استمر الإعداد له ست سنوات واحتاج لطاقم ضخم من الممثلين، ناهيك
بمشكلة التمويل التي لطالما شكلت أزمة في صناعة السينما الفلسطينية، حتى
أبصر فيلم «المرّ والرمان» النور على شكل عمل سينمائي روائي طويل، وهو
العمل الأول لمخرجته «نجوى نجار».
فالفيلم الذي يحكي قصة راقصة للفنون الشعبية في مدينة القدس تدعى
«قمر» التي تتزوج بـ«زيد» شاب يعمل مزارعاً في أرضه التي يملكها في مدينة
رام الله، ثم تتطور الأحداث ويعتقل زيد بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية
أرضه، وهنا تتضافر الأحداث لتنسج صراعاً داخلياً تعانيه «قمر» بين دورها
كزوجة ومتطلبات البيت وضغط أسرة الزوج، وشغفها في تدريبات الرقص الشعبي،
ففي البداية تلزم قمر المنزل وتتحمل أعباء العمل الزراعي ومتابعة تسويق زيت
الزيتون مثلما كان يفعل زوجها وتعيش على أمل إطلاق سراحه القريب، عارضاً
لمعاناتها لزيارته، وهنا يبرز التركيز على إنسانية الزوجة في نموذج «زوجة
الأسير» وإصرارها على الحياة عبر ممارستها للرقص الشعبي في منزلها ليلاً،
وهي تحلم بعودتها للفرقة بعد خروج زوجها من المعتقل، ثم اشتداد هذا الصراع
وتبلوره مع تجديد الاعتقال الإداري لزيد، حيث تقرر قمر العودة إلى التدريب
مع الفرقة مجدداً، وخصوصاً بعد وصول «قيس» وهو مدرب فلسطيني من لبنان أتى
لتدريب حركات جديدة، وخلال دروس التدريب تنشأ علاقة عاطفية من نوع خاص بين
قيس و قمر التي تتجاوب جزئياً نتيجة حالة الفراغ العاطفي التي تعانيها
والموضوع المشترك وهو الشغف بالرقص الشعبي، لكنها لا تعطي هذه العلاقة
مداها، وهو ما يوضحه الفيلم، ليترك النهاية مفتوحة كحال القصة الحقيقية
للشعب الفلسطيني.
تتسم شخصيات الفيلم بالبساطة والمباشرة لدرجة أن المشاهد يندمج في
القصة، فإن كانت الحبكة تتناول موضوع «زوجة الأسير» كمنطلق سردي لكن
الكاميرا تنطلق في سرد تفاصيل الحياة اليومية لأناس في حراكهم المعتاد داخل
واقع صعب من الاحتلال والحواجز والممارسات القمعية للاحتلال، مبينة المستوى
الحياتي الذي تعيش فيه شرائح اجتماعية متعددة، وبإشارة واضحة لسطوة
التقاليد والموروث الاجتماعي، وإن كان أبرز الانتقادات التي وجهت للفيلم
مساسه بالهالة التي تتمتع بها زوجة الأسير وطرحه بعداً جديداً في شخصيتها
وهو الإنساني البحت..
وقد حظي هذا الفيلم بإعجاب النقاد حول العالم لما يتضمنه من براعة في
التمثيل والتصوير السينمائي وشارك في مهرجانات كـ«سندانس، روتردام،
إدنبره، دربان، لوكارنو، برلين، كان» وغيرها من المهرجانات العالمية إلى
جانب العديد من العروض الخاصة في عدة دول.. واليوم وعلى واقع تفاعلات قضية
الأسرى ومعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها لأسباب مطلبية يعود هذا
الفيلم للنور من خلال عدد من العروض الخاصة التي تنظمها بعض النوادي
الثقافية والمؤسسات الأهلية في الأراضي المحتلة.
