (مثّل دوراً رئيساً في الفيلم السابق لتارانتينو "لقطاء غير مشهورين"، الذي نال عن دوره فيه جائزتي "غولدن غلوب" و"أوسكار" في فئة أفضل ممثل في دور ثان، لعام 2010) في دور الدكتور شولتز، صائد الجوائز الأبيض الذي يقتل من أجل المال، والإنساني الذي يُساعد دجانغو فريمان الأسود (جيمي فوكس) على التحرّر من نير عبودية أميركا منتصف القرن التاسع عشر، وعلى استعادة زوجته من عبودية الرجل الأبيض. أداء باهر لشخصية ساحرة بسخريتها وعنفها "الهادئ". بينما خاض داي ـ لويس تجربة جديدة في تأدية أدوار شخصيات مركّبة أو متداخلة المشاعر والحالات والتفاصيل، بارتدائه زيّ أبراهام لينكولن، الرئيس الأميركي السادس عشر، في لحظة صراعه المرير من أجل إلغاء العبودية نفسها. علماً أن داي ـ لويس نال جائزتي "أوسكار" سابقتين في الفئة نفسها، عن دوريه في "قدمي اليُسرى" (1989) لجيم شريدان، و"ستكون هناك دماء" (2008) لبول توماس أندرسن، الذي نال عنه "غولدن غلوب" أيضاً في الفئة نفسها.

على الرغم من تناوله المطاردة المتعبة والطويلة لـ"وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وقتله، إلاّ أن "ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل" لكاترين بيغولو لم يحصل إلاّ على جائزة واحدة في فئة أفضل مونتاج صوت لبول ن. جي. أوتّوسن، علماً أن المخرجة نفسها نالت جائزتي "أوسكار" في العام 2010 عن فيلمها السابق The Hurt Locker (2009)، في فئتي أفضل فيلم وأفضل إخراج. أما الجوائز الأخرى فتوزّعت على النحو التالي: أفضل ممثلة لجينيفر لورنس عن دورها في "سيلفر لينينغز بليبوك" لديفيد أو. راسل. أفضل أزياء لجاكلين دورّان عن عملها في "آنا كارينينا" لجو رايت. أفضل فيلم تحريك طويل لـ"برايف" لمارك أندروز وبريندا شابمان. أفضل فيلم تحريك قصير لـ"بابرمان" لجون كارس. أفضل فيلم قصير لـ"حظر التجوّل" لشوان كريستنسن. أفضل فيلم وثائقي طويل لـ"البحث عن شوغر مان" لماليك بنجلول وسيمون شين. أفضل فيلم وثائقي قصير لـ"بريء" لشون فين وأندريا نيكس فاين. أفضل أغنية لـ"سكاي فال" لسام مانديس، موسيقى وكلمات لأديل أدكنس وبول أبورث. أفضل فيلم اجنبي لـ"حبّ" لميشائيل هانيكي.

السفير اللبنانية في

26/02/2013

 

هوليوود توزع أوسكاراتها في حفل ظهرت فيه زوجة الرئيس

الشيوخ يفضلون بن افليك على بن لادن و"رأينا ثديكِ" تحرج الممثلات

هوفيك حبشيان 

مرةً كل عام، في الأحد الأخير من شهر شباط، يتحول الجميع خبراء سينمائيين، معبّرين عن آرائهم السديدة، مساندين افلاماً من دون أن يكونوا شاهدوا بالضرورة الأفلام المنافسة، في سباقها الى التماثيل الذهب. فللكل مهنتان، كما كان يقول فرنسوا تروفو، المهنة التي يزاولها ومهنة النقد السينمائي. لكن، أشياء كهذه تتبخر في الهواء، ما ان يُفتتح المغلف لاعلان اسم الفائز

هذا ما حصل مساء الأحد الماضي، عندما اُعطيت السيدة الاولى ميشيل أوباما، وفي خطوة غير مسبوقة، فرصة الكشف عن الفائز بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم لعام 2012: "أرغو" لبن افليك، تمثيلاً واخراجاً. لا نمتهن المؤامرة، لكن تخيّلوا للحظة لو ان الصوت الانوثي الآتي من البيت الابيض نطق بغير ذلك العنوان. أميركا تعشق لعبة الذهاب والاياب بين الواقع والمتخيل. وما "ارغو" الا هذا!

