فاجأت الفنانة يسرا جمهور السينما مؤخرا بدورها الكوميدي في فيلم «جيم
أوفر»، التي تشاركها بطولته الفنانة الشابة مي عز الدين، خصوصا مع غنائها
بطريقة شعبية خلال الفيلم.
في حوارها مع «الشرق الأوسط» أوضحت يسرا أنها كانت خائفة جدا في
البداية، حيث إنها لم تقدم هذا النوع من الكوميديا منذ فيلم «الأفوكاتو» مع
الفنان عادل إمام، كما أن التجربة كانت مثيرة جدا لتقديمها، حيث إنها تفعل
في الفيلم أشياء لم تقُم بها من قبل.
كما تفند يسرا ما تردد عن سرقة الفيلم من الفيلم الأجنبي «monster
in law»، موضحة أن الفكرة مقتبسة فقط، وأن فكرة صراع أُم الزوج مع زوجة
الابن أمر معتاد في السينما المصرية.
وتتطرق يسرا خلال حوارها إلى الحديث عن مسلسل «شربات لوز» الذي تعود
به إلى الدراما التلفزيونية في شهر رمضان المقبل، وذلك بعد غياب نحو عامين
منذ أن عرض لها في رمضان 2010 مسلسلها «بالشمع الأحمر». حيث تؤكد سعادتها
الشديدة بتلك العودة، خصوصا أن الشخصية التي تجسدها في العمل مليئة
بالدراما والانفعالات، مما سيضيف إلى مشوارها الفني. كما تطالب يسرا الرئيس
المصري الدكتور محمد مرسي بالحفاظ على حريتها كمواطنة مصرية وكفنانة،
وتناشده الاهتمام بالفن في فترة رئاسته كما فعل الراحلان جمال عبد الناصر
وأنور السادات. وهذا نص الحوار.
·
كيف استقبلت ردود الأفعال حول
فيلم «جيم أوفر»؟
- لم أتوقع كل هذا النجاح للفيلم على كل المستويات، حيث إنه حقق
إيرادات عالية في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهور المصري بالأحداث السياسية،
كما أن رد فعل الأطفال أذهلني حيث قصر الفيلم المسافات بيني وبينهم، كذلك
أغنية الفيلم «حقي برقبتي» حققت نجاحا مدويا لدى كل الفئات العمرية، وعلى
الجانب النقدي نال العمل إعجاب كثير من النقاد، ولا يوجد إلا القليل الذين
لم يعجبهم الفيلم.
·
اعتبر البعض أن فيلم «جيم أوفر»
مغامرة منك لأنك تقدمين دورا كوميديا، وهو أمر لم يعتد الجمهور عليه منك..
ألم يقلقك ذلك؟
- كنت خائفة جدا في البداية، لأنني لم أقدم هذا النوع من الكوميديا
منذ فيلم «الأفوكاتو» مع الفنان عادل إمام، لكن كان لدي إحساس بأن «خلطة»
الفيلم ستنجح، وبالمناسبة فكرة «جيم أوفر» كانت في ذهني منذ سنوات وعرضت
الفكرة على كثير من المنتجين ولكنهم لم يتحمسوا للفكرة؛ كون البطولة لسيدة،
لكن المنتج محمد السبكي وافق دون تردد لأنه يعرف متطلبات جمهور السينما،
فمثلا أغنية الفيلم كانت فكرته، فهو يعلم جيدا ما يعجب الجمهور غير أي شخص
آخر ويفهم المزاج العام جيدا.
·
هل انتابك القلق من تقديم أغنية
«حقي برقبتي»، خصوصا أنك تغنين وترقصين بطريقة شعبية؟
- كنت مرعوبة ومترددة، فهذا نوع جديد من الفن لم أجربه من قبل، كما
كنت قلقة من توظيف الأغنية في الفيلم لأني أجسد شخصية مذيعة من مستوى راقٍ،
وبالتالي فهي بعيدة تماما عن الأغنية، لكن المنتج محمد السبكي شجعني،
وعندما قمت بغنائها لم أكن أتوقع نجاحها، ولو كنت أعرف ذلك لكنت أجدتها
أكثر، أما بالنسبة للجمهور الذين أصابتهم الأغنية بالدهشة والاستغراب فأنا
من حقي كفنانة أن أجسد كل الأدوار، وقد أردت أن أقدم لهم عملا مختلفا عما
سبق وما تعودوا على رؤيته مني، ومثلما تعاملت مع مخرجين كبار مثل يوسف
شاهين وإيناس الدغيدي أستطيع أيضا أن أعمل مع مخرجين جدد، وبالمناسبة أريد
أن أوضح أن ذوق الجمهور اختلف، فالأفلام التي قدمناها في التسعينات من
القرن الماضي لن تجد نفس الصدى لو تم تقديمها حاليا.
·
كيف حفظت كلمات الأغنية؟
- لم أحفظها أبدا وكنت أقولها متقطعة أثناء التسجيل، لأن إيقاعها سريع
جدا وكلماتها غريبة ووجدت صعوبة جدا في قولها، ولكن الأمور مرت بسلام،
وظهرت بشكل جيد للجمهور سواء الكبار أو الأطفال.
·
ما ردك على الاتهامات التي قالت إن الفيلم مسروق من فيلم «حماتي متوحشة» أو
«Monster
- in - Law» بطولة جنيفر لوبيز وجين فوندا؟
- الفيلم ليس مسروقا من «Monster - in – Law»
لكنه مقتبس منه، والاقتباس شيء عادي في السينما، ونحن لم ننكر ذلك، بل نؤكد
على أن روح الفيلم مقتبسة من العمل الأجنبي، كما أنني أريد أن أشير إلى أن
فكرة صراع أمّ الزوج (الحماة) مع زوجة الابن أو زوج الابنة أمر معتاد في
السينما المصرية وليس حكرا على أحد، ونحن قدمنا مضمونا مختلفا بروح مصرية
بعيدا عن الاقتباس الكامل.
