قبل أسابيع قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير 2011 كانت مفاوضاتي مع
النجم المنتج قد وصلت إلي طريق مسدود بعد أن كان في غاية الحماس لتحقيق
سيناريو فيلم «المغادرون» الذي كتبته مع ورشتي السينمائية عن الشباب الذين
يدفعهم الفقر والقهر إلي خوض أصعب المخاطر لمجرد مغادرة الوطن. كان قد يئس
تماما من إمكانية إقناعي بإنهاء الفيلم بإدانة هؤلاء الشباب باعتبارهم
متسرعين ومتهورين ولا يدركون قيمة وطنهم ولا يقدرون المصاعب التي تواجه
النظام البائد من أجل توفير الأمان والخبز لهم. في أثناء لقائي الأخير به
جاءته مكالمة من رجل مهم من جهة سيادية يدعوه للمشاركة في مباراة كرة قدم
خماسية مع فريق الفنانين من أجل ما يراه المهم خيرا. لبي النجم الدعوة
شاكرا سعادته ومعبرا عن امتنانه لجمايله الكثيرة وأفضاله التي اغرقه بها.
بعد أن أنهي المكالمة نظر نحوي بخجل ثم راح يحدثني عن المزايا الهائلة التي
تتوفر لحضرته بفضل علاقته بمعاليه. وعن أن هؤلاء الناس علي قدر كبير من
الشهامة والجدعنة وليس كما يصورهم أمثالي فر نصوصهم التي تراهم دائما
بمنظار اسود. أمس واليوم كان لابد أن أتذكر هذه الواقعة وأنا أتابع فيلم
«المصلحة» الذي حققه صناعه بمنتهي التقدير والامتنان لجهاز لشرطة وكتعبير
صريح عن مؤازرتهم لقياداته في مواقفهم في وقت صعب وكرد لجمايل كثيرة ربما
تبدأ من حذف مخالفات مرور عرباتهم الطائشة وقد تصل إلي التستر علي مصائبهم
وجرائمهم المتكررة. بل إن الفيلم يبدو في كثير من تفاصيله أقرب لدعاية
مباشرة وسمجة لوزارة الداخلية. وهي مسألة إستفزت جمهور الشباب في الصالة
ليهتفوا هتاف الميدان " الداخلية بلطجية". فالمصلحة لا يسع حتي لتبرئة
الشرطة اليوم بعد ما جري عليها من تعديلات لم تغير في قوامها كثيرا. بل تصل
به الجرأة والتبجح إلي إظهار أفرادها كملائكة في عهد المقصي وكأنهم لم
يعملوا علي حماية نظم قمعي والتمهيد لفضيحة التوريث التي في سبيلها كانوا
يفعلوا أي شيء بتوصيات الحاكم الفعلي وقتها بأمر أبيه. وقد سجلت كاميرات
الفيديو وعرضت مواقع النيت مجازر إرتكبوها يشيب لها احفاد الفلول أثناء
أحداث الثورة وما تبعها من مذابح للثوار. صورة مشطوبة يحمد للفيلم أنه لا
يركب موجة ولا يداهن الثورة كاذبا أو منافقا كغيره. كما أنني لا أستطيع أن
أنكر أن السيناريو بل والمشروع بأكمله كان قد أُعد قبل الثورة وبالتالي
تدور أحداثه في فترة تسبقها. ولكني لا أستطيع أن أخفي كراهيتي واستيائي من
صورة المخلوع المقصي التي تطل من خلف مكاتب ضباط الشرطة في الفيلم. بل إنها
تذكرني بأفلامنا القديمة التي كانت تشطب فيها صورة الملك بعد الثورة، فأدرك
كم أن ثورتنا بيضاء حقا مقارنة بثورة يوليه. وفي الوقت الذي مازلنا نعبر
فيه الفترة الانتقالية بالمسمي والانتقامية بالفعل من الثورة التي قامت
أساسا لمواجهة بطش الشرطة، يأتي فيلم «المصلحة» متعاطفا مع الشرطة أيما
تعاطف وبادئا بعملية إجرامية ضد رجالها من قبل تاجر المخدرات الذي يقوم
بدوره أحمد عز لنري رجاله وهم يجهزون علي رجال الأمن الساهرين علي حماية
الشعب وليس النظام. عيد بالعافية والحقيقة أن الأفلام التي تعكس صراع
الشرطة مع المجرمين لابد وأن تدين الجريمة ومرتكبيها ولكنها لا تغالي أبدا
في إظهار رجال الشرطة بالصورة الملائكية التي يظهرون عليها في فيلم
«المصلحة» وكأنهم تربوا في شرطة الدنمارك أو النرويج. بحيث يبدون علي صورة
من الشياكة في السلوك والنبالة في الطباع التي لا تظهر إلا في الأفلام
الدعائية السمجة التي تنتجها مثل هذه الجهات في أعيادها ومناسباتها
السعيدة. تلك المناسبات التي كان الشعب يرغم إرغاما علي الاحتفال بها
إمعانا في إذلاله وتصميما علي إصابته بمرض المازوخية الذي مازلنا نعاني منه
حتي اليوم في صورة مؤيدين لسيدهم السابق الذي أسقطناه. كما أنهم مصممون
أيضا علي تأييد صور ممسوخة منه وتابعين أوفياء له وخونة لوطنهم وكرامتهم.
