حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم   

85th Academy Awards

الموت والحب والثورة :

"البؤساء" تحفة فنية على الشاشة مرة أخرى ولكن هذه المرة عن مسرحية موسيقية

عمّان- علي عبد الأمير

رواية "البؤساء" أيقونة فرنسية وإنسانية لاحقا عن الحب والثورة والموت، والشقاء والبحث عن العدل والحق والحرية.

وليس جديدا أن يتم اقتباسها إلى السينما، وهو ما فعلت معظم شاشات العالم، حتى العربية منها، لكن الجديد، أن يتم تحويلها فيلما مقتبسا عن المسرحية الغنائية والموسيقية الشهيرة وبعنوان الرواية الأصلي ذاته، وبدأت عروضها في مسارح "برودواي" بنيويورك و"ويست اند" في لندن منذ تسعينات القرن الماضي.

الجديد أننا حيال فيلم موسيقي – غنائي ولكنه أيضا مخلص للنسيج الدرامي الأصلي لرواية فيكتور هيغو، وكانت عروضه بدأت في منطقتنا (بيروت وعمان) قبل نحو أسبوعين، وهو ما جعل فوزه بثلاث جوائز ضمن مسابقة "الكرة الذهبية" (غولدن غلوب) قبل يومين، حدثا جديرا بالمتابعة، فقد فاز " Les Miserables " بجائزة أحسن فيلم موسيقي، وممثله هيو جاكمان نال جائزة أفضل ممثل، وممثلته آن هاثاواي حازت جائزة أحسن ممثلة مساعدة.

ومع المشهد الأول تكون ثنائية: القانون الغاشم السلطوي ( ممثلا بالشرطي الذي لا يرحم جافرت الذي يؤدي دوره الممثل راسل كرو)- السجين الباحث عن ضوء عدالة وحرية (ممثلا بجان ،فالجان الذي يؤدي دوره الممثل هيو جاكمان)، قد رسمت ملامحه، مع خوف ووجل يقابله المشاهد، لاسيما أن لا حوار في الفيلم غير النص المغنى وفق أسلوب الغناء الكلاسيكي الذي يناسب المسرحيات الموسيقية الضخمة، والقريب من قالب الغناء الاوبرالي، الثقيل عادة على أسماع الجمهور المحلي في منطقتنا، غير أن هذا التردد عند المشاهد، مايلبث أن يخف ليتحول إلى حرص على المتابعة حتى يصل إلى حدود الشغف بمتابعة كل حدث، وكل حركة في أداء مجموعة كبيرة من الممثلين الجيدين.

ويحسب هذا التحول لحسن السيناريو الذي كتبه ويليام نيكولسن اعتمادا على نص المسرحية الموسيقية التي كتبها كلود- ميشيل شونبيرغ والين بوبليل، ولبراعة المخرج توم هوبر الذي عرفناه من قبل مخرجا للفيلم الفائز بجائزة الأوسكار قبل سنتين " خطاب الملك" أو "كينغ سبيتش".

ومن المشهد الذي عرفنا بثنائية (جان فالجان- جافرت) يحصل التحول في المسار الدرامي ومن ثم الإنساني الذي يخلل حدة الثنائية ( الضحية- الشرطي)، فبعد سنوات من الإفراج الشرطي، يصبح فالجان صاحب مصنع ورئيس بلدية مونروي سور مير، وهناك يتعمق المسار الإنساني، حين يكتشف فالجان، العاملة فانتين ( الممثلة آن هاثاواي) الحريصة على العمل بدأب لتوفير حياة كريمة لطفلتها الوحيدة، كوزيت ( تؤدي شخصيتها إيزابيل ألين) المودعة بحماية الثنائي الجشع وعديم الضمير (الممثل ساشا بارون كوهين، والممثلة هيلينا بونهام كارتر).

المسار الدرامي يتصاعد، حين يقوم رئيس العمال بطرد فانتين من عملها في معمل للخياطة، فتضطر للتحول إلى الدعارة. هنا لايمكن إلا التوقف عند عناصر بارعة في الإخراج والسينماتوغرافيا والأداء التمثيلي، عبر مشهد تحول العاملة المظلومة إلى بيع جسدها، فيكون المشهد الذي برعت بأدائه الممثلة هاثاواي ( اضطرت لتخفيض وزنها لتبدو نحيلة مريضة واهنة فعلا وعاشت لأسابيع على الشوفان فقط)، أحد أكثر المشاهد قسوة في تاريخ السينما لجهة تكثيف الدلالات الرمزية والنفسية والجسدية لقذارة بيع الجسد من اجل توفير لقمة الخبز. مشهد مرسوم بعناية وان كان مصنوعا وفق تقنيات ومؤثرات بصرية لكن بفضاء مسرحي واقعي، كل شيء فيه يوحي بالقذارة والظلمة الخانقة والعتمة والقسوة، من بائعات الجسد إلى المتربصين بحاجة فانتين إلى المال كي ترسله لابنتها، فتبيع أسنانها، وشعرها إلى جانب بيعها لجسدها، إلى المكان القذر الخانق، إلى الرجال السماسرة بأصواتهم الغليظة الجارحة، والأغنيات التي تشبه الفحيح، فيما فانتين تذوي في ذلك الفضاء المعتم الخانق، لتنقل إلى المستشفى وهناك يلتقيها جان فالجان بوصفه رئيس بلدية المدينة، وتخبره قبل موتها بقصة ابنتها، ليبدأ من هنا مسار درامي جديد.

أداء الممثلة آن هاثواي لدور فانتين، وإن بدا قصيرا مع زمن الفيلم ، إلا انه بدا من الإتقان والبراعة، ما يمكنه أن يرسخ في ذهن المشاهد بقوة: انه بدا كالأمل وقد حاصره الألم من كل جانب، ليتحول خيبة متواصلة، أنها صورة الجمال الذي يذوي في أقبية المجتمع وقوانينه القاسية، أنها صورة الحق وهي تتمزق بيد القانون الغاشم، ومن هنا يأتي فوزها بجائزة أحسن ممثلة مساعدة في جوائز "غولدن غلوب" تقديرا مستحقا عن دورها اللافت والعميق.

فيكتور هيغو وصف في روايته وانتقد الظلم الاجتماعي في فرنسا بين سقوط نابليون في 1815 والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب في 1832. إنه يكتب في مقدمته لرواية "البؤساء" : "تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفا اجتماعيا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر على الأرض، تبدو الحاجة لكتب كهذا الكتاب ضرورية دائما".

فالجان وبعد موت فانتين، يسعى إلى الوصول للابنة الصغيرة كوزيت، ومقابل انتزاعها من براثن الثنائي الجشع، لا يتردد في مبادلتها بالكثير من الأموال، كي يكون بمثابة الأب لها.، وتصبح بعد تسع سنوات، شابة جميلة يقع في هواها احد الطلبة الثائرين والباحثين عن الحرية، ليجد فالجان نفسه في جبهة الثوار من اجل إنقاذ حبيب ابنته، وليواجه جافرت العنيد مرة أخرى، ولكن هذه المرة، وبتأثير قتله لأحد الأطفال في جبهة الثوار، يكون قد بلغ القلق أشده، وراح في واحد من مشاهد الفيلم التي لا تنسى يمشي متأرجحا على حافات الأبنية العليا في باريس، تعبيرا عن قلقه الذي يورث العذاب وتأنيب الضمير، ليقرر الانتحار رميا لجسده في من الحافة العالية إلى نهر السين.

ومثلما بدأ مشواره مع الحرية بعد خروجه من السجن، عبر دير معزول، انتهى جان فالجان إلى الدير بحثا عن سلام نهائي، إذ أصبح مطمئنا على مصير كوزيت التي اختارت الحب والثورة، وكان الموعد مناسبا لاستحضار روح فانتين، والتحليق إلى السماء للقائها، ولقاء أرواح الشبان القتلى على حاجز الثورة في شارع سوفلو بباريس، حيث مشهد النهاية لكن صوت الثوار المغدورين يتسع ليصبح صوت الشعب بأكمله في نشيد حرية هادر.

كل الانتقالات الرهيبة لشخصية جان فالجان: من السجين المظلوم إلى المسؤول الحكومي، ثم الحريص على رسالة تربية كوزيت وفاء لروح فانتين، ثم الاشتراك بالثورة، أداها الممثل هيو جاكمان ببراعة لافتة، حد أن أداء الممثل النجم راسل كرو لشخصية جافرت بدا باهتا أمام الهدير التعبيري للممثل جاكمان وعنه استحق جائزة "غولدن غلوب".

من الأدب الى المسرح الموسيقي والغنائي ومنه إلى الشاشة، انتقالات جعلت عالما خياليا في الفيلم، يبدو حقيقيا في قوة ملامحه، واتصاله مع أفكار ومصائر إنسانية ما انفكت تعيش في عالمنا المعاصر والحقيقي بقوة.

