"هذا
الرجل ظلّ حاضرا في حلمه السينمائي والوطني يراقب ما يحدث، يحزن للهزائم
الكبرى، ويفرح للانتصارات الصغيرة، ويعلق على كل ذلك بتعابير ذكية مرحة
ثاقبة تعتبر علامة مسجلة على ما كان يحلو لأصدقائه ان يطلقوا عليه صفة "السلمانية".
عاش محمد سلمان دائما محاطاً بالاصدقاء والمعجبين. فهذا الفنان الفطري الذي
علّم نفسه بنفسه وخاض في شتى الفنون وجرّب ضروب الخلق كلها، كان يفخر
دائماً بأنه عرف كيف يضع اصدقاء ظلوا على الدوام مخلصين له، وظل هو يحفظ
لهم الود ويقول دائماً انه اذا كان قد حقق شيئاً من النجاح في حياته، فإنه
يدين بذلك لحب أصدقائه له. الحقيقة ان شخصية محمد سلمان فيها من النبوغ
العفوي والفضول الدائم وحب التجريب والسخرية من الذات والتعاطف مع الآخرين
ما كان من شأنه ان يفتح له جميع الابواب. ثم ان محمد سلمان عاصر أربعة
أجيال على الاقل من الفنانين والأدباء في مصر ولبنان، كما في غيرهما من
البلدان العربية. (...) فهو كان يقول عن برهان علوية ومارون بغدادي إنهما
عبقريان، ولكن فقط ينقصهما شيء من "خفة الدم" و"العفوية" السلمانية!
منذ باكورته، "اللحن الاول"، لم يتوقف، فكانت تلك السلسلة من الافلام "السلمانية"
الغربية والطريفة، التي كان موقف سلمان حيالها مزدوجا على الدوام. فهو، من
ناحية يستخف بها اذا ما سئل عنها ويقول انها "مجرد تمارين تقنية يقتل بها
الوقت ريثما يحقق فيلمه الكبير الذي سيضعه في مصاف فيلليني وهيتشكوك". لكنه
من ناحية ثانية كان حين يستخفه الطرب حيالها يقول انها "اعمال ضالة سوف
يمضي وقت طويل قبل ان يفهم الناس جوهرها". الحقيقة ان محمد سلمان لم يكن
على حق في ايٍّ من الموقفين. فهي كانت أفلاماً مسلية في نهاية الامر يجتمع
فيها الرقص بالغناء وبدوية البادية سميرة توفيق بمطرب الرجولة فهد بلان،
الى الشحرورة صباح ونجاح سلام. بالنسبة الى محمد سلمان كان كل شيء صالحاً
لصناعة فيلم: اسماء اغنيات ناجحة، فكرة وصول بدوية الى روما او الى باريس،
ميلودرامات على نسق حسن الامام، استعراضات لا يعرف لها اول من آخر...
(...).
كان سلمان يحوّل ذلك كله مشاهد يصوغها على هواه مستأنساً بنظرته وعفويته.
مشاهد يختلط فيها الغناء بالرقص والغرام بالدموع. وهذا كله جعل لمحمد سلمان
فيلموغرافيا حافلة لا ينافسه فيها في لبنان سوى سمير الغصيني. فكان الاثنان
على الدوام من أنشط منتجي الشرائط اللبنانية.
كان هناك – كما ذكرنا – على الدوام "فيلم كبير" في رأس محمد سلمان، بل
نعتقد ايضاً انه كتب له السيناريو، وهو فيلم عن حياة يوسف وامرأة العزيز.
سلمان، الذي أدرك بوضوح ان الدوافع الدينية تحول بينه وبين هذا المشروع،
كان يرى في ذلك الموضوع امكانات سينمائية هائلة. ولا نزال نذكر حتى الآن
تلك الايام السعيدة حين كان يصوّر في بلاتو الاستديو العصري في ضاحية بيروت
مشهداً تغنّي فيه صباح اغنية "جيب المجوز يا عبود". يومها ترك لمساعده امر
استكمال هذا المشهد لفرط سأمه منه، واخذنا، نحن معشر مساعديه "المثقفين" في
حلقة جانبية ليحكي لنا، لقطة لقطة، بعض مشاهد فيلمه العتيد المستحيل.
الحقيقة انه اذهلنا يومها بقدرته على ابتداع التفاصيل وربط اللقطات
والتعبير عن العواطف والانفعالات، وحين اقترب الليل من منتصفه، ولاحظ
انبهارنا، توقف فجأة وقال بصوت غاضب: وبعد هذا تحدثونني عن فيلليني وعن
برغمان... لعنكم الله"!
(...)
كانت الحقبة الذهبية في حياة محمد سلمان حقبة انبعاث المد القومي العربي،
أيام الناصرية والعدوان الثلاثي والوحدة. في تلك الأيام بلغ انغماس محمد
سلمان وزوجته الفنانة نجاح سلام في المشروع الناصري، درجة كانت أغنياتهما
تبث يومياً من اذاعة "صوت العرب". كان فناناً حقيقياً صنع نفسه بنفسه
معتمداً على مواهبه الفطرية وعلى فضول لا حدود له. كان موسيقياً لا يتقن
كتابة "النوتة"، وكاتباً بالكاد يهمّه ان يقرأ كتاباً عن تاريخ الأدب
العربي، وسينمائياً صنعته العادة والخبرة الحياتية...
خارج الكادر
السينما في زمن التعصب!
هـ. ح.
