ليس هنالك من متسع ان نكون كما نبتغي ...كلمات توجز
تحولات ومكابدات في سعي الشخصية لبلوغ الغاية / الحلم ، واي حلم هذا الذي
يتداخل في
صنعه الآخرون كل بحسب هواه ووعيه وغاياته ، وكيف يكون مصير الكائن وهو رهن
تلك
الأماني / الأحلام التي يصنعها الآخرون او هم يسهمون في تشكيلها ؟
اسئلة تختصر وعي
ووجود شخصية او شخصيات على الشاشات ومنهم " ايفا " فتاة تنتقل
من قعر الحياة في
بولندا الى حياة بديلة في اوربا الغربية
وفي هولندا تحديدا حيث الحياة هناك اكثر
رفاهية ...
ايفا ( الممثلة البولندية دوغمارا باك ) في محطة الحافلات بانتظار "سيدها
" الجديد الذي سيأخذها الى حياتها الجديدة وحيث امنياتها واحلامها سوف تولد
وتورق وتزهر وحيث الزوجة الوديعة الهادئة بالأنتظار (الممثلة رفكا لوريزين)
والفيلم
هو "فيما بيننا" للمخرج الهولندي ماركو فان غيفين الذي يعرض الآن في دور
السينما
الأوربية وشارك في عدة مهرجانات ومنها مهرجان السينما الأوربية
في دورته الأخيرة في
بروكسل .
منزل
تسكنه اسرة صغيرة من الطبقة الوسطى مكونة
من الزوج والزوجة وطفل في عامه الثاني
تقريبا
بينما الزوجة حامل مجددا وهي على وشك
ان تضع حملها ، خريطة الحياة سهلة
يسيرة لكنها على بساطتها تقود ايفا الى بلبلة وحيرة ولا نهاية ، تشعر انها
تؤدي
عملا دخلته ولاتستطيع الخروج منه بل انها عاجزة عن رسم ملامح لوجودها في
ذلك
المكان.
هذا الشكل الذي يؤطر حياة الشخصية هو تنويع على الظاهرة الأجتماعية ،
ظاهرة قطع الأنتماء الى الأرض والبيئة الأجتماعية السابقة ومحاولة الأنتماء
لبيئة
اجتماعية اخرى ، ظاهرة طالما ارتبطت بالهجرة وتغيير المكان والناس وهو ما
ستظهر
اصداؤه ونتائجه
في شكل موجات متتابعة
من الأزمات الصغيرة المتنامية
.
لاتظهر
الشخصية ايا من علامات الرفض او القلق
ولكنها ايضا لاتبدي تفاعلا مع البيئة الجديدة
ولا تتطور علاقتها مع واقعها الى تعاطي متكامل لاسيما وانها قليلة الكلام
بطبيعتها
، ردود افعالها هادئة ولاتجيب كثيرا على التساؤلات التي تطرح عليها .
هكذا وجدنا
ان ايفا تمتلك قراءة اخرى لواقعها ، فهي اذ
ترى امامها صور الحياة الجديدة وتشعر
بدفء الأسرة وتفاعلها
وعلاقاتها فيما بينها تشعر بفراغ يدفعها لاشعوريا الى احتضان
الطفل ماتلبث ان تشركه معه في سريرها معبرة عن مشاعر امومة لم تجد طريقها
الى
الواقع
وهو مايثير سخط الزوج الذي يرفض ان يغادر ابنه سريره ، هذا المشهد لوحده
كان صادما فهنا كل شيء يحسب له حساب .وماان تغادر
هذه الخبرة القاسية حتى تسقط
في
مطب آخر فهي اذا تخرج مع الطفل في نزهة قصيرة في غياب والديه في العمل
فأنها تعتقد
ان الوقت لها وتعود مع الطفل وقتما شاءت ولكنها تفاجأ بردة فعل صادمة اخرى
بصراخ
الزوجة في وجهها
.
ولكي تحاول التخفيف من وطأة اخطائها المتكررة غير المقصودة
فأنها تخرج بصحبة صديقتها في سهرة في احد النوادي لكن المشهد التالي هو
صدمة جديدة
بالنسبة لها فهي التي تعود ثملة الى المنزل ويسمع صوت ضحكها الهستيري في
ارجاء
المنزل بعد انتصاف الليل لتكون نتيجته احتدام المشكلة مع الأسرة .
يلاحظ
بعد كل ذلك العناية الفائقة بالبناء
الدرامي لهذه الشخصية الأشكالية ، فالصمت في
بعض الأحيان يغني عن كثير من الكلام ، فهذه الفتاة الشابة الجميلة لاتحسن
التعبير
عن نفسها ولا الأفصاح عن افكارها وماذا تريد والى اين تسير في صمتها القاتل
هذا ,
هي تريد ان تكون مقبولة من الجميع ومرضي عنها ولكن كيف لها ذلك وماالسبيل
اليه ؟
سؤال من دون اجابة
.