·
هناك الكثير من مشاهد الضرب
والمشاهد الصعبة في الفيلم مع مي عز الدين.. ألم تخافي من تجسيد تلك
المشاهد؟
- كنت أشفق على مي عز الدين عندما كنت أوجه إليها اللكمات والضرب في
الفيلم لأنها فتاة رقيقة جدا وولدت فنيا على يدي من خلال مسلسل «أين قلبي»،
أما مشاهد وقوع الرمل والإسمنت علي فقد كانت مشاهد صعبة للغاية، فالرمل
ثقيل جدا والإسمنت كان حقيقيا أيضا وليس ديكورا، وحرصت على أن لا أخطئ في
تلك المشاهد حتى لا أضطر إلى إعادتها.
·
جاء على لسان إحدى الشخصيات في
الفيلم «إفيه» يسخر من الإعلامية هالة سرحان.. فهل تضايقت من ذلك؟
- لا، فهالة سرحان صديقتي، وعندما قرأت الإفيه قبل تصوير الفيلم قلت
لهم اتركوه، فهي لن تغضب مني، وبالعكس اتصلت بي وهنأتنني على الفيلم وهي
تعلم جيدا أني لا أقصد شيئا سيئا، كما أنه في نفس الجملة الحوارية نشيد بها
ونقول إنها أفضل إعلامية في الوطن العربي.
·
هل أنت من رشحت مي لمشاركتك
بطولة «جيم أوفر»؟
- اتفقت أنا ومحمد السبكي على ضرورة وجود مي عز الدين في العمل، فهو
يعلم تماما قدر محبتها في قلبي، كما أنها فنانة وموهوبة وكل يوم تثبت أنها
نجمة في عالم التمثيل، وعلى المستوى الإنساني فهي إنسانة «جدعة» وصديقة
وفية.
·
لكن بعض الفنانات يحرصن على
البطولة المطلقة وليست الثنائية أو الجماعية.. ما تعليقك؟
- لا أفكر بهذا المنطق، فأنا أسعى وراء النجاح أينما كان، وبالعكس
بالنسبة لي هذه التجربة جديدة جدا ومثيرة بالنسبة لي، وقد كنت بالفعل
«مرعوبة» من تلك التجربة، فأنا أفعل في الفيلم أشياء لم أقُم بها من قبل.
·
برأيك.. هل يعيد فيلم «جيم أوفر»
الاعتبار إلى سينما المرأة؟
- وجود مي عز الدين معي في الفيلم وتقديمنا دويتو نسائي جيد، أرى أن
هذا يعد خطوة جديدة نحو إعادة الاعتبار لسينما المرأة، لأنها دائما في طي
النسيان، وبات هناك تهميش لدور المرأة في السينما منذ التسعينات من القرن
الماضي، وأرى أن وجود سيناريو جيد لسيدتين ومكتوب بهذه الطريقة الرائعة شيء
مميز جدا.
·
لكن انتقدك البعض لعودتك إلى
السينما بفيلم «خفيف»، ما قولك؟
- بشكل عام، النقد والهجوم أمر طبيعي، وأعتبره نجاحا في حد ذاته، لكني
أرفض أن يتم نقدي بشكل لاذع وغير مبرر. أما عن فيلم «جيم أوفر» فأرى أن
الفيلم سيحسب لي، كما أنني حققت إيرادات عالية في دور العرض السينمائي،
ولست الوحيدة التي قدمت فيلما كوميديا خفيفا، فيوجد الكثير من النجوم
الكبار أمثال شادية وسعاد حسني وفاتن حمامة قدمن أعمالا خفيفة، وكن يسعين
بها للنجاح.
·
بمناسبة الحديث عن الفنانة
شادية، كنت الوحيدة التي سمح لها بزيارتها في المستشفى بعد تعرضها لوعكة..
ما تفاصيل ذلك؟
- أنا دائمة الاتصال بها والسؤال عنها في كل الأحوال، وقد زرتها في
المستشفى وجلست معها 5 دقائق، وقبلت يديها وقدميها، وسررت عندما قالت لي
«وحشتيني يا يسرا»، فأنا أعشق كل نجوم الزمن الجميل وأنا دائما أتصل بهم
لأني تعلمت منهم الكثير.
·
تفضلين دائما التركيز في عمل
فني، لكنك مؤخرا قمت بتصوير الفيلم وكذلك مسلسل «شربات لوز» في وقت واحد..
لماذا؟
- الحقيقة هذا جاء عن طريق المصادفة، ولم أكن أقصده إطلاقا، حيث كنت
اتفقت على تصوير فيلم «جيم أوفر» مع المنتج محمد السبكي، وللأسف تعطل
التصوير أكثر من مرة، إلى أن جاء الموعد المحدد لتصوير مسلسل «شربات لوز»،
واضطررت إلى بدء تصوير المسلسل في نفس الوقت الذي كنت أصور فيه الفيلم، حتى
يلحق المسلسل العرض في شهر رمضان المقبل، ووضعت لنفسي جدولا خاصا حتى أواظب
على تصوير العملين في وقت واحد، وذلك رغم المتاعب والإرهاق الكثير الذي
تعرضت له.
·
ماذا عن إشاعة تعرض فريق عمل
المسلسل لتهديدات من قبل بلطجية؟
- استغربت كثيرا من تلك الإشاعة التي لا أساس لها من الصحة، وأصابتني
بغضب شديد جدا، ولا أعرف مصدرها، حيث لم أتعرض أنا أو أي من فريق العمل
لاعتداءات تذكر، ولا أعرف لماذا أتعرض لإشاعات كثيرة، كانت منها أيضا أنني
توفيت، ومن أطلق تلك الإشاعة عني هو شخص لا يخاف الله ولا يعرف الضرر الذي
من الممكن أن يصيب المقربين مني عند سماعهم تلك الإشاعة التي أغضبت والدتي
بشدة، وقد تحدث معي الكثير من النجوم فور صدور تلك الإشاعة.