علي مستوي الموضوع ينتمي «المصلحة» أيضا إلي سينما رجعية بائدة بكل
مقوماتها وأدواتها. وهو ينتهج طريق أفلام الإنتاج الكبير التي تسعي لإرضاء
المشاهد باتخامه بكل شيء وإغراقه في مشاهد وأحداث مليئة بالمعارك والمفاجآت
والمواقف المؤثرة وجرائم القتل البشعة. وهو يقدم لمشاهد طماع لا يملأ عينه
سوي التراب عدد اثنين من النجوم الكبار بدلا من نجم واحد هما أحمد السقا
وأحمد عز.. وكذلك عدد اثنين مزة (فتاة جميلة ذات انوثة واضحة) هما زينة
وكندة علوش. ولكنك بالطبع لن تجد دراما تستوعب كل هؤلاء فالصراع لا يدور في
هذه الأفلام إلا بين الرجال أما المرأة فهي مجرد ديكور أو زينة أو وسيلة
للترفيه أو للكشف عن شهامة أو فحولة الرجال. صورة بالكربون والحكاية بالطبع
لا تختلف عن أي قصة صراع بين ضابط شرطة وخارج عن القانون، سبق لك أن
شاهدتها عشرات المرات بتوليفات مختلفة. فالمعركة سجال بين الطرفين والمنحي
الشخصي يتدخل حين يقتل تاجر المخدرات شقيق الضابط.. والهدف النهائي منع
عملية تهريب كبيرة يصحبها بالطبع معركة كبري . وهكذا بإمكانك أن تلمح في كل
مشهد أو جملة أو موقف صورة بالكربون من أفلام قديمة عفا عليها الزمن من
أيام فريد شوقي ومحمود المليجي مصريا أو آلان ديلون وجان بول بلموندو
فرنسيا أو أميتاب باتشان وشيكروبورتي هنديا. وربما هي نسخة طبق الأصل من
فيلم أمريكي درجة ثالثة لم يسعدنا الحظ بمشاهدته ووجدت السيدة المخرجة
ساندرا نشأت أنه مناسب لها كريفرانس ( مرجع) علي حد التعبير الشائع في
السينما المصرية حاليا كتغطية شيك لعملية سرقة الافلام بالشوت. دعاية مغرضة
ولكن علي مستوي الصورة والإمكانيات الإنتاجية والتنفيذية التي توفرت للفيلم
فإنها بصراحة تجعله فيلم حركة من طراز جيد. وهو أيضا يؤكد علي جانب آخر قوة
الشرطة وإمكانياتها الخرافية في الردع باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات.
وفي سبيل ذلك يقدم الفيلم مطاردة بالطائرات التي كنا نتمني أن نراها تشارك
في إطفاء الحرائق في الواقع وليس في «المصلحة». ولكن الفيلم بالتأكيد
محاولة جادة من مخرجته ساندرا نشأت في التأكيد علي موهبتها في أفلام الحركة
والمغامرات منذ حققت نجاحا مفاجئا وعشوائيا في فيلم «ملاكي إسكندرية». وعلي
الرغم من الاجتهاد الشديد في توظيف عناصر السينما من إضاءة وديكور إلا أن
الإيقاع يعاني خللا غريبا فهو متدفق بصورة يصعب ملاحقتها في البداية وبطيء
بصورة مثيرة للملل في النهاية وهو إيقاع لا يتفق مع أي منطق درامي من أي
نوع. المؤكد أن ساندرا تجتهد في تحقيق إيقاع لاهث للمشاهد بصورة جزئية أي
طبقا لكل مشهد علي حدا وليس كبناء إيقاعي عام.. كما انها تحرص علي جماليات
الصورة بطريقة مطلقة وليس لاغراض درامية فالنص بفتورة وتقليديته وشخصياته
النمطية يظل عائقا أمام نجاح حقيقي ..نجاح في شباك التذاكر وفي الصدي الذي
يحققه لدي الجمهور وليس في دعاية أراها مغرضة وادعاءات في الغالب وهمية عن
إيرادات غير مسبوقة في ظل ظروف عرض صعبة نعرفها جميعا وفي دور عرض نمر
عليها ليل نهار فلا نري زحاما ولا رواجا من اي نوع أو بأي قدر. والحقيقة ان
فيلم «المصلحة» لا يكتفي باستفزاز جمهور الثوار واهالي الشهداء وضحايا
اليوم والأمس بانحيازه المفرط لجهاز الأمن، بل إنه يضيف إلي هذا وبحس غير
مسئول إدانة لبدو سيناء الذين يصورهم كمجرمين وأعداء للشرطة دون أي معرفة
أو تعريف حقيقي بهم أو بطبيعة علاقتهم بالداخلية أو بمشكلاتهم وظروفهم
واوضاعهم. أين المصلحة؟ ولكنه بالتأكيد خطأ غير مقصود في ظل حالة من
العشوائية ومحدودية الفكر والتخبط في موضوعات فرعية من باب ملء الفراغ
وافتعال الأحداث. وهي مسألة تتفق مع طريقة تنفيذ هذه النوعية في افلامنا
