حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من «سوبر هيرو» إلى بطل من ورق

«آيرون مان»: شبيه بن لادن يريد إسقاط النظام

لندن: محمد رُضا

 

يهدد بن كينغسلي الولايات المتحدة بالدمار الشامل. سيهاجم الرئيس الأميركي نفسه. يشهر مسدسا ويصوبه نحو أحد كبار موظفي شركة «إكسون» النفطية مهددا بأنه إذا لم يتلق مكالمة هاتفية من الرئيس الأميركي (يقوم بدوره ويليام سادلر) خلال ثلاثين ثانية، فإنه سيقتل الموظف الذي كان مرميا على الأرض أمامه يرتعد من الخوف. الرئيس يهب على قدميه ولا يبالي بالتحذير الذي يطلقه أحد معاونيه: «نحن لا نتعامل مع الإرهابيين» ويتصل بهاتف كينغسلي الجوال على الفور، لكن هذا لا يجيب، بل ينتظر مرور الثواني الثلاثين ويطلق النار على الموظف بكل قسوة.

بن كينغسلي هو - في هذا الفيلم - نسخة من أسامة بن لادن اسمها «ماندارين» (ملامح حنطية أفغانية أو عربية عامة، ملابس.. إلخ)، لكنه يبدو أكثر شراسة ونشاطا. الفيلم، «آيرون مان 3» يحتاج إليه هكذا، والممثل يوفر للفيلم هذه التنويعة من تجسيد الشر على هذا النحو. هذا مع العلم بأن العلاقة بين «آيرون مان» أو «توني ستارك» (روبرت داوني جونيور) وأفغانستان، تم زرعها في «آيرون مان» الأول، فوالد توني كان صانع أسلحة يتعامل والحكومة الأفغانية إلى أن وقع بقبضة المتمردين الأفغان الذين سجنوه وطلبوا منه صنع سلاح صاروخي خاص بهم. تحت الضغط قام بصنع ذلك السلاح لتدميره قبل أن يُقتل ليتسلم ابنه إمبراطوريته الصناعية وليطور بدلة حربية مجهزة بكل ما يحتاجه المرء لكي يطير ويطلق الصواريخ أو يضرب الأعداء.

بن كينغسلي ليس الشرير الوحيد في هذا الجزء الثالث، بل هناك العالم ألدريتش (غاي بيرس) الذي نراه في مشهد أول يدور في سويسرا سنة 1999 وهو يحاول بيع توني ستارك (روبرت داوني جونيور) فكرة علمية لها علاقة بصنع جينيات جديدة، لكن توني يصرفه. سننتقل إلى الحاضر بعد خمس دقائق لنجد ألدريتش وقد استطاع تحويل فكرته إلى حقيقة تشكل خطرا على البشرية لا يستهان به. وهو مهتم جدا بتدمير ستارك/ آيرون مان وإمبراطوريته. وهو قادر على ذلك. في الواقع محور هذا الفيلم هو كيف سيستطيع توني ستارك النجاة ليس من الموت فقط، بل كيف يحيا من دون بدلته التي تحوله تلقائيا إلى «آيرون مان». كيف سيستطيع مجابهة عدويه ماندارين وألدريتش، المتعاونين معا الهادفين إلى قلب النظام الأميركي الحالي، بذكائه وقدراته الطبيعية.

ثمة ما هو مختلف في هذا الجزء الثالث عن الجزأين السابقين.. ليس فقط أن أعداء هذا «السوبر هيرو» هم أكثر شراسة وفتكا هذه المرة، بل أن «آيرون مان» يهزم سريعا وطويلا. تفعيلة الهزيمة لا بد منها في مثل هذه الأفلام؛ إذ تجعل المشاهد - افتراضيا على الأقل - يدرك أن الضربات الموجعة التي يعاني منها بطله ما هي إلا مرحلة لعودته قويا كما يجب. هذا موجود هنا، لكن الهزيمة تأخذ شكلا متجددا محولة هذا الكيان الميكانيكي الخارق إلى بطل من ورق ولفترة طويلة. على أن التغيير الأساسي هو أن المخرج شاين بلاك الذي سبق أن قدم من بطولة روبرت داوني جونيور فيلما بوليسيا بعنوان (Kiss Kiss Bang Bang) هو من يدير شروط اللعبة بكاملها، متيحا بضعة أفكار جديدة، من بينها هذه الفترة الطويلة نسبيا التي يمثل فيها داوني شخصيته من دون بدلته الحديدية، ومقدما عملا أكثر حرارة من الفيلمين السابقين. في الحقيقة؛ الجزآن الأول والثاني لم يتميزا بكتابتهما أو بإخراجهما، بل فقط بصياغة المغامرة التي تقوم على الصدام بين الخير وما يماثله - حجما وفتكا - من الشر. مخرج هذين الجزأين كان جون فافريو الذي لا يملك أسلوب شاين بلاك السلس والمراوغ.

نرى المخرج السابق في هذا الفيلم لاعبا شخصية حارس شخصي في ربع الساعة الأولى قبل أن يدخل المستشفى مصابا بجروح خطرة جراء قيام ماندارين بتفجير «المسرح الصيني» (ذا تشاينيز ثيتر) وهو علامة من علامات شارع «هوليوود بوليفارد» في قلب هوليوود. تفجيره على مقربة من أحداث بوسطن الأخيرة يتواكب والشعور المهيمن حاليا من أن أي شيء وكل شيء قد يقع في أي مكان في أي مدينة أميركية. كما أن المشهد تعريف مبكر لما تستطيع جينيات ألدريتش فعله؛ إذ تخلق من الآدميين قوى قد تنفجر لكنها لا تموت، إذ تستطيع خلاياه استعادة أشكالها السابقة سريعا (تماما كما كانت الحال في «ترميناتور 2» مع آرنولد شوارتزنيغر وروبرت باتريك).

في أحد المشاهد، يتحدى ستارك عدوه أن يواجهه ويعطيه عنوان منزله الكبير. وبعد دقائق ها هي صواريخ العدو تدك المنزل الواقع على سفح جبل يطل على المحيط، فينطلق ستارك بالبدلة الحديدية ليضع حدا للهجوم، لكن بعد فوات الأوان وقبل أن يجد أن قواه الخارقة ما عادت تفيده.

