حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أيام قرطاج السينمائية الـ 24

آمال حذرة في افتتاح أول نسخة لـ "أيام قرطاج السينمائية" بعد الثورة

مها بن عبد العظيم موفدة فرانس 24 إلى تونس (نص)

انطلقت في العاصمة تونس الدورة الـ 24 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية بحضور مئات الفنانين من عشرات الدول. وتنظم أيام قرطاج السينمائية كل عامين ودون انقطاع منذ 1966. والدورة الحالية التي تدوم أكثر من أسبوع هي الأولى بعد الثورة

نظم حفل افتتاح "أيام قرطاج السينمائية" بقاعة "الكوليزي" وسط العاصمة، وأعيد تجميل القاعة لتحتضن السهرة الأولى لأحد أعرق المهرجانات العربية والأفريقية. وزخر الحفل بالرموز القومية فافتتح على وقع النشيد الوطني التونسي الذي أشعل الجمهور. ثم تولى مدير المهرجان محمد المديوني إلقاء خطاب لتقديم أيام قرطاج، طرح فيه أهم التساؤلات التي تتخلل هذه الدورة "كيف لنا أن نكون في مستوى التحديات والرهانات وهذه الدورة هي أول دورة تنظم بعد الثورة التونسية؟". .

وأضاف المديوني "أية نظرة ستقوم عليها برامجها ؟ وأي جديد سيتخللها ؟ وأية آفاق سيسعى إلى فتحها حتى تكون هذه الدورة في مستوى الانتظارات المشروعة للجمهور عامة ولجمهور الشباب المتعطشين للحرية والعدالة والكرامة بصفة خاصة؟". وطلب المديوني خلال كلمته من الحضور الوقوف دقيقة صمت "ترحما على شهداء غزة" فامتثلت القاعة. وخلال تقديم برنامج المسابقات ولجان تحكيمها، استقبل الفلسطيني رشيد مشراوي رئيس المسابقة الدولية للأشرطة القصيرة بهتافات "غزة!غزة!" ووقف بعض الحاضرين إكراما له. وقال مشراوي "أنا ابن غزة" وإن عقد هذا المهرجان الذي يكرم السينما العربية والأفريقية "أبهى تحية لفلسطين" وختم كلمته بـ "تحيا تونس وتحيا السينما". أما رئيس المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية رونزو روسيليني فذكر بحقبة تاريخية استقبلت فيها تونس في ثلاثينات القرن الماضي آلاف الإيطاليين الهاربين من صعود الفاشية في بلادهم وأكد أنه "يجب علينا أن نعيد بالمثل الضيافة التي قدمها لنا التونسيون".

وأعلن المديوني أن 14 دولة عربية و17 دولة أفريقية ستشارك في هذه الدورة التي سيعرض خلالها 62 فيلما منها 24 فيلما قصيرا و20 فيلما طويلا و18 فيلما وثائقيا. وأشار إلى أنه سيتم تعميم جائزة "التانيت" على مختلف أقسام المسابقات ولن تقتصر على الأفلام الروائية الطويلة. ومن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية: "بعد الموقعة" ليسري نصر الله، و"الخروج للنهار" لهالة لطفي من مصر، و"الجمعة الأخيرة" ليحيى عبد الله من الأردن، و"رجل شريف" لجون كلود قدسي من لبنان، و"ظل البحر" لنواف الجناحي من الإمارات، و"عطور الجزائر" لرشيد بلحاج و"التائب" لمرزاق علواش من الجزائر، و"موت للبيع" لفوزي بن سعيدي و"خيول الله" لنبيل عيوش من المغرب، و"صديقي الأخير" لجود سعيد من سوريا، و"لما شفتك" لآن ماري جاسر من فلسطين.

وأعرب التونسي علي اللواتي رئيس المسابقة الدولية للأشرطة الطويلة في أن تغذي أيام قرطاج "جذوة الأمل" وأن ما يميز مهرجان قرطاج هو "جمهوره الذي يدافع عنه". ويذكر أن عددا من الفنانين في تونس تعرض إلى اعتداءات محسوبة على التيار السلفي. وتعرض معرض تشكيلي "ربيع الفنون" في فضاء العبدلية بالمرسى في يونيو 2012 إلى هجوم قامت به عناصر سلفية. وأثارت فوضى في البلاد من تكسير وتكفير واعتداءات على الممتلكات العامة، إذ رأى البعض أن الأعمال الفنية تمس بالإسلام فواجهتها بعض الجماعات بالسيوف والهراوات. وتبرأت وزارة الثقافة في وقفة أولى من المعرض ونشاطاته وفعالياته، وأمرت بإغلاق فضاء العبدلية. ومن المعروف أن وزارة الثقافة هي التي تعين إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وهي التي تمول صناعة الفيلم. وعلمنا أن ميزانية المهرجان خفضت السنة إلى نصف المبلغ الذي كانت عليه في الدورات السابقة. وتذمر البعض من سوء تنظيم افتتاح المهرجان السينمائي من تأخير في انطلاق الحفل وظروف دخول الضيوف إلى القاعة ونوعية الصوت.