آرغو Argo : المزحة الهزلية والإثارة

ترجمة: نجاح الجبيلي

بعد فيلمين هما "Gone Baby Gone" و"المدينة The Town" أسكت "بن أفليك" ناقديه ملتحقاً بركب الممثلين من الدرجة الأولى الذين أصبحوا مخرجين مشرّفين مثل كلينت إيستوود وجورج كلوني. و"أفليك" غير راغب في الاستناد على أمجاده غير أن فيلمه الثالث "آرغو" يظهره وهو يخطو خارج منطقة الراحة. فهو يتخلى عن إطاره المعتاد لمدينته المحبوبة "بوستن" من أجل خلفية أحداث عالمية في فيلم "آرغو" الذي ينبني على جهوده المبكرة في الهدف (وهو يرتحل بسرعة بين واشنطن وهوليوود وطهران) والطموح: في دراما مبنية على قصة حقيقية تعالج فترة محددة من تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.

تقع أحداث الفيلم أثناء أزمة الرهائن عام 1979 حين يقبض ثوريون إيرانيون على السفير الأمريكي في طهران ويحكي الفيلم قصة ستة أمريكيين ينجحون في الهرب. وبعد أن يلجأوا إلى بيت السفير الكندي يكون أملهم الوحيد في الخروج هو عميل في السي آي أي هو "توني مندز" ( بن أفليك). خطته أن يطير إلى إيران بهوية مزيفة ويقنع السلطات الجديدة بأن الأميركان الست هم طاقم فيلم كندي يستكشفون مواقع لأوبرا فضائية مستمدة من "حرب النجوم" والتحدي الحقيقي يكمن في خلق غطاء لا لبس فيه بنسخ "تنسلتاون" نفسه مع دعوة للأدوار وإطلاق الحفلات وإعلانات في مجلة "فاريتي".

إن تجربة أفلك الكبرى والناجحة هنا هو صهر عدة خطوط للقصة كل منها بجو مختلف، ففي واشنطن العاصمة يطلق أفلك ما يشبه عصر فيلم "كل رجال الرئيس" لباكولا: تظليل المواقع وتحطيم التكبير والتصغير والتجاذبات السياسية. في هوليود يصبح "آرغو" فيلماً هجائياً لصناعة محتالة، موهبة "جون غودمان" في المؤثرات البصرية الملتوية ومنتج صارم هو ألان أركن (" إذا ما أردت أن أصنع فيلماً مزيفاً فإنه سيحصل على نجاح مزيف!".

أما في طهران فهي مجزعة حازمة و مليئة بالمشاهد الاستثنائية (مطاردة مشحونة في بازار مزدحم وتحقيقات بارانوية بشكل صريح في المطار) تكشف عن ميل المخرج إلى الإثارة الشديدة.

يتراوح بين المزحة الهزلية والإثارة السياسية فإن هذا الهجين المهروس بالنوع هو وحش غريب. ومع ذلك فقد جعله ناجحاً إلى حد ما، أحداث ثابتة مع أداء محبب. بالتأكيد هناك عدد من التذبذبات – حبكة ثانوية تتضمن ابن أفلك الذي يهوى الخيال العلمي وهو يضيف موسيقى عاطفية غير ضرورية بينما موظفو السفارة الستة يطبخون على نار هادئة- لكن فيلم "آرغو" يظهر المخرج معززا بالثقة موسعاً لمجاله. إنه طعنة الانتصار للحاطين من قدره.

المدى العراقية في

16/01/2013

 

بعد خيبة أمل ماريون كوتيار وعمر سي

من العجوز الفرنسية إيمانويل ريفا التي تتنافس على الأوسكار؟

باريس: «الشرق الأوسط»

أصيب الفرنسيون بنصف خيبة أمل بعد فوز فيلم «حب» للمخرج النمساوي مايكل هنيكه بجائزة «الغولدن غلوب» الأميركية كأفضل فيلم أجنبي. أما نصف الخيبة في الجائزة التي يمنحها النقاد والمراسلون الأجانب في عاصمة السينما، هوليوود، فسببها أن الفيلم سحب البساط من الفيلم الفرنسي «المنبوذون» الذي وضعت باريس آمالها عليه، لكن التعويض جاء من أن الفيلم ناطق باللغة الفرنسية ومن بطولة ممثل وممثلة فرنسيين عجوزين وقديرين هما جان لوي ترنتنيان وإيمانويل ريفا.

إن ريفا، هي نفسها الممثلة الثمانينية التي حققت مفاجأة جميلة في الأُسبوع الماضي، عندما ظهر اسمها في قائمة الممثلات المرشحات لنيل الأوسكار عن دورها في «حب» الذي جسدت فيه شخصية زوجة عجوزا تواجه وزوجها، بالحب، تراجع قدراتها بعد تعرضها لجلطة في الدماغ. وسبق للفيلم أن نال سعفة مهرجان «كان» في دورته الأخيرة، لكن لا أحد كان يتوقع أن تخطف ريفا الترشيح عن فئة أفضل ممثلة من زميلتها التي تصغرها بنصف قرن، ماريون كوتيار. وكانت كوتيار، نجمة السينما الفرنسية الألمع حاليا، قد أدت دورا صعبا في فيلم «من صدأ وعظام» وربما كانت تحلم بالحصول على أوسكار ثان بعد ذاك الذي نالته، عام 2008، كأفضل ممثلة عن أدائها دور المغنية إديت بياف في فيلم «الطفلة».

في الحفل الذي يقام في لوس أنجليس مساء الرابع والعشرين من الشهر المقبل، ستتركز الأنظار على إيمانويل ديفا التي تحتفل، في التاريخ نفسه، بعيد ميلادها السادس بعد الثمانين. فمن هي هذه الممثلة المخضرمة التي لم يسمع كثيرون من القراء باسمها ولا يعرفون شكلها؟ وهل تتمكن من المنافسة مع ممثلات من جيلي بناتها وحفيداتها وتقطف الأوسكار أم تعود من هوليوود بخفي ركاب الدرجة الأولى في طائرات الرحلات الطويلة؟ إن اسمها الحقيقي هو بوليت ريفات، وقد يتذكرها عشاق الفن السابع عندما يعرفون أنها البطلة التي لفتت الأنظار، للمرة الأولى، في فيلم «هيروشيما حبيبتي» للمخرج الفرنسي آلان رينيه المأخوذ عن نص شهير لمرغريت دوراس. وبعد ذلك أدت ريفا أدوارا كثيرة في 60 فيلما لمخرجين فرنسيين وأوروبيين لم يصل، أغلبها، إلى صالات العرض في العالم العربي. وعلى الرغم من تلك الحصيلة والتاريخ السينمائي الذي يعود إلى عام 1958، ظلت تعتبر ممثلة مسرحية في المقام الأول.

في «هيروشيما حبيبتي»، الفيلم الذي تميز بإخراجه الطليعي، أدت ريفا دور ممثلة فرنسية تقيم علاقة مع مهندس ياباني، على خلفية الدمار المادي والنفسي الذي أحدثته الحرب العالمية الثانية وإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما. ومن خلال مشاهد متتابعة وشاعرية وتقطيع تجريبي، سحرت ريفا هواة السينما بصوتها ذي النبرة الخاصة وبعينيها الناطقتين أكثر من شفتيها. وبعد ذلك الفيلم بثلاث سنوات نالت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «البندقية» عن أدائها شخصية تيريز ديكيرو في فيلم يحمل الاسم نفسه للمخرج جورج فرانجو. وبعد ذلك الفيلم لم تحصل ريفا على أدوار تناسب قدراتها بل اعتاد المخرجون على استدعائها في الأفلام المأخوذة عن نصوص أدبية وكأنها لا تصلح سوى كممثلة مثقفة. ومع تسعينات القرن الماضي وتقدمها في السن، ظهرت إيمانويل ريفا في دورين ثانويين يناسبان عمرها وفي فيلمين حققا نجاحا شعبيا هما «فينوس بوتيه» و«إنها الحياة». وبعد ذلك جاءت حقبة أفلام المرأة العجوز التي تصلح للتراجيديا والكوميديا على حد سواء.

وها هي ريفا تواجه، اليوم، أكبر تحدٍ في مهنتها حيث تستعد لمواجهة منافسات الأوسكار، التمثال الأسود المرموق الذي يملك أن يبعث الفرحة أو الحسرة. إن ماريون كوتيار ليست الوحيدة التي خابت توقعاتها، هذه المرة، بل جاءت الترشيحات بمثابة الضربة القاسية للممثل الفرنسي عمر سي، بطل فيلم «المنبوذون» الذي كان يأمل أن يضيف إلى جائزة سيزار الفرنسية التي نالها كأفضل ممثل، جائزة الأوسكار الأشهر والأكبر. فبين ليلة وضحاها، وبفضل دور سينمائي واحد لا غير، انتقل الكوميدي الفرنسي ذو الأصل الأفريقي من فئة ممثلي الدرجة الثالثة إلى الأكثر شعبية في فرنسا، حسب الاستفتاء نصف السنوي الذي تجريه صحيفة «الجورنال دو ديمانش» الباريسية، متقدما على زين الدين زيدان وكل الرياضيين والنجوم ورجال السياسة.

