حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«قبل الربيع»...

تفاصيل الثورة في فيلم سينمائي 

كتب الخبرهيثم عسران

 

أنهى المخرج أحمد عاطف تصوير فيلمه الجديد {قبل الربيع} الذي يرصد الأشهر الثلاثة قبل اندلاع ثورة 25 يناير والأسباب التي أدت إلى اندلاعها، من خلال شخصيات حقيقية كان لها دور في الحياة السياسية ومعارضة النظام الحاكم.

الفيلم حاصل على منحة من وزارة الثقافة وهو من تأليف أحمد عاطف وإخراجه وإنتاجه بالشراكة مع {المركز القومي للسينما}، وسيبدأ عملية المونتاج فور عودته من مهرجان {كان السينمائي الدولي}. يشارك في بطولته: أحمد وفيق، هنا شيحة، حنان مطاوع، عمرو ممدوح ومجموعة من الفنانين.

يتمحور {قبل الربيع} حول تعامل الأمن مع حركات الشباب الاحتجاجية والتظاهرات ضد الحكومة وغلاء الأسعار، بالإضافة إلى أحداث كنيسة القديسين والتفجيرات التي وقعت فيها قبل أيام من الثورة وتداعياتها، وينتهي باندلاع الثورة ويرصد بعض أيامها.

تمّ التصوير بين القاهرة والإسكندرية وبُني ديكور للحارة الشعبية التي تدور فيها غالبية الأحداث في منطقة شبرا، بالإضافة إلى تصوير مشاهد الإسكندرية في مدينة الإنتاج، من بينها التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق مبارك وتوزيع الشرطة الصور واللافتات لحث المواطنين على تأييده، وقد استُعين فيها بسيارة شرطة حقيقية.

يوضح المخرج أحمد عاطف أنه يراهن على الفنانين الشباب الذين تحمسوا للسيناريو، وقد شجعه دعم وزارة الثقافة على الدخول في شراكة ليرى الفيلم النور رغم الظروف التي تمر بها صناعة السينما راهناً، نافياً أن يكون {قبل الربيع} يؤرخ للثورة بشكل واضح.

يضيف أنه حرص، من خلال كتابته، على إعطاء الحق للثوار الحقيقيين في ظل محاولات للقفز على الثورة، لذا يصوّر شخصيات حقيقية ساعدته عبر معلومات وتفاصيل عن حياتها  ليعبّر عن جزء كبير من الواقع.

شخصيات من الواقع

تجسد الفنانة هنا شيحة شخصية إسراء عبد الفتاح، ناشطة سياسية وأحد مؤسسي حركة 6 أبريل التي شاركت في الاحتجاج ضد الحكومة السابقة. حول دورها تقول إنها عقدت جلسات عمل مع إسراء قبل التصوير للاطلاع على تفاصيل شخصيتها وما حدث معها من اضطهاد النظام السابق، بالإضافة إلى موقف أسرتها من نشاطها فضلا عن تفاصيل أخرى لم يتم التطرق إليها في السابق، ما ساعدها على التعمق في الشخصية وتحديد الطريقة التي ستجسدها فيها، مؤكدة أن إبراز دور شباب الثورة في السينما أمر مهم.

أما الفنان الشاب عمرو ممدوح فيؤدي دور عبد الرحمن منصور، الشاب الذي حدّد 25 يناير كموعد للثورة عبر موقع {فيسبوك}، لكنه لم يستطع المشاركة لأنه التحق بالقوات المسلحة ضمن التجنيد الإجباري، ويتعمق الفيلم بقصته.

لأن كثراً يجهلون شخصية عبدالرحمن منصور، حرص عمرو ممدوح على إعطائه حقه لدوره التاريخي في تحديد موعد للخروج والتظاهر لتحقيق المطالب، موضحاً أنه يعول على الفيلم ليكون نقطة مهمة في مسيرته الفنية لأن الأحداث ترصد وقائع تهمّ المصريين.

مراهنة على النجاح

يجسد الفنان أحمد وفيق  شخصية أحد النشطاء السياسيين رافضاً الكشف عن اسمه كي لا يحرق الأحداث، مؤكداً أنه تحمس للفيلم كونه يرسّخ فكرة استمرارية الثورة التي يؤمن بها، وأن قناعته الشخصية وإيمانه بأهمية الرسالة التي يوجهها الفيلم، أحد الأسباب الرئيسة التي حمسته للمشاركة فيه.

بدورها ترفض الفنانة حنان مطاوع الكشف عن تفاصيل دورها، وتكتفي بالقول إنها تجسد شخصية دعاء، فتاة بسيطة تنشغل بالسياسة، موضحة أن الفيلم رغم مناقشته لواقع سياسي إلا أنه سينجح في جذب الجمهور إليه لاختلافه عن طبيعة الأعمال التي تناولت الثورة لغاية الآن.

تضيف أن الفيلم يحدد ظروف نشوب الثورة على النظام السابق، وهي نفسها التي نعيشها اليوم، لذا يحمل رسالة إلى النظام الحاكم مفادها أن الشعب الذي طلب الحرية لن يتردد في الدفاع عنها إذا شعر بأنها سرقت منه.

أخيراً يؤكد مدير التصوير تامر جوزيف أن الفيلم مليء بمشاهد صعبة مثل مشهد تفجير كنيسة القديسين ومشاهد كثيرة تم تنفيذها منها التصوير الخارجي في الإسكندرية، بالإضافة إلى لقطات أخرى دمجت بمشاهد حقيقية بثها التلفزيون المصري.

فجر يوم جديد:

انهيار حاجز الكراهية!

