قبل أن تطير الفنانة ليلى علوي إلى مدينة الأقصر لتشارك في لجنة تحكيم
مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، كرَّمها المهرجان الكاثوليكي للسينما،
وهو التكريم الذي أخرجها من حالة الحزن التي مرت بها، على حد وصفها.
عن تجربتها في الأقصر وإحساسها بعد التكريم كان اللقاء التالي.
·
شاركت أخيراً في عضوية لجنة
تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، اخبرينا عن التجربة.
كنت في قمة السعادة حينما دعيت إلى المشاركة في المهرجان فوافقت فوراً
لعشقي الخاص للأقصر المدينة الساحرة، ولإيماني بأهمية مساندة المهرجان في
دورته الثانية، والذي كان لا بد من دعمه بكل الصور حتى يرى النور، أي أن
الأمر كان بمثابة تحد كبير للغاية. الحمدلله، نجح القيمون عليها في أن
يجعلوها دورة ناجحة، ما أسعدني حتى نتمكن من مسح جزء من الحزن الذي يسيطر
علينا بسبب الأحداث في بلادنا، التي أتمنى لها كل خير وسلام.
أما عن تجربتي مع لجنة التحكيم فقد كانت مثمرة جداً واستفدت منها
جداً، كذلك استمتعت بمشاهدة الأفلام المتميزة التي شاركت في المسابقة.
·
ذكرتِ أن تكريمك في المهرجان
الكاثوليكي كان فارقاً بالنسبة إليك؟
قبل إخباري بتكريمي من المهرجان الكاثوليكي للسينما، كنت أعيش حالة
إحباط بسبب الأحداث في مصر، الأمر الذي كان يشعرني بمرارة غير عادية، حتى
إنني لم أكن أغادر منزلي. ولكن عندما علمت بخبر تكريمي في المهرجان الذي
أعتز دائماً به، وأراه من التظاهرات السينمائية المهمة للغاية في مصر، شعرت
بسعادة عارمة أخرجتني من حالة الإحباط التي كنت أعيشها. باختصار، خبر
التكريم هو النبأ الوحيد السار الذي تلقيته منذ فترة طويلة، فإلى جانب أن
التكريم يجعل الممثل يشعر بأنه متواجد ومؤثر في المحيط حيث يعيش، شعرت بأن
مصر ما زالت بخير وأنها صامدة رغم الظروف الصعبة التي نعيشها في الوقت
الحالي والتي لا يتحملها بشر، ما يؤكد أنها ستظل آمنه طول الوقت وستبقي بلد
الأمن رغماً عن الجميع، لذا أعتز دائماً بالمهرجان الكاثوليكي للسينما
وأفخر به للغاية.
كذلك كنت سعيدة لأنني التقيت بعدد كبير من زملائي الذين أعتز بهم ولم
ألتقِ بهم منذ فترة طويلة مثل محمود ياسين ولبلبة وعدد آخر من الفنانين
الأصدقاء والمقربين إلى قلبي، ما جعلني أعيش حالة استرجاع لذكرياتي،
واللحظات الجميلة التي مررت بها على مدار العمر، لذلك كنت سعيدة للغاية.
·
لماذا أنت بعيدة عن السينما؟
بالنسبة إلي المسألة لا تقاس بهذه الطريقة. يهمني أن يحترم العمل الذي
أشارك فيه اسمي وتاريخي وأن يضيف إلي، وهو المنطق الذي أفكر به دائماً حتى
ولو كان ذلك سيجعلني أعمل على فترات متقطعة، فليست الأهمية للكم بل للكيف.
أعتقد أن أي إنسان أو ممثل ناجح عليه أن يفكر بهذه الطريقة، لأن الجمهور لن
يعاتبه على عدد الأعمال بل سيسأله عن جودتها، لذلك قررت ألا أقدم إلا العمل
الذي أرى نفسي فيه والذي يقدمني بشكل جديد ومختلف للجمهور.
·
خرجت أخيراً إشاعات حول انفصالك
عن زوجك، ما تعليقك؟
أجهل سبب هذا الكلام. حتى إن البعض ردد أن مدير أعمالي صرح بذلك رغم
أنني لا أملك مدير أعمال بالأساس، وكان زوجي قد تواجد معي أثناء تكريمي في
المهرجان الكاثوليكي ليكون أبلغ رد على الذين قالوا بأنني انفصلت. عموماً،
أتمنى أن تتوقف هذه الأقاويل والدخول في حياة الغير بلا مبرر، فما الذي
يقحم البعض في حياتي الشخصية بهذه الطريقة والتحدث عن أمور كالطلاق
والانفصال.
·
كيف ترين الأحداث في مصر؟
أتمنى أن يعم السلام والأمن في بلدي مصر لأنها أغلى منا جميعاً، فهي
التي تبقى ونحن من يزول ويفنى. أدعوا الله لمصر أن يجعلها كما عهدناها
بلداً للأمن والأمان، وألا يسمح لأي شخص مهما كان بأن يعبث بها.
أميرة العايدي:
أرتاح للعمل مع «الكبار»
كتب الخبر: هند
موسى
«تحت الأرض، موجة حارة، البيت»، ثلاثة مسلسلات تعود من خلالها الفنانة
أميرة العايدي إلى شاشة رمضان بعد غياب، وتنكبّ على دراسة مشاريع أخرى
ستتفرغ لها بعد انتهائها من تصوير أعمالها الحالية.
عن سبب غيابها وأعمالها الجديدة كان اللقاء التالي معها.
·
هل مشاركتك في الماراثون
الرمضاني في ثلاثة مسلسلات بمثابة تعويض عن غيابك؟
ليس تعويضاً بالمعنى المعروف، فقد ابتعدت رغماً عني لأن الأدوار التي
عرضت علي لا تناسب طبيعة شخصيتي ولم أقتنع بها، فيما هذا العام جذبتني
الموضوعات واقتنعت بالشخصيات التي أجسدها، فقبلتها.
·
أخبرينا عن “تحت الأرض”.
يناقش القهر الأمني والمجتمعي والسياسي، ويعرض معاناة المرأة والظلم
الذي تتعرّض له في المجتمعات. أجسد فيه شخصية امرأة انتهازية شريرة هدفها
إلحاق الأذى بزوجها (أمير كرارة).
المسلسل من تأليف هشام هلال، إخراج أحمد جبر، بطولة: دينا الشربيني،
أمل بوشوشة، ياسر المصري، إنجي المقدم، ونجلاء بدر.
·
و”موجة حارة”.
هو في الأساس رواية للكاتب أسامة أنور عكاشة بعنوان “منخفض الهند
الموسمي” التي نشرها قبل 11 عاماً، ويستعرض فيها أحوال المجتمع المصري، عبر
علاقات متداخلة بين العائلات.
