تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

إحنا‏..‏ الفــرح

كتب‏-‏مشير عبدالله‏

بين الفرح والحزن‏..‏ حدث‏..‏ خبر‏..‏ لحظة‏..‏ فحينما يكون الانسان في أقصي سعادته لايتخيل هذا الحدث أو ذاك الخبر‏,‏ أو حتي هذه اللحظة إلي أن تأتي إليه فيعرف معني الحزن‏.‏ فيلم الفرح للسيناريست أحمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز والمنتج أحمد السبكي‏,‏ صانعي فيلم‏(‏ كباريه‏)‏ الموسم الماضي‏,‏ تقوم فكرته علي فرح شعبي يقوم مقام الجمعية الشعبية أو رد الدين بالنقطة للعروس لحل مشكلة مادية ما‏.‏

فأخو العروس زينهم يريد شراء ميكروباص ليستريح ويحل كل مشاكله فيكون الفرح‏,‏ تبدأ أحداث فيلم الفرح بالتحضير له من ظهور أثاث العروس في الحارة مع الاتفاق مع مصور الفيديو لتسجيل النقطة والعسلي‏(‏ النبطشي مدير الفرح الاتفاق مع العروسة والعريس والبيرة والمشاريب والأكل‏,‏ كل التفاصيل الخاصة بالفرح الشعبي الظاهر للعامة والخفي لأصحاب الفرح‏..‏ حتي تأتي اللحظة الحزينة في الفرح وكيفية التعامل معها‏..‏

السيناريو صاغه أحمد عبدالله في أحداث تدور في يوم واحد‏24‏ ساعة فيها كل التفاصيل‏,‏ وتجميع كل الشخصيات بحرفية عالية‏,‏ العروس والعريس عبدالله بمشكلتهما‏,‏ زينهم صاحب الفرح وزوجته وامة‏..‏ الجار العجوز وزوجته الشابة‏..‏ بائعة البيرة‏,‏ حياتها وأنوثتها المنسية‏,‏ حتي المعازيم وغرورهم‏,‏ نسيج لحالة شعبية نادرا ما نجدها في السينما‏,‏ حتي شخصية المنولوجست صلاح ورده وحياته العائلية‏,‏ الراقصة الشعبية ولماذا أساسا تعمل في الرقص‏..‏ كلها تفاصيل صغيرة ولكنها عميقة جدا‏..‏ فإذا كان أحمد عبدالله قد استطاع تغيير وجهة نظر النقاد في كتابته للسينما من خلال فيلم كباريه فهنا في فيلم الفرح انتقل لمنطقة أخري أهم ليجعلنا في انتظار الليلة الكبيرة المولد ليصبح أحمد عبدالله ومعه سامح عبدالعزيز وخلفهم المنتج أحمد السبكي مبدعي ثلاثية مصرية خالصة كباريه‏,‏ الفرح‏,‏ المولد المخرج سامح عبدالعزيز البداية متمهلة في المونتاج حتي وصل إلي منطقة الاخراج والسير فيها بهدوء حتي أصبح عندنا مخرج كبير يدعي سامح عبدالعزيز‏..‏ لماذا‏..‏؟ لانه استطاع قيادة فريق من النجوم في فيلمه السابق كباريه ثم أكد هذه القيادة في فيلم الفرح فكل من في الفيلم مهما كان حجم دوره نجم‏..‏ سليمان عيد‏,‏ سعيد طرابيك‏,‏ حسن حسني‏,‏ أداء مختلف عن أفلامه السابقة‏,‏ مي كساب ممثلة مختلفة‏,‏ كريمة مختار حضور جميل بعد طول غياب‏.‏

خالد الصاوي زينهم صاحب الفرح لن تصدق أنه المطرب بلعوم في فيلم كباريه عندما تراه في مشهد خلافه مع أمه وإعطائها النقود‏,‏ ممثل كبير‏,‏ كما مشهد الرقص بعد معرفته الخبر‏..‏

ياسر جلال في شخصية عبدالله العريس المقهور هي البداية الحقيقية له كممثل‏,‏ كريمة مختار الأم التي لم تتحرك طوال الأحداث‏,‏ ولكنها هي محركة الأحداث‏,‏ فليس هناك من يقوم بدورها وبراءتها وحنينها‏..‏