أمن الممكن عرض فيلم يفتتح بمقولة "باسم الله الرحمن الرحيم" في الـ"سينماسيتي"؟
علماً ان هذا إجراء روتيني للكثير من الأفلام الايرانية لنيل اجازة عرض في
بلادها. بالتأكيد يُمكن امرار مثل هذا الفيلم في المناطق ذات الغالبية
الاسلامية. لكن أحد الذي يعملون في سلك التوزيع يرى أن من الصعب امراره في
الصالات الواقعة في مناطق ذات غالبية مسيحية. "هل تتخيل فيلماً كهذا في الـ"أ
ب ث"، يسأل باستغراب؟ هذا الحديث دار بيننا قبل حادثة عرقلة عرض "33 يوم"
في مجمع الأشرفية الشهير. في المقابل، كم مشاهداً سيستقطب "شارع هوفلان" لو
عُرض في احدى الصالات القليلة في مدينة صيدا؟ لا شكّ ان المُشاهد اللبناني
يتعامل بتعصب وأحيانأً بطائفية تجاه المتوافر في الصالات. لم نسأل يوماً،
تجنباً للوقوع في سوء الفهم، لماذا معظم الأفلام المصرية تعرض في صالات
بيروت الغربية. ببساطة، لأن الجمهور معني أكثر بالسينما المصرية. هناك فيلم
آخر عن المقاومة، "خلة وردة"، استقطب أكثر من 30 ألف مشاهد في دور العرض في
صيدا وصور، واستقطب ارقاماً معقولة في "بلانيت ــ أبراج" التي تقع في منطقة
وسطية، لكنه لم يُمنح اي فرصة في مناطق مسيحية بحجة أن الجمهور غير مهتم
بفيلم عن المقاومة. الأمثلة على الانقسام الشعبي والمناطقي، في مجال
السينما، تتوالى وتتعاقب. على ذمة شخص مطلع على الشاردة والواردة، فإن
المسلمين أكثر اهتماماً بأفلام قريبة من القضايا "المسيحية"، من اهتمام
المسيحيين بأفلام تتوجه الى الاسلام. أكبر نموذج على ذلك: "آلام المسيح"
الذي كانت له ايرادات جيدة في صالات مثل "دون"، في حين غاب "محمد"، عن ابرز
صالات بيروت الشرقية. أما بالنسبة الى فيلم مثل "انسان شريف" الذي يتطرق
الى قضية جريمة الشرف، فحُكم عليه بالاعدام، واستُبعد من صالات مثل "اسباس"
مثلاً، تحت ذريعة: "ما علاقتنا بهذا الموضوع؟".
النهار اللبنانية في
14/06/2012
عفاريت سينما الكومبينات في ضيافة "متروبوليس"
هوفيك حبشيان
تروي هانية مروة، مديرة صالة "متروبوليس" (أمبير ــ صوفيل) التي تستضيف
"أجمل أيام حياتي، أفلام لبنانية من الستينات" من 13 الى 22 الجاري، ان بعض
الأشخاص الذين اتصلت بهم لدعوتهم الى المشاركة في هذه التظاهرة، أصيبوا
بالدهشة والمفاجأة، لأن ثمة مَن يتذكرهم بعد! الأخوان كرم مثلاً، كانا خلف
عملية التقاط عدد لا بأس به من الأفلام، وهما الآن، لا بل منذ سنوات، صاحبا
محلّ تصوير في الاشرفية.
من خلال هذه الاستعادة لحقبة اشكالية وانتقالية من سيرة السينما اللبنانية،
أراد القائمون عليها الالتفات الى أبطال تلك الحقبة، نقّادها وتقنييها
وسينمائييها، وأيضاً ممثليها، بحيث ان الحدث يشهد تكريم كل من احسان صادق
(1929) وصباح (1925)، علماً ان "الشحرورة" لن تأتي بسبب وضعها الصحي الصعب.
11 فيلماً انتجت بين 1963 و1975 ومعرض للأفيشات لعبّودي أبو جودة، في
انتظاركم اذاً في المجمع الذي شهد أخيراً أروع الاستعادات. للأسف، العروض
بالفيديو (جيء بها من محطة "أي آر تي"، مالكة الحقوق) لا بنسخ الـ35 ملم
الأصلية، لأن الطبقة السادسة من مبنى ستاركو حيث المكتبة السينمائية
الوطنية (هل ثمة مَن يعرف عنها شيئاً؟)، لم تستطع صون هذا الارث من الرطوبة
والاهمال وداء الالزهايمر الذي يتلبس البلاد والعباد.
■■■
هذه حكاية من منتصف الستينات. كان لبنان يعيش آنذاك عصره الذهبي. شارل حلو
كان رئيساً لجمهورية يعتبرها كلٌّ من الاعداء والأصدقاء نعيم العرب. من
بعيد، فيتنام تتفجر وباريس تثور بطلابها. ومن قريب، تشتعل فلسطين وتقاوم من
أجل البقاء. العرب يواجهون كبرى الهزائم وألعنها في تاريخهم الحديث،
واللبنانيون يتدبرون أمورهم كيفما اتفق، من دون ان يرسموا علامات استفهام
حول المستقبل الذي سيقبلون عليه. في هذا الجو، نما ما كان يسمى "سينما
الكومبينة": أي تلك الأفلام التي يؤتى من أجلها بأحد نجوم الغناء أو
الاستعراض أو الملاكمة، فتُنسَج حول هذا النجم او تلك الحسناء خبرية معينة،
غالباً ما تكون على درجة عالية من السطحية والابتذال والخفة. جاسوس على
طريقة جيمس بوند أو تحرٍّ يحذو حذو "هاري القذر". انها افلام توحي مشاهدتها
اليوم، بعد مرور أربعة عقود، كما لو انها صوِّرت على احدى جزر الكاريبي. كل
شيء كان يصلح لصنع فيلم. اليكم هذه القصة مثلاً: أميل تركية، منتج لبناني
يهودي، كان يملك قرداً في بيته، يريد أن يمنحه دور البطولة في فيلم.
