حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خالد صالح:

محظوظ بالعمل مع محمد أمين 

كتب الخبررولا عسران

 

يحمل أداؤه دائماً نمطاً مختلفاً عن غيره من النجوم، وفي «فبراير الأسود» أحدث تجاربه السينمائية جاء أداؤه مبهراً يرصد بشاعة الواقع مع مخرج اعتاد دائماً معالجة القضايا الشائكة بالكوميديا السوداء شديدة السخرية من الواقع. عن هذه التجربة التقيناه.

·        كيف تقيم تجربتك في فيلم «فبراير الأسود»؟

أنا محظوظ بالتعاون مع المخرج محمد أمين، خصوصاً أنني متابع له منذ قدم فيلمه الأول «فيلم ثقافي» وأرى أنه أحد المخرجين الموهوبين أصحاب مدرسة وتقنية مختلفين في السينما لأنهم يقدمون الدراما بطريقة الكوميديا السوداء،

وهذا هو سر موهبته. فعلاً، من خلال الفيلم بدا واضحاً النضج الكبير على المخرج الذي قدم عشوائية المجتمع حيث نعيش في ظل غياب القانون والتفكير العلمي الصحيح، بدءاً من مرحلة ما قبل الثورة المصرية إلى بعد انتهائها. ويعكس الفيلم وجهة نظر المخرج الذي يرى أنه لا بد من توافر منهج في التفكير العلمي كي لا ندخل نفقاً مظلماً في تاريخنا.

·        ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء تقديم هذا الفيلم بالتحديد؟

بدأت الصعوبة منذ قراءتي السيناريو لأنني أدركت أنني أمام تجربة لها طعم خاص للغاية، واعتبرت أنني سأدخل إلى لوحة يتم تشكيلها لأجل الفيلم بأكمله، وهو ما أرضاني لأنني مؤمن بأن الممثل حامل للأمانة التي يلقيها على كتفه المخرج والمؤلف. فعلاً، عشت هذه التجربة مع «فبراير الأسود»، وأيقنت أن الفيلم صُنع لإيصال رسالة حقيقية لا للتسلية. للحقيقة، كان للمخرج محمد أمين الدور الأكبر في ما قدمناه لأنه كان يراعي التفاصيل كافة في داخل الفيلم، ولم يكن يعطي لأي شخص الفرصة لأن يضيف إلى الدور الذي يقدمه أو يغير في الجمل.

·        ما الاختلاف الذي قدمته في شخصية عالم الاجتماع؟

دعني أكون صريحاً معك وأؤكد أن الكوميديا السوداء ليست منطقتي أو لعبتي كما يقولون، ولكن الدور الذي قدمته كان يستلزم مني مرونة لأنه يتطلب استعراضات، ما جعلني أدرك أننا أمام تجربة مختلفة، وأقدم نفسي بروح مختلفة. تدربت على الدور وكان محمد أمين إلى جواري دائماً ومنعني من أي إضافة من عندي، وأجزم بأن المخرج هو من كان سبب انضباط أدائي، لذلك تملكتني الفيلم وصاحبتني روح السخرية التي يتكلم عنها العمل، ما جعلني في حالة كبيرة من السعادة.

·        قيل إن الفيلم تعرض لاعتراضات رقابية.

ربما، ولكن أعلم أن الرقابة لم يكن لديها أي ملاحظات على السيناريو، ولم تتطلب تغييراً أو تبديل مشهد بآخر، أو حذف مشهد، وذلك رغم أن الفيلم يحتوي على كمية من المشاهد القاسية للغاية والتي تعبر عن واقع مؤلم، ما جعلني أدرك أهمية وقيمة العمل الذي نقدمه.

·        ما الذي قدمه لك الفيلم؟

مجموعة كبيرة من المشاعر تبنيتها جميعها لأنني أعيش في المجتمع وأشعر به وأدرك أماكن القوة من أماكن الضعف. أتمنى أن تكون تجربتي قد وصلت إلى الناس، حينها سيكون النجاح من نصيبي. كذلك آمل أن أكون قد نجحت في رسم البسمة على وجوه الجمهور رغم الأيام الصعبة التي نعيشها، والتي أتمنى أن تنتهي بشكل آمن، وتخرج مصر والمواطنون من هذه المحنة.

·        يطرح العمل فكرة خروج الوطن من القلب، فهل نحن فعلا في هذه المرحلة؟

حتى هذه اللحظة لم نصل إلى هذه المرحلة المفجعة، ولكن دعنا نعتبرها جرس إنذار من الفيلم وصانعيه إلى الجمهور، لأن الوطن دائماً هو المكان الذي تشعر فيه بأنك مواطن يتمتع بالحقوق ويؤدي الواجبات وما يربطك بالآخرين علاقة التوافق وفقاً للقوانين المتواجدة، والتي تحقق حالة من الرضا لدى الناس. راهناً وللأسف، الوطن لا يتمتع بهذه المزايا، ما يجعلنا نشعر بالحاجة إلى الخروج منه.