تتوسع مساحة علاقتها مع محيطها الخارجي الضيق بالأساس
وخياراتها فيه محدودة للغاية وذلك في اثناء مصاحبتها لصديقتها التي هي
الأخرى تعمل
خادمة في احد المنازل ، لكن تلك الفتاة تحاول جرها الى عالم الرجل الذي لم
تكتشفه
بعد ، ولكن من دون جدوى ، اذ ترفض تلك المحاولة كما ترفض ايضا محاولة صاحب
المنزل
الذي تخدم فيه صديقتها استدراجها الى ناحيته
.
وبعد هذا كله سنجد اسلوبا ملفتا
للنظر في السرد الفيلمي يلجأ اليه المخرج بعد النصف الأول من العرض الفيلمي
وهو
الذي اعطى للفيلم تميزه الى حد كبير والا لكنا حصرناه في تلك الدائرة
الضيقة من
الأفلام التي تحكي هذه القصة وهو ليس بأولها على اية حال ، فهو مثلا بعد ان
قدم لنا
مشهد عودتها الى المنزل ثملة وحصل ما حصل مع الأسرة التي تعمل لخدمتها وبعد
مرور
العديد من المشاهد نجد ان المخرج يعيدنا مجددا الى بدايات الحدث وخروجها
الى احدى
علب الليل مع صديقتها وثمالتها
.
وبعد ان استوعبنا محاولة ذلك الشخص استدراجها
ورفضها له ، نجدها في مشهد آخر مستعاد سرديا وهي تذهب الى ذات الشخص
حيث يعمل وفي
ساعة متأخرة من الليل وفي الظلام يكتشف هو وجودها وانها بانتظاره ليصحبها
بسيارته
ويعيدها الى المنزل ربما بعد ليلة بكاملها قضياها معا ولكن من دون ان تظهر
تفاصيلها
على الشاشة
.
السرد المستعاد كما اسميه هنا ، هو ليس شكلا من اشكال "فلاش باك "
المعتادة ، فالشخصية لاتضغط باتجاه استرجاع ما جرى على الأطلاق ولا
تكتب مذكراتها
او يومياتها مثلا ليكون ذلك مسوغا لعملية الأستذكار ، كل ذلك
لايحصل ، لكن المخرج
يصنع مزيجا سرديا ذكيا وفريدا من نوعه
لايربك المشاهد على الأطلاق ولكنه يسلط الضوء
على حدث او احداث
مرت مرورا عابرا ويرى المخرج ان لابد من تفحصها واعادة قراءتها
،
هذا الشكل من السردية المستعادة منحت المشاهد
قراءة موازية لما يجري من احداث
واجابة على اسئلة لماذا وكيف
مع ان تلك الأحداث قد
تميزت بواقعيتها وانها متابعة
يومية لحياة تلك الفتاة
.
على
هذا كله سيبرز مشهد طرد الفتاة واعادتها
الى ديارها على انه ذروة لما كان ، لكن
بموازة تشبث ايفا ومحاولتها البقاء ولكن
بشكل
صامت ورتيب للغاية الا ان
الأغرب
انها ستصحو على هذه الحتمية وهي في داخل الباص المنطلق صوب بلادها ولهذا
تصرخ لأجل
العودة
وهو رد فعل يكشف بعدا آخر من ابعاد هذه الشخصية الأشكالية الصامتة التي
لاتظهر ردود افعالها للآخرين بسهولة ولابشكل مباشر .
لعل هذا الشكل الفيلمي يقدم
نوعا من المعالجة السردية السينمائية يقتصد في الحوار الى اقل قدر ممكن
فيما يخص
الشخصية المحورية ايفا عندما يطرحها على انها شخصية مأزمومة لكن ازمتها
تحتاج الى
وعي بما يجري ومحاولة اكتشاف سلبيتها وهو ما سعى المخرج اليه بذكاء .
ومع ان
الموضوع الواقعي الحياتي المعاش قد شكل
محورا اساسيا في الفيلم الا انه باستخدام
تلك الطريقة المميزة في السرد المستعاد يكون قد منح الفيلم ميزات اضافية
فضلا عن
العناية ببناء الشخصية وهو مايرسخ القناعة ان ليس الموضوع الكبير والمتشعب
وحده هو
الجديربأن نهتم به ونتفاعل معه وانما هنالك موضوعات اكثر حيوية وبساطة في
الحياة
اليومية يمكن ان تتوفر على قدر كبير من الجاذبية .
الجزيرة الوثائقية في
15/08/2012
أفلام الربيع العربي هل هي نواة السينما الرابعة؟..