طوال الفيلم هناك هذا التنقل بين توني الآدمي الضعيف وشخصيته الميكانيكية «آيرون مان» التي تتعثر قواها وتتعرض للخطر قبل أن تنجز الفعل المنتظر منها. إنه خلال تحوله إلى رجل عادي هارب من عدوه يتعرف على ولد صغير يساعده لتجاوز محنته وسيلعب دورا مهما بين الممثلين الآخرين الذين يقفون لجانبه ومنهم دون شيدل وغوينيث بولترو وربيكا هول.

مثير ومشوق وترفيهي من الدرجة الأولى، لكنه أيضا متعب حين التفكير بأن روبرت داوني جونيور يمثل هنا كما مثل سابقا: كثيرا ما يبدو كما لو أنه ينبري وحده بالظهور حتى ولو كان محاطا بالآخرين. العبارات الساخرة تسود حديثه، ونظراته تنطلق بعيدا.. هل يمثل داوني جونيور الشخصية باعتبارها خيالية حقا أم إنه انفرادي بطبعه؟

* شاين بلاك السيناريست

* هذا هو فيلم المخرج شاين بلاك الثاني بعد «Kiss Kiss Bang Bang» الذي فشل على نحو ذريع حين خرج للعروض قبل أربع سنوات. لكن شهرة شاين مكتسبة بكتاباته بصفته سيناريست، فهو من وضع لبنة مسلسل «سلاح قاض» Lethal Weapon حول ثنائي (أبيض وأسود) من رجال البوليس. هنا يخلق وضعا ثنائيا بين داوني ودول شيدل (أبيض وأسود أيضا) ومثل الثنائي السابق؛ واحد مخاطر، والثاني مهادن قليلا.

صالة لواحد

هوفمان يستلهم من المسرح فيلمه الأول مخرجا الفيلم:«Quartet»

إخراج: داستين هوفمان دراما/ بريطاني 2013 تقييم: (3*)(من خمسة) الخبرة الكبيرة التي يكتنزها الممثل داستين هوفمان تلتقي والخبرة الأكبر لدى عدد من الممثلين البريطانيين الذين يرصعون واجهة هذا الفيلم.. هنا لدينا ماغي سميث، توم كورتني، بيلي كونولي، بولين كولينز ومايكل غامبون الذين عملوا في السينما والمسرح منذ عقود، يلتهمون النص الذي وضعه رونالد هاروود ويلوكونه مرات عدة من دون أن يبدو علي أي منهم حركة خاطئة واحدة. يمسك كل منهم بشخصيته مبرهنا على أن فن التمثيل البريطاني ما زال مختلفا عن سواه بذلك القدر من المزج بين الفهم الكامل للشخصية والفهم السليم لمعالجتها. صحيح أن المادة المسرحية التي تشكل أرضية هذا الفيلم ليست مبهرة ولا هي شاسعة الأحداث أيضا، لكن الممثلين المذكورين يصوغون ظهورا يقوى على المادة المكتوبة بلا ريب.

تقع الأحداث في قصر اسمه «بيتشام هاوس» تعيش فيه مجموعة من الفنانين الموسيقيين المسنين الذين شهدوا نجاحاتهم في سنوات الأمس. تحديدا هناك ثلاثة من مغني الأوبرا السابقين يقدمهم الفيلم منذ البداية محددا المكان والزمان سريعا وهم ريغي (توم كورتني) وولفرد (بيلي كونولي) وسيسي (بولين كولينز).. وستنضم إليهم جين (ماغي سميث) ووجودها يثير اضطرابا كونها الزوجة السابقة لريغي منذ سنوات بعيدة.. ذلك الزواج الذي دام «تسع ساعات» كاملة قبل أن تتركه لرجل آخر. ريغي لا يزال يحبها، لكنه يخفي ذلك منتظرا منها أن تتركه وشأنه أو أن تعتذر عن الجرح العاطفي العميق الذي تسببت فيه، وهي تفعل ذلك، وعندما يتلاءمان من جديد كصديقين قديمين يكون ذلك بداية انزلاق الفيلم صوب مشاهد لا تحوي نبضا خالصا ولا طرحا جديدا.

لكن الفيلم يبدأ وينتهي على نحو أفضل من تلك الفترة المتوسطة التي تكشف عن نحافة الخط العمودي للأحداث وللنص بأسره. ربما المسرح أفضل تكثيفا وملاءمة لهذه المادة، لكن المخرج لأول مرة (الممثل) داستين هوفمان لا يدع ذلك يثنيه عن قراره بالاحتفاء لا بالمادة وكاتبها بقدر الاحتفاء بالممثلين وإدارته لهم على نحو ليس بعيدا - في مشاهد معينة - عن التقنيات التي يمارسها بنفسه.

هوفمان ليس روبرت ألتمان، وما استطاع ألتمان فعله في أفلامه التي اعتمدت على مناسبة تجتمع فيها شخصيات متنافرة في مكان واحد (خذ مثلا «عرس» و«خماسي» و«ثلاث نساء»، وكلها وردت في السبعينات) غائب هنا، وهي المعالجة الساخرة لكل القضايا الجادة التي يثيرها. نعم في «رباعي» هوفمان ذلك المرح والكوميديا، لكن السخرية هي الغائبة، وكان يمكن لوجودها فعل الكثير لصالح الفيلم.

* بداية جديدة لهوفمان؟

* ربما يكون الفيلم الأول والأخير للممثل داستين هوفمان، وربما هو بداية لبضعة أفلام ينشد تحقيقها. لكن هوفمان بدأ هذا التغيير، بصرف النظر عن استمراريته أو عداها، متأخرا بعض الشيء. هوفمان (75 سنة) عُرف بصفته ممثلا بارعا ومتنوعا منذ منتصف الستينات، وحقق نجاحه مراهقا يدخل تجربة الرجولة لأول مرة في «الخريج» لمايك نيكولز (1967)، وكرر نجاحه ذاك في «رجل كبير صغير» لآرثر بن سنة 1970، ثم شق طريقه بنجاح واحدا من أهم وجوه السبعينات والثمانينات، قبل أن ينحسر وسواه من جيله عن الشهرة ولو بقي في الأضواء إلى اليوم.

بين الأفلام

Dead Man›s Burden» »(3*) وسترن - الولايات المتحدة (2013) ثاني فيلم وسترن هذا العام (بعد «دجانغو طليقا» وقبل «ذا لون رانجر») يوفره مخرج جديد اسمه جارد موشي، ويتولى بطولته فريق من غير المعروفين بينهم بارلو جاكوبس وريتشارد ريل وكلير باون. هو قصة عائلية في الأساس حول أسرة متضامنة تجد أن عليها أن تدافع عن أرضها ضد من يرغب في أخذها عنوة. لا يحاول الفيلم الإتيان بمعجزات لا تسمح بها ميزانيته الصغيرة، بل يبقى في إطاره المتواضع ويحقق ضمنه علامات إجادة عالية.

