في أولى الدعاوى التي تمّ تحريكها ضده، صدر حكم بسجن الشيخ عبد الله
بدر سنة واحدة، بعدما اتهم الفنانة إلهام شاهين بالزنى خلال برنامج على
إحدى القنوات الدينية.
عن الحكم الذي جاء لمصلحتها وكيف استقبلته كان اللقاء التالي معها.
·
ما كانت ردة فعلك الأولى لدى
سماعك الحكم؟
سعدت للغاية بإنصاف القضاء لي، فمنذ اللحظة الأولى كانت لديَّ ثقة
بقضاء مصر الشامخ، وبأنه سيردّ لي حقي واعتباري وسيمحو الإهانة التي تعرضت
لها من قبل عبد الله بدر الذي استغل قناة «الحافظ» التي يظهر من خلالها
ليكيل الاتهامات لهذه الفنانة أو تلك.
أتحفظ على وصفه بالشيخ لأن ما يقوله بحق الفنانات والفنانين ومعارضيه
لا يمكن أن يصدر عن رجل مسلم يعرف ربه.
·
كيف استقبلت الحكم؟
تلقيت تهاني زملائي الفنانين وأصدقائي، فالحكم لم يكن انتصاراً لي
وحدي، إنما انتصار لدولة القانون ولكل الفنانين الذين تعرضوا لإهانات
مماثلة في الفترة الماضية.
·
لكن أعلن بدر ملاحقتك قضائياً
على أعمالك السابقة والمقبلة، ما ردّك؟
لم أقدم شيئاً خارجاً في أعمالي، ولا يوجد ما أخجل منه في مسيرتي
الفنية، وأهلا وسهلا بالدعاوى القضائية، لذا كلفت محامين بمباشرة دعاوى ضد
عبد الله بدر، إحداها في مجلس الدولة لوقف بث برنامجه وإغلاق القناة، وأخرى
دعوى تعويض، ثالثة لأنه كال لي كلاماً بذيئاً في تصريحاته لوسائل الإعلام،
ورابعة خاصة بالتشهير بي من خلال تركيب صور لي على أجساد فتيات عاريات،
وعرضها على الفضائيات على أنها صوري، وقد تقدمت إلى الجهات القضائية
المختصة بنسخ منها عبر أسطوانات مدمجة حتى لا تقبل التشكيك من محاميه.
·
ألا تخشين تصرفات أنصاره وتوعدهم
بملاحقتك؟
أنا امرأة مؤمنة لا أخشى إلا الله، أؤمن بالقضاء والقدر، وثمة قانون
يجب تطبيقه على الجميع بمن فيهم أنا إذا أخطأت.
·
لكن اعتبر البعض أن السجن سنة
واحدة ضعيف ويمكن إلغاؤه في الاستئناف.
الحكم هو رد اعتبار موقت وسريع إلى حين الحكم في الاستئناف، ومن
الطبيعي أن يستأنف الحكم فهي إجراءات معروفة أبلغني المحامي بها مسبقاً.
لكن ثقتي بالقضاء بلا حدود، وأتوقع أن يتم تأييد الحكم نظراً إلى ثبوت
جريمة السب من خلال البرنامج. كذلك أقمت دعاوى ضده لم يبتّ فيها بعد، وأثق
بأن الله ثم القضاء سينصفانني فيها.
·
هل تتفقين معي أن قضيتك تحولت
إلى قضية رأي عام؟
بالتأكيد، ما حدث معي كان جزءاً من سلسلة إساءات للفنانين عموماً، لذا
ازدادت حاجتنا إلى الدفاع عن حرية الإبداع في ظل التهديدات التي توجه إلينا
ممن يطلقون على أنفسهم شيوخاً ويستغلون المحطات الفضائية للإساءة إلى الفن
والفنانين، وتكفير من يختلف معهم في الرأي، لا سيما أن عبد الله بدر ليس
شيخاً في الأزهر كما يدّعي، فهو درس في الأزهر وليس كل من درس في هذه
المؤسسة الدينية يصبح شيخاً.
·
ثمة مؤيدات لبدر أكدن أنهن
سيتواصلن معك لهدايتك إلى الإسلام الصحيح، ما تعليقك؟
(تضحك) أتمنى أن يعرفن هن وشيخهن الإسلام الصحيح، فما قاله بدر في حقي
بمثابة سب للمحصنات وعقوبته في الإسلام 80 جلدة، لأنه اتهمني بالزنى من دون
أن يكون لديه شهود على ذلك، وما يقوله جمهوره من المؤيدين والمؤيدات هدفه
الـ «شو الإعلامي» فحسب. المؤكد أن أحداً لم يتصل بي ولا أرغب في التواصل
معهن لأني أعرف تعاليم ديني جيداً والثواب والعقاب بيد الله سبحانه تعالى،
ولا دخل لهن بعلاقتي بربي.
·
هل أثرت القضية على أعمالك
الفنية؟
بنسبة كبيرة، فقد تفرغت لمتابعتها في الفترة الماضية، ولم أكن قادرة
على العمل بسبب الحالة النفسية التي عشتها، لكن بعد هذا الانتصار الذي
حققته قررت استئناف عملي بشكل طبيعي. كذلك أتمنى المشاركة في عمل يتحدث عن
المفهوم الصحيح للإسلام لتصحيح صورته، لكن مثل هذه الأعمال تتطلّب موازنة
ضخمة ويصعب تنفيذها في الوقت الحالي.
·
بمناسبة الحديث عن الأعمال، ما
جديدك؟
أستعد لتصوير فيلم «يوم للستات» مع المخرجة كاملة أبو ذكري، بعد تأخر
التصوير بسبب الظروف السياسية المضطربة، وأحضّر لمسلسل «امرأة من زمن
الهوانم»، وأمامي مشاريع درامية عدة مرشحة للعرض خلال رمضان المقبل ولكني
لم أستقر على أي منها لغاية الآن.
·
هل شاركت في الاستفتاء على
الدستور؟
بالطبع وصوّت بـ «لا»، وقد حرصت على المشاركة فيه لأن صوت كل منا أصبح
له أهميته.
·
لماذا رفضته؟
لأنه لم يمنح المرأة حقها وخرج بشكل ينتقص من حقوقنا كمصريين، لذا لم
تتوافق عليه التيارات السياسية كونه ينحاز إلى صالح تيار معيّن ولا يراعي
الفوارق الموجودة في المجتمع المصري، ولا يضمن حقوق الدولة تجاه المواطنين
البسطاء.
