حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ماهر عبد الرحمان:

تجربة مريرة مع الوثائقي

حوار صالح سويسي - تونس

 

علاقة ماهر عبد الرحمان بالإعلام قديمة، انطلقت في سنّ مبكرة وتحديدا خلال الدراسة الثانوية، وتمّ تكليفه برئاسة تحرير نشرة الأخبار في القناة التونسية في سنّ الثامنة والعشرين. ثمّ وبعد سنوات قليلة شارك في تأسيس أول قناة عربية تبثّ عبر الأقمار الصناعية وكان رئيس تحرير الأخبار فيها..

عاد إلى تونس وأسس أول وكالة أنباء تلفزيونية مستفيدا من تجربة ثرية ومتنوعة بين بريطانيا وأمريكا، هذا فضلا عن عمله كخبير لدى اتحاد إذاعات الدول العربيّة وهيئة الإذاعة البريطـانيّة، ومستشارا لدى عدد من القنوات والجهات الإعلاميّة العربيّة.

أنتج ماهر عبد الرحمان عددا هامّا من البرامج والأفلام الوثائقية وقدم للتلفزيونات العربية أفلاما تسجيلية مهمة.

·     تجربة طويلة وثرية في مجال الإعلام المرئي.. بين تونس وعدد من العواصم الأوربية والعربية توزعت اهتماماتك المهنية وتنوّعت، من أين يمكن أن نبدأ رحلة التعرّف على بعض ملامح هذه التجربة بعد كل هذه الأعوام؟

التـجربـة بـدأت مبـكّـرة جـدّا. فمـن هـوايـة قـراءة الشـعر في بـرنـامج خـاصّ بالمستـمعيـن في إذاعـة صفـاقس، إلـى تقـديم البـرامج ثم قـراءة النشـرات الإخبـاريّـة الصبـاحيـّة قـبل ذهـابي إلى المعهـد الثـانوي. ثـمّ استـمـرت عـلاقتي بالإذاعـة بـعد دخـولي الجـامعة في تـونس نـظرا للتـجربـة السـابقـة في إذاعـة صفـاقس الجهـويّـة وإثـرهـا كمـذيع أخبـار تلفـزيونيـة في جـانفي 1980 وكنـتُ في بـدايـة سـنّ العشـرين. استمـرّت التـجربـة في التـحـرير والريبـورتـاج إلى حـد تعييني رئيس تحـرير للأخبـار للقنـاة الأولـى، وكـان عمـري 28 عـاما. وبـعـد بـعث القنـاة الـتلفـزيّـة الثـانيـة سـنة 1989 والتـي كانت تُـعرف وقتـها بالقنـاة المـغاربيّـة ، طـُلب منّـي تـأسيس قسم للأخبـار

اجتـهدتُ في إعـطاء بـعد جـديد للمـادّة الإخبـاريّـة شكـلا ومضـمونـا لأنـنـا جميـعا صـدّقنـا في البـداية وأنّ هنـاك ريـاحا جـديدة من الـتـّغييـر، ومـن الديمقـراطيّـة. وكـانت نشـرة "المـغاربيّـة"، وخـاصّة مع انـدلاع حـرب الخليـج الأولـى أكثـر النشـرات مشـاهدة مقـارنـة بالقنـاة الأولى وقنـاة فـرانس2 التي كـان لـها بثّ أرضي، وقنـاة "راي" الإيطـاليـّة. ووصلت نسب المشـاهـدة حسـب استـطلاع لشـركـة "العمـوري" في ذاك الوقت تفـوق الـ 80 بالمـائة.

لـكن تبيّـن فيمـا بعـد وأنّ المسـألـة كـانت مسـرحيّـة محبـوكـة. فبـعد فتـرة السنـتيـن الأوليين من  الحـريـة، عـادت التـعليمـات كمـا كـانت في عهـد بـورقيبـة. فسعيـتُ جـاهـدا أن أغـادر التـّلفـزة إلى أيّ ميـدان آخـر. وكـانت رحمـة ربـك كبيـرة حيـثُ تم الاتصـال بي بـدايـة سنـة 1991 للالتـحاق بلنـدن للمشـاركة في تـأسيس إدارة أخبـار الأم بي سي. ورغـم الاعتـراض على مـغـادرتـي للتـلفـزة التـّونسيّـة والـوعـود، خيـّرتُ الانسحـاب والـدخـول في تـجربـة جـديدة خـارج حـدود الـوطن. وكـان الأمـر مـغـامرة لأنّ الأم بي سي كانت أوّل قنـاة عـربيّـة خـاصّـة تبـث بالأقمـار الصّـناعيـّة، ولا يـُعـرف مـدى إمكـانيـّة نـجاحـها. لكـن كنـتُ في وقت ما مستـعـدّا للالتحـاق بـإحـدى المنـظمـات الـدوليـة للعـمل كمتـطوّع حتـّى أهـجـر التـلفـزة التـّونسيّـة.

كـان لي الشـّرفُ في الأم بي سي، أن أكـون أوّل عـربيّ يتـولّـى رئـاسـة تحـرير الأخبـار. ونـظرا لخـبرتي السّـابقـة، واطـلاعي على التـجـارب الـدوليـة، ودراستـي للإعـلام في تـونس والـولايـات المتـحدة، تمـكّنتُ من إنتـاج أهـم نشـرة إخبـاريّـة عـربيّـة علـى الإطـلاق في وقتـهـا. وكـانت لي زيـارات مكثـفـة لأمـريكـا انـطلاقا من لنـدن، وكـُنتُ، بوصـفي أيـضـا مديـرا للعمليـات الـدوليـة في الأم بي سي، عـضـوا في الجمعيـّة الأمـريكيّـة لمـدراء الأخبـار، وهـي جمعيـة مفتـوحـة أيـضا للمسـؤولين في القنـوات مـن خـارج أمـيركا.

المـرحلـة الأخيـرة كـانت اختيـاري تـأسيس وكـالة أنبـاء تـلفـزيونيّـة انـطلاقـا من تـونس. والحمـد للـّه، ورغـم الصـعوبـات الجمّـة السـّابقـة تمكنّـتُ من العمـل. وكـان غـطائي ارتبـاطي الـوثيق بالقنـوات التـلفـزيونيّـة الـدّوليـة الـذي كـان تـرسـا لي ضـد أيّ تعسّـف، إذ كـان هنـاك في عهـد بن علـي احتيـاط كبيـر في التـّعـامل مع الإعـلام الخـارجي حتـّى لا تقـوم عليـه الحمـلات.

وبالتـّوازي مـع إدارتي للـوكـالـة، أعمـل خبيـرا لـدى اتـحاد إذاعات الدول العـربيّـة وهيئـة الإذاعـة البـريطـانيّـة، ومستشـارا لـدى عـدد من القنـوات والجـهات الإعـلاميّـة الـعربيـّة.

·        أنتجت عددا من الأعمال الوثائقية التلفزيونية ، كيف تقدم هذه التجربة ؟

أعشـقُ البـرامج الـوثـائقيّـة، لأنها بـاختصـار تختـزل كـلّ المـعارف وتقنيـات الإنتـاج في مـجال الإنتـاج السّـمعـي والبـصري لتقـديم مـادّة تـرسـخُ في ذهـن المتـفـرّج وتُسـاهمُ في تـكوينـه. ونمـا هـذا العشـق لـديّ طيلـة السـنوات العـشر التي قضيـتها في بـريطـانيا حيث كنـتُ أتـابع بشغـف كبيـر إنتـاجات البي بي سي من الوثـائقيـّات، وهـي من أرفـع طـراز مـوجود في العـالم.

