حقق فيلم "احكي يا شهرزاد" نحو 12 مليون جنيه بعد مرور ثلاثة أسابيع
على عرضه بدور السينما المصرية، وهو ما يعد بمثابة تجاوزًا للأزمة العنيفة
التي تعرضت لها بطلته الفنانة منى زكي؛ إذ واجهت حملات تدعو لمقاطعة الفيلم
بزعم أنها تخلت فيه عن مبدأ السينما النظيفة وقدمت مشاهد ساخنة.
وعلقت منى زكي على النجاح الجماهيري الذي حققه الفيلم، قائلة إن ذلك
يعكس ثقة الجمهور في اختياراتها الفنية، وأنها لم تخيب ظن محبي فنها
وأدائها، ودعت كل من يثق في حسن اختيارها وأدائها الفني لمشاهدة الفيلم
ليحكم بنفسه على الشخصية التي قدمتها، وعلى الفيلم وقصته التي تعبر فيه
بدقة عن مشاكل المجتمع، والعلاقة بين المرأة والرجل.
ووصفت الفنانة المصرية، في لقاءٍ مع برنامج "صباح الخير يا مصر"،
الانتقادات التي تعرضت لها قبل عرض الفيلم بـ"الصدمة"، مشيرة إلى أن زوجها
الممثل أحمد حلمي شاركها هذه الصدمة، وقالت:"على العكس مما ردد البعض، أحمد
سعيد جدًّا بالفيلم، ويعلم جيدًا عدم تغير صفاتي على المستوى الشخصي، ومنها
الخجل، بالرغم من طبيعة الدور الذي اتسم بالجرأة".
رفض الاستسلام
وشددت على أن الفيلم يدعو لعدم الاستسلام للواقع المؤلم، وتحقيق هدف
التغيير مع التطلع للمستقبل، مؤكدة أن كل من شاركوها في الفيلم هم أبطال
بأدائهم الرائع لأدوارهم، ومنهم الفنان محمود حميدة والفنانة سوسن بدر
وحسين الإمام.
وأكدت الفنانة المصرية أن غيابها عن السينما لمدة عامين قبل العودة بـ"احكي
يا شهرزاد" كان نتيجة تركيزها في الدورة التدريبية للممثلين المحترفين التي
حصلت عليها من أميركا، مشيرة إلى أنها استغلت فترة غيابها عن السينما.
وأوضحت أن تلك الدورة التدريبية غيَّرت كثيرًا من أفكارها، وكان من
أهم الشروط التي وضعتها للقيام بدور جديد هو أن يكون غير عادي، ويناقش ما
يحدث في المجتمع بقوة وبصراحة تامة، وهو الشرط الذي وجدته في "احكي يا شهر
زاد".
ومن جهة أخرى، أشارت منى إلى أنها تقوم حاليًا بتصوير فيلم "أولاد
العم" للمخرج شريف عرفة، ويشاركها البطولة كريم عبد العزيز وشريف منير، وهو
فيلم سياسي في إطار إنساني، ويقدم رؤية مختلفة لعدة قضايا مطروحة على
الساحة.
وكانت حملات قد انطلقت على موقع "الفيس بوك" ومنتديات الإنترنت بعنوان
"يا خسارتك يا منى" تنتقد دور منى في فيلم "احكي يا شهرزاد"، وتعتبره
مغايرًا لطبيعة الأدوار التي اعتاد عليها جمهورها.
وانتشرت مؤخرًا بالوسط الفني شائعات عن انفصال أحمد حلمي ومنى زكي،
بعد الهجوم الذي تعرضت له بسبب مشاهدها المثيرة في الفيلم، وهو ما نفاه
حلمي في مكالمة هاتفية مع برنامج "البيت بيتك" بالتلفزيون المصري.
حلمي معجب بالفيلم
وأثنى حلمي على الفيلم، وخصَّ مؤلفه وحيد حامد بالثناء على أفكاره
وعبقريته في تقديم أفلام لها سحر خاص، ورأى أن الفيلم دار في إطار السهل
الممتنع، واصفًا مشاهده بأنها لم تكن صارخة كما يروج البعض.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "هبة يونس" مذيعة التلفزيون الناجحة؛
التي تستيقظ من كابوسٍ مفزع جعلها تدرك أن شقة الزوجية التي تعيش فيها مع
زوجها "كريم" بلا أبواب، فالزوج نائب رئيس تحرير جريدة قومية، ويسعى لأن
تقوده التغييرات المتوقعة في الصحف القومية رئيسًا للتحرير، ويتعرض لضغوط
قوية كي يحثُّ زوجته على الكفِّ عن إثارة الموضوعات المحرجة للحكومة في
برنامجها "نهاية المساء بداية الصباح".
وفي محاولةٍ لإنقاذ حياتها الزوجية من الانهيار تبدأ هبة سلسلةً من
الحلقات عن قضايا المرأة، وعلى الرغم من إدراكها أن قضايا المرأة في جوهرها
قضايا سياسية، إلا أنها لم تتصور أنها "سياسية إلى هذه الدرجة، ولم تكن
تتخيل إلى أي مدى يمكن أن تتقاطع أزمتها الخاصة مع أزمة "أماني" العانس
المتباهية بعذريتها نزيلة المصحة النفسية، أو "صفاء" التي قضت عقوبة طويلة
في السجن لارتكابها جريمة قتل، أو الدكتورة "ناهد" التي أجهضت نفسها
واعتقلت في مظاهرةٍ فرديةٍ أرادت فيها فضح الرجل الذي خدعها قبل أن يصبح
وزيرًا.
إيلاف في
12/07/2009 |