كتبت السيناريو مريم نعوم، وأخرجه محمد ياسين، يشارك البطولة: درة،
خالد سليم، مدحت صالح ، إياد نصار، جيهان فاضل ودينا الشربيني.
·
ما الذي جذبك للمشاركة فيه؟
المخرج محمد ياسين. لطالما تمنيت العمل معه نظراً إلى تاريخه المعروف
لدى الجمهور. بطبعي أفضل العمل مع الكبار سواء كانوا نجوماً أو مخرجين، وقد
استمتعت بالتصوير تحت إشرافه لأنه يحبّ الممثل ويسعى إلى إخراج الأفضل
لديه، فضلاً عن أن مريم نعوم كتبت السيناريو بطريقة رائعة.
·
ماذا عن {مزاج الخير}؟
لم أوقع على عقده حتى الآن، هو مجرد حديث واتفاقات ودية بيني وبين
الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي.
·
كيف تستعدين لهذه الأدوار؟
لا أجري بروفات قبل التصوير، فالشخصية تحضر أمام الكاميرا كما قرأتها
وشعرت بها، لكن إذا كانت صعيدية فتتطلب دراسة اللهجة والتدرّب عليها.
·
ألا تقلقين من صعوبة التوفيق
بينها؟
لا، فقد انتهيت من تصوير “البيت” المؤجل من العام الماضي، كذلك “موجة
حارة”، وسنباشر تصوير مسلسل “تحت الأرض” بعد انتهاء مؤلفه من كتابته.
·
هل البطولات الشبابية “بطاقة”
رابحة في الدراما؟
بالطبع، وقد أكد نجاح مسلسلَي “المواطن إكس” و”طرف ثالث” ذلك، ثم أعشق
البطولات الجماعية وأستمتع بمشاهدة الدراما التلفزيونية والسينمائية التي
تنتمي إلى هذه النوعية، مثل “كباريه” و”الفرح” و”ساعة نص”.
·
كيف تقيمينها؟
مهمة جداً لأنها تحدث منافسة شريفة بين الممثلين، وتحفزهم على
الاجتهاد لتقديم أفضل ما عندهم، فلا يرون أنفسهم في مرآتهم فحسب بل في نظر
زملائهم الذين يشاركونهم العمل نفسه.
·
هل يضايقك تأجيل أعمالك الفنية؟
إطلاقاً. العمل الجيد يفرض نفسه، خصوصاً إذا كان للفنان رصيد من
الأعمال الفنية الجيدة، ما يدفع الجمهور إلى انتظار جديده باستمرار
ومتابعته.
·
كيف ترين الموسم الرمضاني
المقبل؟
لا أتوقع حدوث زخم درامي كالذي نشاهده كل عام. ثمة مسلسلات ما زالت
مجرد مشاريع ولم يتم تصويرها لغاية الآن ولا نعلم كممثلين مصيرها، لأن
الإنتاج لم يحصل على مستحقاته من القنوات التلفزيونية عن العام الماضي،
وربما تتوقف أو تتعطل.
·
أين أصبح مسلسل “الفاتنة” مع
المخرج تيسير عبود؟
أرسل إلي السيناريو منذ سبعة أشهر، لا أعلم ما إذا كان المشروع قائماً
أم لا.
·
كيف تختارين أدوارك؟
أركّز على طبيعة الدور، وخير دليل على ذلك تجربتي في مسلسل “برة
الدنيا”، إذ أديت فيه دور غالية، فتاة تعيش قصة حب مع شاب (شريف منير) تشكل
نهايتها فيلماً مستقلا عن العمل، وكان هذا الدور مهماً ضمن الأحداث رغم قصر
الحلقات التي أظهر فيها، إذ بلغت مشاهدي حوالى 90 مشهداً.
·
هل تحددين خطواتك الفنية؟
لا أسير وفق خطة ولا دليل لدي بخطوات معينة، فقد أقبل دوراً وأرفض
آخر، وقد يطلبني مخرج في دور ثم يعدل، لا يضايقني هذا الأمر لأنني أعلم أن
العمل يتحكم به النصيب.
·
مع أيهما تفضلين العمل: نجوم
كبار أم بطولات جماعية مع شباب؟
الاثنان، لكن تجربتي مع سميرة أحمد ومحمود ياسين وحسين فهمي وإلهام
شاهين ويحيى الفخراني جعلتني أفضل الوقوف أمام “الكبار” عموماً. لطالما
تمنيت أداء مشهد واحد مع الراحل أحمد زكي، وأحلم بالوقوف أمام “الزعيم”
عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف.
·
هل تفيد علاقات الفنان في تحقيق
نجوميته وانتشاره؟
بالتأكيد بنسبة ثمانين في المئة.
·
ماذا عنكِ؟
لا قدرة لي على إقامة علاقات مع أصدقائي للاستعانة بي في أعمالهم، وقد
يكون أمامي مخرج يستعدّ لتقديم عمل لنجم كبير أرغب في العمل معه، لكن لا
يستطيع لساني التصريح بذلك.
·
كيف تقيّمين المنافسة مع بنات
جيلك؟
لكل فنانة لون مختلف تبدع في تقديمه، وأثبتت نفسها في ناحية تختلف عن
الأخرى، فالأدوار التي تؤديها غادة عادل مختلفة عن تلك التي أؤديها أو
تؤديها نيللي كريم.
·
ما الذي يؤجل نجومية الفنان؟
الغباء. لا تكفي الموهبة وحدها لتحقيق نجومية والدليل أن فنانين
موهوبين كثراً لم يحصلوا على فرصة جيدة للظهور، ويبدو هذا الغباء في
تصرفاتهم وخياراتهم.
·
هل أنت ناقدة جيدة لأعمالك؟
لا تعجبني أدواري وعندما أشاهدها أشعر بأنه كان يجدر بي تقديم أداء
أفضل، ينطبق ذلك حتى على أصعب الأدوار التي أديتها مثل دوري في مسلسل
“حدائق الشيطان”.
·
هل أنت نادمة على أعمال قدمتها؟
نادمة على أعمال رفضتها. أجبرني مرض والدتي ثم وفاتها على رفض أعمال
عرضت عليّ لأنها تطلبت تفرغاً كاملاً، بالتالي كان من الصعب قبولها لأنني
كنت ألازم والدتي ليل نهار، فاكتفيت بأدوار صغيرة وعادية لا تأخذ كثيراً من
وقتي، وكنت أبرر رفضي بأسباب تافهة، حتى إن كثيرين استغربوا ذلك.
·
ما جديدك؟
كان يفترض أن أصور دوري في مسلسل “الفارس الأخير”، لعرضه في شهر رمضان
مع المخرج نادر جلال والمؤلف حسام عيسى، لكنه تأجل إلى العام المقبل وسنبدأ
تصويره بعد انتهاء الشهر الكريم.
