تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

هاري بوتر والأمير الهجين متقن في بدايته ونهايته

روجر ايبرت

اعداد عبد الإله مجيد

يُعرض في دور السينما منذ منتصف تموز/يوليو الشريط الجديد من سلسلة أفلام هاري بوتر.  وفيلم "هاري بوتر والأمير الهجين" Harry Potter and the Half-Blood Prince هو السادس حتى الآن. الناقد السينمائي روجر ايبرت شاهد الفيلم وكتب انطباعاته عن الحلقة الجديدة التي انتظرها ملايين من محبي الفتى الساحر:

مشهد الذروة في فيلم "هاري بوتر والأمير الهجين" يجري في واحد من تلك الكهوف الكامنة في باطن الأرض مع بحيرة وجندول كواسطة للنقل على الطريقة التي اكتسبت شعبيتها بوحي من "شبح الاوبرا".  في البداية كنتُ آمل ألا يطل علينا الجندول لكن جندولا ظهر، وكان جندولاً مبتلاً جسيما.  في أي فيلم آخر لعل هذا كان سيطبع ابتسامة عريضة على وجهي. ولكن الفيلم بدأ يشدني عند هذا المشهد تحديدا. 

نعم الفيلم السادس يعتبر من أفلام هاري بوتر الأكثر إثارة من حيث أجواؤها الكالحة التي تنذر بالشؤم، ونهاية تشير على نحو أشد مدعاة للقلق الى الأخطار الدفينة التي أوقع هاري واصدقاؤه أنفسهم فيها.  وكانت هناك دائما علاقة مختلة بين أيام المدرسة الساحرة التي عاشها هاري في هوغورتس وخطر فولدَمورت Voldemort الداهم.  والمفروض أن دحر أمير الظلام المرهوب سيتطلب أكثر من المهارات التي تُكتسب خلال مسابقات كويديتش Quidditch في استعراض القدرات السحرية. 

في أحد المشاهد الاستهلالية نجد هاري "دانيل راديكليف" جالسا في مقهى من مقاهي أنفاق القطارات في لندن يقرأ في ساعة متأخرة من الليل نسخة من صحيفة "الديلي بروفيت" Daily Prophet ، الأمر الذي يثير السؤال:  هل هاري بوتر هو المختار؟  في نهاية الفيلم يعترف بأن الاختيار وقع عليه فعلا لمواجهة فولدمورت (الذي ينبغي أن يكون اسمه مقفى مع كلمة "الموت" بالفرنسية mort. وإذا علمنا أن الجزء الآخر من الأسم يوحي باللصوصية والسرقة يكون اسم اللورد فولدمورت نذير شؤم بحق. 

لكن هاري يسهو عن قراءة الصحيفة في لحظة مداعبة مع النادلة الشابة، تلك اللعوب الفاتنة التي تخبره أن عملها ينتهي في الساعة الحادية عشرة رغم أنه لم يسألها إلا بعينيه. وبالفعل تنتظره البنت على الرصيف ولكن على الفتى المختار أن يلبي نداء أهم من دمبلدور  Dumbledore (مايكل غامبون) الذي يتجسد نازلا من قطار أو يكون لديه بيت صغير هناك في انفاق القطارات. أنا شخصيا سأشعر بخيبة أمل إذا لم تظهر تلك النادلة (اعتقد ان اسمها ايلاريكا غالاغر Elarica Galagher ) مرة أخرى في الفيلم القادم "هاري بوتر والتجاويف المميتة" Harry Potter and the Deathly Hallows الذي سيكون بجزئيه خاتمة السلسلة في عامي 2010 و2011. 

