حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الهمج

كمال رمزي

الإثنين 15 أكتوبر 2012

 

أن يجتمع المخرج الأمريكى، الناقد بقوة لنظام بلاده، أوليفر ستون، مع كل من صاحب التاريخ الطويل، جون ترافولتا، والموهوبة تماما، سلمى حايك، فإن مشاهدة عملهم تغدو شديدة الإغراء..

ولكن، أثناء المشاهدة، وربما بعدها، لن تتذكر أحدهم بوضوح، لأن بطل الفيلم، هو الفيلم نفسه. الكل، بمن فيهم صاحب الكاميرا المفعمة بالنشاط، المصور، دانيل ميندل، وواضع الموسيقى المكثفة، آدم بيترز، وبقية الفنانين والفنيين، ينصهرون فى بوتقة «الهمج»، ذلك العالم الوحشى، المتأجج بعلاقات غريبة، شرسة، الغدر أهم ما تتسم به، بالإضافة لشتى أنواع الخداع، يمارسها أبطال الفيلم ضد بعضهم بعضا، ويمارسها المخرج علينا، والذى يبدأ عمله بصوت رواية، لن نعرف من هى إلا فى النهاية، تحكى لنا عن «أوفيليا»، التى تُختصر اسمها الشكسبيرى بحرفى «أو»، التزاما بعنوان الرواية المأخوذ عنها الفيلم، لكاتبها دون وينسلو. «أو»، بأداء أوما ثورمان، تعيش مع صديقين حميمين، يعاشرونها معاشرة الأزواج ــ والعياذ بالله ــ فى وئام وانسجام، بلا تنافس أو غيرة..

وهما مكسيكيان، يزرعان المخدرات التى تهرب إلى كاليفورنيا. أحدهما مندفع، والآخر يحتكم للعقل، كأنهما شخص واحد فى جسدين. يجتمع بهما عدة رجال، يطلبون منهما، فيما يشبه الأمر، التعاون مع تاجر معين. فى الاجتماع يشرح أحد الرجال للمزارعين، ولنا، دور أصحاب مهن مرموقة فى عالم المخدرات، فثمة باحثون زراعيون لتجويد الأنواع، وصيادلة لجعل المنتج أشد فاعلية. المزارعان يرفضان، فتندلع الصراعات، ويتحول الفيلم إلى جحيم من العنف. العصابة تداهم المزارعين. تخطف عشيقتهما. تطالبانهما بفدية كبيرة.

يسير «الهمج» فى اتجاهين: يتابع ما يجرى للمخطوفة من امتهان، جسدى ومعنوى، مع إرسال صور وجهها المعذب، الدامى، عبر «النت» إلى المزارعين.. وفى سياق آخر، يرصد الفيلم اندفاع العاشقين نحو السطو على أموال لا تكفى ولا تفى بالمطلوب، مما يدفع بهما إلى الاستعانة بضابط مباحث فيدرالية ــ يقوم بدوره جون ترافولتا ــ كى يمدهم بمعلومات عن العصابة الخاطفة. يلبى طلبهم بعد تعرضه لضربة مدية من المزارع الشرس.. المزارعان يكتشفان أن العصابة تقودها سيدة حديدية، بأداء سلمى حايك. عندئذ يدخل الفيلم فى منعطف جديد، أشد عنفا وشراسة.

لا يفوت السيناريو أن يمنح كل بطل من أبطاله شيئا من الملامح الشخصية الخاصة، فمثلا، ضابط المباحث الفيدرالية، ترافولتا، المتستر على عمليات التهريب، يعانى ألما بسبب زوجته المحتضرة، ورئيسة العصابة، سلمى حايك، ذات قلب محطم بسبب ابنتها التى تمردت عليها وهجرتها.. وهى الابنة التى يقوم المزارعان بخطفها، وطبعا، توافق الأم على تبادل الرهينتين.. ولأن العصابتين، المزارعان والتاجرة، جبلا على الغدر، فإن كلاهما يعد العدة لتصفية الآخر فى لحظة التسلم والتسليم، وها هو الرصاص ينطلق من الجانبين، لتتساقط الجثث، مخضبة بدمائها.

سريعا، يأتى صوت الراوية لينبهنا إلى أن هذه النهاية التقليدية ليست النهاية الحقيقة التى تعرفها تماما، لأنها طرف فيما حدث. إنها «أو» أو «أوفيليا».. تتوالى ذات المشاهد، لكن مع حضور طرف ثالث، هو ضابط المباحث الفيدرالية، جون ترافولتا الذى يصل مع قوات مجهزة، مدربة، بطائرة هليوكبتر، ليدخل فى معركة حامية، ضد الطرفين، وهو فى هذا ليس طرفا أمنيا مزروعا فى العصابات، على طريقة الأفلام المصرية، ولكن عضوا فاعلا فى التستر على عمليات التهريب، وقد انقلب ضد عصابة التاجرة، حين هدده أحد رجالها بخطف طفلته.. الضابط هنا، عنصر من «الهمج»، ينتهى به الأمر إلى احتفال مؤسسته، المباحث الفيدرالية،، بإنجازه المهنى الهائل، بحضور قنوات تليفزيونية تنقل صور زكائب المخدرات التى تم ضبطها، بفضله، ولكننا، بفضل أوليفر ستون، نعرف الحقيقة.. «الهمج»، فيلم شجاع، وإن بدا شديد الوطأة، بسبب كثافة علاقاته المتشابكة، وانغماسه فى العنف والدم.

 

ساعة ونص

كمال رمزي

الجمعة 12 أكتوبر 2012

كأن الموهوبين، أحمد عبدالله، ووائل إحسان، أرادا استكمال ما حذر منه توفيق الحكيم، منذ عدة عقود، فى مسرحية الفصل الواحد، التى نشرت فى الأهرام، وأثارت مناقشات واسعة، بعنوان «رحلة قطار»، وفيها يدب الخلاف بين السائق ومساعده. أحدهما يرى الإشارة حمراء، والآخر يؤكد أنها خضراء. الاثنان يجدان نفسيهما فى مأزق. إذا استمر القطار فسيتعرض إلى ما تحذر منه الإشارة الحمراء، وإذا توقف فإن القطار قادم خلفه سيصدمه. السائق ومساعده يقرران اللجوء إلى الركاب بعد إيقافه. تنقسم الآراء بين من يرى الإشارة حمراء ومن يؤكد أنها خضراء.