باحترام كامل لعناصر الصورة والتنفيذ والإبهار البصري في مقابل إهمال تام
للفكرة والرؤية والهدف والاكتفاء بالمعني البسيط المحدود بأن الجريمة لا
تفيد مهما كان الوصول إليها عبر طرق وعرة أو اساليب درامية متعثرة أو
تفاصيل فاسدة ومسفة. وإذا كانت أفلام الحركة هي أفلام نجوم بالدرجة الأولي
لا تهدف إلا لإبراز نجوميتهم وإظهار قوتهم أو قسوتهم أو شجاعتهم إلا أن
«المصلحة» في رأيي لم يحقق أي مصلحة لنجميه. فأحمد السقا مصمم علي تجنب أي
مشهد أو موقف حقيقي يعبر عن قدرات ممثل في الكشف عن احاسيس أو إنفعالات
صادقة في مواقف محكمة. وهو منشغل بالحركات البهلوانية والأكلشيهات
التعبيرية التي يكفي أن تراها في لقطات فوتوغرافية وليس لها أي علاقة
بالتمثيل السينمائي. أما أحمد عز فالفيلم هو إحدي محاولاته الفاشلة لتحدي
طبيعة ملامحه وإمكانياته الصوتية والأدائية ليظهر في دور الشرير القاسي
بطريقة تقليدية ورجعية تجعلك تترحم علي نجوم هذه النوعية من الأدوار أمثال
زكي رستم والمليجي بل وربما حسن حامد أيضا. وهكذا تأتي أفلام المصلحة دائما
ضد المصلحة. ولو أدرك الفنان ان جمهوره هو هدفه الحقيقي وأن الاستخفاف
بعقله واستغفاله لم يعد يجدي، لتأكد من ان صناعة الأفلام بضمير تبدأ من
العناية بالنص الذي يلزم أن يطرح قضاياه بأمانة وصدق وموضوعية حتي ولو كان
فيلم حركة لن يخرج مضمونه عن الجريمة لا تفيد، ولكن أي جريمة ؟و لمن
الفائدة أو المصلحة.. للشرطة أم للشعب، الذي من المفترض أن تكون الشرطة
والسينما في خدمته؟
جريدة القاهرة في
29/05/2012
المصلحة.. مباراة في الأداء والتوتر
بقلم : آلاء لاشين
لم أكن أتخيل اننا في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد ودوشة وربكة
انتخابات الرئاسة التي تشغل الرأي العام حاليا أن أري كل هذا الاقبال داخل
دور العرض السينمائي ... فقد أصابني الاحباط في الشهور الماضية عندما كنت
أتردد علي دورالعرض وأجدها خالية من الجمهور الذي يكاد يعد علي أصابع اليد
الواحدة . ذهلت من كثافة جمهور "المصلحة" وشجاعة صناعه حيث لم يتخوفوا من
هذه الظروف والأحداث السياسية الراهنة وقاموا بطرحه في الأسواق فجاء ليحيي
وينعش شباك التذاكر من حالة الركود التي كان يعانيها فما شاهدته من اقبال
الجمهور علي السينما الأيام الماضية منذ ابتداء عرض الفيلم لم أشاهده من
قبل اندلاع الثورة فقد جاء الفيلم في مصلحة دور العرض السينمائي فأعاد
المشهد الجماهيري الغفير الذي كنا نفتقده منذ بداية الثورة. صراع تاريخي
صراع بين تاجر المخدرات سالم المسلمي «أحمد عز» الذي يعيش في جنوب سيناء
وبين ضابط الشرطة حمزة «أحمد السقا» الذي يقتل شقيقه علي يد سليمان المسلمي
«محمد فراج» شقيق سالم المسلمي ويحاول الضابط الايقاع بتاجر المخدرات ليأخذ
بثأر شقيقه. السيناريوكتبه المؤلف وائل عبد الله وهو مأخوذ عن قصة حقيقية
قام بتجميعها من الجرائد وتدور أحداث الفيلم في ما قبل ثورة 25 يناير حيث
تظهر صور الرئيس حسني مبارك وتحسب له الشجاعة في عدم تغيير السيناريو حتي
يواكب الحدث ويرضي الجمهور كما أنه أظهر الجانب الخفي لرجال الشرطة كيف
يعانون هم وأسرهم في حياتهم الاجتماعية حيث انهم تقريبا يعملون طوال الوقت
ويحسب له هو وفريق العمل أنهم لم يتأثروا بما حدث بين صراعات بين الشعب
والشرطة وظلوا علي موقفهم صامدين فجميع المجالات فيها الصالح والطالح فهذة
سنة الحياة . ويجب علينا أن نحترم جهاز الشرطة في وطننا فهم آباؤنا
وأخواتنا ويجب علينا احترامهم أكبر وأكثر من ذلك لكي يعود الأمن في الشارع
المصري أقوي مما كان عليه . حرب باردة المشاهد كانت مقسمة قسمة العدل بين
السقا وعز والحوار كان ظريفا به لمسات كوميدية فجمع بين الدراما والكوميديا