فاستعان بسيد المغربي ليكتب نصاً يسند فيه المقام الأول الى القرد. أنجز
الفيلم، لكن الظريف أن القرد عضّ فريق العمل جميعهم خلال التصوير.
باختصار، كان الشعار الخفي لتلك السينما: "الغاية تبرر الوسيلة". اعمال
هابطة، انشائياً وفكرياً، تتحقق بأساليب تتفلت من كل منطق انتاجي سوي. هذا
الكيتش غصّت به صالات بيروت، لا سيما "متروبول". أبطال تلك المرحلة
وسينمائيوها تعلّموا المهنة من المصريين الذين جاؤوا الى لبنان، بعدما خضعت
سينماهم للتأميم في عهد عبد الناصر. سمير خوري اشتغل مع الايطاليين، يوسف
شرف الدين ساعد بركات، ومحمد سلمان تدرب في القاهرة. هذه الموجة راحت
تتبلور بعدما حزم المصريون أمتعتهم وعادوا الى الوطن. لم يكن ما تعلّموه من
المصريين جيداً على الدوام، لكن اشتد عودهم في المجالات التقنية الصرف،
فاستثمروا هذه المعرفة لتتماشى مع عقلية اللبناني وحنكته، القائمة على
تحويل صورة البلاد وثقافتها الشعبية الى سلعة، مصحوبة ببروباغندا سياحية
مزخرفة بالألوان والموسيقى والميني جوب، و... هزّ يا وزّ!
كان أرباب تلك المرحلة الانتقالية "يركّبون الذكر على الذكر"، بلا حرج.
السينما الفرنسية خلقت "الموجة الجديدة". في بريطانيا، حوّل "الشباب
الغاضبون" مسار النتاجات البصرية. اما الربوع اللبنانية، فتحولت ستوديواً
في الهواء الطلق، لا تأبه لما يدور في العالم، بل لا تأبه لما يدور في
المكان الذي تحصل فيه الحوادث. صحيح ان الأحوال كانت "باللوج"، اقتصادياً
على الاقل، لكن المجتمع كان مقبلاً على اضطرابات كبيرة ومتنوعة، لم تسقط
كلها بالمظلة من السماء ذات نيسان من عام 1975. لم يلمس المخرجون في تلك
الفترة أياً من الأعراض التي كانت ستجعل من لبنان خطّ النار الأول في الشرق
الأوسط. أفلام تلك الحقبة مسطحة بالكامل، لا تُري من لبنان ما يستحق التوقف
عنده. فيها سذاجة من النوع البذيء وسعادة من الصنف الأبله. لم يكن هناك
مخطط توجيهي لدعم سينما فارغة، اذ كانت تجري الأمور بارتجال وعفوية، والنية
دائماً هي الربح. لا أكثر ولا أقل.
لم يكن ظهر بعد لا كريستيان غازي ولا جورج شمشوم ولا برهان علوية ولا مارون
بغدادي. الايجابي في هذا، ان السينما المصنوعة في لبنان ـــ وهي ليست
لبنانية بعد لا بملامحها ولا بموضوعاتها ولا بلهجتها ـــ باتت تميل الى
الـ"اوربانيزم"، بعدما كان محور الافلام سابقاً القرية واهلها، وكانت
همومها تدور على مأزقين: الرحيل أو البقاء. فجأة، استبدل الحصان بالسيارة
ودروب الضيع الآمنة صارت شوارع عريضة. الروشة، الحمراء، المعالم السياحية،
فتحت أفخاذها لهذه الأفلام. وعندما راح أحد المخرجين يبحث عن منطقة شعبية
ليموضع فيها حوادث فيلمه، رفض الأمن العام أن يمنحه اجازة تصوير. كانت
المنطقة اسمها الغبيرة.
■■■
لم يخضع الانتاج السينمائي في لبنان للمنهجية حتى وصول أشخاص من مثل علوية
وبغدادي. في أحد الأفلام مثلاً، كانت موازنة الانتاج تؤمّنها، يوماً بعد
يوم، فتاة هوى تعمل في بار من بارات الزيتونة. فسرت نكتة في الأوساط مفادها
ان العاملين في الفيلم يقبضون اتعابهم بقطع نقدية من فئة العشر ليرات،
المبلغ الذي كانت العاهرة تتقاضاه مقابل كل علاقة لها مع زبون. وعندما أنجز
نقولا أبو سمح فيلماً عن سيرة القديس شربل، حكي انهم اقترحوا عليه، بعد
النجاح الذي حققه مع هذا الشريط، أن يحول "شربل" نوعاً من "فرانتشايز"،
فيصير سلسلة: "شربل في الجيش"، "شربل في الطيارة"، الخ... وفي فيلم آخر، تم
استبدال نور الشريف بأخيه، عندما اعلن انسحابه من الفيلم بعدما كان مثّل في
جزء منه. هذه الحكايات كلها، ممزوج بعضها بالبعض الآخر، من شأنها اعادة
تركيب البازل الذي كانته تلك المرحلة: شلة تعيش من تدخين سجائر الكيف
والكومبينات السينمائية والنجومية الزائفة!
