بما أن العدالة كانت لا تزال سائدة حول العالم في ثلاثينات القرن الماضي
وما بعده حتى عقود قريبة، وبما أن السياسة كانت مجرّد لاعب خفي لا يحتل من
حياة الناس الكثير ولا يترك تأثيره على ملايين البشر كما يفعل اليوم، فإن
العلاقة بين البطل والمشاهد الفرد كانت بسيطة وغير معقّدة: قد يمر البطل
بشتى المصاعب والأزمات والمتاعب لكنه سينجز المهمّة المتوخّاة منه في كل
الأحوال ومهما كانت الظروف . من ناحيته، فإن المشاهد الفرد لم يكن مهيأ
لأقل من تلك النتيجة: هناك ظلم واقع؟ أترك أمره للبطل فهو سينتقم لك منه .
لا عدالة سببها بطش البعض أو ممارستهم الشريرة؟ البطل سيعلّم هؤلاء درساً
وسيقتنص للمتضررين . في أسوأ الاحتمالات سوف يفعل ذلك وأكثر منه ثم يمضي في
طريقه لأنه لا يستطيع التأقلم مع مكوّنات الحياة الاجتماعية او سيبحث عن
مظلوم آخر ينصره في مكان آخر فبحثه هو لأجل الإنسان وقضيّته العدالة
والحريّة للجميع .
هذا ليس ما تنضح به الصورة الآن . صحيح أن “باتمان” و”كابتن أمريكا”
و”أيرون مان” وسواهم من منجزات مجلات “الكوميكس” الشعبية، لا يزالون
يحاربون من أجل الخير، الا أن العالم حولهم أكثر تعقيداً . الظروف تغيّرت .
الثقافات والعناصر البشرية تكاثرت . الفساد الإداري والاقتصادي والاجتماعي
ساد والسياسة كصناعة للكذب البشري تمادت . لم يعد كافياً أن تواجه العدو
بلكمات قاضية، أو أن تخبط وكر الشر بغارة محكمة ملقياً القبض على عناصره .
الشر الذي تتحدّث عنه أفلام الكوميكس (وحتى أفلام أكشن ومغامرات آتية من
مصادر أخرى) هو بدوره أكبر شأناً وأصلب قوّة من أن تقضي عليه محاولات صغيرة
.
النقلة تشمل موقف المشاهد من رجال القانون في السابق، كان البطل إما رجل
قانون ينتمي إلى المؤسسة مباشرة، أو يعمل لجانبها . في النهاية ينجز مهمّته
ويتركها لرجال الشرطة لكي يلقوا القبض على من بقي حيّاً من الأشرارî
سوبرمان، باتمان، كابتن أمريكاî
لون رانجرî
كلّهم فعلوا ذلك . والجمهور كان سعيداً بهذا: من ناحية فاز بمعجزات يوفّرها
البطل- الفرد، ومن ناحية أخرى لا يزال بطله يعمل جنباً إلى جنب القانون
الذي يحترم وينتمي إليه .
ومع كثرة الأفلام الحالية التي تصوّر فساد المؤسسات الرسمية كلّها (من رجال
الشرطة إلى السي آي أيه والأف بي آي وحتى البيت الأبيض) فإن المشاهد يجد
ملاذه الأول والأخير في البطولة وحدها . في سلسلة “بورن” وفي “سولت” وفي
فيلم “أ- تيم” وسواها، أعداء البطل الفرد لم يعد الشرير العامل خارج
القانون، بل الشرير الذي في داخله .
ما لدينا هنا، هو تعامل السينما مع معطيات جديدة لم تكن متوفّرة قبل بضع
عقود . أيام ما كان المشاهد الغربي يختار بين لونين أبيض وأسود في أفلام
البطولة . أيامها، العالم لا زال يحمل لون النهار، والمشاهد الليلية هي
التي تتم فيها عمليات صنع الجريمة . لكن بمقارنة ذلك مع سلسلة “باتمان”
التي نرى منها بعد أسابيع قليلة حلقة جديدة بعنوان “الفارس الداكن يصعد”
(والعنوان دال في معناه) فإن الألوان هي داكنة في كل الأحوال والنصر ليس
حليفاً تلقائياً ينتظره المشاهد فيتحقق أمامه .