Kiss of the Damned»»(2*) رعب - أميركي (2013) هناك توليفة غير متداولة بالنسبة لحكاية هذا الفيلم: دجونا (جوزفين دي لا بوم) مصاصة دماء تمانع الاستجابة لحب مصاص الدماء باولو (ميلو فنتيميلا)، لكن عندما تستجيب وتقع في الحب تفاجأ بزيارة غير متوقعة لشقيقتها، مما يجعلها حائرة في كيفية مواجهة خطر علاقة محتملة مع شقيقتها باولو. فنيا؛ عادي المعالجة، لكن هواة أفلام الرعب قد يتغاضون عن هذا النقص حبا في بعض المواقف المثيرة. إخراج إكزان كاسيفيتيس.

Pain & Gain»»(2*) أكشن - الولايات المتحدة (2013) بعد سنوات من محاولاته التسلل من سلسلة «ترانسفورمرز» ذات التكاليف الكبيرة لتحقيق فيلم صغير، حقق المخرج مايكل باي رغبته في إطار فيلم يدور حول ثلاثة من مدربي رياضة كمال الأجسام يقومون بعملية خطف في ميامي تنتهي بمشكلات لم تكن متوقعة. لكن هذا الانتظار الطويل تمخض هنا عن فيلم لم يكن يستحق ذلك العناء. رغم فكرته بوصفه فيلم أكشن، فإنه أطول مما يجب، ومشاهده الدموية مثيرة للأعصاب، وليست للتشويق.

التقديرات:

(1*):رديء - (2*):وسط - (3*): جيد - (4*): ممتاز - (5*): تحفة

شباك التذاكر

«ألم وربح»: المركز الأول

1 (-) Pain & Gain: $20,244,605 (2*) مارك وولبرغ ودوان جونسون يخفقان في الجريمة وينجحان في شباك التذاكر

2 (1) Oblivion: $17,803,425(2*) يتراجع فيلم توم كروز للمركز الثاني ولو أنه ما زال قويا.

3 (2) 42: $10,657,443(3*) دراما في ملاعب الرياضة من بطولة شادويك بوزمن وهاريسون فورد

4 (-) The Big Wedding: $7,591,663(1*) روبرت دي نيرو ودايان كيتون يقودان بطولة هذه الكوميديا الباهتة

5 (3) The Croods: $6,726,918(3*) فيلم الأنيماشن لترفيه الصغار حول شخصيات من العصر الحجري.

6 (5) G.I. Joe: Retaliation: $3,701,825(2*) أكشن من بطولة دواين جونسون وهو يواجه وفريقه مؤامرة كبرى

7 (4) Scary Movie 5: $3,434,451(1*) كوميديا رديئة تسخر من نفسها وأفلام الرعب وتنسحب سريعا.

8 (7) Olympus Has Fallen: $2,863,245(3*) أكشن مع مواقف سياسية حول جيرارد بتلر يدافع عن الرئيس

9 (6) The Place Beyond the Pine: $4,734,077(3*) رايان غوزلينغ لص محترف يقع في مشكلات قانونية

10 (9) Jurassic Park 3D: $2,374,886(2*) ديناصورات ستيفن سبيلبيرغ تستعد لمغادرة جمهورها

سنوات السينما

1933: كوميديا من الإخوة ماركس

كوميديا، وبعد عصر السينما الصامتة، لمع على الساحة فريق من الممثلين الكوميديين باسم «الإخوة ماركس» وهم غروشو وتشيكو وهاربو وغامو وزيبو. كانوا ممثلين مسرحيين في الأساس ونقلوا نكاتهم ومواقفهم إلى السينما، فظهروا في سبعة عشر فيلما (حتى عام 1957) أبرزها تلك التي تمت في الثلاثينات ومنها «حساء البط». شكلوا لمعانا وتقديرا كبيرا، لكن ليس من بين أداءاتهم ما يوازي ذاك الذي لدى عباقرة الكوميديا الصامتة: بستر كيتون وتشارلي تشابلن وهارولد لويد، ولا أفكار لوريل وهاردي الفذة.

الكوميديا الشهيرة الأخرى للعام كانت «الشارع 42» للويد باكون الذي عمل في السينما منذ 1914. هذا الفيلم الموسيقي قدم حفنة من الممثلين الذين تبلوروا نجوما فيما بعد ومنهم جنجر روجرز ودك باول.

مدينة ملاه هندية تكلفت ما يقرب من 300 مليون دولار

«أدلابس إيماجيكا» اعتمدت على مزيج من الثقافة والأساطير

بيون (الهند): براكريتي غوبتا  

من نشأ على حب القراءة ومشاهدة القصص الخيالية الإنجليزية أو الاستماع إليها سيشعر بالألفة عندما يدخل مدينة الملاهي الهندية الشبيهة بديزني، ويمر عبر نقطة التفتيش الأمنية. سيجد الذئب الشرير الضخم يعوي وينفخ في الخنازير الثلاثة الصغيرة على سطح من الطوب، بينما توجد بجانبه شجرة بازلاء عليها عش من البيضات الذهبية، بينما جاك يقف في الركن. وإذا سار قليلا نحو الأمام سيجد المرأة التي سحرت الأميرة تتسلق جدائل روبونزول الذهبية، وبيضاء الثلج تستمتع بحفل شاي مع الأقزام السبعة.

يتم الترويج لمتنزه «أدلابس إيماجيكا» الذي تبلغ تكلفته ملايين الدولارات بالقول إنه شبيه ديزني لاند، حيث يمتد على مساحة 32 فدانا في موقع وسيط بين عاصمة السينما والتجارة مومباي ومدينة المتقاعدين بيون. وتمثل هذه المدينة الجديدة رد الهند على القول إنها لن تستطيع أبدا بناء مثل هذه المتنزهات بسبب عدم تلبية البنية التحتية لمعايير بنائها. إنه أول متنزه ترفيهي بمعايير عالمية يقام في الهند وتبلغ تكلفته 294 مليون دولار. وتمتلك النسخة الهندية من «ديزني لاند» قلبا هنديا، فهي تقدم جولات مستوحاة من الأفلام الهندية والشخصيات الأسطورية وحصون المغول، وبها ديناصورات، ولا توجد أي شخصية كارتونية أميركية.