وتدافعت الجماهير أمام قاعة العرض الافتتاحي، واستقبل وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك بالتصفير وبعبارة "ديغاج" أي "ارحل"، وهي العبارة الشهيرة التي كثيرا ما ترددت خلال الاحتجاجات ضد بن علي ونظامه في تونس. ومرت مختلف المجموعات أمام القاعة ومنها من قام بـ "فلاش موب" تنديدا بالقصف على غزة . ومنها من أحرق العلم الإسرائيلي. فيما رفعت مجموعات أخرى لافتات تدافع عن "الحقوق المعنوية والمادية للعاملين في قطاع السينما والسمعي البصري".

ورجح بعض السينمائيين الذين تحدثنا إليهم أن أحد عوامل هذا التدهور في جودة التنظيم هو الخفض الذي عرفته ميزانية المهرجان والتي طالت العديد من القطاعات الأخرى في البلاد التي تمر بأوضاع اقتصادية صعبة .

وظهر لنا هذا الافتتاح في صورة مصغرة لما هي عليه الساحة السياسية في تونس من انقسامات حزبية وتجاذبات مختلفة وحراك اجتماعي ومطالب نقابية. وفي هذا السياق المشخص لنوع من "فن المؤسسات" و"الفن المضاد" نظم عدد من الفنانين التونسيين الجمعة معرضا لـ"المعلقات" كردة فعل على "معلقة" أيام قرطاج التي لم تلق إعجابهم خاصة وأنها مقتبسة من صورة أنجزها فنان أجنبي. فأطلقوا العنان لخيال نقدي وهزلي لا يخلو من حس سياسي فأظهرت بعضها صورة للمجلس التأسيسي كتشخيص للتمثيل، وجاءت في أخرى صور لوجوه سياسية بارزة مركبة حول كيس من "البوب كورن".

ويذكر أن المخرج التونسي نوري بوزيد قد تعرض إلى الضرب بالحديد على رأسه على يد شاب "ملتحي" في أبريل 2011. ودعا مغني الراب "بسيكو أم" في أحد أغانيه إلى تصفية مخرج "مايكنغ أوف" بالكلاشنيكوف. ووجه حزب النهضة دعوة إلى "بسيكو أم" لحضور اجتماع نظمه الحزب في أبريل/نيسان 2011 . وهللت القاعة عند ذكر نوري بوزيد. وأصدر نوري بوزيد بيانا دافع فيه عن مسيرته مشيدا بالثورة التي "هرمت الأجيال من أجل تحقيقها" وبتونس التي "سجن فيها من أجل دفاعه عن حياة سياسية تعددية حرة وتحفظ فيها كرامة الإنسان قبل الفنان وتصان فيه حرية المرأة دون تمييز أو إقصاء" ودعا إلى حماية الإبداع من التطرف والترهيب وإلى تكوين جبهة ثقافية تكون بمثابة الحصن في حق التعبير. وحصل نوري بوزيد مؤخرا في مهرجان أبو ظبي السينمائي على جائزة أحسن مخرج عربي. ويعرض "مانموتش" آخر فيلم أخرجه النوري بوزيد مساء اليوم السبت في إطار المسابقة الدولية للأفلام الطويلة. ولم يستبعد البعض على غرار المخرجين طارق خلادي وسوسن صايا أن يعطل بعض السلفيين سير العرض، لكنهم عبروا في نفس الوقت عن أملهم في أن لا يحصل ذلك في المهرجان الذي خطت فيه نجوم السينما العربية والأفريقية أولى سطورها ومن بينهم عبد اللطيف بن عمار ويوسف شهين وميشال خلايفي وعصمان صمبان ومحمد ملص وسليمان سيسي ومرزاق علواش وغيرهم ... وما يغذي هذه المخاوف هو أن أحد الممثلين في فيلم نوري بوزيد هو لطفي العبدلي الذي عطل سلفيون بعض عروضه المسرحية الصيفية... وأكد المخرجين أن فيلمهما القصير"1938" الذي يستعيد أحداثا تاريخية عبر قصة ماخور تونسي ومشاركة الممومسات في النضال الاجتماعي والسياسي تعرض الجمعة إلى تهجم مقال في صحيفة "الفجر" التابعة لحزب النهضة التي اتهمت الفيلم بالمساس من الإسلام ، واستنكر المخرجان هذا الأمر خاصة وأن الفيلم لن يعرض قبل الثلاثاء المقبل خلال المهرجان.