فيلم «المر والرمان» قصة مكونة من عدة قصص ونفسيات مختلفة والأهم أنه
عرض لأشياء جد واقعية، استطاع ببراعة ممثليه(هيام عباس، ياسمين المصري،
أشرف فرح، علي سليمان) تقديم قصة إنسانية هي مزيج من الحب والحرية تحت
القمع والسيطرة الاحتلالية والموروث الاجتماعي، فجاء الفيلم أشبه بأغنية
تتميز بروحانيتها وجاذبيتها الخاصة، وليشكل في حد ذاته جهداً يساهم في
إبراز القضية وإنسانية البطل... لكن بصورة أخرى.
تشرين السورية في
14/05/2012
فيلموغرافيا أفلام القضية الفلسطينية المنتجة في سورية
في النصف الثاني من القرن العشرين في محاولة جادة لحفظ وتوثيق الذاكرة
السينمائية الفلسطينية، عمل المخرج العراقي (الفلسطيني الهوى) قيس الزبيدي
على انجاز «مشروع فيلموغرافيا توثيقي عن السينما التي تناولت فلسطين مادة
وموضوعاً»، مستنداً
في عمله هذا على أساس أن الأفلام تعدُّ مصدراً مهماً من مصادر الذاكرة
الوطنية الفلسطينية، وقد توجت جهوده بإصدار كتاب حمل عنوان: «فلسطين في
السينما»، عن مؤسسة «الدراسات الفلسطينية» (بيروت) عام 2006م.
وقد عملنا في هذا الملف على انتقاء الأفلام السورية التي تناولت
القضية الفلسطينية، وتحديداً التي أنتجتها أو شاركت في إنتاجها المؤسسة
العامة للسينما في دمشق، والتلفزيون العربي السوري، منذ مطلع الستينيات
وحتى نهايات القرن الماضي، سواء تلك التي أخرجها سينمائيون سوريون أو عرب،
مثل المصري توفيق صالح أو العراقي قاسم حول.
وفيما يلي ما يمكن أن نعدّه «فيلموغرافيا أفلام القضية الفلسطينية
(التسجيلية والروائية) المنتجة في سورية في النصف الثاني من القرن العشرين»:
- «إكليل الشوك»، سيناريو وإخراج: نبيل المالح، روائي قصير ـ
(1968م)، 35 ملم، ملون، 10 دقائق، تمثيل: صلاح قصاص، فائزة الشاويش. إنتاج:
المؤسسة العامة للسينما.
يتناول الفيلم القضية الفلسطينية من خلال مأساة فتاة فلسطينية شابة
تعيش في مخيم للاجئين في دمشق.
-
ثلاثية «رجال تحت الشمس»، روائي ـ (1969م)، 108 دقائق، إنتاج:
المؤسسة العامة للسينما.
1-«المخاض»: الجزء الأول، من إخراج: نبيل المالح، روائي قصير، (عن
قصة لنجيب سرور)، 16 ملم، أسود وأبيض، 30 دقيقة، تمثيل: سليم موسى، نبيلة
النابلسي.. يتناول الجزء الأول اعتداء صهيونياً يقع على قرية عزلاء، ينتهي
بمصير مفجع لرجل ولزوجته الحامل بعد ملاحقتهما من جانب الجنود الصهاينة...
مصير يمهد لظهور جيل جديد يحمل السلاح ويحارب من أجل الأرض التي اغتصبت.
2 - «ميلاد»: الجزء الثاني، إخراج: محمد شاهين، 35 ملم، أسود وأبيض،
35 دقيقة، تمثيل: يوسف حنا، عاطفة الخالدي.. يتحدث هذا الجزء من الثلاثية
عن معلم المدرسة الموزع بين أحلام اليقظة التي يسردها لتلاميذه الصغار،
وبين حقيقة الحياة التي يعيشها، إن أحلامه الصغيرة لا يمكن تحقيقها إلا من
خلال أمان أكبر وأشمل.. لذلك لابد من موقف... لا من أجل الآخرين فحسب بل
أيضاً من أجل خلاص ذاته، ولو كلفه ذلك حياته..
3- «اللقاء»: الجزء الثالث، إخراج: مروان مؤذن، 35 ملم، أسود
وأبيض، 35 دقيقة، تمثيل: ريغيتا أولبريش، خالد تاجا.