طبعاً، لا يمكن أخذ جوائز الـ"أوسكار" وكل ما تفرزه، قبل التوزيع وبعده، من آراء وترجيحات وثرثرة، على محمل الجدّ. فالسهرة هي للتسلية ، ولبث روح السينما في نفوس اعضاء الاكاديمية الذين بلغوا سنّ اللاعودة من اليأس بعد تجاوزهم محنة منتصف العمر. معدل أعمارهم 62، واذا كان من التجني القول بأن اذواقهم كلاسيكية، ففي المقابل لم يؤكدوا يوماً ايّ انفتاح على سينما غير تلك التي تساندها الجماهير العريضة. اذاً، اليكم أشهر أمسية للاذلال المنظم والمبرمج في هوليوود. مقابل فائز يعتلي خشبة مسرح "دولبي"، ثمة اربعة يعودون الى منازلهم مطأطئي الرؤوس. ولعل رفع عدد الأفلام المرشحة في فئة افضل فيلم من خمسة الى عشرة، دليل على ان المشاركين في اللعبة لا يمانعون (علماً ان المرشحين لجائزة أفضل مخرج بقوا خمسة!) وان المسألة تعبيرٌ صاخب عن كل شيء سوى عن رد اعتبار الى أفضل ما حملته الأشهر الاثنا عشر الماضية. فمن الصعب ايجاد فيلمين يختلف الواحد عن الآخر بهذا القدر، مثلما هي الحال مع "لينكولن" لستيفن سبيلبرغ و"وحوش الجنوب البريّ" لبن زتلين. مساء الأحد الفائت، كان الفيلمان في السباق لـ"أوسكار" افضل فيلم، ومعهما حفنة من الأفلام لا تتلاقى الا في نقطة واحدة: قدرتها على حسم الواقع الأميركي بيقين تامّ، وشطارتها في خلق بعض السجال من حولها.

جوائز الـ"أوسكار" في دورتها الخامسة والثمانين توزعت على فيلمين أساسيين: "حياة باي" لآنغ لي و"أرغو" لبن افليك. نال الأول اربع جوائز، من اصل 11 رُشّح لها، وذلك في فئة أفضل مخرج وافضل تصوير وافضل مؤثرات بصرية (كان يستحقها "ذا افينجرز" في رأينا) وافضل موسيقى تصويرية. أما "أرغو"، المرشح لسبع جوائز، فحصد ثلاثاً، في فئة أفضل فيلم وافضل سيناريو مقتبس وافضل مونتاج. مرة اخرى، فيلمان يختلف الواحد عن الآخر اختلافاً جذرياً. ومع انهما ممتازان من حيث الانتاج والتأليف والتصوير والتمثيل، فإن أياً منهما لا يرتقي الى مرتبة التحفة التي تبقى في اذهان السينيفيليين لأجيال وأجيال

ثم هناك هذا المنطق غير المفهوم: كيف لعمل ينال جائزة افضل فيلم ان يُحرم من جائزة افضل مخرج، والعكس؟ ما هي السينما إذا لم تكن الاخراج؟ كيف يمكن ايجاد مسوغ لمنح آنغ لي تمثال افضل مخرج واسناد "أوسكار" افضل فيلم إلى زميله افليك؟ لكن مبدأ المراعاة والتساوي بين أكثر من طرف، هو الذي يهمين في حالات كثيرة. أياً يكن، نحن أمام فيلمين جميلين يستحقان المشاهدة. سبق ان نزلا الى الصالات اللبنانية، لكن سيعاد عرضهما مجدداً بدءاً من الخميس المقبل. الأول، مرّ بشكل عادي في الصالات، لكن الثاني كاد يُمنع، بعد تدخل سفارة البلد المعني بتفاصيل الحكاية التي تُروى (ايران) وطلبها من جهاز الرقابة في الأمن العام اللبناني سحب الفيلم من الصالات. لكن الأمن العام تصرف بمسؤولية ورفض الطلب

عمّ يتحدث هذان الفيلمان اللذان يتربعان على عرش الـ"أوسكار" لهذه السنة؟ "حياة باي" معالجة بصرية ممتازة لحكاية بريئة تُظهر مدى ضرورة العودة الى الطفولة والأشياء البسيطة عند المخرج التايواني آنغ لي، الذي عوّدنا الغوض في احلك المناطق لدى الطبيعة الآدمية. الفيلم، المقتبس من رواية ليان مارتيل، صوّره صاحب "جبل بروكباك" بالأبعاد الثلاثة، وهو عن صبي هندي مملوء حماسة، يضطر ان يتعايش مع نمر جائع في زمان ومكان واحد. يحصل هذا بعد أن تغرق السفينة التي كانت تبحر بهما، فيصبحان اسيري قارب نجاة في وسط المحيط. بعد مقدمة طويلة نسبياً في الهند، تحملنا كاميرا لي الى نصّ مؤثّر له القدرة على أن يسمّرنا في مقاعدنا لمدة ساعتين. بعيد كل البعد عن أكاديمية بعض افلامه، يعرف المخرج كيف يستعمل تقنية الابعاد الثلاثة في السياق البصري الملائم، ليضفي عليها انفعالات وألواناً انسانية ودفئاً فكرياً. كل شيء غائب، كل شيء يسلّم مصيره الى حقيقة مفترضة، لكن، في المقابل، كل شيء يمكن لمسه بالحواس. روحانيٌّ احياناً، فلسفيٌّ في احايين أخرى، يلقّننا لي درساً في كيفية أن نحبّ السينما ونؤمن برسالتها.  

