تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

منى زكي بطلة ألف ليلة '2009'

في حكايات شهرزاد وسيف مسرور على رقبة وحيد حامد ويسري نصر الله!

القاهرة / من كمال القاضي

في حكايات 'ألف ليلة وليلة' التي كتبها الشاعر العظيم طاهر أبو فاشا، كانت شهرزاد تحكي للملك شهريار حكايات للتسلية لتسري عنه وتثنيه عن عادة القتل التي دأب عليها عند صياح ديك الفجر إذا ما عجزت الجارية عن إسعاده، ذهبت شهرزاد الى كل الحيل وعمدت أن تتخلل حكاياتها قصص عن قيم الخير والجمال والحب والعدل، فقد أرادت أن تتحول الى طبيب نفسي معالج يخلص الملك من شروره وعقده المتأصلة فيه وألا يتوقف دورها عند حدود القص والرواية فحسب، وبالفعل نجحت الجارية الذكية في كسب ود الملك وثقته، ونفذت من سيف مسرور بأعجوبة، بعد أن أطلعتنا على تفاصيل الحياة في تلك الفترة من الزمن، في فيلمه الأخير، استلهم السيناريست وحيد حامد من حكايات ألف ليلة الفكرة وقدم لنا شخصية شهرزاد بشكل عصري ليرينا كيف تكون حكاياتنا لو أن شهرزاد أعادت طرحها علينا؟ واختار في هذا السياق عنوانا يفض الى المعنى، 'إحكي يا شهرزاد'.

كأنه التصريح للشخصية المحورية بان تقول كل ما لديها وتبدي رأيها بصراحة في كل ما تراه جديرا بالحكي بغير خجل أو تحفظ، وهو نوع من المكاشفة يقف فيه الإنسان أمام ذاته ليواجهها بالحقيقة كاملة دون مواربة، حيث إخفاء أي شيء يعد نوعا من التدليس والكذب والغباء، لذا جعل وحيد حامد البطلة 'هبة' أو منى زكي مذيعة كي يصبح الحكي والبوح منطقيا فالعلاقة بينه وبين مهنة الإعلام وطيدة وقوية أو بمعنى أدق ما يروى من حكايات وتفاصيل تاريخية هو بعينه الإعلام العصري مع اختلاف الفوارق الزمنية وطفرات التقدم التكنولوجي المذهل التي جعلت من كل قناة فضائية شهرزاد جديدة تتمثلها المذيعة التي تتولى مهمة البث والبحث والحكي والاستطراد على الهواء مباشرة، إذن بالربط بين الوظيفتين وارد وقائم، غير أن الاختلاف فقط في التفاصيل والنوعيات القصصية وأبطال (الحواديت) الجديدة، يقسم السيناريست فيلمه السياسي - الاجتماعي - الإنساني إلى مقاطع وحكايات منفصلة متصلة ويوكل الى البطلة مهمة عرضها بشكل مشوق ومثير ويحدث التجاوب الجماهيري فتنزعج السلطات وتتحرك