تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

"إيلاف" تفتح ملف الذاكرة المرئية في العراق، وتستجلي أسباب فقرها وقصورها (23)

كاظم صالح: لقد تحجبت الكاميرا العراقية

حاوره عدنان حسين أحمد من لندن

تشكّل الذاكرة الثقافية رصيداً بالغ الأهمية لأي شعب من الشعوب، فكيف اذا كان الأمر يتعلق ببلد عريق ذي  حضارات متعددة وموغلة في القدم مثل العراق. ولأن الذاكرة الثقافية مفردة واسعة وعميقة الدلالة، وتضم في طياتها الذاكرة المرئية والمسموعة والمكتوبة، إلا أن استفتاء "إيلاف" مكرّس للذاكرة المرئية فقط، والتي تقتصر على السينما والتلفزيون على وجه التحديد. ونتيجة للتدمير الشامل الذي  تعرضت له دار الإذاعة والتلفزيون، ومؤسسة السينما والمسرح، بحيث لم يبقَ للعراق، إلا ما ندر، أي وثيقة مرئية. فلقد تلاشى الأرشيف السينمائي العراقي بشقيه الروائي والوثائقي. وعلى الرغم من أن السينما العراقية لم تأخذ حقها الطبيعي على مر الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق، كما لم يحظ السينمائيون العراقيون بأدنى اهتمام من مختلف الحكومات العراقية التي كانت منشغلة بموازناتها السياسية، وبأرشفة أنشطتها المحدودة التي لا تخرج عن إطار الذات المرَضية المتضخمة. وقبل سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد كان السينمائيون العراقيون يعلِّقون الآمال على حكومة العراق الجديد التي تمترست خلف أطاريح الديمقراطية، والتعددية السياسية، والتناوب السلمي على السلطة من دون انقلابات أو ثورات يفجرها مغامرون عسكريون مصابون بعقدتي السجادة الحمراء والموكب الرئاسي، غير أن واقع الحال يكشف، خلافاً للتمنيات المعقودة، بأن نصيب الذاكرة المرئية من الرعاية والاهتمام يكاد يكون معدوماً، بل إن بعض السينمائيين العراقيين قد بات يخشى من تحريم هذا الفن الرفيع أو اقامة الحد عليه. لقد عنَّ لـ "لإيلاف" أن تثير خمسة محاور أساسية في محاولة منها لاستجلاء واقع السينما العراقية عبر تفكيك منجزها الروائي والوثائقي على قلته، ورصد حاضرها المأزوم، واستشراف مستقبلها الذي نتمنى له أن يكون مشرقاً وواعداً بحجم تمنيات العراقيين وتطلعاتهم نحو حياة حرة، آمنة، مستقرة، كريمة.

أسئلة الملف السينمائي

1- على الرغم من غنى العراق وثرائه الشديدين، مادياً وبشرياً، إلا أنه يفتقر إلى الذاكرة المرئية. ما السبب في ذلك من وجهة نظرك كمخرج "أو ناقد" سينمائي؟

2- أيستطيع المخرجون العراقيون المقيمون في الداخل أو المُوزَعون في المنافي العالمية أن يصنعوا ذاكرة مرئية؟ وهل وضعنا بعض الأسس الصحيحة لهذه الذاكرة المرئية التي بلغت بالكاد " 105 " أفلام روائية فقط، ونحو 500 فيلم من الأفلام الوثائقية الناجحة فنياً؟

3- في ما يتعلق بـ " الذاكرة البصرية " كان غودار يقول " إذا كانت السينما هي الذاكرة فالتلفزيون هو النسيان " كيف تتعاطى مع التلفزيون، ألا يوجد عمل تلفزيوني ممكن أن يصمد مدة عشر سنوات أو أكثر؟ وهل كل ما يُصْنَع للتلفاز يُهمل ويُلقى به في سلة المهملات؟

4- كيف نُشيع ظاهرة الفيلم الوثائقي إذاً، أليس التلفاز من وجهة نظرك مجاله الحيوي. هناك المئات من الأفلام الوثائقية التي لا تحتملها صالات السينما، ألا يمكن استيعابها من خلال الشاشة الفضية؟

5- في السابق كانت الدكتاتورية هي الشمّاعة التي نعلّق عليها أخطاءنا. ما هو عذرنا كسينمائيين في ظل العراق الجديد؟ وهل هناك بصيص أمل في التأسيس الجدي لذاكرة بصرية عراقية ترضي الجميع؟

 

في ما يلي الحلقة الثالثة والعشرون التي يجيب فيها المخرج كاظم صالح فرج على أسئلة ملف السينما العراقية.