كتب الخبر مجدي الطيب 

ياسر هويدي مخرج مصري شاب عمل كمساعد مخرج في كثير من الأفلام الروائية والوثائقية، وأخرج ثلاثة أفلام وثائقية هي: {حكاية لوريكا، مباشر من كولومبيا، الحكاية كما يرويها إدواردو}. لكنه فاجأني أخيراً بفيلمه الروائي القصير «من فوق لتحت»، الذي لم أستسغ عنوانه، وأرى فيه الكثير من السطحية التي لا تعكس مضمونه الرصين، ولا تتناسب مع لغته السينمائية الراقية.

تتحرك الكاميرا بسلاسة ونعومة داخل ممرات بناية ضخمة يرتادها كبار رجال الأعمال، وتبدأ الأحداث في الطابق التاسع والخمسين بصدام بين رجلين؛ أولهما غربي والثاني عربي الملامح، بسبب انشغال الرجل الغربي بمكالمة هاتفية تؤدي إلى عدم انتباهه إلى مرور الرجل العربي، وارتطام جسديهما، وانسكاب كوب القهوة الذي يحمله على بزته الفاخرة، وبعنجهية «الرجل الأبيض»، الذي يرى نفسه فوق الجميع، يتهم الرجل العربي بالغباء، ويُطالبه بأن يدفع حساب «المغسلة»، فيما يُعلق العربي ساخراً: «ولم لا أدفع أجر طبيبك النفساني أيضاً؟»!

بداية ساخنة للغاية تؤكد أن الإثارة والحركة (الأكشن) لا تقتصران على مشاهد المعارك وتبادل اللطمات والصفعات أو مطاردة السيارات، بل يمكن أن تتجسدا في مشهد تؤدي فيه لغة الحوار الدور الرئيس والأكبر، وتمثل وجهات النظر المتبادلة قمة التوتر وذروة التشويق، وهو ما حدث بالفعل عندما تجاوز الرجل الغربي في حق العربي قائلاً بصفاقة: «هذه هي مشكلة أمثالكم من البشر»، وأضاف بوقاحة: «لولانا لما زلتم تركبون الجمال، وتسكنون الخيام!»، ما استدعى رد الأخير عليه بقوله: «ولولانا نحن لكنتم تعانون البطالة في بلادكم الكئيبة». وفي جملة دخيلة تبدو خارج السياق، كونها تصب في خانة مُصادرة الحريات، يُعلق: «أنتم كلكم مدمنو كحول، ونساؤكم يرتدين البكيني في المولات»، فيعود «الأبيض» للقول: «ما تحتاجونه هو درس في التاريخ»، ويرد «العربي»: {وما تحتاجه أنت هو ركلة على مؤخرتك»!

في تلك اللحظة تتطور المشادة الكلامية، وتصل إلى درجة الالتحام الجسدي بين الغريمين، ما يستدعي تدخل رجل الأمن، الذي يُطالبهما بالانتقال بشجارهما إلى خارج البناية، التي تكتظ برجال الأعمال ويخشى من الإضرار بسمعتها في ما لو قيل إنها تعج بالبلطجة، ويستجيب الرجلان ويتفقان على العراك في قاعة الاستقبال. لكن الصدام اللفظي بينهما ينتقل إلى المصعد، طوال رحلة هبوطه من الطابق التاسع والخمسين إلى الطابق الأرضي!

هو صراع أو صدام حضارات بمعنى الكلمة؛ فالمغزى واضح من وراء حدوث المشادة بين «الغربي» و{العربي»، كذلك التركيز على نبرة الازدراء والتعالي، فضلاً عن النظرة الدونية التي يكنها «الغربي» تجاه الرجل «العربي» أو «الشرقي»، والكراهية المتبادلة الناتجة من صورة ذهنية جرى تكريسها طويلاً، وكانت سبباً في إقامة حاجز نفسي صلب، سعى المخرج الشاب إلى تدميره من خلال تأكيده أن الخلاف وهمي، وغير مبني على أسس موضوعية، وهو الذي نوه إلى إصرار «الآخر» على تشويه الإسلام، وإهانة المسلمين عبر اتهامهم بالتحرش الجنسي والانحراف النفسي، بينما بدا واضحاً أن السلوكيات الشاذة وعدم مراعاة مشاعر الآخرين يصدران عن  جنسيات غير عربية أو إسلامية؛ كالمرأة الأوروبية التي لم تتوقف عن التلويح بباقة الزهور في وجوه الآخرين، والآسيوية التي أزعجت الجميع برنين هاتفها، والسيدتان اللتان سارعتا بتفسير العلاقة بين الرجلين على محمل سيئ.

يؤصل الفيلم لنظرية مهمة تُشير إلى أن اتهام العربي بالإرهاب محض افتراء، ونتاج سوء فهم والتباس، بل مبالغة وتهويل كشف عنهما المخرج بذكاء، بإدانته حالة الاستنفار الكاملة التي أعلنها أمن البناية، بعد استنتاجه الخاطئ بأن الرجلين «إرهابيان»، ورصد الفيلم للفوضى التي سادت المشهد، نتيجة ارتباك وهلع قوات الأمن، والعجز الواضح عن التعامل مع الأزمة، والتقديرات الخاطئة للموقف.

في رقة لا تعرف الغلظة ورسالة حققت الهدف بكثير من المنطق بعيداً عن الخطابة أو المباشرة، يدخل الرجلان في مرحلة قوامها الحوار والتفاهم المتبادل المعتمد على الحقائق، والتقارب الإنساني المبني على المعرفة، ويتبادلان البطاقات الشخصية، بعد انهيار حاجز الكراهية المفتعلة، وينصرفان بعد الاتفاق على تبادل الاتصال الهاتفي، فيما تستمر المبالغات والأكاذيب؛ حيث يواصل رجال الأمن  البحث عن الإرهابيين، وعندما تنقطع أخبارهم عن قائدهم يُخيل إليه أنهم رهائن أو مُقيدو الأيدي والسراح في مكان ما!