"أرغو"، الشريط الثالث اخراجاً لبن افليك، شيءٌ آخر. يحملنا الفيلم الى طهران عام 1979. الثورة الايرانية على اشدها، الامام الخميني يمسك بزمام الأمور، والثوار، بعد اسقاطهم نظام الشاه، يطالبون الولايات المتحدة بإعادة الشاه اليهم لمعاقبته علناً. يدخلنا الفيلم في تفاصيل عملية اجلاء ديبلوماسيين أميركيين استطاعوا الهرب من السفارة الأميركية الى السفارة الكندية، لدى تعرضها للاقتحام والدهم على أيدي عناصر تابعة للثورة. أما الذين لم يستطيعوا الفرار، فأخذهم الثوار رهائن. ما كان يمكن انجازه بطرق كلاسيكية، يقرر عميل وكالة الاستخبارات الأميركية (افليك) انجازه عبر اللجوء الى اسلوب غريب بعض الشيء. يخطر على باله أن يقوم بمشروع تصوير فيلم سينمائي في طهران، مشروع زائف طبعاً، لضمّ الديبلوماسيين الستة الى فريق العمل، وتهريبهم بهذا النحو الى خارج الاراضي الايرانية.     

أولاً، يجب ان نعطي ما لقيصر لقيصر: افليك موهبة استثنائية كانت مخبأة في هوليوود خلف ستار الشكل الجذاب. لسنوات، خلناه هذا الداندي المليونير الذي يخرج مع جنيفر لوبيز ويحرص على تشكيل صورة تليق بنجوميته. ثم، كان "غون بايبي غون"، عام 2007، فـ"المدينة" بعده بثلاث سنوت، وها اننا نكتشف مخرجا عصاميا، من قماشة جورج كلوني (المشارك في انتاج "أرغو") شقّ طريقه الى الاخراج، ولم يكتفِ بسلك الدرب الأسهل. "أرغو" عودة الى الماضي: الصورة لا تشع نوراً، الكاميرا لا تتحرك وفق منطق الألفية الثالثة. من الواضح أننا في سبعينات القرن الذي فات. يضطلع أفليك بوظيفته كمخرج، من دون أن يجازف كثيراً. هناك لحظات ملهمة تخطف الأنفاس ولحظات اقل الهاماً. الوطنية على الطريقة الأميركية يليها السعي الموضوعي لفهم الآخر، قليلاً قليلاً. لكن، سنكون مخطئين اذا تسرعنا في الحكم على الفيلم، وجرّدناه من روعته. والأسوأ الاّ ننتبه الى ان افليك متيقن من ان السينما لعبة خطرة، لأنها فنّ التكثيف والاختزال. فكيف نرسم بالكاميرا بورتريهاً لشخص، ونحن في حال خصومة معه؟ هذا واحد من الأسئلة يريدنا افليك التعمق فيها. وبل تذهب الجرأة ببن افليك الى تقزيم التاريخ، واعطاء الكلمة للحكايات الجانبية. انه الصراع بين الصغير والكبير. الحكاية الرسمية بحسب صحف تلك المرحلة مقابل الخبريات. هذا فيلم ينجز ثورته الصغيرة، في نطاقه الضيق والعبثي أحياناً، ليقول: لا حقيقة مطلقة. فالحقيقة هي مجموع تلك الحقائق الصغيرة. سواء وضع كاميراه في طهران أم في هوليوود، دائماً طريقة التصوير ذاتها، كمن يختصر المسافة بين مصنع الأحلام وأرض يغمرها الواقع الكثير. على طريقة روبرت ريدفورد في "أيام كوندور الثلاثة" لسيدني بولاك (1975)، نرى أفليك يتسلل الى ذلك المطبخ الذي تحضر فيه السياسة الخارجية الأميركية. لا كاوبوي هنا، مجرد مراهقين يلعبون لعبتهم المفضلة

ستيفن سبيلبرغ لم ينل شيئاً في هذا الحفل. فيلمه "لينكولن" المرشح لأكبر عدد من الجوائز (12)، لم يرَ فيه اعضاء الاكاديمية الا اهلاً لأوسكار افضل تمثيل ذهبت الى دانيال داي لويس، وهو يحصد بذلك تمثاله الثالث، وايضاً لأوسكار افضل ديكور. هكذا، ابدت الأكاديمية تجاهلاً تاماً ازاء سبيلبرغ، ليكتفي بالـ"أوسكار" التي كان حصل عليها عام 1999 عن "انقاذ الجندي راين"، على الرغم من ترشحه عن "ميونيخ" عام 2006

"ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل" لكاترين بيغلو عن القبض على بن لادن، لم تسعفه البلبلة التي اثارها في الأوساط المهنية والنقدية بسبب لجوئه الى ملفات رسمية استُند اليها لكتابة السيناريو. النتيجة: جائزة تقنية واحدة، افضل مونتاج صوتي (تشاركها مع "سكايفول" لسام منديس). الواضح ان تجربة "خزان الألم" لبيغلو لم تتكرر، وان الأكاديميين أكثر ميلاً الى بن افليك منه الى بن لادن! ولم ينل كوانتن تارانتينو، معشوق السينيفيليين، بفيلمه "دجانغو المحرر" الا جائزتين، واحدة لأفضل سيناريو اصلي والثانية ذهبت، كما كان متوقعاً، الى الممثل الكبير كريستوفر والتس، عن دوره المساند في هذا الشريط الساحر. يبقى "البؤساء"، هذه الأفلمة الميوزيكالية الساذجة والسطحية لرواية فيكتور هوغو الخالدة. ثلاث جوائز في جعبة هذا الفيلم: افضل ميكساج صوت، افضل ممثلة مساندة (آن هاتاواي) وافضل تبريج وتسريحة شعر