وأكد المديوني في خطاب الافتتاح "ننطلق من قناعة تعتبر الثقافة والفن في صميم شواغل اللحظة، ونذهب إلى أن الدفاع عن الإبداع والإسهام في بنائه أمران محددان لكل الخيارات الممكنة". واختار المهرجان في افتتاح أيام قرطاج عرض شريط وثائقي طويل للمخرج التونسي محمد الزرن يحمل عنوان "الشعب يريد" أو "ديغاج" بالفرنسية بمعنى "ارحل". ويقدم هذا الفيلم شهادات عن الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد التونسية يوم أحرق محمد البوعزيزي نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010. وقال الزرن إن فيلمه " يعطي الكلمة للتونسيين البسطاء الذين ثاروا ضد الظلم وللمهمشين وللنساء اللواتي تستيقظن فجرا للعمل في الحقول والعاطلين عن العمل من الشباب المتخرج من الجامعات ولكل الناس الذين لا يراهم ولا يسمعهم أحد". وأكد لنا الزرن أنه لم يشاهد "إسلاميا واحدا" عندما صور فيلمه خلال الثورة وأن الفيلم شاهد على ذلك. وتفاعل الجمهور التونسي مع الفيلم، وبدوا متأثرين بذكرى ثورة جمعتهم ووحدت صفوفهم ويحنون لتلك الأيام خاصة وأنهم يمرون اليوم بفترة انتقالية صعبة تطغى عليها التوترات السياسية والاجتماعية وتبقى الأعمال الثقافية من أحسن المؤشرات على ذلك.

وندد الزرن في حديثنا معه بتهميش دور المثقف والفنان في تونس. "إن السياسيين الذين يحكموننا جهلة ولا يملكون تصورا للمجتمع وللثقافة في البلاد ولم يشركوا الكتاب والصحافيين والفنانين في البناء فقللوا من شأنهم لأن المثقفين يملكون رؤى على المدى الطويل. وإن هؤلاء فلتوا فرصة إشراك المثقفين في التحول الديمقراطي وإقصاء المثقفين يعني إقصاء مفهوم الحرية نفسه ويؤدي بالأمم إلى الهباء. وأشعر اليوم بأننا نتجه نحو ديكتاتورية تستمد نفوذها من الدين ويقودها أناس كانوا غائبون عن الثورة ويسمحون اليوم بإهانة الفنانين والمثقفين" لكن الزرن أكد أنه لا يفقد الأمل وأن النشاط الثقافي اليوم "واجب وضروري" لمواجهة ذلك. وصف الزرن تصريحات وزير الثقافة مهدي مبروك خلال زيارته إلى إيران في مطلع الشهر الجاري ان الثورة الإسلامية في ايران كانت ملهمة للشعب التونسي في ثورته ب"الخطأ الفادح" والكارثة".

موفدة فرانس 24 إلى تونس مها بن عبد العظيم

موقع "فرانس24" في

18/11/2012

 

في افتتاح أيام قرطاج السينمائية(16-24 نوفمبر 2012):

«عركـــــة» بجــــانــب وزير الثقافــــــة

محمّد بوغلاّب 

افتتحت مساء أول أمس الدورة 24 لأيام قرطاج السينمائية في قاعة الكوليزي بكراسيها المتهالكة ذات اللون الأخضر أو ما بقي منه بكلمة مدير هذه الدورة (الدورة القادمة محمد المديوني). كانت الكلمة مبتورة من أي إشارة إلى وزارة الثقافة ولا إلى وزير الثقافة الذي حضر الافتتاح واتخذ لنفسه وضيوفه وزملائه في الحكومة مكانا قصيا في الطابق الأول. غير أن هذا المكان لم يمنع من نشوب معركة بين احد الحاضرين من فصيلة VIP ومصور صحفي حجب عن سيادته الرؤية. ولولا تدخل رجال الأمن داخل القاعة من ذوي العضلات المفتولة في الإبان لتطورت الملاسنة إلى ما هو أخطر ...