يتكون المتنزه من ستة أقسام منها «أوروبا» و«آسيا» و«الهند» و«جزيرة العرب» و«جامبو أفريقيا». ويقدم كل قسم مجموعة خاصة من الجولات وعوامل الجذب بأسماء هندية مثل السيد هندي. المتنزه الترفيهي مقسم إلى مناطق كل منها يناسب فئة عمرية. منطقة «الأدرينالين» تقدم مجموعة من الرحلات بالقطار الأفعواني. أما الأطفال الصغار فلهم نصيب الأسد، حيث توجد جولات مختلفة منها القوارب المتصادمة ونافورات تفاعلية وقطارات أفعوانية صغيرة وسيور متحركة عليها عربات ومقاعد على شكل خيول وطائرات. كذلك هناك مجموعة من الرجال الذين يسيرون على عصي خشبية والسحرة والمهرجين.

من المؤكد أن الجولة التي تشبه جولة بالمروحية وتسمى «أنا للهند» مثيرة للفضول. أحكم الزائرون رباط أحزمتهم، بينما ترتفع المقاعد وتعرض الشاشة التي توجد على بعد 90 قدما في الأسفل مشاهد لمروحية حقيقية تحلق على مناطق شهيرة في مختلف أنحاء البلاد. وهناك رحلة لأصحاب القلوب الشجاعة فقط هي «غولد راش إكسبريس» التي ترمي الزائر من ارتفاع 66 قدما، ثم يعقب ذلك الإسراع عبر أنفاق ومناجم ذهب بسرعة مذهلة تبلغ 65 كيلومترا في الساعة. ويأتي بعد ذلك دوران سريع وتأرجح على آلة الرعب، مما يؤكد أنك ستكون في عالم مختلف لمدة 30 دقيقة. ولإضفاء المزيد من الإثارة والمغامرة على الزيارة، يوجد بالمتنزه قتال ببنادق الليزر، حيث ينقذ الزائرون علي بابا من الأربعين حرامي، وهي من قصص «ألف ليلة وليلة». وتشمل الجولة استهداف اللصوص ببنادق الليزر. وتوجد في المتنزه السحري أيضا عروض مسرحية وعرض الليزر، فضلا عن عروض شارع أخرى. ويخترق شعاع الليزر الجميل الهواء ليصل إلى السماء. وتكتمل الصورة بالسحرة والذين يتلاعبون بالكرات في الهواء والمهرجين فضلا عن عروض أخرى.

ولعل أكثر عامل جذب في هذا المتنزه هو «مستر إنديا» المستوحى من فيلم هندي بالاسم نفسه، ويتضمن شخصية شرير مزعج. وخلال جولة مستر إنديا يمكن للزائر مشاهدة الممثل الهندي الحائز للأوسكار عن فيلم «المليونير المتشرد»، أنيل كابور، والنجمة الهندية سرديفي، يقاتلان النجم الشرير الشهير موغامبو. يعرّف السيد الهندي (أنيل كابور) وسيما (سرديفي) الزائرين بمعملهما المذهل واختراعهما الجديد وهو السيارة الطائرة التي يمسك بجهاز التحكم فيها قرد آلي شقي. ويدخل الزائر بعد ذلك «موغامبو» الذي يأخذ الأطفال كرهائن حتى يحصل على سوار الإخفاء. وعلى الزائرين الجلوس في السيارة الطائرة ومساعدة السيد الهندي في إنقاذ الأطفال من موغامبو الشرير من خلال السترات النفاثة ورشاشات المياه.

ولمحبي الجولات المائية، هناك مغامرة نهر ديناصور راجاسوراس التي ينتقل خلالها الناس عبر قارب إلى وادي نارمادا، حيث تم اكتشاف هذا الديناصور في الثمانينات. ويبحر القارب عبر العقبات المنحنية قبل أن يغطس وهو يتجه نحو منحدر وعر. وتتضمن الجولات أيضا السقوط الأفقي وأكبر قطار أفعواني. وتشبه هذه الجولة كثيرا «جوراسيك بارك ريفير أدفينشر» في استوديوهات شركة «يونيفرسال» في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية بما فيها من ديناصورات بكل الأحجام تبدو حقيقية وهي تلتهم ضحاياها وسقوط مرعب داخل المياه. ومثل أكثر الجولات على الجانب الأيسر من المتنزه، يعرض قبل بداية الجولة فيلم قصير لتسلية الزائرين بينما يصطفون انتظارا لدورهم. وهناك جزء مبهر آخر في هذا المتنزه يحمل اسم «غضب الآلهة»، يتضمن تكنولوجيا متقدمة مع شخصيات أسطورية هندية. إنه يوضح غضب قوى الطبيعة من رياح ونار وماء بسبب الضرر الذي يلحقه الإنسان بها، مما يعد بمثابة درس لطيف للأطفال حتى ينشأوا على احترام الطبيعة.

وتتسع «إيماجيكا» لاستقبال نحو 15 ألف زائر يوميا وتعتزم جذب ما يتراوح بين 2 و3 ملايين زائر سنويا. ويبلغ سعر التذكرة 1200 روبية للبالغين و900 للأطفال خلال أيام العمل، أما في العطلات فيزداد السعر بمقدار 300 روبية. ورغم أنها ليست رخيصة الثمن، فإنها بالتأكيد أقل كثيرا من تكلفة الرحلة إلى «ديزني لاند» في الولايات المتحدة. ويمكن لمن يستطيع دفع ألف روبية إضافية للتذكرة التخلص من الانتظار في الطوابير الطويلة.