·        باعتبارك بطل الفيلم، هل فكرت يوما في الهجرة؟

إطلاقاً. حتى قبل دخولي إلى مجال التمثيل كنت أرفض هذه الفكرة، ولا أرتاح أبداً خارج مصر. خلال أيام الدراسة زرت أميركا لبضعة أشهر وكنت حينها أتشوق إلى العودة إلى مصر ولم أرغب يوماً في البعد عنها، وكنت أتمنى مقابلة أي مصري في الغربة. الوطن بالنسبة إلي ملاذي والمكان الذي أشعر فيه بحريتي وبنفسي، لذلك أرفض فكرة الهجرة والغربة على الإطلاق.

·        ماذا عن فيلم «الحرامي والعبيط»؟

تجربة جديدة تجمعني بصديقي خالد الصاوي، وأتمنى أن تكون عند حسن ظن الجمهور. أتعاون فيها مع المخرج محمد مصطفى بعدما قدمنا سوياً مسلسل «9 جامعة الدول» في شهر رمضان الماضي.

·        ألا تقلقك فكرة البطولات الجماعية بعد تقديمك البطولة المطلقة؟

أسعى وراء النجاح دائماً. حتى إن حققت نجاحاً من خلال البطولات المطلقة، فهذا لا يمنع أبداً أن أتعاون مع أصدقائي وغيري من النجوم، ولا يستطيع أحد أن يمنع الجمهور من رؤية النجوم مجتمعين في عمل واحد. وأعتقد أن مشاركتي زملائي في العمل الفني تجعلني أقوى، وهو المبدأ الذي أعمل به دائماً وأؤمن به.

فجر يوم جديد:

«البيادة» في مواجهة «الأكورديون»!

كتب الخبرمجدي الطيب 

يخطئ من يتصور أن المخرج التونسي الكبير نوري بو زيد صنع فيلماً عن ثورة الياسمين التونسية في تجربته الأخيرة «مانموتش»؛ فهو يوجه تحية إلى الثورة وشبابها وشهدائها، لكنه يقدم ما يشبه «الوصية» التي يدعو فيها إلى أن تكون ثورة على الغبن الكبير الذي يقع على المرأة التونسية، والعربية عموماً، ويؤكد ثقته المُطلقة في المرأة، ويسجل إعجابه المُفرط بصمودها، وقوة إرادتها، وينتهز الفرصة ليفضح أشكال القهر التي تتعرض لها. حتى بدا وكأنه يربط بين نجاح الثورة التونسية، وأية ثورة، وبين الإعلاء من شأن المرأة، وتصويب وضعيتها، وإزالة المعوقات التي تقف في طريقها وتُهدر كرامتها، ومن دون هذا لن تنجح ثورات ولن تقوم للعالم العربي قائمة!

في الفيلم، الذي كتب له الحوار، وشارك في صوغ السيناريو مع جومانا ليمام، يُشير بو زيد، حسب الترجمة العربية لعنوان الفيلم الإنكليزي، إلى «الجمال المخفي» الذي تتمتع به المرأة التونسية،وتكتسب منه هويتها، ويدعو إلى احترام الاختلاف والتعددية ويرى فيهما تأكيداً للخصوصية، ويُحذر بقوة من الانجراف وراء الدعوة إلى تحويل المجتمع إلى «كليشيه» واحد أو صبغه بمسحة دينية!

يبدأ بو زيد قصيدته السينمائية بلقطة مكبرة لـ{بيادة» عسكرية تركل بعنف آلة «الأكورديون» فتطيح بها بعيداً، بينما تحلق مجموعة من الشباب بالعازف الضرير، نوري بوزيد نفسه يتقمص الشخصية، للتخفيف عنه إثر تعرضه لضرب مبرح، وفي اللحظة التي يأتيه أحدهم بآلة «الأكورديون» يحتضنها بحميمية، ويبدأ في العزف مجدداً بعدما نسي جراحه وآلامه. تتعدد الإشارات والدلالات في فيلم «مانموتش»؛ فهو الذي يطالب بأن «نوقد شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام»، وهو الذي ينحاز إلى الحرية المطلقة ويرفض «التابوهات»، ويُصحح المفاهيم الدينية الخاطئة من دون خطابة أو مباشرة؛ فالجد يهدي حفيدته «عائشة» المحجبة في عيد ميلادها كتاباً يحمل عنوان «حيرة مسلمة»، في اعتراف منه بأن الحيرة تتملك الفتاة العربية؛ فالمحجبة، التي ماتت أمها وتزوج والدها فتفرغت لإعالة شقيقتيها، تعاني التضييق نفسه الذي يطاول «زينب» السافرة، التي حملت على عاتقها مسؤولية رعاية أمها ووالدها في غياب شقيقها، الذي اعتقل في ظل النظام السابق، ولما عاد حقر من شأنها، وكفر عملها في تصميم الأزياء، بحجة أنها من «تصميم الشيطان»!