·
هل وافقت على تخفيض أجرك مثل بعض
الفنانين؟
- نعم، ولست وحدي، فكل العاملين في المسلسل فعلوا ذلك، وكلنا خفضنا
أجرنا حتى نكمل عملنا، لأننا نعمل في ظل ظروف غير عادية وصعبة جدا تمر بها
مصر، فكان لا بد أن نتنازل جميعا حتى نقف على أقدامنا من جديد.
·
لكن ما رأيك في بعض الفنانين
الذين اعترضوا على تخفيض أجرهم بحجة أن المنتج يبيع ويسوق العمل للفضائيات
باسمهم؟
- البيع والتسويق الدرامي لم يعد مثلما كان في السابق، ولا يباع العمل
حاليا بنفس القيمة التي كان يباع بها من قبل، ففي السابق كان العمل يباع
بمبالغ طائلة لدول الخليج، وأيضا التلفزيون المصري كان يشتري بمبلغ مرتفع
جدا، لكن الآن لا يوجد هذا الكلام، فالتلفزيون لم يربح سوى مليونين فقط في
رمضان الماضي ولم يكملهما أيضا.
·
ما الذي جذبك إلى مسلسل «شربات
لوز»؟ وما الذي جعلك تتمسكين به وتنتظرينه منذ العام الماضي؟
- لأنني وقعت في عشق شخصية «شربات» التي أجسدها في المسلسل، وهي امرأة
مطلقة، وتعمل خياطة، ولديها شقيقان يمثلان نقطة الضعف في حياتها، فهي تحمل
الكثير من الواقع وبها تناقضات كثيرة، لكنها تتسق جميعها مع ظروف نشأتها
الاجتماعية في بيئة شعبية وبسيطة إلى أبعد الحدود، حيث نجدها في بعض
الأحيان شرسة في التعامل مع الآخرين والذين يمثلون تهديدا مباشرا لها،
ولكنها أيضا طيبة وتتعامل بعطف مع أخويها اللذين يصغرانها في السن وتعتبر
نفسها مسؤولة عنهما، وتقوم بحمايتهما من الآخرين.
·
هل تشبه شخصية «شربات» شخصية
«نادية» التي قمت بتقديمها في مسلسل «أحلام عادية» منذ سنوات؟
- لا، على الإطلاق، فنادية كانت «هانجرية» تتلون وتعيش في أي وسط وأي
طبقة، ولكن شخصية شربات شخصية فطرية ودمها خفيف ولا يستطيع أحد أن يكرهها،
وهي تحكي قصة صعود وتدور في إطار كوميدي اجتماعي، وهي خروج من العباءة التي
يتهمني بها البعض من أنني أقوم بدور «الواعظة» أو المثالية، على الرغم من
أنني أحب كل الشخصيات التي قمت بها.
·
وكيف تعاملت مع التفاصيل الخاصة
بشخصية شربات؟
- أعجبني بشدة السيناريو الذي كتبه تامر حبيب، فهو «حريف» كتابة وله
أسلوبه المميز في العمل، وتجمعنا معا «كيميا» فنية شديدة، حيث جلسنا كثيرا
أثناء كتابة الحلقات وتناقشنا في أمور كثيرة حتى وصلنا في النهاية إلى جميع
التفاصيل الخاصة بشخصية البطلة «شربات»، وفي الحقيقة أثناء تصوير المسلسل
أحرص على أن أقول الحوار الذي كتبه تامر حبيب بمنتهى الدقة حتى لا يضيع
المعنى الذي يقصده من وراء الكلمات.
·
هل يتطرق المسلسل إلى الأحداث
السياسية التي مرت بها مصر؟
- لا، فأنا ضد أن نقوم بحشر الأحداث السياسية ضمن السياق الدرامي كي
نساير الموضة، فالتاريخ لا يزال يقوم بتسطير ما يحدث الآن والأحداث ما زالت
مستمرة ولم تنتهِ بعد، ولذلك رفضت أعمالا تتحدث عن الثورة.
·
تقدمين دائما مواهب شابة في
أعمالك الفنية، فهل يتكرر ذلك في مسلسل «شربات لوز»؟
- تقديم المواهب الشابة أراه واجبا على كل فنان ونجم تجاه هذه
المواهب، فنحن في بداية مشوارنا كنا نحتاج إلى دعم النجوم في وقتنا، وبدوري
أفعل ذلك، حيث يشاركني في بطولة المسلسل الكثير من المواهب الشابة، بعضهم
من أبطال مسرحية «قهوة سادة» التي حققت نجاحا كبيرا عند عرضها قبل عدة
أعوام، ومنهم الفنان محمد فراج، وأكون سعيدة جدا عندما أرى موهبة شابة
قدمتها أو ساعدت على ظهورها في بداية حياتها وأراها الآن تشق طريقها بنجاح
في عالم الفن، ومنهم النجوم فتحي عبد الوهاب وأحمد رزق وأحمد عيد الذين
شاركتهم مشهدا واحدا في «فيلم ثقافي»، حيث جاءت تلك المشاركة بالصدفة
البحتة عندما كانوا يصورون أحد مشاهد الفيلم في نفس الشارع الذي أسكن به
واتصل بي سامي العدل وطلب مني مشاركتهم في التصوير ووافقت بالفعل دون أي
تردد.
·
مع عرض «البرومو» الخاص بالمسلسل
انتقدك البعض بسبب ارتدائك للملابس القصيرة، ألا تخشين من زيادة الهجوم
عليك، خصوصا مع وصول رئيس للبلاد ذي خلفية إسلامية؟
- هذه هي شخصية شربات التي أقوم بتجسيدها، وهي تحتاج إلى هذا، ولو
تحايلت على أشياء خاصة بها تكون حريتي قد انتهت، ولذلك أنا أوجه رسالة
كمواطنة مصرية وكفنانة للرئيس الدكتور محمد مرسي أن يحافظ على حريتي،
وأتمنى أن لا ينتابني إحساس بالغربة في بلدي، وأرجو منه أن لا يتم تشويه
صورة الإسلام وأن لا يتحدث أحد بلسانه.