عاصم
الجرادات
يوجد في خارطة السينما العالمية ثلاث اتجاهات حسب
تصنيف الخبراء والنقاد السينمائيين، الاتجاه الأول هو السينما التجارية
المملوكة
لكبار الرأسماليين العالميين، التي تعتمد في موضوعاتها على
القصص التشويقية من
أفلام رعب وأفلام رومانسية وغيرها، وتستطيع إغناء شُباك التذاكر، أما
الاتجاه
الثاني هو السينما الفنية التي تغازل في موضوعاتها الطبقة الارستقراطية،
فيما تأتي
السينما الثالثة تلك الموصوفة بسينما الطبقات المعدومة، المتضمنة توجهات
ورؤى شعوب
العالم الثالث التي تدعو إلى التحرر من القبضة الاستعمارية ونشط هذا
الاتجاه في
أمريكا اللاتينية. وبعد هذا التقديم السريع للاتجاهات
السينمائية الثلاثة يظهر
التساؤل أين تقع افلام الربيع العربي من هذه الاتجاهات؟ وفي ذات الوقت يخرج
سؤال
أخر متى سيظهر اتجاه السينما الرابعة؟.
بعد مشاهدة أفلام الربيع العربي الممتد
من تونس ومصر واليمن وبالتحديد سورية نجد أن هناك اتجاه بحد
ذاته في طور الولادة،
وهو اتجاه السينما الرابعة حيث تغييرت معايير السينما، لم يعد هناك داعٍ
لتلك
الصالة السينمائية وكذلك لشباك تذاكر، إنما صفحة اليوتيوب أصبحت بمثابة
صالة
سينمائية أوسع من تلك المنتشرة في كل العالم، ومن ناحية
التمويل فلم نجد في تلك
الأفلام القصيرة من يمولها أبداً فهي بتمويل شخصي من المخرج الذي يكون في
ذات الوقت
المصور وكاتب السيناريو وكذلك مشرف المونتاج، من المخرجين الذين قدموا
العديد من
الافلام الوثائقية القصيرة عن واقع ما يحدث في سورية المخرج
الشاب باسل شحادة الذي
لقي مصرعه في حمص على أيدي الجيش النظامي، حيث قدم شحادة فيلم أغاني الحرية
واشرف
على العديد من الأفلام في حمص حيث عمل على تدريب الشباب على كيفية اخراج
الفيلم
القصير ومن تلك الافلام أطفال مدينتي الذي يرصد واقع الأطفال
المرير في مدينة حمص.
هذا النوع أو
الاتجاه في السينما ربما يستحق لقب السينما الرابعة لأنه استطاع نقل واقع
في ظروف
استعصت على شبكات عالمية إعلامية تقديمه للمشاهد فهي اخترقت الرقابة
الديكتاتورية
على البث وبالإضافة إلى أنها ساعدت في بناء ثورة وحمايتها
فكرياً والعمل على
استمرارها، وإذا ما عملنا إلى ضم هذه الافلام إلى إحدى الاتجاهات الثلاثة
نراه
عملاً صعباً لأنها حملت مكونات لا تتشابه مع أياً من الاتجاهات الثلاثة،
لكن ينقصها
الضخ الكمي من ناحية الافلام الروائية حيث لم نشاهد سوى بضع
أفلام وخُصصت للثورة
التونسية والمصرية لذلك يحتاج هذا الاتجاه إلى جهد مضاعف من صناع السينما
العربية
لمساهمة في رسم تاريخ عربي يسجل في لوائح السينما العاليمة ويُصبح درساً
معتمداً في
كليات السينما في الجامعات العالمية.
وإثبات نظرية أن ما قُدم عن الربيع العربي
يُمثل اتجاه جديد اسمه السينما الرابعة بحاجة إلى عمل علمي
متقن لما يمثه الموضوع
من حساسية علمية ومنهجية والقدرة على الوصول فعلاً إلى التسمية المذكورة
وفرضها على
الساحة السينمائية لذلك يمثل هذا المقال المُقتضب نواة لرسالة الدكتوراه
التي سأبدأ
بإعدادها في جامعة اسطنبول.
الجزيرة الوثائقية في
15/08/2012
الحبّ، القداسة، والإيمان في السينما الهندية
صلاح سرميني ـ
باريس
هير، ورانجها
منذ اللقطة الأولى من فيلم
(Heer Ranjha)
من إنتاج عام 1992 لمُخرجه (هارمش
مالهوترا) نرى الطفل "ديدو"(أنيل كابور) يدعو الربّ كي يحقق له
أمنيةً بسيطةً،
مساعدته بأن يجد "هير"(سريديفي) عندما يلعبا لعبة "الإستغماية".
تردّ عليه
الصغيرة بأنه لن يستطيع العثور عليها، لأنّ الربّ يخصّها، ولهذا، سوف
يساعدها على
الإختباء جيداً.
"ديدو"، و"هير" ينتميا إلى عائلتيّن متخاصمتيّن، العداوة بينهما
تُبعدهما عن بعضهما، تمضي السنوات، يكبرا، ولكنهما لا ينسيا حبهما
المُتبادل.
منذ البداية، سوف نفهم بأنّ الأحداث مقتبسة بوضوح عن مسرحية "روميو،
وجولييت" لشكسبير مع بعض التعديلات المُناسبة للأجواء، العادات، والتقاليد
المختلفة
في الهند.
تستمر صلوات "هير"، إنها مؤمنة بالربّ إلى حدٍ بعيد، ولكنها مؤمنة
أيضاً بحبها.
