تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بدأ مشواره في السينما الدعائية وانتهى رافضاً معترضاً

محسن مخملباف: الشعب الإيراني بلا صوت

عبد الستار ناجي

حينما تذكر السينما الإيرانية، فان اسم المخرج محسن مخملباف يأتي في طليعة تلك الاسماء، الى جوار عباس كيار وستامي وكم آخر من الاسماء، التي اسهمت في تصدير السينما الايرانية الى العالم، وتقديمها بأشكال ومضامين ابداعية متفردة.

واذا كان مخملباف، قد اشتغل في بداية مشواره السينمائي، في مجال السينما الدعائية، للثورة الايرانية الاسلامية، على وجه الخصوص، فانه اليوم يدخل مرحلة جديدة من مشواره وتجربته عبر مجموعة الاراء التي اثارهها اخيرا، والتي احدثت الكثير من ردود الافعال الدولية، ولعل ابرزها، ذلك الموقف «المعترض» الذي صرح به محسن مخملباف في عدد من المدن الاوروبية، حيث قام بجولة سريعة شملت روما وباريس وبروكسل، وايضا البرلمان الاوروبي في سالزبورغ، لنقل وجهة النظر الخاصة بالاعتراض على نتائج الانتخابات الايرانية الاخيرة.

ومن ابرز ما قال محسن مخملباف: «الشعب الايراني بلا صوت».

تلك الجملة، التي اصبحت عنوانا رئيسا لأكبر عدد من الصحف والمطبوعات، اولا لاهمية الحدث، وايضا لخطورته، وثالثا لمكانة اصحابه الاعلامية والفنية. فنحن امام مخرج كبير، قدم العديد من الاعمال السينمائية الهادفة، لعل من ابرزها فيلم «قندهار» الذي سلط الضوء خلاله على مشاكل الشعب الافغاني. وقد تميز محسن مخملباف بمقدرته على المواجهة مع الرقابة، والتي بات يمثل لها مصدرا من القلق، بنزقة وطروحاته والتي ترصد قضايا الانسان في بلاده.

واذا كان في المرحلة الاولى من مشواره، قد سلك السينما الدعائية، فانه في هذه المرحلة من مشواره، سواء عبر افلامه، او افلام ابنته سميرة مخملباف، فان الطرح دائما، يأتي مقرونا بالاعتراض السياسي الصريح.

وتعالوا نرصد ما قالته وكالة رويترز ايضا في تقريرها عن مناشدة عدد من السينمائيين الايرانيين بالاعتراض على نتائج الانتخابات، حيث تقول «رويترز»: ناشد فنانان ايرانيان البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء ألا يعترف بالرئيس محمود أحمدي نجاد باعتباره الفائز بانتخابات ايران.

وقالت مرجان ساترابي ومحسن مخملباف أن الشعب الايراني وزعيم المعارضة مير محسن موسوي سرقت أصواتهما واتهما أحمدي نجاد بالقيام بانقلاب. وكانت ساترابي قد أخرجت الفيلم الشهير الذي حظى باشادة دولية «بيرسيبوليس» وهي سيرة ذاتية بالرسم تحولت الى فيلم كما ينظر الى مخملباف على أنه أحد الشخصيات البارزة في السينما الايرانية. وقال مخملباف الذي كانت تترجم له ساترابي ان القادة العسكريين أبلغوا موسوي انه لن يصبح رئيساً على الرغم من حصوله على أغلبية الأصوات.

وقال مخملباف «سيداتي سادتي.. يوم الجمعة 12 من يونيو في وقت متأخر من الليل في طهران قالت لجنة الانتخابات ان السيد موسوي انتخب بأغلبية الأصوات ولذا يتعين عليه أن يكتب خطابه».

وأضاف «وبعد قليل وعندما كان السيد موسوي يكتب خطابه الذي يدعو فيه الشعب الايراني الى الاحتفال بفوزه دخل قادة عسكريون الى مكتبه وأعلنوا أن ثورته الديموقراطية الخضراء لن تحدث وقاموا بانقلاب».

واستبعد مجلس صيانة الدستور وهو أعلى هيئة تشريعية في ايران الغاء انتخابات الرئاسة الايرانية التي أثارت أكبر احتجاجات في الشوارع منذ ثورة عام 1979. وفيما يبدو أنه أول تنازل من السلطات لحركة الاحتجاج أعلن مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 شخصاً انه مستعد لاعادة فرز الأصوات في الانتخابات التي أعلن فوز المتشدد أحمدي نجاد فيها بفارق كبير. واتهمت ساترابي احمدي نجاد ومؤيديه بتنظيم انقلاب. وقالت «ما حدث في ايران ليس هو احتيال تقريبا.. انه ليس حتى احتيال بل انقلاب».

ثم ناشدت الاتحاد الأوروبي أن ينتظر. وأضافت «نحن هنا لنطلب من المجتمع الدولي عدم الاعتراف بشرعية السيد أحمدي نجاد كرئيس لايران. الشعب الايراني يريد من المجتمع الدولي أن ينتظر حتى يقدم له رئيسه الحقيقي». وقرأت النتائج التي حصل عليها مخلمباف مما وصفه بأنه مصدر سري في وزارة الداخلية في ايران.