من باب أولى أن يكون ذلك عاجلا لا آجلا لأن هاري واصدقاءه، لا سيما رون ويسلي المسكين، سيكونون قد دخلوا مرحلة المراهقة.  بل أن افكارا تساوره من الآن على ما يبدو لاقامة علاقة مع جيني (بوني رايت) شقيقة رون.  نعم، أن هاري، اليافع الصغير صاحب العينين المدورتين حتى عهد قريب، سيكون عما قريب من الرعيل القديم الذين تتلمذوا في مدرسة هوغورتس.

المخرج ديفيد ييتس يلمح الى هذا التحول بطرق ذكية غير مباشرة احداها بجعل هوغورتس نفسها أشد ظلاما، ووحشة وشؤما من أي وقت مضى. أروقتها البهيجة حلت محلها الآن دهاليز غوطية معتمة، وفي مرحلة متأخرة من الفيلم تنتهي قاعة المقصف المحببة الى مصير لا يُوصف على يد بيلاتريكس لاسترينج  Bellatrix Lestrange (هيلينا بوتهام كارتر) التي تبدو ثعلبة مخرِّبة بالأساس لكنها تضمر مآرب أشد خبثا بلا ريب.

المهمة التي استدعى دمبلدور من أجلها هاري بوتر في بداية الفيلم كانت تكليفه بزيارة بيت البروفيسور هوريس سلَغهورن Horace Slughorn (جيم برودبينت) في لندن حيث اعتكف منذ ايام المدرسة في هوغورتس لكن هناك الآن حاجة ماسة اليه والى ذكرياته عن التلميذ توم ريدل Tom Riddle الذي نشأ وترعرع حتى أصبح الرجل الذي يسجع اسمه مع كلمة "الموت".  ويأمل دمبلدور أن يفلحوا في اكتشاف موطن ضعف سري عند فولدمورت ولهذا السبب يجدون أنفسهم في الكهف الموجود تحت الأرض. وعند اكتشاف هذا المفتاح أعدكم بأني لن أفسد عليكم شيئا من متعة الاثارة والترقب بالاشارة الى ان رسالته الأساسية هي:  "يتبع".

هناك في الحقيقة خيطان للحكاية، خيط يسري في علاقة العمل الوثيقة التي تربط بين دمبلدور وهاري في تعقب فولدمورت، والخيط الآخر يمتد عبر كل ما عدا ذلك: غرام ومداعبات، مسابقات كويديتش، وقائمة كاملة بالشخصيات المعروفة في المسلسل بمن فيهم مالفوي Malfoy الذي يمكن ان يشير الى "سوء النية" بصيغته الفرنسية. 

بعض هذه الشخصيات تتكرر من باب التذكير,  فالعملاق هاغريد Hagrid على سبيل المثال يظهر كي نقول: "انظر مَنْ عاد!"  وسنايب Snape الذي يقوم بدوره الن ريكمان، يظهر في حوارات أوسع لأنه على ما أظن يوظفها في وقفات بشعة. وبوتر الذي يقوم بدوره راديكليف، صلب وممل كعهدنا به.  إذ ليس من السهل أن يكون بطلا إزاء هذا الحشد من النجوم في أدوار ثانوية. مايكل غامبون يسرق الأضواء في دور دمبلدور الذي ما زالت لديه حيل جديدة رغم سنه.

هذا الشريط من مسلسل افلام هاري بوتر أعجبني. متقن في بدايته وفي نهايته. تصميمه واخراجه السينمائي عجائبي كما في الحلقات السابقة بل وأكثر.  يتنهد هاري من قمة برج قائلا: " الآن بدأتُ أدرك كم هو جميل هذا المكان!" المقاطع الوسطية تتسم بشيء من العجالة الى حد ما لعرض أحداث وأماكن ليست ضرورية تماما. ولكن هذه المشاهد قد تكون موضع تقدير بصفة خاصة عند المتضلعين في متابعة سفر بوتر. ولعلهم الوحيدون الذين يفهمون هذه المقاطع وقد يكون من حق المشاهدين الاعتياديين أن يشعروا بالحيرة أحيانا.

إيلاف في

20/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)