لـكـن للأسـف، الـوثـائقي في الـدّول الـعربيّـة هـو آخـر اهتـمام القنـوات العـربيّـة.

·        وما هي أسباب ذلك في رأيك؟

أسباب عديدة، السّبـب الأوّل هـو أنّ إنـتـاج الوثـائقيّـات يـأخـذ وقتـا طـويلا في الأبـحاث والتـحضيـر ثـمّ التنفيـذ. والتـلفـزيونات العـربيّـة ليـس لـها الصـبـر على الانتـظار الـطـويل لإنـتـاج الوثـائقيّات الحقيقيـة لأنّ  هـذا النـّوع من الإنتـاج يفتـرض تخـطيـطا علـى مـدى طـويل. فالبي بي سي مثـلا، لـها كـاتـالوج لمشـاريع إنتـاج الـوثـائقيّـات يمتـدّ علـى خمـس سنـوات. ومثـل هـذا التـخطيط هـو من ضـروب الخيـال في الإعـلام التـلفـزيوني العـربي.

امّـا السبب الثـاني، فـهو مـادي، إذ أن الإمكـانيّـات والأبحـاث المعمّـقـة والـوقت الـطويل للإنتـاج والـذي يتـطلّب أحيـانا سنـوات، مكلفٌ للـغـايـة. فـلائحـة الأسـعار للبي بي سي يمـكنُ أن تقـارب المليـون ونصف المليـون دولار لإنتـاج سـاعـة واحـدة من الوثـائقيـّات المتميـّزة، وهـذا المبـلغ يـوازي ميـزانيـّة مسـلسل رمضـاني في أغلـب القنـوات العربيـّة.

ولـذا، تُخيـّر التـلفـزيونـات العـربيّـة شـراء برامـج وثـائقيّـة مـدبلـجة وجـاهـزة آنيّـا للبـثّ وبأسـعار متـدنّيـة، أي حـوالي ألف دولار للـوثـائقي. وهـي عـادة وثـائقيّـات أنـتجت في دول غيـر عـربيّـة وتـم استـهلاكهـا لسنـوات طويلـة قبـل عـرضـها عـلى البـيـع لشـركات الـدبلـجة.

لهـذا لـم أُوفّـق في الحقيـقة عـلى تـلبيـة طمـوحي في إنـتـاج الـوثـائقيّـات كمـا أُريـدهـا. ففـي السـنـوات الأولـى من محاولاتي في هذا الميدان، أنتـجتُ بـعض الـوثـائقيّـات بميـزانيـّات محـدودة. لـكن لـم أوفّق في تسـويقـها، وعـرضت علـيّ إحـدى القنـوات الـدوليّـة سـعرا لا يغـطّي تكلـفـة الأشـرطـة المسـتـخدمـة لتـصـوير هـذه البـرامج. لـكن اضـطررتُ للتـفـريط فيـها لمـوزّع أوروبّي حتـّى تـرى النـّور، وشـاهدتـها بنفسـي علـى أكثـر من قنـاة، لكـنّ المـوزّع لـم يـدفع قـرشـا واحـدا.

كمـا كـانت لي تجـاربُ أخـرى مـريـرةٌ احيـانا مـع قنـوات عـربيّـة، حيـثُ أنفقـتُ الكثـير من الأمـوال على مشـاريع لم تكتـمـل بسبـب سـوء الإدارة في بـعض القنـوات العـربيّـة، وفسـاد بـعض المسـؤوليـن في أخـرى.

·     كيف يمكن أن نتحدث عن خصوصية الفيلم الوثائقي التلفزيوني؟ وما هي أهم مقوماته وما الذي يجعله مختلفا عن شقيقه السينمائي؟

أهـمّ اختـلاف بيـن الفلـم الـوثـائقي والفلم السينمائي هـو طبـعا الاختـلاف بيـن الـواقـع والخيـال الدرامـي.

فالوثـائقي ينقـل لـك الحقيقـة كمـا هـي، لكـن باستـخدام أدوات بحـث وتحـليـل تـأخـذ من مختـلف العـلوم الأخـرى سـواء منـها الصحيـحة أو الطبيـعيّـة أو الإنسـانيّـة مثـل علـم النـفس والاجتـماع بمختلـف فـروعـه. فمنـتج ومخـرج الـوثـائقي يـجب أن يـأخـذ في الاعتبار أنـه يقـوم بعـمل يقـتربُ أكثـر مـا يُمـكن للعلميّـة، أي أن يكتـبُ سينمائيا مـع الـتّـقـيـّد بالصـّرامـة العلميـّة. وهنـاك أمثـلـة قُبـلت فيـها بـعض الأفـلام في الجـامعـة كبـحث علـمي. ومثـال عـلى ذلـك، نـيل المـخرج التـونسي فـريد بـوغـدير شهـادة الـدكـتوراه بفلـمه الـذي يـُوثّق للسينـما الإفـريقيّـة.  

والـوثـائقي في تقـديري الخـاصّ هـو اختـزال بالصـّورة والصـّوت للأبحـاث العلميّـة في كـلّ مجـالات المعـرفـة بـدون استثنـاء، مـع تبسيـط ضـروريّ حتـّى يفـهم المشـاهـدُ مهمـا كـان مسـتواه الثـّقافـي المـوضوع. وهنـا تكمـُن الصعـوبـة العمـليّـة حيـثُ أنّ التـبسيـط العـلمي عـن طـريق الوثـائقيّـات ليـس دائمـا بالأمر السـّهـل إذ يتـطلّب مقـدرة فـائقـة علـى التـحكّـم بتقنيـات الإنـتاج السينمائي أو التـّلفـزيـوني، وإخضـاعـها لعـمليّـة نشـر المـعلـومـة العلميّـة دون المسـاس بقـواعـد الـدقّـة.

امـّا الكـتـابـة الدراميّـة في  السينما فهـذا أمـر آخـر يخضـع فقـط لخـصوبـة الخيـال، وتقنيـات كتـابـة السّينـاريـو.

·     من بين أهم أعمالكم سلسلة "زمن بورقيبة" والذي بات وثيقة تاريخية مازالت القنوات تتداولها مع كل مناسبة تتعلق بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فضلا عن الاستشهاد بمقتطفات منه، في رأيك هل أنّ هذا يؤكد نجاح فكرة الفيلم وطريقة إنجازه؟

نجـاحُ وثـائقي "زمـن بـورقيـبـة" بحـلقـاته السـتّ، يكمـُن حسـب اعتـقادي فـي عـدّة أسبـاب:

أوّلـها في شخـص بـورقيبـة نفسـه بـاعتبـاره شخـصيّـة وطنيـّة وتـاريخيّـة، ليس في تـونس فقـط، بـل وفـي العـالم الـعربي، وحتـّى الغـربي. وهـو شخصـيّـة كـاريـزمـاتيّـة لا يـمكـنُ المـرور عليـها بـدون جلـب الانتبـاه لـه، سـواء اتفقـت مـع سيـاسـاتـه أو اختـلفت معـها، اعتبـارا إلـى أنّـه وضـع بصـمـة عميقـة على المـجتـمع التـّونسي، وكـانت لـه مـواقف صـادمـة من قضـايا دوليّـة من ضمنـها القضيـّة الفلسطيـنيـّة.