الواقع هو أن “باتمان” في عصوره الغابرة كان مضيئاً كالنهار الساطع . على
صفحات “الكوميكس” كان الرد المناسب لشخصية “سوبرمان” الإيجابية والآتية من
الكوكب البعيد لخدمة إنسان هذا الكوكب . “باتمان” ابن مدينة تشبه نيويورك
(اسمها غوثام) وككل مدينة، هناك أوكارها ومساحاتها المظلمة . رداء سوبرمان
أزرق وعليه شارة حمراء . “باتمان” يشبه اسمهî
الوطواط لا يظهر في النهار وهو أسود اللون . هذا صحيح، لكن مراقبة أفلام
باتمان ومسلسلاته الستيناتية، كانت لا تزال تستجيب للرغبة الجماهيرية
بتقديم شخصية مفهومة وصلبة وإيجابية . والغاية ليست تبسيطاً لما هو معقّد
(ولو أن هذا حاصل) بل لأن الشعوب كانت أكثر تفاؤلاً بمستقبلها ولا يمكن لها
أن تقبل نهايات سوداوية كتلك التي تطالعنا بها أفلام اليوم .
الأمر نفسه يمتد ليشمل النوع الخيالي العلمي . في نهاية معظم أفلام النوع
مرحلة ما قبل “ستار وورز”، تجسيداً لقدرة الإنسان العادي (هذه المرّة في
مقابل البطل ذي القدرات الخارقة كما في شخصيات وأفلام “الكوميكس”) على
مواجهة المخاطر، إما باللجوء إلى الدين، أو باللجوء إلى المجتمع أو باللجوء
إلى القوّة العسكرية . المستقبل، حينها، كان كامناً في دحر العدوان الفضائي
الذي يشنّه المريخيون او أبناء ومخلوقات أي كوكب آخر .
اليوم، فإن النهايات حتى وإن حملت استمراراً ما للأرض، فإنها تحمل الدمار
الجامح أيضاً . بعض الأمل في بقاء الإنسان، والكثير من التشاؤم المتنبئ
بعدم بقائه من حيث عدم قدرته على مواجهة العدو الشرس . في بعض الحالات، كما
في فيلم “علم” إخراج أليكس بوياس- ،2009 الأرض تنتهي من دون استثناءات
والبشر الصالحون سينتقلون إلى الجنّة، وهذا كل ما في الأمر .
المسألة ليست بهذه البساطة في أفلام “الكوميكس” حيث على البطل أن يواصل
مهامه الإنقاذية من دون تردد أو ريب، وحيث على الجمهور أن يتعاطف معه
ويتطلّع قُدُماً إلى تلك المشاهد القتالية التي سينتصر فيها . لكن في
التوليفة هناك شخصيّة معذّبة تعاني الوحدة والخوف من المستقبل وعدم الثقة
تماماً مما هي عليه . وهي، كما الحال في “آيرون مان” تغطّي كل ذلك
بحواراتها السريعة وقناع السعادة الذي ترتديه وتعاني من أزماتها العاطفية
(“سبايدر مان”) أو النفسية (“باتمان”) وفي ذلك هي ونحن سواء في سواء .
شاشة الناقد
أبراهام لينكولن: صائد
الفامبايرئ
أبراهام لينكولن: صائد الفامباير **
إخراج: تيمور بكمامبيتوف .
تمثيل: بنجامين ووكر، دومينيك كوبر، أنطوني ماكي، ماري إليزابث ونستيد .
أكشن - الولايات المتحدة .
في نهاية هذا الفيلم يجلس رجل إلى طاولة الحانة يشرب . ينظر إليه رجل آخر
ويقول له: “المرء يشرب هكذا إذا ما كان سيقبّل فتاة أو سيقتل رجلاً” وعند
هذه اللحظة يسقط من الرجل الأول مسدّس على الأرض . المشهد نفسه يأتي في
عداد الدقائق الخمس الأولى عندما يجلس أبراهام لينكولن ليشرب والرجل نفسه
(كونه دائم الحياة لأنه فامباير) يتفوّه بالعبارة ذاتها . مسدس، ولو من
طراز مطلع القرن التاسع عشر، يسقط من إبراهام لينكولن ليؤكد أنه في سبيله
للقتل وليس للحب .
المعنى الذي يقصد الفيلم واصل: اصطياد مصاصي الدماء مستمر، وإذا ما أمعنت
النظر في اللقطة الأخيرة فإن الرجل المصوّر من الخلف هو أسود . نعم القصد
هو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجد نفسه أيضاً، وكما كان حال أبراهام
لينكولن قبل أن يصبح رئيساً، يواجه المهمّة ذاتها . لكن هذا التواصل مع
الحاضر هو كل ما في جعبة هذا الفيلم من أبعاد . في عالم أنواع أخرى من
مصاصي الدماء في أمريكا، من سياسيين واقتصاديين ومسؤولي قرارات أدّت إلى
تدمير حياة الطبقة المتوسّطة وزيادة نسبة الفقر والبطالة، فإن الفيلم يخفق
في رسم الصورة كاملة ويقرر الإقدام على حكاية تستفيد من عنوانها اللافت:
رئيس الجمهورية رقم 16 حارب مصاصي الدماء قبل وبعد توليه الرئاسة وذلك
بعدما اكتشف وجودهم حين انقض أحدهم على أمّه (وهو طفل صغير) وعضّ رقبتها ثم
تركها تموت لبضعة أيام . نقلة سريعة إلى أربعينات القرن الثامن عشر
ولينكولن أصبح شاباً يبحث عن الفامبايرز لقتلهم غير مدرك حجم انتشارهم في
أمريكا . الرجل الذي يتحدّث إليه في الحانة (دومونيك كوبر) هو أحدهم، لكنه
ضدّهم . يريد تخليص العالم منهم وسيعمل مع لينكولن على هذا الهدف .