«برسيبوليس»
لمرجان ساترابي ممنوعة في مدارس شيكاغو
كتب الخبر: محمد
الحجيري
منعت السلطات التربوية في مدينة شيكاغو رواية «برسيبوليس» للكاتبة
الإيرانية مرجان ساترابي في مدارس المدينة. وتروي المؤلفة سيرة حياتها خلال
الثورة الخمينية عام 1979 والفترة اللاحقة بأسلوب تصويري ساخر.
أمر غريب أن تُمنع «برسيبوليس» في مدارس شيكاغو المدينة الحداثية
باعتبار أن الرواية أحدثت مشكلة في أمكنة كثيرة تسيطر عليها التيارات
الأصولية من الخمينية إلى السلفية، وقالت جمعية المكتبات الأميركية إن
إبعاد الرواية عن متناول التلامذة «يمثل مصادرة فظة لحقهم في الوصول إلى
المعلومات، وينمّ عن فرض شكل من أشكال الرقابة». مؤلفة الرواية مرجان
ساترابي نفسها قالت في حديث لصحيفة «شيكاغو تربيون» إن القيود التي فُرضت
على روايتها المصورة «مخزية» ورفضت تحفظ السلطات التربوية في شأن ما سمته
«صور تعذيب قوية». وتابعت: «هذه ليست صور تعذيب... والطلاب أصحاب عقول وهم
يشاهدون شتى الأمور في السينما وعلى الإنترنت».
وكتاب ساترابي يصعب تصنيفه، إنه عبارة عن سيرة ذاتية مرسومة من أربعة
أجزاء ويتميز بهوية خاصة، إذ تنهل المؤلفة من التراث البصري الإسلامي
والفارسي على السواء وتنتمي الرواية في الآن نفسه إلى أحدث تجارب فن
«الشرائط المصورة» (كوميكس) في العالم، وصدرت الألبومات الأربعة منها بين
عامي 2000 و2003. كذلك حصلت الكاتبة من معرض فرانكفورت على جائزة أفضل كتاب
قصص مصورة، وترجم الأخير إلى أكثر من 25 لغة، وبيعت منه ملايين النسخ.
وصوِّرت «برسيبوليس» فيلماً حاولت الرقابة منعه في بيروت قبل سنوات
بحجة أنه يقترب من المقدسات، لكنه في مهرجان «كان» نال جوائر واهتماماً
واسعاً. في المقابل، اعتبرت جهات سلطوية إيرانية أن الفيلم «مؤامرة
إمبريالية» و{طعن للشعوب في ظهرها»، ووضعته في خانة الممنوع على اعتبار أنه
معارض للسلطة الخمينية. لكن الفيلم الذي أزعج السلطة الإيرانية أكثر مما
فعل الكتاب ووظَّفه الغرب في المواجهة مع طهران، عرض سرياً في صالة صغيرة
في طهران وبالنسخة الأصلية التي لم تخضع للرقابة.
قضية رأي عام
لم تكن ساترابي لتحلم في أحد الأيام بأن يحصل فيلمها «برسيبوليس» على
عدد من الجوائز، ليكون أحد أشهر أفلام الرسوم المتحركة التي عالجت قضية
المرأة الإيرانية، ولم تكن الكاتبة تظن أنها ستصبح قضية رأي عام من بيروت
حيث حاولت الرقابة منع فيلمها بسبب المد الإيراني في هذا البلد، إلى تونس
حيث هاجم نحو 300 إسلامي متشدد مقر تلفزيون «نسمة» وحاولوا إحراقه إثر بثه
فيلم «برسيبوليس» وتنظيمه حواراً حول التطرف الديني، واعتبروه تعدياً على
الذات الإلهية.
ولدت ساترابي في طهران عام 1969 لأبوين ناشطين سياسياً ينتميان إلى
الحزب الشيوعي، وشهدت طفولتها مراحل مفصلية من تاريخ إيران وبدأت مع آخر
أيام حكم الشاه وانتهت بقيام الثورة الإسلامية، عندها بدأ كل شيء يتغيّر
وراحت اللحى تظهر في الشوارع ومعها أغطية الرؤوس، وظهرت معها الشرطة
الدينية والقمع الفكري والتدخل في شؤون الناس الخاصة… وأصبح الناس يعيشون
حياة ازدواجية. عام 1983، عندما شعر والدا مرجان بأن إيران ليست المكان
المناسب لابنتهما المراهقة الجريئة، التي تعشق موسيقى الروك وصيحة «البانك»،
أرسلاها تلميذة إلى فيينا لإبعادها عن الحياة في ظل ظلم نظام الحكم الجديد،
وملابسات حرب الخليج الأولى، لكنها عادت بعد أربع سنوات إلى إيران حيث تلقت
دراستها الجامعية في مجال التواصل البصري داخل كلية الفنون، وفي سنة 1994
هاجرت مجدداً إلى فرنسا.
لم تكن ساترابي تفكر في سرد حياتها في شريط مصور، لولا الصدف التي
جمعتها بدافيد ب عام 1994 في فرنسا، حيث اختارت أن تستقر. ودافيد ب أدخلها
إلى عالم «الشرائط المصورة» البديلة، ومثلما سرد الأخير تاريخ أسرته في ستة
مجلدات مصورة من خلال نقطة محورية هي إصابة أخيه بمرض الصرع، سردت ساترابي
تاريخ بلدها وعائلتها والطفلة التي كانت، بالأبيض والأسود، في «برسيبوليس».
الجريدة الكويتية في
29/03/2013
محمد أمين:
رحيل مبارك فى فبراير جعل الجمهور يتربص بفيلمى
مشروعى المقبل عن القدر.. وأخشى اتهامى بمغازلة التيار
الدينى
حوار ــ إيناس عبدالله
بعد غياب 3 سنوات عن السينما عاد المخرج والمؤلف محمد أمين بفيلم
«فبراير الأسود»، وهو الاسم الذى كان بمثابة صدمة للجمهور لارتباط شهر
فبراير بحدث سعيد فى أذهان المصريين لأنه شهد تنحى مبارك عن الحكم استجابة
لمطالب الثورة، أمين فاجأ المشاهدين بالمرور على الثورة مرور الكرام فى
أحداث الفيلم، مكتفيا بسرد «فبراير أسود» عاشته البلاد سنوات طويلة،
فامتلأت القاعة بضحكات أشبه بالبكاء.
