حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلماً بأبطال متغيرين ومازالت السلسلة مستمرة

"جيمس بوند" 50 عاماً من "الجاسوسية"

إعداد: محمد هاني عطوي

 

من يذكر المقدمة الموسيقية ومطلع الأغنية التي تصدح بها المغنية كارلي سيمون “nobody does it better” في فيلم “الجاسوس الذي أحبني”الذي أنتج في العام ،1977 يعلم جيداً كم كانت المغنية على حق، فقد حظيت شخصية العميل السري جيمس بوند التي ابتكرها الكاتب إيان فليمنغ بنجاح ساحق بين عشاق السينما .

شركة “إي أو إن برودكشنز”البريطانية المنتجة لهذه السلسلة احتفلت بمرور 50 عاماً على إنتاج أول أفلامها “دكتور نو”عام 1962 من خلال عرض أحدث مغامرات “العميل 007”في فيلم يحمل اسم “سكاي فول«، أو “السقوط من السماء«، وهو من بطولة النجم البريطاني دانييل كريغ، وإخراج مواطنه سام منديز الحاصل على جائزة الأوسكار .

جيمس بوند عاصر كل الأزمات في العالم منذ ظهور السلسلة، بدءاً من الحرب الباردة ومروراً بالثمانينات وتغير التكنولوجيا والأفكار، إلى درجة أنه يمكن كتابة موسوعة كاملة عن هذه السلسلة الفريدة في عالم الفن السابع .

من ناحية أخرى، أصدرت شركة “مترو غولدوين ماير”الأمريكية، الموزعة الرئيسة لسلسلة أفلام بوند، أول وأطول ألبوم سينمائي من نوعه باسم “بوند 50”وهو يحتوي على جميع أفلام “العميل السري 007”. ويضم الألبوم 22 فيلماً، ظهرت فيها شخصية العميل السري منذ فيلم “دكتور نو”إلى فيلم “كم من العزاء«، وتصل مدتها إلى 130 ساعة .

جيمس بوند أو “العميل 007”شخصية خيالية لجاسوس بريطاني أبدعها المؤلف إيان فليمنغ عام 1953 في رواية “كازينو رويال«، ونظراً للنجاح الذي حققته، قرر الكاتب أن يستكملها بسلسلة من المغامرات، ساعده على حياكتها الدرامية كونه عمل في جهاز الاستخبارات البريطانية في فترة حياته .

بعد وفاة فليمنغ عام 1964 تابع العديد من الكتّاب التأليف الأدبي لروايات بوند ومغامراته، مثل كينغسلي أميس وجون بيرسون، إضافة إلى عدة كتّاب كتبوا مغامرات بوند للإنتاج السينمائي، مثل كريستوفر وود، إلا أن شهرة بوند الحقيقية تحققت بشكل أساسي عن طريق السينما، من خلال 23 فيلماً من إنتاج “إي أو إن برودكشنز«، إضافة إلى إنتاجين سينمائيين مستقلين ومسلسل أمريكي مستمد من روايات فليمنغ . وقبل أن تبدأ “إي أو إن برودكشنز”بإنتاج سلسلة مغامرات بوند، ظهرت شخصية رواية فليمنغ في حلقة بمسلسل كانت تنتجه شبكة “سي بي إس”الأمريكية عام 1954 بعد أن باع فليمنغ حقوق روايته “كازينو رويال”.

وجسّد الممثل الأمريكي باري نيلسون (1920-1997) دور بوند في هذه الحلقة، التي كانت مدتها ساعة، إذ ظهر العميل السري أمريكي الجنسية وليس بريطانياً، وحملت الحلقة عنوان “كازينو رويال”. ويشار إلى أن رواية “كازينو رويال”قدمت في فيلم سينمائي بالعنوان نفسه في عام 1967 بطولة الفارس الإنجليزي الراحل ديفيد نيفين، إلا أن ذلك الفيلم خرج عن النمط المألوف لأفلام جيمس بوند، حيث قدم بطابع ساخر ويعدّ فيلماً غير رسمي لإنتاجه من قبل شركة سينمائية مستقلة خارج نطاق السلسلة التقليدية ل”إي أو إن برودكشنز”.

الأسطورة الأسكتلندية شون كونري حمل على عاتقه مهمة تقديم الجاسوس البريطاني الأشهر للسينما في فيلم “دكتور نو”عام ،1962 وأكسب كونري الدور سحره المعتاد، ما ساعد على جذب المشاهدين إلى شخصية بوند بشكل كبير، وحقق من خلاله شهرة وصلت إلى هوليوود . وعندما أدرك الممثل الأسكتلندي صدى هذه الشخصية، وافق على فكرة تقديم أكثر من جزء لتصل إلى ستة . ففي عام 1963 أطل كونري على جماهير جيمس بوند بفيلم “من روسيا مع الحب«، ثم “إصبع ذهبية”،1964 و”كرة الرعد”،1965 و”أنت تعيش فقط مرتين”،1967 و”الماس للأبد”،1971 فضلاً عن فيلم الإنتاج المستقل بعيداً عن “إي أو إن برودكشنز«، “لا تقل أبداً مرة أخرى”في العام 1983 . ويعد شون كونري “بوند”الأكثر شعبية بين محبي هذه الشخصية، ما أعطاه لقب جيمس بوند “الأصلي”.

بعد ذلك تسلّم الممثل الإنجليزي روجر مور الراية من كونري لتجسيد شخصية بود في سبعة أفلام منذ عام 1973 إلى ،1985 ليصبح أكثر الممثلين تأدية لدور العميل السري . وأفلام “العميل 007”التي جسدها مور هي: “عش حياتك واترك الموت”،1973 و”الرجل ذو المسدس الذهبي”،1974 و”الجاسوس الذي أحبني”،1977 و”حاصد القمر”،1979 و”فقط من أجل عينيك”،1981 و”أوكتوبوسي”،1983 و”رؤية للقتل”1985 .

