*«وداعا، ملكتي» هو فيلم آخر عن الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت وأيامها
الأخيرة في قصر الفرساي إبان الثورة التي امتدت لأربعة أيام (من الرابع عشر
إلى السابع عشر من عام 1848). في دور الملكة، لدينا الممثلة الألمانية
دايان كروغر التي تواكب منذ سنوات ما يعرض عليها من أعمال على نحو موفق.
تارة نجدها في أفلام أميركية وتارة في أفلام أوروبية. مرة هي في أتون فيلم
تجاري، ومرة أخرى هي من عماد فيلم فني. وبهذا، أنجزت 27 دورا في عشر سنوات
منذ بداية عملها ممثلة في عام 2002.
ولدت في الخامس عشر من يوليو (تموز) سنة 1976، مما يجعلها الآن في
السادسة والثلاثين من العمر، وكانت شغفت برقص الباليه فدرسته في لندن،
لكنها أصيبت بكسر في قدمها خلال التمارين، مما أنهى آمالها في هذا المجال.
البديل هو اعتلاء خشبة عروض الأزياء وهي مارست ذلك لبضع سنوات قبل أن تقرر
التمثيل. بناء على نصيحة المخرج لوك بيسون انتقلت إلى باريس، كون باريس
أقرب إلى تحقيق هذه الرغبة على نطاق واسع من برلين. شاهدناها في دور هيلينا
في «طروادة» لوولفغانغ بيترسون (2004)، وظهرت في الفيلم الكندي «عصر
التجاهل» لدنيس أركان (2007) وكانت في عداد ممثلي «أرذال غير جديرين»
لكونتين تارانتينو (2009).
·
هناك نقطة مشتركة بينك وبين ماري
أنطوانيت، هي أنك الآن في السادسة والثلاثين من العمر وهو العمر الذي كانت
عليه ماري أنطوانيت حين وقعت الثورة الفرنسية.
- بل هناك أكثر من تشابه واحد. عيد ميلادي هو الخامس عشر من يوليو
(تموز) والأحداث تدور في الأيام الأربعة الأخيرة من حياتها. أمي اسمها
ماريا تيريزا كما كان اسم أمها، وكنا في السن ذاته حين جئنا إلى باريس. أنا
ألمانية وهي من النمسا التي كانت أيامها جزءا من الإمبراطورية البروسية
التي شملت ألمانيا.
·
كيف اخترت هذا الدور إذن؟
- لم أختره. هو الذي اختارني فأنا لم أفكر يوما في أن أؤدي شخصية ماري
أنطوانيت. كنت في طاجيسكتان (كانت تمثل بطولة فيلم فرنسي بعنوان «قوات
خاصة» يدور حول الحرب الأفغانية) عندما وصلني السيناريو عن طريق وكيل
أعمالي. لكني أقول لك ما أعجبني فيه ودفعني لقبوله: هناك رسم حميمي للشخصية
يختلف عن الكثير من الأفلام التي تعرضت للملكة ماري أنطوانيت. وجدت نفسي
قادرة على فهم ما كانت تمر به من مسائل خلال تلك الأيام العصيبة من حياتها.
·
تم التصوير في قصر فرساي نفسه..
- نعم. كنت مذهولة مما رأيت. طبعا لم نصور كل شيء في القصر. لا يستطيع
فريق سينمائي استخدام الغرف الداخلية ولا الفرش أو الأثاث. هذا تم تصويره
في مكان آخر، لكني جلت في المكان واستطعت لمس بعض ملابسها. لا أستطيع أن
أصف الشعور الذي انتابني، لكني الآن سعيدة بأن أتيحت لي الفرصة لتمثيل هذا
الفيلم.
·
هل كنت مطلعة على شخصية ماري
أنطوانيت من قبل؟
- فقط ما حفظته عنها في المدرسة. حين وافقت على الدور قرأت سيرة
حياتها التي وضعها ستيفن زويغ وهي السيرة التي اعتمدها الفيلم.
·
إنه من المثير كثرة الأفلام التي
دارت حولها، ودائما ما هناك جديد يضاف في كل مرة. لكني سأنتقل إلى ما هو
خاص بك وليس بها. ولدت في ألمانيا وعشت فترة في لندن ثم في باريس وتداومين
على زيارة هوليوود. أعتقد أن لديك شقة هنا… كيف تجدين الحياة بين كل هذه
الثقافات؟
- بطبيعة الحال، أنا ألمانية المولد، لكني عشت خارج ألمانيا أكثر مما
عشت فيها. أشعر بأني فرنسية جدا في بعض الأحيان، ثم أشعر بأني أميركية في
أحيان أخرى. هنا، أنا معجبة بطريقة العمل وبنظامه وبجديته، لكني أفتقد
أوروبا كثيرا حين أبقى في الولايات المتحدة لفترة طويلة. نوعية الحياة هي
أفضل في باريس، حيث لا يأتي أحد في الوقت المحدد (تضحك)، ولديك فرصة أن
تأخذ ستة أسابيع عطلة بفرض من الاتحاد العمالي الذي لا وجود له هنا. هناك
راحة أكبر في التعامل. نوع من الألفة التي تتجاوز العمل اليومي والعلاقات
المحددة بشروط المكان والتصوير وبين العاملين كما الحال هنا.