في فيلم «المنبوذون» أدى عمر دور شاب مهاجر عاطل عن العمل يضطر لأن يكون مرافقا لثري فرنسي مقعد وغريب الأطوار. ومن خلال العلاقة بين الاثنين، تمضي الأحداث لتكشف التأثر المتبادل بين الرجلين، وقدرة المرافق على تحريك اليوميات الكئيبة لمخدومه المقعد وإشاعة الفرح وحب المغامرة في حياته الراكدة. وبفضل السيناريو المحكم والمواقف الإنسانية المؤثرة، ضرب الفيلم ضربته، كما يقولون، وتمكن من استقطاب 20 مليون متفرج.

عاش عمر سي، الذي كان قد شكلّ ثنائيا مع زميله الممثل فريد، أجواء الترقب في انتظار ترشيح فيلم «المنبوذون» لأوسكار أفضل فيلم أجنبي. وكان يأمل أن تحدث «المعجزة» ويفوز فنان فرنسي بجائزة أفضل ممثل، للسنة الثانية على التوالي، بعد أن فاز بها جان دوجاردان، بطل فيلم «الفنان» في العام الماضي. لكن حساب الأكاديمية الأميركية للسينما لم يتطابق مع حسابه، هذه المرة.

الشرق الأوسط في

16/01/2013

 

.. في جوائز الكرة الذهبية

بن افليك يكسب الرهان والبؤساء يفرضون كلمتهم

إعداد: إنجى ماجد 

كما هو متوقع، حصد النجم بن افليك جائزة الجولدن جلوب لأفضل اخراج عن فيلمه المثير للجدل Argo متغلبا علي أسماء مخضرمة في عالم الاخراج تنافست معه علي الجائزة مثل ستيفن سبيلبرج وكاثرين بيجلو وانج لي، ورغم أن افليك الاقل اسما وخبرة في عالم الاخراج مقارنة بالأسماء السابقة إلا أنه نجح في ازاحتهم جميعا والفوز بالرهان خاصة بعدما تم تجاهله ضمن ترشيحات جوائز الاوسكار.

ولم يكتف افليك بتلك الجائزة فحسب ولكنه نجح أيضا في اقتناص جائزة أفضل عمل درامي عن فيلمه الذي تدور احداثه حول أزمة احتجاز رهائن أمريكيين في ايران وهي الحادثة التي وقعت عام 1979 وهو ما جعله بلا منازع ملك حفل توزيع الجوائز الذي اقيم منتصف الأسبوع الحالي في بفرلي هيلز.

جائزة أفضل ممثل درامي ذهبت إلي النجم الانجليزي دانيال داي لويس عن تجسيده لشخصية الرئيس الأمريكي ابراهام لينكولن في تحفة سبيلبرج الفنية »لينكولن« بينما حصدت جيسيكا شاستاين جائزة أفضل ممثلة في عمل درامي عن فيلم Zero dark Thirty .

أما نجمة الغناء الانجليزية اديل فنجحت في الفوز عن أغنية فيلم Skyfall أحدث أجزاء سلسلة أفلام جيمس بوند - بجائزة أفضل أغنية وعند استلامها الجائزة أكدت اديل انها لم تكن تتوقع علي الاطلاق فوزها وأنها من أفضل الأشياء التي حدثت لها في حياتها.

كان ذلك نفس شعور المخرج كوينتين تارانتينو بعد حصده لجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه »جانجو بلا قيود« حيث أكد أن الأمر كان مفاجأة كبيرة بالنسبة له، وعن نفس الفيلم فاز الممثل كريستوفر فالتز بجائزة أفضل ممثل مساعد.

أما جائزة أفضل فيلم فذهبت بلا منازع إلي الفيلم الفرنسي »حب« وهو من اخراج النمساوي مايكل هانيكيه.

وفي فئة الأفلام الموسيقية أو الكوميدية نجح فيلم »البؤساء« للمخرج توم هوبر في اقتناص كبري جوائز تلك الفئة بعدما حصد جائزة أفضل فيلم حيث كان الأقرب للحصول عليها لتميزه بشكل واضح عن بقية الأعمال التي تنافست معه عليها، كما فاز بطله النجم الاسترالي هيو جاكمان بجائزة أفضل ممثل، وحصلت بطلته آن هاثاواي علي جائزة أفضل ممثلة مساعدة.

أما جائزة أفضل ممثلة فكانت بمثابة المفاجأة الحقيقية، حيث كانت من نصيب النجمة الصاعدة بقوة الصاروخ جينيفر لورنس عن دورها في فيلم Silver Linings Playbook .

في حين تم اختيار النجمة جودي فوستر هذا العام لتكريمها ومنحها جائزة »سيسل دي ميل« عن مجمل أعمالها الفنية جودي رشحت سبع مرات لجائزة الجولدن جلوب كما نالت جائزة الأوسكار مرتين في مسيرتها الفنية الحافلة

وقد اشتركت نجمتا الكوميديا تينا فاي وايمي بوهلر في تقديم فقرات حفل توزيع الجوائز هذا العام بعد أن تولت كل منهما تلك المهمة بدلا من الممثل الكوميدي البريطاني ريكي جارفس الذي كان مقدم الحفل طوال ثلاث سنوات متتالية.

ومن بين مفاجأت الحفل ظهور الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلينتون حيث شارك في تقديم كليب لفيلم »لينكولن« وبمجرد ظهوره علي المسرح انتاب الحضور حالة من الاندهاش والتعجب ليستقبله الجميع بموجة من التصفيق الحار، وقد اعتبر معظم الحاضرين أن مشاركة كلينتون تعد من اللحظات التي لن تنسي في تاريخ حفلات الجولدن جلوب.

ولم تقتصر الضجة التي أحدثها كلينتون علي الحفل فحسب ولكنها امتدت أيضا إلي موقع تويتر، حيث أكدت المتحدثة باسم الموقع أن لحظة ظهور الرئيس الأسبق في الحفل شهدت ما يقرب من 19 مليون تغريدة قام بها رواد الموقع في أقل من دقيقة.

كما تسبب ظهوره في انتقاد الحزب الجمهوري المحافظ لنظيره الديمقراطي لأنه جاء بمثابة دليل جديد علي تقرب رجال الحزب الديمقراطي من نجوم هوليوود الضمان دعمهم ومساندتهم في الانتخابات الرئاسية.

وبعيدا عن الأفلام كانت هناك ساحة أخري للتنافس بين جميلات الحفل حول صاحبة الفستان الأجمل لتنجح نجمة الغناء تايلور سويفت في نيل اعجاب معظم الحاضرين بفستانهاالأسود الذي جاء تصميمه علي شكل عروس البحر وهو من تصميم دونا كاران.

missengymaged@ yahoo.com

رؤيه خاصه

البؤساء

رفيق الصبان 

هذا الفيلم الكبير الذي يأتينا قبل أسابيع من إعلان جوائز الأوسكار التي رشح لها لأكثر من جائزة.. يحمل في طياته إبهاراً ثلاثي الأبعاد.. إبهار فكري وفني وموسيقي.أما الإبهار الفكري.. فهو هذا الإعداد شديد الذكاء لقصة فيكتور هوجو الملحمية (البؤساء) التي عالجتها السينما العالمية أكثر من مرة.. وعالجتها السينما المصرية مرتين بنجاح ملحوظ.الإعداد الجديد يحمل في طياته كل ما أرادت هذه الرواية العملاقة أن تقوله.. الغضب والثورة والقدرة علي الغفران إدانة الفقر وظلم القانون وتعسفه.. قوة الحب وبهاءه.. اندفاع الشباب وثورتهم وأحلامهم بمستقبل مشرق.. الظلم الاجتماعي والأخلاقي، واستغلال الطفولة وتحطيم البراءة العالم السفلي بكل شروره وآثامه.

كل ما أراد هوجو أن يقوله في قصته الكبيرة.. أمسك به سيناريو الفيلم بدقة ورقة وشاعرية.. كان عنيفاً عندما يستلزم أن يكون العنف هو المركز الرئيسي للحدث.. وكان ثورياً شاعراً.. في لحظات كثيرة.. وعاطفي متدفقاً في لحظات أخري. إنساني حتي العظم.. يلقي بنظرة يشوب الحنان كل أطرافها علي عالم متوزع ومنقسم.. يفتش عن بوصلة توصله لبر الأمان.. قد يجدها أحياناً في ثنايا القلب البشري، وقد يجدها أحياناً أخري في عدالة سماوية تعطي لكل ذي حق حقه، وإن طال به الأمد.
الإعداد الجديد للبؤساء
.. عرف كيف يمسك بأطراف هذا العمل كلها.. وكيف يصيغها بدقة وإحكام.. محترماً فكر الكاتب إلي أبعد حدوده.. ومنطلقاً من جهة أخري.. إلي إعطاء الفيلم رغم صبغته التاريخية بُعداً معاصراً شديد التأثير، وهنا تكمن بالضبط قوة هذا الإبهار الفكري الذي يحمله الفيلم.