هكذا، نال الكلّ شيئاً ما، إن لم تكن جائزة فالتجاهل. غنّى سيت ماكفارلان اغنية مدهشة اسمها "رأينا ثديكِ"، تحية للجمال النسائي، وسمّى بالأسماء الممثلات اللواتي ظهرن عاريات الصدر على الشاشة، فأحدثت الأغنية احراجاً لهن (تشارليز ثيرون). أما الخيبة الكبرى، فكانت خسارة اكبر المرشحات سناً لجائزة افضل ممثلة، اي ايمانويل ريفا (85 عاماً)، أمام جنيفر لورنس، ذات السنوات الـ22. فجأة، ارادت الأكاديمية نكران الذات وتمجيد الشباب

hauvick.habechian@annahar.com.lb

"وحوش الجنوب البريّ" لبن زتلين: Outsider الأكاديمية!

"وحوش الجنوب البريّ" الذي عُرض في قسم "نظرة ما" لمهرجان كانّ السينمائي (2012) حيث نال جائزة "الكاميرا الذهب"، فيلم مستقل لم ينل أي "أوسكار" مساء الأحد. فهذا العمل الممتاز هو الأول لبن زتلين، الذي تُوِّج ايضاً بجائزة أخرى في الدورة الأخيرة من مهرجان ساندانس. يخاطب الفيلم عقلية عالمية شاملة من خلال حكاية الحرارة التي بارتفاعها ستذيب الجليد لتحل الكارثة على سكان منطقة منكوبة في البرية الأميركية. فتاة صغيرة تحمل الفيلم على كتفيها النحيلتين. اسمها كوفنزانبه واليس. عمرها ستة اعوام وكأنها تقف قبالة الكاميرا منذ قرون. يجيد المخرج كيف يستخرج الفرح والحنين والحيرة من عينيها المعبرتين

تدور الأحداث في منطقة لويزيانا. يضعنا زتلين في قلب بيئة اجتماعية لا ترحم، بحيث يتعين على سكان تلك المنطقة أن يواجهوا ظاهرة ارتفاع المياه، والتأقلم مع الحال الجديدة التي تهدد وجودهم، في انتظار العاصفة التي ستهب عليهم. يراهن الفيلم، في شقه الأكبر، على الاكتشاف: اكتشاف روعة المكان أولاً، واكتشاف الشخصيات وأقدارها ثانياً. سينما زتلين فيها روحانيات وتقوم على تأجيج النفس الملحمي في كل وحدة تصويرية. بطلتنا الصغيرة تواجه والدها مدمن الكحول في مجتمع يبلور حاجة غريبة الى القسوة والذكورية. لكن، هناك دائماً لقاء مع ما يخرج الفيلم عن المألوف. هناك دائماً سحرٌ ما، روعةٌ ما، براءةٌ ما. وهذا عائد الى كون زتلين يتبنى وجهة نطر هذه الطفلة ليصور هذا العالم الذي يتأرجح بين الفانتازيا والواقع. النتيجة: مزيج من اصناف سينمائية يأخذنا الى حيث لا يجرؤ كثيرون على الذهاب

دانيال وكريستوف في قمة فنهما

دانيال داي لويس، "أوسكار" أفضل ممثل عن دوره في "لينكولن": لم يكن من الممكن انجاز "لينكولن" لستيفن سبيلبرغ، من دون هذا الذي اسمه دانيال داي لويس. يقولها سبيلبرغ بصراحة أمام العلن. داي لويس يتجاوز نفسه هنا. تمثيله نوع من انتفاضة على فعل التجسيد الكلاسيكي للشخصية. تكفي رؤيته وهو يتنقل في اروقة البيت الابيض، مع هذه المشية التي تميّزه عن الف رجل آخر، وهو في معظم وقته، منحني الظهر قليلاً صوب الأمام. سبيلبرغ يضيق عليه المساحات. احساس بالضيق يخرج من الفيلم، وكأن المكان لا يتسع له. الأهم ان داي لويس ينسينا مَن هو، ويتسلل تماماً في جلد لينكولن، وكأنه لم يكن يوماً الجزّار المخبول في "عصابات نيويورك". نحن هنا أمام رجل هادئ، ذي غضب مدروس، يفعل المستحيل كي يستخرج من خصمه ما لا يتوقعه احد

كريستوفر والتس، "أوسكار" افضل ممثل ثانوي عن دوره في "دجانغو المحرَّر": طرافة كوانتن تارانتينو في الجزء الأول من الفيلم يعود فيها الفضل الى اداء كريستوفر والتس في دور شولتز

لنقلها من دون تردد: والتس حضورٌ أوروبيّ ثقافويّ في مواجهة زمرة من البرابرة الأميركيين والهمج الجنوبيين. شولتز رجل أنيق يدرك مَن هو موزار ويعرف ان ثمة دماً أسود يجري في عروق الكاتب الكسندر دوما (صاحب أشهر رواية انتقام  ــ "مونتي كريستو"). نمسوية والتس تخرج من مسامات جلده واطراف شاربيه وبؤبؤي عينيه، خصوصاً في كل لحظة يشدّ فيها على الحرف الأخير من كل كلمة، بعد لحظة تلكؤ ما. هذا الممثل يحمل الفيلم على كتفيه، يعقمه ويجعل منه مادة قابلة للاستهلاك. انه سيناريست الفيلم ومخرجه، والشخصية التي تتأبط ما كان يسمّيه هيتشكوك بالـ"ماك غوفين". 