·
في واحدة من مقابلاتك السابقة،
ذكرت ردا على سؤال أن الممثلة الراحلة رومي شنايدر لها تأثير عليك. لكن
الحديث توجه بعد ذلك صوب مناطق أخرى. ما هذا التأثير الذي قصدتيه؟
- حين كنت لا أزال في لندن وبرلين حلمت بأن آتي إلى باريس وأعمل،
واستوحيت من رومي شنايدر الشخصية التي حلمت بها. كانت حياتها حالة رومانسية
وكانت مصدرا لضوء يشع لا يمكن الشعور به إلا لفتاة مثلي مفتونة بكل ما هو
فرنسي آنذاك. لقد أعجبت برومي شنايدر وبالأفلام الفرنسية ككل، بل أحببت
السينما الفرنسية بسبب رومي شنايدر.
·
كيف كان استقبالك في فرنسا أول
ما حللت بها؟
- استقبلني الفرنسيون كما لو كنت واحدة منهم. هذا مؤكد. لقد درست
الدراما في باريس وبدأت التمثيل في السينما الفرنسية لبضع سنوات قبل أن
أنتقل إلى باقي أوروبا وإلى هوليوود، وإلى اليوم يعتبرونني بمثابة الشقيقة
الصغيرة. لاحظت أيضا أنه حينما أمثل فيلما كبيرا وناجحا فإنهم يعتبرونني
ممثلة فرنسية، وحين لا يكون الفيلم كذلك فأنا ممثلة فرنسية - ألمانية
(تضحك).
·
هل تذكرين المرة الأولى التي
وصلت فيها إلى هوليوود؟ ما كان شعورك؟
- المرة الأولى كانت بسبب فيلم «طروادة» وكنت في حالة دهشة كاملة. لم
يكن لدي وكيل أعمال، بل فزت بالدور بعدما أرسلت شريطا لمجمل أعمالي. لاحقا،
وجدت نفسي ملاحقة من قبل وكلاء أعمال، كل منهم يريد مني أن أعينه للعمل لي.
كنت أعتقد أنها لا تمطر هنا وأن الطقس دائما جميل، لذلك وصلت في نوفمبر
(تشرين الثاني) بثياب صيفية وكانت تمطر بشدة ولم يكن لدي وقت لشراء ملابس
جديدة. حضرت اجتماع العمل الأول بملابس صيفية. حتى الآن، لا أنسى نظرات من
قابلتهم... لا بد أنهم اعتقدوا أنني مجنونة (تضحك).
لكني إلى الآن، وكما ذكرت، أشعر كم هي مدينة مختلفة عن أي مدينة أخرى
في العالم، وعن أوروبا بشكل عام، وذلك على صعيد شخصي كما على صعيد العمل
بحد ذاته.
·
هل صحيح أنك كنت مرشحة للظهور في
فيلم جيمس بوند الجديد «سكايفول»؟
- لا. لا علم لي بذلك. ربما هذا ما ذكرته بعض مواقع الإنترنت. لم أرغب
في أن أكون ما يسمونه «فتاة بوند»، لكني معجبة بهذه الأفلام عموما.
·
الفيلم الأفضل بينها؟
- ذلك الذي يتم فيه طلاء الممثلة بـالذهب.
·
«غولدفينغر».
- نعم هذا هو.
جولة في سينما العالم
* كان الشائع بين الفنانين العرب إذا ما تم سؤالهم حول من يرونه
الأفضل بين أعمالهم، أن يقولوا: «كلهم زي أولادي» كإشارة إلى اعتزاز الفنان
بأعماله جميعا ولا رغبة أو قدرة له على تحديد عمل يراه أفضل من ما سواه.
لكن المسألة تختلف بين نقاد السينما، فمن السهل، بل من المرغوب عندنا،
المقارنة بين الأفلام والتفضيل. فنحن اعتدنا أن نضع القوائم بالأفلام التي
تراها أفضل أو أسوأ مما شاهدناه، واعتدنا أن نجري المقارنات بين أفلام
أحيانا لم يدر في خلد أحد أنه يمكن إجراء مقارنات بينها، وما الإدلاء
بالاستفتاءات النقدية إلا تأكيد على قبولنا بمبدأ التمييز بين الأعمال.
ربما لأننا لم نخرج تلك الأفلام أو نمثل فيها وغير ملزمين بأي نوع من
الدبلوماسية ومحاولة الدفاع عن كل إنجاز.
* استفتاء المجلة البريطانية السينمائية العريقة «سايت آند ساوند»
الذي سيتم نشره في السابع من هذا الشهر طلب من سينمائيين ونقاد من كافة
أنحاء العالم (بينهم هذا الناقد كما المخرج المصري محمد خان) التصويت على
أفضل عشرة أفلام من تاريخ السينما إلى اليوم. 846 هم الذين استجابوا، وما
فعلته المجلة بعد ذلك هي أنها ألـفت من النتائج قائمة بأفضل خمسين فيلما تم
التصويت لها وعلى رأس تلك القائمة، وللمرّة الأولى، فيلم «فرتيغو» لشيخ
مخرجي التشويق ألفرد هيتشكوك نظرا لكونه نال أكبر عدد من الأصوات. بذلك،
أزاح هذا الفيلم الفيلم السابق الذي عادة ما تربع على القوائم النقدية
السابقة وهو «المواطن كاين» لأورسن وَلز. طبعا يمكن تفكيك الفيلمين لقطة
لقطة والبحث في مكامن التمايز بين الواحد والآخر، لكن الجدير بالذكر هنا هو
التالي: في حين أن الصياغة الابتكارية لفيلم أورسن وَلز (1941) ولغته
التشكيلية ما زالتا من أفضل ما طبع على أشرطة سينمائية، إلا أن الواضح أن
الفيلم هَرُم أخيرا. في المقابل، نجد أن «فرتيغو» (1958) لا يزال يشكل
اكتشافا جديدا حتى لمن شاهده مرارا أكثر من مرة (نقدنا له في مكان آخر من
هذه الصفحة). المشترك الجيد بينهما هو أن كل منهما يتركنا بعد المشاهدة في
متاهة مقصودة، هي من أحبب متاهات الحياة.