·
أخيراً هل تقلقين على مستقبل
الفن؟
لا، لأن ثمة مبدعين وفنانين شرفاء مستعدون للدفاع عن حرية الإبداع
مهما كلفهم الأمر، وأعتقد أن جبهة الإبداع تؤدي دورها على أكمل وجه، وأنا
أشارك فيها لتأكدي من أن الحرية لن تأتي إلينا ونحن جالسون في بيوتنا في
فترة التحول التي نمر بها بعد ثورة 25 يناير.
الجريدة الكويتية في
25/12/2012
بمناسبة فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة
«النهار»
تكرّم الفرج: عصامي صنع ذاته ورفع اسم بلاده
كتب الخبر
: أحمد
عبدالمحسن
أقيم مساء أمس الأول في فندق «كراون بلازا» حفل تكريم للفنان سعد
الفرج بعد فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، نظمت
الحفل جريدة النهار تحت رعاية رئيس مجلس تحرير الجريدة عماد جواد بوخمسين،
وسط حضور شخصيات فنية واعلامية من بينها رئيس القنوات في تلفزيون الكويت
الشيخ فهد المبارك الصباح، والفنانون: ابراهيم الصلال، أحمد الصالح، جاسم
النبهان، أحمد السلمان، جمال الردهان، طارق العلي، والكاتبة عواطف البدر.
قدم الحفل الفنان طارق العلي حيث شكر جريدة النهار ورحب بالحضور،
واشاد بدور الفنان الكبير سعد الفرج في الحركة الفنية في الكويت.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس تحرير جريدة النهار رضا الفيلي في كلمته أن
الفنان سعد الفرج هو أحد أهم أعمدة الفن الكويتي وهو صاحب الشخصية الرائعة
والمتواضعة، وقال: «سعد الفرج ارتقى باسم الكويت عالمياً بعد حصوله على
جائزة أفضل ممثل عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهذا ليس غريباً
عليه فهو فنان موهوب وعصامي ولديه العديد من الأعمال الشاهدة على مكانته
عربياً، سواء على صعيد السينما أم المسرح أم التلفزيون ودوره فعال في تطور
الحركة الفنية في الكويت».
وبدوره، أكد وليد العوضي (مخرج فيلم «تورابورا» ومن بطولة سعد الفرج)، أن
هذا الفيلم ما كان لينجح لولا تشجيع وجهد الفرج، الذي ذهب الى مركز التصوير
في المغرب، وحرص على أن يخرج هذا الفليم الى النور وحاول كثيراً من خلال
جهوده ودعمه الكبير لانجاح هذا الفيلم.
ومن جانبها، أكدت الكاتبة عواطف البدر أنها ما كانت لتحصد النجاح
الكبير لولا مساهمة الفنان سعد الفرج، وقالت: «في بدايتي كنت موظفة بسيطة
عند سعد الفرج وكنت قارئة للنصوص، وكان الفرج يساعد جميع الموظفين في
تعامله الراقي ومساعدته الرائعة التي يُسهم من خلالها في اخراج طاقات
الموظفين، وأذكر أنه طلب مني يوماً من الأيام أن أذهب الى الرقابة وأعرض
عليهم نص «الاحتقار» وهو نص مثير من الصعب أن نقوم بعرض فكرته في الكويت،
وقمنا بعرضه في مهرجان كان وحصلنا على الجائزة الأولى في هذا المهرجان».
واختتم الفنان سعد الفرج الحفل بشكره للجميع على الحضور وشكره جريدة
النهار على هذا التكريم، قائلاً: «شكراً للكويت وشكراً للحضور ولجريدة
النهار، لم يأت هذا النجاح في يوم وليلة والجميع ساهم في هذا النجاح، ولا
أعتبره فقط باسم سعد الفرج، فكان للجميع دور فعال في حصد هذا النجاح الكبير».
الجريدة الكويتية في
25/12/2012
اعتبر فيلم "مصور قتيل" تجربة خاصة
في رصيده الفني
إياد نصار: السينما المصرية مأزومة ولست
متفائلاً
القاهرة - حسام عباس:
عاش الفنان الأردني إياد نصار تجربة جديدة في مشواره الفني مؤخرا
بمشاركته في فيلم “مصور قتيل” في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
وهو يعد هذا الفيلم تجربة خاصة في رصيده، وقد تحمس له ولفريق العمل معه وتم
طرح الفيلم مؤخرا في دور السينما لكنه غير متفائل نظراً لصعوبة الظروف التي
تمر بها مصر، وكان إياد نصار ضيفاً على الشاشة الرمضانية في مسلسل “سر
علني” مع غادة عادل، وفي هذا اللقاء معه يتحدث عن “مصور قتيل” وعن إطلالته
الرمضانية .
·
كيف استقبلت اختيار فيلم “مصور
قتيل” للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته
الأخيرة؟
- كنت سعيدا جدا بذلك لأن معناه أنه فيلم متميز وعلى درجة عالية من الجودة
ويستحق أن يمثل السينما المصرية في المهرجان، وشرف لي أن أشارك بفيلم في
مسابقة المهرجان الأهم في منطقة الشرق الأوسط .
·
ما الذي جمعك بالمخرج الشاب كريم
العدل في ثانية تجاربه السينمائية؟
- كان المفروض أن ألتقي كريم في فيلمه الأول “ولد وبنت” لكن الظروف حالت
دون أن أقدم الفيلم لانشغالي بأعمال أخرى وعدم ارتياحي وقتها للموضوع، لكنه
فاجأني وقدم لي سيناريو فيلم “مصور قتيل” وطلبت أن يمهلني مدة للقراءة،
ووجدتني اتصل به بعد أن قرأت نصف السيناريو ووافقت على القيام بالدور بسبب
حماسي له .
·
ما الذي حمسك للفيلم؟
- الفيلم جديد في موضوعه على السينما المصرية، ولم أقدم تلك النوعية من
السينما من قبل، وفي الفيلم تحديات على مستوى التمثيل والتصوير، والشخصية
التي لعبتها استفزتني إلى حد كبير .
·
الشخصية فيها بعض الغموض . . كيف
أمسكت بخيوطها؟
- الفضل للمخرج كريم العدل الذي كانت لديه كل خيوط الفيلم، فهو صاحب الفيلم
مع الكاتب والسيناريست عمرو سلامة، وشخصية “أحمد” المصور المصاب بمرض نفسي
شخصية غامضة، والأداء كان يحتاج إلى وعي بمراحل الشخصية خلال الفيلم لأن
لكل مشهد طبيعته ومدلوله .