ولا يحتاج المرء إلى ذكاء ليدرك بشكل قاطع أن التيار لا يمر جيدا بين الوزير والمدير، ومهما حاول رسل السلام إقناعنا أن هذا الوزير رجل طيب فلا بأس أن يستمع خليفة باش شاوش لكلمة حق نقولها دون أي «طمع» في سفرة إلى الصين أو روسيا أو طهران أو مأدبة على حساب الوزارة في مهرجان «كان»، لا إلى الذين يزيّنون له الخطأ ويصورنه له صوابا. وعين الصواب، ونقول لسي مهدي إننا نريدك أن تنجح حتى لا تظل وزارة الثقافة حكرا على أصيلي الحاضرة تونس أو ما يعبر عنه بالبلدية(بتسكين اللام) وكأن القادمين من» وراء البلايك» غير مؤهلين ليكونوا وزراء للثقافة في بلادنا، ولكن النجاح، السيد الوزير الذي خرج قبل أعوام نصرة لغزة فشجّ البوليس رأسه ونقل إلى المستشفى، لا يكون بالوجوه الكالحة أو الأذرع المكسرة Bras cassés أو بالمتسلقين أو بمن رتقوا «عذرياتهم» لننسى جلساتهم مع المخبّرين ورؤساء المراكز لتقديم التقارير اليومية أو أولئك الذين فاحت رائحتهم بما قبضوه من عمولات فإذا بهم اليوم ثوّار أطهار وتردّ لهم الوزارة الاعتبار (ما ناقصهم كان التعويضات؟). فما حدث ليلة الافتتاح لا يليق بتونس المستقلة منذ سنة 1956 والثائرة على نظام دكتاتوري كتم أنفاسها عقدين من الزمان، ولا نعلم من هو العبقري الذي جعل الدخول إلى ملكة القاعات المتقاعدة يمر قسرا عبر ردهة حانة «الروتاند»الشهيرة وأغلق الباب في وجه الجمهور حتى يمر السيد الوزير وكبار الضيوف فتدافع الحاضرون واختلط الحابل بالنابل من يحمل دعوة ومن جاء من إحدى الحانات ليكمل سهرته في «الكوليزي» ورائحة «البيرة »تزكم الأنوف.. كان الولوج إلى بهو مركب «الكوليزي» متاحا للجميع وهو ما جعل الوصول إلى الباب الذي وقف عليه رهط من العسس الغلاظ أشبه برحلة عذاب حتى أن المخرج السينمائي مراد بالشيخ (صاحب فيلم «لا خوف بعد اليوم») غادر المكان احتجاجا على هذه الفوضى، وبعيني رأيت السينمائي موسى توري - الذي يشارك في الأيام في المسابقة الرسمية بفيلم «الزورق» وهو الفيلم الذي انتقاه مهرجان «كان» في دورته الأخيرة في قسم «نظرة ما» – رأيت توري حائرا إلى أين يمضي وسط تلك الجموع المتدافعة تريد الدخول وبعضها لا يدري إلى أين؟ أكثر من ذلك فإن محمد الزرن مخرج فيلم الافتتاح «ديقاج» لم يتمكن من الدخول إلا بتدخل من رئيس ديوان وزير الثقافة بعد عنت كبير وهو ما عبر عنه الزرن في كلمته للجمهور» أستغرب كيف ستصبرون على مشاهدة فيلمي بعد معاناة الدخول إلى القاعة». وهنا نسأل سي محمد المديوني ما ضرّ لو اشترطتم على مدعوّيكم ارتداء لباس السهرة كما هو معمول به في ما نعرف نحن وأنت من مهرجانات سينمائية في العالم، وما ضرّ لو وضعت الحواجز الحديدية على مسافة من قاعة «الكوليزي» فلا يسمح بالمرور إلا لمن يحمل دعوة؟ هل هذه الإجراءات البديهية تحتاج إلى خبير في الإستراتيجيات العسكرية؟ 

أما عن الحضور فتلك قصة أخرى إذ كان واضحا غياب الأسماء المعروفة في المسرح والتلفزيون والسينما مقابل حضور لافت لشباب الجمعيات السينمائية الذين هتفوا ضد وزير الثقافة وهو يتأهب لدخول الكوليزي «ديقاج».. بطبيعة الحال لن أتحدث عن الصحفيين ومعاناتهم فلست ناطقا باسم أحد وهم أقدر على الشهادة إن أرادوا أو اشتهوا..

محمد المديوني ودقيقة الصمت..

طلب محمد المديوني في الندوة الصحافية لأيام قرطاج السينمائية من الحاضرين دقيقة صمت ترحما على الفقيدين الطاهر شريعة وعبد الرزاق الحمامي، وكرّر طلبه في سهرة الافتتاح ترحما على ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وهو طلب لقي استحسان الجمهور الذي كان جزء منه متحفزا منذ البداية هاتفا «غزة غزة».. كما رفع البعض لافتات تدين العدوان الصهيوني والصمت العربي.

زلّة لسان مريم بن حسين كادت تفسد الحفل..