في آن واحد وكان الصراع بين الضابط وتاجر المخدرات أشبه بالحرب الباردة أي
كل منهما يلعب علي الهادي فالسيناريو غير تقليدي قدم علاقة ضابط الشرطة
بتاجر المخدرات في شكل جديد . عودة أحمد الفيلم شهد عودة أحمد السقا الي
عرشه من جديد بعد التراجع الذي عاناه منذ عرض فيلم "الديلر" فقدم شخصية
الضابط حمزة المحب لعمله حتي لو جاء عمله علي حساب أسرته بشكل جيد فقدم
خطوة جديدة في مشواره الفني حيث كان التركيز هنا علي الأداء التمثيلي الجهد
المبذول واضح وخفة الظل الرزينة التي قدمها أضفت جو من الكوميديا علي
الفيلم كما أن مشاهد الأكشن كانت محدودة داخل رغم اجادةالسقا تقديمها ليثبت
من فيلم لآخر أنه مازال يحتفظ بلياقته البدنية و أنه لم يؤثر عليه شئ فهو
دائما يتحدي نفسه ويتحدي الصعوبات والمتاعب . السقا عاد في "المصلحة" بتألق
واضح رغم الاقلال من مشاهد الأكشن وعدم الإسراف فيها ليعود بشكل جديد مختلف
بعيد عن القالب الذي اشتهر به . بينما قدم احمد عز شخصية سالم المسلمي ورغم
أن الشخصية تتميز علي المستوي الدرامي بالتناقضات والانفعالات النفسية الا
انه قدمها بشكل متميز أبرز من خلالها انفعالاته الشخصية فقدم دورا مختلفا
عن أدواره السابقة كما أن الشكل غير تقليدي لتاجر المخدرات فهو صارم وحاد
الطباع وخفيف الظل في آن واحد ويحسب له اتقان اللهجة البدوية والتحدث بها
بطلاقة رغم صعوبتها الفيلم يعتبر خطوة فنية مهمة وجديدة في مشواره الفني
أثبتت أنه قدرته علي التنويع وتقديم أدوار مختلفة بعيدة عن مقومات وسامته
كما أن عمله مع ساندرا نشأت يجعل أداؤه في تصاعد مستمر فهي تجيد توظيفه
وإخراج الآداء الجديد والجيد. تدريب مكثف تبقي مشكلة أحمد عز فقط في عدم
التحكم في صوته فهذا يسبب له الانفعال الزائد غير المطلوب فهو يحتاج تدريبا
مكثفا حتي يستطيع التحكم فيه ولكن هذه المرة أطل علينا في شكل مختلف غير
نمطي جعله أصبح يسير في الطريق الصواب الذي يجعله يتشكل من دور لآخر فقد
كانت المباراة الفنية رائعة بينه وبين السقا فاجتهادهما واضح في إبراز كل
منهما أسلحته الفنية في وجه الآخر ومحاولة كل منهما سرقة الكاميرا من الآخر
من خلال المشاهد التي كانت تجمعهم سويا والحقيقة انهم قد نجحا في تقديم تلك
المشاهد المشتركة فهي أفضل مشاهد الفيلم . مما يجعلنا نقول ان العمل
الجماعي يرفع بمستوي العمل ويظهره بشكل لائق فكل منهم تحدي الآخر بموهبته
الفنية وعاد ذلك بالنفع علي العمل فجعلنا نشاهد منافسة فنية شريفة وممتعة
بين النجمين . أحمد السعدني :- «يحيي» رغم ظهوره كضيف شرف داخل الفيلم الا
انه كان محور الأحداث وترك بصمة ظريفة وكوميدية فقدم دور الضابط خفيف الظل
بشكل ظريف ليس به استخفاف. محمد فراج:- يعلن عن ميلاد فنان جديد في عالم
السينما فتميز في تقديم شخصية «سليمان المسلمي» شقيق تاجر المخدرات فقد
أجاد تقديم اللهجة البدوية واقترب من آداء أهالي سيناء بشكل كبير فهو يحتاج
فرصة أكبر لإبراز موهبته فأداؤه الفني سوف يؤهله لعمل بطولة منفردة في
السنوات القادمة . أحمد منيــر:- جسد دور الضابط «حمدي» الذي يشارك الضابط
حمزة في القبض علي سالم المسلمي تاجر المخدرات فهو فنان موهوب ذو ثقل فني
يحتاج نظرة مختلفة من صناع السينما لكي يقدم في شكل مختلف بعيدا عن دور
ضابط الشرطة الذي انحصر فيه فهو موهوب ويستطيع تقديم أدوار كثيرة ومختلفة
بشكل جيد يبرز امكانياته الفنية . صلاح عبد الله:- جسد شخصية «أبو فياض»
فهو دور جديد عليه لم يقدمه خلال مشواره الفني من حيث أدائه للشخصية
السيناوية وتحدثه باللهجة البدوية كما أنه ابتعد هذه المرة عن الانفعال
الزائد الذي يصاحبه في معظم أعماله . ضيف الشرف ظهر كضيف شرف ومن المفترض
ان ضيف الشرف يؤثر في الأحداث ولكنه هنا أضفي جو من المرح فقدم دور الداعية