العمّ ـ الذي أصبح عاجزاً بعد المشاجرة الأولى في المشهد
الإفتتاحي ـ يريد الإنتقام بأيّ طريقة من أفراد العائلة الأخرى، هو سكيرٌ،
وفاسقٌ
سوف يُحيك المؤامرات ضدّ علاقة العاشقيّن.
"ديدو" أصبح شاباً جميلاً تعوّد عزف
الناي، والغناء في أحد الأضرحة الهادئة، ينصحه أحد العرافين
بعبور النهر إلى الجانب
الآخر كي يعثر على ما يبحث عنه من سلامٍ داخلي.
يلتقي العاشقان بعد غياب سنواتٍ
طويلة، وتبدأ علاقة الحبّ الخالدة، ولكن خلاف العائلتين يمنع
من زواجهما.
يعمل "ديدو"
تحت إسم مستعار "رانجا" راعياً للبقر عند والد محبوبته (شامي كابور)، ولكنّ
العمّ الشرير يكتشف علاقتهما، وتعتقد العائلة بأن الإبنة خانتهم، ولطخت
شرفهم في
الوحل.
وترفض زواجهما، يقبض الشيخ رشوةً من العمّ كي يُعلن موافقة "هير" على
الزواج من "زايد" الذي يقبل بناءً على رغبة عائلته.
يهيم "رانجا" في البراري،
ويلتقي بمجموعةٍ من المُتعبدين الهندوس، وهو في حالةٍ من
الألم، الإنهاك، والرغبة
بالموت.
ـ لقد فقدت الربّ.
ـ لا يا إبني الربّ لا يختفي أبداً من قلوب
عباده.
ـ أريد أن أغير من نفسي حتى لا تعرفني محبوبتي.
يطلب
الراهب منه بأن يُعمق إيمانه بالربّ.
وبالفعل، يلتقي بها مرةً أخرى، وهو في
ملابس شحاذ متشرد، وتساعدهما أخت "زايد" على الهرب، ولكن
يمنعهما الزوج، ويذهب
الجميع إلى القاضي الذي يكشف لعبةً حاكها العمّ، ويسمح بزواجهما، وفي
المشهد
الأخير، يحتال من جديد، ويدسّ لها السم في حلوى يقدمها لها في ليلة زواجها،
فتموت،
ويأكل "رانجا" القطعة المُتبقية.
وعلى عكس معظم الأفلام الهندية، لن يعيش
العاشقان في سباتٍ، ونبات، ويظلّ السيناريو مخلصاً لنهاية
مسرحية "شكسبير"، ويموت
العاشقان متعانقان في مشهدٍ تصاحبه دموع الأسرتين المُتخاصمتين
.
عالمٌ مجنون
في فيلم (Zamana Deewana)
ـ عالمٌ مجنون ـ من
إنتاج عام 1995 لمُخرجه (راميش سيبي) والمُستوحى من قصة (روميو، وجوليّيت)،
يستوقفنا مشهدان دالان يُظهرا تجذر القداسة، والإيمان في الأفلام الهندية،
وبالتحديد عندما نكتشف بأنّ الأم "ساريتا مالهوترا" (بينا) مازالت على قيّد
الحياة
بعد أن اختطفها الشرير "سوندار"(تينو أناند) في بداية الفيلم كي يُحدث
قطيعةً بين
الصديقين "سوراج" (شاتروغان سينا)، و"مادانلال مالهوترا"(جيتيدرا)، ويتمكن
من
التقرّب من إبنته "برييّا"(رافينا تاندون)، وعندما ينكشف أمره، يطلب من
أعوانه قتل
الأمّ بإحراق البيت الذي يحبسها فيه (في المرة الأولى التي شاهدناها، كانت
تركع
أمام تمثال أحد الآلهة، وتصلي).
يبدأ رجال العصابة بحرق البيت، ويتدخل
"راهول"(شاروخان) ـ إبن "سوراج" ـ لإنقاذها، يحاول الخروج من الغرفة،
وبالقرب من
تمثال الآلهة الذي لم تصله النيران بعد، يقع عمودٌ محترق، ويكتشف "راهول"
سرداباً
يهربا عن طريقه، ويعود إلى مكان الإحتفال بزواج حبيبته من "بوبي" ـ إبن "سوندار"،
ويحاول إستعادتها، ولكنّ التقاليد الهندية صارمة، فقد تمّت طقوس الزواج،
ولا يمكن
إلغائها لأيّ سببٍ كان، حتى وإن قبلت الفتاة خوفاً على حياة والدتها.
وفي اللحظة
الأخيرة، يتدخل معاون مفتش البوليس (بريم سوترا)، ويكشف بأنّ الزواج باطل،
لأنه
إختطف الكاهن الحقيقي، وأفهمه بالأمر، ولجأ إلى شخصٍ آخر كي يحلّ محله،
وهذا يعني
بأنّ الزواج قد تمّ بطقوسٍ مزيفة، وكاهن مزيف.
حيلةٌ درامية لإنقاذ الموقف،
والحفاظ على قدسية الزواج، وإنتصار الخير، الحبّ، والصداقة.