مجدداً أسجل انزعاجي من عنوان «من فوق لتحت»، وأتصور أنه أساء كثيراً إلى سيناريو كريغ هوز، الذي تناول قضية فكرية على جانب كبير من الأهمية، كذلك أهدر جهد مخرج موهوب اسمه ياسر هويدي قدم عملاً فنياً رائعاً وظف فيه، وعلى أكمل وجه، عناصر التصوير والموسيقى والمونتاج والتمثيل، وبقي أن نتيح له فرصة إخراج فيلمه الروائي الطويل.

يشارك في المعرض 15 فنانة من داخل الكويت وخارجها

«أنا ربيع» يدعم فيلماً سينمائياً يناقش قضايا المرأة

كتب الخبرلافي الشمري 

احتضن «فا غاليري» معرضاً فنياً جماعياً بمشاركة فنانين من داخل الكويت وخارجها تأكيداً لدور الفن في خدمة المجتمع.

تدعم الأعمال التشكيلية العمل السينمائي وتسانده من خلال تنظيم فعاليات فنية، تجسد أرقى المعاني النبيلة للفن الذي يروج للحرية ويمنح فرصة تحديد المصير وانتقاء ما يراه الفرد مناسباً له بعيداً عن أي شكل من أشكال الوصاية.

ونظم فاغاليري معرضا جماعياً بعنوان «أنا ربيع» شارك فيه 15 فناناً من الكويت وخارجها لتمويل فيلم سينمائي ينتصر لحقوق المرأة في أي بقعة من العالم، ومن المقرر تنفيذه خلال الفترة المقبلة.

معالجة

تعالج معظم الأعمال المشاركة في المعرض موضوعات المرأة ومعاناتها والمحاذير المفروضة عليها من قبل الأفراد أو المؤسسات، بينما تسير أعمال أخرى في اتجاه تسليط الضوء على الحريات العامة وحريات العمل الإعلامي وكذلك قضية السحر من خلال أساليب فنية متباينة تعبر عن رؤى الفنانات المشاركات في المعرض.

تمويل

بدوره، أكد المدير التنفيذي لفا غاليري إبراهيم القصاب أن الهدف من المعرض دعم الفيلم السينمائي «أنا ربيع»، معتبرا أن للفنون دورا كبيرا في خدمة الأمور الإنسانية لاسيما أن قصة الفيلم تسلط الضوء على قضية إنسانية تعانيها المرأة في مختلف أنحاء العالم.

وثمّن القصاب دور الفنانات اللاتي تبرعن بأعمالهن دعماً لتمويل الفيلم السينمائي ما يدل على شفافيتهن وصدق مشاعرهن تجاه المجتمع، مقدراً للفنانات اللاتي لم يدخرن وسعا في هذه المشاركة، مبينا أن اللوحة الحقيقية، التي نسجن تفاصيلها الإنسانية، تقدم صورة ناصعة ومضيئة للفن التشكيلي لاسيما في التزامهن بقضايا المجتمع وهمومه.

واستطرد القصاب في الحديث عن المعارض الفنية التي دأب فا غاليري في تنظيمها مبيناً أنها تمزج بين الفن والتسوق في آن، وأضاف:» نهدف إلى تسليط الضوء على التجارب الشبابية الحديثة وكذلك التركيز على رسالة الفن النبيلة، لأن ثمة أولويات في العمل الفني يجب الاهتمام بها ومنحها حقها لاسيما دور الفن في الأمور الخدمية والإنسانية لأن الفن ينبعث من منطلقات إنسانية».

قضية إنسانية

تنوعت موضوعات الأعمال إذ شملت التضييق على الحريات والسحر والبحر والمرأة التي حظيت بنصيب الأسد من المعروضات، وتشير الفنانة أميرة بهبهاني إلى أن عملها الفني يتمحور حول المرأة ويعرض للمرة الأولى ضمن هذه الفعالية التي جاءت لدعم فيلم سينمائي يركز على قضايا المرأة، معتبرة أن للفن دورا كبيرا في خدمة القضايا الإنسانية.

وعن مشاركتها في المعرض، أعربت الفنانة شيخة سنان عن سعادتها للمساهمة في فعاليات فنية يذهب ريعها لخدمة أمور إنسانية ومجتمعية، مشددة على ضرورة مساهمة الفنان في تأصيل رسالته الفنية المتكئة على منطلقات إنسانية تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع ثقافياً وبصرياً.

مهرجان برلين

أما مخرج الفيلم رامي ياسين فأعرب عن سعادته باستقبال الفيلم بهذه الطريقة المشجعة للمضي في تنفيذه لاسيما أنه يسلط الضوء على حكاية فتاة تبحث عن طرق تخلصها من العادات والتقاليد التي تقيدها وتحد من حريتها من خلال أحداث درامية سيتم تصويرها في أماكن منوعة، مشدداً على أن الفيلم سيعرض خلال مهرجان برلين السينمائي المقبل في العام 2014 وفقاً للاتفاق المبرم مع إدارة المهرجان.

وعن عملية تصوير الفيلم، لم يحدد المخرج بدء تصوير العمل مكتفياً بالقول أنه سيبدأ التصوير خلال الفترة المقبلة عقب تحديد أعضاء فريق العمل.

المشاركات في المعرض

شروق أمين وأميرة بهبهاني وثريا البقصمي وسوزان بوشناق وشيخة سنان وسهيلة النجدي ودينا قبازرد وشيدا أزاري ورولا دالي وهبة عابد وهيلدا حياري ومنى كردي ومريم سامي وآية كنفاني وفرح معرفي.

Star Trek الجديد... الغاية في {المجموعة

كتب الخبرروجر مور 

يمكن وصف الأفلام الجديدة في سلسلة Star Trek الطويلة كما يلي: ترتكز حقّاً على {تشاطر الثروة}. فلا يقوم كيرك، سبوك، بونز، وبعض المقاتلين بالقمصان الحمراء بالأعمال الجريئة كافة، في حين يكتفي الباقون بالجلوس مكتوفي الأيدي.