والسّبـب الثـّاني كـان استـئنـاسي بالعمـل العلـمي في التـّأريـخ. فقـد سعيـتُ جـاهـدا أن اعتـمد أكثـر مـا يمـكنُ من الشـهـادات الحيـّة لمـن عـاصـروا بـورقيبة، واعتـمدتُ الـرّأي والـرّأي الـداعم، والرأي والـرّأي المخـالف، وفـي هـذه الحـالـة الأخيـرة، وعنـد التضـارب، كنـتُ ألـجـأ للمـؤرخيـن للفصـل.

نصّ الحـلقـة الأولـى كتبـهُ الـزميـل الـهادي الحنـّاشي، وهـو صـاحب فـكرة المشـروع لقنـاة العـربيّـة، وأدخلـتُ عليـه تعـديـلات لـخلق نـوع من التـوازن، وإضـافـات لأحـداث مـرّ عليـها النـصّ مـرورا سـريعـا مثـل الصـراع البـورقيبي اليـوسفـي.

وفي الحلقـات الخمـس اللّاحقـة غيّـرتُ تمـاما من أسلـوب الكتـابـة التـي تـولّيتـها بنفسـي، خـاصّـة حلقتـي حـرب بنـزرت والصـراع مـع ديـغـول، ثـمّ حلقـة النـزاع العـربي الإسـرائيلـي ونـزاع بـورقيبـة مـع عبـد النـّاصـر، وبـعـدها التجربة الاشتـراكيّـة ومشـروع الـوحدة مـع ليبيـا. فـكـان النـصّ قليـلا مقـارنـة بالشهـادات لأنّـها الأهـمّ. لـكن كـان مـونتـاج هـذه الشـهادات حسـب خـطّـة تـأخـذ في الاعتبـار طـرح الإشـكاليّـة، ثـمّ البـحث عـن أجـوبتـها مـن خـلال مجـرى الأحـداث مـع غـربلـة الشـهادات، وتـرك مـا هـو غيـر متـأكـد أو مشـكوك فيـه جـانبـا

أما العنصـر الثـّالث فـهو أن هـذا الـوثـائقي أتـى بـقـراءة مـختـلفـة عـن القـراءة الـرسميّـة لزمـن بـورقيبـة. فالمشـكل الـذي كـان مـطروحـا، ولا يـزال مستمـرّا إلى اليـوم هـو أن تـاريـخ بـورقيبـة ظـلّ مكتـوبـا بطـريقـة دعائيّـة، واستـمرّ تـدريسـه بالمـعاهـد علـى هـذا الأسـاس، حـتى أن بـعض الأسـاتـذة، وإلـى اليـوم، يـطلبـون من طلبـتهـم مشـاهـدة وثـائقي "زمـن بـورقيبـة" باعتبـاره وثيقـة شـاملـة تلـخّص لأهـم محـطات الحكـم للـزعيـم الـراحـل باستقـلاليّـة وحيـاد.

والحمـد للّـه، فـإن هـذا  الـوثـائقي ضـرب رقمـا قيـاسيّـا في إعـادة بثـّه سـواء في قنـاة العـربيّـة أو في قنـوات أخـرى، وبيـعت منـه عشـرات الآلاف من النسـخ علـى الأقـراص المضغـوطة سـواء في  الخلـيـج أو في تـونس.

·     بحكم خبرتك في مجال الأخبار من ناحية والوثائقي من ناحية أخرى ما حدود التلاقي بين الوثائقي وبين الربورتاج تلفزيوني.؟ أو إلى أي مدى يمكن اعتبار بعض التحقيقات المصوّرة أفلاما وثائقية؟

الربـورتـاج هـو تغـطيـة لحـدث آنـيّ عـابـر. وعـادة مـا يـكون وصفيّـا ونقـلا للحـدث مـن زاويـة معيـّنـة. ومهمـّتـه الأسـاسيّـة هـي الإخبـار. أما التحقيق فهو الـربـورتـاج الـذي يبـحث في الأسبـاب، ويـحـاول قـراءة النّـتـائج والآثـار المتـرتّبـة عـن الحـدث. وغـايـته عـادة خـدمـة المصـلحة العـامّـة بتـوعيـة المُشـاهـد عن مسـألـة تهُمـّه.

أمّـا الـوثـائقي الحقيـقي، فيـذهب شـوطـا أبـعد، إذ يـجمـعُ بيـن الإخبـار والـتـوعيـة والتـثقيف والتّـعليـم. وهـو مقيـّد أكثـر مـن الأجنـاس الصّـحفيّـة الأخـرى بـضرورات الدقـّة العـلميّـة التـي ذكـرتُـها آنفـا.

وأقـول "وثـائقي حقيـقي" لأنّ أغلـب مـا يُسمّـى وثـائقيّـات في الدّول العـربيّـة، هـو عبـارة عـن ربورتاجات إخبـاريّـة، أو تحقيـقـات ممـطّـطة لا تفـي بالحـاجـة الكـاملـة في الأهـداف المـُراد تحقيقـها من خـلال الـوثـائقـي.

كمـا أنّ تقنيـات الإنتـاج تختـلف بـيـن الـوثـائقيّـات من جهـة والربورتاج من جهـة أخـرى. فالـريبـورتـاج يعتـمد تقنيـة الإنتـاج البسيـطـة من تـصويـر ومـونتـاج وكتـابـة للنـصّ. لـكن الـوثـائقـيّ، وحتـّى يـرقـى لاسمـه ووظيـفـته، فـإنّـه، وحتّـى يشد المشـاهـد إليـه، يـحـاول أن يقتـرب أكثـر من تقنيـات الإنتـاج السينمائي. وهـذه التقنيـات معقـّدة ومكـلفـة. ولـهـذا لا غـرو وانّ اهـم الوثـائقيّـات في العـالم هي التـي أنتـجهـا السّنـمائيـّون.

·     اليوم بعد ما اصطلح عليه بالربيع العربي، أصبحت الأعمال الوثائقية مثل سيل جارف، الجميع دون استثناء أصبح يصوّر ويقدم مساحات زمنية على أنّها أفلام وثائقية، كيف تنظر لهذا الأمر من وجهة نظر المتخصص؟

الثـوثيق عمـل هـامّ جـدّا سـواء قـام به متخصـّصـون أو حتـى مصـوّرون هـواة. لـكن الفـرق هـو فـي وجـود القصـة من عـدمهـا. والفـرق بيـن المهنـيّ والهـاوي، يكمـنُ في طريقـة حـَبـْك القصّـة، ونقـل الـرؤيـة أو الفـكرة إلى المتـفـرّج، والقـدرة على الكتـابـة بالكـاميـرا.

وحتـّى نُطـلق عـلى أيّ عمـل إنـتـاجي تسمـية وثـائقـي بالفـعل ويـؤّدي وظيـفتـه، أُعيـد التـّأكيـد علـى مـوضـوع العلميّـة في المعـالـجـة.