...
ثم هبّت العاصفة التي لم تقف في مواجهتها الا بوسطة عين الرمانة. كانت
الأفلام مشغولة بعجل وتُسلق سلقاً، وتحمل في عمقها روحية سينما المقاولات.
برغم ذلك، صنع سينمائي مثقف وواع مثل فاروق عجرمة مكاناً للمخرج في بيئة
يسيطر عليها النجوم والاسماء التي تبحث عن اطلالة سريعة الى الشهرة. في زمن
كان المخرج صانعاً، حرفياً، حمّالاً، سمساراً، ساهم عجرمة في أن يرتقي به
الى مرتبة الخلاّق. مثلاً، عندما كان عجرمة يصوّر "القاهرون" عام 1966، مع
سميرة توفيق وفهد بلان، حاول الأخير إسداء نصيحة للمخرج، من دون ان يخطر في
باله، للحظة، ان عجرمة سيستاء منه مما كاد أن يتسبب بطرده من موقع التصوير...
قبل افلاسه، تورط "بنك انترا" في تمويل عدد من الأفلام. صاحبه يوسف بيدس
كان يملك مشروعاً للنهوض بالسينما اللبنانية وكان جيّر هذا المشروع الى
كامل كوستاندي، احد أكبر المساهمين في مصرفه. لكن عندما جاءت الحرب، اندثر
هذا كله هباء. وراح عفاريت الشاشة يختبئون خلف المتاريس. السينما ذات
المنحى التجاري بحاجة الى سلام، والحرب قضت على أصغر ذرة من ذرّات الحلم.
بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، صارت الدولة تدعم أفلاماً عديمة الذوق
والقيمة، وتكاد تكون "مشبوهة" أحياناً، بهدف تمجيد الدولة والأجهزة الأمنية
التابعة لها. تلقف هذه الظاهرة أمثال فؤاد شرف الدين وسمير الغصيني في
تنويعات حول ذكورية مضحكة. وكان محمد المولى، البطل الرياضي، مقرباً جداً
من اجهزة الأمن والاستخبارات، ما جعل من مشاركته في بطولة أي من هذه
الأفلام العنصر الذي يضمن دعم الدولة مادياً للشريط.
سمير الغصيني، أحد اعمدة هذه السينما (له "قطط شارع الحمرا" - 1971) أنجز
33 فيلماً، ثم مات وفي بطنه جوعٌ. قتله الشرب والمقامرة وحبّ النساء. وكاد
أن ينتحر لأجل امرأة أحبها حباً جماً، ليلتقي مصيره بمصير السينما
اللبنانية برمتها: حبّ من طرف واحد.
جدول العروض
اليوم
20:00: "أنتربول في بيروت" لكوستانتين كوستانوف (1966).
الجمعة 15
19:15: "هاوي
السينما" لحبيب شمس (2011).
20:30: "الجبابرة"
لحسيب شمس (1963).
السبت 16
19:00: "أهلاً
بالحبّ" لمحمد سلمان (1970).
21:00: "غيتار
الحب" لمحمد سلمان (1974).
الأحد 17
20:00: "بدوية
في باريس" لمحمد سلمان (1966).
الإثنين 18
20:00: "عصابة
النساء" لفاروق عجرمة (1970).
الثلثاء 19
20:00: "العسل المر" لرضا ميسر (1964).
الأربعاء 20
20:00: "الجاكوار
السوداء" لمحمد سلمان (1965).
الخميس 21
20:00: "نغم
في حياتي" لهنري بركات (1975).
الجمعة 22
20:00: "أجمل
أيام حياتي" لهنري بركات (1974).
النهار اللبنانية في
14/06/2012
الفيلم الفائز بـ"جائزة لجنة التحكيم" في مهرجان "كانّ"
2012
"حِصَّةُ
الملائكة" للبريطاني كين لوتش.. عدالة العاثر
زياد الخزاعي
لن يُكرِّر المخرج البريطاني كين لوتش حكاياته، ولن يترسَّم ملامح أبطال
متشابهين. هذا ليس في عرفه السينمائي. ساير ما همس به المعلّم الفرنسي
روبير بريسون ذات مرّة: "عيننا مفرطة التفكير، مفرطة الذكاء"، فجال في كل
زاوية ضجّت بمرارات سبّبتها سَطْوة نافذين. لوتش مخرج أممي، يكاد يحمل لقب
"مقاتل سينمائي" بامتياز نادر. قادته بصيرته إلى حيث تكون المظالم
الاجتماعية، والخديعة السياسية، واللافضيلة، واستشراء النفعية، وجور
الطبقات، وعسف الحكّام والإمبرياليات الحداثية، فرمى سهام أفلامه، ذات
النَفَس "الواقعي الاجتماعي" الذي تعود نُطفته إلى تيار"السينما الحرّة"
الشائع في بريطانيا في خمسينيات القرن الماضي، ضد مصائب تفكّك عائلة ما بعد
الحرب، كما في "كاثي عودي الى دارك" (1966) عن الأم الشابّة التي خسرت
معركة الاحتفاظ ببيت العائلة حكماً لعطالة زوجها، مثلما تحامَل في "الدعسوقة"
(1994) على ظلم المؤسَّسة الاجتماعية، التي عارضت حضانة أم لأطفالها
الأربعة. وصبَّ لاحقاً انتقادات لاذعة على الغلّ الجماعي، الذي دفع اليافع
بيلي في "كيس" (1969) إلى اعتماد القسوة سلوكاً انتقامياً، قبل أن ينعى
القيم في "فتاة بائسة" (1967)، عندما أجبر العَوَز الشابّة جوي إلى امتهان
الدعارة.