·
ألم تخش أن يتخذ الجمهور موقفا
سلبيا مسبقا من فيلمك بسبب اسمه؟
ــ شعرت بقلق فى البداية وخشيت أن يعتقد الناس أننى أدين الثورة لأن
رحيل مبارك كان فى نفس الشهر، لكن كان من الصعب تغييره لارتباطه بالأحداث،
وكان هناك اقتراح قبل العرض بتغيير الاسم لتشابهه مع فيلم سامح حسين «30
فبراير»، غير أننى تمسكت أيضا به وقلت إننى مؤمن بأن الجمهور يمر بحالة نضج
كبيرة بعد الثورة وبالفعل اختفت الصدمة بعد أول 4 دقائق من أحداث العمل.
·
«فبراير
الأسود» انضم لقائمة أفلامك التى تنتمى للكوميديا السوداء وأبرزها «فيلم
ثقافى» و«ليلة سقوط بغداد».. فهل تسعى كى يكون لك اتجاه يحمل توقيعك؟
ــ أعتقد أننى أصغر من أن يكون لى اتجاه أو مدرسة ولكن الموضوع هو
الذى يدفعنى لهذا بدليل أننى حينما قدمت فيلم «بنتين من مصر» لم ألجأ للشكل
ذاته، وفى «فبراير الأسود»، كان لابد من شكل الكوميديا السوداء خاصة أن
الموضوع يدور حول الظلم الذى يتعرض له العلماء فى مجتمعنا ونجد أن الفيلم
ملىء بالسخرية اللاذعة الأقرب للفانتازيا إيمانا منى بأن شر البلية ما يضحك.
·
لكنك فى الفيلم تسخر من مهن أخرى
كالرياضة والاعلام؟
ــ حينما نجد اللاعب الذى يجيد لعب كرة القدم أقرب انسان الى رئيس
الجمهورية فى العهد السابق ويتم تكريمه باستمرار فى حين أن حال العالم
المصرى داخل بلاده «لا يسر عدو ولا حبيب» فهذه مأساة، وأنا لا اقصد التقليل
من قيمة اللاعب ولكن هذه هى السخرية التى اتحدث عنها فالمجاز مقصود لتأكيد
معاناة العلماء، أما فيما يخص الاعلام فلا يخفى على أحد أننا نعيش أسوأ عصر
للاعلام المصرى وجميعنا أصبحنا نشك فيما يحدث على شاشات التليفزيون وكثير
من العاملين بالمهنة يتحدثون عن هذه المهزله.
·
لماذا اخترت الكلاب وسيلة انقاذ
الأسرة من الغرق فى رمال الصحراء؟
ــ لأن الكلاب ارحم كثيرا من أى سلطة ظالمة وأؤكد أنه لا كرامة لعالم
فى مصر ولست بحاجة الى ترديد الكلام المعتاد عن ميزانية البحث العلمى
بالدولة ومنذ فيلم «ليلة سقوط بغداد»، وأنا أشير الى أزمة العلماء ورغم
أننى ضد العنصرية بكل اشكالها ولكنى كفنان ومواطن مستعد أن أكون درجة ثانية
بعد العلماء فهم القادرون على دفع البلاد الى الامام.
·
العالم فى فيلمك لم يجد أى مانع
أن يستغل ابنته بتزويجها من صاحب سلطة ونفوذ حتى يحصل على الأمان.. فهل هذا
يتناسب مع قيمة القضية التى تتناولها؟
ــ بطل الفيلم كان يبحث عن الأمان النفسى له ولعائلته بدليل أنه كان
يستدعى كل أفراد العائلة حتى المختلفين معه ليصلوا الى وسيلة توفر لهم
الأمان وحينما استقر على الفئات الأكثر استقرارا فى المجتمع ونفوذا سواء
رجال القضاء والشرطة وأصحاب الثروات كان بحاجة كى يتواصل معهم حتى يوفروا
لعائلته الأمان وهنا استخدامه لابنته ليس نوعا من الأنانية بدليل انه لم
يجد حرجا كى يحصل على العلاج كى يستطيع أن ينجب ابنا يحصل على جنسية تحميه
من بطش النظام.
·
لماذا مررت على الثورة مرور
الكرام رغم أنك انهيت الفيلم بمشهد الشعب وهو يهتف بسقوط النظام؟
ــ هذا الأمر ظل يراودنى كثيرا أثناء الكتابة فهل أمهد للثورة وأشير
الى الحركات الشبابية مثل كفايه و6 إبريل أم أنهى العمل بمشهد يشير الى
الثورة وقررت عمل «استخارة فنية» وتوصلت الى أننى لن أخسر كثيرا، لكن كنت
فى حاجة لمبرر كى يوقف البطل زواج ابنته من صاحب النفوذ أو القضاء ويتمسك
بالعلم أملا فى أن يكون النظام الجديد أفضل من سابقه.
·
بعض المشاهدين شعر أنك قمت
بتغيير النهاية بعد وصول الإسلاميين للحكم حينما انتهى العمل بسؤال البطل
حول امكانية تحقيق العالم مكانة أفضل فى ظل النظام الجديد؟
ــ لم أغير النهاية لكنى آثرت أن ألقى بالكرة فى ملعب المشاهد خاصة أن
النظام الحالى لم يكن يعلم عنه أحد أى شىء مع بداية الثورة، وسعدت كثيرا
بردود أفعال الناس وأنا أشاهد الفيلم معهم حينما كنت أسمع تعليقات ساخرة
تعبر عن الوضع الحالى.
·
اعتبر بعض النقاد أن خالد صالح
كان مفاجأة العمل.. فما تعليقك؟
ــ سعيد بحالة التوفيق التى حالفتنى فى اختيار فريق العمل وفى مقدمتهم
خالد صالح، فأنا مقتنع أنه فنان شامل يستطيع لعب أى دور ولديه ثقة كبيرة فى
امكاناته ولديه من السيولة الفنية ما يتيح لأى مخرج أن يوظفه بأى طريقة.
·
لماذا تطول الفترة ما بين كل
فيلم وآخر تقدمه، وهل ذلك يرتبط بأنك مؤلف أفلامك؟
ــ الفترة تطول ربما لأننى أحتاج وقتا طويلا فى الكتابة الى جانب أن
الصناعة نفسها أصبحت متدهورة للغاية بعد أن توقف التوزيع الخارجى، وتوقفت
القنوات عن شراء الأفلام وأصبح المنتج يعتمد على التوزيع الداخلى فقط
المرتبط بما يحدث بالشارع.
·
وهل سننتظر 3 سنوات أخرى لمشروعك
السينمائى الجديد؟
ــ مشغول حاليا بأكثر من فكرة سينمائية وربما تتحسن الأوضاع، أحلم
بكتابة فيلم عن العلاقة بالقدر بعد الابتلاء الكبير الذى يتعرض له المصريون
كل يوم ما بين أم تفقد كل أطفالها فى حادث قطار أو أم يموت ابنها فى مظاهرة.