لكـن التـوثيق مهمـا كـان الطـرف الذي وراءه، فلـه قيـمتـه. فمـا لا تـراه قصـّة اليـوم، قـد يـكون كـذلـك في زمـن قـادم. قـد لا يعنيـك فـِلـم ينـقل لك حـركـة المـرور اليـوم لأنـك تشـاهـدهـا في كـلّ الأوقات، وتـعرف أنـواع السيـارات وأشكـالهـا، والطـرق التي تسيـر عليـها، وتصـرف السـائقين، وهنـدامهم، إلخ.... لكـن هـذا الفلـم الـذي لا قيمـة له اليـوم يصـبح كنـزا من المعـلومات بعـد ثلاثين عـاما لمـعـالجتـه وتحـليـله. بالضبـط مثـلمـا تنـظر بكـلّ حمـاسـة وحنيـن أحيـانـا إلى فلـم أو حتـّى صـورة فتوغرافية لمـدينتـك أو حيـك في الخمسينـات أو الستيـنـات، فتقـرأ في البنـاءات وأشـكالـها، ولبـاس النـّاس ومـا يسـتخـدمـونه... لـذلـك يُصبـح الفلـم الذي لا قيمـة له اليـوم كنـزا معلـومـاتيّـا في المستقـبل.

·     نعلم جميعا أنّ حظ الأعمال الوثائقية سواء التلفزيونية أو السينمائية قليل من حيث العرض خاصة في القاعات السينمائية، في رأيك ما سبب هذا الغياب أو التغييب؟

المسـألـة ليـست خـاصّـة بقـاعات السينـما في تـونس أو الـدول العـربيّـة، بـل في كـلّ العـالم. قاعات السينـما مخصّـصـة دائمـا للفلـم الـدرامي وليس للتـوثيقي. فـلا يمـكن أن تـذهب في أمـريكـا لمشـاهـدة فلـم وثـائقي في قـاعـة سينمـا رغـم وجـود الآلاف منـها ورغـم إنتـاج مئـات الأفـلام سنـويّا في هوليوود.

هنـاك حـالات نـادرةّ مثـل فلـم "فـاهرنهـايت 9/11" للمخـرج الأمريـكي مـايكـل مـور.

ولأنّ الفلـم الـوثـائقي يلتمـس تفسيـر الوقـائع، فـإنّ الـواقـع ليـس مـرغـوبا دائمـا، ويتـمّ تـجاهلـه في أحيـان كثيـرة أو حتـّى محـاربتـه. لـهـذا لا يمـكنُ أن يـكون لـه انتشـار واسـع كمـا للسّيـنمـا لأنّـها مهمـا صـوّرت الـواقع، فـإنّه يتـمّ اعتبـاره مـن قبـيل الخيـال الأدبـي.

فمـن المفـارقـات، أنّنـا كُنـّا نُمنـَعُ في العـهـد السّـابق من التـصـوير في الأحيـاء الشعبيّـة أو المنـاطق الفقيـرة بـدعـوى أنّ ذلـك يقـدّم صـورة سيئـة عـن تـونس. ولمـّا أتـحجّج أنّ نفـس الأمـاكن يتـمّ اختيـارهـا لمـنـاطق تصـويـر في السينـمـا، مثـل فلـم "السيـدة" لمحمـّد الـزرن، تـكـون الإجـابـة وأن الفلـم هـو "خيـال" وقـد يعتقـد المتفـرج الأجنبـي وأنّ كـلّ المسـرح هـو ديكـور... هكـذا.

الجزيرة الوثائقية في

02/05/2013

 

صناع الفن:

حال العمال «يغم» فى الواقع والفن

أعد الملف ــ سهير عبد الحميد - اية رفعت 

تزايدت حالة التجاهل التى يعانى منها العامل المصرى وانتقلت من الواقع إلى الفن فبالرغم من أن عمال مصر عاشوا عصرهم الذهبى فى فترة الستينيات وانعكس ذلك بوضوح على السينما حيث تم تقديم أعمال تصدر بطولتها العمال من بينها «بائعة الخبز» و«الأسطى حسن» و«باب الحديد» و«الأيدى الناعمة» و«الحرام» وفى التسعينيات فيلم «أبو كرتونة» وغيرها وسبقها «العامل» و«البؤساء» و«ابن الحداد» إلا أن الحال تبدلت تماما وغاب العامل المصرى بنزاهته ودوره المؤثر عن الأعمال الفنية وانحصرت فى الحديث عن رجال الأعمال والبلطجية، الأمر لم يختلف كثيرا فى حال «الغناء» حيث احتفى نجوم الطرب بهم فى أغان مثل دور يا موتور وشمس المصانع وأبو بدلة زرقاء ودقت ساعة العمل الثورى وصورة. صناع الفن أعربوا عن غضبهم الشديد لسقوط العامل من حسابات الدولة ومبدعيها.

محمد فاضل:

«ربيع الغضب» عن عمال المحلة

يؤكد المخرج محمد فاضل أنه يحرص فى معظم أعماله على تناول الطبقة العاملة ومشاكلها لما تعانيه من تجاهل الدولة وأن آخر مسلسلاته وهو «ربيع الغضب» سيتحدث باستفاضة عن مشاكل عمال المحلة واعتصامات 6 ابريل الشهيرة وهمجية الحكومة فى التعامل مع هذه الاعتصامات لانه يعتبر أن هذه الاضرابات كانت الشرارة الأولى لثورة يناير وأشار فاضل إلى أن قلة الافلام التى تتناول العامل المصرى هو توجه دولة والحل هو عدم تخلى الدولة عن الانتاج لأن الموضوعات الخاصة بالطبقة العمالية لن يقدمها إلا قطاعات الانتاج الحكومى خاصة أن منتج القطاع الخاص همه الأول والأخير هو الربح لذلك تجد معظم الأعمال التى يتم انتاجها إما عن القصور أو تجار المخدرات أو البلطجية.

واضاف فاضل أن الشهور القليلة التى قضاها الإخوان فى الحكم لم يكن العامل المصرى فى أولوية اهتمامهم مثل غيرهم من الأنظمة ومن وجهة نظره أن السبب فى ذلك أن قيادتهم لا يمتلكون مصانع وألا كنا سنجد مشاكل العمال تم حلها وقال فاضل: مصر أصبحت تفتقد  العمال الفنيين بسبب اتجاه العمال إلى اشغال أخرى خاصة أن مصانع القطاع الخاصه لا تعطى للعمال حقوقهم ومصانع القطاع العام تم بيعها.