* هذا، للأسف، ما لا يمكن ذكره عن أي من أفلام هذا الأسبوع. بل ولا عن
أي أسبوع ومنذ زمن يقاس بالسنوات، باستثناء أفلام لا تتعدى أصابع اليد
الواحدة، من بين آخرها فيلم ترنس مالك «شجرة الحياة» وفيلم مارتن سكورسيزي
«هوغو». الأفلام الجديدة التي تطل ليس منها ما يوازي بأكمله لقطة واحدة من
صياغة وَلز وهيتشكوك أو أوزو أو بريسون أو رنوار أو ميزوغوشي أو من سواهما
من سادة السينما السابقة، وهي - الأفلام الحالية - لا تقصد بالطبع أن تكون
ما يجعل الكتابة عنها تتشابه أحيانا بتشابه مستوياتها. لكن هناك استثناء
معين تعرضه صالات السينما في أكثر من عاصمة حاليا هو فيلم للمخرج البولندي
باول باوليكوفسكي عنوانه «المرأة في الخامس». جيد في كتابته وتفليمه على
نحو شامل ومن النوع الذي يحفز مشاهديه على طرح أسئلة تبقى، عن قصد، من دون
جواب. سوف لن نجد شيئا من هذا في «توتال ريكول» الذي هو أكبر الأفلام
الجديدة حجما وهو إعادة صنع لنسخة بول فرهوفن التي تم تحقيقها سنة 1990.
الحكاية ما زالت كما هي، لكن الشخصيات تغيّرت... كيت بكنسال تؤدي الدور
الذي لعبته شارون ستون (ترى أين هي الآن؟) وكولين فارل في الشخصية التي
أداها أرنولد شوارتزنيغر.
* خيبة الأمل التجارية في إيرادات الأسبوع الماضي كانت من نصيب فيلم
«المراقبة»، إذ حط ثالثا بعيدا بفرسخ أو اثنين عن نتائج فيلم «الفارس
الداكن» (انظر قائمة أكثر الأفلام رواجا)، هذا الفيلم لم يتكلف كثيرا، نحو
70 مليون دولار فقط، ينهمك منتجوه بتقبيلها قبلة الوداع، إذ جمع الفيلم في
أسبوعه الأول نحو 13 مليون دولار من سوق أميركا الشمالية (الولايات
المتحدة، كندا والمكسيك). سببان يقفان وراء هذا الإخفاق: النجاح العملاق
لـ«الفارس الداكن» وحادثة وقعت قبل شهرين عندما قام متطوع أمني في لجنة
مراقبة أهلية (كما تنص حكاية هذا الفيلم) بقتل شاب أسود أعزل من السلاح
لمجرد الاشتباه به، مما وصم هذا الفيلم بعدائية تلقائية أثرت على نسبة
حضوره حتى من بعد تأجيل عرضه إلى هذه الأسابيع. لكن بالنظر لمستوى الفيلم،
ربما كان آيلا للفشل حتى من دون أي سبب آخر.
بين الأفلام
* فرتيغو:
إخراج: ألفرد هيتشكوك أدوار أولى: جيمس ستيوارت، كيم نوفاك النوع:
تشويق تقييم: (5*) (من خمسة) واحد من «هيتشكوكيات» هيتشكوك هو لغز المرأة
المفقودة. المرأة التي تظهر وتختفي كما الحال في «السيدة تختفي» (1938)، أو
تظهر ثم تختفي ثم تظهر في مكان آخر كما في «شمال شمالي غرب» (1959)، أو
التي يراد لها أن تختفي («غريبان في القطار» - 1951)، أو تلك التي تقتل
أمامنا بعد ظهورها بدقائق («سايكو» - 1960 و«فرنزي» - 1972) وماذا عن
المرأة التي تعود، في مطلع الفيلم، بعد سنوات غياب كما في «طيور» (1963)؟
فيلمان من هذه النماذج، وهناك ما سواها، يدوران حول المرأة التي ربما
- فقط ربما - لم تكن موجودة: المرأة في الشقة المواجهة في فيلم «نافذة
خلفية» (1954) وتلك التي في «فرتيغو» (1958). والأخير هو أكثر أعمال
هيتشكوك إثارة للجدل، كونه أكثرها اعتمادا على اللغزية.
يفتح الفيلم بكلوز أب على وجه امرأة. الشفتان. العينان. النظرات
المتوترة. الوجه يبقى بلا تحديد للمشاعر التي تختفي وراءه. وبعد ذلك، هناك
خطوط دائرية تلتف حول نفسها تبدو كما لو كانت خارجة من وجه المرأة إلى وجه
المشاهد. دوران يرمز للعنوان كما للحالة النفسية الغامضة التي سنراها. هذه
امرأة في أزمة، لكننا سنشاهد أن الأزمة بالفعل هي من نصيب الرجل في الفيلم.