روجينا الزوجة التي تسير وراء زوجها وتساعده وتتعامل مع حماتها كأنها أمها‏,‏ مرحلة جديدة في أجمل أدوارها السينمائية‏.‏

حسن حسني لم نره منذ زمن يقوم بهذا الأداء السهل الممتنع‏.‏

مي كساب تنسي تماما أدوارها الكوميدية حينما تعمل مع أحمد عبدالله وسامح عبدالعزيز لتصبح ممثلة واعدة‏,‏ ماجد الكدواني في شخصية النبطشي‏,‏ مدير الفرح‏,‏ أداء متميز مختلف تماما عن كباريه حتي في حمل الميكروفون بكل الاتجاهات وعلاقته بأبيه وحلمه بالغناء كان واضحا في كل تعابير وجهه‏,‏ علاء مرسي ممثل يستطيع أداء الأدوار المركبة كما في مشهد تصوير القطة علي الأرض‏..‏

صلاح عبدالله المنولوجست الذي لم يغني في فرح منذ سنوات‏..‏ ممثل كبير استطاع الدخول في أعماق الشخصية حتي انه ألف ولحن لها أغنية‏(‏ المريلة‏)‏ لإظهار الشخصية كما رأيناها‏,‏ أمير ابن صلاح وردة‏,‏ مشاهد قليلة إلا أنه الابن الذي يدوب في حب أبيه‏,‏ دينا سمير غانم دائما في كل عمل تأتي بجديد‏,‏ فإذا استطاع الممثل أن يجعل المشاهد يتساءل عن هذه الممثلة وهو يعرفها من قبل‏,‏ ولكنه غير متأكد انها هي بالفعل‏,‏ فقد نجحت بالفعل في تأدية دور جديد أبدعت كما أبدعت بينلوب كروز في فيلم‏Dontmove‏ والذي تساءل الجمهور هل هي بالفعل بينلوب‏..‏؟ ممثلة تسير بقوة نحو النجومية‏.‏

باسم السمرة رغم صغر حجم دوره إلا أنه جعله مؤثرا‏.‏

والمفاجأة كانت سوسن بدر في دور الراقصة وابداعها وقت الرقصة مع كل الحزن‏..‏ جوماناة مراد عروسة في محنة‏..‏

محمود الجندي كبير في قيادة الفرح‏..‏

اسلام يوسف ديكور وملابس استطاع من خلالهم عمل فرح بكل تفاصيله الشعبية الجميلة‏..‏
موسيقي خالد حماد جعلت احساسنا بالصورة في المنطقة الشعبية كما اننا في داخلها وهي داخلنا‏.‏

أيضا أغاني الكبير عبدالباسط حموده والجديد محمد الحسيني جعلت الفرح فرحا شعبيا جميلا ممتعا‏.‏

المونتاج لن تستطيع الاحساس به لسلاسته بدرجة جعلت الايقاع سريعا ملائما تماما لجو اليوم الواحد‏,‏ فالمشاهد لن يشعر بمدة عرض الفيلم لتوازن ايقاع المونتاج مع الحدث‏.‏

التصوير جلال الزاكي ما بين الاضاءة في الصباح الباكر والليل في أنوار الفرح والإضاءة الجزئية نصف مظلمة في شقة زينهم بعد الخبر الحزين سوف نجد مدير التصوير علي درجة كبيرة من الابداع في فيلم الفرح وقبله في فيلم كباريه‏.‏

الاخراج لسامح عبدالعزيز وحركة الكاميرا المختلفة بين المشاجرة في حارة عبدالله واهتزاز الكاميرا بطريقة كبيرة وزاويا التصوير في الفرح وشقة زينهم سنجد مخرجا علي درجة كبيرة من الوعي في سرد مثل هذا الحدث فيلم الفرح‏.‏

وفي النهاية الثلاثي أحمد عبدالله وسامح عبدالعزيز وأحمد السبكي أبدعوا فيلما يستحق المشاهدة وهو بالمناسبة تحية للسينما المصرية في عام‏2009.‏

الأهرام اليومي في

01/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)