رجل الدين الذي يعتبر مهنته تجارة وليس دعوة للدين ولكنه قدمها بشكل جيد
ومميز وخفة ظل محببة يتمتع بها وحضور مؤثر . كان هذا الدور أقل بكثير من أن
تقدمه فنانة في حجم حنان ترك وكان من الأفضل أن تقدمه ممثلة أخري صاعدة كان
سوف يعتبر نقلة في مشوارها أما هنا فقد حاول صناع العمل اعطاء أهمية للدور
فهي تجسد دور حنان زوجة حمزة ضابط الشرطة فقاموا بتوريطها في قضية مخدرات
لكي يصبح للدور أهمية ولكنها لم تكن مناسبة للدور فقد نجحت في إبراز مدي
المعاناة التي تعانيها زوجة ضابط الشرطة، قدمت دور «شادية» وكانت أقرب
لضيفة الشرف داخل الفيلم فالدور جديد عليها ولكنه كان يحتاج جهدا أكثر من
ذلك كما أن الدور ليس مؤثرا في الأحداث واذا حذف لايؤثر ولا يخل في السياق
الدرامي للفيلم . كندة علوش جسدت دور «نانسي» ولم يضف لها الدور جديد سوي
انها شاركت الأحمدين في هذا الفيلم . وبينما دورها لم يؤثر في الأحداث
ولكنها قدمته بشكل جيد نظرا لأنها سورية الأصل استطاعت تقديم دور الفتاة
اللبنانية وتقديم اللهجة الصحيحة . ياسمين رئيس -فنانة صاعدة موهوبة تنبأت
لها بمستقبل جيد منذ أن شاهدتها في فيلم «واحد صحيح» ورغم صغر مساحة دورها
الا انها قدمته باحساس صادق وأوصلت مرارة الفراق الذي شعرت به بعد استشهاد
زوجها. والعنصر النسائي في الفيلم كان مهمشا فلم يكن المحور الرئيسي للعمل
مثلما كانت غادة عادل في "ملاكي اسكندرية" بينما كان وجودهن لاكتمال الشكل
المعتاد عليه في الأفلام حتي لا يصاب المتفرج بالملل. موسيقي الفيلم التي
وضعها عمرو إسماعيل كانت مناسبة للأحداث ومعبرة عنها خدمت القصة بشكل كبير
وساهمت في خلق الجو المناسب لدي المتفرج والأحاسيس التي تتماشي مع الحدث
المعروض . قام بتصوير الفيلم ايهاب محمد علي الذي استخدم «الهاند هيلد» أي
الكاميرا المتحركة فكانت متحركة بطريقة سريعة أدت الي خلق توتر غير مطلوب
في بعض المشاهد وهي موضة سائدة منذ فترة في التصويرالسينمائي ولكنها غير
مناسبة طوال أحداث الفيلم فبعض المشاهد كانت تحتاج كاميرا ثابتة . نأتي الي
ساندرا نشأت وهي مخرجة موهوبة من أمهرمخرجين جيلها ويعد هذا التعاون الأول
بينها وبين أحمد السقا والرابع مع أحمد عز ويحسب لها تقديم الجديد مع أحمد
عز في كل مرة تتعامل معه فيها وأيضا في اداراتها للمثليين وتوظيفهم وحفاظها
علي الايقاع السريع للفيلم طوال الأحداث ولكن يعيب عليها الاسراف في
استخدام «الزووم» القريب والبعيد والكاميرا المتحركة التي لم تهدأ طوال
الفيلم فقد أوصلت لنا توترا وقلقا غير مبررفي بعض المشاهد فهذا الأسلوب في
التصوير يتم استخدامه لتوصيل توتر ما يحدث داخل المشهد وليس من المعقول ان
تكون ساندرا قدمته طوال الفيلم لأنه سائد هذه الأيام فهي دارسة للأخراج
وتعلم جيدا متي تستخدم هذة الأساليب فكان عليها استخدامه فقط في المشاهد
التي تريد أن تنقل التوتر والصراع بها بدلا من اجهاد وتشتيت ذهن المشاهد
كما حدث ولكنها اختارت مواقع تصوير جيدة وأبرزت مباراة هائلة بين السقا وعز
أثبتت أنها مخرجة متمكنة فبعد هذا الفيلم أصبح اسم ساندرا نشأت كفيلا بأن
يكون جواز مرور للفيلم .
جريدة القاهرة في
29/05/2012
»المصلحة« ينعش سوق السينما رغم موسم
الانتخــــــــــابات والامتحانات
ماجـــدة خـــيراللــه
رغم ما نحن فيه من ارتباك وفوضي،
وحالة من الترقب المريب فيما سوف تسفر عنه انتخابات الرئاسة، إلا أن
السينما لاتزال تمثل عند البعض، متعة لاسبيل لمقاومتها،
والمدهش أن يحقق فيلم "المصلحة"
في أول أسبوع لعرضه، مايزيد علي أربعة ملايين جنيه،
رغم أن طلبة المدارس والجامعات يستعدون للامتحانات
النهائية،
والشعب المصري مشغول ومحاصر بالدعاية الانتخابية،
وما يتبعها من برامج فضائية!
