تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بدل فاقد ضاع الهدف الاساسي وتحول الي فيلم بوليسي

بقلم : ايريس نظمي

»بدل فاقد« فيلم اجتماعي يتحول إلي فيلم بوليسي من أفلام الاكشن.. انه الصراع بين الخير والشر.. وذلك من خلال توءم ألقي بهما في أحد الملاجيء ليتبني احدهما رجل بوليس .. أما الآخر فتبنته راقصة في نفس اليوم.. أي أن التوءم تربي كل واحد منهما في بيئة .. الأول تخرج ضابط مثل أبيه.. بينما الآخر بحكم تربيته والبيئة العشوائية التي تربي فيها فيصبح مدمنا تستغله عصابة تهريب واتجار في المخدرات.

هذه هي التوليفة الأساسية التي تكررت في أفلام أجنبية ومصرية آخرها فيلم »أحمد حلمي الذي مثل فيه أربعة شخصيات وهو من الأفلام الناجحة أما فيلم بدل فاقد فقد تجاهل الوضع الاجتماعي لكل منهما.. وتحول إلي فيلم بوليس من أفلام المطاردات بين رجل الأعمال »الحناوي« الذي أصبح مليونيرا لكنه يريد ان يصبح مليارديرا.. فأصبح من أكبر تجار المخدرات.. وتعمل معه عصابة اذا فكر أحد منهم في الاتصال بالبوليس يكون مصيرة القتل ودفنه في الصحراء ككلب من كلاب الشوارع.. وتدور المطاردات والمغامرات بين الضباط (فارس) و(الحناوي)، هذا الرجل الداهية الذي يستغل الشبه بين ابن الراقصة »نبيلة« وبين الضابط »فارس« ليخدع البوليس وبذلك يستطيع ان يمرر أكبر كمية من المخدرات.. وهنا يكون بدل فاقد -أي أن يحل هذا مكان ذاك.. الضابط فارس والمدمن نبيل.. وكان يمكن ان نعرف خلفية اكبر عن تنشآه كل منهما.. لكن كاتب القصة والسيناريو محمد دياب، والمخرج أحمد علاء في أول فيلم روائي له.. حول الفيلم إلي فيلم بوليسي.. لقد ارادت العصابة ان تتخلص من الضباط (فارس) في حادث عربة لكنها قتلت زوجته.. وتبدأ المطاردات بعيداً عن كيفية جلب المخدرات والاتجار بها.. وتتعرض فقط لمواجهات الشرطة.. وتبادل المواقع بين التوءم.

ويبدو ان كاتب السيناريو قد وجد نفسه في ذلك بعد فيلم »الجزيرة« وساعده المخرج المتميز احمد علاء المتمكن من أدواته وبذلك افتقد الفيلم الفكرة الاساسية بين ظروف التوءم الذي تربي واحد منهما في بيئة فاسدة عشوائية وتربي الآخر في بيئة صحية.. وقد أهمل الكاتب ذلك التباين بين المجتمعين.. فليس بالضروري أن يصبح ابن الراقصة مدمن وليس بالضروري ان يصحب ابن الضابط الكبير ضابطاً.

نجح أحمد علاء في أول فيلم له ان يقدم لنا فيلما بوليسياً متميزاً.. ونجح »بدل فاقد« كفيلم من أفلام الاكشن التي تشتد حتي النهاية وذلك بتنفيذ المطاردات التي اتقنها المصور والاضاءة التي جسدت المواقف والمونتاج الذي ضبط ايقاع الفيلم.. لكن لماذا دائما الفيلم العربي موسيقاه صاخبة مزعجة؟

كان المفروض ان يكون هناك فارق ولو بسيط في الشكل والسلوك الاجتماعي بين التوءم نتيجة التربية التي نشأ فيها كل منهما.. فلم يغير بينهما سوي الجاكيت الواسع الذي يرتديه »نبيل« المدمن نتيجة تأثير المخدرات عليه واسلوب البيئة التي تربي فيها، أو علامة معينة في وجهه وهو مايحدث في مثل هذه العصابات.. وقد يقول كاتب السيناريو والمخرج انها مقصودة لعمل بدل فاقد.. لكنه شتتنا .. فلم نكن أحيانا نستطيع ان نميز كثيرا بين الاثنين..

استطاع المخرج احمد علاء في أول عمل له ان يقدم نفسه كمخرج متميز للأفلام البوليسية والاكشن.
واستطاع احمد عز الممثل الوسيم ان يغير جلده ليثبت انه يستطيع ان يؤدي كل الأدوار وليست فقط ادوار »الجان«.. كما استطاع ان يحمل الفيلم علي عاتقه ليمثل الشخصيتين شخصية ضابط البوليس والمدمن وقدم نفسه كممثل لأدوار الحركة فهو يتمتع بلياقة بدنية،

وبدت بقية النجوم كالكومبارس.. وكان المفروض ان يجسد لنا المخرج وكاتب السيناريو بعض النواحي الشخصية لمنة شلبي الذي جعل ابوها منها مدمنة.. وعشيقة لأحد الاشخاص الذين يعملون معه.. وأري انه كان يجب.. ان تعطي لها مساحة أكبر خاصة انها ممثلة متميزة محبوبة.. لكنهم كما يقولون دائماً ان مساحة الدور ليست بالوزن أو الكيلو.. وان لا اوافق علي هذا الرأي فالممثل النجم يجب ان تعطي له مساحة ليثبت قدراته من أجل جمهوره الذي يحبه.

وهذا بعكس محمد لطفي الذي اعتني بدوره فقدم دور جديد عليه تماما -أحد رجال العصابة- وكما قدم لطفي الكوميديا بنجاح استطاع ان يقدم الشر ايضا بنجاح اما بقية النجوم مثل سوسن بدر هذه الممثلة القديرة التي تفوقت علي نفسها في الكثير من الأفلام، وأحمد فؤاد سليم، وعايدة رياض فلم يعتني بأدوارهم ومروا مرور الكرام.

علي حسنين في حدود دور رجل الأعمال »الواصل« وتاجر المخدرات الذي أصبح أحد الشخصيات العامة.. استطاع ان يقنعنا بدور الشرير الذي بلا قلب حتي بالنسبة لإبنته . لكن البوليس نجح في القبض عليه..

اما النهاية فقد كانت صدمة للجمهور.. حين شاهدنا أحد المقابر التي كتب عليها اسم »فارس« وهذا يعني إنتصار الشر علي الخير.. أما الأخ »نبيل« فيبدو انه تطهر من حياة الشر.. ولكنه بالتأكيد سيعود إلي البيئة التي نشأ بها.. وهذا هو الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا..

أخبار النجوم المصرية في

16/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)