يروي هذا الجزء، حكاية فدائي ملاحق في أرضه المحتلة فلسطين، وفي ظروف
متوترة يلتقي بمواطنة غربية لا تعرف أبعاد الفاجعة التي وقعت على هذه
الأرض. لكن النهاية القاسية هي التعبير عن الفهم الواعي الجديد لمأساة شعب
شرد واحتلت أرضه... مواجهة بين مناضل فلسطيني يطارده الاحتلال وشاهدة
أوروبية.
- «بعيداً عن الوطن»، سيناريو وتصوير ومونتاج وإخراج: قيس
الزبيدي، تسجيلي ـ (1969م)، 35 أسود وأبيض، 11 دقيقة. إنتاج: التلفزيون
العربي السوري.
يتخذ الفيلم من الأطفال في مخيم «سبينة»، الواقع قرب دمشق والذي يعيش
فيه اللاجئون الفلسطينيون منذ سنة 1948م والنازحون منذ سنة 1967م، مادته
الأساسية. فيكشف عن مظاهر الحياة داخل المخيم، وعن آمال الأطفال
الفلسطينيين وأحلامهم.
- «نعم عربية»، إخراج: خالد حمادة، تسجيلي- (1969م)، 16 ملم، أسود
وأبيض، 10 دقائق، إنتاج: التلفزيون العربي السوري. يبين الفيلم مراحل تأسيس
(إسرائيل) ونشوء القضية الفلسطينية متتبعاً مراحل تطورها مستعيناً بالصور
والخرائط.
- «عملية الساعة السادسة»، إخراج: سيف الدين شوكت، سيناريو: سيف
الدين شوكت، نمر حماد، قصة وحوار: نمر حماد، روائي- (1970م)، 35 ملم، أسود
وأبيض، 90 دقيقة، تمثيل: منى واصف، أسعد فضة، يعقوب أبو غزالة، عبد الرحمن
أبو القاسم.
في قرية فلسطينية تحت الاحتلال، يتعاون الأهالي على مقاومة المحتلين,
وعلى الرغم من الممارسات القمعية لجيش الاحتلال، وعنجهية الحاكم العسكري،
يتمكن الأهالي الفلسطينيون من كسر المحتل.
- «الزيارة»، سيناريو وتصوير وإخراج: قيس الزبيدي، روائي قصير-
(1970م)، 35 ملم، أسود وأبيض، 10 دقائق، تمثيل: منى واصف، يوسف حنا.
فيلم شاعري عن المناطق المحتلة, ويتضمن قصائد لمحمود درويش وتوفيق
زياد وسميح القاسم، ورسوماً لنذير نبعة.
- «
نحن بخير»، إخراج: فيصل الياسري، تسجيلي - (1970م)، 16 ملم،
أسود وأبيض، 11 دقيقة. إنتاج: التلفزيون العربي السوري (دمشق).
يعتمد الفيلم على تناقض الصوت مع الصورة في محاولة لكشف زيف الإعلام
الصهيوني وما يتعرض له أهل فلسطين، وذلك باعتماده على المقارنة بين الواقع
الحقيقي وبين ما ينطوي عليه برنامج (الإذاعة الإسرائيلية) في القدس «رسائل
المواطنين العرب إلى أهلهم وذويهم».
«عيد سعيد»، سيناريو وإخراج: مروان المؤذن، تسجيلي ـ (1970م)، 35 ملم،
أسود وأبيض، 10 دقائق. إنتاج: المؤسسة العامة للسينما (دمشق).
الفيلم عن اللاجئين والاحتفالات بعيد الميلاد، محاولة للكشف عن العذاب
الفلسطيني.
- «اليد»، سيناريو وإخراج: قاسم حول، روائي قصير ـ (1971م)، 35
ملم، أسود وأبيض، 10 دقائق، تمثيل: يوسف حنا. إنتاج: المؤسسة العامة
للسينما.