كان مسدس جيمس بوند الشهير، الذي يظهر على كل إعلانات السلسلة، قد ذهب للأسترالي الممثل جورج لازنبي عام ،1969 بعدما رشحه كونري لأداء هذا الدور، حينما أراد أن يخرج من جلباب العميل السري . وقد لاقى الفيلم، الذي حمل عنوان “في الخدمة السرية لصاحبة الجلالة«، فشلاً ذريعاً لم يعجب الجمهور، ما أدى إلى عدم تمثيله الدور مرة أخرى . وتعاقب على أداء تجسيد شخصية بوند كل من تيموثي دالتون عامي (1987 - 1989) بفيلمين هما: “أضواء النهار الحية«، و”رخصة للقتل«، ثم الممثل بيرس بروسنان (1995-2002)، الذي جسّد الدور أربع مرات في أفلام “العين الذهبية”،1995 و”غداً لا يموت أبداً”،1997 و”العالم ليس كافياً”،1999 و”مت في يوم آخر”2002 . وأخيراً يتمتع دانيال كريغ بشرف تقديم شخصية العميل الشهير منذ عام2006 بواقع ثلاثة أفلام هي: “كازينو رويال”(2006)، و”كم من العزاء”،2008 وأخيراً “السقوط من السماء”. يشار إلى أن شركة “إي أو إن برودكشنز”راعت في كل أبطال الأجزاء ال 23 من السلسلة أن يكونوا بريطانيي الجنسية، فيما عدا بروسنان الإيرلندي، لتكسب الشخصية مزيداً من المصداقية .

يقول الممثل البريطاني الشهير السير روجر مور (84 سنة)، إن دانييل كريغ هو أفضل مَنْ أدى دور جيمس بوند . وكتب مور في الطبعة الأخيرة من كتابه “بوند حول بوند«: “لقد أحببت دانييل كريغ، إنه ممثل رائع، وبالتأكيد أفضل ممثل يؤدي دور بوند”. وأوضح أن “كريغ لديه أفضل بنية لتأدية هذا الدور”.

كان لمجلة “بروميير”الفرنسية التي تعنى بالفن السابع لقاء ثنائي مطول مع المنتجين التاريخيين لسلسلة “007«، باربارا بروكولي وميشيل ويلسون اللذين توليا العهدة من أبيهما المنتج الأول للسلسلة ألبير كوبي بروكولي، وهذه بعض المقتطفات من الحوار:

·     بروميير: بمناسبة الاحتفال بيوم 50 سنة على ظهور العميل السري “جيمس بوند”في السينما، هل تتذكرين شيئاً من البدايات الأولى لتصوير السلسلة؟

- باربارا بروكولي: الحقيقة أنني لا أتذكر شيئاً من البدايات، لكنني أتذكر زياراتي الأولى الكثيرة لاستديوهات بينوود حيث كنت آتي أنا وأختي بعد المدرسة لمشاهدة والدي في العمل الذي يعتبر المنتج التاريخي لجيمس بوند حتى وفاته في العام 1996 . والواقع أن والدي كان شديد الشغف بهذه السلسلة إلى درجة أنه نقل لنا هذا “الفيروس”. والآن أرى نفسي وأنا طفلة أشاهد الممثل روجر مور وهو يتنقل هنا وهناك في الاستديو مع أجمل فتيات العالم اللواتي كن يلبسن أجمل الفساتين في غرفة الملابس وأنا أشاهدهن يتألقن لتأدية الأدوار الساحرة . كل ذلك مضى ولم يبق سوى فكرة أن هذه الأسرة التي أسسها والدي كان لابد أن تتابع هذه المسيرة، وتنتج أجمل الأفلام وأروعها في تاريخ السينما ومهما بلغت التكاليف! ولقد بدأت مع والدي مساعدة في الأمور الإدارية ثم انتقلت إلى عالم الإنتاج بعد أن قوي عودي وفهمت لعبة الإنتاج بحذافيرها .

- ميشيل ويلسون: بالنسبة إليّ كانت المرة الأولى مختلفة بعض الشيء، فلقد كنت في إجازة ووصلت كسائح إلى الاستوديو، إلى درجة أنني لم أكن أعرف من هو جيمس بوند وكل ما كان يهمني هو أن أصبح رجل علم في المستقبل ولم أكن أتخيل أبداً أنني سأنتمي إلى أسرة الإنتاج يوماً ما، ولكن بعد أن شاهدت الأفلام في السينما علمت روعة هذا العمل بالفعل، ولم أنضم إلى العمل بهذه المهنة - أي الإنتاج - إلا بعد أن عملت لعشر سنوات محامياً . وذات يوم اتصل بي كوبي لأكون مساعده في الإنتاج لبضعة أشهر، ولكن هذه الأشهر تحولت إلى سنوات أبدية استمرت حتى الآن، فلقد تركت الحقوق وتفرغت للإنتاج والكتابة منذ العام 1976 .

·     بروميير: دخولك إلى عالم بوند وافق ظهور فيلم “فقط من أجل عينيك”في العام 1981 الذي تعود معه إلى الأصول، أي إلى روايات الكاتب إيان فليمنغ، فهل كان ذلك صدفة؟

- ميشيل ويلسون: لا يمكن بأي حال من الأحوال ادعاء النجاح على المستوى الفردي، لأن العمل جماعي، ولكن ثمة شيء مهم وهو أن إيان فليمنغ كان مفتاح نجاح هذه السلسلة لأنه هو الذي اخترع شخصية بوند، وكلما أقرأ إحدى رواياته الجديدة أشعر بعبق الشخصية وروحها، ولذا أرى أن فليمنغ هو البوصلة التي توجهنا في مسيرتنا، ولو رجعت إلى أول كتبه ورواياته ستجد أن ما يطرحه فيه الكثير من الواقعية علماً بأن بعض هذه الروايات ذهبت موضتها لتلاشي الأسباب، كالحرب الباردة مثلاً، ولكن الطريقة التي يعالج فيها فليمنغ شخصية بوند تبقى معاصرة جداً .

- باربارا بروكولي: بالنسبة إليّ أرى أن الرجوع إلى فليمنغ يمنحنا قاعدة صلبة للتحضير لقصص جديدة من دون خيانة روح الشخصية، وهذا هو أكبر جزء في عملنا كمنتجين، فنحن نعتبر أنفسنا حماة المعبد وضامني السير على الخطى التي تعودناها كما رسمها لنا والدنا، خاصة أن الروايات تمكننا من إيجاد إجابات عن بعض التساؤلات التي تواجهنا بين الحين والآخر .

·        بروميير: هل لكما أن تقدما لنا أمثلة على هذه المشكلات أو التساؤلات؟

- ميشيل ويلسون: أكبر تحد يواجهنا عند إنجاز مغامرة جديدة من مغامرات بوند هو أن نعثر على القصة الجديدة والسيناريو الجيد . وفي كل مرة نود الدخول في إنتاج جديد فإننا لا نطرح مسألة من سيخرج الفيلم أو من سيؤدي دور الشرير، بل ما هي الوجهة التي يجب علينا توجيه الفيلم نحوها، لأن الأمر لا يتمثل في تقديم أفلام سياسية، بل في جعل الجمهور يشعر بأنه مرتبط بالواقع، ويطرح التساؤلات التالية: ما المشكلات الكبرى التي تجري في العالم؟ وما المسائل التي تخيفنا وتحيط بنا؟

- بروكولي: وبالطبع يفترض أن نحافظ على البطل حياً .