·
هل كنت تتوقع فوز الفيلم بجائزة
في مسابقة المهرجان؟
- على الإطلاق لأن مجرد المشاركة في حد ذاتها جائزة، وأهم ما كنت مهموما به
هو إقامة دورة المهرجان هذا العام حتى لا يفقد صفته الدولية .
·
عرض الفيلم جماهيريا في تلك
الظروف هل يمكن أن يحقق نجاحا ما؟
- لست متفائلا على الإطلاق، لأن الفيلم طرح للعرض في ظروف صعبة تمر بها
مصر، والسينما تعيش أزمة بطبيعتها، كذلك لسنا في موسم عرض طبيعي، فلدينا
انشغالات عديدة مثل الاستحقاقات السياسية وموسم الدراسة، ولست أعترض على
قرار الشركة المنتجة والموزعة لكنني لست سعيدا بمناخ العرض .
·
كيف كان مناخ التعامل مع فريق
العمل الذي يغلب عليه الشباب؟
- وقت التصوير كانت فترة ممتعة جداً، ووجدت تفاهماً وانسجاماً كبيرين مع
هؤلاء الشباب الموهوب مع المخرج كريم العدل، حتى المؤلف عمرو سلامة ودرة
وحورية فرغلي التي لعبت شخصية شقيقتي وأحمد فهمي ورحمة التي قدمت مشاهد
محدودة، وهذا خفف من الضغوط وحالة الإرهاق التي عانيتها بسبب تركيبة الفيلم
الصعبة والشخصية المركبة والمعقدة .
·
ما الذي حمسك لدور صغير ضمن
أحداث فيلم “ساعة ونص”؟
- دوري مثل كل أدوار أبطال الفيلم محدود في مشاهده لكنه مؤثر في العمل ولا
ينساه المشاهد، فشخصية “عز” بائع كتب الحب والغرام في القطار شخصية غير
نمطية وصعبة ومؤثرة في الأحداث، والفيلم من أفلام البطولة الجماعية وقد نال
نجاحا نقديا وجماهيريا عند عرضه رغم أنه غير كوميدي؟
·
ألا ترى مشهدًا مهماً بين مشاهد
دورك المحدودة؟
- مشهد البكاء مع الفنانة كريمة مختار وهي تحكي عن موقف ابنها معها، مشهد
صعب جدًا وقد أثر فيّ كثيراً، وكان استعدادي له خاصًا وأرهقني جدًا .
·
ماذا عن مسلسل “سر علني” الذي
عرض في رمضان واستقبال الجمهور له وسط كل هذا الزحام؟
- أعدّه خطوة مهمة في مشواري، وفوجئت بردود الفعل تجاه العمل رغم عرضه في
رمضان وسط زحام من عشرات الأعمال لكبار النجوم والنجمات لأنه كان عملا
مميزا، وتحمست له منذ قراءتي الورق، وسعدت بالعمل مع الفنانة غادة عادل وكل
فريق العمل الذي تميز بحرفية عالية .
الخليج الإماراتية في
25/12/2012
"يا
من عاش".. أفضل مخرج وثائقي عربي بدبي السينمائي
السينما التونسية.. جوائز هنا وهناك
أمـل الجمل - دبي
عندما يتأمل المهتم بشئون الفن السابع خارطة مشاركة الأفلام التونسية
بالمهرجانات السينمائية في الربع الأخير من عام 2012 يستشعر بأنه كان عاماً
مميزاً لتلك السينما التي لا زالت تقاوم في ظل ظروف سياسية واقتصادية أقل
ما تُوصف بها أنها شديدة الصعوبة، فقد حصدت عدداً من الجوائز البارزة
والقيمة في مجالي الوثائقي والروائي من مهرجانات دولية مختلفة، منها جائزة
المخرج القدير نوري بوزيد كأفضل مخرج عربي في مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة بجائزة قيمتها 25 ألف دولارا بمهرجان أبو ظبي السينمائي – 10- 20
أكتوبر 2011 - عن فيلمه "ما نموتش"، إنتاج "عبد العزيز بن ملوكة"، وهو
انتاج تونسي إماراتي فرنسي مشترك، وبطولة "سهير بن عمارة" و"بهرام العلوي"
و"نور مزي". كما حصدت تونس أيضاً في المهرجان ذاته جائزة أفضل فيلم وثائقي
عربي، وقيمتها 50 ألف دولارا عن فيلم "يلعن أبو الفسفاط" للمخرج الشاب
"سامي التليلي" من إنتاج "درة بوشوشة" و"محمد الحبيب عطية". ثم في الأسبوع
الأول من ديسمبر حيث انعقدت الدورة الثانية عشر من مهرجان روتردام للفيلم
العربي حصد الفيلم الوثائقي الطويل "بنات البوكس" للمخرجين سالم الطرابلسي
ولطيفة الدغري بجائزة الصقر الذهبي للأفلام الوثائقية الطويلة، والذي يروي
قصص بنات من أحياء مهمشة في الغالب، اخترن هذه الرياضة، الموسوم بها
الرجال، للدفاع عن أنوثتهن المهددة في ظل تفشي التحرش بالنساء، وصولا الى
اثبات الذات والخروج من حالة التهميش الاجتماعي، وقد حصلت الكثيرات منهن
على ألقاب تونسية وقارية وأولمبية.
ومؤخراً شاركت السينما التونسية بثلاثة أفلام في مهرجان دبي السينمائي
الدولي التاسع المنعقد في الفترة 9- 16 ديسمبر 2012. الأول "نسمة ليل"
روائي طويل للمخرج حميدة الباهي والذي يتعرض للثورة التونسية من خلال شخصية
يوسف الذي ينتحلها شخص آخر، والثاني روائي قصير بعنوان "صباط العيد" للمخرج
أنيس لسود، والثالث "يا من عاش" - سبق عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي
الدولي التاسع والستين خارج المسابقة - والذي اقتنصت مخرجته هند بوجمعة، من
بين خمسة عشر مخرجاً ومخرجة، جائزة أفضل مخرج عربي في مسابقة المهر العربي
الوثائقي بمهرجان دبي السينمائي.