السائق، عقب حوارات غير مجدية، ينطلق بالقطار. لا أحد يعرف مصيره.

صناع «ساعة ونص»، والمشاهدين أيضا، يعرفون مصير القطار، وبرغم ما يقال عن كارثة قطار العياط الذى اشتعلت فيه النيران، كمصدر للفيلم، فإن من الصعب إغفال المعنى الأشمل، والأعمق، الذى يتضمنه العمل، خاصة حين يؤكد أن فاجعة القطار، كان لابد من وقوعها.. الكاتب، أحمد عبدالله، صاحب أسلوب فريد، تبلور من قبل فى «كباريه» و«الفرح»، حيث يلتزم بوحدتى المكان والزمان، الأمر الذى يتطلب قدرة على تكثيف الأحداث، فضلا عن الخبرة بالنماذج البشرية التى يتعرض لها، وعلاقاتها ببعضها بعضا من ناحية، وعلاقاتها بالمكان والزمان من ناحية أخرى.. وفيما يبدو أن الطموح المشروع لأحمد عبدالله دفعه لتقديم ما يزيد على العشرين شخصية، فى ساعة ونصف، هى زمن الأحداث، وزمن الفيلم أيضا، ويحسب للإنتاج نجاحه فى حشد هذا العدد الكبير من ممثلين أكفاء، أصبح على كل منهم تجسيد النموذج الذى يقدمه، فى مشاهد لا يتجاوز عددها أصابع الكف أو الكفين على أكثر تقدير، وهنا يبرز دور المخرج، المايسترو، الذى نجح فى إطلاق الطاقات الإبداعية لكل منهم، بالإضافة إلى ذلك التناغم الأدائى بينهم، خاصة فيما يتعلق بالثنائيات: فتحى عبدالوهاب، الفلاح الصعيدى الذى يشعر بصغر شأنه إزاء زوجته الطبيبة، ابنة عمه، يسرا اللوزى، فيتأسد عليها، ويهينها تعويضا عن إحساسه بالمهانة، لكن يلتمع فى عينيه، فى لحظة واحدة، وميض الزهو، حين تنجح زوجته فى إنقاذ سوسن بدر من نوبة غيبوبة سكر.. وثمة كريمة مختار، مع إياد نصار، فى عدة مشاهد تفيض بإنسانية، كما لو أنها نابعة من نهر أنطون تشيكوف. هو، خريج الآداب، يبيع كتب رسائل الغرام فى القطار. تطلب منه كريمة مختار قراءة الرسالة التى سلمها لها ابنها. يقرأ «من يجد هذه السيدة، يسلمها إلى بيت مسنين». ملامح الأسى ترتسم على وجهه، ولأنه، يائس مثلها، يجهش بالبكاء، وتشعرنا كريمة مختار، أن قلبها ينفطر حزنا من أجله، تأخذه فى حضنها وتنهنه معه.

اتجه الفيلم اتجاها ميلودراميا، حيث الشخصيات المأساوية والعواطف الساخنة والدموع، لكن لم يفته أن يقدم خطا كوميديا، نابعا من المكان والزمان، يتمثل فى الثنائى المتفهم، المتفاهم، ماجد الكدوانى، عسكرى الشرطة الغلبان، الذى يتمنى زوجا لشقيقته الغلبانة، وأحمد الفيشاوى، بشعر رأسه المحلوق، القادم من أوروبا، المقبوض عليه لأنه «قبل» صديقته فى الشارع، ويحاول العسكرى، عبثا، إقناع الشاب بالزواج. القطار، فى «ساعة ونصف»، تمتع بثراء فنى منح عطاياه للمصور والمونتير وواضع الموسيقى المصاحبة. كاميرا صلاح سليم، تكاد تتحول إلى عين بشرية،

تتزاحم مع المتزاحمين كى تطل على هذا التجمع أو ذاك، وبنشاط، تنطلق بين العربات، لتتابع شذرات مختزلة، معبرة، من حوارات ساخنة، وأحيانا تخرج إلى سطح القطار، وإلى خارجه، لترصد المفلسين تماما، الممدين فوقه، وتتابع، من خلال عجلاته، سرعته المتزايدة.. بمهارة، يستخدم المونتير، شريف عابدين، لقطات القطار، للفصل والربط بين المشاهد، ويضبط إيقاع الفيلم عن طريق التوافق بين ما يدور داخله من أحداث متلاحقة، بطيئة وسريعة، وحركة القطار، فوق القضبان.. وفى الكثير من الأحيان، يمزج ياسر عبدالرحمن، موسيقاه، بصوت القطار. هنا، للقطار قيمة درامية لا يستهان بها.

اختار الكاتب أبطاله من ركاب الدرجة الثالثة، وتعمد تحاشى الاقتراب من ذوى الياقات البيضاء، وبهذا يكون قد أهمل مناطق من الخريطة الاجتماعية، كان من الجدير أن يلتفت لها، ليؤكد أن المجتمع كله يتهدده الخطر.. والخطر يكمن فى لصوص قضبان السكة الحديد، يقودهم مدمن، لا نراه يتعاطى، ولكن يؤكد إدمانه بطريقة كلام محمد عادل إمام. إنه، مع مخرجه وائل إحسان، يوحى ولا يصرح.

«ساعة ونص» ينتهى نهاية فاجعة، فالقطار المندفع، بلا قضبان، ينقلب محترقا، وتتطاير الجثث فى مشهد تحذيرى منفذ بإجادة، يثبت، مع الفيلم كله، قوة ومتانة السينما المصرية، حين تقرر أن تكون جادة وجميلة.