تحديدا التحري سكوتي (جيمس ستيوارت) الذي - بعد مشهد تمهيدي رائع - اعتزل
العمل البوليسي ولو أن هذا العمل لن يتركه بسلام. لقد طلب منه صديق قديم أن
يقتفي أثر زوجته. هو قلق عليها لأنها لا تبدو سعيدة. يوافق سكوتي على مضض
ويتعرف على ملامحها، بتدبير من الزوج، خلال وجودها في ناد ليلي. لقد بلع
سكوتي الطعم. هي من الآن وصاعدا كل شيء في حياته. يلاحقها متسائلا عما يعصف
بها. لماذا هي وحيدة ومنعزلة ولماذا تقدم على رمي نفسها في مياه البحر.
ينقذها، ثم يتسبب في موتها بعد ذلك... أو هكذا اعتقد. خلال حياتها ثم خلال
اعتقاده أنه قتلها لا تكف عن أن تصبح لغز حياة. هي أكثر من حب. هي وله لرجل
ربما هو بدوره لا يعيش الحقيقة التي نعتقد أنه يعيش، وذلك بالرجوع إلى
المشهد الأول من الفيلم له وهو معلق على حافة سطح بعدما تدلى خلال مطاردته
لشخص آخر. حين يمد شرطي يده لكي يرفعه يهوى الشرطي من عل. كيف استطاع سكوتي
أن ينجو وهو بالكاد قادر على الحفاظ على وضعه ذاك؟ هل مات؟ هل ما نراه لم
يحدث؟ هل نحن جزء من التوليفة والنكتة الهيتشكوكية التي انطلت علينا؟ ثم
إذن لم يكن ميتا، ما حقيقة هذه المرأة؟ هل هي موجودة؟
«فرتيغو» هو بقدر كبير منه حول الخوف من الارتفاعات الشاهقة: مطلع
الفيلم، نرى جيمس ستيوارت مذعورا، وفي مشهد آخر يفشل في إنقاذ المرأة
الغامضة لأنه خائف من التقدم إلى حافة الشرفة في برج الكنيسة للإمساك بها
قبل سقوطها. في «شمال شمالي غرب» تقع المطاردة الأخيرة فوق جبل ماونت
روشمور حيث تماثيل رؤساء أميركيين. وفي «مخرب» (1942) تقع في أعلى تمثال
الحرية. في الفيلمين محاولة بطل الفيلم (غاري غرانت في الأول وروبرت كمينغز
في الثاني) يتدليان من فوق نقطة شاهقة الارتفاع. لكن هذه التفعيلة في «فرتيغو»
ليست مجرد مواقف نهائية... إنها بداية. مفتاح لغز لم يستطع أحد سوى هيتشكوك
الإمساك به.
شباك التذاكر
* ليس غريبا استمرار التدفق على مشاهدة «الفارس الداكن»، الذي أنجز في
عشرة أيام 295 مليون دولار في الولايات المتحدة، يضاف إليها 126 مليون
دولار في أيامه العالمية الثلاثة الأولى. أما «المراقبة» فحط ثالثا بنحو 13
مليون دولار.
1 (1
The Dark Night Rises: $64.404.286 2 (1) Ice Age: Continental
Shift: $13.392.266 3 (-) The Watch: $12.809.577 4 (-) Step Up
Revolution: $11.859.715 5 (3) Ted: $7.353.002 6 (2) The Amazing
Spider-Man: $6.890.324 7 (4) Brave: $4.236.056 8 (6) Magic Mike:
$2.488.320 9 (5) Savages: $1.753.249 10 (9) Moonrise Kingdom: $1.280.414
موسم الجوائز
1925 | قطار الكوميديا
* ذكرنا في الأسبوع الماضي أن المنافسة لأفضل فيلم كوميدي دارت، كمعظم
الأعوام السابقة، بين قمتين هما باستر كيتون وتشارلي تشابلن، وانتظر فيها،
بفارق محدود، تشابلن عبر فيلمه «الاندفاع للذهب»، لكن لا فيلم تشابلن هذا
ولا فيلم كيتون «اذهب غربا» اعتلا «التوب تن» في إيرادات ذلك العام. الفيلم
الكوميدي الذي دخل قائمة العشرة كان لكوميدي ثالث لم ينل حظا كبيرا من
الشهرة إلا في السنوات العشر الأخيرة أو نحوها هو هارولد لويد عبر فيلم
بعنوان «الخريج» (الذي يقترب موضوعه من «اذهب للغرب») الذي حط ثامنا في
القائمة. الفيلم الأول كان من نصيب «العرض الكبير»
The Big Parade
لكينغ فيدور، راسما حكاية عاطفية على خلفية الحرب العالمية الأولى.
الفيلم الثاني هو «بن حور» لفرد نيبلو الذي، بحسبان كل الأركان
والجوانب، أفضل من نسخة لاحقة أنجزها ويليام وايلر سنة 1959.