الفيلم يتابع مواجهات لينكولن ضد أعدائه من مصاصي الدماء طوال الفترة
السابقة لبدء اهتمامه بالسياسة، أي قبل أن يقتنع بترك الفأس المطعّمة
بالفضّة (الفضّة كانت سلاحاً ضد الرجل- الذئب في الأفلام الكلاسيكية لكن
الأمر سيان هنا) واللجوء إلى السياسة . بعد سنوات نراه استلم منصب الرئاسة
وهمّه تخليص أمريكا من إرث العبودية . ست ولايات جنوبية تقرر الانفصال لكي
تحافظ على قوانينها العنصرية والحرب تقع . المفاجأة الأكبر هنا هي اكتشاف
لينكولن (بعد انتقام مصاصي الدماء منه بقتل ابنه الصغير) أنهم باتوا قوام
الجيش الجنوبي في موقعة غيتسبيرغ (سنة 1863) ما يعني إلغاء كتب التاريخ
التي تحدّثت عن حرب طاحنة قوامها البشر . هنا بات قوامها الجيش الاتحادي من
البشر والجيش الجنوبي من مصّاصي الدماء . هنا بعد ضمني آخر لكنه يبقى
قابعاً في الغلاف التاريخي للحقبة .
المخرج الروسي بكمامبيتوف يملأ الشاشة جيّداً بعناصر صورة ثرية، لكنه يخشى
أن يتحدّث لغة ذكية تعيق وصول الفيلم إلى مشاهديه .
أوراق ومشاهد
بعد مختلف للواقعية الإيطالية
ACCATONE (1961)
الفيلم الأول للمخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني كان امتداداً للخط
الواقعي الجديد الذي اشتهرت السينما الإيطالية به في منتصف الأربعينات من
القرن العشرين، وهنا لابد من الوقوف لتصحيح نظرة خاطئة شائعة عن أصول
السينما الواقعية الإيطالية الجديدة، فالمنتشر هو أنها ولدت على يدي روبرتو
روسيلليني سنة 1946 في “روما مدينة مفتوحة” ليليه فيتوريو دي سيكا في “سارق
الدراجة” سنة 1948 لكن حقيقة الأمر أن لها جذوراً في أعمال لأوغوستو جنينا
وأليساندرو دي روبرتيس خلال سنوات الحرب ذاتها . بعد الحرب أغلقت معظم
استديوهات روما أبوابها ما ساعد على تبلور تلك الواقعية صوب التصوير
الطبيعي في الشوارع ومع أغلبية من غير الممثلين .
بازوليني ينتمي هنا، كما في “ماما روما” فيلمه الثاني وبضعة أفلام وثائقية
أنجزها في منتصف الستينات، إلى تلك السينما، لكنه ابتعد عنها أيضاً من حيث
إصراره على دكانة الواقع الذي ينقله وخلوّه من معطيات تدعو للتفاؤل .
وأسلوب سرده غير مشغول بالتوافق مع مصلحة المشاهد في متابعة الأحداث على
نحو إيقاعي، كما الحال في “سارق الدراجة” أو “روما، مدينة مفتوحة” فعلى
الرغم من أنهما واقعيان من الدرجة الأولى إلا أن الأزمات المحددة معالجة
بأسلوب عرض يناسب المشاهد الراضي بالدمج ما بين الفن والإيقاع الدرامي
والزمني السريعين . في “أكاتوني” (وهو اسم بطله فرانكو شيتي) يترك المخرج
الفترة الزمنية تمر من دون مراجعة . الشخصيات تتحدّث من دون توقّف وحين لا
تفعل تعمد إلى الشعر والغناء (وبازوليني كتب الشعر طوال حياته) .
إنه اقتباس من رواية كان وضعها قبل عامين بعنوان “حياة عنيفة” وحين كتبها
جعل بطلها شابّاً مثلياً يعاني صد المجتمع وفقره وأزماته هو كفرد .