إنه التضييق نفسه، والتفكير العقيم ذاته، الذي تصورت «زينب» ومعها «عائشة» أنهما سقطا بسقوط النظام القديم وقيام الثورة، لكن يبدو ألا شيء تغير، وأن القادم أسوأ في وجود «تيار» يأبى أن يتنسم الناس عبير الحرية، ويذهب الخوف من حياتهم، ويصرخون بما في نفوسهم، وهو الخطر الذي يُحذر منه بوزيد في فيلمه الجريء، الذي يهاجم تيار الإسلام السياسي بضراوة، ويؤكد أن السجون والمعتقلات زرعت في نفوسهم «الحقد» و{القسوة»، وكراهية المجتمع وتكفير أفراده، لكن سيناريو الفيلم يفضح أيضاً الفصائل الليبرالية واليسارية، التي لا تستنكف الدخول في تحالف مع التيار الديني المتشدد، ولا تتردد في عقد صفقات معه، وتمويله إذا لزم الأمر!

من هنا بدا المشهد بالغ الدلالة عندما أيقن «إبراهيم» خطيب «زينب»، الذي درس في فرنسا بلد الحرية والليبرالية، أن زمام الأمور آلت إلى شقيقها المتزمت دينياً وجماعته المتطرفة، فيطالبه في انتهازية كريهة بأن يُجبر شقيقته على ارتداء الحجاب، وترك وظيفتها كمضيفة في كافتيريا، وعلى الفور يوافق «المتزمت»، الذي يؤمن بأن «المرأة مكانها البيت»، وأن «الحجاب فرض على كل امرأة مسلمة»، بل يلوم والده لأنه لم يُجبر أمه على ارتداء الحجاب في شبابها!

لا ننكر أن سيناريو فيلم «مانموتش» شابه بعض التطويل، بسبب اتجاهه إلى تأكيد المعنى نفسه، لكن مشاهده كانت تهمس بالشجن وتشي بالحزن، وتعكس المأساة التي تعيشها المرأة العربية، التي تطاردها «العنوسة» وتواجه التطرف والمجتمع الذكوري معاً، إلى جانب المحاولات المستمرة لتهميشها وانتهاك جسدها وتقييد حريتها وتجريدها من استقلالها، وقتل بذور التمرد في داخلها تمهيداً لإجبارها على تنفيذ ما يُملى عليها فحسب. وهو المخطط الذي تتحداه بجرأة وإصرار «زينب» و{عائشة»؛ فالأولى تستميت في الدفاع عن وجهة نظرها في ألا ترتدي الحجاب، بينما الثانية تكاد تُصاب بلوثة لحظة الإقدام على خلعه عنها، وكل منهما تنتصر لإرادتها ولا تتخلى عن الأمل في واقع جديد لا تُصبح فيه فريسة للرجل أو ضحية لقهره، وكل منهما تُعلي من قيمة العمل بدلاً من الاستجداء والتسول وانتظار ما يجود به الرجل من عطايا وحسنات، فالخيبة التي انتابتهما لأن الشارع ما زال يفرض حصاره ولم ينجح في حمايتهما بعد الثورة، كما كان متوقعاً، لم تمنعهما من مواصلة الحلم ورفض الأبواب المغلقة والإملاءات والقمع باسم الدين، وواصلا تمردهما لتؤكدا على الملأ أن «النظام» يسقط إذا سقطت النظرة المتدنية إلى المرأة العربية، و{الثورة» تنجح يوم أن تنال حريتها وتستعيد كرامتها، كما استعادت «زينب» و{عائشة» آلة «الأكورديون» قبل أن تضيع في مقلب النفايات

«مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية 2»...

افتتاح «كرنفالي» وحلم بالعالمية

كتب الخبرفايزة هنداوي 

بمشاركة 151 فيلماً (روائي وطويل وكرتون) من 73 دولة، بينها 16 فيلماً مصرياً، افتتحت الدورة الثانية من «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية» التي أهديت إلى الفنان التونسي الراحل الطاهر شريعة والمخرج المصري الراحل عاطف الطيب، وحلت مالي ضيف شرف المهرجان.

اتسمت حفلة افتتاح «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية» بضخامة وأبهة  بما يناسب عراقة مدينة الأقصر، ففي صباح الاثنين 18 من الجاري  أقلّت مراكب نيلية الفنانين والضيوف إلى معبد الكرنك حيث استقبلتهم فرق الفنون الشعبية ودمى تجسد عظماء القارة السوداء من بينهم: جمال عبد الناصر، أم كلثوم، نجيب محفوظ، نيلسون مانديلا، هيلاسيلاسي، مريم ماكيبا، وطافت الاحتفالية في شوارع الأقصر بمرافقة فرق موسيقية معلنة انطلاق المهرجان وسط فرحة الأهالي.

شارك في الاحتفالية فنانون من إفريقيا من بينهم المخرج العالمي الإثيوبي هايلي غريما، ومن مصر: محمود عبد العزيز، خالد صالح، ليلى علوي، يسرا، إلهام شاهين، هالة صدقي، خالد يوسف، ممدوح عبد العليم، فتحي عبد الوهاب، درّة، جيهان فاضل، صبري فواز، محمد العدل، منال سلامة، أبو الليف، ومدير التصوير محسن أحمد.

