تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يوسف شاهين يرقص فى عقلك ليعلن ثورة الحرية

عام على رحيل يوسف شاهين

كتب محمود التركى

عام كامل مر على رحيل المخرج المصرى العالمى يوسف شاهين، الذى أثار وقت حياته جدلا كبيرا خصوصا أن البعض ادعى أن أفلامه لها تركيبة خاصة غير مفهومة، وترك بعد وفاته يوم 27 يوليو 2008 فراغا كبيرا فى السينما المصرية والعربية، وبات صناع السينما يبحثون عن خليفته فلم يجدوا.

وأشار البعض إلى اسم المخرج خالد يوسف ووصفوه بالتلميذ النجيب فى المدرسة الشاهينية، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة "جو" أو الأستاذ كما يلقبه الكثير من النجوم الذين عملوا معه ومنهم الفنانة يسرا التى أكدت أن شاهين موهبة خاصة جدا، وأعاد اكتشافها من جديد وأضفى على أسلوبها التمثيلى نضجا وكان له تأثيرا كبيرا فى حياتها مشيرة إلى أنها قامت ببطولة الكثير من أفلامه التى أخرجها ومنها "إسكندرية نيويورك"، و"إسكندرية كمان وكمان"، و"حدوتة مصرية".

بينما يتذكر الفنان عزت العلايلى دائما لحظات هامة فى حياته تتعلق بدخوله المدرسة الشاهينية من خلال فيلم "الأرض" قائلا إن عبقرية شاهين تتميز بأنها تذهلك دائما مع مرور الزمن ولا تتوقف، فهو يسبق زمنه بمراحل، ولن يأتى مخرج آخر مثله.

شاهين ترك فراغا كبيرا فى السينما المصرية بعد رحيله بل أصبحنا نتساءل كيف سيكون طريقنا إلى المهرجانات العالمية خصوصا مهرجان كان السينمائى بعد رحيل "جو" حيث كان شديد الولع بذلك العرس السينمائى العالمى الذى يذهب إليه أبرز المبدعين فى العالم حاملين إبداعاتهم السينمائية، بل إن بعض رواد المهرجان الدائمين تساءلوا عن شاهين فى الدورة الماضية وفوجئ الناقد طارق الشناوى المتابع الدائم لفعاليات "كان" ببعض المهتمين بالسينما فى فرنسا يسألونه عن شاهين، وتبقى السعفة الذهبية التى نالها عن المهرجان فى دورته عام 1997 عن مجمل أعماله إحدى أهم الجوائز التى توضح مدى ثراء المضمون والصورة البصرية وما تحمله من أفكار أغلبها ينادى بالحرية التى كان يرى دائما أنها مسلوبة فى الوطن العربى، بل إن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى وصف شاهين بعد علمه بنبأ وفاته بأنه كان مدافعا كبيرا عن حرية التعبير والحريات الفردية والجماعية".

إبداع شاهين السينمائى كان دائما محل جدل؛ ففى الوقت الذى رأى فيه بعض النقاد والجمهور أيضا أنهم لم يفهموا أفلامه مثل "عودة الابن الضال" لا أحد يستطيع أن يغفل حقيقة أن إبداعاته لها تأثير كبير فى صناعة السينما، فمثلا فيلم "الأرض" يأتى فى المركز الثانى فى قائمة أفضل 100 فيلم مصرى التى أعدها نخبة من أبرز النقاد، بل إنك لا تكاد ترفع من القائمة لتجد أن فيلمه "باب الحديد" يأتى فى المركز الرابع، ولا تخلو القائمة أيضا من الأفلام الشاهينية الأخرى لتصل إلى 10 أفلام دفعة واحدة، حيث نجد فى أفلام "جو" بعدا فلسفيا، وأيضا طعما ولونا ورائحة مصرية خالصة، نجح فى نقلها إلى العالمية وهو الطريق أو البوابة التى يغفلها حتى الآن العديد من نجومنا سواء فى مجال التمثيل أو الغناء، والذين يرون أن الطريق إلى العالمية يتطلب تقليد الآخر، ليجدوا أنفسهم معلقين بين الأنا والآخر.

ثورة الحرية فى أفلام جو نراها كثيرا فى شخوص أفلامه لنرى البطل يرقص، ويتوسط مشهد الرقص أجمل حوارية، لينجح فى توصيل المعاناة التى يشعر بها، دون أن تشعر بأن هناك خللا ما فهو يرقص فى عقلك ليوصل لك ثورته الداخلية، وهذا مجرد فصل دراسى فى المدرسة الإخراجية لشاهين التى تتطلب أن تمر بجميع فصولها حتى تستوعبها، فالموسيقى جزء هام جدا فى أفلام شاهين رأيناها فى "اليوم السادس" و"عودة الابن الضال" و"المهاجر" و"المصير" و"سكوت هنصور"، وغيرها، ورغم اختلاف الممثلين الذين تعامل معهم شاهين إلا أن طريقة أدائهم فى أفلامه نلمح فيها دائما صبغة شاهينية، لدرجة دفعت البعض إلى رصد نقاط التشابة بينهما، وذلك يرجع إلى أن شاهين كان يكتب حوار أفلامه، وكان يمتلك كاريزما فنية، يضاف إلى امتلاكه حسا فنيا بمدى موهبة الفنان الذى يقف أمامه حتى إن لم يكن معروفا.

ويرجع الفضل إليه فى أنه قدم عمر الشريف للسينما المصرية من خلال فيلم "صراع فى الوادى" ليقوم ببطولته فى الوقت الذى لم يكن يعرفه أحد، بل رأينا نجوما تسطع على يد شاهين منها محسن محيى الدين وهانى سلامة وخالد النبوى، بل إن أداء العملاق محمود المليجى فى فيلم "الأرض" أذهل الكثيرين فلم يتوقعوا أن شرير السينما يقدم دور الفلاح المصرى الطيب المغلوب على أمره.

سواء اختلفنا أو اتفقنا مع أفلام شاهين، إلا أننا نجد أنفسنا دائما أمام حقيقة أن الإنسان لديه حب دائم للبقاء، ولكن الاستنتاج العقلى يؤكد أن ذلك مستحيل حدوثه، فلكل شىء نهاية حتمية، وشاهين اختار أن تكون نهايته فى عقول محبى السينما.

اليوم السابع المصرية في

27/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)