يعرض بازوليني لحياة القاع في ضواحي روما المملوءة بأنواع العثرات
والإجهاضات التي تتفرّع من بطله لتصيب شخصيات أخرى حوله . لكنه يبقى عملاً
بلا عمق ولو أنه مثّل بداية مهمّة واحتل مكانته بين متابعي السينما .
م.ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
01/07/2012
"بيمبو مصر"
وثائقي يكرس نظرة غربية للحرية في مصر
ندى الأزهري - باريس
أمام سيل المعلومات المتدفقة يبقى الوثائقي على مسافة ضرورية لنقل الوقائع،
وهو
يوفر إدراكا آخر للعالم المحيط بنا ويحمل نظرة مختلفة على الحياة السياسية
وعلى
الفاعلين فيها، كما تعزز الكتابة "الوثائقية" سبل التعبير والمعارف المقدمة
في
التلفزيون والصحافة.
هذا ما تهدف إليه القناة البرلمانية الفرنسية
LCP
من وراء
اختيارها لعرض الوثائقي ضمن برامجها كما
تقول، والمحطة لا تكتفي بالعرض بل تدعم هذه
النوعية من الأفلام عبر إنتاج خمسين فيلما منها في العام إضافة لتعاونها مع
منتجين
مختلفين.
وقد عرضت المحطة مؤخرا
فيلما عن مغنيات وراقصات مصر بعنوان " بيمبو مصر: تحقيق عن تناقضات"، و"البيمبو"
حسب الوكيبيديا " تعبير يستخدم في اللغة المحكية
ليصف امرأة مثيرة، قد تكون محدودة
الذكاء، تصرفها فتي وساذج وسطحي"، وفي الفيلم هن مغنيات مصريات "معارضات"
يعملن من
أجل "الحرية". ولكن مهلا، فليس المقصود هنا السياسة.
فالمغنيات" الجريئات اللواتي
لا يضعن الحجاب"(هكذا قالت المذيعة التي قدمت الفيلم!) ينشدن الانفلات من
ضغوط
المجتمع وأعرافه ويعشن حريتهن في فضاء خاص بهن، فضاء الأغنية المصورة ...
في
تركيز على
تناقضات المجتمع العميقة في تعامله مع الجسد الأنثوي، لم يكتف المخرج
أمين بو زيان، بالتركيز على مغنيتي كليب شهيرتين في مصر تستخدمان الجسد
كركيزة
رئيسية(وحيدة؟) في أعمالهما، بل اختار الاقتراب من راقصات الأعراس والمسارح
التي
يقتصر جمهورها على الرجال، وهذا رغم التفاوت الواضح بين الطرفين، في الشهرة
على
الأقل(ما يدفع إلى التساؤل عن أسباب عدم اختياره لراقصات توازي شهرتهن شهرة
المغنيات).
لفت الشريط في البدء إلى التناقض المظهري الصارخ بين المغنية وبين
السائد في الشارع، فمغنيات" الإغراء" يناقضن في مظهرهن الواقع الذي يغطي
فيه الحجاب
والنقاب رؤوس ثمانين في المئة من المصريات، ما يبرز الهوة بين
"رغبة المجتمعات
العربية بالحرية وبين ضغوط المحيط الديني
والاجتماعي". ثم يطرح تساؤلا عن كون
المغنيات "آخر فضاء حرية في مجتمع متجمد؟"!
وللإجابة على هذا السؤال" الجوهري"،
يعرفنا بساندي (هنا أعترف بأن تعريف الفيلم
الوثائقي الوارد أعلاه انطبق علي)
وانجازاتها. ساندي أصدرت ثلاث مجموعات غنائية (ألبومات) وهي لم تتعد بعد
الثالثة
والعشرين، أحلامها ليست كأحلام الفتاة المصرية "محدودة بالزواج" كما تقول،
بل هي
تضع نصب أعينها ريحانا وليدي غاغا(معرفتي بالاثنتين ليست افضل حالا) وتركز
على
الجسد في تصويرها لأغانيها بحيث تهتم بكل تفصيل "فنجاحها يعتمد على ذلك".
ساندي
تعترف أنها صورت الكليب الأخير خارج مصر فهذا غير ممكن داخلها.
وتعتبر أن
الإيمان"
بيني وبين ربي فقط"، وأن ثمة من يغطي نفسه ويرتكب الكثير.
وهنا تفرض المقارنة
نفسها على مخرج الفيلم بين لباس وكلمات جيل المطربات السابق ومنهن وردة،
التي
أظهرها في ثوب محتشم وهي تغني أغنية رومانسية، وبين الجيل الحالي الذي
يعتمد "لغات"
مغايرة.