أما الإبهار الفني.. فيتجلي في قوة التعبير السينمائي عن الأفكار الأدبية والفلسفية والعاطفية التي امتلأ بها الكتاب.

منذ اللقطة الأولي للفيلم.. وتمثل المعاناة التي يتكبدها السجناء تحت أنظار ضابط مهموم بحرفية القانون.. مبتعداً تماماً عن إنسانيته ورحمته.. إلي معاناة العاملات في مصنع كبير يتحكم فيه رئيس عمل غليظ القلب.. شهواني النظرات.. إلي عالم الدعارة السري بكل وحشيته وقسوته.. انتقالاً إلي عالم الشباب وثورتهم وحلمهم بمستقبل مشرق وحياة أفضل.

كل ذلك عبر عنه الفيلم بلوحات سينمائية لفترة لا تنسي ومن خلال إيقاع لاهث لا يتوقف.. وكاميرات مدهشة عرفت كيف تحيل الضوء والظلال إلي لوحات زيتية لا تغيب عن الذاكرة. مشاهد ثورة الشباب.. وفشلها.. وموت الصبي الصغير.. تترك في القلب غصة.. تشابه الطعنة في الأحشاء.

إدارة الممثلين العبقرية.. في كل أطياف الفيلم مروراً بجافير الشرطي القاسي القلب.. إلي جان نالجان (هيو جاكمان) متوقفاً عن آداء آن هاثاوي (نانتين) كل هذه الشخصيات التي أحببناها من خلال قصة هوجو.. جعلنا هذا الإعداد الجديد نذوب عشقاً فيها. أما الإبهار الموسيقي.. فجاء عن طريق التعبير بالأغاني عن كل هذه المواقف التي سردتها.. حيث جاءت الموسيقي لتكمل دائرة الانفعال والتأثير من خلال أغنيات تمس شفاف القلب.. وتملأ الروح حنيناً وحلماً.

فيلم (البؤساء) الجديد.. درة سينمائية حقيقية تقدمها لنا السينما الأمريكية في مطلع هذا العام.. وباباً مفتوحاً عن آخره.. لأمل كبير في أفق جديد للسينما كواحد من أعظم الفنون وأكثرها تأثيراً.

افلامجي

خمس كاميرات مكسورة

أحمد بيومي

قضية شائكة جديدة تجدد الوجع والألم، الخبر المتداول في الإعلام العربي يقول »ترشح الفيلم الفلسطيني (خمس كاميرات مكسورة) لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل« الخبر ذاته تتداوله وكالات الأنباء العالمية لكن بتغيير الفيلم الفلسطيني إلي إسرائيلي!

»خمس كاميرات مكسورة« عمل سينمائي رفيع عن معركة قرية بلعين في الضفة الغربية ضد جدار الفصل العنصري، يرصد يوميات المخرج منذ 2005، وتحطم خمس كاميرات له في كل مرة كان يوثق إطلاق جيش الاحتلال النار علي اصدقائه وأفراد من عائلته، الفيلم اخراج عماد برناط ومساعد مخرج اسرائيلي جاي ديفيدي، وبانتاج إسرائيلي.

العمل في مجمله يحمل إدانة قاسية للكيان الصهيوني الغاصب للأرض الفلسطينية وممارستها المتوحشة ضد أبناء فلسطين، وعلي الرغم من ذلك، وفور حالة الجدل حول الفيلم، حسمت الادارة الاسرائيلية موقفها ببيان يرحب بترشيح الفيلم لجوائز الأوسكار علي الرغم من اختلافه مع سياسة الدولة الاسرائيلية، واضافوا علي البيان عبارات مرتبطة بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وقبول الآخر، وعلي الجانب المقابل، حملة شرسة يشنها المخرجون الفلسطينيون يطالبون من خلالها المخرج بسحب فيلمه من جوائز الأكاديمية، رافضين أن يندرج الفيلم تحت اسم اسرائيل حتي وان كان متوافقا تماماً مع وجهة نظر المقاومة.

الشريط السينمائي في النهاية يمثل مخرجه، وربما لا ينتبه الكثيرون إلي جهة الانتاج قدر إلتفاتهم لقضية الفيلم وقصته والرسالة التي يمكنها أن تجوب العالم بأسره دفاعا عن القضية الفلسطينية، ونلحظ في البيان الرسمي المطول الذي أصدره مخرج الفيلم حين قال: »قرية بلعين تحتفل بسبب الدعم الدولي لفليمي، وأنا طفل اتذكر مشاهدة حفل توزيع جوائز الأوسكار علي شاشة التليفزيون، ولا أذكر رؤية أفلام عن فلسطيني والاحتلال أو نضالنا ، لقد تغير الزمن«.

أخبار النجوم المصرية في

16/01/2013

 

حياة بي‏:‏ مغامرة ساحرة بين أحضان الطبيعة 

هناء نجيب 

عد الفيلم الأمريكي حياة بي مغامرة ساحرة ودراما خيالية‏,‏ حيث يحملك في رحلة طويلة مليئة بالمناظر الطبيعية الخلابة ولكنها محفوفة بالمخاطر وفي نفس الوقت بالأمل والقوة.

تم تصوير الفيلم في جنوب الهند, لذا تم اختيار الأبطال من الهند وهم: سوراج شارما الشاب الصغير بي إرفان خان دور بي في سن متقدمة من عمره ـ تابو الأم الفيلم مأخوذ من رواية لمؤلفها بان مارتيل, أما المخرج فهو انج لي, وقام بكتابة السيناريو ديفيد ماجي.

بدأ الفيلم بعرض نشأة بي في مدينة بونديشيري الهندية خلال السبعينيات.. بيسين المعروف باسم بي كان يقضي معظم أوقاته مع الحيوانات المختلفة نظرا لامتلاك والده حديقة حيوان, أدت العلاقة بينه وبين هذه الحيوانات إلي تطوير معتقداته وايمانه والتعرف علي طبيعة النفس البشرية والحيوانية, كان يحاول دائما إقامة صداقة مع النمر البنغالي الذي يحمل اسم ريتشارد باركر, يتعلم الصبي من والده درسا قاسيا بأنه لايمكن إقامة علاقة صداقة مع حيوان مفترس.. عندما يبلغ بي السابعة عشرة من عمره يقرر الوالدان هجرة الأسرة إلي مكان أفضل فاختارا كندا للانتقال إليها ويتركان حديقة الحيوان مع أخذ بعض حيواناتها وهم مسافرون علي متن سفينة شحن يابانية ولسوء الأحوال الجوية في أثناء الرحلة تتعرض السفينة للغرق, ينجو بي وحده ومعه فقط النمر البنغالي ريتشارد باركر ومن هنا تبدأ المغامرة في أثناء الرحلة الطويلة لهما.

استطاع كاتب السيناريو ديفيد ماجي تحويل هذه الرواية الرائعة إلي نص سينمائي مشوق وقد وقع الاختيار علي المخرج المتميز أنج لي لأنه معروف بإظهار التفاصيل الصغيرة بجانب الإبهار المذهل, فله تجارب فيلمية عديدة من هذه النوعية مثل فيلم العاصفة, فبرغم هول المغامرة لم ينس المشاعر الإنسانية بين البطل واسرته والبطل وحبيبته الشابة التي تركها في الهند لينتقل إلي كندا, فكانت هذه الشحنات العاطفية الكبيرة في الفيلم تتطلب شخصية غير عادية لأداء شخصية بي..

أما الشخصية الثانية المهمة بالفيلم فكانت للنمر البنغالي ريتشارد باركر الذي قدمه بيل ميستنهوفر من خلال مؤثرات بصرية عالية التكنولوجيا, فقد استطاع أن يبتكر مخلوقا واعيا يشعر معه المتفرج أنه بالفعل أمام نمر حقيقي لديه كل الحركات والأداء الجسدي, وهذا بالطبع أخذ وقتا طويلا لتدريب نمر علي يد مدربي حيوانات أكفاء.. أما الموسيقي التصويرية ـ المأخوذة من البيئة الهندية فقد أضفت مصداقية ومناخا حقيقيا للمغامرة.. علي الرغم من أن الفيلم يدور حول شخصيتين هما بي وباركر فإن المتفرج لم يشعر بالملل وذلك لتنوع ظهور الحيوانات والاسماك والطيور المتعددة الأشكال, فحتي العواصف الرعدية التي تصحبها الأمطار بل السيول أضفت جوا ساحرا علي الفيلم خاصة أن المتفرج يستخدم خاصية التقنية الثلاثية الأبعاد التي تجعلك تعيش داخل المغامرة نفسها.. الفيلم تضمن بعض العبر مثل سماع نصائح الأهل: فعندما نصح أب بي بعدم إقامة علاقة مع الحيوانات المفترسة.. كان يقصد الإيمان بالله, فرغم وجود مصاعب فإنها احيانا تكون لصالح الشخص مثل العواصف التي رمت بي لشط النجاة.. اختيار الأبطال الهنود الأكفاء أمثال إرفان خان الذي شارك في الفيلم الهندي المليونير الصعلوك الحائز علي جائزة اوسكار لأفضل موسيقي, وكذلك النجمة الهندية تابو وهي التي أدت دور الأم بجدارة.