يُقرأ جديد كين لوتش "حصّة الملائكة" باعتباره نعْياً سينمائياً بصيغة
التهكّم لأحوال أبناء جيل الألفية الثالثة البريطانيين، ممن يتحمّلون وِزْر
مناورات ساسة فاسدين. إن "اللابطل" روبي (بول برانيغان) نموذج للخسران
الاجتماعي في مدينة مهدَّدة مثل "غلاسكو" الإسكتلندية. شاب هامشي، مُعطَّل
وغارق في محيط الجرائم الصغيرة. مُطارَد من طرفين: العصابات والقانون.
الأولى تسعى إلى تصفية حساب، بينما يُطارده الثاني لكونه خطيئة قصاصها
السجن. ضمن قدره، بدا روبي كائناً سيئ الطالع، شارك عشرات من أضرابه في
التحايل وخطف الفرص. وعندما أقسم أمام رضيعه البكر: "لن أؤذي أحداً أبداً"،
آثر تجريمه بإفقاد شاب نور إحدى عينيه، مُعلناً أن الوضيع قرّر صنع
مُعْجزته وقتل خُسْرانه، مثلما سعى نظيره الهامشي إريك بيشوب في "البحث عن
إريك" (2009) إلى شدّ عزمه الاجتماعي باستدعاء طيف لاعب كرة القدم الفرنسي
إريك كانتونا. لن يبحث روبي عن خلاصه أبعد من نصيحة مشرفه البدين الإنكليزي
هاري في اكتشاف الثروة الاسكتلندية: الويسكي. برفقة ثلاثة من أصحابه، اخترق
معاقل التقطير، ووصل إلى برميل فريد، وسرق منه ملء أربع زجاجات، قبل عقده
صفقة مع خبير شمّ إنكليزي (جورج علام)، أشركه، في مقابل زجاجة واحدة، بخداع
تاجر أميركي باعه البرميل بعد إفساده. خسر روبي اثنتين بحادث عرضي، لتكون
الأخيرة، وهي الصنو الثمين لنسبة 2% التي تتبخّر من الويسكي، خلال عملية
حفظ البراميل المسماة "حصّة الملائكة"، بلا شك، قِسْطُ هاري الذي قاده الى
الثروة والعمل الثابت وأمان العائلة.
للوَهْلة الأولى، بدا نص كين لوتش تفكّهاً من دون طعم. لكنّ تعمّده مع
لافيرتي الإشارة إلى فطرة البطل ونصيبه، الذي رتّبته أقدار لم تنصفه من
قبل، تُحوِّل الفيلم إلى تحامل مؤدلج فاقع على ثيمة أن بلاداً تسعى إلى نيل
الاستقلال، وضمان ثروة النفط التي تستغلّها لندن، تستنكف تخصيص حصّة ما من
صناعة وطنية أخرى، لا تقلّ ثراءً، بملائكتها الشباب الذين تحصدهم العطالة
والأمية والجريمة. بينما تُنظَّم لهم محاكم اجتماعية تغيِّبهم قَسْراً عن
واجهة ما كانت تسمى أم المدن الصناعية الأوروبية، قبل انحطاطها في ستينيات
القرن الماضي.
السفير اللبنانية في
14/06/2012
المخرج أكد أنه ضد التيارات التي ترفع راية الإسلام لأن
الدين ليس حكراً عليها
خالد يوسف: الإسلاميون لديهم نظرة دونية للفن
العربية.نت
اعتبر المخرج السينمائي المصري خالد يوسف، الذي واكب ثورة 25 يناير منذ
اندلاعها، أن "الإسلاميين أو أصحاب الإسلام السياسي ينظرون إلى المثقفين
والمبدعين نظرة دونية كتابع ذليل يفترض أن يبدع وفق تصوراتهم للدين"،
محذراً من أنه "إذا خرج أي إبداع عن رؤى هذا التيار أو تفسيره للدين فإنه
يقع إما في الإفساد أو الكفر".
وشدد خلال حديثه الى برنامج "نقطة نظام" الذي يبث غداً الجمعة على قناة
"العربية" على ضرورة "أن يكون لرجال الفن كيانهم المستقل كما رجال السياسة
أو رجال الدين ويجب أن تكون لهم قوانينهم وأن يتمتعوا بحرية الحركة".
الفن والدستور
ورأى يوسف أنه لا يجوز أن يحكم الفن سوى أمرين: ضمير المبدع ووعي الناس،
مؤكداً أن "الفنان لا يريد أن يخرج جيلاً داعرا أو فاسقا أو كافرا" وإن
وظيفة الفنون هي "السمو بالروح". واعتبر أنه إذا طبقت على الفنون أي مقاييس
أخلاقية أو دينية فهذا "يعني إسقاط ثلاثة أرباع الفنون من صفحة الإنجاز
البشري والإنساني".
وأعرب يوسف عن تمسكه بالمادة 49 من دستور 1971 التي تضمن حرية الإبداع
والتعبير، وتلزم الدولة بصيانتها بل وبتوفير سبل التشجيع اللازمة لدعمها.
وشرح يوسف بأن النظام السابق كان دوماً يضيق على الفنانين الذين كانوا
يستندون الى هذه المادة لكسب القضايا التي رفعت عليهم مثل قضية فيلم
"المشير والرئيس" التي اختصمت فيها المخابرات العامة والمخابرات الحربية
والجيش ووزارة الثقافة ضد المخرج وصدر الحكم فيها لصالحه.
