تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

جنوة

قيس قاسم

قصيدة سينمائية موجعة

رغم كل الحب الذي كان يكنه الأب جوي (الممثل كولين فيرث) لابنتيه ومحاولاته الصبورة مساعدتهما في التكيف مع المدينة الجديدة، كان الماضي يلاحق الجميع خصوصاً ماري الصغيرة التي كان يوجعها بقوة الشعور بالذنب ويغرقها في نوبات بكاء ليلي، وصراخ ملتاع يوقظ الجميع من نومهم ويغرقهم في حزن شديد.

العنصر الأبرز في هذه الدراما السينمائية، أسلوبها الخاص الذي اختطه المخرج لنفسه، والذي ينتمي الى عالم الواقعية السحرية. الأسلوب الذي شاع في أدب اميركا اللاتينية، وسطع اسم الروائي الكولمبي غارسيا ماركيز كواحد من أكبر مبدعيه وأكثر من أسهم في نشره خارج قارته. وإذا كانت الكتابة الروائية بهذا الأسلوب صعبة وتحتاج الى خيال واسع وقدرة على جمع الخيالي بالواقعي في آن، فإن اخراج عمل سينمائي بالنهج اياه يتسم بالصعوبة أولا والمغامرة ثانياً. فرافعة معظم الأعمال الدرامية السينمائية هي قصتها في الدرجة الأولى وقوة أداء ممثليها، ولهذا يتجنب الكثير من المخرجين الخروج على هذا المألوف الضامن لنجاح أعمالهم. ومن هنا فإن تجربة مايكل وينتربوتوم في هذا الشريط تستحق الاشارة باعتبارها مغامرة فنية في الدرجة الأولى، خصوصاً وأنه اختارها أسلوبا لسرد علاقة انسانية مشحونة بالعاطفة، علاقة تجمع طفلة بطيف أمها الذي يلاحقها أينما حلت. ولهذا يبدو التلاعب في شكل العلاقة الحزينة مغامرة، والخوف من الفشل فيها، وحده، يفسر حذر المخرج الشديد عند تنفيذه المشاهد التي كانت تجمع الواقعي بالخيالي.

والعلاقة بين طيف الأم المتوفاة وابنتها بدأت بعد حادث سير تسببت فيه ماري (الممثلة بيرلا هاني ياردين) من دون قصد حين كانت تلهو مع أختها كيلي (الممثلة ويلا هولاند) في المقعد الخلفي للسيارة. حركة عفوية، وفي سياق لهو بريء، أغمضت ماري عيني أمها كانت كافية للتسبب بكارثة راحت ضحيتها الأم التي كانت تقود السيارة. نكبت العائلة بهذا الحادث فقرر الأب هجر البيت الذي كانوا يعيشون فيه وقبول وظيفة أستاذ محاضر في احدى جامعات مدينة جنوة الايطالية. ترك نيويورك مع ابنتيه الى جنوة ليبدأ حياة جديدة هناك، أو لنقل، كي ينسى حياته الأولى.

رغم كل الحب الذي كان يكنه الأب جوي (الممثل كولين فيرث) لابنتيه ومحاولاته الصبورة مساعدتهما في التكيف مع المدينة الجديدة، كان الماضي يلاحق الجميع خصوصاً ماري الصغيرة التي كان يوجعها بقوة الشعور بالذنب ويغرقها في نوبات بكاء ليلي، وصراخ ملتاع يوقظ الجميع من نومهم ويغرقهم في حزن شديد.