الأهرام اليومي في

16/01/2013

 

محمد عاطف يكتب:

"حياة بى" والبحث عن الله في دروبه الغامضة  

يقرر رجل الأعمال "سانتوش باتيل/ عادل حسين" أن يهاجر مع عائلته، ليبدأ حياة جديدة في كندا بثمن بيع حديقة الحيوانات التي كان يمتلكها في الهند، ورغم امتعاض زوجته "جيتا/ تابو" وابنه الصغير "بي/ سوراج شارما" من الفكرة، إلا أنهما يرضخان أمام إصراره وحماس الابن الأكبر "رافي/ فيبيش سيفا كومار"، فيصطحب حيواناته في نفس الباخرة التي تغرق ويلقى فيها حتفه مع جميع ركابها، ولا ينجو منها سوى الابن الأصغر "بي" وبصحبته في قارب النجاة نمر الحديقة الشرس "ريتشارد باركر" في رحلة ملحمية ساحرة، استحقت عن جدارة الترشح لعدة جوائز من "جولدن جلوب" وفاز بها لأفضل موسيقى تصويرية.

هناك نوعية من المشاهدين لا تستهوى حضور عروض الأفلام ثلاثية الأبعاد 3D إلا تحت ضغط أطفال العائلة، حيث تجربة النظارة السحرية الممتعة للصغار، المرهقة للأعين التي لازالت تفضل لمس الورق عند القراءة، فضلًا عن الفكرة المسبقة بتوقع مشاهدة نسخة حديثة من " الفيل صديقي" أو "فري ويلي" أو..أو.. إلخ، أضف إلى ذلك ما قد يتوقعه البعض من أعراض إعياء المشاهدة إن كان من منتقدي الاتجاه ثلاثي الأبعاد 3D برعاية "سبكي" هوليوود "جيمس كاميرون"، إلا أن لحظات المشاهدة الأولى تبدل كل هذا لهؤلاء للاستيقاظ والاستمتاع بإبداع مخرج الروائع والجوائز "أنج لي"، ولأنهم يدون أنفسهم جالسين - بفضل النظارة السحرية- على مقعد أمام أحد أفضل ممثلي العالم "عرفان خان".

"حياة بي/ Life of Pi" تجربة انسانية وبصرية تُهدي مرطبًا للروح والعين يخفف من قسوة ما يحيط بهما من صخب وقبح، حيث تثلج الصدر مع نشوة مشاهدة نجاح "بي" في تحويل اسمه من "متبول المدرسة" إلى معجزة المدرسة"، وتعطي سكينة روحانية خلال رحلة البحث مع المراهق "بي" عن الله في دروبه الغامضة، على الأرض بين الهندوسية والمسيحية والاسلام، وفي المحيط بين الأعاصير والموج والأسماك، وتَعلُم أن الإرادة في البقاء على قيد الحياة تغلَبت على جبروت البحر وشراسة النمر وفظاعة الجزيرة آكلة الحيوان والبشر.

بنية فيلم "حياة بي/ Life of Pi" تقوم على اللعب بين ثلاثة خيوط لا تقل أحدهما عن الأخري في التشويق وشحذ انتباه المشاهد، وإشعال فضوله لمعرفة إجابات الأحداث عن الأسئلة التي يثيرها كل خط في تلك البنية المُحكمة، الخط الأول: "بي" طفلًا ومراهقًا.. كيف سيسير مستقبل الطفل المعجزة الذي تغلب على تحدٍ يكاد يثني أي من أقرانه عن الاستمرار في التعليم، وإلي أين ستأخذه أقدار الله في رحلة البحث عن الإله، وماذا ستثمر تربية أبواه رغم تباين منهجها ومدخلها الأساسي في تجاربه المستقبلية؟ الخط الثاني: رحلة "بي" في المحيط.. ماذا أبقاه على قيد الحياة، وكيف ستتحول العلاقة مع النمر بالتدريج من علاقة حيون متوحش بضحية أدمية مرتقبة إلى علاقة صحبة؟ الخط الثالث: الدروس التي سيُعلمها الناضج "بي/ عرفان خان" إلى أطفاله، وكيف يعرضها لكاتب أتي من كندا ليسجل تلك الرحلة كما رواها صاحبها في كتاب؟

لم يكن ليستمتع المشاهد بالبناء الدرامي البديع للمؤلف "ديفيد لي" - في معالجته السينمائية لكتاب "حياة بي"- بمثل هذه الطريقة سوى اليد المحترفة للمونتير "تيم سيكويرس" التي حركتها روح "أنج لي" المرهفة، المخرج التايواني "أنج لي" يتمتع بعبقرية شديدة في تقديم صورة المخرج كإله خفي للعمل، لا تكاد تشعر بوجوده وعبقريته سوى مع انتهاء الرحلة، أو مع تيترات النهاية، فبرغم أن "حياة بي/ Life of Pi" هو التعاون الأول بين "عرفان خان" إلا أن "أنج لي" أثبت تفهمًا رائعًا لنمط تمثيل "عرفان خان" بأن ترك الحبل إلى تلقائيته وأداءه السلس لتطغى على العمل وتسيره وفقًا لإيقاعه الهادىء دون ثقل، والطاغي دون توتر. وربما ذلك ما أدى لنتيجة أداء متميزة في المقابل للوجه الصاعد "سوراج شارما"، مثيله بتلك التي قام بها الممثل الشاب "ديف باتيل" أمام "عرفان خان" في فيلم " المليونير المتشرد/ Slumdog Millionaire" الحائز على 8 جوائز أوسكار عام 2008.

سبح "بي" على متن قارب نجاة لمدة زادت عن 280 يوم ف المحيط، بينما يسبح المشاهد مع "بي" في تلك الرحلة خلال 127 دقيقة على أنغام المؤلف الموسيقي "مايكل دانا" الذي شدت آلاته الموسيقية بإيقاعات مختلفة اهتزت لها الروح صعودًا.. وهي تتأمل مرتفعات الجبال البعيدة والنجوم، وطفوًا.. وهي تتمايل مع حركة الموج بانسيابيتها وثورتها، وطيرانًا.. مع دندنات الصوت الهندي الأنثوي، كما يتلاعب التوزيع الموسيقي بمؤشر نبض المشاهد ليتحرك على دقات الطبول الهندية مع خطوات النمر، ويتراقص على أوتار الماندولين عندما يتراقص الهندوس أمام آلهتهم، ويتوقف عن الخفقان تحت ضغط أقواس الكمان مع رؤية الشكل البانورامي لأسماك قاع المحيط المضيئة.

بالنسبة لناقد، المؤثرات السمعية والبصرية لفيلم "حياة بي/ Life of Pi" تخلق حالة تحليق فني جميلة في عناصرها تجعل من الصعب التحرر منها، للكتابه عن الفيلم، دون الدخول في حالة مع فيلم أخر يستطيع فرض حالة أقوى، وتفكير كهذا بالطبع يزعج كثير من المحررين - ممن يطغى موقعهم الإداري على تفهمهم الفني، إلا أن التعامل مع محرر فنان يسهل الأمر كثيرًا عندما تفي بالغرض كلمة اعتذار تنضوي على كلمة شكر مستترة، أما عن المشاهد فوضعه أكثر تعقيدًا أمام رغبات وأسئلة الآباء الصغار، والتي تكشف مشاهدة "حياة بي/ Life of Pi" عن وجاهة الكثير منها، وأمام الامتنان لهم عند السماح لنا بمشاركتهم متعة النظارة السحرية.

البداية المصرية في

15/01/2013

 

«أرغو» و«البؤساء» يحصدان جوائز «غولدن غلوب»

دانيال داي لويس أفضل ممثل وجيسيكا تشاستين أفضل ممثلة و«آمور» أفضل فيلم أجنبي

لندن: عبد اللطيف جابر

تألق نجوم هوليوود على البساط الأحمر مساء الأحد قبيل بدء حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» (الكرة الذهبية) وسط هتاف المئات من عشاق نجوم التلفزيون والسينما الأميركية. وحضر المخرج ستيفن سبيلبرغ والممثل دانيال داي لويس حفل توزيع الجوائز المرموقة؛ حيث يعتبر فيلمهما «لينكولن» واحدا من الأفلام المرشحة بقوة للحصول على جوائز غولدن غلوب وكذلك جوائز الأوسكار. وقبيل بدء الحفل وأمام عدسات المصورين والمراسلين الصحافيين، مر عشرات من نجوم السينما على البساط الأحمر من بينهم جنيفر لورانس، نيكول كيدمان، جورج كلوني، آنا هاثاواي، هيو جاكمان، هالي بيري، ريتشارد جير وغيرهم.