تحديات

اعتبرت ليلى علوي أن هذا المهرجان يواجه تحديات صعبة، ووصفت القيمين عليه بأنهم مناضلون وأبطال حقيقيون، في ظل غياب دعم كافٍ من الدولة وعدم اهتمامها به بشكل يليق بالمهرجانات المصرية. عن تجربتها كعضو لجنة تحكيم في المهرجان توضح أن هذه المشاركة تحمّلها عبئاً إضافياً ومسؤولية كبيرة.

بدورها، أعربت يسرا عن سعادتها باستقبال أهل الأقصر للمهرجان حيث تمتزج السينما بالحضارة الفرعونية في افتتاح وصفته بالعالمي.

وحول تكريمها ضمن فعاليات المهرجان، أوضحت يسرا أنها تعتز بهذا التكريم، وتزداد أهميته بالنسبة إليها لأنه من الأقصر، الشاهد على حضارة مصر وتقدمها وريادتها في المجالات كافة.

من جهتها أشارت إلهام شاهين إلى أن «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية» فرصة جيدة لمساندة الفن في هذا التوقيت بالذات، بعد الضربات التي تلقاها من الإسلاميين، واصفة دور الفنانين بأنه أقرب إلى الجنود في ساحات القتال وعليهم بذل جهد لينتصر الفن على طيور الظلام.

مستقبل واعد

في المساء أقيم الاحتفال الرسمي للدورة الثانية التي تستمر حتى 24 من الجاري، بحضور فناني القارة و12 سفيراً إفريقياً، تخلله عرض فيلم “ساحرة الحرب” في قاعة قصر ثقافة الأقصر وإعلان أعضاء لجان التحكيم في مسابقات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلام الرسوم المتحركة وأفلام الحريات...

في كلمة خلال الحفلة، رحب محافظ الأقصر د. عزت سعد بالحضور وحيّا باسم أبناء المحافظة أهل الأقصر الذين ظلوا يحلمون حوالى عام بعودة المهرجان.

أضاف أنه تم رفع مستوى المرافق والخدمات في المناطق الأثرية والسياحية، مؤكداً أهمية إنجاح المهرجان لأنه يوجه رسالة واضحة حول أولوية علاقات مصر بالقارة الإفريقية وأهمية التفاعل الثقافي والفني بينهما، فضلاً عن الدعاية وتنشيط السياحة بين الأقصر ومصر والتشديد على أن المحافظة آمنة تماماً.

أوضح سعد أن نجاح الدورة الأولى من المهرجان ينبئ بمستقبل واعد له، قد يؤهله إلى احتلال مكانة على خارطة المهرجانات العالمية، لافتاً إلى أن المهرجان يساهم في إعادة روابط مصر التاريخية مع قارة إفريقيا.

شكر سعد وزيري الثقافة الحالي الدكتور صابر عرب والأسبق الدكتور عماد أبو غازي الذي دعم المهرجان في بدايته، بالإضافة إلى رجل الأعمال حسن راتب والفنان خالد صالح لدعمهما المهرجان، فضلاً عن الوزارات والهيئات التي ساهمت في إقامته.

على هامش المهرجان قدم محافظ الأقصر والمخرج خالد يوسف ومديرة المهرجان عزة الحسيني جوائز تكريمية لكل من مخرج الرسوم المتحركة مصطفى الحسن (النيجر)، المخرجة شويكار خليفة (مصر) الناقد سمير فريد (مصر)، المخرج سليمان سيسيه (مالي )، وتم تكريم النجمة يسرا.

الجريدة الكويتية في

22/03/2013

 

منه شلبي لـ CNN :

وشم «الله» على ذراعي ليس لمغازلة الإسلاميين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) 

نفت الفنانة المصرية منه شلبي أن تكون قد غازلت التيارات الإسلامية عن طريق وشمها، أو ما يعرف بـ "التاتو" للفظ الجلالة "الله"، مؤكدة أن لا علاقة لها بالسياسة لا من قريب أو بعيد، وأنها لا تخشى من الإخوان المسلمين، مؤكدة على أن "حياة الفنان محاطة دائماً بالشائعات."

وأعربت شلبي، عن سعادتها بالنجاح الذي حققه فيلمها "بعد الموقعة" الذي شارك في مهرجان "كان السينمائي الدولي،" وأهَلها للسير على السجادة الحمراء وسط نجوم العالم.

وعبرت عن خشيتها من تجسيد شخصية الفنانة الراحلة وردة في عمل درامي.

وفيما يلي نص الحوار:

·        نبدأ معك بجديدك على الصعيد الفني؟ 

 لدي مجموعة من الأعمال الجديدة، أصور حالياً مسلسل "نيران صديقه" الذي سيعرض في رمضان المقبل، المسلسل بطولة جماعية، وتشاركني فيه كنده علوش ورانيا يوسف، وأنا سعيدة جداً بالتعاون معهما، وأتمنى أن يحقق المسلسل نجاحا كبيراً. وسأطل ضيفة شرف في فيلم "أبو نيل" مع الفنان أحمد مكي، حيث انتهيت من تصوير أغلب مشاهدي، وأجواء العمل كانت ممتعة جداً.