قلبٌ من ذهب
في فيلم (Dil Ka Rishta)
ـ قلبٌ من ذهب ـ من
إنتاج عام 2003 لمُخرجه (ناريش مالهوترا) يقع "جاي"(أرجون رامبال) الثريّ
في حبّ "تيّا"(أيشواريا
رايّ)، وعلى الرغم من ميلها الخفيّ نحوه، إلا أنها تحب الفقير "راج"
(بريانشو شاترجي)، وتتزوجه، يتدخل القدر، ويُغير من مجرى الحكاية، "جاي"
بصحبة صديقة طفولته "أنيتا"(إيشا كوبيكار)، متألمٌ، وثملٌ، يقود سيارته
بسرعةٍ،
ورعونة، ويصطدم بالسيارة الجديدة التي إشتراها "راج" لزوجته "تيّا".
تموت "أنيتا"،
ويموت "راج"، وتفقد "تيّا" ذاكراتها.
يشعر "جاي" بمسؤوليته عما حدث،
يحاول تصليح غلطته الكبرى، ينصحه الطبيب بأن لا تعرف "تيّا" عن
ماضيها شيئاً خوفاً
عليها من نزيفٍ دماغيّ يمكن أن يحدث لها.
تسافر العائلة إلى جنوب أفريقيا، "جاي"
مع والده، و"تيّا" مع أم زوجها المُتوفي، تتطور العلاقة بين "جاي"، و"تيّا"،
وتنعكس
الأدوار، هي تحبه، وهو يبتعد عنها، ويخفي مشاعره الحقيقية
نحوها إرضاءً لأمّ زوجها
التي ترفض زواجه منها، وفي لقطةٍ دالة، نراها تصلي أمام تمثال المعبود
"كريشنا"،
يدخل والد "جاي" إلى الغرفة، يقدم لها علبةً كي تتعرّف على محتوياتها،
وتقرر مصير
العلاقة بين إبنه، و"تيا" زوجة إبنها المُتوفي.
في خلفية الصورة تمثال المعبود
"كريشنا"، تفتح الأم العلبة، وتجد فيها ثوب زفاف أحمر اللون، وثوباُ
أبيضاً
متواضعاً ترتديه الأرامل.
وهنا
يتحتمّ عليها التفكير بما يُرضي "كريشنا"، ضميرها، ومصلحة زوجة إبنها،
وحفيدها،
وعلى إثر تلك اللقطة، تقرر نسيان الماضي، وهكذا، يعيش العاشقان الحاضر،
وينتصر
الحبّ ممزوجاً بالألم.
خطوةٌ، خطوة
في فيلم (Chalte Chalte)
ـ خطوةٌ، خطوة ـ من
إنتاج عام 2003 لمُخرجه (عزيز ميرزا)، "راج"(شاروخان) يعيش سعيداً بصحبة
أصدقائه في
حيّ شعبي، "برييا"(راني موكرجي) تعيش في أسرة مرتاحة مادياً، وكالعادة،
يلتقيان على
الرغم من الفوارق الإجتماعية بينهما، وبعد مشاحناتٍ إعتيادية، يرتاح كلٍّ
منهما
للآخر، ولكنّ "راج" لا يُعلن لها عن حبه، وهي التي سوف تسافر إلى اليونان
كي تتزوج
من صديق طفولتها رجل الأعمال "سمير"(جاس أروراس)، يلحقها "راج"، ويُقنعها
بالزواج
منه، ولكن، تتبدل حياتهما، حيث يعاني من مشاكل مالية مع شركة النقل التي
يعمل فيها،
ويصبح فوضويّاً، وعصبي المزاج، وتصل حالتهما إلى الإنفصال، ولكنه يعود إلى
رشده،
ويُقنع "برييا" بأنه سوف يغيّر من نمط حياته.
تلتزم الأفلام الهندية بفكرة "أبغض
الحلال عند الله الطلاق"، ويتميّز الفيلم بعلاقاته الإنسانية،
وإنتصاره للحبّ، حيث
تساهم كلّ الشخصيات الثانوية في التقريب بين الحبيبّين : شرطي المرور، رجل
الشرطة،
المتشرد، ساعي البريد، الأصدقاء، أفراد العائلة،....
وينضح الفيلم بإشاراتٍ عن
التسامح الديني، "برييا" بنجابية، و"راج" هندوسيّ نراه طوال
الأحداث يضع حجاباً، أو
مصحفاً في رقبته، أهدته له والدة أحد أصدقائه المسلمين،
ويستعين به في كلّ مشكلة
يتعرّض لها.