·
لكن مثل هذا الفيلم قد يسبب لك
مشاكل مع الرقابة؟
ــ لا أعتقد خاصة أننى انسان عاقل وطنى وأسعى لتنوير المشاهدين بأن من
يبتليه ربه ويصبر يضع اسمه بين قائمة أهل الجنة، ولكن الحقيقه مخاوفى
الأكبر أن يتم اتهامى بمغازلة التيار الدينى.
الشروق المصرية في
29/03/2013
قال: حكام مصر يفهمون رسالة الفن بشكل خاطئ
محمد صبحي: الدولة مازالت تهمش مشاكل الشعب
كتب - حمدي طارق:
الفنان الكبير محمد صبحي دائما يعبر من خلال أعماله سواء في السينما
أو الدراما أو المسرح عن حال الوطن وهمومه بالإضافة الي الطبقة الفقيرة
التي سلط عليها الضوء بشدة منها مسرحية «الچوكر» وفيلم «ملح الأرض» و«علي
بيه مظهر» ومسلسل «رحلة المليون» وجميع أجزاء مسلسل «يوميات ونيس».
تحدث الفنان محمد صبحي خلال الندوة التي عقدها في الصالون الثقافي
بدار الأوبرا المصرية وأدارها الفنان أمير الصيرفي عن الحملة التي نظمها من
أجل جمع تبرعات لبناء مساكن ومشروعات لطبقة العشوائيات التي تتواجد بنسبة
كبيرة في جميع محافظات مصر وقال: نمو العشوائيات في مصر جاء نتيجة تهميش
الحكام للشعب وعدم النظر إليهم والتفكير جيدا في حل هذه الأزمة التي بدأت
بظاهرة الزحام والبطالة للشباب، وعدم التطرق لهذه الأزمة جعلها تتضخم حتي
أصبحت طبقة كبيرة من الشعب المصري يطلق عليها حاليا العشوائيات، ولذلك بعد
الثورة تصورت أن الأيام القادمة ستشهد وضع هذه الطبقة ضمن الأولويات الأولي
للتغيير، وفكرت في حملة تبرعات من جميع أنحاء العالم ولكن بمشاركة الجاليات
المصرية فقط في الخارج لأني اكتشفت أن أوروبا وأمريكا يقولون إن مصر دائما
تبني مشروعاتها بالصدقة والإعانة، فقدرت أن تكون جميع التبرعات مصرية بداية
من الخارج، وسافرت علي نفقتي الخاصة لجمع التبرعات وبدراسة هذه المشروع
وجدت أن حل هذه الأزمة يحتاج الي أربعة مليارات جنيه، ونجحت في جمع المليار
الأول ولاحظ أن الجميع رحب بحل هذه الأزمة ولكنهم يحتاجون الي مشاهدة خطوات
حقيقية في المشروع، ليبادروا بمزيد من التبرعات وهذا الأمر ضمن مسئوليات
الدولة، لأن هذا المبلغ موجود منذ عام ونصف العام في البنك المركزي، ولكن
الدولة حتي الآن لم تعط لنا الأرض التي سنشيد عليها المشروع وكأنهم يفضلون
استمرار هذه الأزمة، ولكني أوجه إليهم رسالة «إذا كانت هذه الأزمة بعيدة عن
حياتي الشخصية ولكن من حقي ألا أتأزم عندما أشاهد معاناة هذه الطبقة والحال
الذي وصلوا إليه».
وعن الوضع الحالي في مصر قال صبحي: إذا استمر الحال كما هو عليه ستفقد
مصر حضارتها التي تعتبر أعظم حضارات العالم، وأضاف: خلال رحلتي في أمريكا
اكتشفت أن الوضع الحالي لا يسأل عنه النظام فقط لكن الشعب أيضا لأن أمريكا
بحضارتها التي لا يذكرها التاريخ استطاعت أن تكون أقوي وأعظم دول العالم
ليس بحكامها ولكن بشعبها الذي يعشقها ويحافظ علي نظافتها وأمانها، ولكن
القمامة التي سيطرت علي الشوارع والمدن في مصر والسرقات وجرائم العنف التي
تحدث يسأل عنها الشعب الذي من المفترض أنه قام بثورة من أجل التغيير ولكن
عند التنحي تخيل الجميع أن الثورة أدت ما عليها ولكنهم نسوا أن مصر ستدخل
بعدها في مرحلة صعبة تحتاج أن يكون لهم دور أساسي بها لتخطي هذه المرحلة
ولذلك انعدمت الحالة الاقتصادية وارتفع معدل البطالة والقمامة، ولذلك عندما
سألني الرجل الأمريكي عن حضارة مصر قلت له عشرون عاما فقط، حتي لا يتهمني
بالجنون عندما أقول له 7 آلاف عام، ولكن مصر تستحق أن تكون أعظم من هذه
الدول ولكنها تنادي شعبها للوقوف بجانبها والحفاظ عليها ولكن الشعب متأخر
في تلبية النداء حتي الآن، وتحدث صبحي أيضا عن الفن ودوره الرئيسي في تخطي
هذه الأزمة وقال: الفن علي مدار تاريخ مصر كان له دور أساسي في تخطي
أزماتها ومراحلها الصعبة التي مرت بها وطالما كان رسالة حقيقية أيضا للحكام
بالنظر الي هموم ومشاكل الشعب، وأتذكر عندما قدمت
مسلسل «رحلة المليون» وتحدثت عن ضرورة استصلاح الصحراء لحل
أزمة البطالة والسكن الذي كان يعاني منها الشعب وقتها، بدأ النظام بالفعل
في التفكير في الصحراء وضرورة استصلاحها، لكن المشكلة الحقيقية التي يعاني
منها حكام مصر دائما هي عدم فهم مضمون الرسالة جيدا فبعد المسلسل قرر
النظام وقتها زرع الصحراء والبناء علي الأطيان بالرغم أن الرسالة كانت
البناء في الصحراء وتشييد مساكن للشباب لحل أزمة السكن، وهذا الأمر هو ما
يحدث حاليا في مصر لأن الرئيس الحالي والنظام حتي الآن لم يفهموا مضمون
رسالة الشعب بصورة جيدة، ولكن لابد علي الدولة أن تفكر جيدا في حل أزمة
العشوائيات التي تفاقمت بصورة كبيرة وعلي الشعب أيضا أن يخاف علي مصر ويبدأ
بالتغيير من عنده أولا حتي نعبر المرحلة الحالية التي من الممكن أن تقضي
علي مصر وحضارتها العظيمة بين دول العالم.