 

آمال أكتوبر.. أكبر مما جرى

كمال رمزي

السبت 6 أكتوبر 2012

فى «سواق الأتوبيس» 1983، فتح عاطف الطيب، لأول مرة، سينمائيا، باب الأسئلة المسكوت عنها، أو المؤجلة، وأهمها: إلى أين ذهبت آمال الذين خاضوا، بدمائهم وأرواحهم، حرب أكتوبر؟.. الإجابة تأتينا طوال الفيلم، خلال متاهة الرحلة التى يقطعها «حسن»، بأداء نور الشريف، من أجل إنقاذ ورشة الخشب، المهددة بالضياع، التى يملكها والده.. «حسن»، من جيل عاطف الطيب، كل منهما ولد فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وبينما كان الطيب مجندا أيام أكتوبر شارك «حسن» فى معاركها.. والآن، ها هو يذهب لشقيقته، فى دمياط وبورسعيد، وبرغم ثراء زوجيهما الواضح، فإن قيم الانفتاح الأنانية أثرت فى أخلاقيات الأسرتين، فجعلتهما أشد شراهة، فيقترحان بيع الورشة لبناء عمارة كبيرة.. وفى مشهد يغلفه الشجن، تحت ضوء القمر، عند سفح الهرم، مع لحن «بلادى بلادى» الذى يأتى خافتا، حزينا، بعيدا، يلتقى «حسن» ببقايا زملاء الجيش، تنتعش أرواحهم بذكريات أيام النار والفداء، والأحلام بوطن يختلف عما أصبح عليه.. يحاولون تجميع النقوذ اللازمة لاستمرار الورشة، بكل ما تحمله من معنى، لكن تغيرات الواقع، بتوجهاته السياسية والاقتصادية، تقضى على آمال أبطال العبور.

فى العام التالى، يحقق أحمد السبعاوى «بيت القاضى»، المأخوذ عن رواية لإسماعيل ولى الدين. لم يستطع الفيلم التخلص من خشونتها وبعض جوانبها الفجة. لكن قيمته ترجع إلى قدرته على رصد العديد من الظواهر التى غيرت من سلوك الناسو بدءا من بيع القطاع العام وإلغاء المجمعات الاستهلاكية، إلى ظهور الجماعات المتطرفة، وبروز دور الأكثر فسادا، ومهاجمة السلطات لقوى اليسار.. هنا، مرة ثانية، يطالعنا نور الشريف، فى دور «فتحى الدفراوى»، العائد من الخليج بعد ثلاثة أعوام. فى الحى الشعبى يلتقى بصديق وزميل حرب أكتوبر، «حسن» ــ فاروق الفيشاوى ــ الذى بترت ذراعه أثناء المعارك وقد أصبح إلى البلطجية أقرب، ذلك أنه بلا عمل ومن دون سكن بعد انهيار بيته القديم وغدت والدته نصف معتوهة، تتساقط اللعنات على من دمروا حياتها. تتدفق الحياة فى الحارة، بصراعات ذات طابع مخاتل ووحشى، تنتهى بمقتل «حسن» الذى يتذكر، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، لحظات النصر، حين رفع «فتحى» علم مصر، فى سيناء.. نهاية فاجعة، يزيد من وطأتها هتافات تؤيد دخول تاجر المخدرات مجلس الشعب، بينما يقف «فتحى» حائرا، ضائعا.

على العكس من «بيت القاضى» المشتت، يأتى «زمن حاتم زهران» لمحمد النجار 1988، متماسكا، قويا، بفضل السيناريو المكثف، الذى يعرف هدفه تماما، والذى كتبه عبدالرحمن محسن.. الفيلم يبدأ بمشاهد تسجيلية من المعارك، يتخللها زواج المجند «يحيى زهران»، الذى يستشهد فى آتون القتال، ثم تظهر العناوين، وكأنها فاصل زمنى بين الماضى والحاضر.. سنوات قد لا تكون طويلة، لكن المسافة بين العالمين، جد واسعة. فالآن، نحن فى «زمن حاتم زهران»، المناقض تماما لأيام «يحيى زهران». وسواء كان «حاتم» هو شقيق الشهيد «يحيى» حقيقة، أو أن الربط بينهما يتخذ معنى رمزيا، فإن الفيلم يتابع مجىء حاتم، بأداء نور الشريف، بعد حصوله على درجة الدكتوراه من أمريكا التى ذهب لها هربا من فاتورة الوطن.

إنه نموذج لوجهاء المرحلة الجديدة: ذكاء مقترن بالدهاء والخبث. شراهة للمال والنفوذ. خفوت فى الحس الأخلاقى. يوصف بأنه رجل أعمال، بينما مشروعه لا يتعدى إقامة مصنع مستحضرات تجميل فوق أرض زراعية نرى فلاحيها يطردون منها بلا رحمة، والفيلم فى هذا يشير إلى كارثة تبوير الأرض التى استفحلت فيما بعد.. مع توالى المواقف، والمشاهد، يصعد حاتم زهران، على كرامة وحقوق الآخرين، متنكرا لزوجة شقيقه البطل، مؤكدا أن ثمار النصر، التقطها شبيحة متأنقون.

يعود عاطف الطيب، فى «كتيبة الإعدام» 1989، ومعه نور الشريف أيضا، ليفتح من جديد، ملف ما بعد أيام المجد والأمل.. وبعيدا عن الطابع البوليسى المشوق للسيناريو الذى كتبه أسامة أنور عكاشة، وما يمكن أن يؤخذ عليه من ثغرات، ينجح الفيلم فى توجيه أصبع الاتهام نحو الذين حولوا دماء الشهداء إلى «سوبر ماركت»، بكل ما يحمله «السوبر ماركت» من معنى. هنا يخرج «حسن عز الرجال» من السجن بعد عقد ونصف، عقابا على جريمة لم يرتكبها: سرقة مستحقات أفراد من الجيش وقتل بطل المقاومة الشعبية «الغريب وأولاده».. مباحث الأموال العامة تراقبه، وتطارده، لاسترداد المال، ابنة «الغريب» تبحث عنه للانتقام. نتابع، بأداء المتمكن نور الشريف، اليأس، المنهك نفسيا، محاولة فك لغز عملية القتل وسرقة المال.. أخيرا، ينكشف السر: الخائن «فرج الأكتع»، الذى أصبح من وجهاء المرحلة الدنيئة، هو المجرم، ميت الضمير، الذى يلقى حتفه بين رفوف بضاعته.