سماح أنور:

عمال المصنع «الحقيقيون» أصروا على حضور تصوير «أبو كرتونة»

تعتبر الفنانة سماح أنور فيلم «أبو كرتونة» من أهم الأعمال التى تناولت قضية العامل المصرى فى السينما المصرية وقالت: «هذا الفيلم سلط الضوء على عدد من المشكلات التى عانى منها العمال مع بداية عصر الانفتاح الاقتصادى وحتى الآن لم يجدوا لها حلاً قانونيًا.. حيث تعرفت من خلال الفيلم على ضرورة وجود تأمينات مهنية وصحية للعمال الذين يدفعون الثمن دائمًا بتغيير الأحوال الاقتصادية للبلد، فلو أفلس مصنع وتم بيعه سوف يدفعون ثمن انقطاع رزقهم كما أنهم أول من يتم الاستغناء عنهم مع تطور الزمن والآلات المستحدثة لذلك يجب أن تكون لهم تأمينات حتى لا يصبح مصيرهم فى يد المجهول. وللأسف لا أعتقد أن هذا الفيلم قد لفت نظر المسئولين له وقتها وأكبر دليل أن العمالة المصرية لاتزال تعانى من نفس المشاكل». وأضافت سماح أنها تتذكر كواليس تصوير الفيلم التى كانت تدور داخل أحد المصانع الحقيقية، حيث كان التصوير يتم فيه يوميًا بعد مواعيد العمل الرسمية وكان العمال وقتها يرفضون الرحيل لمشاهدة التصوير.

وقالت: «لقد تقابلنا معهم بشكل ودى وأبدوا سعادتهم وقتها بأنهم هناك عملاً سيعبر عن مشاكلهم التى يعانون منها». وأضافت سماح أنها لا تعلم الأسباب وراء اختفاء شخصية العامل المصرى ومشاكله من السينما والدراما المصرية، ولكن كل ما تعرفه أنه واجب على أهل الفن الاهتمام بقضايا مجتمعهم المختلفة ومحاولة طرح المشاكل لتوصيل أصواتهم للسلطة.

مصطفى محرم:

كسل المؤلفين سبب قلة الأعمال الخاصة بالعمال

برر السيناريست مصطفى محرم عدم وجود أفلام ومسلسلات كثيرة عن حياة العامل وأدق تفاصيل حياته المهنية والخاصة بعدم توافر معلومات كافية تساعد المؤلف على مناقشة مشاكل العامل وعلاقته بصاحب العمل والأشياء الخاصة بفنيات العمل المهنى حيث يتطلب هذا أن ينزل المؤلف للورش والمصانع ويحتك بالعامل ويتعرف على حياته عن قرب لكن للاسف المؤلفين «كسالى» لا يريدون أن يبذولوا مجهوداً. ويضيف محرم أن هناك أعمالاً قليلة تناولت العامل عن قرب مثل «الأسطى حسن» لفريد شوقى وهدى سلطان والذى جسد فيه عامل حدادة فى مصنع تصنيع بويات حديدية أيضا أنور وجدى قدم شخصية الميكانيكى فى فيلم «حبيب الروح» وهناك فيلم «الحقيقة العارية» لماجدة والذى تناول كفاح عمال مصر لبناء السد العالى ومع هذا فإن هذه الأعمال لا تعبر بشكل دقيق عن حياة العامل .

هانى شنودة:

«اشتراكية» عبدالناصر أنصفت العامل و«الفن» لن يحل مشاكله

يرى الموسيقار هانى شنودة أن تجاهل العمال ودورهم فى الفن هو موضوع سياسى من الدرجة الأولى وأن فى رايه حل مشاكل العمال لن يأتى بالغناء لهم أو تقديم أفلام عنهم وأنه يجب على الدولة أن تضع العمال فى قائمة أولوياتها لأنهم يعتبرون قنبلة موقوتة فى المجتمع وإلا ستكون كما يقول المثل الشعبى «نضع العربة أمام الحصان» ولا ننسى أنهم أول ناس ذهبوا لميدان التحرير فى ثورة يناير. وقال شنودة: لو عقدنا مقارنة بين العمال فى عصر عبدالناصر وما تلاه من أنظمة أخرى سنجد لهم دور أساسى فى إدارة المصانع والشركات ويحصلون على نسبة من الأرباح ويحضرون اجتماعات مجالس الإدارات فهذه هى الاشتراكية التى نادى بها عبدالناصر وانعكست فى كل شىء فى المجتمع، والفن تأثر بهذه الاشتراكة فوجدنا أغانى تمدح فى العامل المصرى مثل «صورة»، «بناء السد العالى» التى غناها عبدالحليم حافظ كذلك «دقت ساعة العمل الثورى» لعبدالوهاب وغيرها من أغانى أم كلثوم وشادية ونجاة فقد كان هناك اتجاه عام فى البلد لمدح الاشتراكية وفى بلدنا عندما يغنى مطرب لاتجاه معين نجد الفنانين يسيرون خلفه كنوع من مسايرة الموضة.

فتوح أحمد:

الشاشة تجسد الظلم الواقع على العامل فى الحياة

الفنان فتوح أحمد أشهر عمال مسلسل «ليالى الحلمية» للمؤلف اسامة أنور عكاشة يرى أن العامل المصرى ليس مظلوماً فقط من ناحية تقديم مشاكله وهمومه فى الدراما والسينما وإنما هو مظلوم فى الحياة كلها حيث تجاهلت الأنظمة المختلفة حقوقه ورغم محاولة تهميشه إلا أن العمال دائما صوتهم هو الأعلى وعندما يناديهم الوطن لا يبخلون بجهدهم عليه والأدلة على ذلك كثيرة فمن بنى السد العالى ومن وقف خلف عبد الناصر فى إعادة بناء مصر بعد ثورة يوليو.

وأشار فتوح إلى أن مسلسل «ليالى الحلمية» من أهم الأعمال التى ناقشت مشاكل العمال خاصة عمال النسيج وكيف كان النظام يعمل لهم ألف حساب خاصة عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذى حصل العامل المصرى على حقوقه أكثر من أى نظام والسر فى ذلك هو وجود مشروع قومى التف حوله كل المصريين وكان هناك زعيم حقيقى تتخذه قدوة لذلك عندما حدثت نكسة 67 لم نشعر بأزمات مثل التى نعيشها الآن وظلت المصانع تعمل والدنيا احوالها تسير بشكل عادى لذلك تجد أن معظم الأعمال الفنية التى قدمت عن العامل سواء أفلاماً أو أغانى خرجت فى عهد عبد الناصر.

وأشار فتوح إلى أن المؤلف أسامة أنور عكاشة تناول العامل المصرى وتفاصيل حياته وهمومه بدقة شديدة من خلال لقائه بنماذج حقيقية وهذا جعل مصداقية شديدة فى العمل وهذا انعكس على جودة العمل وأنه يعتز بالمشاركة فى عمل مثل «ليالى الحلمية» وشخصية شاهين العامل المكافح بداية من العصر الملكى مرورا بعهد عبد الناصر والسادات ومبارك.

النقاد:

الدولة أهملتهم والانفتاح قضى عليهم

يقول الناقد كمال رمزى أن السينما المصرية تجاهلت المشاكل التى تواجه طبقة العمال بشكل خاص وذلك وفقًا لقانون الرقابة لعام 1948 والذى جاءت به بعض البنود الواضحة التى تقف حائلاً دون تناول حال العمال المصريين حيث نص على منع تصوير المظاهرات والاضطرابات التى تخص عمال المصانع، مع مراعاة الأحاديث التى تدور بين العامل وصاحب العمل مع تحاشى أى خطب وطنية أو ثورية تؤجج المشاعر، وهذا لوجود مشاكل عديدة بين السلطة الحاكمة وعمال الدولة منذ ذلك الوقت وحتى الآن. فالعمال قوة الدولة والكشف عن حقوقهم المنهوبة قد يجعلهم يثورون ويضربون عن العمل مما يعنى شلل كل مرافق الدولة واقتصادها.