ويبدو أن جميع الأفلام المتنافسة على جوائز أوسكار كان لها نصيب في الغولدن غلوب. لكن «أرغو» و «البؤساء» حصلا على نصيب الأسد من الجوائز. إذ فاز فيلم «أرغو» الذي يتناول قضية إطلاق سراح دبلوماسيين أميركيين محتجزين بإيران بجائزة أفضل فيلم درامي خلال الحفل السبعين لتوزيع الجوائز الذي تنظمه سنويا جمعية المراسلين الأجانب بهوليوود. وحصل بين أفليك على جائزة أفضل مخرج عن الفيلم نفسه.

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية نفذتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي آيه) لتحرير الرهائن الأميركيين في السفارة الأميركية بطهران عام 1979.

وبفضل فوزه المزدوج أمام الأفلام المتنافسة معه والتي شملت «لينكولن» و«زيرو دارك ثيرتي» و«حياة باي» و «جانغو بلا قيود»، عزز «أرغو» من فرصه في الفوز بأحد جوائز الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) التي ستنظم في نهاية فبراير (شباط) المقبل. وفاز الممثل البريطاني دانيال داي لويس بجائزة أفضل ممثل دراما عن دوره في فيلم «لينكولن». وفي نفس الفئة فازت جنيفر لورانس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «سيلفر لاينينغز بلايبوك». وحصلت جيسيكا تشاستين على لقب أفضل ممثلة دراما عن دورها في فيلم «30 دقيقة بعد منتصف الليل» الذي يتناول قصة مطادرة بن لادن وقتله.

كما فاز فيلم «البؤساء» هو الآخر بثلاث جوائز هي جائزة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي وحصل هيو جاكمان على جائزة أفضل ممثل في مجال الكوميديا أو الموسيقى عن دوره في الفيلم وحصلت أن هاثاواي على جائزة أحسن ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم.

فاز فيلم «البؤساء» بجائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، معززا فرصه في الفوز بجائزة أوسكار. ويلعب دور البطولة في الفيلم، المأخوذ عن رواية الأديب فيكتور هوغو، كل من هيو جاكمان وآن هاثاواي. ويروي الفيلم، الذي تولى إخراجه توم هوبر، قصة محكوم عليه هارب أثناء الثورة الفرنسية ويطارد من قبل مفتش شرطة يريد الانتقام منه بسبب عدم التزامه بالإفراج المشروط.

وتنافست على نيل نفس الجائزة أربعة أفلام أخرى هي: «ذا بست إغزوتيك ماريغولد أوتل» و«مونرايز كينجدم» و«صيد السامون في اليمن» و«سيلفر لينينغز بلايبوك».

وتأتي جوائز غولدن غلوب، التي تمنحها جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، في المرتبة الثانية بعد جوائز الأوسكار من حيث الأهمية. وتتنافس على جوائز غولدن غلوب الكبرى عدة أفلام منها «لينكولن» و«البؤساء» و«دارك زيرو ثيرتي» و«لايف أوف باي» و«سيلفر لاينينجز بلاي بوك».

وحاز فيلم «جانغو أنتشيند» (جانغو بلاقيود) على جائزة أفضل سيناريو. حصل الممثل كريستوف فالتز على أول تكريم في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب منتزعا جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم. ويجسد الممثل النمساوي المولد، 56 عاما، دور صائد جوائز محترف في الفيلم الذي قام بإخراجه كوينتين تارانتينو.

وحصل الفيلم النمساوي «أمور» (الحب) على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. وتمكن الفيلم الناطق بالفرنسية النمساوي الإنتاج من انتزاع الجائزة من الأفلام المتنافسة التي شملت «رست أن بون» و«ذا إنتتشابولز» وكلاهما من فرنسا، و«كون - تيكي» من النرويج و«رويال آفير» من الدنمارك.

ويتناول فيلم «الحب»، الذي تولى إخراجه مايكل هانيكه ولعب بطولته كل من إيمانويل ريفا وجان - لوي ترينتيان، آثار الشيخوخة والخرف على زوجين مسنين. وكان الفيلم حصل من قبل على الجائزة الكبرى لمهرجان كان السينمائي.

وحصل فيلم لايف أوف باي (حياة باي) على جائزة أفضل موسيقى تصويرية. وفازت أغنية «سكاي فول» للمغنية أديل بجائزة أفضل أغنية.

وحصلت الممثلة الأميركية جودي فوستر على جائزة «سيسيل بي ديميل» عن مجمل أعمالها تقديرا «لإسهاماتها المتميزة» لعالم الترفيه في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب». وبدأت فوستر، 50 عاما، الحاصلة على جائزتي أوسكار وجائزتي غولدن غلوب، مسيرتها الفنية في هوليوود وهي طفلة عمرها 14 عندما شاركت في بطولة فيلم «تاكسي درايفر - سائق التاكسي» في عام 1976 ونالت حينها إشادة واسعة. ولعبت فوستر دور البطولة في عشرات الأعمال السينمائية ومن بينها «بانيك روم» و«ذا سايلنس أوف ذا لامبس - صمت الحملان» و«كونتاكت».

يذكر أن كلا من والت ديزنى وروبرت ريدفورد وستيفن سبيبلبرغ ومارتن سكورسيزى وجاك نيكلسون منحوا هذه الجائزة من قبل. وفى مجال التلفزيون حصل مسلسل «غيرلز» (فتيات) على جائزة أفضل مسلسل كوميدي وحصلت بطلته لينا دونهام على جائزة أفضل ممثلة. وحاز مسلسل «هوم لاند» (الوطن) جائزة أفضل مسلسل درامي وفاز كل من بطليه داميان لويس وكلير جانيس على جائزتي أفضل ممثلين دراميين. وفاز الممثل دون شيادلى على جائزة أفضل ممثل كوميدي عن دوره في مسلسل «هاوس أوف لايز» (منزل الأكاذيب).

الفائزون بجوائز «غولدن غلوب» في الفئات الرئيسية

* أفضل فيلم درامي: أرغو

* أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي: البؤساء.

* أفضل ممثل درامي: دانييل داي - لويس، عن دوره في فيلم لينكلن.

* أفضل ممثلة في فيلم درامي: جيسيكا تشاستين عن دورها في فيلم «زيرو دارك ثيرتي».

* أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي: هيو جاكمان، عن دوره في فيم البؤساء.

* أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو موسيقي: جنيفر لورانس، عن دورها في فيلم «سيلفر لينينغز بلايبوك».

* أفضل ممثل مساعد: كريستوفر فالتس، عن دوره في فيلم «جانغو بلا قيود».

* أفضل ممثلة مساعدة: آن هاثاواي عن دورها في فيلم البؤساء.

* أفضل مخرج: بن أفليك، عن فيلم أرغو.

* أفضل فيلم بلغة أجنبية: أمور (الحب).

* أفضل فيلم رسوم متحركة: بريف (شجاعة)

* أفضل سيناريو: جانغو بلا قيود.

* أفضل موسيقى تصويرية: ميكائيل دانا عن فيلم (حياة باي).

* أفضل أغنية: فيلم «سكاي فول» (آديل).

الشرق الأوسط في

15/01/2013

 

"البؤساء" و"أرجو" و"لينكولن" تفوز بـ"الجولدن جلوب"

إعداد - حنان أبو الضياء

أعلنت فجر أمس أسماء الفائزين خلال الحفل السبعين لتوزيع جوائز «جولدن جلوب» أو الكرة الذهبية الذي تنظمه سنوياً جمعية المراسلين الأجانب بهوليوود .

وتعتبر جوائز "جولدن جلوب" الأكثر أهمية بعد الأوسكار بالنسبة للأفلام وجوائز إيمى بالنسبة للتليفزيون. وتقدم جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود الجوائز منذ 1944.

فاز فيلم «أرجو» الذي يتناول قضية إطلاق سراح دبلوماسيين أمريكيين محتجزين بايران بجائزة افضل فيلم درامي خلال الحفل السبعين لتوزيع جوائز جولدن جلوب أو الكرة الذهبية الذي تنظمه سنويا جمعية المراسلين الأجانب بهوليوود. وجائزة أفضل مخرج فكانت من نصيب بن افليك عن فيلم «ارجو».