·        هل ترين أنكِ محاطة بالشائعات؟ 

الشائعات جزء من حياة الفنانة، لكن بالتأكيد هناك بعض الشائعات أو الادعاءات المزعجة، لكن اعتدنا عليها، وأحيانا نجد موقف بسيط يبادر به الفنان يكبره الإعلام.

·        نفهم من ذلك أن هذا هو ما حدث معكِ حين ظهرت بـوشم أو "تاتو" على ذراعك؟ 

 نعم كل الموضوع أنني ظهرت في العرض الخاص لفيلمي "بعد الموقعة،" وعلى ذراعي "تاتو" يحمل لفظ الجلالة "الله،" وكان هدفي من وضع هذا الوشم هو حماية الله لي، ولم أكن أتوقع أنه سيثير كل هذه الضجة.

·        لربما كان التوقيت الذي تزامن مع صعود التيارات الإسلامية للحكم في مصر وراء الضجة؟ 

ملايين المصريين يرتدون "دلايات" عليها لفظ الجلالة، فهل الجميع يغازل الإخوان؟ كل شخص له مطلق الحرية في التعبير عن حبه لله سبحانه وتعالى، وكل ما جاء في بالي حين وضعت هذا الوشم هو طلب حماية ورعاية الله سبحانه وتعالى.. فأنا ليس لي علاقة بالسياسة ولا أفقه فيها أي شيء، ومثل هذه الشائعات لا أعرف كيف يتم نشرها.

·        كيف ترين وضع الفن في مصر في ظل حكم الإخوان؟ 

"الله أعلم"، لكن أنا لا أخشاهم.

·        هل أنت راضية عن عملك في فيلم "بعد الموقعة"، والإيرادات التي حققها؟ 

 بالتأكيد أنا سعيدة جداً بالمشاركة والعمل مع المخرج يسري نصر الله، والفنان المبدع باسم سمرة.. أما إيرادات الفيلم رغم أهميتها إلا أنها لا تشغلني كفنانة، يشغلني مدى اتقاني لدوري وقربه من الجمهور وأهمية العمل، وأغلب ردود الفعل جاءت إيجابية، فهذا الفيلم شارك في مهرجان "كان السينمائي."

·        قدمت في الفيلم دور ناشطة، فهل يمكن أن يكون لك في الواقع توجهات سياسية؟ 

أنا ممثلة فقط، وليس بالضرورة أن كل دور أقدمه في عمل فني أن يكون قريباً مني في الواقع، "أنا ماليش في السياسة خالص."

·        هل كنت تتوقعين أن يشارك الفيلم في مهرجان "كان"؟ 

صراحة أنا متفائلة، وكنت أحلم في أثناء التصوير بأن يشارك الفيلم في أحد المهرجانات الكبيرة، لكن رغم ذلك حين عرفت بمشاركة الفيلم في مهرجان "كان" اندهشت.

·        هل كنت تتمنين السير على السجادة الحمراء في مهرجان "كان"؟ 

مهرجان "كان" له بريق لأي فنان، بالتأكيد كنت سعيدة جداً بالسير على السجادة الحمراء وسط نجوم عالميين، وشعرت بقيمتي وقيمة فني، فهذه المشاركة إضافة كبيرة لرصيد مشاركتي في المهرجانات الدولية.

·        هل ستجسدين شخصية الفنانة الراحلة وردة في عمل درامي؟ 

حتى الآن الموضوع مجرد ترشيح.

·        لكن هل تتمنين تجسيد هذا الدور؟ 

بالتأكيد، لكن أخشى ذلك لمكانتها الكبيرة في قلوب الشعوب العربية، ما سيضع على كاهلي مسؤولية كبيرة.

·        نلاحظ انك تميلين إلى البطولات الجماعية، لماذا؟ 

أحب الأعمال الجماعية، وأرى أنها تثري العمل، وأنا أجيد العمل في هذه الأجواء.. لذا لا أتردد في قبول الأعمال الجماعية الجيدة، خاصة أن جمهورها زاد في الفترة الأخيرة.

·        هناك أخبار عن إمكانية دخولك للقفص الذهبي قريبا.. فهل هذا صحيحً؟ 

مجرد أخبار "يمكن آه ويمكن لا،" هذه الأمور قسمة ونصيب.. أنا أنتظر الرجل المناسب مثل أي فتاة في عمري، وعدم الزواج خير من الزواج الفاشل.. لذا هذا المشروع يحتاج إلى تأني.