وأقر المخرج أنه رغم التضييق الذي تعرض له في عهد النظام السابق إلا أن
معارضة ذلك النظام أسهل من معارضة التيار الإسلامي لو تولى الحكم لأن
التيار الإسلامي "يختصر الدين في نفسه فإذا عارضته يمكن أن يتهمك بالكفر"،
حسب قوله.
توثيق ثورة يناير
ورداً على من اتهمه بكون انتقاد المتشددين الدينيين كان قاسما مشتركا بين
أعماله (خالد يوسف) ونظام مبارك، قال يوسف: "كانت هناك أفلام تعمل من أجل
مناهضة التيارات المتشددة وكانت تكتب في مكاتب أمن الدولة وأروقة الحكومة.
أما أفلامي فكان يحكمها ضميري. أنا ضد التشدد وضد التيارات التي ترفع راية
الإسلام لأن الإسلام ليس حكرا عليها".
وفي سياق آخر، قال يوسف إنه لم يقم بتوثيق أحداث ثورة 25 يناير لأن هذه
وظيفة السينما التسجيلية، بينما هو مخرج سينما روائية طويلة، إلا أنه أضاف:
"أنا كسينمائي كان من المفروض أن أنزل الى الثورة بكاميرتي وليس بذراعي. لم
أستطع أن أنزل كسينمائي ووجدتني أنزل بذراعي كمواطن من الـ80 مليون مصري.
يعني مارست دوري كمواطن ونسيت دوري كسينمائي".
وأخيراً انتقد يوسف من يقولون إنه ينشر غسيل مصر على حبال العالم من خلال
تركيزه الضوء على مظاهر الفساد والتشدد والفقر، موضحاً: "ليس دوري أن أعمل
فيلما سياحيا – هذا دور وزارة الإعلام. وليس دوري تبييض وجه النظام الذي
أوصل الشعب الى حد البحث عن قوته في القمامة. أفلامي ليست إدانة للشعب
المصري الذي لا يعير بفقره فهناك شعوب فقيرة كثيرة. الذي يعير هي الأنظمة
التي ساهمت في هذا الفقر. وفي عصر المعلومات والفضائيات والسماء المفتوحة
لا توجد أي مشكلة في العالم لا نستطيع الوصول إليها بكبسة زر على الكمبيوتر
بمعنى أنه لم تعد هناك أسرار".
العربية نت في
14/06/2012
يهاجر إلى فرنسا بسبب سلبيات المجتمع في "أرواح منسيه"
عزت العلايلي: لا أشرب القهوة إلا من صنع يدي
القاهرة - رحاب محسن
أكد الفنان عزت العلايلي أنه يقضي أسعد أوقات حياته، وهو يتذكر الأعمال
التي قدمها على مدار مشواه الفني, والتي كانت لها بصمات واضحة في تاريخ
الدراما المصرية, مثل فيلم "الأرض"، الذي يحتفظ بصور كثيرة منه حتى الآن,
والتي قام بتكبيرها أيضا, لما يحمله هذا الفيلم تحديداً من مكانة خاصة
بقلبه, والذي قدم من خلاله شخصية عبدالهادي، الذي أخذ الشعب المصري والعربي
يناديه بنفس الاسم في كل مكان كان يسير فيه سواء بمصر أو خارجها.
وأكد العلايلي أنه ليس من هواة السهرات أو التواجد كثيراً في المناسبات
الفنية العامة, فهو يعشق الهدوء والقراءة ومتابعة الأحداث الفنية
والإخبارية أمام شاشة التلفاز، والتي أصبحت حديث الساعة, وأضاف العلايلي
أنه يقضي كثيرا من أوقاته أيضا في قراءة القرآن الذي لا يفارق غرفته، سواء
كانت غرفة نومه أو غرفة مكتبه، التي يقضي بها معظم ساعات النهار.
لافتاً إلى أنه ماهر في صنع القهوة "المحوجة"، والتي لا يفضل أن يشربها إلا
من صنع يده.
يطل في "أرواح منسية"
هذا، ويطل الفنان عزت العلايلي خلال شهر رمضان المقبل من خلال مسلسل "أرواح
منسيه"، والذي يجسد من خلاله المسلسل شخصية رجل مغترب في فرنسا يدعى
"أنيس"، يعود إلى مصر بعد فترة طويلة من غيابه خارج البلد, ليجد اختلافاً
كبيراً طرأ على المجتمع المصري، ثم يفاجأ بقيام ثورة يناير , فيبدأ شعور
التفاؤل يعود بداخله بعدما ترك مصر وبها الكثير من السلبيات التي دفعته
للعيش خارجها.
"أرواح
منسية" بطولة عزت العلايلي، صابرين، فراس إبراهيم، عبدالرحمن أبو زهرة،
ميرنا المهندس، وأمل رزق، وعايدة رياض، ومادلين طبر، وهو من تأليف نبيل
ملحم، وإخراج سمير حسين.