الطابع الغالب على تلك الأفلام السينمائية أنها من أفلام "الربيع
العربي" ومعظمها يهتم بالمرأة، فيلم "بوزيد" يتناول جوانب من التضييق على
حرية المرأة بعد الثورة التي أنهت نظام حكم الرئيس السابق زين العابدين بن
علي في يناير 2011 ليرصد بعدسته التفاصيل الكاشفة إثر التغيرات التي شهدها
البلد أثناء الثورة وبعدها، في ظل نمو تيارات متطرفة وتفاقم الأوضاع
الاجتماعية والاقتصادية. لذلك لم يكن من المستغرب أن يُهدي المخرج المخضرم
جائزته للنساء التونسيات قائلاً عقب تسلمه الجائزة: "فكري وقلبي مع النساء
التونسيات في مقاومتهن اليومية ضد كل مظاهر التخلف والذكورة".
أما هند بوجمعة فاختارت لفيلمها الوثائقي أن يدور حول المتغيرات في
تونس بعد الثورة ورحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وذلك من
خلال كفاح امرأة من عائلة فقيرة، اسمها عايدة، من أجل تحسين وضعها
الاجتماعي وتوفير أبسط شروط العيش الكريم بعد أن فتحت ثورة يناير 2011
لتونس الأبواب أمام المعدمين أمثالها للمطالبة بحقهم في الحياة والتمتع
بالخيرات البلاد.
تستهل المخرجة فيلمها، الممتد على 71 دقيقة، بمشهد مُربك ومثير للقلق
والتوتر إذ نرى عايدة وابنها يُحاولان اقتحام أحد المنازل، وعندما يفشل
الابن في تحطيم الباب أو خلع القفل يتركان المنزل متجهين إلى بيت آخر، حيث
نرى الابن وهو يقفز من فوق أحد الأسوار العالية ليتمكن من فتح باب البيت
والدخول إليه ليبيتا هناك. لا نعلم على وجه اليقين كم ليلة قضياها هناك،
لكن الأكيد أنهما لم ينعما بالجدران الأربعة طويلاً إذ سرعان ما بدأت الأم
بحثها مجدداً عن مأوى آخر.
الفيلم يُمكن اعتباره وثيقة إدانة وصفعة قوية للمسئولين هناك، فهو عن
مواطنة تطالب بحقها في أن تنعم بالحياة في بيت من أربع جدران يقيها من
التشرد هى وأطفالها الأربعة، وهو الأمر الذي كانت تسعى إليه قبل الثورة
التونسية وهو ذاته المستمر بعد الثورة دون تغيير، بعد سقوط النظام البوليسي
الفاسد.
يحكي الفيلم الوثائقي الكثير عن الأوضاع في تونس من خلال تتبعه لشخصية
عايدة المُعدمة البائسة، التي نراها في كثير من المشاهد وهى تحاول تحطيم
حائط ما، أو تكسير جدار ما على مرآى الناس أحياناً وفي غيابهم أحيان أخرى.
طرقت كل الأبواب من دون أن تحل معضلتها. فهى امرأة قوية لا تيأس، لكنها في
ذات الوقت دافئة ولديها مشاعر إنسانية جميلة فهى تعترف "كنت أرغب في بداية
حياتي أن أكوَّن أسرة وأنجب أطفالاً وأعيش حياة سعيدة مستقرة، لكن في كل
مرة كنت أخطو فيها للأمام كانت الحياة تُعيدني مرة أخرى للخلف."
أصبحت عايدة مطلقة ولديها أربعة أطفال - اثنان منهما وضعا في دار
رعاية، وأحدهم معاق - تدور من حي إلى آخر بحثاً عن ملاذ آمن يحميهم لكن دون
جدوى، وها هى تتعرض للسجن ظلماً. رغم قوتها تكاد تصرخ المرأة: "الآن أنا
متعبة جداً، وخائفة لأني غير قادرة على الاستمرار، فقد ظللت هكذا أكثر من
أربعين عاماً."
على مدار عام ونصف من التصوير نجحت هند بوجمعة في تتبع عايدة وهى
تنتقل من مكان إلى آخر وتواجه مواقف كثيرة، نشعر معها أحياناً بالخوف عليها
وأحياناً بالخوف منها، فنظرة عينيها ببريقها القوي تحمل خليطاً من الأشياء
والمعاني المربكة والمقلقة والتي تُثير عطفنا وشفقتنا عليها في ذات الوقت،
وربما هذا ما يُفسر اختيار المخرجة لها وإصرارها على أن تواصل الرحلة معها،
فقد التقت بها في الشارع أثناء الثورة التونسية عندما كان الشعب التونسي في
الشارع يحتفل وسعيد بقدرته على إزاحة بن علي عن المشهد السياسي، مرت عايدة
من أمام هند، التقت الأعين للحظة، واصلت عايدة طريقها بينما تحولت عيون هند
بحركة "بان" – عرضية - معها لتتبعها، طوال ساعة ظلت تراقبها وبعدها اتخذت
قرارها قائلة لنفسها: سأصنع فيلمي عن تلك المرأة.
ما يميز الفيلم، الذي تكلف إنتاجه 120 ألف دولار، إلى جانب بساطته
وصدقيته العالية، أنه فيلم
عن المعاناة التي يقاسيها المواطن الذي يطالب بحقه، والانسان البسيط
المكافح والمطحون، وذلك على خلفية الثورة وحركة الجماهير المتصادمة في ظل
التحولات التي شهدها المجتمع التونسي بعد الثورة. حتى أننا لا يمكن أن نلوم
عايدة عندما نشعر أنها غير مهتمة بما يحدث في تونس من مخاض سياسي واجتماعي،
أو أنها تصف تلك الحركات بالأمر العبثي طالما أنها غير قادرة على تحقيق
حلمها بالحصول على سكن خاص بها، فهى تواجه نفس الأشخاص الذين كانوا على
اتصال بالظلم الذي تعانيه، فما تشي به كلمات عايدة أنه حتى لو تغير بعض
الأشخاص لكن النظام كما هو، لم يتغير سوى وجه النظام، وكما تقول هى عنهم:
"إنهم لا يعرفون سوى أن يدوسوا على الشعب وخاصة على النساء."
اعتمدت المخرجة على اللقطات الطويلة الممتدة لتتيح الفرصة للمشاهد أن
يطل على واقع تلك الأم الفقيرة المعدمة، ولترصد الجو المتكهرب، المليء
بالتشاحن والشجار، الموسوم بعدم الانسجام بينها وبين ابنها المعاق ذهنياً
والذي لا يُدرك حجم معاناة والدته. مع ذلك لا تغفل المخرجة أن تلتقط أدق
التفاصيل فتقترب الكاميرا من الوجوه والعيون لترصد التعبيرات المشتغلة
بالغضب، والدموع التي تنهار على الخدين، وحركات الأيدي وهى تفرك في ضيق
مأزوم. لا نلمح بالفيلم جماليات إضاءة أو كادرات مرسومة وهو أمر شديد
التناسق مع الواقع القبيح الذي تعيشه عايدة.