الشروق المصرية في

22/03/2013

 

درست ووضعت لمساتها على وجوه المشاهير العالميين والعرب

نعيمة بناني: السينما لا تكتمل إلا بخدعة الماكياج

حوار: إيمان عبدالله  

صاحبة أنامل ذهبية، تبدع بريشتها على وجوه السيدات لتبرز جمالهن، وتتبع الخطوط العالمية في فن الماكياج عند مشاركتها في تجميل المشاهير والفنانين . خبيرة التجميل نعيمة بناني درست فن الماكياج والخدع السينمائية على يد محترفين إيطاليين، وشاركت في وضع ماكياج أبطال في الأفلام الأمريكية والعربية، وتمكنت من اكتساب خبرات جديدة من خلال احتكاكها مع خبراء تجميل من دول عدة، تتحدث عن مهنتها في هذا الحوار:

·        هل درست فن الماكياج أكاديمياً ؟

- دراستي للماكياج أكاديمية على يد محترفين إيطاليين في السينما العالمية، فبعد حصولي على دبلوم خبيرة تجميل وخدع سينمائية بمرتبة الامتياز سنة ،2005 التحقت بأكبر القنوات التلفزيونية في المغرب، ومن هنا بدأت رحلتي، وشاركت في وضع ماكياج عدد من الأبطال المشاركين في الأفلام العربية والأجنبية .

·        من هم المشاهير؟

- ريان فيليب، وآبي كورنيش، وغوردون يوسف ليفيت، وبراون روب وتشانينغ تاتوم، المشاركون في فيلم “لوس ستوب” من إخراج كيمبرلي بيرس، وشاركت في وضع ماكياج أبطال فيلم “حرب تشارلي ويلسون” وهم توم هانكس وجوليا روبرتس، وفيليب سيمور هوفمان وهو من إخراج مايك نيكولز، وشاركت في وضع ماكياج ممثلين فيلم “بابل”، وهم براد بيت، كايت بلانشيت، إضافة إلى فيلم “واتيفر لولا وانت”، بطولة لورا رامزي، بوب أسعد، أحمد بولان، ديفيد منتي . أما المشاهير العرب، فوضعت ماكياج الفنانين فلة الجزائرية وصابر الرباعي وهند صبري وتامر حسني ووليد توفيق وأسماء المنور وحسين الجسمي، وغيرهم الكثير . وتعلمت تقنيات عدة من خلال احتكاكي بخبراء تجميل أمريكيين، الشيء الذي صقل موهبتي .

·        ما الذي يميز أجواء كواليس تحضير المشاهير؟

- أجواء كواليس تحضير المشاهير تكون مختلفة بعض الشيء، ويعتمد ذلك على طبيعة وشخصية النجم، فبعضهم مرح وآخر متوتر ومنهم من يرفض الكلام إطلاقاً قبل الظهور على المسرح، ومنهم من يطلب تعاملاً خاصاً، وهنا يكمن دور خبيرة التجميل في التعامل مع الفنان .

·        ماذا عن الأقنعة التي تصنعينها للأفلام؟

- الأقنعة التي أضعها على الوجوه في الأفلام هي تكملة لدور الممثل، فالسينما لا تكتمل إلا بالخدع وأحياناً يكون الماكياج هو بطل الفيلم، واستخدم العديد من المواد التي تعينني على صنع الأقنعة التي تعلمتها في دراستي الأكاديمية، واستخدم مادة لالفكس عبارة عن سائل يوضع على الجلد وبعد أن يبرد نشكله ليبدو كآثار الحريق، أما بالنسبة للتشكيل فنستخدم “واكس” أو نوع من الشمع الخاص بالخدع السينمائية ونشكله بالطريقة التي نريدها .

·        الفنان هو دعاية متنقلة لخبير التجميل، إلى أي حد ساعدك ذلك على إبراز فنك؟

- ساعدني كثيراً في مساري المهني، وتعرفت أكثر إلى أسرار التجميل من خلال الاحتكاك مع خبراء التجميل المشاركين في وضع ماكياج الفنانين، وأنا مؤمنة بأن الوصول إلى القمة ليس بالأمر السهل، والأمر الآخر هو التجدد الدائم والإبداع والأفكار الجديدة التي تسهم في استمرارية خبيرة التجميل .

·        ما الذي يميز ماكياج المسارح والتصوير المحترف عن الماكياج العادي؟

- ماكياج الأفلام والتصوير يختلف كثيراً من حيث نوعية المستحضرات المستعملة، وطريقة وضع الماكياج، حيث أتعامل مع المخرج أو المصمم وأحترم احتياجاتهما ليظهر الممثل بالشكل الذي يتطلبه الدور والذي يتوقعه المخرج، إضافة إلى أن الماكياج التصويري يتطلب أضواء عكس الماكياج العادي .

·        هل شاركت في تجميل العارضات في أسابيع الموضة العالمية ؟

- شاركت في تجميل عارضات في أسبوع الموضة باسطنبول “فاشون ويك”، و”فاشون تيفي” في تركيا، و”فاشون” في ميلانو أسبوع الموضة، وهذه التجارب تمنحني الخبرة الأكثر في التعامل مع المناسبات المختلفة، وتحديد الماكياج المناسب لكل حدث .