الوفد المصرية في
29/03/2013
تحلم بـ "نفرتيتي" ومتفائلة بمستقبل
الفن
داليا البحيري: السينما في
أزمة
القاهرة
- “الخليج”:
حاصرت المشكلات مسلسلها “في غمضة عين” فخرج من سباق رمضان الماضي
لتعرضه حالياً إحدى القنوات لكنها غير حزينة على ذلك لقناعتها بأن ما حدث
ربما يكون في مصلحة العمل، وقد تجاوزت مشكلتها مع زميلتها وشريكتها في
بطولة المسلسل الفنانة أنغام، هي الفنانة داليا البحيري التي غابت عن
الدراما في العامين الماضيين لظروف استثنائية، كما غابت عن السينما لظروفها
الخاصة المرتبطة بالزواج والحمل والإنجاب . وفي هذا اللقاء معها تتحدث عن
“في غمضة عين” ومشكلاته، وعن رؤيتها لواقع الفن المصري ومستقبله .
·
ما الجديد الذي يطرحه مسلسل “في
غمضة عين” عن قضية بنات وفتيات الملاجئ؟
- في أول 3 حلقات يطرح المسلسل الذي كتبه فداء
الشندويلي فكرة ومعالجة جديدة لقضية البنات والفتيات في ملاجئ الأيتام، لكن
في بقية الأحداث هناك خطوط مختلفة ومتنوعة في قالب اجتماعي إنساني .
·
ما حقيقة دورك في المسلسل ومصدر
حماسك له؟
- ألعب شخصية “فاطمة”، وهي ولدت في إحدى دور
الأيتام، وارتبطت بعلاقة إنسانية قوية مع فتاة أخرى هي “نبيلة” التي تلعب
دورها أنغام، وعندما تكبران تصبحان مشرفتين في الدار، ثم تتطور الأحداث
وتفترقان في مرحلة ما عندما ترث إحداهما ثروة كبيرة وتترك الملجأ وتنقلب
الأحداث ونرى صراعات وأزمات ومشكلات .
·
هل وجود نجمة مثل أنغام معك في
العمل يعني أنه تقاسم للبطولة يؤثر في مساحة دورك؟
- على الإطلاق فدوري مؤثر ومحوري، وكون أنغام معي
لا يعني تقليص دوري، وعدد مشاهدي كبير وغير محدود .
·
ماذا عن علاقتك بأنغام الآن بعد
الأزمة بينكما خلال تصوير المسلسل؟
- أنغام مطربة كبيرة وزميلة عزيزة ولا أحب أن أعود
للمشكلات والأزمات .
·
هل قبلت تخفيض أجرك كما فعل
كثيرون لإنجاز تصوير المسلسل؟
- هذا طبيعي جداً لأنني أعي الظروف وأتفهم ما نمر
به من حالة عدم استقرار وأزمات إنتاجية ومالية، ومسلسل “في غمضة عين” له
خصوصية لأنه من الأعمال المكلفة إنتاجياً ويضم عدداً كبيراً من الفنانين
ولكل واحد أجره، وأنا لا يمكن أن أبالغ في أجري في تلك الظروف .
·
ما سر ابتعادك عن السينما في
الفترة الأخيرة؟
- السينما تعرضت لأزمة إنتاج وتراجع عدد الأفلام
في آخر 4 سنوات تحديداً بشكل كبير، وقد انشغلت بالزواج والحمل والإنجاب
وقدمت للتلفزيون أكثر من تجربة مميزة .
·
هل استبعدت تقديم مسلسل
“نفرتيتي” الذي كنت تحلمين به؟
- بالفعل، أحلم بتقديم عمل عن هذه الشخصية العظيمة
والملكة الفرعونية المؤثرة في تاريخ مصر، لكنْ مسلسل مثل هذا يحتاج إلى
إنتاج ضخم وظروف مناسبة لا أعتقد أنها متوافرة في هذا التوقيت، وأتمنى أن
يكون مشروعي المقبل بعد “في غمضة عين” عن هذه الشخصية التي أعشقها وأرى أن
سيرتها مهمة في هذه المرحلة من تاريخ مصر .
·
ما رؤيتك لمستقبل مصر في تلك
المرحلة الصعبة؟
- أعتقد أن الرؤية ضبابية وهناك أزمات كثيرة
سياسية واقتصادية واجتماعية ولا بد أن نتوقف وننظر ماذا يجب أن نفعله لننقذ
مصر من مصير غامض وغير مفهوم، لأن الجميع سوف يخسر .
·
وكيف ترين مستقبل الفن؟
- لا أخشى على الفن لأن أحداً لن يستطيع تغيير
هويتنا، والشعب المصري عاشق للفنون والإبداع وسيكون أول من يدافع عنه،
ومتفائلة بأن الفن سيتجه إلى الأفضل والأكثر قيمة وموضوعية .
تعد نفسها ممثلة مسرح بسيطة
جيما آرتيرتون: الشخصيات الحادة أوصلتني
إلى هوليوود
تعد النجمة البريطانية جيما آرتيرتون (27 عاماً) من الممثلات اللواتي
حققن نجاحًا كبيرًا في فترة وجيزة، فقد أصبحت نجمة يحرص الجمهور على
متابعتها على شاشات السينما وخشبات المسارح، وذلك بفضل موهبتها وجمالها،
وهي التي ظهرت في فيلم “تمارا درو” للمخرج البريطاني ستيفن فريرز وفيلم
جيمس بوند “كم من العزاء” . وها هي اليوم تتابع صعودها المتميز في فيلم
“هانسل وغريتل” أو “بيت الحلوى” للمخرج تومي ويرولا الذي يروي حكاية خيالية
مشهورة للأطفال، دونها الأخوان غريم الألمانيان . عن تجربتها الجديدة كان
لمجلة “بروميير” معها هذا اللقاء .
·
لم أجد في رواية الفيلم أن هانسل
وغريتل أصبحا صيادين متعطشين للانتقام من الساحرات عندما كبرا في السن، فمن
أين أتت هذه الفكرة المدهشة؟
- إنها من بنات أفكار تومي ويركولا المخرج ومساعد
كاتب السيناريو، الذي يعد مهووساً نرويجياً في هذا المجال، بل إنه بحق ذو
ثقافة موسوعية في عالم السينما، واستطاع من خلال خياله الخصب إيجاد التوازن
المناسب بين الأكشن والرعب والكوميديا، وذلك على غرار إيدغر رايت في فيلم
الرعب والكوميديا، الأكثر من رائع “Shaun of the Dead”،
وأعتقد أنه نجح في تجربته .