وهي ظروف ممكن أن تكون سببا وجيها لفشل أي فيلم
يعرض الآن، ولكن عكس كل التوقعات كان الإقبال علي مشاهدته مثيرا للعجب!
وهذا في حد ذاته بداية لأن نفكر بشكل أكثر موضوعية،
في تصنيفات المواسم السينمائية، فقد عشنا دهرا، نعتقد أن موسم الصيف هو الضمان الوحيد والحتمي
لنجاح الأفلام، ولكن هذا الاعتقاد قد تم نسفه تماما،
بنجاح بعض الأفلام
التي عرضت ولاقت إقبالا خارج هذا الموسم أو
غيره من المواسم التي وصفناها بالسخونة!
بغض النظر علي أنك يمكن أن تختلف مع الصورة المثالية التي قدمها فيلم
المصلحة عن رجال الشرطة، حتي تكاد تعتقد أنه من إنتاج وزارة الداخلية
لتحسين صورة رجالها أمام الشعب المصري!
فإنك وبلاشك سوف تستمتع بالمستوي الفني والتنافس بين بطليه أحمد السقا
وأحمد عز، إذا كنت تشجع اللعبة الحلوة، حتي لو جاءت من الفريق المنافس،
فأنت لن تخرج من الفيلم محبطا،
إلا إذا كنت تبحث عن سبب للإحباط!
معك حق فأنت غاضب مثلنا جميعا مما وصلت اليه العلاقة بين،
المواطن المصري، ورجل الشرطة خلال الثلاثين عاما الماضية،
حتي أن المواطن اصبح يقبل أن يسرق منزله أو يتعرض لأي حادث إجرامي، ولكنه
يرفض أن يلجأ لقسم الشرطة،
الذي أصبح يمثل لدي البعض قلعة لإهانة كرامته،
وتجريده من إنسانيته، وإذلال أهله، هذا
غير الاعتداء عليه جسديا وتعذيبه حتي الموت أحيانا، وتلفيق التهم له!
أصبح ضابط الشرطة هو البعبع وأبو رجل مسلوخة، الذي نتحاشاه بقدر الإمكان،
ونستميت حتي لانقع تحت يديه أو رجليه، وندعو الله صباحاً
ومساء كي يجنبنا طلعته البهية،
لقد نسينا من زمن،
تلك الأيام التي
كان فيها أي طفل طبيعي
يحلم، أن يكون ضابطا حين يكبر،
فضابط الشرطة
بالنسبه لكثير من المواطنين هو قاتل محترف يرتدي الملابس الميري! وقد زادت
الخصومة والفجوة بين المواطن المصري ورجل الشرطة، بعد ماجري وكان في أحداث
ثورة يناير، وماتلاها من مواقع ومعارك دامية!
سقط فيها مئات من الشهداء من جانب واحد، وفقد المئات نور عيونهم
برصاص قناصة الداخلية، ثم ظهر كبيرهم
المغيب ليخبرنا، أن معندهمش قناصة، ولاعندهم ضباط توجه الرصاص إلي رؤوس وصدور المتظاهرين،
ولاعندهم قنابل مسيلة لدماء المصريين!
فزادت الفجوة بيننا وبينهم وأصبح العداء
ظاهرا جليا واضحا وكأنهم جيش من الأعداء أو خصم نتمني هزيمته وانسحاقه!
في أفلام زمان كان من يلعب دور الضابط
يتم اختياره بعناية بين أهم نجوم الشاشة قد
يكون رشدي أباظة، أحمد رمزي، صلاح ذوالفقار، أحمد مظهر المهم أنه كان يمثل النبل والشهامة والجدعنة والذكاء،
وفي اي مقارنه بين الضابط والمجرم كنت تنحاز إلي صف الضابط، حتي لو كان
فريد شوقي!
ولكن مع بداية الثمانينات،
تغيرت الصورة في الواقع، تماما وأصبحت ضبابية كئيبة مشوهة،
ولكن قوانين الرقابة حالت دون أن ينتقل الواقع إلي السينما، فاكتفي أهلها
بتقليص دور الضابط
والانتقام منه بأسلوب لايعاقب عليه القانون،
فكان رجال الشرطة يأتون في نهاية الفيلم، بعد أن تنتهي أحداثه بطريقة تجعل المشاهد
يسخر منهم! حتي صار الأمر أقرب إلي النكتة، ولأن الحديث عن الماضي لاغبار عليه ومسموح به،
في كثير من الأحيان، فكانت النتيجة أحد الأفلام البديعة التي تعتبر من أهم ماقدمته
السينما المصرية طوال تاريخها الطويل عن ضابط الشرطة،
فكان ماقدمه العبقري أحمد زكي في زوجة رجل مهم، إخراج محمد خان،
ومر الفيلم بسلام لأن أحداثه كانت تدور في سنوات السبعينيات وفي عصر أنور
السادات، بينما تم إنتاج الفيلم
في عصر مبارك!
ثم تجرأت السينما قليلا وقدمت أفلاما عن
جنوح رجل الشرطة وتورطه في عمليات إجرامية،
وهو ماشاهدناه في أفلام ممثل تيتو، وهي فوضي!