موسم الحب
فيلم (Sawaan.... The Love Season)
ـ موسم الحب ـ
من إنتاج عام 2006، وإخراج (ساوان كومار) يمنح القدر قداسةً عظيمة،
وقانوناً يخضع
له البشر على وجه الأرض، يلتقي "راج" (قابيل جعفري) صدفةً مع "كاجال" (سالوني
أسواني)، ويحبها، هو يؤمن بالقدر، وهي تعتقد بأنّ الحياة صدفة، يفسّر لها
بأنّ
القدر هو الذي جمعهما، وما بين المُمانعة، والقبول، وبداية
علاقة حبٍ تستغرق الساعة
الأولى من الفيلم، يظهر فجأةً "رجلٌ غريب" (سلمان خان) يعتبر نفسه وسيطاً،
وعرافاً،
في البداية، ينقذ الفتاة من موتٍ مُحقق قبل ثواني من تصادم سيارتيّن، كما
يخبرها
بأنّ والدها سوف يموت في التاسعة مساءً، ومنذ تلك اللحظات، بدأ يثير فضولها
بمعرفة
ماذا يُخبئ القدر لها في المستقبل، ولكنّ "الرجل الغريب"
يخبرها أخيراً بأنها سوف
تموت يوم الجمعة القادم، وعليها أن تعيش كلّ ثواني حياتها قبل
ذلك اليوم.
لا
يصدق حبيبها هذه التنبؤات، ولا يقتنع بترهات رجلاً يعتبره مجنوناً، ولكن
تتحقق
النبوءة عندما تجري مجموعة من رجال الشرطة خلف لصٍّ، ويطلق أحدهم الرصاص،
فتُصيب
الفتاة، وتدخل المستشفى في حالةٍ ميئوساً منها، وتموت فعلاً،
يذهب "راج" لمُلاقاة
"الرجل الغريب"، وينوي قتله، ويبدو بأنه ينتظر ذلك، لأنّ القدر، أو
العناية
الإلهية، تلهمه أيضاً بأنه سوف ينقذ الفتاة بموته، وبالفعل، تتحقق رؤيته،
وتعود
"كاجال"
إلى الحياة، وينتصر الحبّ على القدر، ولكن برضى، وموافقة العناية
الإلهية.
يصل هذا التجذر الدينيّ مداه عندما تصعد روح "الرجل الغريب" من جسده،
تتخطى المسافات، وتمرّ في طريقها إلى الكنيسة، الجامع، ثمّ المعبد
الهندوسي، حتى
تصل إلى المستشفى، وتحطم زجاج نافذة الغرفة التي ترقد فيها "كاجال"، تدخل
في جسدها،
وتعود إلى الحياة من جديد في معجزة سينمائية مُبهجة.
لا يجب أن تموت الحبيبة،
ويخرج المتفرج من الصالة حزيناً.
الجزيرة الوثائقية في
15/08/2012
الفيلم الفلسطيني الاسرائيلي ''خمس كاميرات مكسورة''بعيون
الفن السابع...
توثيق لنضال قرية بلعين السلمي وواقعها السريالي
ابتسام عازم /نيويورك ـ تحرير: لؤي
المدهون
يصور فيلم "خمس كاميرات مكسورة" للمخرجين الفلسطيني عماد برناط
والاسرائيلي جاي دفيدي النضال السلمي لبلدة بلعين في الضفة الغربية ضد
الجدار الفاصل ويوثق واقع الاحتلال وتداعياته على حياة الفلسطينيين
اليومية. ابتسام عازم ترصد لموقع قنطرة من نيويورك ردود الفعل على عرض هذا
الفيلم الذي حصد عدة جوائز عالمية مرموقة.
"نفذت التذاكر"، كُتب على شباك بيع التذاكر في سينما "فيلم فورم" في
مدينة نيويورك لأحد العروض الافتتاحية للفيلم الوثائقي الفلسطيني "خمس
كاميرات مكسورة" بحضور المخرجين الفلسطيني عماد برناط والاسرائيلي جاي
دفيدي. وحتى هؤلاء، الذين اشتروا تذاكر مسبقة للعرض، وقفوا في الصف
ليتمكنوا من الدخول قبل غيرهم ويختاروا المقاعد الأفضل، حيث التذاكر غير
مرقمة في القاعة التي تتسع لمئتي مقعد تقريباً.
بدأ عماد برناط إبن مدينة بلعين التصوير عام 2005، ولم يكن يفكر آنذاك أن
التصوير العائلي، الذي بدأه في البيت سرعان ما سيتحول ليصبح توثيقاً لكل ما
يحدث في قرية بلعين، تلك البلدة الصغيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام
1967 والتي إشتهرت بمقاومتها السلمية لبناء السلطات الإسرائيلية للجدار
والمستوطنات على أراضيها، والتي أصبحت إستعارة لما يحدث في فلسطين عامة.
شهد عام 2005 ولادة جبريل، الابن الأصغر لعماد برناط، والذي يدور حوله جزء
من أحداث الفيلم، الذي صور على مدار أكثر من خمس سنوات. وعماد الذي كان
يعمل اساساً كمزارع وجد في التصوير ضالته بعدما إلتهم تخطيط الجدار أراضيه.