كاظم صالح: ليس لدينا سينمائي مهم أو حتى فيلم واحد اكتسب أهمية على المستوى العربي

انعدام حرية التعبير

1- العراق كبلد لايشبه كل البلدان، وشعبه لم يعش مستقراً وآمناً مثل بقية شعوب العالم . ما إن يخرج من كارثة حتى يورطوه بكارثة أبشع وأكثر تدميراً  على كافة الأصعدة بشرياً ومادياً ونفسياً وثقافياً حتى أن الذاكرة العراقية لم تعد قادره على استيعاب تسجيل هول الأحداث. اضافة الى التدمير المقصود لأرشيف الذاكره المرئية من قبل الأنظمة الدكتاتورية التي تعاقبت على اغتصاب العراق، والحروب التي افتعلتها أو كانت السبب لغزو العراق. إن انعدام حرية التعبير جعل من المخرج السينمائي موظفاً في المؤسسات الفنية التابعة للدولة تملي عليه ذاكرتها لتسجيلها وحتى المؤسسات الفنية الأهلية خاضعة لرقابة الدولة.

ذاكرة المنفى

2- الذاكرة لا تُصنع، الذاكرة المرئية هي تسجيل وتوثيق لأحداث مهمة اجتماعية وسياسة وثقافية ودرامية. في مجال السينما ما زلنا متخلفين عن بقية دول العالم وحتى على خارطة الشرق الأوسط العربية. حتى لحظة كتابة هذه السطور ليس لدينا سينمائي مهم أو حتى فيلم واحد اكتسب أهمية على المستوى العربي، وهذا يعود إلى الأسباب التي ذكرتها. ضمن الظروف الحالية التي يعاني منها عراقنا الحبيب، فقد تحجبت الكاميرا العراقية وأخذت تسجل الأحداث من خلف برقع أسود ترتجف من عنف التفجيرات ومطاردة القتلة الطائفيين. أما سينمائيو المنفى فهم يسجلون ذاكرة المنفى وهموهم الشخصية وموقفهم من الحالة العراقية ومحاولات تجريبية لاستمرارهم ضمن اطار المشروع السينمائي العراقي المستقبلي ... ان شاء الله !!!  

لم يجتمع سينمائيو المهجر ولم يناقشوا ولم يؤسسوا أو ينظِّروا لسينما عراق ما بعد الإحتلال والعنف الطائفي، بل هم يعيشون الحالة العراقية بكل تناقضاتها واحباطاتها.

سينما البيت

3-  انا لا أتفق مع مقولة غودار التي ذكرتها. إن غودار قال ذلك قبل الإنتشار المذهل للمحطات الفضائية في كل أرجاء العالم. إنها مقولة قديمة لا تعبر عن عالم اليوم الذي نعيشه. إن بعض الأفلام السينمائية لا تستمر أكثر من أسبوع في صالات العرض وتلجأ للتلفزيون لتسويقها أو نسخها على أقراص الـ " دي في دي "  أو تبقى محفوظة في العلب المعدنية حتى تفقد صلاحيتها. إضافه الى أن الكثير من الشركات التليفزيونية الفضائية استحدثت قنوات خاصة لعرض الأفلام الوثائقية و الأفلام القصيرة. إن ذاكرة الفيلم الوثائقي أكثر مصداقية في تسجيل الأحداث المهمة للشعوب، وأنها أطول عمراً من الأفلام الروائية. وأن سينما البيت التلفزيونية صارت الأقرب والأكثر حميمية لكثير من الناس.