تذكر جوي سلدانا: {لا شك في أن مخرجاً جيداً يملك فريقاً ممتازاً من كتّاب السيناريو، الذين يرغبون في إعداد فيلم متكامل، سيبذلون قصارى جهدهم لإعطاء كل ممثل حقه}. تؤدي سلدانا في Star Trek Into Darkness نسخة أكثر تعقيداً من الملازم أوهورا، مقارنة بأجزاء السلسلة الكلاسيكية السابقة. توضح أن جي جي أبرامز وفريقه لم يكتفوا باختيار ممثلين جيدين، بل أعدوا أيضاً أدواراً مميزة ومشاهد متقنة.

لا يتحلى زميلها، سيمون (سكوتي) بيغ، بالدبلوماسية مثلها، فيقول: {أعتقد أن ذلك يعود إلى أن كريس باين لا يحب الاستئثار بالكاميرا بقدر بيل شاتنر}.

القيادة

في فيلم Star Trek Into Darkness، يذوق سولو طعم تولي القيادة للمرة الأولى، يعاني سكوت وخز الضمير، وتضطرب أوهورا بسبب مَن تخسرهم أو قد تخسرهم في مواجهة مميتة. ولا شك في أن توزيع الأدوار العادل هذا في أفلام Star Trek لفت نظر المعجبين والنقاد على حدّ سواء. فقد أشادت مجلة Hollywood Reporter {بالأبعاد البشرية} الإضافية و{بالتيارات الخفية} بين الشخصيات، علماً أننا قلما نرى هذه الأمور في الأجزاء السابقة من Star Trek.

حظي أبرامز ببعض المزايا في هذا المجال. فقد أكّد أنه ليس أحد أشدّ المعجبين بسلسلة Star Trek. لذلك شعر بأنه يملك مطلق الحرية ليعدّل الشخصيات والقصص. وبخلاف المسلسل التلفزيوني، اختار عدداً من أكبر الممثلين في أدواره الرئيسة. فسلدانا (34 سنة) نجمة سينما، واسم بيغ (42 سنة) أشهر من نار على علم في الكوميديا البريطانية الحديثة.

تخبر سلدانا: {اختارني جي جي لأنه يدرك طريقتي في التعبير عن المشاعر والأحاسيس. يكفي أن تعطيني لمحة عامة وتوضح لي الوضع وتحدد لي من أي أبدأ عاطفياً وأين علي أن أنتهي، وأنا أقوم بالباقي، مقدمة فيضاً من المشاعر. أعيش كل لحظة بلحظتها. هذه هي مقاربتي إلى التمثيل والسينما. لو كنا حقّاً على متن السفينة لكنت شعرت بتوتر كبير. فلا شك في أن خسارة أعواني كانت ستحزنني وكنت سأموت خوفاً لمجرد التفكير في احتمال مقتل سبوك. كنت سأشعر بالغضب لو أن الرجل الذي أحب يقدِم على مخاطرة كبيرة. فإن أخفق، فسيموت وينتهي الأمر}.

 اختير بيغ، نجم Shaun of the Dead والوجه الفكاهي في أفلام Mission: Impossible، ليضفي لمسة مضحكة إلى Star Trek. ويتقبل بيغ هذا الواقع برحابة صدر. لكن الفيلم الجديد يحوّل سكوتي المهندس إلى بطل أو بالأحرى بطل فكاهي.

يذكر بيغ: {كان علي أن أحسّن لياقتي البدنية وأخضع لكثير من التمارين. أقمت في سانتا مونيكا (كاليفورنيا)، حيث كان علينا القيام بكثير من الخطوات المضنية، نحو مئة خطوة. كان علينا الاستعداد لأي أمر، التدلي من مكان ما خلال لقطات عدة، الركض، القيام بمجهود بدني كبيرة المشهد تلو الآخر. عليك أن تتمتع بلياقة بدنية كبيرة كي تُرسل إلى الفضاء}.

حبكة

يتفادى مَن عملوا في Trek التحدث عن حبكة Into Darkness وشخصياتها، علماً أن هذا الجزء استمد قصته إلى حدّ ما من أحد أبرز أفلام هذه السلسلة، Star Trek: The Wrath of Khan في ثمانينيات القرن الماضي. لكن المفاجأة التي رغبت سلدانا في التحدث عنها عودة عدو Starfleet الأصلي اللدود، الكلينغون. وبما أنهم لا يتكلمون الإنكليزية في هذا الجزء، فعليهم التخاطب مع خبيرة اللغات والتواصل على متن سفينة Enterprise.

تذكر: «خلال هذه النسخة من Star Trek، انصبت الأنظار على ذلك الشخص الذي كان عليه التكلم بلغة الكلينغون على الشاشة، أوهورا، أنا. لا شك في أن الحظ حالفني حين حظيت بالدور. سأتكلم لغة الكلينغون بالتأكيد. لأن شخصيتي خبيرة لغات. شاركت في فيلم Avatar وتكلمت لغة النافي. أين المشكلة؟ وقد تبيّن لي أن لهذه المسألة أهمية كبرى. فقد أصبحت لغتي الكلينغون نموذجاً لكل مَن سيتحدث بها من بعدي. وهذا مخيف!}.