الفيلم محاولة سينمائية رمزية للتعبير عن الانتماء إلى
المقاومة. يتخذ من مجزرة أيلول-1970م خلفية له، مؤكداً أن البحث عن اليد في
الفيلم، بحث عن الذات كسبيل للخلاص.
- «المخدوعون»، سيناريو وإخراج: توفيق صالح، (عن رواية «رجال في
الشمس» لغسان كنفاني)، روائي ـ (1972م)، 35 ملم، أسود وأبيض، 110 دقائق،
تمثيل: محمد خير حلواني، عبد الرحمن آل رشي، بسام لطفي، صلاح خلقي، ثناء
دبسي. إنتاج: المؤسسة العامة للسينما.
يتتبع الفيلم مصائر ثلاثة لاجئين فلسطينيين جمعهم الطرد والخيبة
والأمل بمستقبل أفضل. ثلاثة يحاولون السفر إلى الكويت بحثاً عن عمل يغنيهم
عن العيش في مخيم اللاجئين. وبسبب صعوبة الحصول على تأشيرة دخول، يقررون
فعل ما فعله آلاف من قبلهم، وهو دخول الكويت بصورة غير قانونية. يقابلون
متعهداً يوافق على تهريبهم بإخفائهم في صهريج ماء اعتاد أن يعبر به الحدود
العراقية- الكويتية. تصل الشاحنة وبداخل صهريجها الفلسطينيون الثلاثة إلى
الحدود، لكن الإجراءات الرسمية تتأخر بسبب كويتي متقلب المزاج هب للثرثرة
مع سائق الشاحنة بينما يموت الفلسطينيون متأثرين بحرارة الشمس المحرقة.
الفيلم فيه سخرية من النفي ويدفع شخوصه لتحس قدرها الحقيقي والانغماس
في نفيها الذي يعادل الثورة.
يحتوي الفيلم على وثائق من الأرشيف عن الصراع العربي ـ
الصهيوني وحرب 1948م وما إلى ذلك من تشريد الشعب الفلسطيني, وقد عُدّ من
أفضل الأفلام التي تتناول القضية.
- «السكين»، سيناريو وإخراج: خالد حمادة، (عن رواية «ما تبقى لكم»
لغسان كنفاني)، روائي ـ (1972م)، 35 ملم، أسود وأبيض، 87 دقيقة، تمثيل:
سهير المرشدي، بسام لطفي، رفيق سبيعي إنتاج: مؤسسة السينما السورية.
تعكس قصة الفيلم جانباً من مأساة الشعب الفلسطيني من خلال ثلاث شخصيات
أساسية: «حامد، مريم، زكريا». حامد الشاب الحالم تصفعه في بداية حياته
خيانة أخته مريم مع زكريا، الرجل المتعاون مع المحتلين. يغادر حامد بلدته
غزة إلى الأردن عن طريق الصحراء للالتحاق بأمه الموجودة هناك منذ سنة
1948م. وخلال مسيرته في الصحراء يلتقي جندياً صهيونياً ضائعاً وعند هذا
اللقاء تأخذ حياته مجرى آخر.
- «مئة وجه ليوم واحد»،، كريستيان غازي، روائي- (1972م)، 35 ملم،
أسود وأبيض، 85 دقيقة، تمثيل: منى واصف، ريمون جبارة.
إنتاج مشترك: المؤسسة العامة للسينما (دمشق)، والجبهة الديمقراطية
لتحرير فلسطين.
يتناول الفيلم موضوع القضية الفلسطينية، ينطلق منها ليتكلم عن الإنسان
العربي ذي الوجوه المئة: التناقضات الطبقية؛ التحركات الجماهيرية؛ الفنان
والثورة؛ المقاومة؛ اللامبالاة والحيرة والضياع؛ الأصالة والزيف؛ الحياة
والموت؛ الحب والصداقة والخوف.
- «مئة وجه ليوم واحد»، هو في النهاية تقويم عام للوضع العربي
السياسي والاقتصادي، وذلك في أسلوب خاص شخصي يعبر بنظرة إجمالية، عن
التناقضات المتشابكة.