·     بروميير: بالفعل كيف تمكنتما من فعل ذلك، فمن شاهد مقتطفات من الفيلم الجديد “السقوط من السماء”يلاحظ أن المخرج ضحى بالبطل، ثم نجد أن البطل وُلد من جديد!؟

- ويلسون: أفضل في هذا الصدد استخدام تعبير “بعث”وليس ولادة، لأنه في بداية الفيلم ظن البعض أنه تم التخلص من “007«، لكنه خرج واهناً من هذه التجربة، ثم تمكن من العودة إلى العمل وهذا من أفضل ما أنجزه الممثل خافيير بارديم .

·     بروميير: هذا يعني أن أكبر تحد تواجهانه هو كيفية هذه الشخصية باستمرار وجعلها دوماً ذات معنى ومصداقية، ولذا فإنكما تتخلصان منها بعض الشيء كلما دعت الحاجة، أليس كذلك؟

- بروكولي: ليس بالضرورة، لكن الشخصية يجب أن تناسب العصر الذي تعيش فيه وتعكس بحق المجتمع الذي تتطور فيه، وهذه التغييرات تأتي عادة من القصص ومن مختلف الممثلين الذين جسدوا هذا الدور منذ بداية السلسلة .

·     بروميير: الملاحظ أن المشكلة التي تواجهها هذه السلسلة تتمثل في جعل الجمهور ينسى شخصية بوند التي جسّدها الممثل شون كونري؟

- ويلسون: ألا تجد أن دانييل كريغ استطاع بحرفية تجسيد هذا الدور أيضاً؟

- بروكولي: لا شك في أن شون كونري سيبقى في المرتبة الأولى في هذا المضمار لأنه هو المعيار الذي قاس كل من جاؤوا بعده أنفسهم عليه، وكذلك الحال بالنسبة إلى الجمهور فمهما شاهدوا فإن شون كونري سيبقى هو الأول، لأنه هو الذي جعلهم يكتشفون هذه الشخصية في صالات العرض .

·        بروميير: ألا تعتقد أن “أوكتوبوسي”الذي خرج في العام 1983 كان رائعاً؟

- ويلسون: لا شك في أن الانتقادات كانت لاذعة لهذا الجزء من السلسلة، ولكن هذا هو سر كل جزء منها، فكل مشاهد يحتفظ لنفسه بعلاقة عاطفية مع هذه السلسلة، وذلك لأن شخصية جيمس بوند مطواعة أو لنقل مرنة، ولذا فإن الكثير من الناس يمتلكون نظرة مختلفة عنها، بل وفي بعض الأحيان متناقضة، وهنا تكمن أهمية هذه الشخصية ومضمونها الغني فهي شخصية منفتحة .

- بروكولي: أعتقد أننا كي نفهم تطور هذه الشخصية لابد لنا أن نعود إلى المضمون الذي أنتجت فيه هذه الأفلام، فعلى سبيل المثال قيل لنا إبان سقوط جدار برلين: من يهتم بعد الآن بجيمس بوند فالعالم غداً يعيش فترة سلام ولذا لا داعي لوجود شخصية مثل “007”.

·     بروميير: تقول ذلك عن هذا العملاق الجذاب الكاره للنساء؟ على ما يبدو أن سقوط الجدار قد سبب لكما أزمة كبيرة؟

- ويلسون: بل على النقيض، يمكنك القول إنه كان بالنسبة إلينا بمثابة الهبة السماوية، فتحتى تلك اللحظة كنا مكبلين بين فكرة الخير ضد الشر أو لنقل المعسكر الغربي ضد المعسكر الشرقي، لكن هذا الموقف الأحادي أصبح أكثر تعقيداً بشكل مفاجئ، عبر فيلم “العين الذهبية”1995 عن هذا الاضطراب، حيث لم يعد بوند يواجه الشر بل يواجه الخيانة، ولذا قال المخرج مارتن كامبيل الذي أخرج هذا الفيلم وفيلم “كازينو رويال”إنه أراد مع فيلم “العين الذهبية”أن ينتج جيمس بوند للتسعينات بدلاً من صورة الستينات الطاغية .

·     بروميير: ألم تود بكما مشكلة تطوير الشخصية إلى مواجهة العديد من المشكلات في تناولكم للأفلام الجديدة؟

- ويلسون: لديّ إحساس أنك تلمح إلى الممثل تيموثي دالتون الذي جسّد شخصية بوند في: “أضواء النهار الحية«، و”رخصة للقتل«؟

- بروكولي: لقد كان النقاد دوماً متشددين مع دالتون علماً بأنه ممثل رائع، لكنه لم يترك بصمة مثل سابقيه لأنه كانت لديه نظرة أكثر واقعية وغموضاً للشخصية، في حين عكس الممثل روجر مور ولسنوات، الشخصية الفكاهية لبوند بمسدسه ووردته، وربما جاز لنا تشبيهه بالممثل الشهير الوسيم كاري جرانت . أما دالتون فجاء في الوقت الذي كنا نريد فيه تغيير الوجهة عما كنا قد اعتدناها، فخلال الحرب الباردة كنا نعتقد أن إظهار صورة مخففة للعميل السري هو أمر مستحسن، ولكن عندما أعود بالذاكرة إلى ثمانينات القرن الماضي وأفكر بمرض الأيدز وفقدان الكثيرين لأصدقائهم بسبب هذ المرض، أرى أنه كان من الواجب عدم إظهار شخصية مثل جيمس بوند وهو لا يفتأ يتنقل بين مخادع الفتيات الجميلات حول العالم، كما أن بوند ليس “روكي«، ولذا كان علينا أن نحمله مسؤوليات إنسانية أكبر من مجرد جعله الرجل القوي والوسيم . وهذا هو الشيء الذي أراده وأنجزه دالتون .

- ويلسون: أحب أن أضيف أمراً مهماً وهو أن جيمس بوند في روايات فليمنغ يطرح تساؤلات حول شرعية مايقوم به وعن معنى كل عمل يؤديه وهذا هو بالضبط ما قام به حديثاً دانييل كريغ وأداه دالتون على أحسن وجه وإننا نلمح ذلك من خلال عنوان الفيلم “رخصة للقتل”الذي كان عرضه في الأصل ممنوعاً على الأطفال دون 13 سنة، وهذا يدل على أن دالتون أراد إظهار الأمور على حقيقتها من دون خداع .