بقي أن نُشير أن الفيلم من إنتاج حبيب عطية ودرة بوشوشة وسيناريو
مخرجة الفيلم هند بوجمعة التي شاركت في كتابة سيناريوات عدد من الأفلام
التونسية وتدرس كتابة السيناريو في إيدوكاتل باريس إذ أخرجت فيلمها القصير
الأول في عام 2008، واشتركت في كتابة سيناريو فيلمها تحت الجنة لمصلحة
برامج التدريب في ميديا فيلم وأخرجت العديد من أفلام الحملة الترويجية
لمهرجان قرطاج السينمائي عامي 2008، 2010، وهى خريجة معهد بروكسل للاقتصاد.
الجزيرة الوثائقية في
25/12/2012
تمارا اسماعيل: ملصقات الزمن السعيد
روي ديب
في وسط اللون الأحمر، يبرز وجه «سندريلا السينما العربية» سعاد حسني
في أحد أجمل الأدوار التي قدمتها على الشاشة الذهبية: «شفيقة». وجهها
مرسوم، مع عينين تبوحان بحزن عميق كأننا نسمعها تقول «دورو وشكو عني شويه،
كفاني وشوش بقى، كام من وش غدر بي» من أغنيتها «بانو بانو» في «شفيقة
ومتولي» (1978). في أسفل الملصق، نرى برسم صغير أحمد زكي (متولي) حاملاً
جسد أخته «شفيقة» القتيلة. طبعاً إننا نتكلم عن ملصق «شفيقة ومتولي» الذي
أخرجه علي بدرخان، وكتب له السيناريو صلاح جاهين، من دون أن ننسى مشاركة
أحمد مظهر، ومحمود عبد العزيز، وجميل راتب، ويونس شلبي... ملصق يجسّد قيمة
فنية تعيدنا إلى أجمل ما قدمت السينما المصرية، ويبرز تقنية رسم الملصقات
التي يندر استعمالها اليوم، ويسجّل أسماء طبعت السينما العربية. والآن،
أصبح بمقدورك الحصول عليه كي تهديه إلى أحد عشاق الملصقات القديمة، أو حتى
أن تختاره لنفسك لتزيّن مساحتك الخاصة بأحد أجمل وجوه السينما العربية بفضل
تمارا إسماعيل.
شراء ملصق لفيلم عربي قديم، لم يكن متوافراً بالشكل الذي نعرفه في
السينما العالمية، حيث يسهل شراء ملصق لأحد أفلام هيتشكوك، أو فيليني. رغم
العصر الذهبي الذي شهدته السينما العربية خلال القرن الماضي، لم تهتم
المؤسسات بأرشفة ذلك التراث الفني الذي تمثله الملصقات. نشأ مجهود فردي
لبعض المعجبين بالسينما وهواة جمع الأفيشات ممن احتفظوا بما وقعت عليه
أيديهم من ملصقات أفلام، وصور ممثلين، وبطاقات عروض. وبقيت تلك المجموعات
ملكاً خاصاً لهولاء الأفراد يصعب تفقدها أو الحصول عليها. خلال مشروع
تخرجها من جامعة الـ
ALBA، قرّرت تمارا إسماعيل أن تجري بحثاً عن تلك
الملصقات. تطوّرت الفكرة بعدما غادرت الجامعة، لتنطلق في بحث طويل بين
لبنان ومصر. تواصلت مع بعض جامعي الأفيشات اللبنانيين، وأقنعتهم بأن
يبيعوها الفائض من مجموعة أرشيفهم الخاص. وفي مصر، المصدر الرئيسي لصناعة
السينما العربية، دخلت مستودعات منسية، ونفضت الغبار عن ملصقات لأفلام
عديدة. عادت إلى لبنان محمّلة بكنز فنيّ، وطبعاً معنوي. إنها الأفلام
بالأبيض والأسود التي شاهدناها مراراً على التلفزيون، وحلمنا لو أنّ ذلك
الزمن لم ينته. ملصقات من الزمن الذي كان يُرسم فيه أبطال الفيلم بأحجام
متفاوتة بحسب شهرتهم وأدوارهم، وتكتب عناوين الأفلام بأيدي الخطاطين.
ملصقات تزينها سعاد حسني، وشادية، وهند رستم، وفاتن حمامة... لم تكتف تمارا
بتجميع ملصقات الأفلام، بل حصلت على بعض إعلانات الحفلات لأم كلثوم. إذا
كنت من المعجبين بالسينما العربية القديمة، أو من هواة تجميع الملصقات، فما
عليك سوى التواصل مع تمارا، وزيارتها في محترفها في منطقة الجميزة في بيروت
لاختيار ملصقك الذي يستحقّ بجدارة أن يكون هدية لأحبابك.
للاستعلام: 03/094937
الأخبار اللبنانية في
25/12/2012
آنا كارنينا..
الرواية التي ألهمت أكثر من مخرج تناولهـا فـــــــــي أكثر
من معالجــة
بقلم : ماجـــدة
خـــيراللــه
صعب أن تحصي عدد المرات التي تعاملت فيها السينما العالمية مع
رواية آنا كارنينا للأديب الروسي ليو تولستوي، ولكن يمكن أن نتوقف هنا أمام
أربع
مرات منها ما قدمتها السينما الأمريكية في الثلاثينيات من القرن العشرين
بطولة
جريتا جاربو، والثانية بطولة فيفيان لي، والثالثة بطولة
الفرنسية صوفي مارسو، أما
الرابعة فتعرض الآن في أوروبا وبعض دور العرض بالقاهرة بطولة كيرانياتلي،
وجود لو،
ورغم أن كل المعالجات السابقة التزمت بأن تكون روسيا القيصرية هي مسرح
الأحداث، إلا
أن السينما المصرية كعادتها في أغلب الأحيان فرغت العمل الروائي من محتواه،
وأبعاده
وقدمته في فيلم من إخراج عز الدين ذو الفقار تحت اسم نهر الحب، بطولة فاتن
حمامة
وعمر الشريف وزكي رستم، وقفز الزمن من القرن التاسع عشر، إلي
الأربعينيات من القرن
العشرين، وبالتحديد السنوات التي سبقت حرب
٨٤٩١.