·
هل كنت تتوقعين عدم ذكر اسم
الفنانين في أول خطاب للرئيس محمد مرسي؟
- نعم توقعت ذلك، ولكن لا بد أن نعطيه فرصة لكي نحكم عليه، فهو يدخل
«معمعة» صعبة، وقد اعتدت أن لا أحكم على أي شخص إلا بعد إعطائه الفرصة
كاملة، وما دمنا ارتضينا بحكم الديمقراطية فلا بد أن نرضى بما أتى به
الصندوق، وأطالب الإعلام بأن لا يسيء إلى شكل الفنانين لدى الجمهور حتى
نحافظ على الرموز والمبدعين لدينا.
·
ماذا عن رد فعلك لو تقلص دور
الفن في الفترة القادمة؟
- أرجو أن لا يقترب أحد من الفن وأن لا يمس، ولو حدث ذلك فمعناه أننا
نضرب مصر في مقتل، فتاريخ مصر الفني جزء من القومية العربية، وهذا ما فعله
الراحل جمال عبد الناصر، الذي اهتم بالغناء وكان يرعى الفنانين، كذلك
الرئيس السادات فعل ذلك، وأتمنى من الدكتور محمد مرسي أن يفعل ذلك في فترة
رئاسته.
·
ماذا لو تجدد طلب البعض بحذف
مشاهد القبلات من الأعمال السينمائية القديمة وعدم عرضها كاملة محافظة على
الأخلاق؟
- أرى أن ذلك جريمة، فهذا يحد من الحرية وحرية التفكير والإبداع،
وربنا أعطانا الحق في هذه الحرية، فالذي يريد أن يفرض رأيه يجب أن يفرضه
بالقانون، لأن اتباع هذا الأسلوب سوف يقضي على كل شيء جميل في البلد.
·
وماذا عن عضويتك في جبهة الإبداع
المصري التي تهدف إلى الحفاظ على حرية الإبداع والفنون؟
- نحن جبهة كبيرة جدا لأننا لسنا فنانين فقط، فنحن فنانون وكتاب
وموسيقيون ونشكل كيانا واحدا وقويا، نحاول الوقوف ضد ما يمس الفنانين،
مثلما حدث مع الفنان عادل إمام، ومخرجين مثل محمد فاضل وشريف عرفة، وكتاب
مثل وحيد حامد ولينين الرملي، فلا يجب أن نتهاون في حقنا وحريتنا في أننا
نقدم إبداعا حقيقيا.
·
بماذا تصفين حصول الكاتب وحيد
حامد على «جائزة النيل» مؤخرا؟
- أسعدني هذا الخبر للغاية، فجائزة النيل من أهم الجوائز الموجودة في
مصر، وأهنئه كثيرا على هذا الإنجاز، وهذا يجعلني أكرر كلامي مرة أخرى بأنه
يجب أن نحافظ على المبدعين والمفكرين، فالفنان هو واجهة لبلده خارجها.
الشرق الأوسط في
06/07/2012
قمر.. محاولة فاشلة لاستنساخ هيفاء وهبي
صراع الأصل والصورة في فيلم «حصل خير»
القاهرة: طارق الشناوي
ليس جديدا أن تصبح فنانة ما هي النموذج الذي تتشبه به الأخريات هناك
دائما ما يمكن أن نطلق عليه المرأة النموذج في عصر ما.. هكذا مثلا كانت
ليلى مراد في الأربعينيات وفاتن حمامة في الخمسينات وسعاد حسني في الستينات
خلال القرن العشرين.
في الماضي كانت الفتيات يقلدن النموذج في الملابس أو أسلوب الحديث
والملامح عن طريق المكياج ولم تكن بالطبع جراحات التجميل قد تقدمت كما حدث
في السنوات الأخيرة حيث إن نموذج نانسي عجرم وهيفاء وهبي صار هو السائد
الآن وأطباء التجميل أصبح يطرق بابهم عدد من الفتيات بعضهن يردن التشبه
بملامح نانسي عجرم والأخريات ملامح هيفاء وهبي ومن الممكن أن تجد في
الممثلة اللبنانية قمر شيئا من هذا حيث إنها تبدو وكأنها تريد أن تقول
للجمهور إنها هيفاء الجديدة بل وأكثر من هيفاء حيث إنها تصغرها بعدد لا بأس
به من السنوات.
أتصور أن الفنانة الجديدة قمر وقعت تحت ضغط مرض فني يصيب البعض وهو
تقليد النموذج الذي يحقق نجاحا طاغيا ومن أعراض هذا المرض الشائعة أن
المريض بالتقليد لا يدرك أنه هو الذي يقلد بل يعتقد أن العكس هو الصحيح
يتصور أنه الأصل والآخرين هم الصورة.. بالمناسبة حدث ذلك في أعقاب النجاح
الطاغي الذي حققه المطرب عبد الحليم حافظ قبل نحو 60 عاما أن تقدم للإذاعة
المصرية نحو 30 صوتا يقلدون عبد الحليم كل منهم يدعي أن عبد الحليم هو الذي
يقلده!! قمر تنويعة فنية وشكلية على هيفاء حيث إن رأسمالها الفني ليس في
الصوت ولكن في الأداء الذي يعتمد على الغواية والأنوثة قمر وضعت عينها على
هيفاء وقررت أن تحاكيها في الحركة والنظرة ومع تقدم علم جراحات التجميل من
الممكن أيضا أن تكتشف أنها صارت صورة منها على مستوى الشكل ولو سألتها سوف
تقول لك إن العكس هو الصحيح وهيفاء هي التي تقلدها في أسلوب الغناء وهي
التي تسعى لكي تكتسب نفس ملامحها وأعتقد أن فيلم «حصل خير» لم يكن يعني
صناعه سوى تقديم قمر باعتبارها هي هيفاء 2012.
أكثر من ذلك قدمت قمر في الفيلم أغنية قديمة اسمها «رنة خلخالي» كانت
هيفاء قبل بضع سنوات فقط قد أعادت غناءها على المسرح كل ذلك من أجل أن تقول
للجمهور إنها هيفاء الحديثة بينما المنتج بالتأكيد وجد فيها كفنانة صاعدة
فرصة لكي يدفع أجرا أقل ولسان حاله يقول على طريقة الإعلان الشهير ليه تدفع
أكثر لما ممكن تدفع أقل.