تعد منطقة حقبة المغول جذابة هي الأخرى. «لعنة سليمغار» مقامة فوق حصن مسكون بالأشباح توجد به زنازين وغرف تعذيب وأميرة «مسجونة إلى الأبد» تلقي التحية على الزائرين. وتمت تسمية هذا الجزء باسم حصن يعود إلى حقبة المغول في دلهي تحول إلى سجن خلال في عهد الإمبراطور أورانغزيب، أعظم أباطرة المغول. وإذا شعر الزائر بالجوع فيمكنه العثور على أربعة مطاعم تقدم أصناف متنوعة. هناك «ريد بونيه» الأميركي، و«زيزي بار آند غريل» الذي يقدم أصنافا من المطبخ الأفريقي، و«أرمادا» الرومانسي الذي يقع في سفينة ومقام على الطراز الإسباني، و«روبرتوز فود كوستر» الذي يوجد في سرادق كبير ويقدم طعاما تقليديا عبر قطار طعام أفعواني يحمل الأصناف المتميزة التي يعدها الطهاة. والمتنزه مخصص للذوق الهندي، فليس على الزائرين السير إذا أرادوا، بل يمكن أن يتنقلوا بسيارة. ووضع مصممو المتنزه ارتفاع درجات الحرارة والأمطار الموسمية في الحسبان، لذا حرصوا على توفير الكثير من الأماكن الداخلية المغطاة. يقول مانموهان شيتي، مؤسس المتنزه «لا يوجد أثر لهوليوود في المتنزه الترفيهي الهندي لعدم اهتمام الهنود كثيرا بالأفلام الأجنبية. لا يشاهد الأفلام الأميركية سوى 8 في المائة من الجمهور، في حين يعشق الباقون السينما الهندية».

الشرق الأوسط في

03/05/2013

 

ابنة الإسكندرية التي تحدّت عائلتها لتصبح أشهر كوميديانة

زينات صدقي "الخلطة السرية" لخفة الدم

القاهرة - أحمد مهران:  

في العشرين من مارس/آذار الماضي ،2013 مرت مئة عام على مولد الفنانة زينات صدقي أشهر كوميديانات مصر والوطن العربي التي ولدت في عام ،1913 لأب وأم مصريين، وبين أربع شقيقات هن “سنية ورسمية ودولت وفاطمة”، ولم تستمر في التعليم كبقية شقيقاتها، حيث أنهين جميعاً التعليم الإلزامي، ولم يكملن تعليمهن الابتدائي .

تشبه زينات صدقي “بنت بحري” مدينتها “الإسكندرية”، فهي تحمل في ملامحها الجمال الأوروبي، من حيث الوجه الأبيض المشرب بحمرة، والعينين الملونتين، غير أن الروح مصرية تحمل البصمة الإسكندرانية، إذا ارتدت الملابس الفاخرة والحلي والمجوهرات، بدت وكأنها سيدة أرستقراطية من أكبر عائلات حي “زيزينيا” الأرستقراطي، وإذا ما ارتدت “الجلباب البلدي، والملاية اللف، ومنديل الرأس” فلست في حاجة إلى التأكيد أنها “بنت بحري” الدافئة الحنون، التي تملأها الطيبة، غير أنها تسيطر عليها أحاسيس متناقضة مثل البحر، يمكن أن ترتفع بها إلى قمة الثورة والاندفاع، ثم تعود إلى الهدوء والصفاء .

ولدت “زينب” ابنة محمد سعد، وحفيظة حسن، في حي بحري، واحد من أشهر أحياء إسكندرية، لأب تاجر محب للغناء، وأم محبة للطرب لدرجة أنها طلبت من زوجها اقتناء”عود” فقط للعزف عليه لمجرد أنها تعشق أن تسمع الغناء وليس احترافه، ما زرع بداخل زينب حب الفن والتعود عليه، غير أنها عندما أرادت احتراف الفن بعد وفاة والدها، تصدى لها أعمامها، حتى عندما قررت دراسة الفن من خلال التحاقها بمعهد التمثيل والخيالة الذي أنشأه الفنان زكي طليمات بالإسكندرية، لم يستمر المعهد وأغلقته الدولة بحجة أنه ضد الآداب العامة والتقاليد، فقررت زينات الهرب من الإسكندرية إلى لبنان بصحبة صديقتها خيرية صدقي التي منحتها اسم الأب “صدقي” لتتخفى بعيداً عن أعين عائلتها، باستثناء أمها التي ساندتها ووقفت بجانبها، بل وهربت معها إلى لبنان .

نجحت زينات في الغناء في بيروت غير أنها تلقت علقة ساخنة من مطربة القطرين “فتحية أحمد”، لأنها أخذت أغانيها دون إذن منها، فقررت زينات مقاطعة الغناء والعودة إلى القاهرة لتلتحق بكازينو بديعة مصابني كراقصة .

لم تفلح زينات في الرقص الشرقي، ولم تقبل ارتداء ملابس الرقص، فألحقتها بديعة بفرقة نجيب الريحاني الذي منحها اسمها الفني لتصبح “زينات صدقي” وتبدأ رحلتها مع الفن مسرحاً وسينما من خلال مدرسة الريحاني .

لم تكن نجمة أولى فوق “الأفيش” أو تترات الفيلم، ولكنها كانت نجمة أولى في الكوميديا وخفة الظل، بل وندر ألا يعتمد عليها مخرج أو منتج في عمل له، لدرجة أن نجمات هذا الزمان كن يتسابقن للعمل معها، وليس هي من سعت إليهن، ورغم نمطية الشخصية التي قدمتها طوال مشوارها الفني تقريباً، فإنها تفردت بها، وتفوقت من خلالها .

خفة دم، وأسلوب خاص من نوعه في أداء متفرد، لم يسبقها إليه أحد، ولكن ربما حاولت كثيرات بعدها تقليدها لكنهن فشلن، لأن الأصل لايزال راسخاً في أذهان محبيها، صاحبة “القبعة ذات الريش”، التي تفاجئك بأنها تضع فيها “كتاكيت” .

لم تكن زينات تحفظ أدوارها في النصوص التي تلعبها فوق خشبة المسرح، أو السيناريوهات التي تسند إليها لتقدمها على شاشة السينما، ليس لأنها أمية تجهل القراءة والكتابة، كما يظن الكثيرون، لكنها لم تكن تحفظ أدوارها لأسباب أخرى، فكانت تؤمن بأن الإبداع حر لا يمكن تقييده بقيود ثابتة، تقرأ النص المسرحي، وما إن تصعد إلى خشبة المسرح، حتى تدخل في الشخصية، وتنسى زينات، وتتذكر فقط الشخصية، وتتركها تتصرف كما لو كانت تتحرك أمامها، وليس لزينات وجود . كذلك في السينما تقرأ السيناريو والحوار، وما إن تدور الكاميرا تنطلق ولا يستطيع المخرج أن يوقفها، تؤدي المشهد ليس فقط كما كتبه المؤلف ويريده المخرج، بل ربما أفضل مما تصورا، رغم أن الجمل التي تنطق بها ليست هي تماماً المكتوبة، لكنها تؤدي المعنى وأفضل منه .