الشرق الأوسط في
03/08/2012
الجمهوريون يمنعون "هوليوود" من
الدعاية لأوباما
أفلام الموسم طامعة في الإيرادات
والنقاد
محمد رُضا
في الشهر الماضي، عرض المخرج كوينتين تارانتينو مقاطع من فيلمه الجديد
“دجانغو غير مُقيّد” في سوق “كوميك- كون” السينمائي المتخصص بالترويج
للأفلام الخيالية والغرائبية وكل ما يدخل في مضمارهما من أعمال . ومع أن
الفيلم ليس من هذه الطينة بعينها، فهو فيلم “وسترن” في نهاية المطاف وليس
خيالاً علمياً له علاقة بغزو الفضاء، أو غزو الفضاء لنا كما هو سائد هذه
الأيام، إلا أن عرض الفيلم في ذلك السوق/ التظاهرة كان قراراً صائباً من
وجهة نظر ترويجية كونه كان مختلفاً .
والغاية كانت أكثر من مجرد أن يكون الفيلم مختلفاً وهي دفعه إلى
الصدارة في مطلع هذا الموسم الجديد لغايتين رئيسيّتين، الأولى إحداث رواج
إعلامي يخدم عروض الفيلم التجارية، والثانية بلورته كعمل يستحق تقدير مانحي
الجوائز التي ستتوالى ما بين الأسابيع الأخيرة من العام الحالي وصولاً إلى
حفلة الأوسكار التي ستقام في مارس/ آذار المقبل .
طبعاً، الغاية الثانية لم تعد خفية منذ أن فاز فيلم تارانتينو السابق
“أرذال غير جديرين”
Inglorious Bastards
بعشرة ترشيحات في مسابقة الأوسكار وخرج بجائزة فعلية واحدة هي جائزة أفضل
ممثل مساند التي مُنحت لكريستوف وولتز عن دوره كضابط نازي في ذلك الفيلم .
“دجانغو غير مُقيّد” يشترك مع حفنة أفلام جديدة ستعرض في الموسم المقبل
الذي يبدأ مع نهايات هذا الشهر ويستمر حتى نهاية العام، في السعي لكسب
جانبي هذا الموسم المالي والنقدي . ليس هناك من أفلام فنّية فعلية هذا
العام، كما كان حال فيلم مارتن سكورسيزي “هوغو” والفيلم الفرنسي “الفنان”،
لكن هناك الكثير من الأعمال التي ترتفع بمستواها إلى سقف محتمل من الفن
وتقترب في الوقت ذاته من تلبية رغبات الفئة الأوسع من الجمهور .
أحد هذه الأفلام “السيد” للمخرج بول توماس أندرسن، الذي سيكون، بالحكم
على فيلمه السابق “سيكون هناك دم”، أحد أهم المخرجين المطروحين في موسم
المسابقات هذا . في الوقت ذاته، هو فيلم حسّاس يتحدّث عن رئيس كنيسة خاصّة
مشكوك في انتماءاتها وهويّتها الدينية . من شاهد الفيلم، وهم قلّة، يؤكدون
أنه سيجعل ل . رون هوبارد مؤسسة كنيسة “السيانتالوجي” المعروفة يشعر بالقلق
او الغضب او كليهما معاً، لأن الشخصية مرسومة عليه نموذجاً .
وهناك “بلا قانون”، الفيلم الجديد للمخرج جون هيلكوت الذي يتناول حرب
صنع الخمور غير المصرّح به، وهو من بطولة غاي بيرس، غاري أولدمن، جسيكا
شستين وتوم هاردي . ثم هناك “اقتلهم بنعومة” لأندرو دومينيك حول قاتل مأجور
(براد بت) ينفّذ سلسلة اغتيالات تطال أولئك الذين استأجروه أيضاً .
ومن الأفلام الأخرى التي تهدف لإشغال بال القائمين على مسابقات
الجوائز الموسمية مثل “غولدن غلوب” والأوسكار وجوائز الجمعيات الفنية
المختلفة (في الإخراج والكتابة والتمثيل والإنتاج والتصوير الخî) فيلم كاثلين بيغلو الجديد “زيرو دارك ثيرتي”، وهو العنوان الجديد
للمشروع الذي كانت بدأت بتصويره في الهند وباكستان بعنوان “أسامة” ثم “صيد
أسامة” حول اغتيال أسامة بن لادن . وبيغلو كانت أحرزت جوائز عدّة عن فيلمها
السابق “خزنة الألم” .
وللفيلم ذاته جانب آخر نكشف عنه هنا للمرّة الأولى خارج هوليوود:
حينما أدرك الحزب الجمهوري أن فيلم بيغلو الجديد سيُفتتح في أكتوبر/ تشرين
الأول احتج على القرار على أساس خشيته من أن يساعد ذلك حملة الرئيس أوباما
في تلك الفترة الحرجة من فترة الانتخابات الأمريكية، ذلك لأن الذائع هو أن
صانعي الفيلم استندوا إلى معلومات من البيت الأبيض مباشرة حول كيفية تنفيذ
عملية الاغتيال ما قد يعود على أوباما بالفائدة كونه وقف شخصياً وراء ذلك
الإنجاز . هذا ما دفع شركة التوزيع (كولمبيا) الى تعيين موعد لاحق للعرض
(ديسمبر/ كانون الأول) تجنّباً لنبذ أي فريق .