وفي محاولة لايجاد توازن وموضوعية للشريط، يورد رأي مسؤول من
الإخوان المسلمين الذي يشرح دور الفن
وأهمية احترامه للنفس وللقواعد نافيا عن
الحركة محاولتها فرض أفكارها في هذا المجال لأن الجمهور هو "صاحب الخيار".
أما
روبي "الظاهرة" الأكثر مدعاة للخلاف والجدل والتي تصدم الشارع لأنها "لا
تمثل
ثقافته" كما أظهرت بعض الآراء، فتحتج لمحاولة خلط الدين بالفن
وخاصة الرقص والغناء.
وتتابع العدسة روبي في تمريناتها الرياضية وتحركاتها في
الشارع، حيث لا يتعرف عليها
الناس، ويشير إلى الضغوط العائلية قبل
النجاح ثم انقلاب الموقف بعده حيث طلب منها
فقط أن تنتبه لنفسها. ويسمعنا الشريط اقوال المحامي الذي يسخر وقته برفع
الدعاوي
على الفنانين لأنه يعتير" الكفاح ضد هذا "السكس كليب كما يقول "واجبا وطنيا"
رافضا
هذا النوع من "الفنون" و نادبا حظه لأن
دعاويه تربح ولكنها لا تطبق!
وبعد أن نسمع رأي محجبة
تعتبر هذا الغناء "سوقيا"، تعبَر فتاة فرانكوفونية في إحدى علب الليل" هذا
ما نريد
عمله ولا نستطيع. ولا أعرف لماذا؟". لقد كان ممكنا هنا تطوير
الفيلم وتوجيهه نحو
مسار يساهم أكثر بفهم ما يحدث من قبل مشاهد
أجنبي، لكن المخرج فضل متابعة أكثر
إثارة
بالتطرق إلى حوداث تبرز كبت الشباب أمام ما يرونه مثل الاعتداء على المغنية
مروة وتمزيق ثيابها وعلى الراقصة دنيا. وترك للإخواني تفسير السبب "شباب
بالبطالة
حرضناهم جنسيا".
ثم يحشر الفيلم مواضيع أخرى. فيقحم برجوازيات يتعلمن تجويد
القرآن في تفصيل لا داع له، وينتقل إلى
الحديث عن
واقع الرقص في مصر مختارا راقصات
مغمورات، هن اللواتي "يواجهن الواقع الصعب" وليس مغنيات الكليب حين يرقصن
وجها لوجه
أمام حشود من الرجال ويخفين الأمر عن عائلاتهن خوفا من القتل ربما. ويصل
إلى حقيقة
أن هذه الظروف الموضوعية وهذه النظرة إلى "الجسد" أدت إلى انخفاض عدد
الراقصات في
مصر إلى المائة، ما استدعى إحضار أجنبيات مكانهن. وهؤلاء أيضا
لا يفهمن حقا
"متناقضات" المجتمع المصري كما تعبر إحداهن. وتطرق
الفيلم إلى "قضية" حنان الترك
وتحجبها بعد فيلم "دنيا" التي ادت فيه دور راقصة.
ثم لاينسى بالطبع رأي
السلفيين، ويعود إلى روبي التي تبدو أكثر صراحة وتحملا لمسؤولية افكارها من
ساندي
إذ "لا ثمن للحرية ولست مستعدة لأتغير أحب الحرية جدا".
لم يسع الشريط للاشارة
إلى القيمة "الفنية" لهذا النوع من الأغاني، بسؤال مختص وليس فقط استطلاع
آراء
الشارع، واهتم فقط بالتعبير الجسدي فيها، كما حفل حتى التخمة
بالكليشيهات، الغربية
منها بالطبع، عن النظرة إلى المرأة والدين.
وحصر مفهوم التحرر "بالجسد"، واختار
عيناته من"الأكثر تحررا" من اللواتي لا تشكل نسبتهن شيئا في المجتمع
المصري. لقد
اعتبر ان "التحرر" على الطريقة الغربية هو النموذج، دون أن
يذكر أن هذا النوع من
الكليب يثير نفورا لدى كثيرين في الغرب
أيضا لاستخدامه المرأة كسلعة.
الجزيرة الوثائقية في
01/07/2012
زوم
توضيحات حول
غياب الفنانين عن وداع داود
بقلم محمد حجازي
رغم كل ما نعرفه عن الفنانين المصريين من حس اجتماعي نبيل واندفاع للتعبير
عن محبتهم لبعضهم البعض، فاجأنا تماماً خبر غياب كامل الفنانين عن تشييع
الفنان يوسف داود، صاحب الشخصية الكوميدية المميّزة، أو عن سرادق العزاء
بإحدى كنائس الإسكندرية الأرثوذكسية.