·
إننا لا نعلم عن المخرج الشيء
الكثير باستشناء فيلمه “dead snow”
في عام 2009؟
- لقد كتب أيضاً المسلسل التلفزيوني “Hellfjord”
الذي يلقى نجاحاً منقطع النظير في النرويج، وأتمنى أن يفتح له الفيلم
الجديد الطرق إلى هوليوود، خاصة أنه كان أول فيلم يصوره في الاستديو وكذلك
باللغة الإنجليزية، والحقيقة أن المسؤولية كبيرة على تومي لكنه جدير بأن
يحقق نجاحاً مميزاً وأقول لكم انتظروا أن تسمعوا عنه الكثير في السنوات
المقبلة .
·
هذا الفيلم صور منذ فترة طويلة
وكان متوقعا خروجه في الصالات في الربيع الماضي ثم تم تأخير الموعد سنة
أخرى، لماذا؟
- الواقع أنا تواقة كي أسمع التهاني والاطراءات
على كل ما بذلته من جهد في هذا الفيلم، ولكن كان لا بد من الانتظار في ظل
خروج أفلام أخرى مهمة السنة الماضية مثل:
Avengers
وheritage
للممثل والمغني الأمريكي جيريمي لي رينر الذي غدا نجماً له وزنه في أفلام
الأكشن، كما سيعرفه الجمهور في الفيلم الجديد هانسل وغريتل ممثلاً غاية في
خفة الظل، وأعتقد أن الفضل يعود إليه في إبراز الجانب الكوميدي للفيلم .
·
هل باتت هوليوود متخصصة في نجمة
ذات مواصفات خاصة اسمها “جيما آرتيرتون” لتقدم لها بطولات مميزة في أفلام
شهيرة، بدءاً من فيلم “صراع الجبابرة” (2010) مروراً ب”أمير فارس: رمال
الزمن” وانتهاء ب”هانسل وغريتل” الجديد، وهل هذا أمر جاء بالمصادفة؟
- كنت دائماً ممثلة بهذه المواصفات، ففي مدرسة
الفن الدراماتيكي كنا نتلقى دروساً للتدرب على المعارك، وفي السنة الثانية
نتقدم لاختبار في فن العراك حيث يطلب منا تنفيذ مشهد يحتوي على معركة،
والواقع أن الفتيات يخترن عادة مقتطفات من فيلم “العروس الأميرة” أو شيء من
هذا القبيل، لكن البعض يفضلن عمل مشهد خاص بهن مع بعض الزميلات على أن يكون
المشهد عنيفاً بعض الشيء، بحيث يكون الأمر قريباً جداً من الواقع وليس مجرد
تمثيل، وبشكل عام يمكن القول إنني أحب مشاهد الأكشن، علماً أنني في بداياتي
جسدت أدوار الأميرات وبطلات التراجيديا، وكان علي الانتقال إلى الولايات
المتحدة كي تعرض علي شخصيات ذات طبع حاد، وهذا أمر أحبه لأنني كنت أخشى أن
تعرض علي أدوار هوليوودية فاضحة وتلازمني طوال مهنتي ممثلة .
·
بماذا تشعرين عندما تكونين ممثلة
شابة يشار إليها بالبنان في هوليوود، وأظن أنه أمر مبهج ومقلق في آن؟
- أعتقد أن الأمور لا تتغير بسرعة في الولايات
المتحدة فقط، بل يمكن أن تكون اليوم في القمة ثم تصبح غداً في الحضيض، لذا
فأنا تعودت ألا أواجه الأمور بجدية صارمة وأن أستفيد من اللحظة بكل
مقوماتها، وبما أنني أمثل أفلاماً مهمة في أمريكا، فهذا سيفتح لي الطريق
لتنفيذ مشروعات أقل أهمية في إنجلترا .
·
هل تشعرين أنك اندمجت في عالم
هوليوود؟
- ما زلت أشعر أنني بريطانية جداً وأرى نفسي ممثلة
مسرح بسيطة تجذب إليه الأنظار عندما تصل إلى مكان كبير مثل فيلم “هانسل
وغريتل” .
·
يبدو أن المنافسة بين الممثلات
من بنات جيلك على أشدها أليس كذلك؟
- الأمر الغريب أنهم يعرضون على جميع الممثلات
الأدوار نفسها ونحن نعرف ذلك من خلال اللقاءات التي تجمعنا بين الحين
والآخر في بعض السهرات، حيث نكتشف أن الدور نفسه عرض على جميع الممثلات
تقريباً قبل ساعات . ورغم ذلك لا يمنعنا هذا من التفاهم لأن الأمر يتعلق
بالسياسة المتبعة، فلكي تأخذ الممثلة دوراً يتطلب صفات “رجولية” لا يكفي أن
تتقن الكوميديا بل عليها أن تكون نجمة شباك، وأن يكون هناك نوع من الجاذبية
بينها وبين البطل الرئيس للفيلم، وهو ما لا علاقة له بالسينما المستقلة حيث
يكفي أن تكون ممثلة جيدة كي تدخل هذا العالم .
أبدع في مختلف الفنون وجمع بين
الخشبة والشاشة والإذاعة
السيد بدير متعدد المواهب
والأوسمة
إيمان
الشريف
السيد بدير أو “ابن كبير الرحمية” هكذا عرفه الجمهور العربي بتلك
الشخصية الكوميدية العالقة في أذهان الجميع، من زمن الفن الجميل والكوميديا
العفوية الراقية . لكن ما نجهله عن هذا العملاق أنه كان إذاعياً مخضرماً
ومسرحياً متميزاً .
خرج السيد بدير إلى الدنيا يوم 11 يناير/كانون الثاني عام 1915 في
مدينة بلقاس محافظة الدقهلية، وحرصت أمه على تعليمه القرآن منذ صغره بجانب
دراسته، فحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة “بلقاس” عام 1927 . وأصر على
مواصلة رحلة التعليم حتى وصل إلى المرحلة الثانوية في القاهرة .
بدأ عشقه للفن في سن مبكرة، وكانت بداياته في دار سينما “الشعب” التي
كانت مجاورة لمسرح الريحاني . حاول السيد بدير الانضمام كممثل إلى إحدى
الفرق المسرحية الجديدة تحت إشراف عبدالقادر المسيري - أحد ممثلي مسرح
رمسيس آنذاك - لكنه فشل في اختبار الأداء التمثيلي، إلا أنه نجح في إقناعهم
بأن يستعينوا به في سلك الإخراج، وكانت أولى تجاربه مسرحية “الناصر صلاح
الدين ومملكة أورشليم” . ساعده المسيري في الالتحاق بفرقة رمسيس أو فرقة
يوسف وهبي كممثل كومبارس، وكانت البداية مع مسرحية “قمبيز” حيث إن فترة
ظهوره على المسرح كانت لا تتعدى الثواني مع عدد كبير من الكومبارس منهم
أنور وجدي وعبدالفتاح حسن . عمل بعدها مع يوسف وهبي ثالث مساعد لمدير
المسرح يسبقه قاسم وجدي ثم محمد حجازي ثم حسين تعريت، وكان عمل السيد بدير
يتلخص في تذكير كل فنان بوقت ظهوره على المسرح، فمثلاً يتوجه إلى غرفة الست
أمينة رزق ليقول لها: “اتفضلي يا ست أمينة دورك جه”، هذا العمل كان يسمى
“الكول بوي” .