فيلم المصلحة كتب قصته وائل عبدالله وأخرجته ساندرا نشأت،
ويشارك في بطولته أحمد السقا وأحمد عز وزينة وحنان ترك، وكندة علوش، ويتحرك
الفيلم في الأجواء التي يعشقها أبطاله،
فهي فرصة لأحمد السقا ليقدم بعض المطاردات التي يستعرض خلالها مهاراته،
الحركية، ولكنها هذه المرة مطعمة ومغموسة في حالة إنسانية،
لابد وأن تستوقفك، ولكن مشكلة سيناريو الفيلم،
أنه لايحمل أية مفاجآت،
مما تحتملها هذه النوعية، من أفلام الحركة، فأوراق اللعبة مكشوفة،
من البداية، ولابد أن تكون قد تابعتها في عشرات الأفلام المصرية والأجنبية،
رجل شرطة شاب، يُقتل شقيقه، علي يد شقيق مهرب مخدرات،
بس كده! طبعا لابد أن تتوقع أن يكون
الهم الأكبر، لهذا الضابط هو الانتقام من قاتل شقيقه،
والقبض علي تاجر المخدرات بالمرة!.
أحمد عز يقدم واحدا من أفضل أدواره،
"سالم" زعيم عصابة لجلب المخدرات بكميات هائلة، شاب،
وسيم، داهية، ثري طبعا، ومكشوف لرجال الشرطة ولكنهم لايستطيعون القبض عليه
نظرا لخطورته وقدرته علي "ملاعبتهم"،
وكما أن لكل إنسان نقطة ضعفه،
فإن نقطة ضعف سالم تكمن في شقيقه الأصغر المدلل،
الذي يجلب عليه الكثير من المتاعب، ومنها
أو أهمها، تورطه في قتل ضابط شاب، هو بالمصادفة شقيق لضابط آخر هو حمزة أو أحمد السقا بطل الفيلم،
وهنا تتحول الحكاية إلي ثأر شخصي، بين الضابط
وزعيم العصابة!
يمكن أن تغفر للفيلم المبالغة الشديدة،
في تصوير رجال الشرطة كملائكة وحمائم وديعة، لايأتيهم الباطل من أمامهم أو خلفهم،
ولاتخرج العيبة من فم أحدهم، عكس مانعرفه عنهم!
ولكن والشهادة لله،
أن المشاهد الأخيرة تجعل الحكاية مقبولة، أو علي الأقل تجعلك تبتلعها بنفس راضية،
عندما يستل الضابط الشاب "حمزة"
مسدسه الميري، ويصوبه إلي صدر قاتل شقيقه،
حيث تقول في نفسك أيوه كده ياراجل،
هو ده الكلام، أنت حا تعمل فيها مثالي!
فلو كان ضابط شرطة حقيقي من اللي إحنا نعرفهم كما نعرف كفوف أيادينا، لفعل
نفس الشيء بقلب بارد!
ولكن الجديد بقي وحتي تستوي الأمور ويعدي الفيلم
علي خير من الرقابة،
فإن الضابط القاتل يجتمع في زنزانة واحدة
مع تاجر المخدرات فكل منهما خارج علي القانون!
طبعا لوكان الأمر يحدث خارج الشاشة، لكان الضابط تمت مكافأته علي قتل شخص أعزل،
بدلا من أن يقدمه للعدالة، ولكن بما أننا في فيلم وفي زمن لازالت الداخليه تسيطر فيه علي مقدرات
الأمور فيجب أن تكون الصورة وردية ويتلقي الضابط القاتل عقابه!
المخرجة ساندرا نشأت قدمت مايحلو لها أن تقدمه من مشاهد مثيرة،
من مطاردات بالسيارات، واللانشات، وطائرات الهليكوبتر،
ولكنها كالعادة لم
تكن مسيطرة تماما علي عيوب السيناريو،
ومع ذلك فإن أداء أحمد عز، والسقا،
جعلت الأمور محتملة،
وممتعة في بعض الأحيان، لكني في الحقيقة لا أجد مبررا منطقيا لوجود حنان ترك،
أو زينة، وخاصة أن الأخيرة لايمكن أن تكون فتاة أحلام لرجل عصابات مثل أحمد
عز، فوجودها يجعلك تفصل تماما وتشك في ذوق الرجل كفاءته أيضا!
آخر ساعة المصرية في
28/05/2012
مهنة اسمها المتاعب
»الغش« انتقل لصناعة الحوادث والحرائق علي الشاشة
محمـــــد خضــــــير
مهنة شاقة ومتعبة ونسبة الخطر فيها تصل إلي
٠٠١٪، ورغم ذلك قرر هاني استكمال مشوار والده منفذ المعارك والخدع الراحل
فريد عبدالحي الذي قدم أشهر الأعمال الفنية التي اعتمدت علي المعارك
بالذخيرة والحرائق، هاني رفض العمل بالمحاماة بعد تخرجه وقرر تخليد ذكري
والده وأن يظل اسمه علي جميع الأعمال السينمائية والتليفزيونية.