نعرف سابقاً أنّ بعض الفنانين وهم قلّة، لم يشارك في جنازاتهم حشد فني لسبب
غيابهم التام عن الوسط الفني، ما أبعدهم عن التواصل مع زملائهم، فإذا بيوم
تشييعهم يكون عادياً، لكن الغالبية يحظون بزملاء كثيرين وتقدير كبير بعكس
هذه النخوة التي نتحدّث عنها وقد خبرناها لسنوات عن قرب، ثم كنّا نتابعها
من خلال تغطيات الفضائيات أو المجلات المصرية.
لم نرتح كثيراً، لعدم وجود زملاء للفنان داود، يعزّون بوفاته، وأسفنا أكثر
لأنّ مصر بحاجة لصورة الوئام والتواصل والانسجام بين مكوّناتها الاجتماعية،
بعد وصول الرئيس محمد مرسي بما يمثّل إلى كرسي الرئاسة والتصريحات المطمئنة
للجميع.
هل من شيء تغيّر؟
لا نريد لشيء جيد وجميل أن يتغيّر، خصوصاً مع الفنان داود الذي واكبناه في
الكثير من الأفلام وكان علامة فارقة في أفلام النجم عادل إمام، والمفارقة
أنّ عادل مثلاً لم يكن موجوداً، فالتغطية التي واكبناها للتشييع، أكدت أنّ
أي فنان لم يشارك في مراسم وداع الفقيد، وحتى أنّهم لم يتجسّموا عناء
التعزية بالراحل.
نعرف أنّ فترة مرّت صعبة على مصر، عندما حصلت أحداث في أكثر من كنيسة وقد
وجدناها خطوة رائعة لعدد من الفنانين الذين زاروا هذه الأماكن وقالوا قولاً
مسؤولاً مُحبّاً وواعياً لزملائهم من الأقباط وكانت وحدة وطنية رائعة
أشعرتنا بالغبطة حُبّاً بمصر، وفنانيها وناسها.
ولا نريد هنا أنْ نفكّر إلا بأنّ سبب غياب الزملاء عن وداع داود هو الأوضاع
الحسّاسة التي تمر بها مصر عموماً، فالتشييع كان في يوم إعلان نتيجة
الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فالآمنون في بيوتهم يدركون أنّ بقاءهم فيها
أسلم لحياتهم أكثر من أي تصرّف آخر.
وعارفو الوسط الفني، يدركون تماماً صحّة هذا الواقع، وقد خبرناه شخصياً على
مدى أكثر من ثلاثين عاماً، ومنها ١٢ عاماً ميدانياً، ولقاء الفنانين مع
بعضهم وحول بعضهم في الأفراح والأتراح هو مضرب مثل، حتى وإنْ كانوا مختلفين
بفعل أخبار مُلفّقة من أنصاف وأرباع المشتغلين في «بزنس» الصحافة الفنية،
لكنهم يلتقون يتحدّثون، وكأنّ شيئاً غير موجود بينهم من سلبيات.
أردنا هذه المقالة تصويبية، تقول لمَنْ يقرأ خبر غياب زملاء «داود» عن
وداعه، بأنّ الأسباب وراءها هي الأجواء المشحونة سياسياً في البلاد ليس
إلا، أما الود والتواصل فموجود وبقوة، لأنّنا نخاف من فهم خاطئ قد يتبادر
إلى أي ذهن بأنّ السبب طائفي وهو ليس كذلك أبداً، وللعلم فإنّ هناك استحالة
لأي وافد إلى مصر من خارجها أنْ يعرف ويحدّد هذا مسلم وهذا قبطي، أبداً، بل
هناك شبه متكامل، ومظهر واحد يميّز كلا النموذجين.
هذه نعمة...
وما واجهه يوسف داود عادي جداً ونحن شعرنا بأنّ علينا واجب شرح حقيقة
العلاقات السائدة في مصر بين الفنانين لئلا يذهب البعض في ظنونهم أبعد من
أي واقع مُعاش، خصوصاً أنّ النجومية التي نعرفها في الوسط الفني وُجِدَتْ
مع النجوم المصريين، ونحن لا نريد لهذه الصورة أنْ تتشوّه لأي سبب، فقط
لنقول بأنّ خيارنا بحب النجوم هؤلاء لم يكن خاطئاً أبداً خصوصاً أنّهم
جميعاً يحبّون لبنان واللبنانيين، وهم دائمو الحديث عنه وعن طريقة
استقبالهم والتعبير عن المودة عندما يجيئون إلى بلدنا زوّاراً.
عروض
هل يؤشِّر الفيلم إلى أن
الإشعاعات القاتلة ما زالت حاضرة وفاعلة حتى اليوم؟!