·        بروميير: هل يعني ذلك أن شخصية جيمس بوند لا تنجح إلا إذا كانت قائمة على المظاهر؟

- ويلسون: بالطبع لا، فشخصية جيمس بوند تظهر أنها أقوى من كل الممثلين الذين جسّدوا دورها ولا يمكن لأي مخرج أو منتج أو حتى كاتب سيناريو أن يدعي قدرته على التلاعب بالشخصية كما يريد، اللهم إلا مخترعها!

·     بروميير: لدينا انطباع أن ظهور الممثل دانييل كريغ على الساحة هو الذي غيّر الوضع إلى درجة أننا لا نتخيل وجود بوند دون كريغ؟

- بروكولي: أعتقد أن دانييل كريغ هو الوحيد الذي كان يمكن أن يقوم بهذا الدور بعد كل تلك السنوات، ونحن نتابعه منذ بدايته، وهو يتمتع بشخصية جذابة وحضور مبهر ويعرف كيف يبرز خصوصيات شخصية جيمس بوند بشكل عبقري، وفي رأيي أنه يجسّد جيله بحرفية عالية ومعه يمكننا القول إننا أمام جيمس بوند مثالي!

·        بروميير: لننتقل إلى مسألة أخرى، كيف تختاران المخرجين؟

- بروكولي: المسألة ليست سهلة ودائماً نواجه تعقيدات في هذا الموضوع، وكنا في كل مرة نعمل على تغيير المخرج، لأن إخراج جيمس بوند يحتاج إلى طاقة عالية واندماج جنوني إن شئنا القول في الشخصية، فضلاً عن الالتزام بفكرة المؤلف والقدرة على عمل قصة معقدة، فعلى سبيل المثال أعجبنا كثيراً إخراج فيلم “الطريق إلى الجحيم”الذي أخرجه سام ميندس في العام 2002 وفكرنا أنه من الممكن جداً أن يكون مخرجاً رائعاً لأحد أفلام جيمس بوند في المستقبل، وهذا ما حدث .

·        بروميير: ولكن في نهاية المطاف، ما هو سر إنتاج فيلم جيد ل”007«؟

- بروكولي: عدم الخوف من الخطأ وهو الشيء الأهم الذي علمنا إياه كوبي، فكوبي كان يستمع جيداً للذين يعمل معهم، لكنه لم يكن يتردد في اتخاذ القرارات . وأعتقد أن لدينا مشاهدين أوفياء وقادرين على أن يغفروا لنا أخطاءنا لأنهم يأتون لمشاهدة أفلامنا ولديهم النية بحب هذه الأفلام، ولذا فالإرادة الطيبة للمشاهدين تدفعنا إلى تقديم أعمال ربما نصيب فيها وربما نخطئ، ولكن في النهاية نعيد الكرّة من جديد نحو النجاح مستفيدين من أخطائنا، فالخطأ في النهاية أمر بشري .

- ويلسون: قبل قراءة السيناريو كان كوبي يطرح التساؤل التالي: هل هذا الأمر سيطيّر عقول المشاهدين؟ وأنا أؤكد لك أن فيلم “السقوط من السماء”الجديد سيطير بعقول المشاهدين.

الخليج الإماراتية في

31/10/2012

تبعد زوجها وابنها عن الأضواء والإعلام

بشرى: لا أحب أن يعاني "إسماعيل" من شهرتي

القاهرة - حسام عباس:  

رغم حداثة سنها لكنها تعودت منذ طفولتها على تحمل المسؤولية، ولأنها عاشت في بيت ثوري، فقد تعلمت التمرد، وعندما أصبحت أماً زادت مسؤولياتها كما تقول مسؤولية جديدة، وهي حريصة أن تعلم ابنها “إسماعيل”حرية الاختيار ولا تحب أن تفرض عليه عملاً ما، بل تعد بأنها ستساعده ليكتشف موهبته بنفسه وإن كانت تتمنى أن يكون بطلاً رياضياً، ورغم ما قد يراه البعض فيها من جرأة وتمرد وقدرة على القيادة والإدارة، لكنها تؤكد أنها في الحقيقة إنسانة خجولة وهي كامرأة لا تحب التكلف بل تحب البساطة، وأن تتعامل مع الناس على طبيعتها . تعشق التسوق وشراء الأحذية، كما تميل إلى الألوان الزاهية المفرحة في اختياراتها، وفي هذا اللقاء بعيداً عن الفن نعرف أكثر عن بشرى الإنسانة .

·        ماذا تغير في بشرى بعد الأمومة؟

زادت مسؤولياتي فهناك إنسان أصبح مسؤولاً مني وأفكر في صحته وحياته ومستقبله .

·        هل تحملين همه من الآن؟

بكل تأكيد لأن الدنيا تغيرت كما يقولون، فأنا مثلاً تربيت في بيت ثوري حيث كان والدي معارضاً معروفاً ودفع الكثير ثمن معارضته، ولهذا أنا مؤمنة بالديمقراطية ولا بد أن أترك لابني إسماعيل حقه في اختيار مصيره، لكن دوري فقط أن أضع الأساس وأن أضع أمامه الصح والخطأ وعليه أن يختار كما كان يفعل معي والدي، رحمه الله .

·        نلاحظ أنك لم تخرجي به للإعلام وزوجك بعيد عن الأضواء منذ ارتباطكما، ما السبب؟

أولاً، والد إسماعيل ابني لا يحب أن يظهر للإعلام، وأنا شخصياً لدي تحفظات وأخاف على ابني، ولا أحب أن أفرضه على أحد أو يخرج فيجد نفسه أسيراً للشهرة والأضواء ضد إرادته .

·        ألا تحبين أن يصبح فناناً مشهوراً؟

والدي لم يحب أن أرث عنه العمل السياسي، وأنا لا أحب أن يرث ابني شهرتي، فأنا أدفع ثمن شهرتي وأعاني مشكلاتها، وأتمنى أن يصبح رياضياً مشهوراً ليحقق ذاته في مجال آخر بعيداً عن الفن .

·     البعض يراك امرأة حديدية كونك فنانة وتغنين ومارست الإنتاج الفني إضافة إلى الأمومة، ما حقيقة بشرى؟

أنا بالفعل إنسانة أعشق النظام والانضباط وأدير أعمالي بدقة وتركيز، وأهم شيء عندي هو حسن الإدارة، وإن لم أفعل شيئاً بنفسي فدائماً انتقي الأشخاص الذين يديرون بوعي .

·        هل أنت جريئة كما يتصورك البعض؟

لا أحب الشيء التقليدي ومتمردة وأحب التجديد، لكنني في الحقيقة إنسانة خجولة جداً .