وأضاف قائلاً: «من المفترض أن يكون الفن مرآة للمجتمع ومشاكله يستعرض من خلاله أهم ما يصيب الشعب للفن انتباه السلطة، ولكن ذلك ليس فى الحكومات التى تعتمد على النظم الاستبدادية حيث تنبه على المبدعين عدم التطرق لمثل هذه القضايا الشائكة عن طريق وضع قوانين رقابية حازمة.. ولعل بعد ثورة يناير تم التطرق للحديث عن بعض الفئات المهمشة بالمجتمع مع الحذر من كثرة الحديث عن مشاكل العمال خاصة بعد غضبهم من السلطة فور واقعة إعدام العاملين «خميس والبقرى» فى كفر الدوار لاعتراضهما على الثورة وقتها.. وفى وقت البناء الكبير لاقتصاد مصر بعد الثورة تم الاهتمام أكثر بالعمالة المصرية وذلك للدور الهام الذى لعبته فى بناء السد العالى ومجمع الحديد والصلب وغيرها من المصانع القومية. لكن مع الخصخصة فى عهد السادات التى تسببت فى تسريح آلاف العمال بدأت العلاقات بين الفن والعمال تهتز لعدم اهتمام الدولة بهم». وأضاف قائلًا: «السينما التسجيلية هى الأكثر اهتمامًا بالعمال، ونتمنى أن يظهر مبدع بعد ثورة يناير يدافع عن حقوقهم ويكسر القاعدة ويبرز دورهم فى هذه الثورة حيث أن انتفاضة عمال غزل المحلة التى سبقت الثورة بشهور قليلة كانت أحد أهم أسبابها».

يرى الناقد نادر عدلى أن السينما المصرية أهملت طبقة العمال ومشاكلهم مع بداية السبعينيات من القرن الماضى.. وذلك بسبب اهتمامها بطبقات أخرى من المجتمع المصرى مثل رجال الأعمال والطبقات التى سارت مع تيار الانفتاح، وقال: «قد شهدت مرحلة الستينيات والخمسينيات وجود بعض العناصر العمالية والمشاكل ولكن على استحياء مثل فيلم «باب الحديد» الذى قدم مشكلة افتقاد شريحة الشيالين لوجود نقابة عمالية تحمى حقوقهم.. وبعد عرضه لن يلتفت له أى مسئول وتعاملوا مع الموقف على أنه قصة درامية».

وأضاف قائلا: «هناك بعض الأفلام التى تم صنعها لحث العمال على العمل خاصة فى الفترة ما بعد ثورة يوليو وذلك لأن القوى العمالية هى الوحيدة التى كانت تبنى البلد، ولولا العمل لم تكن أقيمت المصانع، ولو أن العمل الفنى الوحيد الذى رصد تطورات العامل فى هذه الفترة وحتى العصر الحديث كان مسلسل ليالى الحلمية. وحيث تغيب دور العامل عن السينما مع بداية عصر الانفتاح حيث أصبحت هناك عناصر أخرى فى المجتمع يتم الحديث عنها. وهى نماذج رجال الأعمال الذين بدأوا من الصفر وحصلوا على ثروة ضخمة من خلال الانفتاح الاقتصادى فى هذا الوقت.

أهم الأعمال

قبل ثورة يوليو

العامل: بطولة حسين صدقى - انتاج 1943.

البؤساء: بطولة عباس فارس - امينة رزق انتاج 1944.

ابن الحداد: بطولة يوسف وهبى مديحة يسرى انتاج 1944.

بعد الثورة:

بائعة الخبز: بطولة زكى رستم امينة رزق انتاج 1953 اخراج حسين الإمام.

الأسطى حسن: فريد شوقى - هدى سلطان انتاج 1952 اخراج صلاح أبو سيف.

«باب الحديد»: بطولة هند رستم وفريد شوقى انتاج 1958 اخراج يوسف شاهين.

الأيدى الناعمة: بطولة أحمد مظهر - صباح انتاج 1963 اخراج محمود ذو الفقار.

فيلم «الحرام»: بطولة فاتن حمامة انتاج 1965 اخراج هنرى بركات.

فيلم «أبو كرتونة»: بطولة محمود عبد العزيز انتاج 1991 اخراج محمد حسيب.

روز اليوسف اليومية في

02/05/2013

 

علا الشافعى تكتب:

من كان منكم بلا خطيئة فليلقِ "السبكية" بحجر.. "قبلة الحياة" التى منحها الأخوان "محمد" و"أحمد" للسينما المصرية فى 3 سنوات رغم ظروف الإنتاج الصعبة 

على هذه الصفحات، وفى أكثر من مناسبة، تناولنا حال السينما المصرية، وهاجمنا الأخوين محمد وأحمد السبكى على نوعية الأفلام التى يقومان بإنتاجها، بل زد على ذلك أننا سبق وكلنا لهما الاتهامات عن فجاجة ما يقدمون، وكيف أنهما يتنافسان فى تقديم كل ما هو مبتذل، فصارت الخلطة السبكية معروفة تماما للجميع ومقاديرها «مطرب شعبى، رقاصة، إيفيهات جنسية، ناس بتهرج وتستظرف وتهرج فى أغلب الأحيان».

وأصبحت سينما السبكية فى صدارة مواسم الأعياد وباتت قادرة على تحقيق أعلى الإيرادات، وتقديم أسماء فى عالم الفن من المطربين الشعبيين فيجدون أنفسهم بين ليلة وضحاها أصبحوا نجوماً ملء السمع والبصر فينسون أنفسهم بعد فيلم أو اثنين حققوا إيرادات ضخمة ويظن الواحد منهم أنه أهم نجم فى مصر، والأمثلة على ذلك كثيرة آخرها الفنان الشاب محمد رمضان.

