تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

سينيميائيات

رواية وفيلم ورقابة وأشياء أخري

مصطفي درويش

أخيراً، وبعد مضي نصف قرن من عمر الزمان علي نشر رواية »فهرنهايت ١٥٤« لصاحبها »راي براد بري« الأديب الأمريكي ذائع الصيت.

وبعد مضي ثلاثة وأربعين عاماً علي ترجمتها إلي لغة السينما، في فيلم بنفس الاسم، صاحبه »فرانسوا تريفو« ذلك المخرج الفرنسي الذي يعتبر بحق أحد مؤسسي الموجة الجديدة، بفضل كتاباته في مجلة »كراسات السينما«، وفيلمه الروائي الطويل »المائة ضربة« (الشيطنة) الفائز عنه بجائزة أفضل مخرج في مهرجان »كان« وذلك قبل خمسين عاماً.

أقول إنه أخيراً وبعد مضي كل هذه الأعوام منذ نشر تلك الرواية، ومنذ عرض الفيلم المستوحي منها، كان لابد لها أن تترجم إلي لغتنا العربية في يوم من الأيام.

وهذا اليوم المحتوم جاء أخيراً في طبعة عربية للرواية، إصدار دار الشروق، وذلك بفضل استردادنا قدراً لا بأس به من الوعي الحر الذي حرمنا منه زمناً طويلاً.

ولقد كان في عزمي الكتابة عن الفيلم، لا الرواية المأخوذ عنها، ليس الآن، وإنما بعد بضعة أشهر، وتحديداً يوم الواحد والعشرين من أكتوبر، ذلك اليوم الذي غاب فيه عن دنيانا، قبل خمسة وعشرين عاماً بالتمام، «فرانسوا تريفو« مخرج »فهرنهايت ١٥٤« تلك الرائعة التي أصبحت، والحق يقال من كلاسيكيات السينما العالمية.

وبداية، فالرواية التي استوحي »تريفو« منها رائعته، من ذلك النوع الذي اصطلح علي تسميته بأدب الخيال العلمي.

و»فهرنهايت ١٥٤« سادس أفلام »تريفو« الروائية الطويلة.

وأول وآخر فيلم له يتكلم باللغة الإنجليزية.

كما أنه أول أفلامه الملونة.

وأحداثه، حسب السيناريو الذي اشترك في كتابته مع »جان لوي ريشار«، إنما تدور أحداثه في مدينة من صنع الخيال، حيث المهمة الأولي والأخيرة والمكلف بها رجال المطافئ أو بمعني أصح رجال الحريق ليست الإطفاء، وإنما رد علي غير المعتاد، الإحراق للكتب.. لماذا؟

لأن الإعلام بالصورة والصوت قد حل نهائياً وبشكل مطلق، محل الكلمة المكتوبة التي أصبحت بحكم القانون من المحظورات.

ون هنا تحريم الكتب، وتجريم حيازتها، ومعاقبة كل من تسول له نفسه حيازة كتاب، أو حتي قراءته.

والأدوار الرئيسية في الفيلم أسندها »تريفو« إلي الممثل الأمريكي »أوسكار فيرنر« الذي لعب دور »مونتاج« عامل الحريق المرشح للترقية في الفريق المكلف بحرق الكتب غير أنه تحت تأثير بعدض الأحداث، أخذ يعتمل داخله الإحساس بضرورة التمرد علي نظام شاد، معاد لكنوز الثقافة، والمخترنة في الكتب، حتي لا يبقي أمام الناس سوي اتجاه واحد، وصورة واحدة، هي ما ترسمه لهم السلطة الغاشمة.

والممثلة البريطانية »جوليا كريستي« نجمة »الدكتور زيفاجو«، والفائزة بأوسكار أفضل ممثلة رئيسية عن أدائها في فيلم »دارلنج- الحبوبة« (٥٦٩١).

وهي قد لعبت في الفيلم دورين أحدهما دور »ليندا« زوجة »مونتاج« التي فقدت الوعي والذاكرة، بحكم إدمانها الجلوس أمام شاشة التلفاز الكبيرة بحجم الشاشات في دور السينما.

منها تتلقي الأوامر والتعليمات.

ومن خلالها تتحاور مع المذيعين والمذيعات والآخر دور »كلاريس« الفتاة المتمردة علي القوانين التي تحظر القراءة واقتناء الكتب.

وفي أول لقاء لها مع »مونتاج« في المترو المعلق، توجه له بضعة أسئلة جعلته يفيق قليلاً، ومع تصاعد الأحداث، جعلته لا يطيق مهنته ويتمرد في نهاية المطاف.

ولن أحكي كيف تمرد »مونتاج« ولا كيف ختم »تريفو« فيلمه الذي لم يكن راضيا عنه تمام الرضا لأسباب ذكرها في يومياته، حتي لا أفسد متعة مشاهدة الفيلم علي القارئ.

كلمة أخيرة..

الفيلم رخص له بالعرض العام في مصر وأثناء سنة الهزيمة، ولم يكن ترخيص الرقابة له بذلك أمراً سهلاً!!

Moustafa@Sarwat.De

أخبار النجوم المصرية في

16/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)