الفيلم الذى يتناول قيام مجموعة محدودة من الطلبة الإيرانيين في صباح 4 نوفمبر 1979م بالتجمع أمام مبنى السفارة الأمريكية في طهران للتظاهر والتنديد بسياسة الولايات المتحدة ضد إيران ، ولكن هذا العدد بدأ يزيد وملأت الشوارع المؤدية إلى السفارة حتى أن البعض قام بتسلق الجدران إلى الداخل، ثم قام حوالي 500 طالب إيراني باحتلال السفارة، واحتجاز جميع من كان بداخلها من الدبلوماسيين الأمريكيين. لكن ستّة من الأمريكيين العاملين في السفارة بينهم الملحق الزراعي هنري شاتز وثلاثة مسئولين في القنصلية لجأوا إلى السفارة الكندية القريبة حيث مكثوا فيها تحت الحماية الرسمية. وهؤلاء هم الذىن بنى عليه المخرج والممثل بن أفلك فيلمه مركزا على كيفية قيام عميل المخابرات المركزية الأمريكية بالتنكّـر كمنتج ومصوّر سينمائي لتهريب هؤلاء الستّة إلى خارج البلاد عن سيناريو كتبه السيناريست كريس تريو سنة 2007 ومن انتاج جورج كلوني وأفلك وجرانت هسلوف ورغم ان الفيلم وقعت أحداثه فى زمن الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وكان السبب فى عدم انتخابه مرة ثانية ولكن لأنه ديمقراطي، فالبعض يحاول استغلاله لمهاجمة الرئيس الحالي باراك أوباما بشكل غير مباشر. فالجمهوريون يرون أن سياسة الولايات المتحدة حيال إيران أثناء حكم كارتر كانت السبب فى المشكلة ويؤكدون انها نفس السياسة الآن أيضاً فقد انتقد رومني أوباما مسترجعا أزمة الرهائن الامريكيين مؤكدا أنه «عاجز» مثل الرئيس الديمقراطي جيمى كارتر في التعامل مع الحكومة الايرانية..وكتب رومني قائلا انه «عندما كان اوباما يعرب عن غضبه في البيت الأبيض، كان الايرانيون يحققون تقدما سريعا نحو حيازة أكثر الأسلحة تدميرا في تاريخ العالم».

وفاز فيلم «البؤساء» بجائزة أفضل فيلم كوميدي او موسيقي.

وحصل هيو جاكمان على جائزة افضل ممثل في مجال الكوميديا او الموسيقى عن دوره في فيلم(البؤساء).وحصلت آن هاثاواي على جائزة أحسن ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم (البؤساء).

ومن المعروف أن المخرج توم هوبر طلب من أبطال فيلمه، الغناء أمام الكاميرا مباشرة، وتسجيل الصوت وقت التقاط المشاهد، وليس في الاستوديو كما جرت العادة في الأفلام الموسيقية. وتأتي تلك المحاولة، لإعطاء أكبر قدر من التلقائية في أداء الممثلين، ولذلك فقد اعتمد أثناء اختياره لطاقم العمل أن يكونوا من أصحاب الأصوات القوية، وقاموا سابقاً بالتمثيل على خشبة المسرح ، بل والغناء أيضاً ، وهم هيو جاكمان، راسل كرو ، آن هاثاوي .

وتنقل تلك الرواية مرحلة من حياة المجتمع الفرنسي مروراً بالثورة الفرنسية. صور “هيجو” عبر حياة جان فالجان وكوزيت القدرة الإنسانية على الكفاح، والصبر من خلال جان فالجان الذى سجن من أجل رغيف وهرب من السجن، وأصبح في نظر القانون مجرما عريقا. ولكننا نراه هنا يحاكم نفسه بنفسه، ولا يتنصل من مسئوليته وعلى الرغم من ذلك، عاد إلى إنسانيته الرائعة، فيساعد كل مظلوم واحتضن كوزيت بأكثر مما يحتضن أب ابنته، وتحمل الظلم لكي يوصلها إلى برّ الأمان . إن جان فالجان الذي نراه في آخر الرواية يختلف اختلافا كليا عن جان فالجان الذي رأيناه في أولها. وهذا مثال آخر عن الشخصية النامية.

والطريف أن المخرج «توم هوبر» مخرج فيلم Les Misérables.» البؤساء» فوجئ بأن النسخة النهائية من فيلم هي 4 ساعات كاملة فاضطر المخرج لتقليصها إلى ساعتين و37 دقيقة.. والفيلم غنائي ويحتوي على العديد من الاستعراضات.. ومن المعروف أن رائعة فيكتور هوجو «البؤساء» كانت المنهل للعديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والمسلسلات وهناك عرض باليه أيضا مأخوذ عن هذا النص العبقرى وأفلام كارتون ونسخة موسيقية نجحت على مسارح برودواي. وفى فرنسا وحدها أكثر من عشرة أفلام قام ببطولتها كل من جان جابان، وجان بول بلموندو، و لينوفنتورا.

وأجمل ما فى الفيلم صوت آن هاثاوي الملئ بالشجن و الحزن وهى تغنى «I Dreadmed a Dream» و”Bring Him Home” و”One Day More” و”On My Own”، بالإضافة لأغنية جديدة اسمها “Suddenly” كتبها كلود مايكل سكونبيرج وألان بوبيلل ويغنيها الممثل جاكمان....الممثلة الأمريكية آن هاثاواي قصت شعرها من أجل الدور وهذا بالطبع سيقربها من الشخصية المصابة بالسل والتى تبيع شعرها لتعيش.

وفاز دانييل داي لويس بجائزة أفضل ممثل دراما عن دوره في فيلم (لينكولن).

دانيال داي-لويس قدم الدور باقتناع. ولم يكن صعباً عليه التحوّل إلى الشخص على الأقل تبعاً لتفسير اجتهادي، فالتصوير كان بالكاد صوراً فوتوغرافية- وبدائية ونادرة- في القرن التاسع عشر عندما وقعت الحرب الأهلية. وفي حدود ذلك يعد هذا إبداعاً من درجة بالغة الاحتراف. ومن تلك المشاهد قبل أن ينتهي الفيلم بخمس دقائق يتحامل لينكولن على نفسه ويمضي صوب المسرحية التي دُعي لحضورها على غير رغبة منه. خادم البيت (الأسود) يقف عند الباب يودّعه بنظراته ولينكولن يمضي في الرواق طويلاً نحو عتمة الخارج. وهناك خطبة لينكولن يقول فيها إن أمريكا بحاجة إلى السلام بين محاربيها والعالم كلّه بحاجة إلى السلام. ولينكولن حسب ستيفن سبيلبرج ليس لينكولن كاملاً. ليس سيرة حياة، بل سيرة حقبة محددة بالأسابيع الأخيرة التي سبقت التصويت على قراره في الكونجرس الأمريكي على إصدار قانون يحرر السود من العبودية، ولا هو كاملاً بمعالجته للشخصية بموضوعية. إنه دراما معالجة بقدر كبير من التأمّـل المنحاز للرجل وانحيازه اختياري يجعله في النهاية مصرّاً على تقديم الجوانب المناسبة من حياة وأفكار الرئيس.

وحصلت جيسيكا تشاستين على لقب أفضل ممثلة دراما عن دورها في فيلم (30 دقيقة بعد منتصف الليل) الذي يتناول قصة مطادرة ابن لادن وقتله.“وتلعب (جيسيكا شاستين) دور مايا” الوكيلة الجديدة التي تبدو غير مقتنعة جداً بوسائل التعذيب أول الأمر إلا أنها تضطر لاستخدامها لاحقاً. نراها مصممة كلياً على أن تصل إلى غايتها. وتعاني كثيراً من الأجواء ومن محاولات القتل. نراها هادئة واثقة مثابرة. تضع وشاحاً على رأسها عند استجواب الرجال، وتصارع رؤساءها من أجل تحقيق متطلباتها التي لم يكونوا مقتنعين بها.. يقتحم علينا الفيلم عدة تفجيرات في أماكن عدة من العالم ولا سيما في السعودية وبريطانيا، ونشاهد عملية انتحارية ينفذها أحد عناصر القاعدة ضد القوات الأمريكية في أفغانستان والذي أدى إلى مصرع وكيلة أخرى صديقة لـ«مايا» تاركاً بها جرحاً كبيراً.

وفازت جنيفر لورانس بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم «كتاب مسطّر بالفضّـة» وُصـف بأنه كوميدي، لكن الحقيقة أنه دراما جادّة، رغم بعض الضحكات، حول الأسر المتهاوية: هناك أسرة باتريك حيث التباعد كبير بين الابن وأبيه وهناك أسرة تيفاني المفقودة وأسرة أحد أصدقاء بات التي تقف على حافة التفسّخ. في الوقت ذاته هو فيلم مليء بالقضايا الاجتماعية مثل البيئة التي قد تدفع أي إنسان لحافة الجنون، ومثل البحث المؤلم عن شريك حياة عوض شريك حياة غاب، ومثل دور المؤسسة الصحية في ممارسة نظام متعسّف كما يوضح لنا الفيلم هذه المسألة عبر شخصية صديق آخر لباتريك هو داني (كريس تـَكر) الذي يُعاد إلى المصحّة على الرغم من بدء تأقلمه مع الحياة.

وهناك قصّـة حب تخدم الفيلم كعملية تجارية وليس كعمل يريد الحفاظ على مقوّماته السابقة ورفع حدّتها أو الإبحار بعيداً بها.

وفاز الممثل النمساوي كريستوفر فالتز بجائزة أحسن ممثل مساعد عن دوره في فيلم تحرير جانجو.جانجو (جيمي فوكس) عبد أسود يقوم دكتور كينج شولتز (كريستوف والتز) صائد الجوائز بتحريره من العبودية، ويعقد معه صفقة، ليساعده جانجو في العثور على بعض الفارين من وجه العدالة، في المقابل يساعده شولتز في الوصول إلى زوجته (كيري واشنطن) الموجودة لدي كليفين كندي (ليوناردو دي كابريو) الإقطاعي الثري، الذي يُتاجر في العبيد.