مع هذا التركيز على العمل الجماعي بات كل ممثل مهماً. إلا أنهم يملكون جميعهم مسيرة مهنية ناشطة بعيدة عن سلسلة Star Trek. وبما أن المخرج جي جي أبرامز، الذي يبقي شعلة الأفلام الجديدة في هذه السلسلة حية، سينشغل بعمله مع ديزني، فهل يعني ذلك كله أن هذا آخر جزء من Star Trek سنشاهده في المستقبل القريب؟

يجيب بيغ: {أعتقد أن الفترة الزمنية الفاصلة ستكون أقصر}. بما أن الممثلين ما عادوا يحتاجون إلى وقت كبير للاستعداد للأجزاء اللاحقة، خصوصاً الأبطال، وبما أن أبرامز كثير الانشغال، {أعتقد أنه سيكتفي بإنتاج الجزء الجديد وسيكلف مخرجاً آخر بتنفيذه. هذه مجرد نظرية، إلا أنني أراها منطقية}.

Fast & Furiousi6... حلم جاستن لين 

كتب الخبركريس لي 

استحوذت الفكرة على مخيلة جاستن لين المتقدة عام 2009: مشهد هروب ناري تظهر فيه سيارة قوية وهي تصطدم بجسم طائرة خلال الإقلاع. وأصرّ على تحقيقها حتى جاء فيلم Fast & Furiousi6.

خلال إنتاج Fast & Furious (الجزء الرابع من سلسلة The Fast and The Furious، التي حصدت نحو 1.6 مليار دولار حول العالم منذ عام 2001)، طلب المخرج جاستن لين من الفنانين، الذين يصممون مسبقاً اللقطات على شاشة الكمبيوتر، إعداد مشهد هروب ناري تظهر فيه سيارة قوية وهي تصطدم بجسم طائرة خلال الإقلاع مع أنه لا يتلاءم مع الفيلم الذي يصوره، وكانت المجازفة مكلفة جدّاً.

قبل سنتين، لم يناسب المشهد أيضاً فيلم لين Fast Five عام 2011. يوضح المخرج: {لم تكن التكنولوجيا متطورة كفاية لإعداد مجازفة مماثلة. كذلك لم أعثر على القصة المناسبة لأدرجها فيها. صحيح أن القصة مفتوحة على الاحتمالات كافة، ولكن يجب أن نحرص على أن يكون تسلسلها ملائماً. أرفض أن أقحم هذه المجازفة في الفيلم لأنها مميزة فحسب}.

ولكن مع إطلاق Fast & Furious 6 صار بإمكان المشاهدين الاستمتاع بمشهد اصطدام السيارة بالطائرة بانفجار كبير. يعود فن ديزل إلى أداء دور ويلمان دومينيك توريتو الخارج عن القانون في أفلام الحركة والمغامرة هذه التي تحظى بميزانية كبيرة. فنرات في هذا الجزء الأخير يصطدم بسيارته الدودج تشارجر SRT8 عبر مقدمة طائرة شحن سوفياتية قديمة قبل لحظات من إقلاعها عن المدرج.

إنه مشهد واحد من نحو 20 مشهداً تشعل حماسة المشاهدين في Fast 6، الجزء الأخير من السلسلة التي اعتُبرت بادئ الأمر مجرد أفلام تافهة. ولكن أعيدت صياغتها لتتحوّل إلى إحدى أبرز سلسلات الأفلام المربحة في هوليوود. {فتحولت Fast & Furious إلى مرادف لأضواء المدينة والفتيات الجميلات}، على حد تعبير لين، الذي يضيف: {شعرت أننا سنبتكر أمراً مختلفاً}.

عمل متواصل

في شهر مارس، كان لين يعمل بلا هوادة محاولاً إنهاء عمل سنة ونصف السنة من مرحلة ما بعد الإنتاج في 12 أسبوعاً. فطلب المخرج من خمسة محررين العمل على Fast 6 معاً، فيما عمل فريق من المتخصصين على المؤثرات البصرية وتصحيح الألوان في مكان آخر من المنشاة. أما عملية مزج الأصوات فاستحوذت على مسرحين بحجم صالة سينما.

فيما كان مصمم الأصوات بيتر {داونتاون} براون يعمل أمام صف من شاشات الكمبيوتير وأجهزة مزج الأصوات رمى بكرة إلى لين، فحاول المخرج رمي الطابة وإدخالها في حلقة كرة سلة على بعد نحو 15 متراً.

يذكر لين بتواضع بعد محاولته السادسة: {لا أتمرن على هذا إلا كل سنتين خلال تصوير هذه الأفلام}.

حمل المخرج النجاح لهذه السلسلة منذ أن تولى إخراجها منذ عام 2006 مع جزء The Fast and the Furious: Tokyo Drift. وعمل منذ ذلك الحين على تحسين مهاراته في لعب كرة السلة. لكن فاعلية لين تُقاس بفاعلية أكبر من خلال الأرباح التي تحققها أفلام Fast على شباك التذاكر. فقد أقنع ديزل، الذي تخلى عن أداء دور البطولة في هذه السلسة بعد الجزء الأول، بالعودة إلى مقعد السائق في Fast & Furious (الذي حقق أرباحاً كبيرة بلغت 363 مليون دولار حول العالم). كذلك ساهمت هذه الخطوة في التقليل من أهمية سباقات الشوارع في السلسلة وقوّت حضور الشخصيات.

يوضح لين: {فين شخصية أسطورية. وناقشنا ما تنقصه السلسلة: الأسطورة}.

أشاد ديزل في رسالة إلكترونية {بمشاركته المبتكرة} مع لين. وأضاف: {أبدع لين المرة تلو الأخرى، مبرهناً أنه مخرج يتمتع بأسلوب يحمل الحركة إلى مستوى جديد}.

مغامرات

على غرر الأجزاء الأخرى من Fast، يتتبع الفيلم السادس مغامرات مجموعة مرتزقة تحب السرعة (الممثلون المعهودون: الممثل والمغني تايريس، الممثلة وعارضة الأزياء إلسا باتاكاي، الممثل والمغني لوداكريس، سونغ كان، جوردانا بروستر وآخرون) الذين يهوون انتهاكات السرعة القصوى على الطرقات السريعة.