الطيف الحاضر

في البداية كانت ماري تتكتم عما كانت تشعر به، وبعد حين صرحت لأبيها بأنها ترى أمها في كل مكان. كان طيف والدتها يلزمها وكانت الأمور تختلط في عقلها: بين غياب مدرك وحضور دائم أمام عينيها. هذا وحده كان يسبب لها ألما، وكان وجودها في مدينة لا تعرفها يضيف اليها قلقا وحيرة، كالقلق الذي ظل يعاني منه الأب، لقرار لم يعرف الى أي حد كان محقاً في اتخاذه. ومع هذا ظلت الحياة مستمرة، وهذا سرها الأزلي. فكيللي الأخت الكبرى بدأت التكيف مع الحياة الجديدة في جنوة وصارت لها علاقات فيها ومغامرات مع شبابها. والأب يدرس ويعتاد الحياة في مدينة ايطالية فيها من المتع ما يكفي. وكان منطقيا أن يخفف المخرج من شدة الوجع الطاغي في فيلمه الى تجميل المشهد العام عبر تنويع بصري لمواقع تاريخية جميلة وأطايب طعام تقدم على الطريقة الايطالية. تخفيف مؤقت لن يلغي الشعور العميق بالحزن والفقدان. لقد كتب مايكل وينتربوتوم عبر أداء الطفلتين الرائعتين قصيدة سينمائية عن الوجع الانساني. كتب ابياتا سينمائية عن معنى الحب وضياعه، عن معنى المكان وهجره، عن معنى ان تعيش لتنسى من أحببتهم. كتب قصيدة جمعت من الجمال البصري الكثير، وأراد ان يكون الأسى فيه عابرا، فلا يستطيع البشر خزن آلامهم في أعماقهم مدى الدهر. ذلك ان معنى الحياة الحقيقي هو أن نمضي رحلتنا فيها حتى نهايتها. نتوجع ونتألم، نحزن ثم ننسى حزننا سريعا، ونعود. بعد كل هذا نجاري قوانينها الأزلية نفسها، وهذا ما حاول فيلم «جنوة» قوله. تجاوزت ماري حزنها حين جرها طيف والدتها يوما الى طريق مزدحم بالسيارات وكادت واحدة مسرعة ان تصطدمها. خافت وأزال خوفها عقدة الذنب التي حملتها طويلا في داخلها وأوجعتها. وكيللي التي أرادت في لحظة يأس العودة الى موطنها قررت التصالح مع نفسها أخيرا وقبول المكان الجديد كما هو. ربما جاءت الخاتمة رومانسية لكن لا بأس ان تنتهي القصائد الحزينة بفرح موعود. ولا بأس أن نرى أفلاما تجمع الأشياء الحقيقية ونقيضها كالواقع والخيال أو السحر كما يسميه البعض، وقصيدة «جنوة» فيها كل هذا. 

غوتنبورغ- قيس قاسم

الأسبوعية العراقية في

26/07/2009

 

«العصر الجليدي 3»

ما ورد في صحيفة «سكرين ديلي» عن حجم الأرقام القياسية لمداخيل شباك تذاكر الفيلم المتحرك «العصر الجليدي 3» والتي بلغت في أسبوعها الأول حوالي 215 مليون دولار اميركي، لم يفاجئ أحدا. الفيلم رائع وهو يتميز بقصة هادفة دعت الصغار للانتباه الى البيئة والحفاظ عليها، وهو في الدرجة الأولى فيلم للصغار يتناسب مع أعمارهم، وأبطاله حيوانات محببة تنتمي الى عصور غابرة انقرض معظمها. قد يثير هذا الانقراض عند الأطفال اسئلة تنشد بدورها أجوبة عن السبب وراء اختفائها وقد يدعوهم الى التفكير بالحيوانات التي تعيش معنا الآن والمهددة أغلبيتها بالانقراض نتيجة المتغيرات المناخية التي يتسبب بها الانسان نفسه.

في الجزء الثالث يتبدل، تدريجيا، مكان الحدث من السطح الجليدي الى أعماق الأرض. فبينما حكى الجزء الأول عن رحلة الماموث ماني والنمر ديغو والجرذ المتأرجح سيدا، تنتقل الكاميرا الى الجنوب هربا من العصر الجليدي المهدد بالتغير. ويتناول الجزء الثاني محاولات انقاذ المجموعة نفسها من خطر ذوبان الجليد الذي هدد وجودها. وفي الجزء الثالث الجديد تدخل المجموعة نفسها تقريبا تحت الأرض، هذه المرة، لتعيش مغامرة الصراع مع الديناصورات المتسيدة على الغابات الأستوائية هناك. الجو الجديد صور بتقنيات متطورة فجاء تحفة بصرية، ونقل تجربة الأمومة والديمومة على وجه البسيطة. فالماموثات تعيش تجربة مجيء طفل جديد الى العالم، وسيدا يريد أن يصبح أبا من دون زواج فيتبنى ديناصورات ليست له. مغامرة سيدا قادت المجموعة كلها الى صراع مع ديناصور شرير يقتل من دون رحمة ويلاحق كل من يدخل الغابة الاستوائية. والاثارة تبدأ حين يجر سيدا الى هناك فتنطلق المجموعة ومعها الماموث الحامل التي تصر على المشاركة، وبمشاركتها يتوسع الصراع ليشمل انقاذ سيدا، وأيضا، الحفاظ عليها وعلى سلامة مولودها المرتقب. الفيلم يناسب كل الأعمار وهو منفذ بطريقة توفر لهم جميعا مشاهدة ممتعة.