هذه الأفلام الأربعة، وكأنها حلقات، منفصلة، متصلة، تؤكد أن آمال أكتوبر أقوى وأوسع وأشرف مما جرى بعده، على أرض الواقع، وتثبت بجلاء، أن فى السينما المصرية، ما يستحق الدراسة والتأمل.

الشروق المصرية في

06/10/2012

 

«ساعة ونصف»..

فيلم يرفع شعار أكلت السمكة حتى ذيلها

وليد أبو السعود  

"أكلت السمكة حتى ذيلها"عبارة شهيرة سمعناها من الفنان صلاح ذو الفقار في فيلمه"الأيدي الناعمة"، كلما سأله أحدهم عن درجة الدكتوراة التي يحملها .

هذه العبارة كانت ترن في أذني أثناء مشاهدتي لفيلم "ساعة ونصف"، حيث شعرت وقتها أن السيناريست أحمد عبد الله يأكل سمكة أفلام العشوائيات حتى ذيلها .

وشعرت أيضًا بأجواء مسلسله الرمضاني "الحارة"، الذي تم عرضه منذ عدة أعوام، وخصوصًا مع تكرار الكثيرين من أبطال المسلسل، مثل سوسن بدر وكريمة مختار ومحمود الجندي وأحمد فلوكس .

يضعك العمل منذ اللحظة الأولى في نفس أجواء المسلسل، من حيث التيتر هو نفسه التيتر، وخصوصًا في طريقة تصميمه وطوال عرض التيتر كنت أنتظر سماع طارق الشيخ يغني "حارة جوة حارة"، وبعدها يبدأ الفيلم في مشهد مباشر تمامًا يوضح فلسفة الفيلم ألا وهو مشهد الطعمية ومطحنتها، مؤكدًا على أن البشر مطحونون أيضًا، ولكن مع احترامي لوجهة نظر صناع العمل قد شعرت أنها التجارة بهموم الناس الغلابة والفقراء حتى النخاع، وخصوصًا مع افتقاد الكثير من الشخصيات لروح الحياة وظهورها كأنها شخصيات مصطنعة بإستثناء بعض المشاهد التي سنتحدث عنها لاحقًا.

وكانت هناك أيضا مباشرة صريحة وساذجة جدًّا تغازل تيارًا سياسيًّا معينًا، خصوصًا في مشهد لقاء أحمد عزمي وإياد نصار في بداية الفيلم - وعزمي واحد من الممثلين الموهوبين الذين يهدرون موهبتهم في أعمال لا فائدة له منها سوي المال - المشهد الذي يقول أحمد عزمي لإياد نصار: "بعد ما كنت بتشيل كتب كارل ماركس بقيت بتشيل كتب أسرار الحب"، وهو مشهد فج والطريف فيه أنه، وكمعظم مشاهد العمل، يصلح أكثر لفيلم يؤرخ لجيل الستينات أو السبعينات .

باقي أحداث الفيلم عبارة عن خطوط تشعر معها أنك تشاهد فيلمًا من الفضاء الخارجي، وخصوصًا خط أحمد الفيشاوي وماجد كدواني الذي وبرغم طرافته والأداء الجيد منهما، إلا أنه خط من فيلم آخر تم وضعه هنا بطريق الخطأ، ولو قمت بحذفه من الفيلم لن تشعر بأي نقص منه، والتهمة التي تم القبض فيها على الفيشاوي تهمة عبثية وغير منطقة ألا وهي تقبيل فتاة أجنبية في الشارع !!

المخرج وائل إحسان بدا وكأنه غير مدرك لنوعية الفيلم أو الدراما التي يقدمها، واكتفى فقط بمحاولة توجيه حركة الكاميرا رافعًا شعار التمثيل مسؤولية كل ممثل، فخضع الأداء التمثيلي لإمكانيات كل ممثل، ومدرسة الأداء التي ينتمي لها، مما زاد من شعورك أن العمل عبارة عن تجميع لأعمال مختلفة بلا رابط حقيقي يربط بينها.

اجتهد الفنان أحمد السعدني وبدا مختلفًا، وخصوصًا مع تخليه عن فكرة كونه دنجوان تقع النساء في غرامه أو الأداء المفتعل، فبدا طبيعيًّا هو والطفل الصغير الذي يؤدي دور ابنه وهو طفل موهوب جدًّا، عكس محمد إمام الذي، وبرغم اجتهاده، إلا أنه يحتاج لبذل مجهود أكبر في أدواره القادمة، ومعه يسرا اللوزي التي لم تكن موفقة في نطق اللهجة الصعيدية بالمرة .

ومعها فتحي عبد الوهاب وهو ممثل محترف، ولكنه وعكس أدواره السابقة لم يتقن لهجة البلد التي قدم منها فأبناء محافظات المنيا والفيوم وبني سويف، وبعض مراكز محافظة أسيوط، مثل ديروط يتحدثون بلهجة تختلف تمامًا عن اللهجة الصعيدية المعتادة، وهو ما لم ينتبه له فتحي ولا صناع الفيلم، وكان الوحيد الذي أتقن اللهجة هو طارق عبد العزيز.

وأنقذ كل من إياد نصار وكريمة مختار الفيلم في مشهد المصارحة بأحقية ما كتبه ابنها في الورقة، مشهد جيد جدًّا بأداء راقي وطبيعي بلا أي تكلف .

باقي ممثلي العمل أدوا أدوارهم بنمطية وتكلف، باستثناء الفيشاوي وكدواني الذين قدما فيلمًا داخل الفيلم، وفشل السيناريست أحمد عبد الله في الجمع بين خطوط عمله أو تقديم مبرر لجمع كل هذه الخطوط في عمل درامي واحد وبدا تكرارها باهتًا لمسلسل "الحجارة"، وفيلم "الفرح".