بقيادة ديزل وشخصية الشرطي المتخفي السابق التي يؤديها بول واكر، يتعاون الفريق مع العميل الحكومي لوك هوبز (دواين {ذي روك} جونسون الذي يعود بدوره من Fast Five) ويسافر إلى لندن ليحاول الإيقاع بعصابة لا ترحم مقابل الحصول على عفو حكومي شامل.

تزداد الأمور تعقيداً عندما يتضح أن الشخص الثاني في سلسلة القيادة داخل العصاب ليس سوى ليتي، حب دوم القديم (ميشال رودريغيز)، التي ظنناها ميتة في الجزء الرابع من Fast. فتبدو مصممةً على العودة إلى مجموعة Fast. حتى إنها تطلق رصاصة على حبيبها السابق.

أصبح Fast 6 الفيلم الثالث الذي يُسمح له فحسب بالتصوير في ساحة {بيكاديللي سيركس} (حيث ترى سيارة دوم من نوع دودج دايتونا وسيارة ليتي الجنسن تتسابقان بين باصات ذات طبقتين). كذلك يشمل الفيلم ابتكارات عالية التقنية، مثل سيارات معدلة تُشبه سيارات الفورمولا 1 وتعمل مثل منحدرات قفز سريعة الحركة. ولا شك في أن سيارات رجال شرطة لندن التي تصطدم بها عن غير عمد تعاني الكثير.

أضف إلى ذلك مشهد المطاردة التي يقود فيها زعيم العصابة (الممثل البريطاني لوك إيفانز) دبابة ويقضي على نحو 250 سيارة على طريق سريع إسباني.

يوضح المنتج نيل موريتز أن صانعي الفيلم رغبوا في البداية في تعزيز الحركة في هذه المشاهد بالاعتماد على الصور المعدة بواسطة الكمبيوتر، إلا أنهم اضطروا في النهاية إلى الاعتماد على كثير من مشاهد الدمار الآلي الحقيقي. يذكر موريتز: «عندما ترى الدبابة تصطدم بالسيارت على الطريق العام، فتأكد أن هذا مشهد حقيقي. راحت الدبابة تصطدم بها على الطريق في جزر الكناري».

على رغم الضغط المتواصل لإنهاء الفيلم في الوقت المحدّد كي يصدر مع موجة الأفلام الصخمة خلال الصيف من دون تخطي الميزانية المحددة، وعلى رغم الضغوط المتنامية للحفاظ على نجاح Fast & Furious، لم تظهر على لين  علامات تعب أو إجهاد. وهكذا ناقض توقعه فيBetter Luck Tomorrow، فيلم مستقل عن الجريمة بدأ عرضه في مهرجان {صاندانس السينمائي} عام 2002، فوضع المخرج على رادار هوليوود. يذكر لين: { تملك 10 بطاقات ائتمان وديناً يصل إلى 100 ألف دولار ولا أحد يؤمن بك أو يعرف ما إذا كانت أفلامك ستنجح. هل راودك هذا الشعور يوماً؟ هذا أسوأ بأشواط}.

الجريدة الكويتية في

27/05/2013

 

فيلم قصير

غزة تسخر من «الرصاص المصبوب»

إيمان جمعة/ غزة 

عندما عرضت فكرة الفيلم الفلسطيني القصيرCondom Lead للمخرجين التوأم أحمد ومحمد أبو ناصر (1988)، الشهيرين بعرب وطرزان على وزارة الثقافة في غزة، جاء الرفض بحجة أنّه «فيلم بورنو». هكذا، يخبرنا المخرج خليل المزين الذي كتب الفيلم وأنتجه ليحصد أمس جائزة «السعفة الذهبية» للفيلم القصير في «مهرجان كان».

يفتتح الشريط على مشهد لزوجين يحاولان ممارسة الجنس، إلا أنّ أصوات الطائرات الاستطلاعية تملأ خلفية المشهد لتحلّ مكان الكلام، وتمنع الزوجين من الاستمرار. وبعد محاولات متكررة، تقترب الزوجة، وما إن يهم الزوج بتقبيلها، حتى يبدأ قصف حربي جديد يمنعهما من المواصلة، قبل أن يعلو بكاء طفلتهما فتهدئها الأم، وترجع إلى جانب زوجها، وتبدأ بمداعبة قدمه، ليدوي انفجار جديد. يعود بكاء الطفلة مرة ثانية، وبينما تنصرف الأم نحوها، يقوم الأب بنفخ الكوندوم الذي كان يأمل باستخدامه ليحوله إلى بالون. لكن بعد 22 يوماً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يمتلئ منزل الزوجية بالبالونات المشابهة. ولدى أول خروج للرجل إلى الشُرفة، يفاجأ ببالونات «الكوندوم» ترمى من نوافذ القطاع ليكون مشهد النهاية. هكذا، يختصر الفيلم الفلسطيني بأربع عشرة دقيقة معاناة أهل القطاع الإنسانية، مسلّطاً الضوء على التفاصيل التي يغفلها الإعلام عادة، ليركّز على عدد الضحايا وغيرها من أخبار الكارثة. يسخر عنوان الشريط من عملية «الرصاص المصبوب» التي أطلقها الكيان الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة (2008/2009).

من جهة أخرى، يرى المزين أنّ نيل الشريط هذه الجائزة هو دليل قاطع على مهنية المهرجان وموضوعيته وجوائزه، كونه لم ينحز ضد القضية الفلسطينية، وأضاف قائلاً «الفكرة موجودة قبل الحرب، وتمنيت أن تصور داخل القطاع، لكننا عجزنا عن إيجاد ممثلة تجرؤ على إنجاز الدور كما كتب على الورق». أما عرب وطرزان فصرّحا لـ«الأخبار» بأنّ «فكرة الفيلم تلمس المعاناة الحقيقية لأناس آخرين لم تقتلهم النيران، لكنهم ماتوا من الخوف».