هكذا تميزت في كل دور قدمته، فرغم نمطية الأدوار، لكنها في كل مرة تفاجئك بالأداء مع كل فيلم جديد لها، تقع في حب إسماعيل ياسين، ولا تتورع أن تلعب معه لعبة “القط والفأر”، ويوافقها والدها عبدالفتاح القصري، خوفاً من لسانها السليط، وتعاني لوعة الحب من طرف واحد مع عبدالسلام النابلسي، بعد ليالٍ طوال قضتها”سنية ترتر” في أحضان “الوسادة الخالية” .

أطلق النقاد على زينات صدقي كثيراً من الألقاب “بنت البلد، خفيفة الظل، ورقة الكوميديا الرابحة، العانس”، وكلها ألقاب أحبتها لأنها كانت تقربها من الجمهور، غير أن أفضل لقب عشقته هو لقب “الفنانة”، فقد عشقت الفن، لكنها لم تدخل من باب المسرح أو السينما، ورغم ذلك أعطياها الكثير، قدمها المسرح ثم أعادت السينما اكتشافها، وأصبحت القاسم المشترك في أغلب أفلام نجوم زمانها، يوسف وهبي، نجيب الريحاني، محمد فوزي، أنور وجدي، إسماعيل ياسين، كمال الشناوي، عبد الحليم حافظ، في أدوار الخادمة أو الجارة أو الحماة، ثم تشارك فاتن حمامة، شادية، ماجدة، مديحة يسري، سعاد حسني، وغيرهن من نجمات السينما المصرية، في نفس الأدوار تقريبا، ولكن بأداء مختلف، لدرجة أن الأفلام التي شاركت في بطولتها تجاوزت 400 فيلم، دارت جميعها حول شخصيات بعينها منها الأم أو الحماة “سليطة اللسان”، “الخادمة” التي تستخدم حيلتها لتنقذ البطلة من مأزق، وأحياناً تكون هي السبب في هذا المأزق، أو “بنت البلد الماكرة”، التي لا تتورع أن تستخدم أظفارها ضد كل من يقترب من كرامتها التي تعتز بها، رغم فقرها وعوزها .

نجحت زينات صدقي في أن تحتوي كل هذه الأوصاف، و”الأصناف” إن جاز التعبير، فقد برعت في أداء شخصية “العانس” التي تبحث عن عريس، أي عريس، رغم جمالها الظاهر، وعينيها الملونتين، وكما برعت في دور “سليطة اللسان” برعت أيضاً في دور الأم الحنون لأغلب نجوم ونجمات السينما المصرية، وتكالب عليها المنتجون لدرجة أنها قدمت في العام 1953 ثمانية عشرة فيلماً، وفي العام التالي له 1954 ثلاثة وعشرين فيلماً، وهو رقم لم يصل إليه أي من نجوم السينما المصرية باستثناء شريك الدرب والنجومية الفنان إسماعيل ياسين الذي تجاوزها في عدد الأفلام، وتفوق عليها ببطولاته المطلقة التي قدمها في سلسلة أفلامه .

مخرجو الكارتون‏..‏ خارج دائرة الضوء

محمد عبد العلي 

في ظل الاهتمام بالفنون البصرية ومجالاتها المتعددة‏,‏ توجد طاقات هائلة من المبدعين يبحثون عن فرصة للانطلاق بلا حدود‏,‏ و في نفس الوقت يشكون من التجاهل والتهميش ويطرقون السبيل إلي الشهرة‏,‏ وغالبا يلقون اللوم علي الاعلام الذي لا يلقي بظلاله علي مواهبهم التي تعد تجارب وإسهامات جديرة بأن تتطلع اليها الأجيال الجديدة‏.‏

الأهرام المسائي يرصد احدي مخرجي الرسوم المتحركة الذي لم يحظ بما لا يليق ومكانته الفنيه‏,‏ كنوع من رد الاعتبار‏.‏

يقول اشرف كمال مخرج أفلام رسوم متحركة بالمركز القومي للسينما بعد تخرجي من قسم الرسوم المتحركة في كليه الفنون الجميلة بالأقصر منذ عام‏2000‏ بتقدير امتياز‏,‏ لم احظ بالتعيين كمعيد داخل الكلية بالرغم من تميزي‏,‏ واعد واحدا من العشرة الاوائل علي مستوي الجمهورية‏,‏ مشيرا الي تعلمه فن التحريك وهو طالب علي يد المخرجه الراحلة مني ابو النصر‏,‏ مكنه من امتلاك الادوات الفنية من مونتاج‏,‏ سيناريو‏,‏ اخراج‏,‏ جرافيك‏,‏ الاضاءة اضافة لتعلمه برامج الموشن بلدر والثري دي‏,‏ ولندرة خريجي الرسوم المتحركة ساعده في الحصول علي وظيفة مخرج بالمركز القومي للسينما عام‏2003‏ بمرتب زهيد ارتفع بعد‏10‏ سنوات الي‏900‏ جنيه فقط‏.‏

ويرجح كمال ان سبب عدم تسليط الاضواء علي مخرجي الرسوم المتحركة هو المحاولات الغير مدروسة من بعض شركات الانتاج الخاصة متواضعة الإمكانيات‏,‏ التي تضطرهم للاختصار في تقنية التحريك علي حساب القيمة الفنية وأيضا عدم الاهتمام بدراسة الدراما الحركية‏,‏ اضافة الي ندرة الخبرة التي تؤدي لعدم القدرة علي منافسه الأفلام الأجنبيه المدبلجة‏,‏ مما يجعل هذا الفن يتعرض للتجاهل والتهميش علي المستوي المحلي‏,‏ ليعاود المتخصصون البحث عن اي عائد مادي آخر حتي اصبحوا خارج دائرة الضوء‏.‏

تشهد منافذ إلكترونية جديدة للوصول إلى محبي السينما

الأفلام القصيرة تستنجد بـ "اليوتيوب"

تحقيق: أيهم اليوسف  

يلجأ مخرجو الأفلام القصيرة إلى نشر أفلامهم عبر اليوتيوب لتدارك اقتصار عرضها على الشاشة الكبيرة خلال المهرجانات فقط، وفي ظل المنافسة بين هاتين الوسيلتين دخلت وسائل تقنية متطورة مثل “إن لايتس” لتعلن بداية مرحلة جديدة من حياة الفيلم لتحقيق شهرة ومردود مادي أكبر حتى ولو بعد مضي أكثر من سنتين على إنتاج الفيلم وعرضه في دور السينما والمهرجانات . التقينا بعض المخرجين، وناقشنا معهم سبل عرض أفلامهم، ومدى الاعتماد على الشاشة الكبيرة واليوتيوب، والأدوار المتوقعة للوسائل المتطورة لنشر الأفلام .