Chernobyl Diaries
عن المدينة المنكوبة بعد ربع قرن على كارثتها النووية
٧ أفراد يخوضون «سياحة خطرة» يموت خمسة ويعود إثنان مصابين
بالعمى
كثيرة أفلام الترقُّب والرعب.. وقليلة جداً الأشرطة التي يقع المشاهد في
حبها أو يندفع للتحدّث عنها لكل مَنْ يراه. مع
Chernobyl Diaries
للمخرج برادلي باركر على شاشاتنا، مادة خاصة في مجال أشرطة الترقُّب التي
لطالما أحببناها بأسلوب هيتشكوك، ولفترة ما بأسلوب ويس كرافن، لكنّنا لم
نملأ أدمغتنا بشكل كامل مع أي نموذج جديد يطرأ ويجعلنا قادرين على المباركة
من خلال شريط متماسك، قوي، متقن، وتمَّ الصرف عليه وصولاً إلى اعتباره
عملاً نموذجياً ضخماً.
النص كتبه أورين بيلي، كاري فان ديك، وشاين فان ديك عن قصة لـ بيلي استند
في سياقها إلى مرور خمسة وعشرين عاماً على حصول كارثة انفجار المفاعل
النووي في تشرنوبيل وما جرّه من ويلات على المنطقة المحيطة كلها، لكن ماذا
عنها اليوم بعد مرور ربع قرن على حصولها، من خلال التعرّف على أخوين هما:
بول (جوناثان سادوسكي) وكريس (جيسي ماكارتني) قرّرا الذهاب في جولة سياحية
إلى موسكو مع فريق من الأصدقاء، ومن هناك أراد بول التسلية، وحين صادف يوري
(ديمتري دياتشنكو) رجل القوات الخاصة الروسية سابقاً، سرعان ما أطلعه
الأخير على برنامج: السياحة الخطرة، وبعد تردد وافقت فتاتان من الفريق
آماندا (ديفين كيلي) وناتالي (أوليفيا رادلي) سريعاً، ثم وافق كريس،
وبالتالي أقنعوا الشقيق سريعاً، وتحضر الجميع للرحلة، حيث انضم إليهم في
آخر الخطة، إثنان: مايكل (ناثان فيليبس) ومعه زووي (إنغريد برلسو جايردال).
الرحلة إلى منطقة تشرنوبيل رحلة اعتبرها يوري آمنة جداً، وانطلق الفان وعلى
متنه سبعة أشخاص، وحين منعتهم القوات المولجة حماية المكان، غيّر يوري
طريقه، وسلك طريقاً مختلفاً جداً، واستطاع الدخول إلى حرم المدينة،
الصامتة، والمرعبة لانعدام الحياة فيها، وكان الاتفاق أنّ لا ضرورة للبقاء
هناك إلى فترة الليل، وإذا بالسيارة تخذلهم تماماً ولا تلبّي رغبتهم
بالعودة ويطول الوقت، ولأنّ كريس يُصاب بجرح في رجله، تتم إراحته في الفان
مع صديقته ناتالي، ويذهب الباقون بحثاً عن قطعة غبار للسيارة كي يتمكّنوا
من العودة بها وعدم تمضية الليل هناك.
مع حركة الجميع بدأت المخلوقات التي ما زالت في المنطقة بالتحرّك، عدد من
المصابين بالإشعاعات تحوّلوا إلى نماذج متوحشة ومرعبة، بينما شاهدنا دباً
يخرج من إحدى غرف الطبقة الثالثة من أحد المباني، ما يعني أنّ الوحوش
موجودة بكثرة في الداخل، حيث المنطقة متروكة بالكامل لقدرها.
يؤكل «كريس»، وتهرب ناتالي، ويعود بول مع الآخرين ليجد أنّ الأمور في أسوأ
حال، ويتساقط الحاضرون تباعاً لنجد أنّ مَنْ بقيَ منهم هما: بول وأماندا
وهما من كثرة حركتهما وعدم اكتراثهما بما يجري، أُصيبا بالعمى التام،
وعندما دخلت قوة من الشرطة إليهما في داخل المنطقة وجدتهما في حالة عمى.
هذا هو مشهد الختام في الشريط، ومعه تنتهي المغامرة السيئة التي لم تُبقِ
أحداً من المجموعة بعدما قُتِلَ يوري في بداية البحث عن حل لجعل سيارة
الفان فاعلة.
لا يدعّي لا المخرج ولا الممثلون ولا حتى الجمهور وباقي التقنيين أكثر من
المطلوب، هناك تواضع في عرض المواهب، وشجاعة في تجريب ما هو جديد على
الدوام مع مؤثرات لا تعرض عضلات بقدر ما تسند مناخاً من المشاهد شديد
الطواعية والتعبير.