كل ذلك وأكثر، جعل هناك حربا واضحة المعالم بين عدد كبير من النقاد وما يقدمه آل السبكى من سينما وصفها الكثيرون بالمبتذلة والسينما التى تلعب على الغرائز، واتهم آل السبكى بأنهم أكثر من أساءوا لمهنة الفن، كما أنهم يتعاملون مع السينما بنفس منطق التعامل مع قطعية اللحمة وزادت الاتهامات فى السنوات الأخيرة، وفى عز انتعاش السينما المصرية وارتفاع معدلات الإنتاج، وكان العمل مع آل السبكى وبطريقتهم، وتحديدا الخلطة التى كان يصر عليها محمد السبكى يعتبره بعض الفنانين سبة، وكان من الطبيعى أن تجد من يتندر منهم على الآخر ويقول: «ياراجل أنا أشتغل مع السبكى؟» أو من يرد عليك باستنكار واستعلاء عندما توجه له سؤالا: هل من الممكن أن تعمل مع محمد السبكى وتخضع لشروط العمل مع الإخوان السبكى؟» كان هذا هو الحال بالنسبة لكثير من الفنانين المخرجين. أيضاً - بالطبع هذا لا ينفى أن بعض من كانوا يقولون هذا كانوا يلهثون لإيجاد فرصة عمل فى الكواليس مع الشقيقين، بل إنهم أيضا شاركوا فى أعمال أكثر ابتذالاً مما يقدمه السبكى- وتلك حقيقة لا يستطيع بعضهم إنكارها، وهو نفس المنطق الذى جعل الكثير من النقاد وصناع السينما يكيلون الاتهامات والانتقادات للفنانة يسرا عندما قدمت فيلما مع محمد السبكى وخضعت تماما لخلطته المعروفة، ولكن بعد ثورة يناير وعدم الاستقرار السياسى الذى تشهده مصر باستمرار، والتوترات المتصاعدة فى المشهد السياسى، الذى انطوى على وضع اقتصادى يزداد انهيارا عاما بعد عام انعكس بشدة على حال السينما المصرية والتى شهدت تراجعاً كبيراً، وتوقف معظم المنتجين عن ضخ أموال، وانسحب الكثير من رؤوس الأموال العربية من سوق السينما المصرى، وأصبح كل منتج فى مصر يحسب حسبته هل يستمر فى الإنتاج أم يتوقف ويراقب المشهد ولا يغامر؟ بل إن البعض ذهب به الحال إلى التفكير جدياً فى ضرورة السفر وترك مصر إلى دول أخرى يستطيعون استثمار أموالهم فيها، لكن وحدهم «آل السبكى» يعملان بدون توقف منذ 3 سنوات، ويتصدران المشهد السينمائى سواء بإنتاجاتهم أو الإيرادات التى تحققها الأفلام، والنجوم الذين يعملون معهم.

تغيرت المعادلة السينمائية فى خلال السنوات الثلاث الماضية واختلفت المفردات إلى حد كبير، فهناك صناعة أصبحت أقرب إلى الموت؟ والكل يقف ليراقب المشهد ماعدا محمد وأحمد السبكى اللذين يحاولان منح السينما قبلة الحياة حتى لو اختلفنا مع نوعية الأفلام التى يصران، وتحديدا محمد، على تقديمها، فهل نصر على اتهام الاثنين بأنهما يمنحان السينما قبلة مسمومة، وأنهما يروجان للسينما التافهة المبتذلة؟ وأن عليهم التوقف عن تقديم هذه الإساءات؟

أعتقد أن الكلام بهذا المنطق يحمل قدراً كبيراً من التزيد، والتعالى غير المطلوب أو مبرر، خصوصا أن الأخوان هما اللذان يصران على تحريك عجلة الإنتاج سواء اتفقت أو اختلفت مع ما يقدمونه على الشاشة، حيث باتا يتنافسان فى الخلطة الشعبية المعتادة التى أجادا تعليبها وتصديرها للجمهور، ولا يحق لنا فى مثل هذه الظروف غير الاعتيادية أن نجلس فى أبراج عاجية ونكتفى بالتنظير.

فإذا كان أغلب المنتجين يخشون المغامرة، والظرف يفرض علينا التعاطى مع سينما آل السبكى فعلينا أن نفعل ذلك مادام هناك أمل ولو %1 بأن تستمر الصناعة، خصوصاً أن هناك آلاف الأسر لفنيين وعمال إضاءة وديكور وعمال ورش وغيرهم من العاملين فى جميع أفرع الصناعة يبحثون عن رزقهم يوماً بيوم، وكثيرون منهم عانوا الأمرين عندما توقف الكثير من شركات الإنتاج عن العمل، وتخيلوا معى المشهد لو قرر الأخوان السبكى التوقف عن العمل هل بذلك نكون قد أنقذنا صناعة السينما من براثن وإساءات آل السبكى؟ أعتقد أن الإجابة ستكون لا، ومن الأفضل بدلاً من الاستمرار فى الهجوم عليهم أن نطالبهم بأن يوازنوا بين السينما الشعبية التى يجيدون تقديمها والسينما التى تُعلى ولو قليلا من قيمة الفن، لأنه بنظرة سريعة على تاريخ محمد وأحمد السبكى الذى بدآه فى منتصف الثمانينيات بافتتاح محل فيديو فوق محل الجزارة الذى كان يملكه والدهما فى الدقى حيث كانا يقومان بتوزيع الأفلام الأجنبية والهندية إلى أن اتجها للإنتاج، وباستعراض تاريخهما سنجد أنهما تعاونا مع نجوم مثل نور الشريف وأحمد زكى وغيرهما، وهما فى عز نجوميتهما لأنهما يدركان ببساطة أن القاعدة الفنية التى تحكم صناعة السينما هى التنوع، وأن الأفلام التجارية هى الأفلام التى تصرف على الصناعة ونسبة وتناسب، ويجب أن نسأل أنفسنا: كم فيلما تجاريا تنتجه هوليوود مقابل الأفلام الفنية.

محمد السبكى:

السيما بيجرى فى دمى ومتمسك بالكوميدى لكسر حاجز السياسة

كتب - العباس السكرى 

أكد المنتج محمد السبكى استمراره فى الإنتاج السينمائى، رغم حالة الركود الإنتاجى التى تسيطر على صناعة السينما المصرية فى الوقت الحالى، معلنا عدم تخوفه من الارتباكات السياسية التى قد تؤثر سلبيا على إيرادات شباك التذاكر، حيث يصف المنتج السينما بـأنها وسيلة الترفيه الأولى لدى الجمهور.

وشدد المنتج فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» على تمسكه بالتوليفة «السبكية» التى يحرص على تقديمها لجمهور السينما وتتمثل فى نوعية أفلام الكوميديا، حيث يؤكد المنتج أنها النوعية التى يميل إليها الجمهور، وأن الناس تحتاج الآن لمشاهدة فيلم كوميدى لكسر حاجز السياسة الموجودة بالشارع المصرى، وقال: أنا بيجرى فى دمى كرات دم بيضا وكرات دم حمرا و«سينما».

ويبرر السبكى تمسكه بصناعة الأفلام الكوميدية بأنها متطلبات السوق السينمائية فى الفترة الحالية، لافتا إلى أن كل فترة تخضع لمعطيات سينمائية معينة، حيث قدم من قبل أفلاما تحمل الطابع الاجتماعى والسياسى منها أفلام «الرجل الثالث» للنجم الراحل أحمد زكى وليلى علوى، و«مستر كاراتيه» و«سواق الهانم» لأحمد زكى، وفيلم «امرأة هزت عرش مصر» للنجمة نادية الجندى وغيرها، لأنها كانت متطلبات هذا العصر. ويؤكد محمد السبكى أن صناعة السينما مثل الصناعات الأخرى التى يقف وراءها جيش من الفنيين والمصورين والعمال، قائلاً: «ناس كتير بيسترزقوا من الصناعة وفاتحة بيوتهم»، لافتاً إلى أن الحل الوحيد للخروج من أزمة الصناعة استقرار الشارع المصرى، وعودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى. وعن طرح فيلمه «أبوالنيل» للفنان أحمد مكى بموسم الصيف السينمائى وشكل منافسة الموسم، يقول السبكى إنه لا توجد منافسة فى أى موسم من مواسم السنة، حيث يعتقد أن الفيلم الجيد يفرض نفسه على جميع الأفلام المطروحة، ويستطيع جذب الجمهور وتحقيق أرقام أمام شباك التذاكر.