يقول هاني:
العمل في مجال الخدع السينمائية
والتليفزيونية وخاصة بالتقنية الحديثة يحقق بالنسبة لي متعة كبيرة،
لكن هذه المتعة يقابلها المسئولية عن جميع فريق العمل، لأن غلطة واحدة
وصغيرة قد تتسبب في حريق هائل ومدمر أو إصابات بطلق ناري إن لم يلتزم
الجميع بالتعليمات والأوامر،
ويضيف:
ورثت هذه المهنة عن والدي وأعمل بها منذ ما يقرب من
٠٢عاما وحضرت معه تصوير عدداً
كبيراً من الأعمال وكنت مساعدا له أيضا وتعلمت جميع المهارات وطورتها
باستخدام بعض الأجهزة والمعدات التي تتناسب مع العصر الذي نعيش فيه.
وعلي مدار مشواري الفني وحتي الآن قدمت العديد من الخدع والمعارك في
أعمال
»الدالي وحرب الجواسيس، أحزان مريم، المسافر،
بالشمع الأحمر، طير انت، شارع عبدالعزيز،
اغتيال شمس، الهاربة، مصطفي مشرفة«..
وحاليا أشارك في أعمال الإمام الغزالي،
كيكا ع العالي وسر علني وباب الخلق..
يري هاني أن ظاهرة الانفلات الأمني التي تمر بها البلاد عقب أحداث
الثورة وحتي الآن كانت سببا في انتشار وظهور دخلاء علي المهنة..
حيث قاموا بتهريب الأسلحة والذخائر بحجة أنها لضرورة درامية، وهي في الأساس
للاستعمال الشخصي وهناك حالات كثيرة لمسجلين لدي وزارة الداخلية، وعن نفسي
أتعامل مع وزارة الداخلية بأوراق معتمدة من نقابة المهن السينمائية
والتمثيلية لأنني عضو بالنقابة تحت شعبة الديكور لأن شعبة الخدع والمعارك
ليست موجودة بسبب العدد القليل والمحدود، وعندما أقوم بالاستعانة ببعض الأسلحة والذخائر
وسيارات الشرطة أو الجيش فيكون ذلك من خلال خطابات معتمدة من اتحاد الإذاعة
والتليفزيون والنقابة وشركة الإنتاج المسئولة عن العمل ووزارة الداخلية
بعدم الممانعة، وهؤلاء الدخلاء تم منعهم من دخول مدينة الإنتاج الإعلامي لأكثر من
٤سنوات لكن بعد الثورة ومع تغيير قيادات أمن المدينة.. أصبح الأمر متاحا
أمام الجميع،
ويضيف قائلا:
لا يوجد أي مانع من ممارسة مهنة تصميم وتنفيذ المعارك والخدع بشرط أن تتوفر
فيه كل الشروط وأن تقوم الشرطة بعمليات تفتيش مستمرة علي الأعمال التي يجري
تصويرها ومتابعتها من حين لآخر..
لحماية المهنة والفنانين،
لأن الفترة الأخيرة شهدت انتشارا كبيرا للإصابات والحرائق الفنية بسبب عدم
الحماية والتعامل مع المعدات بطريقة مستهترة.
وعن عمليات التأمين يقول:
معي طاقم عمل كبير لكل منهم اختصاصاته ففي عمليات تنفيذ المعارك والخدع
هناك ما يسمي بالمطاردات بالسيارة والمؤثرات من أمطار وبرق ورعد وحرائق من
خلال مواسير الغاز والأسلحة والذخيرة، وأقوم بعمل التأمين بالكامل حتي لا
يصاب فريق عملي أو فريق الفنانين الذي يشارك في التصوير.. فعلي سبيل المثال
أثناء الحرائق أقوم بإيقاف التصوير إذا شعرت بزيادة في سرعة الرياح لأنها
قد تؤدي إلي حريق بنسبة
٠٠١٪..
ويصعب السيطرة عليه والمخرج وطاقم العمل من حقهم تنفيذ ذلك لكن في الفترة
الأخيرة والتكلفة الإنتاجية العالية لبعض الأعمال ترفض إدارة الإنتاج إيقاف
التصوير ولكن علي مسئوليتهم الخاصة.
يضيف هاني:
هذه المهنة الإصابة أو القتل فيها مقنن،
ويعتبر عن طريق الخطأ وليس العمد وفي حالة الشكوي وتحرير محضر بذلك ممكن
أدخل السجن، وحتي أخرج من هذا المأزق أحرص علي تأمين الفنان في حالة
المعارك بالأسلحة وكيفية إخراجه للسلاح وطريقة حشوه والإمساك به وعدم
توجيهه إلي وجه الخصم، وللأسف الشديد لا يوجد تأمين علينا ويوجد تأمين علي
الفنانين قدره ٠٠١ ألف جنيه، وتوجد رسالة في معهد السينما بعنوان التأمين
في السينما المصرية والتي كشفت عن ٠٩٪ من الحوادث والحرائق سببها عدم
التأمين وأصعب ما نواجهه هو الاستهتار بالمعدات.. فأطالب بأن يتم صرف هذه
المعدات والأجهزة من خلال أوراق رسمية ولأشخاص مهنيين حتي لا تحدث أية
كارثة.
آخر ساعة المصرية في
28/05/2012 |