كل شيء في هذا الفيلم تشعر بأنه يعيد قالب قديم البناء الدرامي الذي
كتبه سيد السبكي أيضا يستلهم فيلم «عمارة يعقوبيان» رواية علاء الأسواني
التي قدمت من خلالها حكايات مصرية تناولت مصر أيام مبارك بينما في عمارة
السبكي لم يقدم في تلك العمارة التي يملكها طلعت لبيب سوى أن هناك قمر
راقصة ومطربة لبنانية جاءت للقاهرة لرعاية شقيقتها الصغرى وهناك في العمارة
ثلاثة متزوجين سعد الصغير من آيتن عامر ومحمد رمضان من بدرية طلبة وكريم
محمود عبد العزيز من أمينة مطربة الحنطور.. الثلاثة يصابون بحالة من الهلع
والشحتفة العاطفية بمجرد أن يشاهدوا قمر ويخرون صرعى واحدا بعد الآخر على
باب شقتها ويبدأ السيناريو في البحث عن أغنية أو رقصة وكل ذلك من أجل أن
تزداد المشاهد التي توجد بها قمر فهو فيلم مصنوع على مقاسها والهدف هو أن
يحيلها في لحظة إلى نجمة كبيرة أو هكذا تتوقع وتتمنى.. إلا أن المخرج
إسماعيل فاروق والمنتج أحمد السبكي في طريقهما لتحقيق هذا الهدف ارتكبا
عشرات من الأخطاء.. مثلا في بيت الدعارة الذي ذهب إليه الثلاثة أزواج لم
يجدوا غير أغنية محمد منير «علي صوتك بالغنا» لتتحول إلى أغنية جنسية
الكلمات التي تمتلئ إرادة ووطنية صارت تعني فشلا في إتمام العلاقة
الجنسية!! تجد المطرب الشعبي طارق الشيخ ويغني مع قمر وبعدها تنتقل إلى سعد
الصغير ثم محمود الليثي.. في الفيلم قرر المخرج أن يقدم أسلوب البارودي أي
إنه يلتقط مشهدا شهيرا من فيلم قديم مثل «معبودة الجماهير» بين عبد الحليم
وشادية ويؤدي سعد دور حليم وتصبح قمر هي شادية في المشهد الذي يحملها فيه
على دراجته.. كذلك نشاهد المطرب محمد قنديل وهو يغني في «صراع في النيل»
«يا مهون هون» في هذا المشهد حيث يصبح الليثي هو قنديل ولطفي لبيب عمر
الشريف وقمر هي هند رستم ونرى كريم محمود عبد العزيز الذي يعيد مشهد من
فيلم والده محمود عبد العزيز «الشقة من حق الزوجة»!! وفي كل فيلم يشارك فيه
المطرب الشعبي الليثي تنهال على وجهه عشرات من الصفعات من كل المشاركين في
الفيلم وتكرر الأمر بالطبع في «حصل خير» وتتردد بهذه المناسبة نكتة في
الوسط الفني تشير إلى أنه يحصل على أجره مقابل عدد الصفعات التي ينالها
مخصوما منها عدد الأغنيات التي يقدمها!! المخرج إسماعيل فاروق تخصص في مثل
هذه الأفلام التجارية وفي مثل هذه الظروف لا تجد أي شيء مختلف عما سبق
ولكنه يقرر استنساخ كل ما هو متاح أمامه.. قمر التي تقلد هيفاء ومحمد رمضان
يزداد تشبها بأحمد زكي وكريم محمود عبد العزيز لا يزال يعيش في جلباب أبيه
محمود عبد العزيز.
إننا بصدد فيلم تجاري متواضع يبحث صناعه عن ضحكة وقفشة ونكتة وغنوة
ورقصة.. وأصبح نجومه أشبه بالبديل الصيني الرخيص في الثمن.. الفيلم في
النهاية هو طبخة سبكية تجد فيها البنت الحلوة وأكثر من مطرب شعبي بالإضافة
إلى طفلة تحاكي الكبار كل ذلك من أجل إثارة الضحك باستخدام أي وسيلة ولكن
لا شيء أبعد من ذلك.
يسأل الناس كثيرا هل هذه هي السينما التي ننتظرها بعد الثورة المصرية
والحقيقة أن الجماهير تستحق أعمالا فنية أعظم ولكن لن تنتهي من حياتنا أبدا
الأعمال التجارية.. الثورة لا تملك عصا سحرية لتغيير الصورة الفنية بينما
قمر تعتقد أنها تستطيع برنة خلخالها أن تُحدث ثورة في الوسط الفني!! إننا
بصدد فيلم متواضع أراد صناعه أن يحققوا هدفا محددا وهو تقديم نجمة
استعراضية على طريقة هيفاء وهبي فهل من الممكن أن تنتصر الصورة على الأصل؟!
الشرق الأوسط في
06/07/2012
مورغن فريمان:
إذا ما أردت أن تبقى في هذه المهنة.. عليك أن ترقص على رؤوس
أصابعك
لوس أنجليس: محمد رُضا
قال إنه اعتاد على تسلم مشاريع فنية ليست مكتوبة على أساس عنصري منذ
بداياته في النصف الثاني من السبعينات حمل الممثل مورغن فريمان نفحة من
الشخصية التي تستدعي الثقة والاطمئنان. غالبا في أدوار الرجل المفكر الذي
لا يمكن زحزحته عن جديته. الرجل، الذي بصرف النظر عن وضعه الاجتماعي،
البعيد عن إيقاع الحياة السريعة. ذلك الذي يأخذ مسافة مما يدور حوله ويمعن
النظر محللا.
كان السجين الصامت في فيلم آرون روزنبيرغ الجيد «بروبايكر» (1980 -
بطولة روبرت ردفورد) ثم السجين الفيلسوف في «إصلاحية شوشانك» (فرانك
دارابونت - 1994)، وكان شريرا في دورين مساندين فقط، أولهما «Streetwise» (جيري شاتزبيرغ - 1987) والثاني «جوني هاندسام» (وولتر هيل - 1989).