العربية نت في
14/06/2012
برنامج يمنح كُتاب أفلام الخيال العلمي التواصل مع العلماء
«تبادل
العلم والترفيه» تم تدشينه في لوس أنجليس في عام 2008
واشنطن: بريان فاستاغ*
في أحد المشاهد التي وردت في بداية فيلم الخيال العلمي الجديد «بروميثيوس»،
نزع عالم خوذته على سطح قمر غريب ناءٍ. لكن مهلا، ألم نتعلم أن الغلاف
الجوي كان ساما.. إذن ما الذي يفعله؟ حسنا، لقد وجد العلماء فقاعة من
الهواء المؤكسج، يمكن الوصول إليها، وإن هناك أشخاصا يرغبون في مشاهدة وجوه
هوليوود الجميلة الموجودة داخل هذه الخوذات طوال الفيلم بدلا من إخفائها
وراء الخوذات! اتضح أن مثل هذا السيناريو مقبول. ربما يكون هناك قمر يدور
حول كوكب بعيد لديه في بعض الأماكن هواء نقي.
يعلم مخرج الفيلم ريدلي سكوت هذا. فأثناء كتابة النص اتصل بواحد من أكبر
مستشاري الفضاء في هوليوود، عالم البيولوجيا الفضائية بوكالة ناسا، كيفن
هاند، الذي عمل مستشارا في عدة أفلام منها «أفاتار» و«ثور». يجني هاند،
الذي يعمل في مختبر دفع المحركات النفاثة في ناسا، في باسادينا بولاية
كاليفورنيا، دخله من البحث حول نوعية حياة الكائنات الفضائية وكيف يمكن
العثور عليها. وخلال جلسة المناقشة مع سكوت وفريقه قال طاقم عمل الفيلم
إنهم يرغبون في أن تتخلى الشخصيات عن الخوذات الفضائية. وفسر هاند، الذي
كان يشرح لسكوت كيف يبدو ويحس ويشم المخلوقات الفضائية، إمكانية وجود جيوب
أكسجين. وأنقذ العلم هوليوود مرة أخرى. اعتمد المخرجون، أكثر من مرة، على
العلماء لتحويل خيالاتهم إلى أمر ممكن. وفي هذه العملية يتعلمون أن العلماء
هم أشخاص، أيضا.
يعود الفضل في ذلك إلى برنامج «تبادل العلم والترفيه»، الذي تم تدشينه في
لوس أنجليس في عام 2008، بمنحة بلغت 1.1 مليون دولار من الأكاديمية الوطنية
للعلوم. يضم البرنامج على لائحته 800 عالم، وقد أجرى البرنامج 500 جلسة
تشاور بين صناع الترفيه وعلماء تحدثوا من دون استخدام مصطلحات تقنية.
عادة ما تنتهي شراكات هوليوود بكارثة، لكن هذه الشراكة كانت ناجحة. ويقول
ريك لافرد، أحد العاملين الثلاثة في المنحة بدوام كامل «كتاب الدراما
الكبار يقولون لقد كنا نسمع عنكم أيها الشباب. أنا أريد أن أتعاون معكم. كل
العاملين في صناعة الترفيه يعرفوننا».
ربما يكون ذلك مجرد شهر عسل، وستعود هوليوود مرة أخرى إلى انتهاك القواعد
العلمية لخدمة القصة، وهذا معروف منذ عام 1931. كان ذلك عندما شاهد مرتادو
السينما عالما مهووسا يخيط جثتي رجلين ميتين ويعيدهما إلى الحياة في صورة
الوحش الدكتور فرانكشتاين.
ولدت صورة نمطية للعالم تتمثل في معطف مختبر ملطخ، وخطط تشكل تهديدا، وشعر
أشعث. وهو ما لا يكون له مردود سيئ على صورة العلم. وقد دفعت حماسة شخصية
أخرى بعيدة الاحتمال المخرج السينمائي جيري زوكر، مخرج فيلمي «الطائرة»،
و«السلاح العاري»، إلى القيام بأمر غير متوقع.
تظاهر زوكر وزوجته جانيت، قبل عقد في واشنطن وكاليفورنيا، لصالح أبحاث
الخلايا الجذعية الجينية (فهم يرون مثل هذا العمل يقدم علاجا محتملا
لابنتهم التي تعاني من مرض السكري). وخلال سعيه للحصول على التمويل أبدى
زوكر انزعاجه من «الفزع من العلم» المنتشر بين أعضاء الكونغرس والشعب
الأميركي. ويقول زوكر في مقابلة هاتفية معه «هذا بطبيعة الحال خطأ تتحمله
هوليوود بشكل كامل. فالعالم المجنون شخصية مسلية».
بعد لقاء جرى عبر المصادفة بين عائلة زوكر ورالف سيسرون، رئيس الأكاديمية
الوطنية للعلوم، أنشئت المؤسسة. وأثنى جيري على فكرة جانيت. وتتدفق
التمويلات الآن من المؤسسات الخاصة نتيجة تضاؤل إسهامات أكاديمية العلوم
الوطنية.
إذا كنت في حاجة إلى معرفة ماهية المادة والمادة المضادة، وكيف فعل ذلك
كاتبو قصة «ملائكة وشياطين»، يمكنك الاتصال بالمؤسسة وسوف يوصلونك بشين
كارول، الفيزيائي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
ساعد كارول، الذي عمل مستشارا لمسلسلات مثل «بونز» و«نظرية الانفجار
العظيم»، شركة «مارفل ستوديوز» بفيلمها «ثور»، ودفع كارول المنتجين إلى
تحويل شخصية ناتالي بورتمان، جين فوستر، من ممرضة، كما كتبت في النص
الأصلي، إلى عالمة فلك. وهو ليس مجرد عالم فلكي فهو يبحث عن الثقوب الدودية
- تلك الثقوب عبر الفضاء والزمن، والتي من خلالها ينفذ «ثور»، في الفيلم.