الأسبوعية العراقية في

26/07/2009

 

بسبب ضغوط يهودية احتجاجا على عرض الفيلم

راشيل كوري" تقيل رئيسة مهرجان الأفلام اليهودية"

وكالة أمريكا إن أرابيك  

دفع عرض فيلم عن حياة ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري في مهرجان أمريكي للأفلام اليهودية أمس السبت 25-7-2009؛ رئيسة المهرجان لتقديم الاستقالة من منصبها.

إذ تضمن برنامج مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام اليهودية في دورته التاسعة والعشرين عرضا لفيلم بعنوان "راشيل"، للمخرج الفرنسي الإسرائيلي سيمون بيتون، يعرض قصة حياة راشيل كوري، وهي ناشطة سلام أمريكية وعضو بحركة التضامن الدولية لقيت مصرعها تحت جرافة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال محاولتها منع الجرافة من هدم منزل فلسطيني في قطاع غزة في مارس (آذار) 2003، أعقب عرضه كلمة لسيندي كوري والدة راشيل كوري؛ وهو الأمر الذي قوبل بانتقاد من مؤيدي إسرائيل، ودفع شانا بين، رئيسة مهرجان سان فرانسيسكو للأفلام اليهودية، إلى تقديم استقالتها بسبب ما وصفته بـ"الاختلاف غير الصحي بشأن كيفية التعامل مع القضايا الحساسة".

حيث وجهت المؤسسات الراعية للمهرجان، وأغلبها من مؤيدي إسرائيل، انتقادات شديدة لإدارة المهرجان بسبب تعاونها مع منظمات "الصوت اليهودي من أجل السلام"، و"لجنة خدمة الأصدقاء الأمريكيين"، والتي وصفها مؤيدو إسرائيل بأنها "معادية للسامية".

وجاء في بيان مشترك لمؤسسة كوريت اليهودية، ومؤسسة "تاوبي للحياة والثقافة اليهودية"، وهما من رعاة المهرجان، أن المهرجان "وضع نفسه في الجانب الخطأ" بعرضه للفيلم واستضافة سيندي كوري.

وكانت إدارة المهرجان قد حاولت تخفيف ضغوط مؤيدي إسرائيل، والتقليل من تهديد بعض رعاة المهرجان بسحب رعايتها للمهرجان، بالإعلان عن استضافة مايكل هاريس مؤسس منظمة "صوت سان فرانسيسكو من أجل إسرائيل" وقيادي بارز من مؤيدي إسرائيل لتقديم وجهة نظر مؤيدي إسرائيل قبل عرض الفيلم.

واعتذرت إدارة المهرجان، في بيان وصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه، عن أي "إزعاج" سببته استضافة سيندي كوري، مشيرة إلى أنها اتخذت الإجراء الخاص باستضافة هاريس بغرض "تحسين" الموقف.

وقالت الإدارة: إن "تقسيم أفراد جاليتنا، فضلا عن استعدائهم، لم يكن أبدا هدف المهرجان، ونحن نعتذر لأننا لم نأخذ بشكل كامل في الاعتبار مدى الإزعاج الذي يمكن أن يسببه هذا البرنامج".

كما حرصت إدارة المهرجان على التأكيد على أن مخرج الفيلم "مواطن يهودي من إسرائيل" يحمل الجنسية الإسرائيلية بالإضافة إلى جنسيته الفرنسية، وأن الفيلم يقدم العديد من وجهات النظر، بما فيها وجهة النظر الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الفيلم جرى عرضه في مهرجانات محترمة مثل مهرجان برلين الدولي للأفلام، ومهرجان تريبيكا للأفلام في نيويورك.

إسلام أنلاين في

26/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)