نشّط حفل الافتتاح الثنائي رمزي الملوكي- وهو بالمناسبة شقيق هشام بلخامسة مسؤول الاتصال بإدارة أيام قرطاج السينمائية- والجميلة مريم بن حسين، ولكن جمال مريم لم يشفع لها حين زل لسانها فقالت «دفاتر السابع» وسقطت كلمة «الفن»، ابتسمت مريم وبعد توقف قصير استأنفت حديثها ولكن أحد الشبان هتف واقفا «يحيى بن علي» أكثر من مرة متهما مريم بأنها من رموز النظام السابق. هنا بادر رمزي الملوكي إلى مدّ ذراعه ليقرّب مريم إليه بحركة فيها كثير من اللياقة والشهامة، ولابد من الاعتراف لرمزي بحضوره القوي على الركح وإتقانه للغتين الفرنسية والإنقليزية وسرعة بديهته حتى أنه تولى بنفسه مهمة توظيب الركح بعد كل فقرة في غياب غير مفهوم لمن هم مؤهلون لهذه المهمة دون غيرهم..

توفيق صالح يغالب دموعه..

حين تم الإعلان عن إسم توفيق صالح(مخرج فيلم «المخدوعون») ضمن المكرمين، وقف جمهور حفل الافتتاح لهذه القامة السينمائية العربية وهو ما كان له وقعه على هذا السينمائي الذي لا يجد في بلده مصر الاعتراف الذي يلقاه في تونس ومن باب الإنصاف فقد دعاه مهرجان سوسة لفيلم الطفولة والشباب في دورته الأخيرة لعضوية لجنة التحكيم ولكنه اعتذر في آخر لحظة لأسباب صحية. كما أن تونس دعته إلى مهرجان «كان» قبل سنتين في إطار تكريم الطاهر شريعة. تحدث توفيق صالح بتأثر مخاطبا التونسيين قائلا: «هذا التصفيق ليس لي بل للطاهر شريعة الذي لا أعتقد أن تونس ستنساه»، ونخشى أن نقول له لقد اخطأت فمن مات عندنا –كبر شأنه أو صغر- غاب نصيبه والدليل أن رصيد الكتب الذي أهداه الطاهر شريعة إلى مكتبة مسقط رأسه صيادة مازال ملقى في الكراتين في انتظار إنجاز مكتبة الطاهر شريعة، مشروع مؤجل ونخشى أن يطول هذا التأجيل أكثر.

أما سليمان سيسي أحد المكرمين خلال هذه الدورة فقال: «أتذكر يوسف شاهين والطاهر شريعة وصمبان عصمان، هنا بدأت مسيرتي ولأيام قرطاج السينمائية فضل كبير في ما حققته».

ومع تقديرنا لهذا التكريم الذي شمل التونسي الطيب الوحيشي كنا نتمنى أن يتعدى التكريم لحظات التأثر العابرة والخطب العاطفية التي تلهب المشاعر إلى منح كل مكرّم التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، فهل يتم تدارك ذلك في الأيام القادمة ولم لا يبادر رئيس الدولة بإسناد الأوسمة التي تليق برجال أحبوا تونس وأخلصوا لها مثل توفيق صالح وسليمان سيسي والطيب الوحيشي؟

هيثم الحذيري وهندة بن شعبان.. يتألقان

تضمن حفل الافتتاح الطويل جدا (انطلق في الثامنة وأربعين دقيقة وانتهى بعد العاشرة ليفسح المجال لفيلم الافتتاح)عدة فقرات موسيقية وغنائية تميز خلالها بلا منازع الثنائي هيثم الحذيري وهندة بن شعبان. ولذوي الذاكرة القصيرة نقول إن هذين الشابين تحصلا على جائزة أفضل صوت أوبرالي في تونس سنة 2010 في تظاهرة نظمتها وزارة الثقافة، أي نعم وزارة الثقافة من خلال وحدة التصرف حسب الأهداف لمدينة الثقافة التي كان يديرها الدكتور محمد زين العابدين الذي كان وراء مشروع «أصوات أوبرا تونس». وكان الرجل يحلم ببعث نواة قادرة على إنجاز المسرح الغنائي وبتطوير الأوركستر السنفوني التونسي حين تفتح مدينة الثقافة أبوابها ولكن وزير الصدفة باش شاوش –الذي مازال رئيسا لبلدية قرطاج- لم يستلطف محمد زين العابدين فقطع معه حبال التواصل فردّ عليه بتقديم استقالته ليستغل باش شاوش الفرصة بحل وحدة التصرف وتوزيع عناصرها القليلة على أماكن عمل جديدة (في دار الكتب الوطنية تحديدا).. حين صفق الجمهور ليلة السبت الماضي لهيثم أحد أجمل الأصوات الأوبرالية في أوروبا ولهندة شعبان، سألت نفسي «ماذا لو واصل محمد زين العابدين عمله في مدينة الثقافة»؟ 

في الملتقى حول المركز الوطني للسينما والصورة.. عدنان خضر غير مدعوّ..