بصمات "السبكية" الفنية على نور الشريف وزكى وخان وبشير الديك وعلوى

كتب - محمود التركى 

الكثير من النجوم عملوا مع السبكية سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج وقدموا معهم أفلاما هامة، منها «عيون الصقر» للنجم نور الشريف ورغدة والذى تم عرضه عام 1992، كما تعاون السبكية مع المخرج محمد خان فى فيلم «الرغبة» بطولة نور الشريف أيضا وهياتم، كما عملا مع النجم الراحل أحمد زكى فى 3 أفلام هى «مستر كاراتية» عام 1993 للمخرج محمد خان، و«سواق الهانم» عام 1994، و«الرجل الثالث» الذى شاركته بطولته ليلى علوى، وعملت معه أيضاً نادية الجندى أيضاً فى فيلم «امرأة هزت عرش مصر» إخراج نادر جلال ومعالجة درامية للكاتب الكبير بشير الديك. ولا ننسى أن محمد السبكى كان من أول المهتمين بمحمد هنيدى وعلاء ولى الدين حيث قدمهما مع ليلى علوى فى فيلم «حلق حوش» وقت أن كان لا يعرفهما أحد فى الوسط الفنى وظهر فى الفيلم أيضا أحمد عيد فى دور موظف بأحد البنوك، وساهم السبكى فى تألق نجوم بأعماله الفنية التى أنتجها لهم ومنهم عبلة كامل التى كان لها تواجدها المميز فى السينما من خلال عدة أعمال قدمتها معه، حتى صعدت إلى البطولة المطلقة فى فيلم «عودة الندل» إخراج أحمد صالح، وكان السبكى من أهم أسباب شهرة ونجومية محمد سعد فى فيلم «اللمبى»، ورغم الانتقادات التى طالت الفيلم وصناعه إلا أنه بات واحدا من أشهر الأفلام الكوميدية فى العشر سنوات الأخيرة. ومن النجوم الذين شاركوا السبكى فى أفلامه أيضاً خالد أبوالنجا ومى عزالدين فى «حبيبى نائماً» وحمادة هلال فى «حلم العمر» وتامر حسنى فى «عمرو وسلمى» وغيرهم.

واللافت للنظر أن فنانا بحجم خالد الصاوى الذى يختار أعماله الفنية بعناية وحرص شديدين عمل مع أحمد السبكى فى العديد من الأفلام منها «كباريه» و«الفرح» ومؤخراً «الحرامى والعبيط» المنتظر عرضه فى السينما، وأيضاً أحمد بدير وماجد الكدوانى وفتحى عبدالوهاب فى «ساعة ونصف» وعمل مع عبدالوهاب أيضا فى «عزبة آدم» مع الفنان محمود ياسين.

أحمد السبكى:

السينما أمانة.. و"عيب" أتخلى عنها

كتب - العباس السكرى 

اعتبر المنتج أحمد السبكى أن صناعة السينما المصرية وتغذيتها بأفلام سينمائية على مدار مواسم السنة، بمثابة الأمانة التى يحملها على عاتقه، حيث يؤكد المنتج أن الصناعة بالنسبة له تمثل شيئاً كبيراً فى حياته، لكونه يقف وراء فيلمه من بدء كتابة السيناريو وحتى متابعته بدور العرض السينمائية المختلفة.

ويؤكد المنتج فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أنه يدفع بعدد من الأفلام السينمائية كل موسم لإنعاش دور العرض وحتى لا تتعرض الصناعة للبطالة المطلقة، لافتاً إلى أنه يرصد ميزانيات ضخمة لأعماله تتناسب مع جودتها الفنية، عكس ما يشاع، قائلاً: «لا أبخل على أفلامى من ناحية التكلفة حتى تخرج بصورة جيدة للمشاهد، وأعمل جاهداً على معرفة مفردات السوق السينمائى لكى أجاريه وهذا يعتبر نجاحاً لأنى أدرك متطلبات كل مرحلة وأقدم أفلاماً فى كل موسم».

ويستكمل أحمد السبكى تصريحاته قائلاً: «أنا بحب السينما ومن المستحيل أن أتخلى عنها واحرص على تواجد أفلامى فى جميع مواسم السنة من أجل الصناعة أولاً، والربح فى المرتبة الثانية وهذا ليس عيباً.

بدرخان:

"السبكية" فاتحين بيوت ناس.. والصبان: قدما أفلاما مهمة

كتب العباس السكرى 

يصف المخرج على بدرخان، المنتجين أحمد ومحمد السبكى بالمغامرين، لإقبالهما على الإنتاج السينمائى الغزير سنويا، والدفع بأعمال سينمائية جديدة فى كل موسم، رغم انخفاض عدد أفلام شركات الإنتاج الأخرى.

وأوضح المخرج فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أنه تجمعه أواصر صداقة مع السبكى، حيث سبق أن تعاون معهما فى بعض أفلامه السينمائية المهمة، منها فيلم "الرغبة" بطولة نادية الجندى وإلهام شاهين، وفيلم "الرجل الثالث" بطولة أحمد زكى ومحمود حميدة وليلى علوى، لافتا إلى أنه من المقرر أن يتعاون مع المنتج محمد السبكى فى عمل سينمائى جديد يحمل اسم "للكبار فقط" لم يتحدد بدء تصويره حتى الآن.

واعتبر على بدرخان، السبكية من أفضل المنتجين لمعرفتهم بأبجديات السوق السينمائى ومتطلباته وخبرتهم الطويلة فى مجال الإنتاج، حيث يؤكد المخرج أنهم يتواصلون مع جمهور السينما بشكل ناجح، مدللا على كلامه بأن أفلامهم تحقق إيرادات كبيرة فى شباك التذاكر، إضافة إلى أنهم يدركون كيفية استثمار أموالهم، ممتدحا موقفهم فى الوقوف خلف الصناعة بكل قوة قائلا: "يكفى أنهم فاتحين بيوت ناس كتير من خلال أعمالهم التى يقدماها باستمرار لإحياء الصناعة".

ويرى الناقد الكبير رفيق الصبان أن أفلام السبكى تحمل الجانب الإيجابى من ناحية تشغيل العمالة وفتح أبواب الرزق أمام الفنيين والمصورين، وكل من يعمل بصناعة السينما المصرية، خاصة بعد حالة الضعف الإنتاجى التى خيمت على أغلب شركات الإنتاج فى الفترة الأخيرة.

ولفت الناقد إلى أن فيلم "ساعة ونص" إنتاج أحمد السبكى، يعتبر من أفضل الأفلام التى أنتجها السبكية فى السنوات الأخيرة، حيث يحمل العمل كل عناصر التشويق والانبهار الفنى، وأضاف الناقد "أتمنى أن يستمروا على هذا النحو فى الإنتاج وأتوقع أنهم لو استمروا على تجربة ساعة ونص سيشكلون حالة خاصة فى تاريخ السينما".

وانتقد الصبان السبكية من ناحية خلو بعض أفلامهم من الفن الحقيقى، معتبرا أن هذا الأمر يمثل خطورة بالغة على أهداف الفن المصرى، محذرا من استمرارهم فى نوعية الفن الترفيهى فقط دون أن تكون هناك أفلام أخرى مرادفة لها تعتمد على التنويع، وتمتاز بعوامل الانبهار الفنى والسينمائى.

اليوم السابع المصرية في

02/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)