قد تكون محاولة "ساعة ونصف" من الصناع تُقدم عملا مختلفًا عن السوق، لكنها وعلى أرض الواقع هي حسبة تجارية تبحث عن مزيد من الإيرادات التي كسبها الصناع منذ فيلم "كباريه" مرورًا بـ"الفرح".

الشروق المصرية في

15/10/2012

 

 

كريمة مختار:

«ساعة ونص» ثورة فنية فى مصر

كتب : محمد عباس

بالرغم من مشاركتها القليلة تطل علينا بين الحين والآخر بأفضل الأدوار.. ورغم اختيارها عدم التواجد الإعلامى كثيرًا، فيلمها الجديد «ساعة ونص» دفعها للتحدث والخروج عن الصمت حيث أكدت الفنانة كريمة مختار أنه أفضل عمل حديث تحدث عن المواطن البسيط خاصة العبرة التى قدمتها من خلاله لكل الأمهات وكيف أبكت المشاهدين، كما تحدثت عن المخاطر التى تعرض لها فريق العمل بسبب التصوير بداخل عربة القطار..

وبعيدًا عن أحداث الفيلم كشفت لنا الفنانة الكبيرة عن انتقاداتها السابقة للسبكى وكيف غيرت رأيها فى أعماله، ورأيها فى الأداء الإعلامى لنجلها معتز الدمرداش ورؤيتها لما يدور فى الشارع المصرى والكثير من التفاصيل فى سطور هذا الحوار:

حدثينا عن فيلمك «ساعة ونص» واستعدادك لهذه الشخصية؟

- فيلم «ساعة ونص» من أفضل الأعمال التى قدمت للسينما منذ سنوات عديدة وتحدث بالفعل عن المواطن المصرى البسيط الذى أصبح مهمشا وما جذبنى لهذا العمل هو السيناريست أحمد عبدالله الذى يعد من أفضل كتاب السيناريو فى مصر وعندما عرض على الفيلم أحسست بالدور وبالقيمة التى يقدمها هذا الدور للأمهات وكنت سعيدة جدا بالعمل فى هذا الفيلم بالرغم من العناء الشديد الذى حدث لنا والمخاطر التى تعرضنا لها أثناء تصوير الفيلم.

الفيلم به العديد من النجوم فماذا عن علاقتك بهم؟

- هذا الفيلم ضم أكثر من 30 فنانًا وكنا نتعامل كأسرة واحدة ونجتمع فى كل الأوقات وسبب هذا هو تواجدنا جميعا فى مكان واحد طوال الفيلم وهى عربة القطار التى تم فيها تصوير أكثر من 90٪ من أحداث الفيلم وأحب أن أقول على هذا الفيلم أنه أحدث ثورة فنية فى مصر وجمع بين جميع الأجيال الكبيرة والصغيرة والوجوه الجديدة وأتوقع أن يكون هذا العمل من أهم الأعمال فى تاريخ السينما المصرية.

من بين كل هؤلاء النجوم.. من أكثر فنان لفت انتباهك؟

- كل الفنانين بالعمل اجتهدوا وقدموا أدوارهم على ما يرام ولم يتخاذل أى منهم فى أى شىء وهذا بفضل مخرج الفيلم وائل احسان الذى يعد صاحب الفضل فى خروج هذا الفيلم بشكل مشرف لجميع الفنانين الذين شاركوا فيه ولكن ما لفت انتباهى وجذب أنظار الجميع إليه هو الفنان الشاب أحمد السعدنى الذى قدم دوره بشكل رائع وأنا على المستوى الشخصى أتوقع مستقبلاً باهرًا للسعدنى الصغير.

ماذا عن علاقتك بالفنان الأردنى إياد نصار خاصة أنه يشاركك أغلب المشاهد؟

- إياد فنان رائع ولكنه لم يكن يعرفنى ولم يلتق بى من قبل وكنت حريصة أن أكون بجانبه وأن نراجع السيناريو معا واحسست أنه ابنى ونجح بالفعل فى ظهور هذا الشعور على الشاشة.

ما سر عملك فى أفلام السبكى رغم الانتقادات الكثيرة التى توجه له؟

- أنا كنت أحد الفنانين الذين انتقدوا السبكى وكنت أقول كيف يقدم السبكى هذه الأعمال ولكن عندما تعاملت معه أدركت أنه رجل محب للفن ويعرف القيمة الفنية للعمل الذى يقدمه ولا يبخل على أفلامه وأيضا يختار الفنان فى المكان الصحيح له بمعنى آخر أنه عندما أرسل لى سيناريو «الفرح» أو «ساعة ونص» كان متأكدًا أننى فنانة لها تاريخها ولم أقدم أى عمل وبالفعل قدمت العملين وسعيدة جدا بهما.

لكن السبكى حصرك فى الأدوار التراجيدية وابتعدت عن كل الألوان الفنية الأخرى؟

- يجب على الفنان أن يقدم جميع الأدوار لأنه فنان فإذا تم حصره فى نوع معين من التمثيل سيمل منه المشاهدون فأنا فنانة أقدم جميع الأدوار ليس كوميديا فقط أو تراجيديا فقط ولكن بشرط أن يكون هذا العمل جيدًا ويضيف لتاريخى الفنى.

لماذا لم نشاهد «معتز الدمرداش» فى أى عمل فنى هل هذا كان بناء على رغبتك؟

- معتز الآن فى مكانه الصحيح ولا أفضل دخوله لعالم التمثيل ولكنه هو صاحب القرار فى هذا الموضوع والذى لا يعرفه الكثير أن معتز عندما عاد من الخارج عرض عليه دور فى سهرة درامية بعنوان «شقة الأستاذ شحاتة» وبعد هذه السهرة انهالت عليه العروض لتقديم أعمال فنية كثيرة للسينما والتليفزيون ولكن رفض وأنا أؤيد هذا الرفض لأن مكانه الحالى أفضل بكثير أن يدخل عالم التمثيل.