الغزو الفضائي التلفزيوني

4- صالات السينما في أنحاء كثيرة من العالم  بدأت تتراجع أمام الغزو الفضائي التلفزيوني وهذا لا يعني أن الفيلم التسجيلي القصير ستكون له مكانة أكبر وإنما سيؤمن له مشاهدون أكثر من خلال الإنتشار الفضائي، وبما أن البرامج الإخبارية تستقطب عددا كبيرا من المشاهدين بسبب سرعة تلاحق الأحداث وما يتبعه من تأثيرات على الحياة اليومية للناس في النواحي السياسية والإقتصادية والاجتماعية والثقافية فان الأفلام التسجيلية والقصيرة تتناول هذه الأحداث بعمق وبأسلوب شيِّق يكون قريبا لفهم المواطن العادي لمعرفة أهمية الأحداث التي يعايشها يوميا وربما يحدد موقفه منها.

توثيق ما يجري

5- ذكرت سابقاً سلبية الشماعة التي نعلق عليها احباطاتنا وتقاعسنا، لكن السؤال هل أن وضع العراق ومناخه اليوم أفضل لنطلق العنان لأفكارنا ومواهبنا لتأسيس السينما العراقية الموعودة. الحمد لله الذي وفَّر لنا حرية تسمح " بالقتل! " من دون عقاب وهذا شيء لا مثيل له في العالم الحر، وتفجير السيارات المفخخة بركاب ومن دون ركاب وقتل الفنانين والمبدعين دون أسباب، ودعوة الممثلات لارتداء الحجاب، وغلق أبواب المسارح ودور العرض وجعلها مطاعم كباب وكفانا الله شر السينما والفن الى يوم الحساب !!!.

أتمنى أن توثق الذاكرة المرئية مايجري اليوم في العراق وسيكون ذلك أعظم فيلم في تاريخ العالم المعاصر ولنبصق في وجه الدكتاتورية ومخلفاتها من كلكامش وحتى صدام حسين.

السيرة الذاتية والابداعية للمخرج كاظم صالح فرج

- ولد عام 1950، بغداد.

- دبلوم في الإخراج والتمثيل من معهد الفنون الجميله بغداد، العراق 1971.

- دبلوم في الإخراج التلفزيوني  كوبنهاكن، الدنمارك 1988.

- مثَّل العديد من المسرحيات 1971- 1973 أهمها "البيت الجديد"، و "ورد جهنمي" و "حكاية الرجل". كما ساهم بتمثيل أكثر من 30 عملاً تليفزيونياً أهمها مسلسل "عطارد" 13 حلقه و"اللغز" و "الدهليز".

- عمِل رئيسا لقسم القصة والسيناريو في مجلة مجلتي (للأطفال) وابتكر معظم شخصيات المجلة

وكتب عشرات السيناريوهات لقصص الأطفال69-1974

هاجر عام 1974 الى الدنمارك.

-  عمل بين الأعوام 1975-1985 في العديد من المسارح التجريبية الدنماركية ممثلاً ومخرجا.

- مثَّل بين عامي1991-1992 في مسرحيتي "ناثان الحكيم" و "هبط الملاك في بابل" للمخرج فلاديمير هيرمان .

- عمل بين الأعوام 1995-1999 مخرجاً ومعد برامج في تلفزيون كوبنهاكن المحلي.

- أخرج عام 2000 مسرحية "السخام" للمسرح الثالث ونالت شهرة واسعة و عُرضت في معظم المدن الدنماركية حتى عام 2002.

 - درس عام 2002 السينما بدورات مكثفة في عدد من المعاهد السينمائية الدنماركية.

- مثَّل في عدد من الأفلام والمسلسلات الدنماركية أهمها فيلم "مصور الأعراس"، "الصربي الدنماركي"، "بارانويا"، "جارتي الجميلة" وفيلم "ضياع في جزيرة الأرواح". ومسلسلي "هوتيل" و "النسر".

- أخرج عام 2004-2005 فيلماً قصيراً بعنوان "غجريه في كوبنهاكن" وفيلم "مُلون في زمن الحرب"2006.

إيلاف في

22/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)