·        ما آخر صيحات الماكياج العالمية وأسرار التجميل؟

- ترجع الألوان الترابية بقوة بعد أن اختفت لمدة طويلة هذا الموسم، إضافة إلى الألوان التي تليق بكل امرأة تبعاً لتسريحة شعرها وملابسها، والمناسبة المدعوة إليها، كاللون الخوخي والأحمر والذهبي والوردي الجوري للشفاه .

·        برأيك، هل أصبحت مهنة التجميل فناً قائماً بحد ذاته؟

- التجميل فن قائم بحد ذاته، وهذا لمسناه في السنوات العشر الأخيرة، والاستمرار فيه يستلزم الإبداع، ومن لا يكون فناناً ومبدعاً في مجاله من المستحيل أن يستمر في المجال الذي هو فيه، خصوصاً في حال تواجد العديد من المنافسين .

·        ما الخطوط الأبرز التي تتميزين بها؟

- لكل خبيرة تجميل مميزاتها الإبداعية التي تجعلها تختلف عن غيرها، فإذا تعلق الأمر بالتصوير والنجمات لابد من اتباع الخطوط العالمية، أما في ما يخص الزبائن من السيدات العاديات فأنا أنطلق بفكرة الماكياج من خلال السيدة نفسها، وطبيعتها ومظهرها الخارجي وشخصيتها، والكثير من السيدات يطلبن ماكياج النجمات، لكن قليلات هن اللواتي يناسبهن، وهنا يأتي دوري في وضع الماكياج الذي يليق بالسيدة حسب تقاسيم وجهها وشكلها .

·        ما الأخطاء الشائعة التي تتبعها السيدات وبعض خبراء التجميل أيضاً عند وضع الماكياج؟

- وضع مادة بيضاء اللون على الوجه الأسمر، وبالتالي تميل البشرة إلى الشحوب، فتبييض البشرة السمراء يجب ألا يتخطى لون البشرة بأكثر من درجتين، واستخدام الماكياج البرونزي الذهبي على البشرة البيضاء الذي يعطي البشرة لوناً برتقالياً .

·        ما النصيحة التي تقدمينها للسيدة لتبدو أكثر نضارة وجمالاً؟

- نصيحة لكل امرأة قبل الوصول لمرحلة وضع الماكياج والتي اعتبرها المرحلة الثالثة، عليها أولاً وقبل كل شيء الثقة بنفسها، وثانياً أن تهتم ببشرتها بوضع كريمات النهار والليل، وثالثاً تأتي مرحلة الماكياج، فهنا تكون المرأة غير مجبرة لوضع الكثير من الماكياج لإبراز جمالها، فالجمال هو بشخصية المرأة التي تنعكس على وجهها .

ونصائح أخرى عليها اتباعها من حيث الماكياج، حيث هناك ألوان يجب عدم خلطها في ظلال العين مثل الأصفر والأزرق والأخضر، لأن منظرها وخاصة إذا لم توضع بطريقة جيدة تبدو على شكل لكمات، وعدم استعمال خافي العيوب ذي اللون الأبيض لأنه يبدو رمادياً عند وضعه فوق بقع سوداء .

عين على الفضائيات

خارج على القانون

مارلين سلوم

بإمكانك أن تفصّل أثواباً على مقاساتك، وأن ترتدي كل الأقنعة التي تحب التستر خلفها، لكنك لن تستطيع أن تخدع إلا نفسك، لأن إناءك سينضح بما فيه، ولسوف تسقط أقنعتك الواحد تلو الآخر وأنت تسير نحو هدفك الذي تبطنه، فأنت في النهاية تدعي ما لست فيه، وبمعنى أصحّ، أنت تجيد التمثيل في الحياة وعلى الناس .

في شوارع القاهرة حزن وقتل ودمار، وبين القمة والقاع صراعات طويلة وتجاذبات نحو مستقبل يريد كل طرف أن يأخذ البلد إليه، ومتشددون يهددون ويسعون إلى تحريم الفن بكل أشكاله، وتشويه رموزه الأموات والأحياء، فيُلبِسون تمثال أم كلثوم نقاباً ويأخذون إلهام شاهين وعادل إمام إلى المُحاكمة .

قد تتخيل أنهم أصحاب رأي واضح، وأنهم يقولون حقيقة قناعاتهم وإن كنت تختلف معهم في الرأي والفكر. لكنك في كل مرة تكتشف أنك أمام “وجه آخر”، وأن الحقيقة بحد ذاتها تائهة ضالة لا تعرف طريقها إليهم . عندها ما عليك سوى أن تتركهم يتصرفون، لأنهم لا بد كاشفون لما يُبطنون، تماماً كما كشف فيلم “تقرير” أن هناك من يعمل في الظلام من أجل تمرير رسائله وأهدافه، مستخدماً السينما وسيلة للوصول إلى الجمهور، وهو من يدعي دائماً رفضه لها .