النهار الكويتية في

26/02/2013

 

الأوسكار..جوائز بنكهة السياسة

أعد الملف: رشا عبدالحميد

جاء حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والثمانين، مساء الأحد، بنكهة سياسية، ليس فقط بمنح العديد من الجوائز لأفلام تتناول أحداثا سياسية، ولكن أيضا بالمفاجأة التى كانت فى انتظار المتنافسين وملايين المشاهدين معا، عندما أطلت عليهم سيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما من البيت الأبيض لتعلن اسم العمل الفائز بجائزة أفضل فيلم والتى ذهبت لـ«أرجو» الذى يتناول قصة انتصار «من وحى الخيال» لأمريكا على إيران وتمكنها من تحرير عدد من مواطنيها الذيـــــن احتجـــــــزوا كرهائن بطهران، وكذلك ذهبت جائزة أفضل فيلم لدانيل دى لويس عن فيلمه «لينكولن» محرر العبيد فى أمريكا.

ميشيل أوباما تفاجئ الجميع من البيت الأبيض

خطفت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الأنظار بشدة خلال الحفل عندما ظهرت فى بث مباشر من البيت الأبيض معلنة فوز «أرجو» بجائزة أفضل فيلم. وقالت زوجة أوباما، التى ارتدت فستانا فضيا براقا، «أهلا بكم فى البيت الأبيض» بعد مقدمة قصيرة من الممثل جاك نيكلسون الذى كان موجودا على خشبة المسرح الذى أقيم به حفل الأوسكار. وأشادت ميشيل أوباما بالأفلام التى «ترفع الروح وتوسع أفق تفكيرنا» قبل أن تهنئ كل المرشحين للفوز. وأضافت «هذه الأفلام نقلتنا الى الماضى والى أماكن مختلفة من العالم، لقد أبكتنا واضحكتنا وجعلتنا نشعر بالتشويق». ومضت السيدة الأمريكية الأولى تقول «لقد علمتنا أن الحب يمكنه أن ينتصر وأن يحدث تحولا ملفتا فى حياتنا، وذكرتنا أن بامكاننا التغلب على العقبات إذا كافحنا بشكل كاف وتحلينا بالشجاعة للإيمان بقدراتنا». وذكرت ميشيل أوباما بأهمية الفنون فى تربية الشباب «لفتح أفق خيالهم ولكى يحلموا أحلاما كبيرة ويكافحوا من أجل تحقيق هذه الأحلام». وفتحت بعد ذلك المظروف وأعلنت فوز «أرجو» من إخراج بن أفليك بأهم جائزة فى حفل الأوسكار. وبعد لحظات قليلة أعلنت ميشيل أوباما، عبر حسابها على «تويتر»، أن «إعلان الفائز بجائزة أفضل فيلم فى حفل أوسكار 2013 من البيت الأبيض كان رائعا.. هنيئا لأرجو!» وقد وقعت الرسالة بالحرفين الأولين من اسمها، وقد أعاد زوجها توجيه التغريدة نفسها. وأقر ممثل الفيلم ومخرجه بن أفليك، بعد ذلك ردا على أسئلة الصحفيين فى الكواليس، بأنه «شعر بهلوسة» عندما أعلنت السيدة الأمريكية الأولى فوزه.

أفضل فيلم تذهب لـ«أرجو» وستيفين سبيلبيرج الخاسر الأكبر

لم تختلف قائمة الجوائز التى أعلنت فى حفل الأوسكار الخامس والثمانين كثيرا عن التوقعات التى رصدها النقاد من قبل، بل جاءت فى أغلبها متطابقة إلى حد كبير، فذهبت الجائزة الأهم بالمسابقة وهى أفضل فيلم لـ«أرجو» للممثل والمخرج الأمريكى بن أفليك.

ويروى فيلم «أرجو» عملية إخراج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دبلوماسيين أمريكيين لجأوا إلى سفارة كندا خلال الثورة الايرانية 1979 من خلال تقديمهم على أنهم أعضاء فى فريق فيلم خيالى علمى.

وشهد الحفل تتويج دانييل دى لويس كأفضل ممثل للمرة الثالثة عن دوره فى فيلم «لينكولن»، بينما كان الخاسر الأكبر لجوائز الأوسكار ستيفن سبيلبرج من دون أى منازع بعد أن أفلتت منه جائزة أفضل مخرج.

كما فاز فيلم «أرجو» بجائزتين أخريين هما أفضل سيناريو مقتبس وأفضل مونتاج، وقد أطلق بن افليك صرخة وبدت عليه الصدمة بعد إعلان فوز فيلمه، وهو لم يكن مرشحا فى فئة أفضل مخرج أو أفضل ممثل إذ يقوم بالدور الرئيسى فى الفيلم.

