تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

"إيلاف" تفتح ملف الذاكرة المرئية في العراق، وتستجلي أسباب فقرها وقصورها (20)

الناقد ليث عبد الكريم الربيعي: عادت الحركة الدؤوبة إلى عجلة السينما

حاوره عدنان حسين أحمد من لندن

تشكّل الذاكرة الثقافية رصيداً بالغ الأهمية لأي شعب من الشعوب، فكيف اذا كان الأمر يتعلق ببلد عريق ذي  حضارات متعددة وموغلة في القدم مثل العراق. ولأن الذاكرة الثقافية مفردة واسعة وعميقة الدلالة، وتضم في طياتها الذاكرة المرئية والمسموعة والمكتوبة، إلا أن استفتاء "إيلاف" مكرّس للذاكرة المرئية فقط، والتي تقتصر على السينما والتلفزيون على وجه التحديد. ونتيجة للتدمير الشامل الذي  تعرضت له دار الإذاعة والتلفزيون، ومؤسسة السينما والمسرح، بحيث لم يبقَ للعراق، إلا ما ندر، أي وثيقة مرئية. فلقد تلاشى الأرشيف السينمائي العراقي بشقيه الروائي والوثائقي. وعلى الرغم من أن السينما العراقية لم تأخذ حقها الطبيعي على مر الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق، كما لم يحظ السينمائيون العراقيون بأدنى اهتمام من مختلف الحكومات العراقية التي كانت منشغلة بموازناتها السياسية، وبأرشفة أنشطتها المحدودة التي لا تخرج عن إطار الذات المرَضية المتضخمة. وقبل سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد كان السينمائيون العراقيون يعلِّقون الآمال على حكومة العراق الجديد التي تمترست خلف أطاريح الديمقراطية، والتعددية السياسية، والتناوب السلمي على السلطة من دون انقلابات أو ثورات يفجرها مغامرون عسكريون مصابون بعقدتي السجادة الحمراء والموكب الرئاسي، غير أن واقع الحال يكشف، خلافاً للتمنيات المعقودة، بأن نصيب الذاكرة المرئية من الرعاية والاهتمام يكاد يكون معدوماً، بل أن بعض السينمائيين العراقيين قد بات يخشى تحريم هذا الفن الرفيع أو اقامة الحد عليه. لقد عنَّ  "لإيلاف" أن تثير خمسة محاور أساسية في محاولة منها لاستجلاء واقع السينما العراقية عبر تفكيك منجزها الروائي والوثائقي على قلته، ورصد حاضرها المأزوم، واستشراف مستقبلها الذي نتمنى له أن يكون مشرقاً وواعداً بحجم تمنيات العراقيين وتطلعاتهم نحو حياة حرة، آمنة، مستقرة، كريمة.

أسئلة الملف السينمائي

1- على الرغم من غنى العراق وثرائه الشديدين، مادياً وبشرياً، إلا أنه يفتقر إلى الذاكرة المرئية. ما السبب في ذلك من وجهة نظرك كمخرج "أو ناقد" سينمائي؟

2- أيستطيع المخرجون العراقيون المقيمون في الداخل أو المُوزَعون في المنافي العالمية أن يصنعوا ذاكرة مرئية؟ وهل وضعنا بعض الأسس الصحيحة لهذه الذاكرة المرئية التي بلغت بالكاد " 105 " أفلام روائية فقط، ونحو 500 فيلم من الأفلام الوثائقية الناجحة فنياً؟

3- في ما يتعلق بـ " الذاكرة البصرية " كان غودار يقول " إذا كانت السينما هي الذاكرة فالتلفزيون هو النسيان " كيف تتعاطى مع التلفزيون، ألا يوجد عمل تلفزيوني ممكن أن يصمد مدة عشر سنوات أو أكثر؟ وهل كل ما يُصْنَع للتلفاز يُهمل ويُلقى به في سلة المهملات؟

4- كيف نُشيع ظاهرة الفيلم الوثائقي إذاً، أليس التلفاز من وجهة نظرك مجاله الحيوي. هناك المئات من الأفلام الوثائقية التي لا تحتملها صالات السينما، ألا يمكن إستيعابها من خلال الشاشة الفضية؟

5- في السابق كانت الدكتاتورية هي الشمّاعة التي نعلّق عليها أخطاءنا. ما هو عذرنا كسينمائيين في ظل العراق الجديد؟ وهل هناك بصيص أمل في التأسيس الجدي لذاكرة بصرية عراقية ترضي الجميع؟

 

في ما يلي الحلقة "20" التي يجيب فيها الناقد السينمائي ليث عبد الكريم الربيعي على أسئلة ملف السينما العراقية.

الناقد ليث عبد الكريم الربيعي: نحن بحاجة قارئ للصورة ومحلل لأصغر دقائق الفيلم

مغامرات كارتونية

1- العراقيون أنفسهم يعرفون كم الظلم والحيف الذي لحقهم ولحق مجتمعهم بكل طبقاته في ظل النظام الفاشي البائد الذي إعتاد الدمار والخراب لكل ما تقع عليه عيناه وكانت السينما الأولى في ذلك المجال بعدما طفق يمول أفلاما تمجد بطولاته الكارتونية ومغامراته الطفولية، خرّب فيها ذوق وذائقة الجماهير وكان السينمائي العراقي أمام أمرين إما الانصياع لنزوات القائد الضرورة المريضة أو الهروب من المواجهة في ليلة ظلماء.