أوضح طلال محمود، مخرج فيلم “أم خنور” أن صالات العرض متوافرة، لكن المشاهدة الجماعية فعالة في المهرجانات، التي يتنفسون من خلالها، وتحقق لهم تغطية إعلامية كبيرة، ورغم ذلك يعتبر أن الانتشار الأكبر هو عبر اليوتيوب، الذي يستغله بعض المخرجين المبتدئين لعرض أفلامهم لأكبر فئة من الناس .

وقال محمود: هناك طريقة جديدة لعرض الأفلام من قبل شركات خاصة لتوزيعها على مستوى العالم، ونود أن يكون لديها ثقة بالمنتج المحلي كي تعطيها حقها في الظهور على أوسع نطاق . واختتم حديثه: أتعب كثيراً لنشر أفلامي، وأحجز قاعات في القصباء وقصر الثقافة، وأدعو الناس لمشاهدة أفلامي فيها .

طارق الكاظم، طالب في جامعة “SAE” في دبي، قدم فيلم “هدوء” بعد أن كان ينجز أفلاماً قصيرة في السابق بغرض التدريب في الجامعة، وقال: تعتمد نسبة المشاهدة الحقيقية على المهرجانات السينمائية، وفي السنة الماضية شاهد ما يزيد 85 شخصاً فيلمي القصير في صالات العرض، وبعد انتهاء المهرجان بأشهر قمت بتحميله على اليوتيوب، وحقق أكثر من 1000 مشاهدة . وأضاف: رغم تحقيق اليوتيوب نسبة مشاهدة أكبر، لكنني أفضل عرضه على الشاشة الكبيرة، لأنها تعطي الفيلم الانطباع الحقيقي من ناحية الصوت والصورة .

من جهته أوضح منصور الظاهري، ماجستير صناعة أفلام من “فيلم أكاديمي”، ومخرج فيلم “سراب نت” أنه شارك في أكثر من مهرجان ونال فيلمه “عيال الصقور ما تبور” صدىً واسعاً بين الجمهور في صالات العرض والقنوات المحلية وقناة هولندية، تم وضعه على “اليوتيوب” كي لا يفقد قيمة المشاهدة في صالات العرض، لأنه صرف عليه مبالغ كبيرة، ورغم ذلك فقد حقق نحو 25 ألف مشاهدة، لذلك يعتبر أن المشاهدة عبر اليوتيوب قد حققت له انتشاراً أكبر بين الجمهور .

وعن الأسباب التي تدفع المخرجين إلى تحميل أفلامهم على اليوتيوب قال: نعتمد على أنفسنا في تغطية تكاليف أفلامنا، ونحصل على جوائز في الخارج، وبعدها نرفعها على موقع اليوتيوب لتكون قريبة من الجمهور، وهي تستحق المشاهدة .

أما عبدالله عارف، موظف في جامعة الشارقة، فقد كان يخرج إعلانات توعوية مصورة، ثم انتقل إلى الأفلام القصيرة، وشارك في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي بفيلم “نصف حياة”، ووجد أن لكل من الوسيلتين دورها المهم في انتشار الفيلم، ولكن إدارة المهرجانات تمنع عرض الأفلام على اليوتيوب قبل مدة متفق عليها، لذلك لا يحق لهم أن يتصرفوا بها، إلا بعد انتهاء تلك المدة، ولو عرض الفيلم على اليوتيوب فلا يحق لصاحبه أن يشترك به في أي مهرجان .

وقال عارف: للفيلم عمر محدد يمر خلاله بصالات العرض، ثم ينتقل إلى صفحات الإنترنت، ما يعني أنه لا تعارض بين المرحلتين مادام الهدف هو الترويج للفيلم وتحقيق الهدف منه .

بيّنت ميرة المطوع، مخرجة فيلم “أجمع شغفي” أنه تزامناً مع ثورة التكنولوجيا وزيادة أدوات عرض الفيلم أصبحت الصالات متطورة جداً وتستوعب التقنيات الجديدة في العرض، وتتيح المهرجانات فرصة لالتقاء أكبر عدد ممكن من المخرجين وعرض أفلامهم على الجمهور . وقالت: يعد اليوتيوب منفذاً جيداً لتسليط الضوء على المواهب الجديدة، ليس فقط في مجال السينما، بل في الغناء وكل المواهب الفنية .

مريم فروحي، مخرجة فيلم “سراب” قالت: أتمنى أن نعتمد على شاشات السينما لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة، ولا نستطيع أن ننكر دور التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية .

وأضافت: لا أعتقد أن عرض الأفلام على اليوتيوب يقلل من قيمتها أو العكس، لأن قيمتها تتركز في طرح وتناول الفكرة، واستخدام العناصر والأدوات المناسبة في الشاشة ضمن خطة إخراجية متقنة .

أكد سامر المرزوقي، مدير سوق دبي السينمائي، أن الأفلام القصيرة تعد الناتج الأكبر لديهم في الخليج، ولا تعرض إلا في المهرجانات، وقال: يتيح اليوتيوب مشاهدة الفيلم لكل المتصفحين من مهتمين وغير مهتمين بالسينما، بعد سنتين من الإنتاج والمشاركة بها في المهرجانات، ولكنها تفقد قيمتها، لأن هناك ملايين المقاطع التي يتم نشرها عبر هذه الطريقة .

وأضاف: ظهرت وسيلة جديدة لعرض الفيلم، وهي “إن فلايتس” لعرض الفيديو حسب الطلب، واستطاع طيران الاتحاد مؤخراً عرض أفلام إماراتية خلالها، وهي تنقسم إلى “أونلاين” مثل “اليوتيوب” و”الفيميو” و”أمازون” أما القسم الثاني فهو ما نشاهده عبر التلفزيون عن طريق الدفع، وظهرت وسيلة ثالثة، وهي شراء بعض القنوات الأفلام القصيرة بمبالغ بسيطة وعرضها على المشاهدين .