تشرنوبيل.. هذه حالها في الفيلم.. لا ندري كيف هي أحوالها في الواقع؟!!
معرضة
الإسكندرية ٢٨: سوريا ضيف
شرف
أعلن رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي في الدورة ٢٨ منه الدكتور وليد سيف
عن اختيار سوريا كضيف شرف للمهرجان، حيث ستُعرض أفلام:
- «٢٣ دقيقة تم تهربيها من حلب».
- «سوريا في جحيم القمع».
إضافة إلى أشرطة ميدانية صوّرت حالات القتل في إدلب، درعا، حماه، دير الزور
وحمص، إضافة إلى أفلام تحت مسمى «سينما الغضب» ومنها:
- الليل الطويل، لـ حاتم علي.
- نجوم النهار لـ أسامة محمد.
- أحلام المدينة، لـ محمد ملص.
- التجلّي الأخير لغيلان الدمشقي، لـ هيثم حقي مع فارس الحلو، باسم ياخور،
وكندة علوش.
وأشار الدكتور سيف إلى أنّ المهرجان سيصدر دراسة تشرح ظروف سينمائيي
المعارضة لتنفيذ مشاريعهم تحمل عنوان: سينما الغضب في سوريا، وقد تمّت دعوة
العديد من الفنانين السوريين منهم: نبيل المالح، هيثم حقي، أسامة محمد،
واحة الراهب، محمد ملص، أحمد ملص، الكاتب حكم البابا، يارا صبري، عابد فهد،
عبد الحكيم قطيفان، زينة حلاق، لويز عبد الكريم، والنجمة أصالة. وتم تحديد
أفلام المسابقة الرسمية وتضم:
- من دم وفحم، لـ عز العرب العلوي (المغرب).
- ثعبان، لـ كانز إيرزينكانز (تركيا).
- العدو، لـ ديجان ريسيفتش (البوسنة).
- كوتلوفينا لـ توميسلاف راديتش (كرواتيا).
- لا تنسيني يا اسطمبول لـ هاني أبو أسعد (فلسطين).
- دايماً براندو لـ رضا الباهي (تونس).
- الصمت المتجمِّد لـ جيراردو هيربو (إسبانيا)
- قديش اتحبيني، لـ فاطمة الزهراء زموم (الجزائر).
- على الشاطئ لـ جوليان دونادا (فرنسا)
ويُفتتح المهرجان في ١٢ أيلول/ سبتمبر ويستمر عشرة أيام.
اللواء اللبنانية في
02/07/2012
"الأصوات الغير المرئية"
ينال جائزة المرأة في مهرجان ستيب الأوكرانية
بسار فائق من أربيل:
نال الفيلم الكردي القصير"الأصوات الغير المرئية" للمخرج والناقد السينمائي
الكردي فرزين كريم، جائزة أحسن فيلم في قسم المرأة في مهرجان ستيب الخاصة
بحقوق الإنسان. وقال فرزين كريم لإيلاف،شارك فيلمي القصير في المهرجان
ممثلا عن إقليم كردستان العراق ونال جائزة أحسنفيلم قصير في قسم المرأة.
شارك في المهرجان العديد من الأفلام حول العالم، الذي أقيم في مدينة خاركوف
في أوكرانيا.
الفيلم من سيناريو المخرج والذي يتحدث عن المرأة ومعاناتها في المجتمع
الكردي، والذي ينشر من قبل شركة ستاك فيلم سنه على المستوى العالمي. شارك
في التمثيل كل من الممثلين روزان حمه جزا وسربست كرمياني، وصور من قبل
المصور الكردي الايراني سالم صلواتي.
الفيلم من أنتاج عام 2010، شارك حتى الأن في العديد من المهرجانات
السينمائية، منها مهرجان بارمونتي في ولاية التكساس في أمريكا، مهرجان
كازان في روسيا، الترناتيف (البديل) في رومانيا، مهرجان أسطنبول في توركيا،
مهرجان جيبور في الهند ومهرجانات أخرى.
وأشار المخرج بأنه أهدى الجائزة مع فريق عمله في الفيلم، للممثل الكردي
جلال بيار الذي توفي قبل أيام أثناء تصوير أحدى المشاهد في مسلسل تلفزيوني
كردي. وذكر أنه الأن "بصدد أخراج فيلمين قصيرين أخرين، أنهى مراحل
تصويرهما". وكريم كان يشغل منصب مدير سينما أربيل قبل خمسة أعوام، وأشتهر
في مجال السينما ككاتب وناقد سينمائي.
Share on facebookShare
on twitterShare
on gmailShare
on hotmailShare
on blogger
إيلاف في
02/07/2012 |