وكيف كانت تجربتك فى تقديم الإعلانات؟

عندما حضر مخرج الإعلان لمنزلى ليعرض علىّ فكرة الإعلان وجدتها مختلفة ومن خلال حديثه أقنعنى بخوض التجربة، كما أعجبت ابنى معتز فوافقنا على تقديمها دون مشاكل، ولكن للأسف عندما شاهدت الإعلان فى رمضان انزعجت جدا ولم يعجبنى الشكل الذى ظهرت به وكذلك معتز الدمرداش لهذا قررت عدم خوض تجربة تقديم الإعلانات مرة أخرى لحرصى على الحفاظ على تاريخى الطويل فى الفن.

ماذا عن الفن فى ظل صعود التيارات الإسلامية؟

- الفن سيظل كما هو ومصر لن تتأثر بأى تيارات وستظل كما هى مهما اضطربت أوضاعها أو اختلف أهلها وما يحمى مصر هو الله وليس أى شخص آخر.

ما رأيك فى موجة الهجوم التى يتعرض لها بعض الفنانين من جانب بعض الشيوخ؟

- هذا الموضوع يضر بالجانبين الشيوخ والفنانين وكل جانب يقوم برمى الكلام وهو على يقين من أنه سيستقبل كلامًا أعنف مما قال ولابد أن تتدخل قيادات الدولة للتوفيق بين الطرفين وكل واحد يعمل فى صمت الداعى يتفرغ للدعوة والفنان يتفرغ لفنه.

ما رأيك فى الأوضاع السياسية التى تمر بها مصر؟

- مازال أمامنا من الوقت الكثير حتى ينصلح حال مصر ويجب على الجميع أن يعمل وينتظر انتاج عمله ولا ينتظر «النتيجة» دون أن يعمل وأنا أطالب الناس بالصبر على ما تمر به مصر وعدم التسرع فى الحكم على الرئيس محمد مرسى وأطالب الرئيس محمد مرسى أن يعجل فى النهوض بمصر حتى تستقر الأوضاع وتعود مصر لسابق عهدها.

مجلة روز اليوسف في

15/10/2012

 

لحماية الأفلام المصرية..

وقف عرض الأفلام الأجنبية في عيد الأضحى بدور العرض السينمائية

سارة نعمة الله  

قال سيد فتحى، مدير غرفة صناعة السينما، إن الغرفة اتخذت إجراء مشدداً على جميع دور العرض السينمائية بمنع عرض الأفلام الأجنبية خلال موسم عيد الأضحى المقبل حتى لا يتأثر سوق الأفلام المصرية، حيث إنه من المقرر أن يكون على خريطة العرض 7 أفلام منها "خط أحمر" لـ مصطفي قمر، و"برتيتة" لـ كندة علوش.

وأوضح فتحى في تصريحات لـ "بوابة الأهرام"، أن القرار يتم اتخاذه في كل موسم من مواسم الأعياد ولكنهم شددوا عليه هذه المرة بقوة نظراً للتخبطات التى يشهدها السوق السينمائي المصري، وتكرار حدوث التجمعات والمليونيات التى تؤثر بشكل كبير على نسبة الإيرادات.

وأشار فتحى، إلى أن دور العرض السينمائية التى لا تتضمن عرض أفلام عربية، من الممكن أن تقوم بعرض الأفلام الأجنبي بداية من اليوم على أن تستمر في عرض الاثنين معاً "عربي وأجنبي" خلال موسم عيد الأضحى.

أما بالنسبة لدور العرض التى تعرض أفلامًا عربية حالياً فمن المسموح لها أن تعرض الأفلام الأجنبية على مدار العشرة أيام الحالية قبل حلول العيد حيث إنها ستتوقف على مدار أسبوع فقط على أن تعود ثانية لعرضها بعد انتهاء العيد.

بوابة الأهرام في

15/10/2012

 

أبواب الخوف وستة ستة ستة‏..‏ علي طريق الرعب‏!‏

ناهد خيري 

أفلام الرعب والخيال العلمي دراما تفتقدها السينما المصرية لم يقترب منها صناعها قد تكون هذه الأسباب أننا نحيا في مجتمع تغلب علية سمات معينة ترفض قبول هذه النوعية من الأفلام وقد يعود السبب أيضا الي ضعف إمكانات كتاب السينما خاصة وأن هذه النوعية من الأفلام تحتاج لكاتب يحمل من المعرفة والخبرات الكثير بينما يعتمد معظم كتاب السينما علي الموضوعات الاجتماعية التي لاتحتاج للكثير من الجهد وقد جاء مسلسل أبواب الخوف يطرق بحرفية شديدة هذا العام ليؤكد أننا من الممكن أن نقترب من مثل هذه الأعمال وقد ننجح فيها ثم تلتها تجربة سينمائية للسيناريست أحمد عاشور الذي يجري التحضير لها الآن بعنوان ستة ستة ستة وقد دعانا هذا للوقوف أمام سؤال مهم وهو لماذا لانتطرق لمثل هذه الأعمال وما العائق الذي قد يواجهنا إدا أردنا؟‏.‏

في البداية يقول السيناريست فيصل ندا لقد حصرت السينما نفسها في عدد من الموضوعات التي تدور حول الأسرة والشارع المصري ويبقي السؤال‏:‏ لماذا لم نتطرق إلي عالمية الموضوعات ولماذا لم نقترب من أفلام الخيال العلمي والرعب؟‏!‏ الإجابة تتلخص في الخوف الشديد من الفشل وعدم إقبال الجمهور علي هذه الأفلام لأنه تعود علي الأفلام السهلة مؤكدا أن هذه الأعمال تنجح في الخارج وتجد جمهورها لأنها تمول بشكل يليق بخروجها علي أكمل وجه وهو يظن أن الإنتاج المصري لن يرتقي لعمل فيلم يرضيه‏,‏ وهناك تجربة للمخرج كمال الشيخ ولكنها لم تلق النجاح الكافي عموما فان هذه الأعمال تحتاج لفكر جديد ومؤلف واع بإمكانه كتابة عمل رعب أو خيال علمي بدون الاقتباس من الأفلام العالمية‏.‏