الأجهزة الأمنية المراقبة لكل كبيرة وصغيرة في الدائرة الإعلامية المغلقة برغم انفتاحها الواسع على العالم كله وتبدأ المضايقات والمساومات وتنفذ القيادات الأمنية الى شخصية هبة المذيعة المشاكسة، عن طريق زوجها الصحافي الانتهازي 'حسن الرداد' فتلفت نظره الى المنصب الكبير الذي ينتظره وتحول دون وصوله إليه زوجته المتسلطة أو 'الهائجة' على الحكومة بتعبير أحد شخصيات الفيلم، وبالفعل ينجح الزوج في التأثير على زوجته بالبعد قليلا عن القضايا السياسية الشائكة أملا في تحقيق غايته في أن يصبح رئيسا لتحرير جريدة 'بلدنا' ولاسم الجريدة هنا دلالة واضحة لا تستوجب التنويه، وعلى خلفية الإتفاق الدبلوماسي بين الزوج والزوجة تتجه الأخيرة إلى طرح القضايا الإنسانية بادئة بواحدة من القصص الثلاثة التي كونت الرؤية الدرامية الكلية للأحداث، قصة سوسن بدر طالبة كلية الآداب المجتهدة التي فاتها قطار الزواج فاستسلمت لوحدتها واختارت الإقامة في دار المسنين للصحة النفسية بعد فشلها في التكيف مع المجتمع الخارجي الذي تغيرت آلياته فصار مجتمعا انتهازيا جشعا متحللا من الأخلاق يفرز كل يوم ضحايا وشخصيات مشوهة تشبه نزيلة الدار سوسن بدر التي أمضت حياتها في مقاومة الغواية ورفض العلاقات الحرام فدفعت الثمن عمرها كله، تلك كانت أول حكاية من حكايات شهرزاد، أما الحكاية الثانية فهي لثلاثة فتيات شقيقات استبدت بهن الرغبة الجنسية في ظل فراغ عاطفي وحرمان إنساني واجتماعي فأقمن علاقة جنسية مع ديك البرابر الوحيد الذي يعرفونه ويثقن فيه وهو صبي والدهن في محل البويات تعتقد كل واحدة منهن أنها الوحيدة في حياة الصبي 'سعيد الخفيف'، إلا أن تحدث المفاجأة ويكتشفن الحقيقة فتتطوع الشقيقة الكبرى بقتله وحرقه بعد مواجهة عنيفة جرت بينهن، وعلى اثر ذلك تدخل السجن لتقضي عقوبة الأشغال الشاقة ويتحدد مصيرها بمصير سجانتها التي تقيم معها كخادمة وراعية لها في محنة مرضها بعد انقضاء مدتها وتقطع السبل بها فتتحول العلاقة القسرية الى علاقة طوعية يقبل بها الطرفان تحت وطأة الاحتياج والعوز وهي فلسفة القبول بالأمر الواقع في حالات الاضطرار الشديدة المنطبقة على مئات النماذج المشابهة لحالة الفتاة القاتلة التي تشي ملامحها بكل آيات البراءة والجمال!