"كنت هاوياً في البداية، وبدأت أصور كل ما هو حولي. أصور عائلتي وأولادي
وكل مرة يدخل فيها الجيش إلى البلدة. أصبحت مصور القرية وبدأت اعتاش من
التصوير وبيع الصور لمحطات تلفزة مختلفة. وأصبحت هذه الكاميرا جزءً مني"،
يقول عماد ابن 41 عاماً بنبرة صوت هادئة. هذا الجزء، أي الكاميرا، الذي كسر
وضرب برصاص الجيش الإسرائيلي ونتيجته كانت "خمس كاميرات مكسورة"، هو عنوان
الفيلم الذي يحاول إستعمال كسر الكاميرات الخمس كخيط يربط اجزائه المختلفة.
التصوير أولاً
قرية بلعين الصغيرة تتحول رمزا للمقاومة السلمية: الفيلم الفلسطيني
الاسرائيلي "خمس كاميرات مكسورة" يوثق واقع الاحتلال الاسرائيلس وتداعياته
على حياة الفلسطينيين اليومية
"عام 2009 قررت أن أقوم بإخراج فيلم من حوالي 700 ساعة تصوير كانت بحوزتي
وأغلبها من تصويري وتوثق ما يدور في بلعين وكذلك فيها الكثير من لقطات
لعائلتي. اتصلت بالمخرج الاسرائيلي جاي دفيدي، الذي تعرفت عليه من زياراته
للقرية لكي نقوم بإخراج الفيلم سوياً"، يشرح لنا عماد نشأة فكرته لانتاج
الفيلم حيث قرر بداية إخراج فيلم عن باسم أبو رحمة، وهو صديقه الذي قتل
أمام عدسات الكاميرات، ويدور جزء من أحداث الفيلم حوله وحول أديب أبو رحمة
الذي إعتقل واصيب أكثر من مرة كذلك.
توجه عماد الى المخرج الإسرائيلي جاي دفيدي والذي تعرف عليه عام 2005 حيث
كان من نشطاء السلام الذين يدعمون النضال السلمي للقرية كما عاش فيها لأشهر
ثلاث لعمل فيلم خاص به حول المياه.
فيلم "خمس كاميرات مكسورة"...مشروع سلام؟
أما عن السؤال، الذي طرحه أحد الحاضرين من الجمهور النيويوركي في مانهاتن،
حول ما إذا كان هذا الفيلم والإخراج المشترك يجسدان "مشروع سلام" يقول جاي
دفيدي: "لم نعمل مع بعضنا لأننا نريد أن نبني مشروع سلام. بل لأننا مقتنعان
بهذه القضية والفكرة. في البداية ترددت في الانضماع للمشروع ولكن بعدما
وافق عماد أن يكون الفيلم عنه وعن حياته وبعدما نظرت إلى المادة اقتنعت
بأنه لدينا مادة قوية وشخصية جداً لعماد".
يصور الفيلم الإحتجاجات السلمية، التي تشهدها قرية بلعين ضد الجدار وكذلك
المداهمات الليلية واعتقالات الأطفال والصراع مع المستوطنين والحياة
اليومية في ظل الإحتلال بعيداً جزئياً عن عدسات التلفزة التي تغادر المكان
بإنتهاء المسيرات السلمية والتي عادة ما تقام أيام الجمعة بدعم من ناشطين
أجانب. كما يحتوي الفيلم على الكثير من اللحظات الهشة للحياة اليومية
ومخاوف الأب، عماد برناط، وهو الراوي في الفيلم، الذي يرى إبنه جبريل يكبر
وتكبر معه المستوطنات ويعلو الجدار.
واقع سريالي في قرية بلعين
المخرج الاسرائيلي جاي دفيدي يتوقع أن يثير الفيلم الكثير من الجدل في
المجتمع الاسرائيلي عندما يعرض هذا الصيف ضمن فعاليات مهرجان السينما في
القدس.
ينجح الفيلم بشد المشاهد، حتى ذلك المتابع والعارف بالكثير من حيثيات
الصراع. ويتنقل بين سرد ما يحدث في بيته ومع أطفاله ومراقبة الإبن جبريل
وهو يكبر ويطرح الكثير من الأسئلة. ولا يخلو الفيلم من الكثير من اللقطات
الساخرة والتي تبدو سريالية لو لم تكن واقعية ووثائقية. كأن يأتي الجيش في
أحد الليالي إلى بيت عماد برناط ويطلب منه أن يتوقف عن التصوير وعندما يرد
عماد بأن هذا بيته وأنه صحفي ومن حقه أن يصور داخل بيته يقول له الجندي إن
هذا البيت منطقة عسكرية مغلقة، لكن هذا المشهد السريالي هو الواقع.
لا يحتوي الفيلم على الكثير من اللقطات الفنية التي نراها اليوم في عدد لا
بأس به من الأفلام الوثائقية، ولكن يمكننا غض النظر، لأن عماد بدأ التصوير
كهاوي وللضرورة. غير أن الفيم يبقى قوياً وينقل شحنة عاطفية تظهر الإحتلال
ينشب أنيابه في أجساد الفلسطينيين وفي أراضيهم.