وكما كان متوقعا فاز دانييل دى لويس بجائزة أفضل ممثل مكافأة على تجسيده شخصية الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة ابراهام لينكولن ليصبح بذلك أول ممثل فى تاريخ الأوسكار يفوز بجائزة التمثيل الرئيسية ثلاث مرات.

وقد أطلق الممثل البريطانى، البالغ 55 عاما، بنكتة موجهة إلى ميريل ستريت التى سلمته التمثال.

وقال «قبل ثلاث سنوات قررنا تبادل الأدوار لأنى التزمت آداء شخصية مارجريت ثاتشر» فى فيلم «ايرون ليدى» التى فازت ميريل ستريب عنه بأوسكار افضل ممثلة العام الماضى، واضاف، وسط ضحكات الحضور، «وكانت ميريل الخيار الأول لستيفن سبيلبرج فى دور لينكولن».

وذهبت أوسكار أفضل ممثلة للنجمة الشابة جنيفير لورانس (22 عاما) عن دورها كأرملة مضطربة فى «سيلفر لاينينجز بلايبوك»، وقد تعثرت الممثلة وسقطت على السلالم المؤدية إلى خشبة المسرح.

وحصد «انج لى»، المولود فى تايوان، على جائزة أفضل مخرج وهى الثانية فى مسيرته الفنية بعد «بروكباك ماونتن» فى العام 2005.

وكما كان متوقعا توج فيلم «آمور» المصور بالفرنسية للمخرج النمساوى مايكل هانيكه والذى كان يمثل النمسا، بأوسكار أفضل فيلم أجنبى.

وقال المخرج «شكرا جزيلا لهذا الشرف الكبير» وشكر فريق فيلمه، مضيفا «أشكر ممثلى فيلمى الرائعين لأنى من دونهما لم اكن لاتواجد هنا»، متوجها إلى «جان-لوى ترانتينيان وايمانويل ريفا التى احتفلت الأحد بعيد ميلادها السادس والثمانين وكانت مرشحة فى فئة افضل ممثلة.

وحصدت آن هاثاوى أوسكار أفضل ممثلة فى ور ثانوى تأديتها دور «المومس» فانتين فى الفيلم الغنائى الاستعراضى «لى ميزيرابل».

وفاز فيلم «لى ميزيرابل» أيضا بجائزتى أفضل ماكياج، وأفضل صوت مناصفة مع «سكاى فال» آخر إجزاء سلسلة جيمس بوند، وقد فازت المغنية أديل بجائزة أفضل أغنية أصلية عن «سكاى فال» ايضا.

وفى أول جائزة وزعت خلال الحفل، فاز النمساوى كريستوفر فالتس بأوسكار أفضل ممثل فى دور ثانوى عن فيلم «دجانجو انتشايند»، وقد اعرب عن «امتنان غير محدود» للمخرج كوينتن تارانتينو «الذى أوجد عالما يستوحى منه بشكل لا يصدق».

وفاز تارانتينو أيضا بأوسكار أفضل سيناريو أصلى عن الفيلم نفسه وهو الثانى له فى الفئة ذاتها بعد «بالب فيكشن»، أما أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة فكان من نصيب «برايف» من انتاج استديوهات بيكسار.

وافتتح مقدم الحفل الممثل والمخرج سيث ماكفرلاين السهرة بسلسلة من النكات قبل أن يقاطعه وليام شاتنر قائد المركبة الفضائية فى سلسلة أفلام «ستار تريك» الذى أعطاه بعض النصائح حتى لا يكون «أسوأ مقدم لحفل الأوسكار».

وأفردت السهرة حيزا كبيرا للموسيقى مع مشهدين مكرسين للفيلمين الاستعراضيين «شيكاغو» و«لى ميزيرابل» فى حين تم الاحتفاء بالذكرى الخمسين لانطلاقة جيمس بوند السينمائية مع اداء تشيرلى باسيى لأغنية «جولدفينجر» الشهيرة.

تحوذ «توايلايت» على 7 جوائز للأسوأ

قبل يوم واحد من إعلان جوائز الاوسكار كالعادة أعلنت جوائز الجولدن «راسبيرى او راتزى» فى حفلها الثالث والثلاثين والتى تمنح لأسوأ الاعمال السينمائية والممثلين كل عام.

ففاز فيلم «توايلايت» أو «الشفق ــ بزوغ الفجر الجزء الرابع» بسبع جوائز من أحد عشر ترشيحا ومنهم أسوأ فيلم فى العام الماضى،  أسوأ ممثلة لبطلة الفيلم كريستين ستيوارت، أسوأ ممثل مساعد تايلر لوتنر، أسوأ مخرج بيل كوندون وأسوأ ثنائى على الشاشة تايلر لوتنر وماكينزى فوى.

وللمرة الثانية يفوز الممثل آدم ساندلر بجائزة أسوأ ممثل عن فيلمه «هذا هو ولدى» بعد فوزه فى 2011 بنفس الجائزة عن فيلمه «جاك وجيل»، وحصلت مغنية البوب الشهيرة ريهانا على جائزة أسوأ ممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم «سفينة حربية».