بسبعة آلاف دولار، أنتج رشيد عبد الحميد الفيلم ولعب بطولته إلى جانب الممثلة الجزائرية ماريا محمدي، ليتسلّم واحدة من أهم الجوائز السينمائية في العالم. ويبقى السؤال إن كانت الجائزة ستفتح الطريق أمام الشريط لعرضه في أرضه وبين جمهوره، أم ستعاود الحكومة المقالة محاربته؟

الأخبار اللبنانية في

27/05/2013

 

الفيلم شارك في 30 مهرجاناً عالمياً حصد منها 10 جوائز

"غياب طوعي" يفوز بالجائزة الكبرى بمهرجان مكناس الدولي

الدارالبيضاء - خديجة الفتحي 

تُوج فيلم "غياب طوعي" للمخرج المغربي المقيم ببلجيكا بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للشباب، الذي أسدل الستار عن فعاليات دورته الثالثة بمدينة مكناس شمال المغرب.

وتوزعت باقي جوائز المهرجان الذي عرف مشاركة 25 فيلما من كندا وبلجيكا وأميركا ومصر والجزائر واليمن ودول أخرى٬ على كل من فيلم "باب السماء" للمخرج التهامي بوخريص الذي نال جائزة الإخراج٬ وفيلم "وأنا" للحسين شاني الحائز على جائزة السيناريو.

أما جائزة مكناس الكبرى للإبداع المخصصة للمخرجين الشباب من مدينة مكناس، فعادت لفيلم "الدار البيضاء-القاهرة" للمخرجة المغربية المقيمة بمصر نجوى جابر٬ وبالنسبة لجائزة أحسن فيلم وثائقي فكانت من نصيب الفيلم المصري "أ.ب.ت" للمخرجة شيرين طلعت.

ونوهت لجنة التحكيم بفيلم "ألوان الصمت" لأسماء المدير من المغرب٬ وبالفيلم الوثائقي المصري "اسم الشهرة سهير" لفدوى العلواني.

فيلم "غياب طوعي" الحائز على الجائزة الكبرى، سبقت له المشاركة في حوالي 30 مهرجانا دوليا، من ضمنها مهرجان البندقية، وحصد 10 جوائز في مجمل هذه التظاهرات، آخرها مهرجان سوس بالمغرب الذي توج فيه أيضا خلال هذا الشهر بجائزة لجنة التحكيم الخاصة والجائزة الكبرى.

ويحكي الشريط، قصة نزال بصري صامت بين حارس أمن خاص ذو بشرة سوداء وتمثال إفريقي بحجم الإنسان وضع مباشرة أمام مقر عمل الحارس.

واعتبر وسيم هاني، الناقد الفني، في تصريح لـ "العربية نت"، أن فيلم "غياب طوعي"، يعبر عن وجهة نظر سياسية من خلال لغة سينمائية متمكنة في صوغ رؤيتها عبر الأحاسيس وبسخرية فنية حاذقة ولاذعة.

محمد بوحاري مخرج الفيلم، في تصريح لـ "العربية نت"، أشار إلى أنه لجأ في أسلوبه إلى السهل الممتنع، بالاقتصاد إلى حد كبير في الحوار، حرصا منه على بلاغة الصورة، التي تؤشر تبعا له، على تفاصيل موحية تصعد من ثنايا وتعبيرات الجسد وتشعرنا بتفاعل الدواخل النفسية للشخصية.

العربية نت في

27/05/2013

 

أيتن عامر "الزوجة الثانية" علي شاشة رمضان

السينمائيون: تحويل كلاسيكيات السينما لأعمال درامية سلاح ذو حدين

مصطفي البلك 

فيلم "الزوجة الثانية" كان مجموعة نجاحات تحالفت مع بعضها من قصة للمبدع أحمد رشدي صالح والمخرج القدير صلاح أبوسيف ونجوم الكبار سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور وسناء جميل وسهير المرشدي ومحمد نوح وحسن البارودي وعبدالمنعم ابراهيم وآخرون عزفوا سيمفونية واقعية تؤرخ للسينما المصرية ولعل هذا هو سبب انتاج مسلسل بنفس الاسم واحداثه في نفس الخط الدرامي بطولة ايتن عامر وعمرو واكد. وباسم سمرة. ومن تأليف واخراج خيري بشارة؟ 

التجربة تكررت من قبل في العار والباطنية والإخوة الأعداء. 

اختلف عدد من مخرجي وكتاب الدراما حول هذه الفكرة وصفها بعضهم بأنها افلاس. وعشوائية. ولم يمانع آخرون اذا كانت برؤية فنية مختلفة وتضيف للمشاهد وللعمل جديدا. 

مقارنة صعبة 

يقول المخرج عمرو عابدين المقارنة صعبة ويجب أن يكون القائمون علي تحويل هذه الاعمال في منتهي الحذر لأن كلاسيكيات السينما المصرية ذات طابع خاص حققت نجاحات فنية كبيرة وان لم تكن تجارية في وقت عرضها ولكنها تاريخ ولابد ان يأخذ المخرج النجم الذي يؤدي الدور حذره لان هذه الاعمال مازالت تعرض ومازال هؤلاء النجوم في الذاكرة وأيتن عامر ستدخل المقارنة مع سعاد حسني وهنا تكون المشكلة لا ننكر ان نجوم مسلسل الزوجة الثانية علي قدر كبير من الموهبة وقدموا اعمالا كثيرة ومتعددة ولكن نجوم الفيلم كانت بصمتهم واضحة فمن منا ينسي الفنان القدير الراحل حسن البارودي وجملته الشهيرة "واطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم" رجل الدين المنافق وسناء جميل والليلة يا عمدة ولم يكن الامر يتوقف عن ذلك بل ان الفيلم واقع مصري تم نقله بحرفية شديدة ولا شك أن المخرج الراحل صلاح أبو سيف يعد من اهم مخرجي السينما المصرية علي مدي تاريخها الطويل ويمكننا ان نعتبر فيلم "الزوجة الثانية" درة العقد التي تتجلي فيها مفردات واقعيته كأوضح ما يكون ولكن الخط الدرامي في المسلسل سيكون أوسع وعلي مدي اكثر من 20 ساعة. 