انتظم يوم السبت ملتقى حول المراكز الوطنية للسينما والصورة: تجارب بعض الدول وآفاق المركز الوطني للسينما والصورة في تونس، وقد أسندت مهمة تنسيق هذا الملتقى إلى الناقد والجامعي كمال بن وناس، المفاجأة التي لم يتوقعها أحد هي أن المنظمين لم يوجهوا الدعوة إلى عدنان خضر مدير عام المركز الوطني للسينما والصورة، وهنا نسأل أصحاب هذا القرار لفائدة من هذا الملتقى ؟ ألم يكن حريا أن يكون عدنان خضر طرفا فاعلا في تنظيم اللقاء ليكون المخاطب الرئيسي لنظرائه في المراكز المدعوة من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية؟

من الواضح أن الذين اختاروا تغييب عدنان خضر مازالوا لم يشفوا من قرار تعيين الرجل على رأس المركز بعد أن حلموا هم بهذه «الخبزة الباردة» وبعض الحالمين تجاوزوا الستين وأحيلوا على التقاعد فإذا بهم يريدون العودة إلى الصفوف الأولى بعد 14 جانفي.. 

موقع "التونسية" في

18/11/2012

من عجائب ايام قرطاج السينمائية:

إلغاء عرض فيلم "النوري بوزيد"....

فوجئ جمهور أيام قرطاج السينمائية مساء اليوم السبت بإلغاء عرض فيلم"ما نموتش" للنوري بوزيد  في قاعة الكوليزي ، فقد تبين أن الفريق التقني للأيام لم يقم بتجربة الشريط الذي جلبه المخرج بنفسه من فرنسا يوم الخميس ، مما أوقعهم في مأزق ورفض النوري بوزيد المجازفة بعرض فيلمه عملا بقاعدة"برة هكاكة"

وعلمت التونسية أن عرض الفيلم المبرمج ليوم الغد سيلغى أيضا وينتظر أن يتم برمجة "ما نموتش" يوم الإثنين القادم 

موقع "التونسية" في

17/11/2012

 

في اختتام الندوة الدولية حول «الثورة، الحق في الثقافة وديمقراطية الفنون»:

«محمد زين العابدين» يدعو إلى تجاوز حالة البؤس الثقافي

مالك سعيد 

دعا محمد زين العابدين رئيس مخبر البحوث في الثقافة والتكنولوجيا والتنمية بجامعة تونس إلى القطع مع حالة البؤس الثقافي التي يعيشها المثقف والفنان في تونس منذ الاستقلال. جاء ذلك في اختتام الندوة الدولية حول «الثورة، الحق في الثقافة وديمقراطية الفنون في تونس» التي انتظمت من 16 إلى 18 نوفمبر بياسمين الحمامات بمشاركة فرنسية هامة من بينها إليان شيرون مديرة مركز البحوث في الفنون المرئية بجامعة باريس بانتيون السوربون وإيفون فلور نائبة رئيس جامعة باريس بانتيون السوربون وفرنسواز برونال مؤرخة الثورة الفرنسية بجامعة باريس 1. أما من الجانب التونسي فلم يقتصر الحضور على الجامعيين والخبراء ومن بينهم المنصف بن عبد الجليل عميد كلية الآداب بسوسة ونجوى المنستيري الشريف مديرة مهرجان المبدعات العربيات وبوبكر بن فرج المتخصص في التراث الثقافي الذي شغل خطة رئيس ديوان وزير الثقافة حتى 14 جانفي 2011 والمدير السابق لمهرجان قرطاج الدولي ومعرض تونس الدولي للكتاب وسيف الله بن عبد الرزاق مدير المعهد العالي للموسيقى بتونس وأحمد ونيس الوزير والسفير السابق.. بل حضر عدد من الفنانين من بينهم يونس الفارحي وعلي بنور والمطرب رؤوف عبد المجيد كما حضر الروائي ظافر ناجي والمترجم والناشر وليد سليمان والموسيقيون رياض بن عمر وفاخر حكيمة وسمير بشة..

وقد تضمنت الندوة حفل تكريم للفنان والجامعي محمد عبيد الذي أدار فرقة مدينة تونس للموسيقى منتصف الثمانينات. أما عن محتوى الندوة فقد تم تقديم كتاب عن الثورة التونسية «الثورة، الفنون والتحولات» الذي نشر ضمن سلسلة «رؤى معاصرة» بجامعة السوربون.