وطبعا كان هذا التغيير الكبير في وقائع الرواية، كي يتناسب مع
الصورة الذهنية لسيدة الشاشة، باعتبارها ملاكا لايخطئ ولا يأتيها الباطل من
أمامها
أو من خلفها، مع أن بطلة الرواية آنا كارنينا، هي زوجة صالحة
وأم، ولكنها تفقد
توازنها عندما تقع في الحب، الذي يصل إلي حالة من الهوس والعشق الذي يؤدي
بها إلي
السقوط السريع، فتتحول إلي عشيقة للكونت فيرونسكي وهو شاب من عائلة
أرستقراطية،
متحدية كل التقاليد والأعراف والتعاليم الدينية، والغريب أنها
تجاهر بعلاقتها
العاطفية وتصارح زوجها بالحقيقة، فيصفح عنها، مقابل أن تعود إلي صوابها،
وتلتزم بما
تفرضه عليها العلاقة الزوجية، مقابل أن تنعم بمميزات الزوجة الشريفة،
ولكنها تخيّب
ظنه، مرة أخري، ولاتستطيع أن تقاوم شغفها بحبيبها، ويصبح هدفها الوحيد هو
الحصول
علي الطلاق، ولكنها لاتناله رغم أنها تحمل طفلا من عشيقها، ويظل زوجها لديه
الاستعداد للمغفرة والصفح، ولكنها تغادر قصره لتحيا مع عشيقها،
انتظارا للطلاق،
ولكنها تواجه بنفور وعداء من المجتمع الذي يحاصرها ويعاملها كبغي آثمة، بعد
أن كانت
زوجة مصونة، وعندما يشتد حولها الحصار وتدرك أنها فقدت كل شيء حتي شغف
عشيقها بها،
تقرر الانتحار تحت عجلات القطار الذي شهد بداية قصة حبها!
المعالجة المصرية، بالغت في رسم شخصية الزوج "زكي رستم" بشكل منفر،
حتي يكون هناك مبرر لخيانته، أو علي الأقل مبرر، لميل الزوجة لرجل آخر، في
وسامة
عمر الشريف، ثم استبعاد عنصر الخيانة الجسدية، والاكتفاء بمشاهد تصور
العاشقين وهما
»مقضينها
فسح« في فلوكة علي النيل!! ومع ذلك فتركيبة الشخصية التي لم تقع في الإثم
لايستقيم معها التفكير في الانتحار بل وتنفيذه فعلا!! إلا أن هذا المصير
التعس
يستقيم مع منطق الرواية وكل معالجاتها "باستثناء الفيلم
المصري" حيث قدمت آنا
كارنينا كسيدة تفقد اتزانها وتسقط جسديا مما يرهق روحها التي لاتطيق كل هذا
العبء،
وتدرك الخلاص لها، إلا بفرم هذا الجسد الآثم تحت عجلات القطار!! بمعني أن
المقدمات
المنطقية..
تؤدي إلي نهايات منطقية، لم يعبأ الفيلم المصري لها، ورغم ذلك
يعتبره البعض واحدا من كلاسيكيات السينما المصرية، رغم كم الافتعال الذي
يحتويه!!
شاهدت فيلم آنا كارنينا الذي لعبت بطولته صوفي مارسو، من إخراج "بيربارد
روز" الذي كتب أيضا سيناريو الفيلم، والتزم بأجواء الرواية وزمانها، وهو
فيلم لابد أن يثير إعجابك بما يضمه من تفاصيل عن علاقات المجتمع الروسي
الأرستقراطي
المتآكل، وكم الزيف الذي يعتريه، ومفهوم الفضيلة في هذا المجتمع المتآكل!
أما أحدث معالجة للرواية فتلك التي قدمها المخرج "جو رايت" joe wright
ولعبت دور البطولة كيرانياتلي، وجود لو، والنجم البريطاني الشاب آرون
تايلور جونسون، وهي المعالجة الأكثر روعة وابتكارا، وإذا كنت
تتساءل وكثيرون معك،
لماذا يقرر مخرج ما أن يقدم عملا روائيا سبق تقديمه علي شاشة السينما أكثر
من مرة،
فإليك الإجابة مع هذا الفيلم!! وفي اعتقادي الذي أحرص علي تأكيده المرة بعد
الأخري
، أن الفيلم أي فيلم ليس الحدوتة فقط، بل
كيف ترويها، مستخدما العناصر السينمائية،
المختلفة! المخرج جون رايت، نقل الأحداث إلي خشبة المسرح، وخلق عالمين
تربطهما
الحكاية والشخصيات،التي تتحرك من خشبة المسرح إلي خارجها في
امتزاج وسلاسة مذهلة
وكأن الحياة كما وصفها يوسف وهبي ماهي إلا مسرح كبير، مشاهد ما كنت تتخيل
أن تدور
علي خشبه مسرح قدمها بروعة وإبداع يستحق الثناء،
منها مشهد سباق الخيل، وهو المشهد الذي فضح شغف آنا كارنينا
بمحبوبها، فبعد أن تعثر بجواده شهقت بصرخة مدوية، وكأن قلبها سوف ينخلع
عليه، مما
أحرج زوجها أمام هذا الحشد الضخم من الشخصيات التي تعتبر من
صفوة المجتمع الروسي في
الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، تخيل عندما تتحول خشبة المسرح إلي مضمار
أو تراك
لسباق الخيل!! أو تتحول خشبة المسرح إلي محطة قطار، تعج بمئات البشر،
أما قاعة الرقص التي شهدت أول تلامس جسدي بين آنا كارنينا والكونت
الشاب فرونسكي، فقد حولها المخرج إلي قطعة من السماء يحلق فيها العاشقان،
ويرتفعان
إليها قبل أن يهبطا إلي جحيم الأرض وإغواء الجسد، يتوقف الزمن تماما أثناء
الرقصة
التي ضمتهما، وكأن البشر حولهما تماثيل لاتتحرك ولاتسمع ولاتري،
هما الاثنان فقط في
منتصف قاعة الرقص يتناجيان، في حالة من العشق يصعب السيطرة عليها، وكان
لاختيار جود
لو لشخصية الزوج الفاضل المتسامح "كرنين" أثره البالغ في التعبير عن قدرة
المحب علي
الصفح الدائم، حتي أنه لايجد غضاضة في رعاية الطفل الذي أنجبته زوجته من
عشيقها!