ويرجع المخرج محمد القليوبي عدم وجود هذه الأفلام في مصر الي الجمهور نفسه الذي لن يتقبلها مؤكدا أن طبيعة الشعب المصري وخصائصه لاتؤهله لقبول مثل هذه الأفلام وأن مزاج الجمهور هو الذي يتحكم في نوعية الأفلام وأن المنتجين لو كانوا يعلمون أن هذه الأعمال قد يقبل عليها الجمهور لكانوا أنتجوها لأنهم يبحثون عن الربح وأضاف القليوبي هناك دول لا توجد لديها أفلام بوليسية مثل روسيا بينما توجد بكثرة في دول أخري‏,‏ وإذا أقدمنا علي التجربة وعملنا فيلم رعب فمن المؤكد أنه سيخرج مضحكا لأننا نفتقد هذا في الواقع الذي نعيشه ويتماشي معنا أكثر أفلام الرومانسية والاجتماعية والأفلام التي تناقش قضايا حياتية بشكل عام‏.‏

ويؤكد الناقد ممدوح الليثي أن هذه النوعية من الأفلام تحتاج إلي مخرج من نوع خاص يحمل إمكانات خاصة وهذا مايفتقده مخرجو السينما في مصر وكان يتمتع به في السابق كمال الشيخ ويليه حسام الدين مصطفي وبشكل عام لقد قلت أفلام الرعب في العالم وانتقل ماتبقي منها من السينما الي التليفزيون‏.‏

وأعتقد أنه الأجدر بنا التقدم فيما نمتلكه ونستطيع عمله وتجويده بدلا من التطرق لأنواع قد لاننجح فيها‏.‏

ويري السيناريست بشير الديك أن مثل هذه الأفلام ترف لانملكه وتعتمد بشكل كبير علي مخرج يحمل موهبة فذة كما كان الحال مع هتشكوك الذي قدم أفلاما تحمل طابعا فلسفيا رغم أنه كان يخاف من الظلام بأدوات علمية متاحة‏.‏

وأضاف الديك نحن دولة فقيرة تحاول عمل سينما اجتماعية جديدولايوجد لدينا الترف ولا الرفاهية الإنتاجية والتكنولوجيا التي تؤهلنا لعمل مثل هذه الأعمال وأعتقد لو أقدم عليها أحد لن تكون مقنعة‏,‏ ولايجب أن نقارن أنفسنا بأحد فأمريكا تنتج مثل هذه الأعمال لأنها تعرف جيدا أنها مفتوحة علي العالم كله وتصدر أفلامها بشكل يعود بربح وفير يمكنها من الاستمرارية‏.‏

ويؤكد السيناريست أحمد عاشور صاحب تجربة فيلم ستة ستة ستة أنه يجيد كتابة هذه النوعية من الأفلام ويحبها مؤكدا أنه أتجه الي الكتابة في هذا المجال لأنها منعدمة لدينا والجمهور دائما يبحث عنها ولايجدها إلا في الأفلام الأجنبية وقال عاشور للأسف مازالت السينما المصرية تجري خلف أفلام المخدرات والأكشن المتكررة وتبتعد عن أفلام الرعب والخيال العلمي وأنواع أخري كثيرة من الأفلام وهذا لايصنع سينما ناجحة‏,‏ أتمني أن يتجه الكتاب إلي مثل هذه النوعية من الأفلام ومن المؤكد سوف تجد طريقها للإنتاج إذا كتبت بشكل جيد و أعتقدأن لدينا من الممثلين والمخرجين من يستطيع عملها بإتقان شديد وقد ننافس بعد ذلك الأفلام العالمية‏.‏

وقال المنتج والموزع محمد حسن رمزي إنه بالفعل قام بشراء عدد من أفلام الرعب وكان سيشرع في إنتاجها من أربع سنوات ولكن تم تأجيلها لظروف معينة وينتظر فقط الوقت المناسب لإنتاجها مؤكدا أنه في حال عمل فيلم رعب حقيقي وجيد سيجد جمهوره وبشكل كبير لأننا نفتقد مثل هذه الأفلام التي يلتف حولها عدد كبير من الجمهور أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة أعمال أجنبية فالجمهور دائما يبحث عن الجيد والجديد ولايوجد مانع من الاقتراب من رغباته إذا أمكن ذلك‏.‏

الأهرام المسائي في

15/10/2012

 

عروض

رجل و3 نساء في شريط إسباني شيّق يؤكد أنّ كيدهُنَّ عظيم

امرأتان ومنزل من دون انسجام بفعل جريمة عند الجيران

محمد حجازي

نادراً ما كانت الافلام غير الاميركية او الفرنسية والانكليزية مؤثرة في جمهورنا اللبناني، لكن شريطاً اسبانياً يحمل عنوان La Cara Oculta او The Hidden Face من اخراج آندريس بايز عن سيناريو له، انجزه عن اقتباس تولاه عن الانكليزية كل من بانير وحاتم كريشة الذي وضع القصة السينمائية للفيلم بالتعاون مع ارتورو آنفانتي، وجاءت النتيجة رائعة جداً ومؤثرة الى درجة غير محدودة.

هي قصة رجل وثلاث نساء لكن يصعب الخروج من الفيلم من دون التصفيق مع علامات اعجاب بالشريط.

إننا امام مايسترو يدعى ادريان (كيم غوتيرينر) يعيش في فيلا رحبة مع الجميلة بيلين (كلارا لاغو) التي كانت وراء الفوز بالفيلا من مالكتها الألمانية التي غادرت في عطلة طويلة تاركة المكان مع سرّه الصغير في عهدة بيلين حيث اخبرتها بوجود غرفة سرية استحدثتها وزوجها تكون مكاناً امنياً لهما إذا ما داهمهما خطر معين فيدخلانها ويقفلان الباب على نفسيهما، لكن بيلين دخلت لوحدها واقفلت الباب ثم اضاعت المفتاح وباتت سجينة في الداخل من دون علم احد.