أما المخرج حسني صالح فيري أن تحويل الاعمال الدرامية القديمة سلاح ذو حدين.. ولا مانع من استخدام التكنولوجيا الحديثة والثراء الانتاجي الموجود الآن الذي كنا نفتقده سابقا في إعادة صياغة الاعمال مرة أخري.. ورغم هذا لا أمانع إذا كتب العمل برؤية جديدة وأفكار جديدة مختلفة تضيف له وتثريه وعلي العكس من الرأيين السابقين يرفض المخرج خالد بهجت استغلال نجاح الافلام القديمة في أعمال تليفزيونية جديدة لانه من الممكن جدا إذا لم يكن لمؤلف ماهر وسيناريست قادر علي صياغة وربط الاحداث بشكل متميز يتم تشويه القصة القديمة وفي هذه الحالة ستكون موهبتهم لخدمة المنتج والنجم بطل العمل وهذا يؤدي إلي عدم نجاح المسلسل وهنا تكون المقارنة والرجوع للنص الادبي الاصلي لان اعادة بناء السيناريو السينمائي وتحويله الي مسلسل يشبه عمل "الترزية الذين يفصلون السيناريو علي مقاس النجوم اضف إلي ذلك المخرج الذي يجب ان يضع نصب عينيه نجاح الفيلم ونجومه وانه فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية. 

ويصف الكاتب محمد أبو العلا السلاموني هذه الخطوة بأنها لهو وسعي خلف سراب والبعض يعتقد ان نجاح العمل يعني نجاح الجميع مضيفا ان ما يحدث للدراما المصرية يدل علي عدم التخطيط والادراك لدور الكاتب واهمية الكتابة.. مشيرا الي أن بعض كتاب السيناريو لا يملكون ثقافة ويتناسون كل القيم ويبحثون عن النجاح بأي وسيلة واصبحوا ترزية يفصلون المسلسلات علي مقاس النجوم بينما الطبيعي والمفترض ان الكاتب يكتب وفقا لفكره ومفاهيمه الثقافية والاجتماعية. 

العودة للنص 

بينما يري السيناريست ايمن سلامة انه لا مانع من اعادة انتاج الاعمال السينمائية وتحويلها إلي أعمال درامية بشرط أن يعود المنتج أو المؤلف للنص الادبي الاصلي وتقديم معالجة مختلفة. كما فعل الكاتب عاطف بشاي حين حول رواية عمارة يعقوبيان إلي مسلسل فهو لم يرجع للفيلم وانما عاد للرواية ذاتها ولهذا خرج العمل بشكل جديد وباضافات مختلفة واضاف سلامة اعتقد ان بعض المنتجين يلجأون إلي ذلك كنوع من استثمار نجاح العمل. ضمانا لنجاحه وتسويقه.. حيث يحصل علي توقيع الممثل قبل كتابة العمل نفسه لانه يعتمد علي اسم الفنان الذي جسد الشخصية سابقا والممثل لن يرفض عملا قام بتجسيده فنان بحجم فريد شوقي مثلا.. الممثلون يوقعون حتي قبل ان يبدأ المؤلف الكتابة وعادة هذا لا يحدث مع الاعمال الجديدة واخيرا قال سلامة اعتقد هذه موضة كسابق الموضات التي خرجت علينا سابقا وسوف تنتهي قريبا. 

روميو وجوليت 

قال أحمد أبو زيد الذي حول العار إلي مسلسل يمكن تحويل العمل السينمائي إلي درامي ولكن بوجهة نظر مغايرة خاصة وان الفن تواصل أما اذا قدم العمل بنفس الحدوتة دون اضافات فسوف يفقد عنصر التشويق والجذب واشار الي "روميو وجوليت" القصة التي قدمت عدة مرات وفي كل مرة برؤية جديدة ومختلفة وعن تحويل الفيلم لفيلم اخر بأبطال جدد قال أبو زيد اعتقد هذا صعبا لأن الفترة الزمنية المتاحة للفيلم هي نفس الفترة فكيف يستطيع المؤلف إذا اضافة رؤية جديدة ومعالجة مختلفة ورغم هذا لا نستطيع الحكم علي التجربة قبل رؤيتها فربما تنجح. 

قال السيناريست مصطفي محرم ان أمريكا تعيد كل عشرين عاما انتاج افلامها القديمة مرة أخري وباستخدام التكنولوجيا الجديدة والمخرج جيمس كاميرون سوف يعيد انتاج فيلم كليوباترا مرة أخري. لأن السينما تتغير وتتقدم كل عشرين عاما فهي صناعة تطور أجهزتها باستمرار فلا مانع ان تعاد ولكن برؤية اخري واعتقد الذي فتح باب اعادة تحويل الاعمال السينمائية الي اعمال درامية هو نجاح الباطنية خاصة مع اضافة احداث جديدة. 

يقول ممدوح شاهين منتج مسلسل "الزوجة الثانية" انه لا يري ذلك افلاسا علي الاطلاق فهناك شئ اسمه معالجة درامية حتي يكون العمل مناسبا للعصر الذي نعيش فيه فليس من المنطقي ان اقدم مثلا هذا المسلسل بنفس التفاصيل والعصر وهنا فقط اقول اني سأفشل وكم من تجارب تم تقديمها ونجحت مثل ثلاثية نجيب محفوظ حينما تم تحويلها لعمل تليفزيوني حققت نجاحا كبيرا. 

الجمهورية المصرية في

27/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)