جوائز مرموقة وإقبال على العرض في نيويورك
لقي العرض في نيويورك إقبالاً، حيث خصصت سينما "فيلم فورم" له ست عروض
يومية وعلى مدار أكثر من عشرة أيام. أما الأيام الخمس الأولى فشهدت عروض
تخللها حضور المخرجين ونقاشات حول الفيلم مع الجمهور الأمريكي. وكانت بعض
الصحف الأمريكية الصادرة في نيويورك كـ "نيويورك تايمز" ومجلة "تايم اوت
نيويورك" والتي وصفته بأنه فيلم ”يفتح العيون ...ويتناول الكثير من الأمور
والتفاصيل التي لم نسمعها عنها من قبل...“.
وشارك الفيلم في مهرجانات عديدة في أوربا والولايات المتحدة وحصد عدة جوائز
من ضمنها جائزة مهرجان "ساندانس للسينما المستقلة"، الذي يقام في ولاية
يوتاه غربي الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي، إضافة إلى فوزه
بجائزة الجمهور وجائزة التحكيم الخاصة في "مهرجان أمستردام العالمي للأفلام
الوثائقية" في هولندا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
لم يعرض الفيلم بعد في فلسطين أو في قاعات السينما الإسرائيلية. وتوقع جاي
دفيدي أن يثير الفيلم الكثير من الجدل في المجتمع الاسرائيلي عندما يعرض
هذا الصيف ضمن فعاليات مهرجان السينما في القدس.
حقوق النشر: موقع قنطرة 2012
موقع "قنطرة" في
15/08/2012
وداعاً نوح.. ومدد مدد شدى حيلك يابلد
محمد الدوى
توفى الأحد الماضى، الفنان محمد نوح عن عمر يناهز الـ 75 عاما.
وكان الراحــل اتخـــذ قرارًا بالاعتزال فى أوائل تسعينيات القرن الماضى،
لكنه كان يقطعه على فترات متباعدة بأعمال فنية قليلة، وظهور نادر فى وسائل
الإعلام، بينما كان يقضى معظم وقته فى القراءة ومتابعة الأحداث الجارية.
وشهدت السنوات الأخيرة تدهورًا ملحوظًا فى صحة الفنان الكبير كان أكثرها
ضرراً بالنسبة إليه ضعف قدرته على التركيز البصرى الذى منعه من هوايته
الأهم وهى القراءة والتى استبدلها شيئًا فشيئًا بمتابعة التليفزيون.
ولد محمد نوح فى مدينة طنطا فى دلتا النيل فى الثامن من يناير عام 1937
وتخرج فى كلية التجارة فى جامعة الإسكندرية ثم نال دبلوم معهد الموسيقى
العربية كما درس فى جامعة ستانفورد الأمريكية التأليف الموسيقى.
وبدأ الراحل حياته فى المسرح الغنائى المصرى كمطرب وممثل كما اشتهر بقدرته
الفائقة على عزف عدة آلات موسيقية بينها البيانو والعود والكمان والناى.
ولحـن محمد نوح موشحات وأغنيات لمطربيـن كبــار بينهــم نجاح سلام وعلى
الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضى، كما وضع الموسيقى التصويرية
لعدد كبير من الأعمال الفنية وتولى إخراج عمل سينمائى بعنوان «رحلة العائلة
المقدسة».
وكوَّن الراحل فى أعقاب حرب عام 1973 فرقة «النهار» الغنائية وقدم من
خلالها موجة جديدة من الأغانى الوطنية الحماسية، وفى مرحلة تالية من حياته
كون «رباعى نوح» الذى تكون من ابنه وابنتيه بالإضافة إليه كما أسس فرقة
«النهار» المسرحية التى قدمت عددًا من الأعمال.
وبين أشهر أغنياته «دلعو يا دلعو والحب محدش منعو» و«بحبك يا حياة» و«لا
على بالى» و«حبيبتى يا حبيبتى» لكن أغنيته الأشهر على الإطلاق كانت «مدد
مدد شدى حيلك يا بلد» التى باتت أحد أيقونات النضال المصرى فى مجالات كثيرة
وتم ترديدها على نطاق واسع خلال أحداث الثورة المصرية.
وظهر الراحل كممثل فى عدد من الأفلام السينمائية أشهرها «الزوجة الثانية»
و«شباب فى العاصفة» و«السيد البلطى» ووضع موسيقى أفلام «قلب جرىء»
و«كريستال» و«مرسيدس» و«المهاجر» و«إسكندرية كمان وكمان» وغيرها.
وإلى جانب كونه مؤلفًا موسيقيًا وملحنًا معروفًا فإن الراحل عمل لسنوات
طوال كأستاذ للصوتيات بمعهد السينما وأستاذ للمسرح الغنائى بمعهد الموسيقى
العربية وله الكثير من الأبحاث فى الموسيقى الفرعونية والتاريخ الفرعونى
واللغة المصرية القديمة.
وحاز محمد نوح على جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون من المجلس الأعلى
للثقافة عام 1991 وجائزة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نفس العام.
أكتوبر المصرية في
15/08/2012 |