وقالت «لدينا ورقة من وزارة الداخلية الايرانية تقول ان اصوات موسوي 19 مليون و75 الفا و723 صوتا. كروبي 13 مليون و387 الف و104 أصوات. أحمدي نجاد خمسة ملايين و968 الف صوت. هذا هو كل مافي الامر. 12 في المئة من الاصوات وليس 62 في المئة من الاصوات».

ودعت ساترابي الى الاستماع الى صوت الشعب الايراني. وقالت «هناك أشخاص في الشارع وأصواتهم..يتعين الاستماع لهم. كما تعرفون فالمسألة اليوم ليست هي هل نحن مع أو ضد.. هل نحن موالون.. هل نحن من اليسار..هل نحن من اليمين.. انه واجب قومي. السؤال هو «هل الشعب الايراني مستعد للديموقراطية..» الشعب الايراني كان مستعدا للديموقراطية 85 في المئة منهم صوتوا وأصواتهم لم يتم الاستماع اليها».

ومن الجدير بالذكر أن مرجان ساترابي المولودة في 22 نوفمبر 1969 في مدينة رشت الايرانية هي مؤلفة روايات مصورة معاصرة، ورسامة ومخرجة أفلام تحريك ومؤلفة كتب أطفال. كما أنها تحمل الجنسيتين الايرانية والفرنسية. تنتمي مرجان الى عائلة شيوعية انخرطت في العمل السياسي في ايران قبيل اندلاع الثورة الاسلامية في ايران. غادرت مرجان ساترابي ايران عام 1983 واستقرت في فيينا، ثم انتقلت الى ستراسبورج في فرنسا وهي تعيش حالياً في باريس، وتمتهن أكثر من مهنة من بينها الرسم وتأليف كتب الأطفال. جلبت لها سيرتها الذاتية «برسبوليس» شهرة واسعة حيث نالت جائزة العمل الأول في مهرجان أنجوليم العالمي للروايات المصورة. ومن أعمالها الأخرى «شغل الابرة» و«دجاج بالدراق». بحسب موسوعة الوكيبيديا بنسختها العربية. أما المخرج محسن مخملباف، بحسب الوكيبيديا بنسختها الانكليزية، فهو من مواليد طهران عام 1957 وهو مخرج وكاتب ومنتج. يشغل حالياً منصب رئيس أكاديمية الفيلم الآسيوية. ينتمي محسن مخملباف الى تيار الموجة الجديدة في السينما الايرانية وقد اختارت «تايم مغازين» فيلمه الموسوم «قندهار» عام 2001 كواحد من أفضل «100» فيلم عبر التاريخ. من أبرز افلامه «مقاطعة، راكب الدراجة الهوائية، البائع المتجول، وقت الحب، ناصر الدين شاه، ممثل، هلو سينما، الصمت، طعم الديموقراطية، الأبجدية الأفغانية، سوق الأحد، أبرد من النار وجنس وفلسفة.

مسيرة مخملباف مقرونة بعدد وافر من الاعمال السينمائية التي ترصد قضايا الانسان وهمومه الحياتية وبحثه عن الحياة الكريمة ونشير هنا الى انه وبعد عرض فيلمه «قندهار» في مهرجان كان في العام 2001 منع في ايران من ممارسة عمله السينمائي. مما دفعه الى اغلاق مدرسته الخاصة بانتاج الافلام التابعة له في ايران وانتقل قبل شهور للعيش في فرنسا ومنح فرصة لعرض بعض اعماله، وقال مخملباف توجد هناك طريقتان للهروب من الرقابة، الاولى صناعة الافلام في الخارج او الضغط على السلطات الايرانية عن طريق الحديث عن الرقابة.

وكانت برفقة مخملباف زوجته وهي صانعة افلام ايضا، وكذلك ابنتيه سميرة وهانا اللتين اخرجتا العديد من الافلام التي عرضت في مهرجانات اوروبية عدة منها برلين وكان وفينيس وسان سيباستيان.

وقال المخرج ان مواضيع مثل الجنس والعنف والسياسة جميعها تخضع للرقابة في ايران وهذا هو السبب الذي يجعل صناع الافلام يحاولون تطوير مدارس جديدة مثل النمط الشعري الذي قال انه قريب من الحالات الانسانية. وكغيرهم من مخرجي البلد، تعرضت اعمال المخرجين المشهورين في السينما الايرانية مثل عباس كياروستامي وابو الفضل جيللي وافراد عائلة مخملباف للرقابة، ويضيف مخملباف ان افلام العائلة قد شوهدت في خمسين دولة حول العالم لكنها تعرضت للرقابة في بلدها الام ايران، كما حظرت معظم نصوصه في السنوات الخمس الماضية، وأكدت العائلة ان الرقابة اجبرتهم على تغيير حياتهم والتجول بين الدول، وقالت هانا انها قضت سنة في افغانستان لتصوير فيلم بوذا ينهار من العار ومن ثم انتقلت الى دول عدة لعرضه للعالم.

الحديث عن محسن مخملباف يظل دائما مثيرا للجدل سواء عبر اعماله تارة او عبر تصريحاته ومواقفه الحادة والرافضة.

انها محاولة للاقتراب من مخرج كبير وانعكاس الظروف التي تعيشها بلاده اليوم عليه وعلى مسيرته.

Anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

06/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)