جينيفر لورانس تسقط أرضـًا قبل تسلم جائزة أفضل ممثلة

خرجت الممثلة الأمريكية جينيفر لورانس من مهرجان الأوسكار بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم الكوميدى الرومانسى «سيلفر لاينينج بلايبوك».

وواجهت فى هذه الفئة منافسة من جيسيكا تشاستاين «زيرو دارك ثيرتى»، ايمانويل ريفا «آمور»، وكوفينزانى واليس «بيستس أوف ذى ساذرن وايلد»، وناعومى واتس «ذى ايمباسبل».

وقد تأثرت الممثلة البالغة 22 عاما كثيرا بفوزها وتعثرت وسقطت أرضا لدى صعودها السلالم لتسلم جائزتها مرتدية فستانا من تصميم دار «ديور» للأزياء.

وتمنت ميلادا سعيدا للممثلة الفرنسة ايمانويل ريفا التى كانت تحتفل بعيد ميلادها الثامن والثمانين الأحد وكانت مرشحة فى الفئة ذاتها.

وتقوم لورانس فى الفيلم بدور أرملة شابة تعانى من اضطرابات.

وهى من أصغر الممثلات اللواتى فزن بجائزة أوسكار أفضل ممثلة وراء الممثلة الصماء مارلى ماتلين التى فازت بالجائزة عن دورها فى «تشيلدرن أوف ايه ليسير غاد» عام 1987 عن 21 عاما.

دانيل دى لويس.. رفض «لينكولن» 3 مرات فمنحه الأوسكار الثالثة

دخل النجم دانيل دى لويس تاريخ هوليوود من أوسع أبوابه بفوزه للمرة الثالثة بجائزة أفضل ممثل وهى المرة الأولى التى يجتاز فيها أى ممثل هذا الاختبار ثلاث مرات، ويصفه النقاد بأنه ممثل قل نظيره، فهو مطلوب فى عمله ومقل فى ظهوره على الشاشة الكبيرة كى يغوص بشكل أفضل فى الشخصيات التى يؤديها.

فى سن الخامسة والخمسين منح الممثل الايرلندى البريطانى جائزة الأوسكار هذه المرة لتجسيده الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة فى فيلم «لينكولن» من إخراج ستيفن سبيلبرج ، وهو دور رفضه ثلاث مرات قبل أن يقنعه الممثل ليوناردو دى كابريو فى نهاية المطاف بقراءة السيناريو.

وهو فوز يجعل من هذا الشخص المولود فى أبريل 1957 فى لندن، أول ممثل يفوز بأوسكار أفضل ممثل فى دور رئيسى ثلاث مرات، ولاتزال تسبقه فى هذا المجال الممثلة الراحلة كاثرين هيبورن التى فازت بأربع جوائز. كما فى كل أدواره السابقة، غاص دى لويس فى شخصية «لينكولن»، فغير نبرة صوته واعتمد وضعية جسم محددة وتدرب على القاء خطب الرئيس السابق الى حد بات الشبه بينهما ملفتا. كان يطلب من العاملين فى الفيلم أن يتوجهوا إليه بلقب «السيد الرئيس» فى كل الأوقات خلال التصوير والاستراحات بين المشاهد. وقد قال مؤخرا لصحيفة «نيويورك تايمز» ، «أعرف أنى لست ابراهام لينكولن، أنا مدرك ذلك، لكن كل اللعبة تقوم على بث هذا الانطباع، ولسبب ما ومهما بدا ذلك مجنونا فإن جزءا منى يسمح لنفسه ان يفكر بذلك لفترة معينة». وهذا الغوص فى الدور يتطلب فترة تحضير طويلة تكون ذات وطأة عاطفية كبيرة، ويقر الممثل أنه يشعر «بتعاسة رهيبة» عند الانتهاء من تصوير فيلم. ويوضح «اليوم الأخير من التصوير يكون سرياليا، فروحك وجسدك غير مستعدين بتاتا لانتهاء هذه التجربة، وفى الأشهر التى تلى يتملكنى شعور عميق بالفراغ». ويرجح أن يكون هذا الأمر السبب وراء اطلالات الممثل ، الذى يعتبر باجماع النقاد، أفضل ممثلى جيله، النادرة على الشاشة الكبيرة هو الذى شارك فى حوالى عشرة أفلام فقط فى غضون عشرين عاما.

بدأ الممثل، وهو ابن الشاعر البريطانى الشهير سيسيل دى لويس، مسيرته على خشبة المسرح فى السبعينيات قبل أن يتجه الى السينما فى مطلع العقد التالى، وفى عام 1985 برز على التوالى فى فيلمى «ماى بويتيفل لوندريت» و«ايه روم ويذ ايه فيو» فى دورين ثانويين.