وضع مماثل يحيط بفيلم من إنتاج وإخراج ستيفن سبيلبرغ هو “لينكولن”
والاسم كاف لجعل الخلاف السياسي حامي الوطيس حول ما إذا كان الحديث حول
الرئيس الأمريكي السادس عشر يمكن له أن يعزز مكانة أوباما الانتخابية أم لا
. والموعد المحدد للفيلم الذي يأمل سبيلبرغ به العودة إلى قارعة الأوسكار
(بعد مغامرتين فاشلتين هما “حصان أسود” و”مغامرات تن تن”) هو أيضاً أكتوبر،
لكن البحث بدأ حول احتمال تأجيل عرضه لما بعد الانتخابات المقبلة . وكان
فيلم ثالث دخل حقل الاعتبارات ذاتها هو “فجر أحمر” الذي يتحدّث عن غزو كوري
شمالي (بمباركة صينية-روسية) للولايات المتحدة، فعرض الفيلم المنجز منذ
سنتين تأخر ما يكفي وهو الآن محدد في الحادي والعشرين من نوفمبر/ تشرين
الثاني بعدما كان مقرراً له العرض قبل أسبوع واحد من الانتخابات التي ستجرى
في السادس منه، لولا مخاوف الجمهوريين أيضاً من أن يحمل الفيلم دعاية غير
مباشرة للرئيس أوباما .
إلى كل ذلك، هناك فيلمان لن يستطيعا اللحاق بركب أفلام الموسم هما
“رحلة عذاب الضمير” الذي هو عودة باربرا سترايسند للإخراج، و”داخل ليووين
ديفيز” لجول وإيثان كوون . كلاهما لن يكون العمل عليه انتهى كما كان مقرراً
.
شاشة الناقد
رجل تحت الضغط
****
The Woman in the Fifth
المرأة في الخامس
إخراج: باول باوليكوفسكي
تمثيل: إيثان هوك، كرستين سكوت توماس، جوانا كوليغ، سمير قصيمي
تشويق - فرنسا - بريطانيا - بولندا .
“المرأة في الخامس”، والمقصود الدور الخامس طبعاً، نوع من الأفلام الذي
يطرح للمشاهد مواقف تؤدي إلى أسئلة تطرحها أنت في المقابل، لكنه عندما
ينتهي (بعد نحو ساعة ونصف الساعة فقط) لا يجيب عن أسئلتك ولا يحدد مواقفه
على نحو ثابت . هذا ما يؤدي بالمشاهد إلى حالة من اثنتين: إما هو معجب، مثل
هذا الناقد، بإنجاز من التشويق النفسي او مُصاب بإحباط كونه لم يفهم ما حدث
خلال العرض تماماً . في هذه الحالة الأخيرة، فإن المشاهد غالباً ما يكون من
النوع الذي اعتاد على أن يدخل الفيلم، أي فيلم، ليحكي له قصّة مفهومة .
لا يمكن لومه او لوم المشاهد المعجب . نحن أمام فيلم بُني على أن
يُثير قدراً من الأسئلة تنبع من وضع واقعي وتتطوّر إلى ما يشبه الأحجية من
دون التخلّي عن واقعيّته . توم ريكس (إيثان هوك) هو كاتب روائي أمريكي
نتعرّف إليه حال وصوله إلى المطار ونعرف مهمّته من المشاهد الأول حين يسأله
الضابط: “كم ترغب في البقاء هنا، مستر ريكس” فيرد عليه: “سأعيش هنا . زوجتي
وابنتي تعيشان في باريس . زوجتي تعمل وسأكون بجانب ابنتي” . الضابط رضي
بهذه الإجابة وختم على جواز سفر توم . لكن إما توم كان يتمنّى او أنه لم
يكن يعرف موقف زوجته (دلفين شويلو) منه . نعلم سريعاً أن حكماً صدر عليه
بالبقاء بعيداً عن زوجته وابنته، وما تلبث أن تطلب الشرطة فيضطر للهرب .
حين تسرق حقيبته وأمواله في حافلة عمومية يجد نفسه في مقهى يديره شرق
متوسّطي اسمه “قيصر” . الموسيقا عربية في أحد المشاهد ثم تركية في مشهد
لاحق ما يمنعنا من التصنيف . قيصر يعطي توم عملاً بدلاً من الجلوس ست ساعات
من العاشرة ليلاً في غرفة تحت أرضية وفتح الباب لمن يقول له: “أريد مقابلة
السيد عالَم” (مستر وورلد) . في الوقت ذاته يتعرّف إلى امرأة غامضة اسمها
مارغيت (كرستين سكوت توماس) التي ربما تكون ماتت منتحرة قبل سنوات بعيدة،
او هكذا تخبره الشرطة لاحقاً . ما بين علاقته بها وعلاقته ببولندية مهاجرة
(جوانا كوليغ) ورغبته في لقاء ابنته التي لا يزيد عمرها على ست سنوات،
تتوزّع عواطف هذا الكاتب الواعد . من ناحية أخرى، ما بين إقامته في حجرة
أصغر من علبة الكبريت وبالقرب منه جار يهدده ولا يكف عن الصراخ وعمل غريب
قد يحتوي على عمليات تعذيب، يجد توم نفسه في عنق زجاجة لا يقدر على النزول
او الصعود منها .
توم هو رجل تحت الضغط يعيش حالة انفجار وكل شيء يعمل على عكس ما يريد
. وفوق ذلك مصيره غامض . مع المشاهد حق في اعتبار أن ما يشاهده هو الحكاية
كاملة، ومعه حق في الظن أن الرجل ربما معتوه . الفريق الثالث، الذي انتمي
إليه، ينظر إلى ما يراه على أساس أنه رواية توم المقبلة . المخرج البولندي
باوليكوفسكي يعرف تماماً ما يريد من اللقطة ويوظّفها صحيحاً ويبني بها
عملاً يحمل ألغازاً غير مقحمة، بل تبدو على غرائبيتها واقعية . السؤال يصبح
في النهاية ما إذا كان توم نفسه شخصاً حقيقياً او هو بطل روايته المقبلة .