فيلم آنا كارنينا في نسخته الجديدة المذيلة بإمضاء المخرج "جو
رايت" هو الأكثر إبداعا وطموحا، وقد اختار ممثلته المفضلة "كيرانايتلي"
التي قدمت
معه أفلام "التكفير " والعاطفة والكبرياء و"هانا" كما اختار الممثل
الإنجليزي الشاب
آرون تايلور جونسون بما يمثله من وسامة واضحة وصغر سن، يناسب جنوحه وجنونه
العاطفي،
وبالإضافة إلي الديكورات المسرحية والكواليس التي تسمح بحركة
الممثلين، ودقة
المونتاج، وبراعة التصوير والموسيقي والازياء والاكسسوارات، إنه فيلم يستحق
المشاهدة ليس مرة واحدة ولكن مرات عديدة حتي تستطيع أن تدرك كل ما يحمله من
روعة
وجمال!
آخر ساعة المصرية في
25/12/2012
بــــانـــورامـــــــــــــــا 2012
بقلم:شــريف
عبدالفهيم
لم يكن عام 2012
أسعد حالا من سابقه، لكنه تفوق عليه في كم
الأزمات التي مرت بالوسط الفني،
بعد مرور عام
2011 بأحداثه الساخنة عقب اندلاع
ثورة "25 يناير"، وإصابة الساحة الفنية، سواء السينمائية أو الغنائية،
بحالة ركود، جاء عام
2012يحمل الأمل للفنانين في عودة الفن إلي مكانته مرة
أخري، والحصول علي مساحة أكبر للحرية في الإبداع
والتعبير، إلا أن الأحلام
تحولت إلي كابوس، خصوصا بعد أن شهد عام 2012
موجة هجوم غير مسبوقة علي الفن
والفنانين.
زواج وطلاق
عام
2012
كان شاهداً علي وقوع العديد من الأحداث السعيدة،
وأبرزها دخول عدد كبير من الفنانين عش الزوجية وتوديعهم لحياة العزوبية،
حيث
تزوج تامر حسني من نجمة ستار أكاديمي بسمة بوسيل وهو ما اعتبره البعض أشهر
الزيجات
التي حدثت في عام
2012..
وكانت
غادة عبدالرازق هي النجمة الثانية التي قررت توديع
حياة
العزوبية، حيث عقد قرانها علي محمد فودة في شهر مارس، وقد وقع العديد من
الخلافات بينهما بعد إعلان ارتباطهما بعدة أشهر.
أما قصة زواج الفنانة بسمة والنائب السابق الدكتور عمرو حمزاوي
فكانت مثار حديث الكثيرين ورغم مواجهة قصة حبهما العديد من الصعوبات
والعقبات،
إلا أنهما قررا تحدي الجميع وتتويج قصة حبهما بالزواج.
أما مفاجأة العام بحق فكانت زواج الفنان خالد الصاوي حيث قرر
أيضاً توديع حياة العزوبية والدخول إلي عش الزوجية، وذلك في بداية عام
2012
بإعلان زواجه من مي صبري.
وكانت خطبة الفنانة دنيا سمير
غانم والإعلامي رامي رضوان أكبر رد
علي انتشار العديد من الشائعات حول وجود قصة حب تجمع بين دنيا وأحمد مكي.
ورغم هذا الكم من حالات الزواج والخطوبة فقد استحق عام
2012
بجدارة لقب عام طلاق الفنانين، خاصة أنه شهد حالات طلاق كثيرة لنجوم الفن،
منها، طلاق الفنانة شيرين عبد الوهاب من الموزع
الموسيقي محمد مصطفي،
أما
الفنانة رانيا يوسف فكان طلاقها من رجل الأعمال كريم الشبراوي
مثار حديث وسائل
الإعلام والوسط الفني فقد انتهي في المحاكم وأقسام الشرطة، حيث أكدت رانيا
أن سبب
طلاقها اكتشافها ملاحقة الشرطة لكريم بسبب إصداره العديد من الشيكات بدون
رصيد.
كما شهد العام طلاق الفنانة رانيا فريد شوقي من مصطفي فهمي للمرة
الثالثة، رانيا رفضت الكشف عن أسباب الطلاق، إلا أنها أكدت أنها تكنّ
كل
مشاعر الاحترام والتقدير لطليقها، جاء طلاق مصطفي ورانيا متزامناً
مع طلاق
شقيقه حسين فهمي والفنانة لقاء سويدان، برغم قصة الحب الطويلة التي جمعت بينهما،
وزواج استمر لأكثر من خمسة أعوام، حسين رفض أيضاً الكشف عن الأسباب وراء
اتخاذهما هذا القرار،
واكتفي بقول كل شيء قسمة ونصيب.
ولم يشأ العام أن يمر بما به من حالات طلاق،
حيث دوت ثلاث مفاجآت
في الأيام الأخيرة من العام بعد طلاق هيفاء وهبي من زوجها رجل الأعمال أحمد
أبوهشيمة، بعد زواج استمر 6 سنوات،
لكن المفاجأة الأكبر كانت طلاق
غادة
عبدالرازق من زوجها الإعلامي محمد فودة في زواج لم يكمل العام ثم اختتمت مي
سليم
سلسلة طلاق الفنانين بطلاقها من رجل الأعمال علي الرفاعي.
رحيــــل
لم يكن رحيل فتي السينما المصرية أحمد رمزي عن عمر يناهز
82
عاماً في منزله بالساحل الشمالي،
يحمل صدمة لجمهور الفنان الكبير بقدر ما حمله
موقف الفنانين من حضور جنازته التي لم يحضرها سوي الفنان أحمد السقا، حيث
كانت
تربطه علاقة صداقة قوية به، السقا حرص علي البقاء بجوار جثمان الفنان الراحل حتي
آخر لحظة قبل دفنه، بل حرص علي المشاركة في دفن جثمانه بيديه.
كما فقد عالم الغناء أحد أعمدته الرئيسية الفنانة وردة الجزائرية
عن عمر يناهز 73 عاماً بعد تعرضها لذبحة قلبية..
كذلك رحل المخرج إسماعيل
عبدالحافظ والفنان
يوسف داود.
ويأبي العام أن يرحل دون أن يزيد من أوجاع الموسيقي والغناء في مصر
حيث رحل عن دنيانا في أواخر العام الموسيقار الكبير عمار الشريعي بعد صراع
مرير مع
المرض.
اعتـــــزال
شهد عام
2012 مفاجأة مودية حينما أعلنت الفنانة حنان ترك
اعتزالها علي الهواء مباشرة في رمضان الماضي وهو ما يعتبر من أهم الأحداث
التي وقعت
في العام، حيث لم يتوقع أحد أن تتخذ حنان هذا القرار في هذا التوقيت وبهذه
الطريقة، فقد أعلنت اتخاذها قرار اعتزال الفن بشكل نهائي
وبلا رجعة، وذلك بعدما
وجدت أن حجابها يتعارض مع الفن، لذلك كان لابد أن تختار بينهما،
وبعد تفكير
قررت الابتعاد عن الفن واختارت الحجاب والتقرب من الله.