قام بدير بأولى تجاربه التمثيلية الحقيقية حينما أدى دور السجان في
مسرحية “الاستعباد” بعد تغيب المرحوم الممثل لطفي الحكيم لظروف مرضية، فقام
بدير بأداء الدور ونجح فيه .
التحق السيد بدير بكلية الطب البيطري، لكنه رسب فيها وتركها، ومن ثم
قرر التحول إلى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، لكنه لم يستطع التوفيق
بين الدراسة والفن فآثر الفن على كل شيء وعمل موظفاً في مجلس الدولة بلجنة
قضايا الحكومة .
ترك عمله مع فرقة رمسيس وانضم إلى فرقة فاطمة رشدي وعزيز عيد، حيث
كانت الفرقة تجوب الأقاليم وبلاد الشام، وكانت المشكلة الكبرى أن العمل
الحكومي يمنع موظفيه من الاحتراف في الفرق المسرحية، فانضم السيد بدير إلى
جمعية أنصار التمثيل والسينما التي كانت تضم مجموعة من هواة التمثيل في مصر
أمثال: سليمان نجيب، محمد عبدالقدوس، وعبدالوارث عسر، وكان كل هؤلاء موظفين
حكوميين . كانت الفرصة الكبرى التي أتاحها الممثل سليمان نجيب لسيد بدير في
إخراج أولى مسرحياته، هي فرصة العمر مع مسرحية “باسم الأم بين جيلين” .
التحق السيد بدير بفرقة “ملك” عام ،1942 حيث عمل مخرجاً وممثلاً، كانت
أولى أعماله بفرقة “ملك” أوبريت “درية” .
حينما تولى سليمان نجيب منصب مدير دار الأوبرا الملكية، انتدب السيد
بدير من مجلس الدولة ليكون مديراً لخشبة مسرح دار الأوبرا، ثم تركها لينتقل
إلى وزارة الصحة ويصبح المسؤول عن الدعاية الصحية، حيث كان أول من دعا إلى
التوعية الصحية في القرى والنجوع من خلال أفلام تمثيلية صغيرة تعمل على
توعية الناس من أخطار الملاريا والتيفود في سيارات تجوب الشوارع، ثم أصبح
يكتب هذه التمثيليات للإذاعة، ومن هنا بدأت علاقته بالإذاعة المصرية .
بدأ السيد بدير يكتب للإذاعة ثم يخرج لها بعد أن دربه الأستاذ حافظ
عبدالوهاب، ومن ثم تعاقد مع الإذاعة كمخرج وممثل بمبلغ مئة وثمانين قرشاً .
عيّن السيد بدير في الإذاعة عام ،1946 حيث قدم العديد من الأعمال العامية،
وأيضاً الدراما العالمية مثل مسرحية “هاملت” حيث قام بدور هاملت الممثل
صلاح منصور، وقدم بدير “العشرة الطيبة” لسيد درويش، وبرنامجاً إذاعياً
غنائياً اسمه “هاتور” للمؤلف عبدالفتاح مصطفى .
قدم نحو ثلاثة آلاف تمثيلية بين تأليف وإخراج وتمثيل، لكن للأسف ليست
كل أعماله موجودة، لأن الأجزاء الأولى منها كانت مسجلة على أسطوانات لا
شرائط . تدرج في عمله الإذاعي من مخرج إلى أن أصبح كبيراً للمخرجين، ثم
مديراً للتمثيليات، ثم مستشاراً للإذاعة، حتى أنشئ التلفزيون عام 1960
فأصبح مستشارا له .
في خلال فترة عمل السيد بدير في التلفزيون استطاع أن ينشئ أكبر مشروع
في تاريخ الإعلام ألا وهو “مسارح التلفزيون”، التي كانت مقسمة إلى اثنتي
عشرة فرقة، بعضها يعمل في المسرح العالمي، والبعض الآخر يقدم المسرح الحديث
لعرض مشكلات المجتمع المصري، وأخرى تقدم المسرح الكوميدي بكل أنواعه، وكانت
فترة ازدهار حقيقية للمسرح بشتى صوره، بل ذهب بالمسرح إلى الجماهير في كل
بقاع مصر .
شارك السيد بدير في الكثير من الأعمال السينمائية كممثل، كان أولها
فيلم “وحيدة” عام ،1944 أما أشهر أفلامه فنذكر منها: “رصيف نمرة خمسة”،
“شباب امرأة”، “الوسادة الخالية”، “بين السما والأرض”، “جعلوني مجرماً”،
“سكر هانم” . . وغيرها، إلا أن أشهر شخصياته هي التي قدمها عام 1949 مع
الفنان محمد التابعي “العمدة عبدالرحيم وولده عبدالموجود” مع المطرب عمر
الجيزاوي . أسند إلى السيد بدير كتابة أول سيناريو عام 1944 في فيلم
“دائماً في قلبي”، وقد أسند إليه هذه المهمة المخرج صلاح أبوسيف مكتشف
السيد بدير سينمائياً، كما أخرج بدير مجموعة من الأفلام السينمائية منها:
“المجد”، “الزوجة العذراء”، “غلطة حبيبي”، “أم رتيبة” . . وغيرها .
السيد بدير صاحب مئتين وخمسين سيناريو فيلم وخمس وأربعين مسرحية وستة
وثلاثين فيلماً روائياً وقام بالتمثيل في ما يزيد على مئة عمل فني، هو
الحاصل على وسام الجمهورية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة
الدولة للجدارة .
تزوج مرتين، الزيجة الأولى من ابنة عمه أنجب منها ثلاثة أبناء
وابنتين، والزيجة الثانية من المطربة شريفة فاضل التي اكتشفها وأنجب منها
ابناً وحيداً استشهد في حرب أكتوبر 1973 .
كان بدير فناناً مبدعاً متنوعاً، واصل الليل بالنهار لينتج فناً آمن
به فكان ينام في الأربع والعشرين ساعة أربع ساعات فقط، وكأنه كان يضحك على
القدر بأن عاش عمره مرتين إلى أن وهن الجسد، وقرر أن ينام نومة طويلة لا
يصحو بعدها أبداً، وانتقلت الروح إلى بارئها في 30 أغسطس/آب 1986 تاركاً
إرثاً كان آخره كتابة فيلم “السلخانة” عام 1982 .
الخليج الإماراتية في
29/03/2013 |