تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

تذكر كم مرة عملنا نفس اللقطة في الافلام السابقة يا عدولة

عادل إمام، لترحل أو لتصمت

القاهرة - من محمد الحمامصي

الاداء التهريجي الرديء والقفشات المكررة والكادر التصويري المعاد تقتل قضية مهمة من خلال فيلم تافه.

أكد عادل إمام في فيلمه الأخير "بوبوس" أنه أصبح قاب قوس أو أدنى من الموت الفني إن لم يكن مات بالفعل موتا كالذي يقول عنه الأطباء "موت سريري"، حيث يعيش على التنفس والغذاء الصناعيين.

لقد هلك الرجل، فكل أدائه التمثيلي مكرر ومعاد، نفس الحركة واللفتة والأداء اللفظي بل نفس كادر الكاميرا، مضافا إلى كل ذلك شيخوخة تتهاوى تجلياتها أمام الكاميرا، حتى أن الماكياج بدا معها عقيما وبلا جدوى.

ولأن شيخوخة عادل إمام تقمصت في سنواته الأخيرة دور الرجل الزعيم والفنان المغرور، فانها دفعته إلى أن يهمش كل الممثلين المشاركة له في أي عمل كما ظهر ذلك جليا في بوبوس. ففنان كحسن حسني الذي أبدع إبداعا رائعا وراقيا في السنوات الأخير يأتي في "بوبوس" فنان بلا معنى، ونفس الحال مع لطفي لبيب، ويوسف داوود. حتى أشرف عبدالباقي انتقص من فنيته بأداء دور سنيد كان يمكن لو أداؤه منفردا في فيلم أخر لأبدع فيه. أما يسرا فقد كتب لها "إمام" شهادة موتها السينمائي، حيث جعلها مسخا أو دمية بلا روح، وهي بالفعل كذلك، ومن رأيي فلتجد لها مكانا آخر غير السينما، ولتكتفي بالدراما التليفزيونية.

قصة الفيلم تحمل على رجال الأعمال المصريين ولا ترى فيهم إلا مجموعة من اللصوص، لصوص بلا أصول، ينهبون أموال الشعب المصري الذي يتردى بل ينهار تحت وطأة سرقاتهم المستمرة لمقدراته، وأن حكاية تعثرهم هذه التي ملأت الدنيا ضجيجا بعد هروب بعضهم من مصر بأموال المصريين مجرد تمثيلية فاسدة.

كما يحمل على النظام المصري حيث يرى فيه شريكا أصيلا في السرقة، وبينما ينهب رجال الأعمال أموال البنوك، أموال المصريين، يصرخ المصريون مولولين دون رد فعل، حتى إذا جاء رد الفعل من مواطن طرد من عمله فقرر أن ينتقم من صاحب العمل، جاء النظام بقواته لإنقاذ وحماية رجل الأعمال.

إن الفيلم يؤكد أن رجال الأعمال يستخدمون النظام، حتى ليبدو النظام وسلطاته مجرد خدم، ليسقط الشرف، نظام رأسه الكبيرة شريكا، وصغاره يتعاطون الفياجرا، فـ "نظام" الذي يلعب دوره عزت أبو عوف مرتش وكلمة سره"بوبوس"، بوبوس ابنه، ابن الـ "نظام"، "بوبوس" شريك في المشاريع الوهمية لرجل الأعمال "محسن هنداوي"، مليارات تسحب من البنوك مقابل شراكة بوبوس أو هدية مدينة ملاهي لبوبوس، وهكذا.

هذا عن الرأس، أما الذيل فهو أمين شرطة يوقف عربة ميكروباص في الطريق العام ويطلب من رجل الأعمال "محسن هنداوي" بطاقته فيخرج له علبة فياجرا يأخذها ويطلق سراحه معظما ومبجلا، وهذا يعني أن النظام يمكنه أن يبيع أمن البلد مقابل علبة فياجرا "يا بلاش".

وبمناسبة الفياجرا، فالشعب المصري كله بحاجة إليها ليقوم بأداء وظيفته الجنسية التي فقدها تحت وطأة الحاجة والظروف الاقتصادية.

أما الألفاظ والإيحاءات الجنسية فلا يكاد يخلو مشهد منها وأسوأها مشهد نرى فيه الام وهي تنصح العروس ليلة دخلتها فتقول "يا بنتي أنت إيه ده أنا سخنت"، وأيضا "ما شوفتيش روبي وهي على العجلة إعملي زيها"، ويقول عادل إمام للعريس "سخن الأول، وشغل إيديك الاثنين، حط إيدك على أي حته"، وحين يقول "العائلة دي عاوزه مدفع فياجرا"، وغير ذلك مما حفل به الفيلم "هو فوق وهي تحت"، "هي فوق وهو تحت"، والمشهد المستفز لحمل عادل إمام ليسرا على كتفيه فيما يدخل عليه محاميه ومحاميها ليحدثانهما عن الدمج بين شركتيهما.

إن القوة الغاشمة للنظام هي التي تحطم أحلام الفقراء والباحثين عن العمل، الشباب الذي يقبل الغرق في البحر أثناء محاولاته التسلل للخروج من مصر يرى أن الموت أفضل من العيش في بلد ضائع.

إن الفيلم يحمل إشارات إلى تهاوي النظام المصري، ولو صاحبته رؤية فنية جدية تمثيلا وإخراجا وبعض التعديل في السيناريو والحوار لكان يمكن أن يرسل رسالة قوية، لكن الأداء التهريجي والرديء لعادل إمام وإسفاف وسذاجة السيناريو والحوار، وعدم إعطائه الفرصة للمشاركين له قتل الفيلم والقصة.

وتبقى كلمة أوجهها لعادل إمام: رجاء رحمة بالمشاهد المصري وبتاريخ السينما المصرية وبالفن المصري ارحل أو اصمت وكفى.

ميدل إيست أنلاين في

07/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)