تأتي الحكاية الثالثة مختلفة وجديدة فبطلها أدهم بك 'محمود حميدة' رجل أعمال يحمل أرفع الدرجات العلمية، ثري، وسيم به كل مقومات الجاذبية، يتسلل إلى عيادة طبيبة من عائلة عريقة ويبدي لها إعجابه ويطلب منها الزواج فتوافق وبعد عقد القران والاختلاء بها قبل حفل الزفاف تحمل منه جنينا وهنا تحدث المشكلة فرجل الأعمال ينكر صلته بالحمل وبعد مشاجرات بين الطرفين يساوم رجل الأعمال زوجته على الطلاق ويحصل منها على مبلغ مليوني جنيه ويخرج رابحا من الصفقة التي طالما مارسها مع شخصيات أخرى، تتخلص الزوجة المسكينة من المحتال العالمي، ولكنها تفاجأ بتعيينه وزيرا وإزاء الصدمة تذهب الى مجلس الشعب لممارسة حقها الديمقراطي - الدستوري في الاحتجاج فيقبض عليها من قبل رجال الأمن وتعيش محطمة بقية حياتها، تعرض شهرزاد حكاياتها الثلاث بشيء من الشجن والحزن وقبل أن تضيف إليهم الحكاية الرابعة، حكاية سلمى حايك المصرية، المنشقة نصفين والعائشة في شيزوفرينيا نفسية واجتماعية لكونها تحيا حياتين مختلفتين، حياتها في المنطقة الشعبية التي تسكن فيها مرتدية الحجاب والملابس الوقورة وحياتها الأخرى في فندق الخمس نجوم بالمظهر الانيق والشعر المكشوف المصفف بعناية، قبل أن تروي الإعلامية الناجحة هبة تلك المأساة تقرر أن تحكي قصتها هي مع زوجها الذي تقف معه على طرفي النقيض بكل المستويات، ويأتي القرار بالاعتراف أو البوح على أثر اعتداء بالضرب المبرح من الزوج عليها لاعتقاده بأنها كانت السبب في حرمانه من منصب رئيس التحرير وإفساد العلاقة بينه وبين أصحاب القرار، لم تحكي منى زكي أو شهرزاد حكايتها ولكننا نستنتجها مما سبق عرضه فالإشارة إليها كانت دالة على مضمونها، فما تصورته كلاما خارج السياسة كان من صميم السياسة وأعمق بعدا فيها وهو المعنى الذي التقطه المخرج الكبير يسري نصر الله وعبر عنه بالصورة والموسيقى والإضاءة وتقطيع المونتاج دون ضجيج أو صخب فالمقابلات الدرامية بين الحديث المباشر عن القضايا السياسية الساخنة وتلك القصص الإنسانية بتفاصيلها الموجعة هو في واقع الحال مسؤولية تقع على عاتق الدولة والحكومة فغياب الغطاء الاجتماعي والأمني يولد آلاف الجرائم ويحكم على ملايين البشر بالإعدام، غير أن سيادة الشعور بالإحباط واليأس وعدم التحقق على غرار ما حدث للأبطال لا شك ناتج عن عدم تكافؤ الفرص بين الطبقات والأفراد، الأمر الذي يترتب عليه بالقطع تولد الإحساس بعدم الانتماء لاي قيمة من القيم الإنسانية أو الوطنية ويخلق حالات الشخص والغضب وعدم الرضا والظلم، كل هذه المعاني تولدت من رحم الصورة الكاشفة وليست الفاضحة كما يراها الذين اتهموا الفيلم بالفجاجة والإباحية ولم يركزوا في السياق والمضمون وأخذوا يتعاملون مع كل مشهد على حدة ويحاكمون وحيد حامد ويسري نصر الله ومنى زكي على تفاصيل المشاهد ذات الدلالات الجنسية وهم مغيبين العقل ومعطلين الوعي بإدراك أهمية القسوة في تشريح الواقع كي يتبين المعنى والمدلول لأن استخدام لغة الإيحاء على امتداد الأحداث سيؤدي الى حجب نصف الحقيقة على الأقل ويقلل من درجة التأثير، حيث الصدمة أحيانا تكون هي الحل لرؤية الأشياء على حقيقتها حتى وإن كان للصدمات أعراضها السلبية، يسري نصر الله تعامل مع السيناريو بالمنهج الميكافيللي، الغاية تبرر الوسيلة وغاية الفيلم ليست العري للعري، وإنما المواجهة والتخلي عن سياسة الحذر ومبدأ المسموح والممنوع، لأن ذلك يخلق رقابة ذاتية داخل عقل ووجدان المبدع فتظهر الأفكار مشوشة وغير ذات جدوى، وعندئذ تكون السينما قد فقدت دورها ووظيفتها، وهذه ليست دعوى للإباحية وانما فقط محاولة لتحرير العقل من المخاوف أو انها أمنية لإعمال قانون الحرية دون إرهاب الأخلاق وجلد الفنان أو المفكر بسياط الجنس، التهمة التي باتت جاهزة لكل من أراد أن يخرج عن المألوف ولو بمسافة قدم.