·        هل من السهل أن يصيبك الإحباط؟

أبداً، أميل إلى التفاؤل ولدي قدرة على الصبر والانتظار ولا أحب التسرع في دراسة الأحداث وأدرس خطواتي جيداً، فأنا مغامرة لكن بحساب وأسعى دائماً للنجاح .

·        هل تتفاءلين بألوان محددة؟

أحب الألوان الزاهية وألوان الفرح مثل الموف والأخضر، وكذلك أحب الأزرق .

·        كيف تحافظين على رشاقتك؟

أهتم بالغذاء الصحي والرياضة خاصة السباحة والأيروبكس، ورغم ذلك لا أحرم نفسي من أي طعام بل أحرص على الاعتدال والنظام في الأكل .

·        هل تهتمين بالظهور للناس دائماً في أبهى صورك؟

بكل تأكيد أحرص على أن يراني الجمهور بشكل مناسب لكن دون مبالغة، وأنا بطبيعتي لا أحب الماكياج وهو ضروري فقط وقت التصوير، وأحب دائما أن يراني الجمهور على طبيعتي .

·        هل يمكن أن تلجئين إلى عمليات التجميل؟

لا أفضلها في سن مبكرة، فأنا لست في حاجة إليها والحمد لله لكنني لست ضدها عند الحاجة وفي سن متأخرة .

·        ما علاقتك بالموضة؟

أتابع الموضة لكنني لا أجري وراءها وأختار فقط ما يناسبني .

·        هل لذلك تحبين السفر والتسوق؟

بالفعل أنا أعشق السفر وكذلك التسوق وأتعامل معه على سبيل الترفيه والتسلية أيضاً .

·        هل تميلين إلى شراء أشياء بعينها؟

أحب شراء حقائب اليد والجينز والأحذية الجديدة والمختلفة .

·        هل تختارين بنفسك أم تشاركين غيرك في اختياراتك؟

اختار بنفسي ما يناسبني وأتصور أن لدي ذوقاً خاصاً بي .

·        هل تقيدين نفسك بمظهر محدد؟

أحب الملابس “الكاجوال”العملية بعيداً عن السهرات والحفلات الرسمية، فأنا أكره القيود وأحب الانطلاق والتحرر .

·        ماذا يخيفك؟

لدي إيمان قوي بالله لكنني أقلق من المستقبل والتغيرات الحادة .

·        كيف ترين واقع المرأة المصرية والعربية؟

أخشى على مكتسباتها، خاصة بعد الثورات العربية وسيطرة تيارات متشددة، وأحمل المرأة المسؤولية عن واقعها ومستقبلها، لأنها هي التي تربي أبناءها الذكور وهي التي تختار من تتزوجه .

·        أسرارك الخاصة عند من؟

لا أميل إلى البوح بأسراري لأحد حتى لا أشغله بمشكلاتي.

الخليج الإماراتية في

31/10/2012

انتقل من الموالد إلى الأوبرا

محمد فوزي عبقري موسيقا القرن العشرين

القاهرة - “الخليج«

هو “معجزة القرن العشرين”في الغناء والموسيقا، غنى ولحن فالتف حوله الرجال والنساء، ثم غنى للصغار فعشقه كل الأطفال، وغنى للعاشقين “طير بينا يا قلبي”فطارت معه قلوب مستمعيه، ليترك رصيداً هائلاً من الأغنيات والأفلام الغنائية، التي تعد من علامات الموسيقا والغناء والسينما، في تاريخ السينما المصرية والعربية، ما يجعلنا دائماً نتذكره بما قدمه من تراث فني بديع .

ولد محمد فوزي عبد العال الحو، في 28 أغسطس/آب 1918 في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز “قطور”محافظة الغربية، حيث كان الابن الحادي والعشرين من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، منهم المطربة هدى سلطان، التي لحقت به فيما بعد إلى القاهرة، غير أنه عارض أن تشتغل شقيقته بالفن والغناء، ولكنها أصرت على ذلك، فوقع بينهما خلاف استمر سنوات عدة حتى تزوجت من الفنان فريد شوقي فكان سبباً في إنهاء الخلاف بينهما .

تعلم الطفل محمد الغناء على يد “رجل مطافئ”أحد أصدقاء والده، كان يعمل في فرقة موسيقا المطافئ، حيث كان يصاحبه للغناء لأم كلثوم وعبد الوهاب في أفراح القرية ومولد “السيد البدوي”بطنطا القريبة من قريتهم .

تأثر فوزي بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يؤدي أغانيهما أمام الناس في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي، لينال محمد الشهادة الابتدائية من “مدرسة طنطا”في ،1931 ويلتحق بمعهد الموسيقا العربية معهد فؤاد للموسيقا 1938 غير أنه لم يستمر في الدراسة لأكثر من عامين، ويخرج منه ليعمل في ملاهي “رتيبة وإنصاف رشدي«، قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها التي يتعرف فيها إلى فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم، فاشتركوا معاً في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها . بعدها التحق بفرقة “فاطمة رشدي”المسرحية .

عندما بلغ محمد فوزي العشرين من عمره، تقدم إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن، غير أنه رسب كمطرب، ونجح كملحن، لكن هاجس الغناء كان يطارده، لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش ليظل في فرقة “فاطمة رشدي”كممثل بديل يغني أدوار سيد درويش، حتى جاءته الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقا ممثلاً مغنياً بديلاً عن المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية “شهرزاد”لسيد درويش، ولكنه أخفق في العرض الأول، على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه، فاختفى فترة إلى أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي، التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها .

في عام 1944 طلبه الفنان الكبير يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم “سيف الجلاد”ليغني فيه من ألحانه أغنيتين، غير أنه اشترط عليه شرطين أساسيين، الأول أن يختصر اسمه إلى “محمد فوزي”فقط بدلا من محمد فوزي عبد العال فوافق من دون تردد، والثاني أن يجري عملية تجميل في فمه لتصغير شفته العليا، وهو الأمر الذي استغرق وقتاً للتفكير فيه، غير أنه وافق عليه في النهاية، ويشارك في الفيلم، ويشاهده المخرج محمد كريم في فيلم “سيف الجلاد«، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم “أصحاب السعادة”وكان نجاحه في الفيلم كبيراً وغير متوقع ويصبح وجهاً سينمائياً “خفيفاً”مدعوماً بموهبة الصوت الجيد واللحن المميز، ساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام ،1947 وخلال ثلاث سنوات استطاع فوزي التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طوال الأربعينيات والخمسينيات .