وتناول المشاركون محاور متنوعة مثل «الحق في الثقافة» وديمقراطية الفنون في تونس والحرية والواقع السياسي الثقافي في تونس والكتابة والتاريخ في الآداب والفنون وإستراتيجيات التنمية الثقافية. وقد قدم الممثل والسيناريست يونس الفارحي في شهادته عن أستاذ المسرح فتحي المناصري شهر الذيب خلال عمله بدوار هيشر إذ عمد دون تعال إلى تغيير قصة «سندريلا» استجابة لحاجات تلاميذه وإنتظاراتهم فأصبحت القصة «سندرلو» وهو «باندي» تتعرف عليه» فتحية بنت السلطان أثناء مغادرتها الحمام أمام مقهى أولمبيك الكاف فأرسلت أحد حراسها لمناداته ولكن «سندرلو» فرّ بجلده خوفا من إلقاء القبض علبيه لأنه «recherché» وترك خلفه قبقابه الأزرق فأصبحت الحكاية بحث فتحية بنت السلطان» عن «الباندي» إبن الحي الشعبي «سندرلو» فتضاعف عدد التلاميذ المتابعين لعمل الأستاذ المناصري ، وسأل يونس الفارحي هل ما حدث يوم 14 جانفي ثورة أو حمل كاذب؟

أما علي بنور فاعتبر أن التحولات الفنية مشروطة بالتحولات الإقتصادية وأعطى مثالا على ذلك ما حدث في دول الخليج قبل إكتشاف النفط وبعده ،وفي الصين زمن الثورة الثقافية ورأسمالية الدولة لاحقا في عهد دينغ زياو بنغ، وأدان بنور عددا من الفنانين الذين إتخذوا من النضال ومعارضة السياسي لافتة للتسويق ولكنهم إستفادوا من دعم سخي من السلطة السياسية وتواطؤوا مع نظام بن علي بطريقة أو بأخرى وأضاف «لست خائفا من السلفيين بل إني أدافع عن وجودهم والإعتراف بهم في إطار القانون لأن إنكار وجودهم لا معنى له الآن» 

أما ظافر ناجي فاعتبر أن الثورة لم تحدث تغييرا كبيرا وأن الثقافة والفن ظلا ثانويين مقارنة بالسياسي ، وأضاف أن موقع اليسار يظل في الثقافة والفن رياديا لأن تيارات الإسلام السياسي في تونس وخارجها لم ينتج فنانوها أعمالا وأن ملامح المعركة الكبرى بدأت تتضح لأنها لم تحسم سابقا وهي بين المدنيّة والفن والحياة وبين المنع والقمع والتكفير. وختم ظافر ناجي تدخله قائلا: «نتحمل جميعا مسؤولية موت بختي وهو الشاب السلفي الذي مات بعد إضراب جوع وحشي طيلة أكثر من خمسين يوما وقال ناجي: «إننا مسؤولون عن غياب الثقافة والمؤسسات الثقافية في الأحياء الشعبية الفقيرة وعلينا أن نتدارك أخطاءنا». 

موقع "التونسية" في

19/11/2012

 

«أيام قرطاج»: ماذا تغيّر بعد الثورة؟

نور الدين بالطيب  

بعبارة «ارحل»، استقبل شباب وناشطون وزير الثقافة لدى اعتلائه مسرح «سينما الكوليزي» في تونس. مع ذلك، تشهد الدورة 24 من المهرجان العريق تنوّعاً في القضايا التي تغطي الحروب الأهلية والفقر و«الربيع العربي» والديموقراطية وحقوق الانسان، وحضوراً شبابياً كسر الدائرة التقليدية للإنتاج

تونس | لدى صعوده مدارج قاعة «سينما الكوليزي» برفقة المخرج محمد زرن صاحب فيلم Dégage، فوجئ وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك بمجموعة شبان يرفعون في وجهه شعار «ارحل»! آخرون وضعوا ملصقات على أفواههم في إشارة الى سياسة الحكومة التي يتهمونها بمحاصرة المبدعين. هكذا، خيّم الاحتجاج على الدورة الأولى بعد الثورة (الدورة 24) من «مهرجان أيام قطاج السينمائية». افتُتح الحدث مساء الجمعة بشريط «ارحل» الوثائقي وباحتجاجات المشاركين على الفوضى التنظيمية التي لم تشهدها الدورات السابقة.