وبعد «ذى انبيربل لايتنيس اوف بيينج» فى عام 1987، أبدع فى دور المعوق فى «ماى ليفت فوت» الذى حقق له اول أوسكار. وبعد ذلك مثل فى «لاست اوف ذى موهيكنز» (1992) و«ايدج اوف اينوسنس» (1993) و«إن ذى نايم اوف ذى فاذير» (1993) حيث يؤدى دور ايرلندى متهم خطأ باعتداء نفذه الجيش الجمهورى الايرلندى. وبعد فيلم «ذى بوكسر» (1997)، أدار دانييل داى لويس ظهره للسينما وراح يتعلم مهنة الاسكافى فى إيطاليا مشبعا حبه للفن الحرفى، كما قال فى مقابلة مع مجلة «تايم». وأوضح «فى نهاية سن المراهقة كنت أتصور نفسى نجارا مصمما للأثاث، وعلى مدى عام كنت ضائعا لا أعرف ما أريد القيام به فعملت فى مرافئ وفى ورش، وعندما قررت امتهان التمثيل أظن أن والدتى تنفست الصعداء لأنى بت أركز على شىء ما فى النهاية».

الخاسرون يعودون لمنازلهم بـ45 ألف دولار هدايا

إذا كنت من المرشحين لجوائز الأوسكار ولم تستطع الفوز بتمثال ذهبى فى الحفل اطمئن فلن تعود للمنزل خالى الوفاض بعد كل هذا العناء، وإنما ستحصل على حقيبة مليئة بالهدايا والتى تصل قيمتها إلى 45 الف دولار وهو ما يجعل الجميع سعيدا فى النهاية، حيث قامت شركة التسويق «دستينكتيف اسيتس» بتوزيع الهدايا تحت شعار «الجميع يفوز فى حفل توزيع جوائز الأوسكار» وهو الاسم الذى يطلق على هذه الحقيبة أو «أكياس الغنيمة»، والتى تضم الكثير من الهدايا، وغير مسموح له باستبدالها بالمال أو منحها لشخص آخر ويتم اختيار هؤلاء المرشحين الخاسرين حيث إنها لا تمنح لكل الفئات من المتنافسين على جوائز الاوسكار.

ومن بين الهدايا التى اعلن عنها رحلات إلى أستراليا وهاواى ومنتجع فى المكسيك، دورات تدريبية وجلسات تمارين خاصة، زجاجة كحول من أفخر الأنواع، أحذية رياضية من نوع خاص، جلسات علاج بالوخز بالابر، أيضا الاقامة لمدة أسبوع فى أحد مراكز اللياقة البدنية وفقدان الوزن، جلسة عناية بالوجه، عضوية لمدة عام فى خدمة الشخصيات المهمة فى مطار هيثرو فى لندن، وأطفال النجوم لهم نصيب من الهدايا أيضا فيحصلون على دروس فى عروض السيرك، ويتم ايصال تلك الحقائب إلى منازل هؤلاء النجوم الخاسرين أو يتسلمها وكلاؤهم ومديرو أعمالهم.

يذكر أن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية توقفت عن إعطاء سلال الهدايا إلى مقدمى الحفل والنجوم الذين يحيون الحفل منذ عام 2007 بعد أن تعرضوا إلى التدقيق من مسئولى الضرائب.

المخرج الفلسطيني عماد برناط:

لو فزت بالأوسكار ستكون هذه رسالتي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) 

"لو فزت بجائزة الأوسكار، كنت سأحظى بفرصة عظيمة لقول أشياء مهمة جدا"، هذا ما كتبه المخرج الفلسطيني عماد برناط على صفحته عبر تويتر بعد انتهاء حفل توزيع جوائز الأوسكار، الذي شارك فيه بفيلمه "خمس كاميرات مكسورة،" مع المخرج الإسرائيلي غاي دافيدي.

ويقدم الفيلم جانبا من التظاهر السلمي في قرية بلعين الفلسطينية التي يخترقها الجدار العازل، وقد قام برناط بتصويره باستخدام كاميرا اشتراها في 2005 لتوثيق ميلاد ابنه، وانضم المخرج الإسرائيلي دافيدي إليه لاحقا في عام 2009.

ونشر برناط على تويتر كلمته القصيرة التي كان سيلقيها في حال فاز بالأوسكار، وقال فيها: "أشكر الأكاديمية على هذه الجائزة، إنه يوم تاريخي لفلسطين، وللفلسطينيين، فهذا هو الفيلم الفلسطيني الأول الذي يفوز بالأوسكار، وابني هو أول طفل فلسطيني يقف هنا على هذا المسرح."

وتابع برناط بالقول: "نحن نسعى للحرية والسلام، من أجل ابني جبريل وجيله، نسعى لمستقبل يخلو من الجدران ونقاط التفتيش، والجنود، والمستوطنات، نحن نريد ما تريدونه الحياة، الحرية، والسعادة.. نحتاج إلى مساعدتكم ودعمكم.. تذكروا ذلك.. وتذكرونا."

وفي حفل الأوسكار، ظهر عماد برناط برفقة زوجته ثريا، التي كانت ترتدي ثوبا فلسطينيا، وابنه جبريل.

وكانت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي أجنبي من نصيب Searching for Sugar Man، وهو فيلم من إنتاج سويدي بريطاني مشترك.

الشروق المصرية في

26/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)