دخل فوزي بعد ثورة يوليو 1952 الإذاعة بأغانيه الوطنية كأغنية “بلدي أحببتك يا بلدي«، والدينية مثل “يا تواب يا غفور”و”إلهي ما أعدلك”وأغاني الأطفال مثل “ماما زمانها جاية”و”ذهب الليل”.

اشترك فوزي مع مديحة يسري، وعماد حمدي، وشادية، وفريد شوقي، وهدى سلطان في رحلات قطار الرحمة التي أمرت بتسييره الثورة عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي، وقدَّم جانباً من فنه مع الفنانين الآخرين لمواساة المرضى في المستشفيات، وفي مراكز الرعاية الاجتماعية، كما قدم لون الأغاني الوطنية مثل “بلدي أحببتك يا بلدي«، ولحن “النشيد الوطني الجزائري”.

تربع “فوزي”على عرش السينما، وشاركته البطولة نجمات الأربعينيات والخمسينيات منهن شادية، ليلى مراد، صباح، فايزة أحمد، ليلى فوزي وغيرهن .

أسس محمد فوزي شركة “مصر فون”لإنتاج الأسطوانات وفرغ نفسه لإدارتها وكانت ضربة قاصمة لشركات الأسطوانات الأجنبية، وأنتجت أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وباع الأسطوانة الواحدة ب”35 قرشاً”بدلاً من “95 قرشاً”لأسطوانة الشركات الأجنبية، غير أن الحكومة قامت بتأميم الشركة عام 1961 وتم تعيينه مديرا لها براتب شهري 100 جنيه، ما أصابه باكتئاب حاد .

تزوج فوزي ثلاث مرات، الأولى عام 1943 من السيدة “هداية”وأنجب منها ثلاثة أبناء هم: “نبيل، سمير، ومنير«، غير أنه انفصل عنها بعد تسع سنوات، ليتزوج للمرة الثانية في العام 1952 من “سمراء النيل”مديحة يسري وينجب منها أيضا ثلاثة أولاد مات منهم اثنان، وبقي “عمرو«، الذي توفي لاحقاً، وانفصل عنها أيضا بعد سبع سنوات، عاشا فيها قصة حب كبيرة، ثم تزوج من كريمة “فاتنة المعادي”عام،1960 وأنجب منها ابنته الوحيدة “إيمان”التي بقيت معه حتى وفاته .

برع محمد فوزي في تنوع ألحانه، حيث كان موهوباً في وضع لحن مميز لأي كلمات تسند إليه لتلحينها، لدرجة أن خبراء الموسيقا قالوا: “إنه يستطيع أن يلحن أي كلمات حتى فاتورة البقال«! الأمر الذي جعل ألحانه تتميز بالخفة والحفاظ على رونقها وشبابها حتى يومنا هذا، ويكون “أول مطرب يغني للأطفال”مثل “ماما زمانها جاية”و”ذهب الليل وطلع الفجر«، وكان يسعى لأن يصل بالغناء والموسيقا المصرية إلى العالمية وأن تتردد ألحانه على كل لسان في العالم، فقد كان يرى نفسه الأفضل في الغناء والتلحين، إلا أنه وصف حاله في التمثيل قائلاً: “بحس نفسي تقيل قدام الكاميرا”.

في ظل هذا النجاح والعبقرية المتدفقة ظهرت عليه علامات مرض، وحار الأطباء في تشخيصه، وخسر أكثر من “نصف وزنه”وتحول “لهيكل عظمي”لا يقوى على الحراك، وأطلق الأطباء الألمان على مرضه الغامض “مرض محمد فوزي«، وعرف لاحقاً بأنه “سرطان العظام«، غير أنه لم ييأس من رحمة الله فقد كان متصالحاً مع نفسه ويردد وهو على فراش الموت: “أنا عارف إن نصيبي بعدين هيبقى كويس”.

وكغيره من العباقرة الذين ماتوا صغارا، رحل عبقري الموسيقا والغناء في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1966 عن عمر “48 سنة«، تاركاً خلفه 36 فيلماً من أمتع وأروع ما قدمت السينما الغنائية العربية، وأكثر من 400 أغنية، قدم منها ما يقرب من 300 أغنية سينمائية، كما ترك صرحاً شامخاً للدولة يقوم على إنتاج وتصنيع الأسطوانات الغنائية، الذي تحول إلى شركة “صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات«، والأهم أنه ترك “ابتسامة”كبيرة على شفاه كل من يستمتع بفنه من كبار وصغار، ليرحل بعد رحلة طويلة مع المرض في ألمانيا أثناء تلقيه العلاج .

من أهم أفلامه: “سيف الجلاد”عام ،1944 “قبلة في لبنان”،1945 “أصحاب السعادة”و”مجد الدموع وعدو المرأة”في ،1946 “قبلني يا أبي”و”عروسة البحر”و”صباح الخير”و”العقل في إجازة”في ،1947 “صاحبة العمارة”و”حب وجنون”و”نرجس”و”الروح والجسد”و”بنت حظ”في ،1948 “المرأة شيطان”و”المجنونة”و”فاطمة وماريكا وراشيل”و”صاحبة الملاليم”في ،1949 “بنت باريز”و”آه من الرجالة”و”غرام راقصة”و”الزوجة السابعة”في ،1950 “الحب في خطر”و”نهاية قصة”و”ورد الغرام”في ،1951 “من أين لك هذا”و”يا حلاوة الحب”في ،1952 “ابن للإيجار”و”فاعل خير”في ،1953 “دايما معاك”و”بنات حواء”في 1954 .

الخليج الإماراتية في

31/10/2012

 

«أخى الشيطان» صراع المهاجرين العرب بين القيم والجريمة

مخرجته المصرية سالى الحسينى: السيناريو استغرق 5 سنوات.. وجائزة لندن وحدها لا تكفى

رشا عبدالحميد  

على الرغم من أنها تخوض تجربتها الأولى فى السينما الروائية الطويلة بعد سلسلة من الأفلام الوثائقية اقتنصت المخرجة المصرية، بريطانية الجنسية، سالى الحسينى جائزة أفضل موهبة بريطانية جديدة فى مهرجان «لندن» السينمائى الدولى فى دورته السادسة والخمسين بفيلمها «أخى الشيطان».

الحسينى كتبت السيناريو أيضا وشاركت فى إنتاجه ما جعلها تدخل السينما الروائية من أوسع أبوابها لا سيما بعد إشاة نقاد عالميين بما أظهرته من قدرات عالية، ونضج فنى لفت أنظار الجمع إليها.

وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من الشباب ذوى الأصول العربية ممن يعيشون فى لندن، ولدوا هناك، ولكن من أصولهم العربية تعوق قدرتهم على التعايش فى المجتمع الذى يرفض الكثير منهم مما يضطرهم إلى الوقوع فى عالم الجريمة والمخدرات والأسلحة، وتركز الأحداث على الأخوين (رشيد ومو) والصراع بين قيمهما الدينية وتطلعات آبائهما وإغراءات عالم الجريمة من مال يأتى بالطرق السهلة.

وتقول سالى الحسينى إنها التقت الكثير من الشباب العرب الذين يعيشون فى لندن، ووجدت نفسها مهتمة بتقديم آمالهم ومخاوفهم وأحلامهم ورغباتهم خاصة رغبتهم فى أن يكونوا رجال ناجحين وشعرت بسعيهم للوصول إلى هذا النجاح وصراعهم من أجل الحصول على فرصة عمل.. كل ذلك جعلنى أرغب فى تقديم قصصهم بشكل صادق ومن هنا بدأت فكرة الفيلم تشغلنى.

وأشارت إلى أن كتابة سينارية الفيلم استغرق نحو خمس سنوات، حيث أتاحت لها تلك المدة الفرصة لاكتشاف المزيد والدخول بعمق فى حياة هؤلاء الشباب العرب الذين يعيشون فى بلد أجنبى يلقى فيه المسلمون معاملة غير عادلة لا سيما عقب تفجيرات 2005 فى لندن.

تخصصت سالى فى تقديم الأفلام الوثائقية، وهذا هو فيلمها الروائى الأول وعن اختلاف التجربة تقول: «الأمر أسهل، لكنه يعتمد أيضا على البحث وبناء العلاقات الصادقة والملاحظة والاستماع لتكون داخل العالم الذى تتحدث عنه، وهى الطريقة الوحيدة بالنسبة لى لأكون صادقة وأعتقد أنى أحب الأفلام الروائية أكثر».

وتعتبر سالى الحسينى الجوائز التى حصلت عليها وعرض فيلمها فى مهرجانات «صندانس، برلين، لندن» خطوة جيدة لتسليط الضوء على الفيلم ومشاركة الجمهور فى ذلك، مضيفة أن ما كتب عن الفيلم وإشادة النقاد خير تشجيع لها على استكمال مشوارها المهنى.

وتابعت: لكن النجاح الحقيقى بالنسبة لى سيكون عندما يعرض الفيلم على الجمهور العادى بعيدا عن المهرجانات.. فهى اللحظة التى يضيع فيها كل الإرهاق والجهد وتشعر فيها أن الأمر يستحق ما بذلته ويشجعك ذلك على الاستمرار وتكرار النجاح بتقديم أفلام أكثر.

وتتحدث صاحب جائزة أفضل موهبة بريطانية جديدة عن بداية عشقها للسينما قائلة: السينما ومشاهدة الأفلام على شاشتها له مكان خاص فى قلوب الناس لأنها تكنولوجيا جديدة تنقلك إلى عالم سحرى.. لهذا فهى لن تموت أبدا مهما طال الزمن، وأول ذكرى لى عن السينما كانت وعمرى ست سنوات عندما نشأت فى القاهرة، فكان النادى الرياضى الذى نتردد عليه يعرض أفلاما على شاشة ضخمة، وشاهدت فيلم «ET»، وتأثرت بالقصة وبكيت عندما عاد هذا المخلوق الى وطنه. وأضافت: كنت أحب الكتابة منذ صغرى وحبى للناس زرع بداخلى الرغبة فى اكتشاف وفهم طبيعة البشر.. هذا إلى جانب حبى للتصوير، وهنا أدركت أن أكثر الأشياء التى ارتبط بها فى هذا العالم هم ثلاثة (التصوير، الكلمات، الناس)، وهم بالتأكيد يساوا كلمة فيلم، وبالنسبة لى صناعة الأفلام هى وسيلة لترجمة الحياة وهى الفن الوحيد الذى يسجل مرور الوقت ويخلق ويصور عالما أو لحظة تخلد إلى الأبد.. فصناعة السينما مثل السباحة فى المحيط بعد تجربته لا يمكن السباحة فى مكان آخر.

وختمت حديثها قائلة: «أحب صناعة الأفلام التى تستكشف التعقيدات والتناقضات فى العالم».

محمد رمضان:

يخطئ من يتصور أن «عبده موتة» تكرار لـ «الألمانى»

منة عصام  

«عبده موتة» اسم يدل على صاحبه، فالتوقعات لن تخرج بالتأكيد عن إطار البلطجى، ولكنه يتميز بالطموح القاتل يفعل المستحيل ويسير فى طرق مشروعة وغير مشروعة من أجل تكوين ثروة ضخمة وتحقيق أحلامه.. بهذه الشخصية يعود الفنان الشاب محمد رمضان لشاشة السينما. وبينما يرى البعض أنها شخصية لا تختلف كثيراً عن «الألمانى» التى سبق وقدمتها من قبل، إلا أن له رأيا آخر.

فى البداية قرر محمد رمضان الدفاع عن «عبده موتة» عاقداً مقارنة بينه وبين الألمانى، قائلاً «الشخصيتان مختلفتان تماماً عن بعضهما البعض رغم انتمائهما لنفس الطبقة الاجتماعية من سكان العشوائيات. فعلى الرغم أن الألمانى بلطجى إلا أن كل همه كان الأكل والشرب وكيف يعيش مستوراً فقط ولذلك يضطر للسرقة بالإكراه، إلا أن عبده موتة لديه طموح قاتل يسعى لتحقيقه مهما كلفه الأمر ومهما كانت الطريقة التى يتخذها لتحقيقه، فهو يرغب فى تكوين ثروة هائلة ولذلك يعمل فى تجارة المخدرات، كما أنه شخص واثق من نفسه جداً ولكنه يكتشف بعد ذلك أنها ليست الطريق الذى سيحقق له ما يريد،

● يرى كثيرون أن تقديم شخصيتين تنتميان لشريحة البلطجية يعد فى حد ذاته تكراراً وحصراً فى إطار محدد؟

لا أرى هذا على الإطلاق، وتقديم أكثر من عمل عن نفس الطبقة أو الشريحة ليس معناه الوقوع فى فخ التكرار، فهناك الكثير من القضايا التى يعانى منها هؤلاء الناس ولو صنعنا مليون فيلم عنهم فلن تنتهى. وما أود أن أقوله فعلاً اننا لا نتاجر بمشكلات هؤلاء الناس،وما أردته هو توصيل رسالة للشباب مغزاها أن ما بنى على باطل فهو باطل، وعندما قررت عمل عبده موتة، لم أدخل بنية النصب على الجمهور، ومع ذلك فأنا أخلق العذر لكثير من الناس الذين يرون أن هذا تكرار، لأن هناك نجوما من قبل كرروا شخصيات قدموها أكثر من مرة، وكلنا نعلمهم جيداً، والبوصلة التى بداخلى تجعلنى لا أكرر ما قدمته.