فريمان تسلل إلى قلوبنا حين لعب الدور المساند الأول في «روبين هود:
أمير اللصوص» إلى جانب كفن كوستنر وفي «قيادة الآنسة دايزي». وكان باهرا في
«غير المسامح» مع كلينت إيستوود، و«سبعة» مع براد بت، ثم عاد إلى تمثيل
العقل المفكر في فيلم آخر مع إيستوود هو «مليون دولار بايبي». كل ذلك مجرد
نماذج سريعة لسيرة فيلمية تتجاوز التسعين عملا حتى الآن، آخرها فيلمان
معروضان حاليا: «صعود الفارس الأسود» و«سحر بيل آيل». في الأول هو، كما
عهدناه، أحد أصدقاء باتمان، وفي الثاني يؤدي دور كاتب انقطع عنه الإلهام
حتى لجأ إلى الريف ووقع في حبه وحب من فيه.
·
في «سحر بيل آيل» نراك في دور
رومانسي. هذا جديد عليك إلى حد بعيد، أليس كذلك؟
- بلى.. الدور الرومانسي هو ما لم أقم به في حياتي، لكن السبب ليس
رغبتي في دور رومانسي، ولو كنت أتمنى لو أن ذلك حدث في شبابي (يضحك)، بل
يكمن في أن السيناريو كان جيدا ومن النوع الذي لا يمكن رفضه.
·
دورك هنا دور كاتب لجأ إلى الشرب
كحلّ لأزمة إبداعه وبحثا عما يلهمه. هل كانت لديك كفنان مثل هذه المشكلة؟
- في هذه الفترة من حياتي لا أدري من أين يأتي الإلهام. لماذا أقوم من
فراشي كل صباح؟ لكني محظوظ من حيث إن السيناريوهات التي تعرض علي تؤلف
مشاريع جيدة. أعتقد أنه إذا لم تستفد من الفرص المتاحة لك، وإذا لم تجد بين
المعروض عليك ما يلهمك، فإن الخطأ قد يكون عندك. أنت بحاجة إلى سبب وجيه
لكي تنهض من سريرك صباح كل يوم.
·
لاحظت أنك في كثير من الأحيان
تجد أدوارا لا تنص على لون البشرة. أعني أن هذا الدور قد يؤديه أبيض أو
أفرو - أميركان. هل هذه ملاحظة صحيحة؟ هل تمت كتابة الفيلم على هذا النحو؟
- نعم. هي ملاحظة صحيحة. هناك نوعان من الكتابات، واحد يقدم الممثل
حسب جنسه وعنصره، صيني أو أسود... إلخ. وآخر مكتوب من دون الالتفات إلى هذا
العنصر. ولسبب ما اعتدت تسلم مشاريع ليست مكتوبة على أساس عنصري. من حسن
حظي أنها ليست مكتوبة لي كممثل أسود، بل هي موجهة إلي كممثل فقط.
·
بالنظر إلى تاريخك الطويل في
المهنة، هل تعتقد أن ممثلي اليوم من الجيل الحالي لا يستطيعون الاحتفاظ
بنجوميتهم طويلا؟
- لا، لا أعتقد ذلك. هذه المهنة تتطلب شيئين أساسين: المثابرة والحظ.
لا أكترث من أنت أو أين أنت.. الحظ يلعب دورا كبيرا في نجاحك. وإذا ما أردت
أن تبقى محظوظا في هذه المهنة عليك أن ترقص على رؤوس أصابعك. عليك أن تواصل
الحركة والاندفاع. هذه هي المثابرة.
·
في أكثر فيلم مثلته، وهذا الأخير
من بينها، تظهر حنينا إلى الماضي. ما أشياء الماضي التي تستهويك؟
- كثيرة، منها السفر بالحصان. أتذكر عربة العائلة التي كان يجرها
بغلان. كنت في الثامنة من العمر، وكان والداي يستخدمانها في الانتقال من
المزرعة إلى البلدة. كنت أستيقظ في الرابعة والنصف صباحا وأنضم إلى والدي
في الحقل حتى مغيب الشمس. عمل لا أتمناه لأبغض أعدائي. لكن إذا ما قارنت
بين تلك الأيام وهذه الأيام «التكنولوجية» التي نعيش، تجد أن عالم الأمس
كان أكثر أمنا. هناك كثيرون لا يؤمنون بأننا ندمر الحياة على الأرض
بتكنولوجيتنا، لكننا نفعل ذلك. بعد ألف سنة قد ينتهي هذا الكوكب تماما،
يصبح فينوس ثانيا.
·
هل هناك فرق بين التمثيل في فيلم
صغير الحجم مثل «سحر بيل آيل» وآخر كبير الحجم، أو عملاق الحجم في الواقع
مثل «صعود الفارس المظلم»؟
- ما دمت أؤدي الدور المسنود إلي برغبتي فليس هناك من فوارق. الممثل
مصنوع لكي يمثل بصرف النظر عن طبيعة الإنتاج، بل وأعتقد أن الانتقال من نوع
سينمائي إلى آخر أمر مفيد. كذلك مفيد الانتقال من دور في فيلم ضخم مثل
أفلام باتمان، إلى دور في فيلم مصنوع لجمهور محدود هو أيضا مهم. ربما
الإدمان على نوع واحد هو الخطأ الحقيقي في مهنة تتطلب الكثير من المعرفة.
·
هل تشاهد الأفلام التي تمثلها أو
أنك، كعدد ملحوظ من الممثلين الآخرين، لا يريدون مشاهدتها لأنهم لا يرغبون
في ملاحظة ما يقومون به.
- طبعا أقوم بمشاهدة أفلامي. وأستمتع بما أقوم به إذا ما كنت أستطيع
القول (يضحك). عليك أن تثق بما تقوم به، وإذا كانت الثقة معدومة فلربما لا
تريد أن تشاهد نفسك على الشاشة.
·
على كثرة الأدوار التي قمت بها..