شائعـــــات
الفنانة يسرا كانت صاحبة النصيب الأكبر من الشائعات،
حيث لاحقتها
شائعة وفاتها أكثر من ثلاث مرات هذا العام،
وهو الأمر الذي أثار استياءها،
كما
فوجئت بعد أدائها فريضة الحج هذا العام،
بانتشار أخبار تؤكد اعتزالها الفن بشكل
نهائي، وهو الأمر الذي دفع صديقتها الفنانة إلهام شاهين للرد ونفي هذه
الأخبار.
ومن الشائعات التي لاحقت الفنانات خلال العام ما نشر عن زواج
الفنانة سمية الخشاب من السياسي السلفي نادر بكار، كما فوجئت آيتن عامر بانتشار
العديد من الأخبار التي تؤكد زواجها من الإعلامي عمرو أديب.
وتسببت صورة للفنانة غادة عبدالرازق علي موقع تويتر وهي ترتدي
الحجاب وتقرأ القرآن الكريم، في خروج شائعات كثيرة تؤكد أنها اتخذت قرار ارتداء
الحجاب، إلا أن غادة أكدت عدم صحة تلك الأخبار،
وأن الصورة التي انتشرت في
الفترة الأخيرة مأخوذة من مشهد في فيلم
"ركلام"، وهو ما حدث مع الفنانة علا
غانم عندما لاحقتها أيضاً شائعة ارتدائها الحجاب واعتزالها الفن،
وذلك بعد
انتشار صور لها بالحجاب ضمن مسلسل "الزوجة الرابعة".
خلافات وحروب
وصلت حدة الخلافات بين الفنانين في عام
2012 إلي تبادل
الاتهامات في وسائل الإعلام وموقعي التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر،
مثل ما
حدث مع أيمن بهجت قمر، الذي فاجأ جمهوره علي الفيس بوك بتوجيه اتهامات
للمطرب
عمرو دياب بالعمل لصالح إسرائيل بسبب تعاقده مع شركة روتانا،
كلمات أيمن بهجت قمر
أجبرت عمرو دياب علي الخروج عن صمته والرد علي الاتهامات الموجهة إليه،
فأصدر
بياناً نشره علي صفحته الخاصة في فيس بوك عبَّر فيه عن أسفه وحزنه لما
لاحقه من
اتهامات، مؤكداً أن سبب الحرب التي أعلنها أيمن بهجت قمر ضده هو عدم تعاونه
معه
في ألبومه الجديد.
خلافات الفنانتين داليا البحيري وأنغام،
واللتين تشتركان في
بطولة مسلسل "في غمضة عين" كانت الأكثر تداولا علي صفحات الجرائد والمواقع
الإلكترونية.
وكان الخلاف الذي وقع بين آيتن عامر وقمر أثناء تصوير فيلم
"حصل
خير" الأقل حدة بين الخلافات التي شهدها عام 2012 وذلك بسبب تعامل قمر مع باقي
فريق الفيلم بتعالٍ وغرور شديد، وهو الأمر الذي لم يعجب آيتن ولم تتمكن من
السيطرة علي أعصابها، حيث قامت بتوبيخها أمام المتواجدين في موقع التصوير،
وكان
الأمر سيصل إلي مشاجرة بالأيدي لولا تدخل المنتج أحمد السبكي بينهما.
هجـــــوم
لأول مرة يشهد الوسط الفني هذا الكم من الهجوم والقضايا ضد
الفنانين حيث كان 2012 عام الهجوم علي الفنانين وكانت البداية مع الفنان
عادل
إمام، حيث رفع أحد المحامين المنتمين للتيارات الدينية
دعوي قضائية ضده تتهمه
بإهانة الدين الإسلامي من خلال عدة أعمال فنية قدمها خلال السنوات الماضية،
وكانت
المفاجأة صدور حكم بحبس عادل إمام لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن عادل إمام قرر التزام
الصمت وقدم طلب استئناف علي الحكم بحبسه،
ليحصل بعد ذلك علي براءة من تهمة ازدراء
الدين الإسلامي، ثم كانت الفنانة إلهام شاهين هي التالية في التعرض لهجمة
شرسة من
أحد الدعاة.
كما فوجئت يسرا وعادل إمام بشنّ
الحرب ضدهما من أحد الدعاة
موجهاً اتهامات لهما بارتكاب أفعال فاضحة ومحرمة، يسرا قررت الرد علي هذا
الداعية الإسلامي واتهمته بالإساءة للدين الإسلامي بتصرفاته،
مؤكدة أن السبب
الرئيسي الذي دفعه لشنّ هذا الهجوم ليس دفاعاً
عن الإسلام، لكن لرغبته في
تحقيق الشهرة علي حسابها، إلا أنها هددته باللجوء إلي القضاء.
سمية الخشاب لم تسلم أيضاً
من هجوم بعض مؤيدي التيارات
الإسلامية، حيث فوجئت بالهجوم وتشبيهها بقوم لوط، مؤكداً
أن الأعمال الفنية
التي قدمتها لم تخل من الرقص والعري والإثارة.
سمية رفضت الرد.
مسلسل "الزوجة الرابعة"
تعرض لهجوم بعد عرضه في موسم الدراما
الرمضاني، حيث شنّ أحد الدعاة هجوماً علي المسلسل، مؤكداً
أنه يتضمن
العديد من المشاهد المثيرة إلا أنه وجه انتقاداً خاصاً
للفنانة آيتن عامر بسبب
كلمة "أحبوش"، موضحاً أن هذه الكلمة تسببت في إبعاد الشباب عن دينهم
وإثارتهم، إلا أن آيتن رفضت الرد علي اتهامات الشيخ لها،
وواجه فيلم "عبده
موتة" هجوما عنيفاً، والمطالبة بوقف عرضه، وذلك بسبب رقص دينا علي أغنية
دينية وهو ما أثار التجمعات الصوفية في مصر بسبب تعرض الأغنية لآل بيت
الرسول صلي
الله عليه وسلم.
وجاء حصار أحد التيارات الدينية لمدينة الإنتاج الإعلامي والتعدي
علي المخرج خالد يوسف وتحطيم سيارته ليختتم أحداث العام الساخن والملتهب.
آخر ساعة المصرية في
25/12/2012 |