وأضاف «أما بالنسبة لمسألة الحصر فى نطاق معين، فأنا لا أرى هذا إطلاقاً، لأنى اكتفيت بهذا القدر من تقديم الطبقة الفقيرة والبلطجية، وكل الشخصيات المقبلة مختلفة بشكل جذرى، ومستقر على الأفلام التى سأقدمها حتى 2014، ففى الفيلمين المقبلين سأظهر بشخصيتيّ ضابط وصيدلى».

● هل صحيح أنك لم تستعن بدوبلير فى مشاهد الأكشن والعنف؟

ــ هذا صحيح فعلاً، فأنا أرغب فى الحفاظ على مصداقيتى لدى الجمهور، وفى الحقيقة المنتج أحمد السبكى جهز لى دوبليراً، ولكنى رفضت الاستعانة به لأن كلاً منا انسان، وخاصة أن مشاهد الأكشن لا أجدها صعبة لعدم احتوائها على نسبة تمثيل كبيرة، أما المشاهد التى يكون التمثيل فيها هو البطل فبالتأكيد هى الأصعب، والحمد لله خرجت مشاهد الأكشن جيدة جداً نظراً لأن مصممى المعارك كانوا على درجة كبيرة من الكفاءة.

● وما هى أصعب مشاهد الأكشن التى قدمتها؟

ــ مشهد القفز من أعلى كوبرى عباس، فقد اضطررت لتكراره مرتين، وخاصة أنه تم تصويره بطريقة One shot.

● وماذا عن تعرضكم لهجوم بعض البلطجية أثناء التصوير؟

ــ كل هذه مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، فقد صورنا فى مناطق عشوائية كثيرة وأبرزها «حكر أبو دومة»، الذى كان أهله فى غاية السعادة ونحن نصور فى منطقتهم واستقبلونا جيداً، ولم يتعرضوا لنا بسوء كما اشيع.

● ولكن ما السبب فى اختيارك لطبقة العشوائيات بالذات لتقديمها فى فيلمين متتابعين؟

أرى أن هذه الطبقة جديرة بعمل أفلام سينمائية عنها لأنها عندى أهم من طبقة الأغنياء، فما الذى يهمنى كمشاهد عندما أعلم أن شاباً يشرب المخدرات لمجرد امتلاكه الكثير من المال؟، ولكن مشكلات الناس الفقراء أكبر وأخطر.

●وهل تأثر الفيلم نتيجة تغيير المخرج محمد حمدى واستبداله باسماعيل فاروق؟

ــ بالتأكيد تأثر للأفضل، فالمخرج محمد حمدى لم يكن قد صور سوى يوم واحد فقط من الفيلم، وعندما جاء اسماعيل فاروق أعاد تصويره مرة أخرى، وهو اليوم الذى قفزت فيه من أعلى كوبرى عباس.

الشروق المصرية في

31/10/2012

إسماعيل فاروق:

تصدر عبده موتة الإيرادات أثبت حسن نوايانا

القاهرة - أ ش أ : قال المخرج إسماعيل فاروق مخرج فيلم "عبده موتة" المعروض حاليا بدور السينما إن تصدر فيلمه للايرادات يثبت حسن نوايا صناع العمل في مواجهة الاتهامات التي تعرضوا لها بالاساءة للأديان.

وأضاف فاروق أن أغنية "يا أم الحسن والحسين" التي أثارت غضب البعض لم تكن تستحق كل هذه الضجة لأنها في النهاية مجرد أغنية قديمة وسبق أن سمعناها كثيرا، مشيرا إلى أنه حذف الأغنية من الفيلم فقط ليثبت حسن النية وأنه لم يكن يقصد الاساءة أبدا إلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأعرب عن دهشته من ترويج البعض بأن الأغنية أثارت غضب الشيعة باعتبارها تسىء إلى آل البيت وكأن المسلمون السنة لا يعنيهم آل البيت كما هو حال الشيعة رغم أن الشعب المصري معروف بتقديسه لآل بيت الرسول.

وأوضح أنه بعد التشاور مع منتج الفيلم وجد في حذف الأغنية حلا يبعث برسالة للجميع مفادها أن صناع الفيلم حسنو النية رغم أن الرقابة على المصنفات الفنية سبق لها أن أجازت الفيلم بكل مشاهده ولم تعترض على تلك الأغنية التي أثارت كل هذا الجدل.

ويرى المخرج إسماعيل فاروق أن أكثر ما أسعده في تصدرفيلم "عبده موتة" الايرادات أنه أكد للجميع أن صناع الفيلم بذلوا مجهودا يستحق النجاح على غير ما حاول البعض الترويج له بأنه عمل تجاري لا يحمل رسالة.

ورفض إعتبار فيلمه يروج للبلطجة في المجتمع من خلال تعاطف الجمهور مع البطل، وقال "السينما لا تروج للبلطجة أو غيرها من الأعمال الخارجة عن القانون، لكن دورها أن تعرض القضايا الواقعية والظواهر التي تنتشر في المجتمع".

وأشار إلى أن البلطجة باتت ظاهرة في المجتمع المصري على نحو ملحوظ ولا يمكن أن نتجاهلها أو غض الطرف عن معالجتها سينمائيا لمجرد الخوف من تهمة الترويج للبلطجة، معتبرا أنه اختار خوض التحدي والدخول إلى هذا العالم رغم أنه كان يتوقع التعرض لهذا النقد منذ بداية التجربة خلال التصوير.

وأوضح أن كل من شاهد الفيلم خرج منه وهو على يقين بأن نهاية البلطجة الموت أو السجن وربما الإصابة بعجز كامل، لأن قانون الغاب لا يمكن أن يسود عالمنا حاليا، مشيرا إلى أن نهاية بطل الفيلم رسالة لكل البلطجية أو من يفكر في ممارسة البلطجة.

وأشاد فاروق بطريقة آداء الفنان محمد رمضان، مؤكدا أنه نجح في إيصال الرسالة التي يبعث بها الفيلم إلى المشاهدين، وكذلك أثني على كل فريق العمل الذي كان على مستوى المسئولية بدليل النجاح الجماهيري الذي حققه العمل حتى الآن.

الشروق المصرية في

01/11/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)