وحصل الفيلم النمساوي «أمور» «الحب» على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.

فيلم “الحب” يضرب على وتر حساس من خلال التطرق إلى موضوع يتعلق في نهاية المطاف بكل واحد منا. الفيلم يروي قصة زوجين في الثمانين من العمر، جورج وآن.

إنهما متقاعدان وفي أحد الأيام تقع الزوجة ضحية سكتة دماغية، وتصاب على إثرها بشلل نصفي. فهل سيقوي المرض من رابطة الحب بينهما.

الفيلم من بطولة جان لويس ترانتينيون، إيمانويل ريفا وإيزابيل هيبير. مايكل هانكه أكد أنّ القصة لم تخلق من فراغ:

“ في عائلتي، كان أحدهم يعاني من هذا المرض، وكان مجرد وقوفي مكتوف الأيدي أمامه أمراً فظيعا بالنسبة لي. كانت هذه نقطة البداية بالنسبة لهذا الفيلم، كيف يمكن التعامل مع معاناة شخص أحبه وكان عليّ أن أفكر كيف يمكن تمثيل هذا. طبعا كنت قادراً على وضع زوجين في الثلاثين من العمر ومعاناة لمدة خمس سنوات من مرض السرطان، كان نفس الموضوع، لكنه سيكون حالة فردية، إذا أخذت الشيخوخة، هي ليست حالة مأساوية معزولة، إنها المصير المأساوي الذي سيقع علينا جميعا».

الوفد المصرية في

15/01/2013

 

موسم عودة الكبار إلى التتويج.. وصراع الحب والسياسة

«آرغو» خطف الكرة الذهبية من «لينكولن»

شريف صالح 

كأن أميركا تعيد كتابة تاريخها عبر أفلامها، والجوائز الكبرى التي تُمنح لها، لذا ليس غريباً ان تذهب أقوى ترشيحات «الغولدن غلوب» أو الكرة الذهبية في دورتها السبعين، الى فيلم «لينكولن» أحد أشهر رؤساء أميركا المؤسسين لها، والرجل القوي الذي أنهى الحرب الأهلية ثم قُتل غدراً.

ورغم ان الفيلم مرشح لـ 12 جائزة أوسكار، وسبع جوائز «كرة ذهبية» الا أنه خرج بجائزة يتيمة لبطله دانييل لويس كأفضل ممثل. وهي واحدة من أكبر مفاجآت هذا العام.

لتذهب جائزة أفضل فيلم درامي الى عمل سياسي آخر هو «آرغو»، الذي يعود بنا الى ما قبل ثلاثة عقود تقريباً، ابان الثورة الايرانية على حكم الشاه، وواقعة رهائن السفارة الأميركية في طهران والتي أدت الى قطع العلاقات بين البلدين حتى اليوم.

ورغم ان الفيلم مرشح لعدد أقل من الجوائز في مسابقتي الأوسكار والغولدن غلوب، لكنه نال الجائزة الكبرى، وأثبت مخرجه بن آفليك الذي حصل على جائزة أفضل مخرج أيضاً وهو ممثل في الأساس قدرته على ان يتفوق على عبقري مخضرم وحاصد للجوائز مثل ستيفن سبيلبيرغ مخرج «لينكولن».

وتطل السياسة بقوة في فيلم آخر هو «30 دقيقة بعد منتصف الليل» الذي يتناول قصة مطاردة الاستخبارات الأميركية لزعيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله، ونالت بطلته جيسيكا تشاستين جائزة أفضل ممثلة درامية.

ولهذا علق البعض ساخراً بان الـ CIA هي التي فازت بحصة الأسد في جوائز هذا العام!

وفي مقابل السياسة وهواجسها في سينما هوليوود، كان للحب حضوره اللافت في أفلام أخرى نالت شرف التتويج أهمها على الاطلاق فيلم «البؤساء» المأخوذ عن احدى أشهر الروايات العالمية للكاتب الفرنسي فيكتور هوغو، والتي سبق تقديمها عشرات المرات في أفلام ومسرحيات، وتعود القصة الى الشاشة الكبيرة بمشاركة كبار النجوم على رأسهم هيو جاكمان الذي نال جائزة أفضل ممثل في فيلم موسيقي، وآن هاثاواي التي فازت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة.

كما نال فيلم «الحب» جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، للمخرج النمساوي الشهير مايكل هاينكة، وسبق للفيلم الفوز بالسعفة الذهبية. ويتطرق الفيلم الى قصة رهيفة حول مشاعر الانسان عندما يرى معاناة وألم من يحبهم.

وما بين السياسة والحب، تكشف قوائم الفائزين والترشيحات للدورة عن عودة كبار النجوم لمنصات التتويج، وفي مقدمتهم دانيل دي لويس الحاصل على الجائزة ذاتها عام 2008، هيو جاكمان الذي رشح لها عام 2002 لكن لم يحالفه الحظ، وكذلك جينفر لورانس التي رشحت أيضا عام 2011 ولم تفز. وكما يقال «الثالثة ثابتة» حيث فازت آن هاثاوي بالجائزة بعد ترشيحين سابقين عامي 2009 و2011.

وتكفي قراءة الأسماء التي كانت مرشحة ولم يحالفها الحظ، لندرك ان الكبار كانوا حاضرين بقوة هذا العام، وعلى رأسهم: روبرت دي نيرو، هيلين ميرن، نيكول كيدمان، نيكول كيدمان، ريتشادر غير، دينزل واشنطن، هيلين هانت، ناعومي واتس، رايتشل وايز، بيل موراي، جودي دينيش، ميريل ستريب، ليوناردو دي كابريو، فيليب سيمور هوفمان.

وتعد نتائج الغولدن غلوب مؤشراً قوياً للفوز بجوائز الأوسكار التي قد لا تشهد تغييراً درامتيكياً.

واللافت هذا العام، الحضور النمساوي المميز من خلال المخرج الكبير مايكل هاينكة وفيلمه «الحب»، وكذلك فوز الممثل الممثل النمساوي كريستوف فاز بـ 56 عاماً بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «جانجو بلا قيود». ولعب دور صائد جوائز محترف في الفيلم الذي أخرجه كوينتين تارانتينو. ويعتبر أول ممثل نمساوي يفوز بهذه الجائزة المرموقة.

وكان القائمون على الحفل أسندوا تقديمه الى المغنية البريطانية الشابة آديل 24 عاماً العائدة من غياب بسبب الحمل والولادة، وشاركها التقديم مجموعة من النجوم أمثال: تايلور سويفت وميغان فوكس. وكان التقديم وجه الخير على آديل التي فازت أيضاً بجائزة أفضل أغنية في فيلم.

وكالعادة تألق على البساط الأحمر عشرات النجوم من الرجال والنساء، في كامل الأناقة وأحدث صيحات الموضة وتهادوا أمام عدسات المصورين ومنهم جنيفر لورانس، نيكول كيدمان، جورج كلوني، آنا هاثاواي، هيو جاكمان، وهالي بيري.

وتبقى الاشارة الى ان جوائز الكرة الذهبية التي انطلقت عام 1944، تمنحها جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد جوائز الأوسكار.

الأفضل

فيلم درامي «آرغو»

فيلم موسيقي «البؤساء»

فيلم ناطق بلغة أجنبية: «الحب» 

فيلم رسوم متحركة: Brave

ممثل درامي: دانييل دي لويس «لينكولن»

ممثلة درامية: جيسيكا تشاستين «30 دقيقة بعد منتصف الليل»

ممثل في مجال الكوميديا أو الموسيقى: هيو جاكمان «البؤساء».

ممثلة في مجال الكوميديا أو الموسيقى: جنيفر لورانس «سيلفر لاينينجز بلايبوك»

ممثل مساعد: النمساوي كريستوفر فالتز «جانجو بلا قيود».

ممثلة مساعدة: آن هاثاواي «البؤساء»

أفضل سيناريو أصلي: «جانجو بلا قيود». للمخرج كوينتين تارانتينو.

أفضل سنياريو مأخوذ عن أصل أدبي: Life of Pi 

أغنية فيلم Sky fall: للمطربة البريطانية آديل في أحدث سلسلة أفلام جيمس بوند 

فيلم أو مسلسل تلفزيوني درامي Homeland

فيلم أو مسلسل تلفزيوني كوميدي أو موسيقي Girls

مسلسل قصير: Game Change 

ممثل تلفزيوني درامي: دايمون لويس

ممثلة تلفزيونية درامية: كلير دانيس

ممثل تلفزيوني في فيلم كوميدي أو موسيقي: دون تشيدل

جائزة سيسل دي ميل: جودي فوستر عن مجمل أعمالها

ممثلة تلفزيونية في فيلم كوميدي أو موسيقي: لينا دونهام

ممثل في مسلسل قصير: كيفن كوستنر

ممثلة في مسلسل قصير: جوليان مور

ممثل مساعد في مسلسل تلفزيوني: اد هاريس

ممثلة مساعدة في مسلسل تلفزيوني: ماغي سميث

Sherifsaleh2000@gmail.com

النهار الكويتية في

15/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)