أي نوع سينمائي ترغب فيه أكثر من سواه؟
- كما ذكرت لك، عليك أن تنوع، وإذا ما أعجبني السيناريو فإن النوع آخر
ما أهتم به. حين كنت لا أزال في الثامنة من عمري بدأت قراءة الكتب.. قراءة
كل ما يصل إلي. وعندما أصبحت ممثلا أخذت أمثل كل ما يصل إلي ما دام
السيناريو جيدا ككل وليس لي فقط.
جولة في سينما العالم
سبايدر مان وإيليا سليمان
* إنه أسبوع الرجل العنكبوت هذا الأسبوع، إذ انطلق حول الكرة الأرضية
يربطها جميعا بخيوطه. «سبايدر مان» قد يبدو في بحث دائم عن شيء ما في هذا
الفيلم (وفي أحد مشاهده تقول له موظفة الاستقبال: «هل ما زلت تبحث عن
نفسك؟»)، لكن هواة سينما السوبرهيرو سيجدون هذا الفيلم مرتسما على كل
الشاشات الرئيسية في كل مكان، وقبل أسابيع قليلة من إطلاق الفيلم الجديد من
سلسلة «باتمان»، الذي إذا ما صدقنا معالجات مخرجه كريستوفر نولان السابقة،
والمقدمات المنتشرة (تريلرز) للفيلم، فإنه سيضع سبايدر مان في جيبه الصغير
بلا عناء.
* في المواجهة، ولو على نحو غير مباشر، هناك الفيلم الذي اشترك في
إخراجه الفلسطيني إيليا سليمان وعنوانه «سبعة أيام في كوبا». كل يوم من
الأيام السبعة هو نواة فيلم قصير من إخراج سينمائي مختلف، وإيليا سليمان هو
مخرج يوم الخميس. والآراء، حين عرض الفيلم في «كان» قبل شهر ونصف اختلفت
حول الفيلم واختلفت أيضا حول الفيلم الذي حققه سليمان وعنوانه «مفكرة
مبتدئ». أحد نقاد مجلة «فاراياتي» قال إنه «في بعض الأوجه فيلم سليمان هو
أفضل المجموعة»، في حين قرر ناقد على موقع «أفكار حول فيلم»: «الأسوأ هو
فيلم سليمان كونه أكثر ادعاء». ورأي هذا الناقد من رأي الأول، ولو أن
سليمان يرسم صورته ذاتها في أفلامه الفلسطينية السابقة ما يجعلها تبدو، من
الخارج، بلا تطور يذكر. لكنه إذ يفعل يعكس أيضا ذلك القدر من الشغف
التلقائي بالشخصية التي تفتح عينيها لأول مرة على الحياة ولا تبتهج.
* «سبعة أيام في هافانا» فيلم فرنسي / إسباني مشترك لكنه ليس الجديد
الوحيد الذي يتضمن أكثر من مخرج بين غلافيه. هناك فيلم فرنسي آخر هو
«اللاعبون»، أمه ستة مخرجين فرنسيين من بينهم ميشال أزانافيتشوس صاحب
«الفنان»، الذي يجب أن تسحب أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأوسكار
الذي منحته إياه عن فيلمه السابق عقابا على إنجازه فيلما ضعيفا عنوانه
«الضمير الطيب». لكن على الأقل ليس الأضعف، بل يتساوى وبعض أفلام المخرجين
الآخرين ويرتفع فوق بعضها الآخر. بطل كل هذه الأفلام ممثل واحد هو جان
دوجاردان الذي منح الأوسكار أيضا عن دوره في «الفنان»، والذي يجسد شخصيات
محورها الرجل الذي له حق خيانة زوجته أو لديه مبررات لذلك على الأقل.
* الفيلم المرتقب بالفعل هو «متوحشون» لأوليفر ستون من بطولة بلايك
لايفلي وتايلور كيتش وبنيثيو دل تورو (أحد مخرجي «سبعة أيام في هافانا») من
بين آخرين. وسبب ترقبه هو أنه من إخراج صاحب أكبر انحدار مهني لمخرج معروف
في السنوات الأخيرة. فالمخرج الذي عرف بجرأته النقدية في أفلام مثل «ولد في
الرابع من يوليو» و«ج ف ك»، فقد بوصلة تلك الجرأة في سلسلة من الأعمال التي
تطرقت إلى مواضيع صعبة عالجتها بخوف مثل «وورلد ترايد سنتر» ثم «وول ستريت
2: المال لا ينام أبدا»، تكفي المقارنة بين هذا المذكور الأخير وبين «وول
ستريت» كما أخرجه ستون نفسه سنة 1987 لتجد أن الرجل لا يعرف كيف يقرر وجهته
السياسية. الأفضل مقارنة «وول ستريت 2» بفيلمين أصغر حجما وكلفة حول
الموضوع الاقتصادي الذي تسببت فيه حفنة المصرفيين في وول ستريت، هما «رجال
الشركة» (جون ولز - 2010) و«نداء هامشي» (ج س شاندور - 2011) لتبين ركاكة
فيلم ستون السابق. بعض من شاهد «متوحشون» يقول إن المخرج عاد إلى أصوله.
نقول ربما إلى أن نشاهد الفيلم.
* وآخر أرقام فيلم «678» للمصري محمد دياب المعروض حاليا في فرنسا أن
عدد تذاكره المبيعة وصلت إلى 188 ألف تذكرة في شهرين وأسبوع واحد، وعدد
النسخ الموزعة منه ارتفعت من 117 إلى 171 وحاليا إلى 181.
فيلم الأسبوع
أوهن الخيوط المذهل ـ سبايدرمان
* إخراج: مارك وب.
أدوار أولى: أندرو غارفيلد، إيما ستون، رايز إفانز، دنيس ليري.
النوع: خيال علمي / أكشن.