مع ذلك، تراهن الحكومة على هذه التظاهرة بهدف إقناع أوروبا بأنّ الخطر السلفي مبالغ فيه. مدير التظاهرة محمد المديوني نال الحصّة الأكبر من احتجاجات الغاضبين، خصوصاً في ما يتعلق باستبعاد بعض الأفلام الوثائقية والروائية من المسابقة مثل «مرّ وصبر» لنصر الدين السهيلي، و«فلاقة ٢٠١١» لرفيق العمراني، و«يلعن بو الفسفاط» لسامي التليلي وغيرهم من الشبان الذين شكّلوا جزءاً من الحراك الشعبي الذي أطاح زين العابدين بن علي. بعيداً عن المشاكل التنظيمية والتجاذبات السياسية، نجحت إدارة المهرجان في تقديم دورة ثرية مع توزّع الجوائز على مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (يرأس لجنة تحكيمها السيناريست والشاعر التونسي علي اللواتي)، ومسابقة الأفلام القصيرة (المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي)، والوثائقية (الإيطالي رنزو روسيليني).

الأفلام الـ62 التي تنافس على جوائز التظاهرة (24 فيلماً قصيراً، و20 طويلاً، و18 وثائقياً) من 33 دولة عربية وأفريقية، تغطي مواضيعها الحروب الأهلية والفقر و«الربيع العربي» وقضايا الديموقراطية وحقوق الانسان. شريط يسري نصر الله «بعد الموقعة» (ضمن المسابقة) يصوّر الأزمة النفسية التي يعيشها «البلطجي» محمود الذي هاجم المعتصمين في ميدان التحرير ضمن ما سمي «موقعة الجمل»، بينما يسلّط الجزائري مرزاق علواش في «التائب» على «فترة الإرهاب» التي شهدتها الجزائر في التسعينيات. ويؤرخ المخرج محمود بن محمود في «الأستاذ» لولادة «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» في أواسط السبعينيات والمواجهة مع الحزب الحاكم، ويفضح التونسي النوري بوزيد في «ما نموتش» عقدة المجتمع الأبوي تجاه المرأة من خلال حكاية فتاتين شاركتا في «ثورة ١٤ يناير» وتحاولان الانعتاق من ضغوط المجتمع الأبوي القاسية. يضيء العمل على مسألة حساسة هي قضية المرأة في مرحلة تسلّم الإسلاميين الحكم، ويظهر السينمائي المعروف في عمله كعازف أكورديون يضربه إسلاميون متطرفون حتى الموت. علماً أنّ صاحب «ريح السدّ» تعرّض فعلاً لاعتداء سلفي قبل أشهر. (الأخبار 29/8/2012)

فلسطين تحضر بقوة عبر شريط «مملكة النمل» لشوقي الماجري الذي يسرد التغريبة الفلسطينية عبر ثلاثة أجيال وهو الموضوع نفسه الذي تتناوله الفلسطينية آن ماري جاسر في «لما شفتك» التي صورت مأساة لاجئي ١٩٤٨. وبينما يهتم الشريط السنغالي «الزورق» لموسى توري بمأساة «الحرقة» والهجرة الى أوروبا عبر زوارق الموت، يذهب الشريط اللبناني «انسان شريف» لجان كلود قدسي إلى جرائم الشرف. في المحصلة، لم تبتعد أفلام الدورة عن مشاغل مجتمعات الجنوب التي تعاني الفقر والبطالة والفساد وغياب الديموقراطية والعنف والتشدد الديني ومآسي الهجرة السرية.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، تنافس مجموعة كبيرة من الأعمال من بينها «أمل دنقل» لمصطفى محفوظ (مصر) و«قطرة» لمحمد البكري (فلسطين) و«تاليتا» لسابين الشماع من لبنان... فيما تقدَّم ثلاثة أفلام تونسية في عرض أول هي: «البحث عن محيي الدين» لناصر خمير و«خميس عشية» لمحمد دمق، «السراب الاخير» لنضال شطا الى جانب بانوراما السينما التونسية.

إضافة إلى تظاهرة «السينما المكتشفة من جديد» التي تعرض أهم كلاسيكيات السينما مثل «المومياء» لشادي عبد السلام، يسعى «قرطاج» إلى إبراز جيل جديد من السينمائيين الشبان حمل خطاباً جديداً ونجح في تجاوز الدائرة التقليدية للإنتاج التي كانت مُرتبطة بدعم وزارة الثقافة، فأغلب الأفلام المشاركة في المهرجان أُنتجت خارج هذه الدائرة. لكن هذه الحركية في مستوى الانتاج تعكس مفارقة حقيقية في المشهد الثقافي التونسي. ارتفاع نسق الانتاج وتعدد المعاهد العليا وانتشار الملتقيات المهتمة بالسينما ترافقت مع انحسار كبير للثقافة السينمائية، فلا مجلة متخصصة في الفن السابع في تونس فيما تقلّصت النوادي وتواجه الصالات شبح الإقفال.

«مهرجان أيام قرطاج السينمائية»: حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر)

http://www.jccarthage.com/fr

الأخبار اللبنانية في

19/11/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)