وبفعل عوامل الشخصنة وإلصاق اسم وصورة القائد، الملهم، وجلاوزته باسم العراق وشعبه، فمن الطبيعي أن يبتعد المواطن العراقي قسرا عن تسجيل الذكريات أو استعادتها باعتبارها غالبا ما تلطخت بدماء أهله أو اقرأنه، فهي لحظات يعتريها البؤس والحرمان.

نواقص فنية وتقنية

2- يعاني الخطاب السينمائي من نواقص فنية وتقنية، تنحيه عن دائرة الاهتمام وتجعله خطابا دعائيا محضا يعبر خير تعبير عن الاستبداد والتخلف الثقافي. هذا الأمر ناجم عن غياب صناعة، حرفة، سينمائية حقيقية من جهة، وانعدام التخطيط الاستراتيجي الواضح والفعال لقطاع السينما، والذي يفترض وجود وعي سينمائي يدرك ما للسينما من اثر بالغ في تكوين خزين معرفي مرئي حالها كحال الرواية والمسرح والفن التشكيلي. وبالخلاص مما يعتري فن السينما من جهل وعدم إدراك سنجد أنفسنا أمام كم من الأفلام التي تعيد للسينما العراقية بريقها بعدما نحرت على يد الجلاد.

التعالق بالحقول الأخرى

3- بفعل عوامل التكنولوجيا والتطور المذهل في وسائل الإعلام خصوصا الانتشار المضطرد للقنوات الفضائية، أصبح التلفزيون من أكثر الأمور إثارة في العالم المعاصر، نظرا للتأثيرات الكامنة التي يتركها على المجتمع، ولقدرته الفائقة على التعالق بالحقول الثقافية الأخرى، فأصبح بوتقة تنصهر وتمتزج فيها كل أشكال التعبير الإنساني لذا أجد إن لمقولة غودار زمان يختلف كليا عن عصر الفضائيات الحالي، لكن يبقى التلفزيون نسيانا كونه مجتر لكل ما يعرضه وبذلك يستهلك الكثير من الروائع، إلا انه يزيد تجذيرها في العقول وهي علاقة طردية.

قارئ للصورة

4- بكل تأكيد فان التلفزيون أصبح مجالا حيويا للفيلم الوثائقي، إلا إن ما ينقصه عدم الوعي الكافي بثقافة الصورة، فكم نحن بحاجة قارئ للصورة ومحلل لأصغر دقائق الفيلم، بعيدا عن السعي وراء عرض احدث الأفلام وأكثرها عنفا ودموية.

التعاطي مع وقائع التغيير

5- بعد كل محاولات النظام البائد لإيقاف عجلة السينما العراقية، عادت الحركة الدؤوبة إلى عجلة السينما، ونشط السينمائيون للتعبير عن أفكارهم وهوسهم بمعشوقتهم وأنتج من لاحت له الفرصة وانتظر ولازال ينتظر الآخرون، ورغم ما يعتري الإنتاج الجديد من هنات إلا إننا لابد من أن نعترف بأن هذه الأفلام تشكل صورة ما، وحتى وان لم تكتمل ملامحها لكنها تحمل إجابة ما على بعض التساؤلات وتفرعاتها، فجل ما أنتج يبدو نتاجا لعودة سينمائيين عراقيين شباب إلى العراق بعد أن كانوا خارجه لغير سبب، فمثلا للآن لم نرَ أفلاما لمخرجين كبار على غرار: قيس الزبيدي وقاسم حول مثلا، وعبر تصفحنا لقائمة المخرجين الجدد الذين ظهر إنتاجهم بعد احتلال العراق نكتشف ذلك، ونسبة كبيرة منهم سينمائيون عراقيون عائدون من غربتهم ويحملون توجهات سياسية معينة ضد نظام الحكم السابق وربما هذا يجعلنا نفهم سر هذه الأفلام وابتعاد مخرجيها عن التعامل مع التغييرات التي شهدتها الساحة العراقية، أو التعاطي مع وقائع التغيير فهذه الأفلام هي خواطر عن ما يجول في مخيلة السينمائيين من ذكريات جميلة رسمت أبعاد شخصيتهم وملامحها، ورغم الغربة و الزمن لم تطو تلك الصفحات بل مجدت بأفلام سينمائية.

السيرة الذاتية والابداعية للناقد السينمائي ليث عبد الكريم الربيعي

- من مواليد بغداد- العراق عام 1978.

- خريج قسم السمعية والمرئية، كلية الفنون الجميلة، جامعة بغداد 2001.

- عضو نقابة الفنانين العراقيين.

- عضو نقابة الصحفيين العراقيين.

- عضو اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين.

- عضو جمعية المصورين العراقيين.

سنوات العمل السابق :-

1- (10) أعوام كناقد سينمائي متخصص.

2- (5 ) سنوات في مجال الإعلام المقروء.

3- (2 ) سنتين في مجال تصميم المجلات والبوسترات.

4- (6 ) أعوام في مجال الحاسوب والاتصالات عبر"الانترنت".

إيلاف في

06/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)