 “تقرير”، فيلم تسلل في الظلام، هرب من خيوط الرقابة، واحتال على إدارة أكاديمية الفنون في القاهرة، ليدخل إلى قاعة “سيد درويش” فيفرض نفسه ورأيه على الناس . الحكاية غريبة وإن لم تكن مستغربة من جماعة تحاول التأثير في عقول الشباب بأشكال ملتوية، حيث طلبت مجموعة من الشباب من أكاديمية الفنون استئجار “قاعة سيد درويش” من أجل إقامة حفلة غنائية للأطفال، فحصلت على الموافقة لقاء تسعيرة أقل من العادية . وحين بدأت شركة “سينما النهضة” توزيع تذاكر فيلم “تقرير”، اكتشفت الأكاديمية اللعبة فأوقفت العرض .

هنا أنت أمام أشكال متعددة من التحايل، بدأت بإخفاء نوعية العرض والهدف من استئجار القاعة، فحصلت “سينما النهضة” على ترخيص بسعر مخفض جداً، وهو تحايل تجاري، يُضاف إلى التحايل الفني والفكري و”الأخلاقي”، المتمثل في خداع إدارة الأكاديمية وعرض فيلم من دون الإفصاح عن هويته ومضمونه، بهدف تمرير رسائل سياسية . وأكثر من ذلك، تفاجأ بأن “هذا المولود السري” غير شرعي أصلاً، لأنه لا يحمل أوراقاً رسمية تخوله الظهور إلى العلن كمنتج سينمائي، حيث أعلنت “هيئة الرقابة على المصنفات الفنية” عدم معرفتها بوجوده، واستغرب رئيس الهيئة عبدالستار فتحي ضرب صناع الفيلم بالقانون عرض الحائط .

من حق المخرج عز الدين دويدار تجسيد أفكاره ومعتقدات جماعة الإخوان المسلمين في فيلم سينمائي، فالفن متاح للجميع، ورسائله ليست حكراً على أحد . لكن لماذا التستر خلف براءة الأطفال والادعاء بأن العرض مخصص لهم، بينما المستهدفون الشباب والبنات وكل فئات المجتمع؟ لماذا كل هذا الالتفاف والتحايل على الرقابة أولاً وإدارة الأكاديمية ثانياً، لو لم يكن أصحاب الفيلم أساساً يشككون في مصداقيته وشرعيته؟

علامات الاستفهام تكثر في حديثنا عن فيلم “تقرير”، ولعل أكبرها وأولها ينبع من دهشة الناس للجوء جماعة الإخوان المسلمين إلى صناعة الأفلام، وهي الجهة التي تحض الناس على الابتعاد عن الفن وأهله، وتحاول محاربة الممثلين وكل أشكال الفن بحجة “الحرام” . لذا بدأ الناس يتساءلون هل “سينما النهضة” المولودة حديثاً “حلال”؟ وإذا كانت كذلك، لماذا تهرب من عيون الرقابة والمصنفات الفنية طالما أنها لا تخدش الحياء ولا تخرج على الأخلاق وتدعو إلى الفن “النظيف”؟

هذه العبارة تذكرنا بموجة ظهرت قبل سنوات ليست ببعيدة، راحت تصنف الأفلام والفنون والسينما . وقتها برز شعار “السينما النظيفة”، الذي رددته ممثلات و”تسلحن” به، ولم ينتبهن إلى أن “النظافة” في الفكر والهدف من الفيلم قبل البدء بتصويره، وأن السينما المصرية قدمت “أنظف الأفلام” وأجملها منذ بدايتها، وكان من الطبيعي أن تتخللها سقطات وفترات هبوط أدت إلى ما يُعرف ب “سينما المقاولات” . هذه السينما ما زالت موجودة، وهناك من يلجأ إليها لأهداف تجارية، دون أن يتمكن من إلغاء مكانة وروعة أفلام مثل “الأرض” و”أفواه وأرانب” و”الزوجة الثانية” وغيرها الكثير، ولن يستطيع أن يمحو مكانة وقدر نجمات الشاشة أمثال فاتن حمامة وماري منيب وشادية ولبنى عبدالعزيز وهند رستم، وكل المبدعات اللواتي حاولت فنانات “السينما النظيفة” الوصول إلى مكانتهن ولم يفلحن .

من الطبيعي أن تصنف الأعمال وفق مستوياتها الفكرية والفنية، التي تتراوح بين المتميزة والجيدة والرديئة، لكن لا يمكنك أن تلغي ما سبقك لتبدأ التاريخ من نقطة وجودك . فكم مرة يمكنك أن تخدع الجمهور؟ وكم مرة يمكنك أن تدعي ما لست فيه وتنجح؟

العمل في السر وفي الظلام ينبئ عن أفكار مظلمة، أو رؤية ضبابية بلا شفافية ولا صدق . فإذا آمنت برسالة الفن وتحديداً السينما، اخرج إلى العلن واعترف بها كي تعترف بك . وإذا أحسنت استخدامها وتوظيفها بكثير من الرقي والوعي، فستصل إلى الجمهور وستحقق هدفك بكل بساطة وسلاسة . ولتكن البداية من لحظة اعترافك بالرقابة، ولا تكن خارجاً على القانون .

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

22/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)