أوراق ومشاهد
كتابة للراحل غور فيدال
**
The Left Handed Gun (1958)
الكاتب غور فيدال الذي رحل قبل أيام لم يكن روائياً فقط، بل كتب
سيناريوهات لنحو خمسة عشر فيلماً أبرزها، في مطلع مهنته هذه فيلم “المسدس
الأيسر” الذي كان الإخراج الأول لسينمائي من جيل الفترة البارزين هو آرثر
بن .
الفيلم كان في الأصل مسرحية تلفزيونية وضعها غور وساعده على تحويلها
إلى فيلم كاتب سيناريو متخصص هو لزلي ستيفنز . المشروع أعجب المخرج بن كونه
هو أيضاً آتياً من خلفية تلفزيونية . والقيادة أسندت إلى الممثل بول نيومان
الذي كان بدأ يتمتّع بنجومية معيّنة خصوصاً بعدما وقف أمام جوانا وودوورد
في فيلم لمارتن رِت عنوانه “الصيف الحار الطويل”، لكن ما حققه من تقدّم
ونجاح في ذلك الفيلم المأخوذ عن رواية لوليام فولكنر خسره في هذا الفيلم
الذي يتعثّر لسببين: الأول هو أنه نتاج رغبة في رسم صورة مختلفة عن الشائع
لشخصية حقيقية في الغرب الأمريكي، والثاني، وهو الأقوى، أداء نيومان الضعيف
.
الشخصية المقصودة التي يؤديها نيومان هي “بيلي ذ . كِد”، وهي شخصية
واقعية لشاب قاتل تناولته السينما عشرات المرات من قبل ومن بعد . بعض تلك
الأفلام قدّمه كما كان، مجرماً أرعن، وبعضها الآخر حاول الدفاع عنه لأسباب
معظمها واه مثل أن يكون لاعب الدور نجماً كبيراً لا يريد الفيلم أن يشوّه
صورته. أفضل فيلم عن هذه الشخصية هو ذلك الذي حققه سام بكنباه سنة 1973
بعنوان “بات غاريت وبيلي ذ كِد” الذي قدّم بيلي شريراً يائساً وخطراً في
الوقت ذاته كما لعبه كريس كريستوفرسون وقدّم في المقابل بات غاريت (جيمس
كاميرون) في دور رجل القانون الذي يطارده بعدما كان صديقاً له في زمن غابر
.
فيلم آرثر بن يتبنّى منهج تفسير نفسي لشخصية يعترف بأنها مهتزّة تعاني
سوء فهمها للآخر وفهم الآخر لها . ذلك لم يُثر الجمهور (ولم يكن كافياً
لإثارة النقاد) بل تأتي مزاولة بول نيومان لدوره لتقصم العمل، إذ أدّى
الدور بمزاولة مسرحية مفبركة ومعتمداً على نطق غير واضح متحاشياً النظر إلى
الممثلين الآخرين لمعظم المشاهد .
غور فيدال استمر في الكتابة ثم مثّل بضعة أفلام (آخرها فيلم مستقل
بعنوان “طبيب نفسي” لاعباً شخصية ثانوية) أما آرثر بن فانتقل إلى صرح أعمال
أكبر وأفضل من بينها “بوني وكلايد” و”المطاردة” و”رجل صغير كبير” .
م . ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
05/08/2012
السيناريست نادر صلاح الدين:
كتبت حلم عزيز دون تحديد أبطاله
كتب: القاهرة – هيثم عسران
في تجربته الكوميدية الجديدة «حلم عزيز» يقدم السيناريست نادر صلاح
الدين دعوة إلى الإنسان لمحاسبة نفسه في الحياة كي يحظى بالجنة ويبتعد عن
النار. في حواره مع «الجريدة» يتحدث عن الفيلم وفكرة الاستعانة بتقنية
الغرافيك لتقديم 45 دقيقة من أحداثه، مؤكداً أنه كتب العمل من دون أن يحدد
أبطالاً بعينهم.
·
للمرة الأولى يتناول فيلم
سينمائي فكرة الجنة والنار، ألم تفكر في المحاذير الرقابية عندما أطلقت
«حلم عزيز»؟
إذا وضعت أمامي المحاذير الرقابية، فلن أقدم أي عمل جديد لأن التفكير
بهذه الطريقة لا يساعد على الإبداع مطلقاً، كذلك الجانب الإنتاجي أيضاً لم
أضعه في اعتباراتي لأنه قد يؤثر سلباً إذ ركزت فيه، خصوصاً مع ميزانية
العمل المرتفعة.
استلهمت العمل من التراث والدين، وفكرة الثواب والعقاب مذكورة في
القرآن الكريم، فما هي المشكلة في التعرض لها، خصوصاً أن ذكرها جاء كي
نتخيلها ونعتبر، أي نترك العنان لخيالنا حول النعيم الذي ينتظرنا في الجنة
والأهوال التي قد تنتظرنا في النار.