- «شهادة الأطفال الفلسطينيين في زمن الحرب»، سيناريو ومونتاج
وإخراج: قيس الزبيدي، تسجيلي ـ (1972م)، 35 ملم، ملون، 23 دقيقة. إنتاج:
المؤسسة العامة للسينما.
يطرح الفيلم القضية من خلال رسومات الأطفال الفلسطينيين في مخيمات
الأردن، ممن تعرضوا للموت في أيلول 1970م, كما يكشف عن أحلامهم وطموحاتهم
التي ينطلق الفيلم لاستنباطها من واقعهم الحياتي ويؤكد قيم الثورة وأهميتها
وهي التحرر.
- «كفر قاسم»، سيناريو وإخراج: برهان علوية، روائي ـ (1974م)، 16
ملم، ملون، 99 دقيقة، تمثيل: عبد الرحمن آل رشي، شفيق المنفلوطي. إنتاج
مشترك: المؤسسة العامة للسينما (دمشق)، لبنان، بلجيكا.
يعيد الفيلم بناء أحداث وتفصيلات مجزرة قرية كفر قاسم الفلسطينية،
التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني عشية العدوان الثلاثي على مصر سنة
1956م, ففي أثناء قيام الرجال بأعمالهم في الحقول تفرض القوات العسكرية على
القرية منع التجول، وعند عودة السكان إلى قريتهم يقتلون بوحشية.
الفيلم من الأفلام العربية الأولى التي عالجت القضية بجدية،
وقد منح كثيراً من الجوائز في أوروبا والدول الشرقية، وعدّه النقاد واحداً
من أفضل عشرة أفلام عربية.
- «دروس في الحضارة»، إخراج: أمين البني، تسجيلي ـ (1974م)، 16
ملم، أسود أبيض، 17 دقيقة. إنتاج: التلفزيون العربي السوري.
يتناول الفيلم الادعاءات الفكرية الصهيونية التي تقوم عليها
(إسرائيل)، ويبين زيفها من خلال الربط بينها وبين الأفعال الصهيونية التي
تمارس على أرض الواقع.
«الاتجاه المعاكس»، إخراج: مروان حداد، روائي ـ (1975م)، 35 ملم،
ملون، 90 دقيقة، تمثيل: منى واصف، صباح الجزائري، عبد الهادي الصباغ.
إنتاج: مؤسسة السينما السورية.
الفيلم محاولة لرصد وتسليط الضوء على الحياة اليومية لمجموعة من
الشباب من انتماءات اجتماعية متنوعة في مرحلة ما بعد النكسة 1967، وانعكاس
تلك المرحلة على مختلف همومهم الاجتماعية والسياسية, مع وجود صوت لم تفقده
الهزيمة قناعته بإمكان تجاوز الهزيمة وضرورة العمل من أجل التغيير. «نداء
الأرض»، سيناريو وإخراج: قيس الزبيدي، تسجيلي- (1976م)، 35 ملون، أسود
وأبيض، 17 دقيقة. إنتاج: التلفزيون العربي السوري.
يعبر الفيلم عن مقاومة الشعب الفلسطيني ويكشف عن العنصرية الصهيونية
من خلال التنظيرات الصهيونية المتعددة كحديث غو لدا مائير الذي قالت فيه
«ما يدعى بالشعب الفلسطيني ما هو إلاَّ اختلاق مدروس»، وكذلك من خلال
عمليات الاستيطان. كما يركز على الانتفاضات العربية مؤكداً حق الشعب
الفلسطيني في أرضه.
- «الأبطال يولدون مرتين»، سيناريو وإخراج: صلاح دهني،(عن قصة «سر
البراري» لعلي زين العابدين الحسيني)، روائي- (1977م)، 35 ملم، ملون، 110
دقائق، تمثيل: عماد حمدي، منى واصف، صباح جزائري. إنتاج: المؤسسة العامة
للسينما.