وتشير آن ميرشانت، التي تعمل في المؤسسة في واشنطن لصالح الأكاديمية
الوطنية للعلوم، إلى أن هذا التغيير يعتبر نجاحا. وتأمل في أن يثير العلماء
الأقوياء على الشاشة الكبيرة اهتمام الشباب. وتقول ميرشانت «أنا أود أن أرى
فتاة عمرها 10 سنوات تشاهد ناتالي تتحدث بشأن جسور آينشتاين - روزن (الثقوب
الدودية)، والقول بأن هذا شيء ربما أرغب في القيام به، هذا قول رائع».
وتقول لوفرد إن هناك صالونات تم ترتيبها من قبل البرنامج يقيمها كبار
العلماء في منازل المخرجين الكبار. وقد ناقش بريان غرين، عالم الفضاء في
جامعة كولومبيا، نظرية السلسلة مع 60 كاتبا ومخرجا والرؤساء التنفيذيين
للاستوديوهات والممثلين في غرفة متابعة زوكر. وقد استضاف سيث ماكفارلان
منتج فيلم «رجل العائلة»، وجون ويليامز مخرج فيلم «شريك»، بعض هذه
الاجتماعات التي دارت موضوعاتها حول التطور وعلم بيولوجيا الفضاء وعلم
الأعصاب على أجندة الأعمال.
تعمل المؤسسة أيضا على جمع العلماء الذين يجيدون إلقاء المحاضرات بعدة مئات
من الرؤساء التنفيذيين للاستوديوهات والكتاب. ويقول لوفرد إن غالبية
العاملين في هوليوود لا يعرفون العلماء، ولذا فإن جمع المجموعتين يؤدي إلى
تكوين شخصيات أكثر ثراء. ويقول ميرشانت «تحطمت القوالب النمطية، لأن العالم
لم يعد ذلك الشخص الذي يرتدي سروالا قصيرا ونظاراته مكسورة، ولا يستطيع أن
يكون جملة كاملة من دون أن يصدر صوتا كالخنزير، والنرد العملاق. ويعلم صناع
الفيلم أنهم أشخاص عاديون».
مزج العالمين دشن نوعا غير متوقع من التعاون. فقد التقى ماركفارلان -
الشغوف بالعلم - نيل دي غراسي تايسون. ويقوم الاثنان الآن بإعادة إنتاج
مسلسل «كوزموس» لكارل ساغان والذي أنتجته شركة «بي بي إس» عام 1980. ويشير
جون سبايهتس، الكاتب المشارك لفيلم بروميثيوس، إلى أن جولات المعامل يمكن
أن تقدم المواد التي يمكن استخدامها نصوصا. وزار سبايهتس من خلال البرنامج
مختبر الدفع النفاث، منزل جوالة المريخ التابعين لـ«ناسا». وقال «كانت جولة
ملهمة للغاية، وقد تعلمت القليل عن حالتهم المزاجية والذبذبات داخل الغرفة
وكيفية عملهم. وإذا قمت بالشيء على النحو الصائب فسوف تحظى بالكثير من
الأمور الجيدة داخل الرواية».
في ذلك الوقت قام زوكر بجولة في فيرنيم، شركة وقود حيوي في سان دييغو،
لمسلسل كوميدي جديد يدعى «ذا بيغ أو»، والذي يروي قصة زوجين يحاولان
استخلاص الوقود من الطحالب، ومن خلال البرنامج وجد زوكر زوجا من العلماء
الباحثين في مجال الوقود الحيوي، هما كريس وشونا سومرفيل. وقال زوكر «قلت،
ما الذي تتحدثون عنه أثناء الغذاء؟ وقمت بترجمة هذا ووضعته في الفيلم».
كانت الفوائد التي حصل عليها العاملون في مجال السينما واضحة للغاية،
فحصلوا على أفكار جديدة، وحوار حقيقي ومشاهد جديدة. وقال هاند «بصراحة كان
ممتعا، لأن (بروميثيوس) يستكشف التساؤلات الكبيرة نفسها التي يفكر فيها
كعالم، والمتمثلة في: من نحن، وكيف نشأت الحياة، وهل نحن وحدنا في هذا
الكون؟ يمكنك أن تخذل حارسك العلمي قليلا. يمكنك ارتياد الكثير من الأفكار
التي لم تر النور في الأبحاث المنشورة».
ويضيف لوفرد أن العلماء يتطوعون لهذا البرنامج، لكن النتائج الأكثر رسمية
تقدم مرة أو مرتين سنويا، فهاند على سبيل المثال حصل على معلومات من أجل
فيلم «بروميثيوس». وأوضح لوفرد أن هناك فارقا بسيطا بين المشاورات الودية
واستغلال الصفوف. وقال هاند «هناك عدد من المرات القليلة، التي شعرت فيها
بأنني أستغل».
بيد أن كارول لم يحصل على راتبه. ويحلم هاند بالحصول على مبالغ مالية أكبر،
فالأموال شحيحة في ناشا، والمسبار الذي صممه للبحث عن الحياة في واحد من
أقمار المريخ لم يحصل على التمويل بعد. وقال مازحا إنه يأمل في «جني ما
يكفي من المال لدفع رواتبنا - عبر تمويل بعثة خاصة إلى (يوروبا)». وفي هذه
الأثناء، سيكون عليه الانتظار لفيلم «يوروبا» العام القادم، فقد كان
مستشارا في هذا الفيلم أيضا.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
الشرق الأوسط في
14/06/2012 |