تقييم: (2*) (من خمسة)
حسب فناني الكوميكس ستان لي وستيف ديتكو، فإن «سبايدرمان» هو شاب قرصه
العنكبوت فتحول إلى رجل عنكبوتي من حيث قدرته على استخدام الخيوط الواهنة
(عادة) كحبال لا يمكن بترها. يستطيع أن يقيد بها العدو، أو ينتقل ما بين
المباني الشاهقة. يستطيع أن يوجهها لضرب شخص أو إنقاذ حياة آخر. هذه هي
صفات «سبايدرمان» وهي ليست بعيدة عن صفات «باتمان» أو «آيرون مان» أو
«سوبرمان» من ناحيتين: تخلق تلك المزايا غير الطبيعية لكل واحد القدرة على
التحول إلى سوبرهيرو يجير قواه لخدمة العدالة، هذه واحدة. ويعاني من تأثير
تغييب مبكر للأب في حياة البطل.
في «سوبرمان» تسلم رعايته مزارع بعدما طلب منه والده الكوكبي البعيد
اللجوء إلى الأرض. وفي «آيرون مان» مات الأب في واحد من مغامراته العسكرية.
في «باتمان» الذي عضه الوطواط صغيرا فأصبح وطواطا ما زال يحمل عقدة موت
أبيه على أيدي لصوص طريق حين كان لا يزال طفلا. تعرفنا على نشأة «سبايدرمان»
ضمن هذه الخطوط سنة 2002، ثم كان هناك جزء ثانٍ بعد عامين ثم جزء ثالث بعد
ثلاثة أعوام، وجميعها كانت من إخراج جيد لسام ريمي. هذا الجزء الرابع هو
إعادة تشغيل للجزء الأول، أو إعادة صنع إذا أردت القول، مع مشكلة أولى: ليس
هناك جديد في حكاية شوهدت قبل عشر سنوات فقط. طبعا هناك تغييرات تتجاوز أن
أندرو غارفيلد تسلم دفة الدور الأول عوض توبي ماكغواير، من بينها أن بعض
الشخصيات المحيطة به تنتقل من لعب الدور الإيجابي إلى الدور السلبي، وذلك
تبعا لحكاية مفادها قيام سبايدرمان بالبحث عن الحقيقة حول مصير أبيه الذي
يبدو له غامضا.
إنه يعيش الآن مع عمه (مارتن شين) وزوجته (سالي فيلد)، ونراه في حرم
الكلية متعرضا لتعنيف بعض الشباب الذين لا يعرفون مع من يتعاملون. وهو يشعر
رغم ذلك بأنه يملك نصف الأرض كلما التقى بالفتاة غوين (إيما ستون).. كل شيء
يبدو أهلا لفيلم من تلك التي تؤانس الخيال الشبابي باستثناء أن غارفيلد في
الثامنة والعشرين من العمر وإيما ستون في الثالثة والعشرين من العمر، أي
أكبر ببعض السنوات من السن المفترضة بهما تأديتها.. هذا إلا إذا كانا
راسبين محترفين قررا البقاء للأبد في الثانوية. طبعا يذكرني ذلك بعمر
الشريف وشكري سرحان ويوسف فخر الدين في أدوار طلاب الثانوية في «إحنا
التلامذة».
حريص على أن لا أفسد متعة المشاهدة لكل الذين سيؤمون الفيلم، وذلك
باختيار أقل عدد ممكن من الكلمات التي قد تشرح القصة أو تتنبأ بالأحداث.
لكني في الوقت ذاته لا يمكنني إلا أن ألفت النظر إلى أن بطلنا، ولسبب في
ذات المخرج، يبدو دامع العينين في الكثير من المشاهد التي تظهر فيها عيناه.
هل كان ذلك جزءا من الدور أو بسبب استخدام الأبعاد الثلاثة الذي ينفر كل
شيء؟ أم هما عيناي اللتان كانتا تدمعان كلما تذكرت وقتي المهدور؟
سنوات السينما
1924 | أول فيلم طويل.. جدا
فيلم آخر مهم من ذلك العام، وقبل الانتقال في الأسبوع المقبل إلى
السنة التالية، هو «جشع» أو «Greed»
للمخرج إريك فون ستروهايم المقتبس عن رواية بعنوان «ماكتيغ» لكاتب اسمه
فرانك نوريس، حاول (وبنجاح كما كتب المراجعون) تقديم صورة واقعية للسنوات
الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في عشرينات القرن الماضي. الفيلم جيد وفي
نحو ساعتين متوفرتين حاليا على أسطوانات.
لكن حسب مؤرخين صنع ستروهايم نسخته الأولى من تسع ساعات، وحسب ناقد
درامي كتب قبل رحيله، أن المخرج نقل إلى الشاشة «كل لفتة وكل كلمة حوار وكل
فاصلة». أيامها لم يكن ذلك مسموحا به والمنتج إرفينغ تولبيرغ أمر بإيجازه
عدة مرات حتى وصل إلى المدة التي عرضت حينها.
وحسب مؤرخين آخرين فإن رفض ستروهايم لقطع الفيلم أدى إلى معركة
بالأيدي بينه وبين المنتج المنفذ (وأحد أساطين شركة «مترو غولدوين ماير»)
لويس ب. ماير.
شباك التذاكر
* أهم إنجاز هذا الأسبوع هو خروج «روك الأجيال» من القائمة بعد
أسبوعين عرف خلالهما إقبالا مخيبا للأمل يستحقه. في المقابل أربعة أفلام
جديدة يتقدمها «تد» مع مارك وولبيرغ ودب صغير علمته الغرافيكس كيف يمثل.
1 (-)
Ted: $54,107,495 (3*) 2 (-) Magic Mike: $39,155,133 (2*) 3
(1) Brave: $34,011,167 (4*) 4 (-) Madea›s Witness Protection:
$26,350,194 (2*) 5 (2) Madagascar 3: Europe›s Most Wanted: $11,814,090
(2*) 6 (3) Abraham Lincoln: Vampire Hunter: $5،
251,206 (2*) 7 (4) Prometheus: $4,925,854 (3*) 8 (-) Moonrise
Kingdom: $4,872,700 (2*) 9 (5) Snow White and the Huntsman: $4,405,276
(2*) 10 (-) People Like Us: $3,661,284 (2*)
الشرق الأوسط في
06/07/2012 |