واختتم سامر حديثه بقوله: هناك مواقع إلكترونية متخصصة لعرض الأفلام مقابل مبلغ مالي بسيط على كل مشاهدة، وهنا يتم استهداف المعنيين بمشاهدة الأفلام القصيرة، وهي أجدى طريقة للانتشار، وتساعد هذه الوسائل في زيادة العمر الافتراضي للفيلم بعد سنتين من إنتاجه .

عين على الفضائيات

زمن الزهايمر

مارلين سلوم  

اليوم يصادف ذكرى رحيلها السادس والعشرين . في عالمنا العربي نكاد لا نتذكرها، رغم أننا نتباهى بأنها ولدت في مصر .

رغم شهرتها العالمية، بقي الحنين يشدها نحو النيل والأرض السمراء، فعادت إليها وهي على قمة الشهرة . أبت إلا أن تغني بلهجتها، وتقتحم عالم السينما لأول مرة من أجل مصر، واستجابة لرغبة المخرج الكبير يوسف شاهين، قدمت معه “اليوم السادس”، واسترسلت في الغناء لمعظم المدن والمحافظات المصرية في كوكتيل مميز، يشاهده الناس اليوم عبر اليوتيوب ويتبادلونه عبر “الفيس بوك” .

إنها داليدا ذات الملامح الإيطالية الجميلة واللكنة البارزة . تلك التي ولدت في شبرا، وغنت لها، ولم تتنكر لأرضها يوماً . ليس غريباً أن ننساها، ولا نحيي ذكرى مولدها أو رحيلها، لأننا نمر بزمن “الزهايمر” المتعمد، فنغيّب عقولنا، ونستسلم لكلمة السلاح والسياسة والصراعات، فيمر عبد الحليم ومعه أحمد زكي وقبلهما أم كلثوم وعبد الوهاب، وبعدهم داليدا، كأننا لا نعرفهم، وكأنهم لم يمروا من أرض النيل ولم نسمع بهم من قبل .

فرنسا تحتفل كل عام بذكرى داليدا، لماذا وهي إيطالية - مصرية لا عرق فرنسي في دمائها؟ فقط لأن فرنسا أحبت داليدا وآمنت بموهبتها واحتضنتها طويلاً وهي على قيد الحياة، ثم احتضنتها وهي تحت التراب في مقبرة المشاهير في حي مونمارتر، حيث أقيم لها لاحقاً تمثال بطولها الحقيقي . كذلك وضعت صورتها على طابع بريدي .

الدولة الغربية تحتفي بداليدا وتعيد الإذاعات على مسامع الناس أجمل أغانيها، فماذا نسمع نحن؟ داليدا تركت أغنيات باللهجة المصرية، فماذا فعلنا بها؟ لم يكرمها أحد، ولا يحيي ذكراها حتى أهل الغناء، فهل عرف المصريون “استغلال” حبها لبلدهم وغنائها له للترويج لبلدهم وإبراز مدى جماله وعمق حضارته وتشجيع الأجانب على “حب مصر” من خلال صوت داليدا؟

داليدا لا يشبهها أي صوت، ولا تلتقي مع أشهر المغنيات في العالم سوى في نقطة “اللاتشابه”، حيث تشعر بأن كل منهن حالة فريدة لا تتكرر بالصوت والخامة والأداء، وهن مميزات فعلاً وأعمالهن خالدة سواء كن من عداد الأحياء أو الأموات . “لا أحد يشبه فيروز وأم كلثوم” من حيث خامة الصوت والأداء، ولا أحد يشبه داليدا ويمكنك معرفة أغنياتها من بين الملايين . تميزت بثقافتها وبجديتها وحرصها الشديد على كل تفاصيل أعمالها . غنت بتسع لغات، وكانت أول من قدم الأغاني بطريقة الفيديو كليب . أكثر من 125 مليون أسطوانة بيعت خلال حياتها، وقد تجاوزت الثمانية ملايين اسطوانة بعد مماتها .

“بلدي يا بلدي أنا بدي أروح بلدي” . . . “كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي” . . غنت للبلد كابنة بلد أصيلة فجعلت الناس يغنون “بلد المواويل وبرج الزغاليل” في كوكتيل “أحسن ناس” . 

من لم يعرف مصر من قبل عشقها من أغاني داليدا ورددها بلكنتها .

*  *  *

الصوت الجميل يناديك . الموهبة تفرض ذاتها على الجميع ويصفق لها كل الكبار .

قد تتخطى موهبة المتسابق وقدراته الصوتية، قدرات كثير من أعضاء لجان التحكيم الجالسين أمامه خلف منصة برامج اكتشاف المواهب، وتراهم لا يملكون سوى التصفيق له وإبداء إعجابهم و”انبهارهم” به.

من هؤلاء “الموهوبين بقوة”، نسمة محجوب التي خرجت من برنامج “ستار أكاديمي” نجمة، لتجد نفسها تتخبط في عالم الغناء، لا سند لها سوى أسرتها ووالدها المخرج والمنتج علاء محجوب الذي كان حريصاً على دعمها، فأنتج لها أول ألبوماتها “هتقولي إيه” .

صوت نسمة تتخيله آت من زمن عتيق، يوم كانت الأصالة في كل شيء، وكان النقاء في كل شيء . صوت واضح وقوي، وفتاة جريئة في الأداء ولا تخاف أن تعطي لإمكاناتها حريتها وكل المدى لتنطلق وتعلو وتهبط كيفما تشاء . تميل إلى الطرب كثيراً، وتنجح في الأغاني الشبابية إن أرادت أن تقدم أغنية قريبة من جيلها، خصوصاً أنها قدمت أغنية بالإنجليزية في الألبوم، وصوتها يذكرك بالمغنيات الأجنبيات، فتراها في أداء قريب من ويتني هيوستن مثلاً .

نسمة محجوب تحدت السوق و”تجار” الغناء، وقدمت نفسها بنفسها، مع أن موهبتها كما قلنا كفيلة بجذب المنتجين والملحنين والكتاب إليها، واشتراكها في برنامج لاكتشاف المواهب، كان الخطوة الأولى التي أطلت من خلالها على ملايين الناس، وحققت لها أولى خيوط الشهرة . لكن يبدو أن هذه البرامج تبقى مجرد خطوة ناقصة، لا تتلوها خطوات حقيقية تساهم في دعم المواهب التي تستحق الشهرة، علماً أن العالم العربي يحتاج إلى هؤلاء الموهوبين، شرط أن يرافقهم موهوبون في التلحين والكتابة .

smarlyn111@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

03/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)