القدس العربي في

21/07/2009

 

روتانا تقرر تجميد مشروع نادي السينمائيين السعوديين

بعد إلغاء مهرجان جدة للأفلام 

القاهرة - د ب أ: تواصلت أزمة قرار الإلغاء المفاجئ للدورة الرابعة لمهرجان جدة للأفلام من قبل جهات رسمية سعودية بعد اعلانه مساء الجمعة قبل ساعات من موعد افتتاح المهرجان.

ولم تعلق أي من القنوات التليفزيونية السعودية على خبر إلغاء المهرجان بينما تناوله عدد من الفضائيات الخاصة بشكل مقتضب بينها فضائية 'إم. بي. سي'. التي حصلت سابقا على حقوق حصرية لتغطية فعاليات المهرجان بينما فوجئ مشاهدون بعدم إعادة حلقة تليفزيونية تناولت أسباب إلغاء المهرجان بثتها قناة 'روتانا خليجية' مساء السبت رغم إعلان القناة عن إعادة بثها ظهر الأحد.

ورفض عدد من مسؤولي روتانا التعليق على منع اعادة بث الحلقة حيث تعلل بعضهم بعدم توفر معلومات لديه حول السبب ورفض آخرون الحديث عن الموضوع مشيرين إلى أوامر صدرت إليهم بذلك من قياداتهم بناء على تعليمات وصفوها بأنها 'عليا'.

وقررت شركة روتانا مؤقتا تجميد مشروعها الجديد لإطلاق نادي السينمائيين السعوديين الذي أعلنت عنه في المؤتمر الصحافي الخاص بمهرجان جدة قبل أسبوع ليجمع كل المهتمين السعوديين بشؤون السينما تحت مظلة واحدة.

وكانت 'روتانا ستوديوز' للإنتاج السينمائي التي أعلنت عن النادي تسعى لينتج النادي فيلما واحدا على الأقل سنويا إلى جانب دعم وتطوير المواهب السعودية عبر آليات يضعها أعضاء مجلس إدارة النادي لكن إلغاء المهرجان وقرار منع العروض السينمائية في كل مناطق السعودية قضى على تلك الطموحات.

وخلت الصحف السعودية الصادرة صباح الاثنين من أي أخبار أو مقالات عن المهرجان وأسباب منع تنظيمه في موعده المقرر عدا مقال وحيد للكاتب في صحيفة 'المدينة' حمود أبو طالب بعنوان 'ماذا حدث للمهرجان؟' قال فيه إنه غير مقتنع بالسبب الذي ساقته أمانة محافظة جدة لمنع المهرجان وهو عدم اكتمال التجهيزات الخاصة باستضافته والذي نشرته الصحيفة نفسها كمبرر للإلغاء أمس الأول الأحد.

وكتب طالب 'كان الأفضل أن نفكر في سبب آخر يمكن استيعابه ويمكن له أن يحفظ شيئا من ماء الوجه أمام الآخرين لأن الحديث عن المهرجان يختلف عن عرض سينمائي كما حصل في فيلم 'مناحي' الذي أثار جدلا كبيرا وتسبب في ضجة أكبر بين المعترضين على موضوع السينما برمته بينما آخرون يعتبرونها شكلا من أشكال الترفيه والثقافة الضرورية إذا أحسن اختيار ما تقدمه'.

وقالت مصادر في المهرجان لـ(د.ب.أ) إن حديث أمانة محافظة جدة عن تجهيزات غير مكتملة تسببت في إلغاء المهرجان غير مقبولة بالمرة وتنافي المنطق حيث أن المهرجان لا يتبعها أصلا وليس لها علاقة بتنظيمه من الأساس.

وقالت المصادر إن المهرجان تنظمه شركة 'رواد ميديا' ويديره ويشرف عليه المخرج ممدوح سالم وتموله شركة روتانا وبالتالي فإن أمانة محافظة جدة لا تعلم شيئا عن تجهيزاته الفنية أو التقنية التي يتم الحديث عن كونها سببا للإلغاء الذي تم بقرار من وزير الداخلية السعودي شخصيا تم تعميمه على أمانات المحافظات السعودية جميعها يمنع عرض الأعمال السينمائية بأي شكل.

من جانب أخر شهدت المواقع الإخبارية والمنتديات الإلكترونية السعودية سجالا واسعا بين المؤيدين والرافضين لوجود صناعة سينمائية في السعودية وإن بقي التفوق للرافضين الذين تفوق أعدادهم المؤيدين بكثير وتدعمهم في ذلك الجهات الرسمية.

القدس العربي في

21/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)