رجال التحرّي، والمحيطون بحثوا من دون جدوى، لكن صديقة اخرى للمايسترو تدعى فابيانا (مارتينا غارسيا) راحت تسمع وبرعب كامل اصواتاً صادرة من مغسلة غرفة النوم الى ان تكرر ذلك وعرفت ان هناك من يريد محادثتها بعد وقت قليل من عثورها على مفتاح غريب في كوّة صغيرة من الغرفة، واكتشفت ان هناك احداً في مكان ما خلف المرآة، وهي بيلين، لكنها تردّدت في انقاذها وحين قرّرت ذلك استطاعت السجينة ان تضعها مكانها في الغرفة ثم غادرت وتركتها داخلها، من دون ان يدري احد بما حصل.

موسيقى رائعة لـ فيديريكو جيسيد واكبت جميع المراحل الحساسة من الفيلم بكثير من الهدوء والتعبير، على مدى 97 دقيقة يشعر فيها المشاهد بأي لحظة ملل.

House Of The End Of The Street

لـ مارك توندوراي وسيناريو ديفيد لوكا، عن قصة لـ جوناثان موستو، مع مواكبة موسيقية لـ ثيو غرين، خصوصاً في المشاهد التي تدور في الغابة، ثم في احد منزلي إليسا (جنيفر لورانس) او صديقها الدموي، ريان (ماكس ثياربو) في تسلسل ميلودرامي مُقنِع، لصبية وفدت مع والدتها الدكتورة سارة (إليزابيت شو) للإقامة في منزل جميل بين الاشجار لأن ثمنه متدن بفعل جريمة ارتكبتها فتاة بحق ذويها، الذين لم يبق منهم سوى ريان الذي يسجن شقيقته المجنونة كاري آن (إيفا لينك) في غرفة منعزلة مانعاً اياها من لقاء احد ويؤمِّن لها غذاءها وبعض العقاقير المهدئة.

صدفة تعرّفه بـ إليسا التي تجده هادئاً وغير مزعج او مخيف، تقصده في منزله وبعد عدة زيارات تكتشف وجود الشقيقة التي تحاول الاعتداء عليها، وإذا بـ ريان ينقذها ثم يحاول قتل إليسا لمنعها من البوح بشيء خارج اسوار المنزل عن سر شقيقته.

وبعد اخذ ورد، ومطاردة تنجو اليسا ووالدتها ويُقتل ضابط البوليس ثم ريان، وتغادر الشابة ووالدتها المكان مثلما حضرتا.

الإيقاع جيد، والمادة السينمائية شيّقة.

مهرجان

أبوظبي ٦: انطلق مع «غير» وفي جعبته ١٦٥ فيلماً

بين ١١ و٢٠ تشرين الاول/ أكتوبر الجاري تُقام الدورة السادسة من مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، ويُفتتح بشريط: موازنة Arbitrage بحضور بطله ريتشارد غير، وهو العمل الذي تعرضه بيروت منذ أسبوعين. هذه الدورة تُعطي مساحة طيّبة للتعرّف على سينما كوريا الجنوبية، وتعرض ستة أفلام احتفالاً بمرور خمسين عاماً على استقلال الجزائر، ويتم تكريم سوسن بدر والعالمية كلوديا كاردينالي، وتُمنحان جائزة إنجاز العمر، وفد بين الضيوف إضافة إلى غير، الهندي ماموتي، والإيرانية غولشفتة فرحاني، ووعدت ميرفت أمين، منة شلبي، منى زكي وخالد النبوي بتلبية دعوة الحضور. ١٦٥ فيلماً من ٤٨ دولة تقدّم في تظاهرات المهرجان الذي يديره علي الجابري، الذي أعلن عن أنّ المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة يتبارى فيها ١٦ فيلماً بينها ثلاثة عربية:

- «بعد الموقعة» لـ يسري نصر الله (منة شلبي، ناهد السباعي).

- «ماتموتشِ» (نوري بو زيد).

- عطور .. الجزائر .. من الجزائر (رشيد بلجاج).

كما تُعرض اشرطة عربية اخرى في تظاهرات موازية.. منها: محمد أنقد الماء، البحث عن النفط والرمال، طرفة موسى، كما كنّا نمسك بكوبرا، الخروج للنهار.

ومن ذاكرة السينما الخصبة يُعرض: لورانس العرب لـ ديفيد لين، وقائع سنوات الجمر، للجزائري محمد لخضر حامينا، أول مخرج عربي حاز سعفة كان الذهبية عن فيلم له، ويُعرض لـ كيارستامي (كشخص مغرم) وللدانماركية سوزان بيير (الحب هو كل ما تحتاجه) ولـ دورات دخول The Company you Keep يدير فيه شيا لابوف، خطف (توبياس ليندولم)، العالم أمامها للهندية نيشا باهوجا.

ومن أفلام الجزائر في ذكرى استقلالها: الافيون والعصا، لـ احمد راشدي، وقائع سنوات الجمر لـ محمد لخضر حامينا، معركة الجزائر للفرنسي جيلو بونينتكورفو، زد لـ كوستا. ويعرض المهرجان ايضاً شريط: «المواطن» ثالث شريط عالمي لـ خالد النبوي بعد: مملكة الجنة (ريدلي سكوت) واللعبة العادلة (دوغ ليمان)، ويتناول قصة شاب من اصل عربي يحصل على Green card ويصل الى اميركا قبل احداث ايلول/ سبتمبر ٢٠١١ بيوم، حيث تواجهه اجواء عديدة مُحرِجة، ومعه في الشريط الذي يخرجه سام كادي: وليام آثرتون، اغنس بروكنر، كاري ايلوس، ورينروان مانجي. تونس هي ضيف شرف الدورة السادسة من مهرجان ابوظبي السينمائي وتقدم:

- ماتموتش لـ نوري بوزيد عن حياة امرأتين في نهاية عهد زين العابدين بن علي، مع سهير بن عمارة، ورانية القابسي، مع لطفي العبدلي، بهرام العلوي، ونوري ايضاً.

- يلعن بو الفسفاط، لـ سامي التليلي الذي يحكي عن أحداث عام ٢٠08.

اللواء اللبنانية في

15/10/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)