·
هل واجهتك مشاكل رقابية؟
على الإطلاق. أطلعت الرقابة على السيناريو وشاهدت العمل بعد انتهاء
تصويره ولم تبد أي اعتراض.
·
لكن ثمة اعتراضات واجهت الفيلم؟
لم يواجه أي اعتراض. سمعت في وسائل الإعلام عن بلاغين من محاميين
إسلاميين ضد الفيلم على اعتبار أن الجنة والنار من المقدسات ولا يجب المساس
بهما، لكن لم أتسلم أي إخطارات رسمية. لا أعتقد أن من حق أحد أن يقوم
بالوصاية على الأعمال الفنية، وأي تجاوزات كان سيتم الاعتراض عليها من
الجهات الدينية المختصة سواء الأزهر أو الكنيسة.
يشبه الفيلم كتاب رجل دين إسلامي يتحدث فيه عن مزايا الجنة وويلات
النار كي يقوم بهداية الناس، ويضع صوراً تخيلية سواء في صفحات الكتاب أو
على الغلاف، ولا أعتقد أن ثمة فرقاً بين ما قد تتضمنه الكتب وما يُعرض على
شاشة السينما.
·
هل كتبت الفيلم وفي النص فكرة
الاستعانة بالغرافيك لشخصية والد عزيز التي قدمها شريف منير؟
لا، صاحب الفكرة المخرج عمرو عرفة. عندما جلسنا لنحضر للعمل سوياً
فكرنا في تنفيذ مشاهد الوالد بهذه الطريقة وتحمست لها للغاية. فعلاً، أعدت
صياغة السيناريو لهذه الشخصية بشكل مختلف في طريقة تحركها وظهورها
واختفائها بما يتناسب مع الإمكانات الجديدة، ما جعلها أكثر تشويقاً
للمشاهد.
·
ألم تجازف الشركة المنتجة بسبب
ارتفاع ميزانية العمل في ظل الظروف الحالية؟
الفيلم تجربة مختلفة، خصوصاً أن نحو 45 دقيقة تم تنفيذها بطريقة
الغرافيك، وهي تجربة جديدة على السينما المصرية، لذا كان لا بد من وجود
المنتج المتحمس حتى يخرج العمل بالصورة المطلوبة وهو ما تحقق فعلاً، فلولا
جودة الإنتاج لما حققنا هذا النجاح كله.
·
أظهرت في الفيلم ثلاثة زعماء (من
بينهم الرئيس الليبي معمر القذافي) موجودين في النار، وهو ما اعتبر حكماً
على مصيرهم في الأخرة؟
تزامن المشهد مع ظهور «عزيز» بطل الفيلم وهو في زي فرعون، وللتأكيد
على أن الحساب سيكون لكل شخص مهما كان منصبه أو دينه، قدمت ثلاثة نماذج
لزعماء من ثلاثة أديان مختلفة تحولوا إلى فراعنة وقتلوا شعبهم، فالقذافي
قتل شعبه ورئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير ووزيرها موشيه ديان
عذبا الفلسطينيين، وهتلر ارتكب مذابح في حق اليهود.
·
هل واجه الفيلم أي اعتذارات من
الفنانين المشاركين فيه؟
لم أكتب الفيلم لأبطاله بل من دون أن يتم ترشيح أي فنان، وبعد ذلك
تحمست «الشركة العربية» لإنتاج العمل وأُسند للمخرج عمرو عرفة الذي تولى
ترشيح باقي الأبطال.
·
لماذا استعنت بمنة شلبي وأحمد
رزق؟
الشخصيتان كانتا موجودتين في السيناريو ولم أكتبهما لهما خصيصاً،
والمخرج اقترح اسميهما فوافقا مجاملة لفريق العمل.
·
ردد البعض أن العمل مقتبس من
رواية للكاتب باولو كويلو؟
اطلعت على بعض روايات كويلو، لكني لم أقرأ أي واحدة تتضمن فكرة الفيلم
نفسها. ربما يعتقد البعض أن الفيلم يتحمور حول فكرة أن رجل الأعمال عزيز
يعلم أنه سيموت بعد 30 يوماً، لكنها ليست «الثيمة» الرئيسة.
تطرقت في فيلمي إلى فكرة تصاعد الأحلام في حياة الإنسان ومدى تصديقه
لها، إضافة إلى الدعوة إلى العودة إلى الله وحساب الإنسان لنفسه، خصوصاً
لمن يعتبر أن الدنيا بلا حساب، لذا جاء بطل الفيلم عزيز فاسداً في أكثر من
مجال، ما يعني أن الفيلم بمثابة دعوة إلى التسامح والتصالح مع الآخرين.
·
هل تتجه إلى التخصص بشكل أكبر في
الأعمال الكوميدية، خصوصاً أن تجاربك الأخيرة مثل «أمن دولت» تسير في
الاتجاه نفسه؟
المشاهد المصري يحتاج إلى نوعية الأفلام الكوميدية الخفيفة في هذه
الفترة، وهو ما يتضح في الكتابات الساخرة التي تحظى بنسب قراءة عالية والتي
يتداولها المستخدمون أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
·
ما هو جديدك؟
أوشكت على الانتهاء من سيناريو فيلم «خيال الظل» وسيخرجه أيضاً عمرو
عرفة. يشارك في بطولته أحمد عز ومنة شلبي، ويبدأ التصوير عقب إجازة عيد
الفطر المبارك.
الجريدة الكويتية في
03/08/2012 |