يرصد الفيلم عملية الانتقال النضالي من الفطرة إلى القرار، إذ يصبح
الطفل فؤاد الذي ترعرع على مشاهد الهجمات الوحشية الصهيونية، أحد عناصر
المقاومة ويصطدم وجهاً لوجه مع رجال العدو في عمل قتالي يبدأ بإلقاء قنبلة
«مولوتوف» صنعها بنفسه على دورية عسكرية صهيونية، وينتهي بالتحاقه
بالمقاومة.
- «اليوم الطويل»، سيناريو وإخراج: أمين البني، تسجيلي ـ (1977م)،
16 ملم، أسود أبيض، 27 دقيقة. إنتاج: التلفزيون العربي السوري.
احتجاج واسع النطاق يقوم به الفلسطينيون في 30 آذار 1976م في
(إسرائيل) وفي المناطق المحتلة ضد القمع، والمخطط الصهيوني لسرقة الأرض,
وقد دعي هذا اليوم بـ«يوم الأرض».
- «النافذة»، سيناريو وإخراج: نبيل المالح، روائي قصير- (1978م)،
35 ملم، ملون، 10 دقائق، إنتاج: المؤسسة العامة للسينما.
يحاول جندي صهيوني، من دون نجاح، تغطية سياسة الاحتلال الوحشية
بإعلانات سياحية ملونة.
«فلسطين.. الجذور»، سيناريو وإخراج: أمين البني، تسجيلي- (1980م)، 16
ملم، أسود وأبيض، 42 دقيقة. إنتاج: التلفزيون العربي السوري.
يوثق الفيلم مرحلة مهمة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني.
- «اللعنة»، إخراج: باسل الخطيب، تسجيلي/روائي -(1984م)، 35 ملم،
ملون، 35 دقيقة.
يروي الفيلم قصة مجموعة من الفلسطينيين الذين أُجبروا على الفرار من
وطنهم وهم مطاردون بلعنة الاحتلال الذي يشردهم بعيداً عن الوطن.. حيث
المعاناة والموت.
«أمينة»، قصة وسيناريو وإخراج: باسل الخطيب، روائي ـ (1986م)، 35 ملم،
ملون، 20 دقيقة.
-
أمينة امرأة فلسطينية عاشت النكبات الفلسطينية المتتالية بدءاً
بمجزرة دير ياسين سنة 1948، وما تلاها من ويلات عانى من جرائها الفلسطينيون
سواء تحت الاحتلال، أو في الشتات... أمينة مفتاح الحكاية الفلسطينية،
ودموعها التي تكاد تكون لآلئ تتدحرج على وجنتيها، إنما هي خلاصة الدمع
الفلسطيني الذي ذرفته النساء الفلسطينيات على فقدان أحبتهم.
«مذكرات فلسطينية»، سيناريو وإخراج: أمين البني، تسجيلي- (1991م)، 16
ملم، أسود وأبيض، 70 دقيقة. إنتاج: التلفزيون العربي السوري.
يتناول الفيلم تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني في فلسطين في الفترة
(1882 ـ 1949م) عن طريق استخدام وثائق من الأرشيف السينمائي، ويركز على
نضال الشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضه وحقوقه.
- «الليل»، إخراج: محمد ملص، سيناريو: محمد ملص وأسامة محمد،
روائي- (1992م)، 35 ملم، ملون، 120 دقيقة، تمثيل: صباح جزائري، ماهر صليبي.
إنتاج مشترك: المؤسسة العامة للسينما، والقناة السابعة الفرنسية، ومرام
للسينما والتلفزيون (بيروت).
في مدينة القنيطرة، قبر لرجل كان مناضلاً من أجل فلسطين، يحاول ابنه
أن يعيد بناء تاريخ هذا الرجل، مع طموحات في أن يعطي قبراً أفضل لأبيه.
يهدي محمد ملص فيلمه للذين قاتلوا في سبيل فلسطين في كل الأزمان، وفي
هذا السياق يأتي اختياره للقنيطرة، عاصمة الجولان، المطلة على فلسطين،
مكاناً لأحداث الفيلم، وإيحاءً بوحدة المصير. تتداخل أحداث الفيلم ما بين
الماضي والحاضر، الذاكرة والواقع، حتى وصولها إلى سنة 1948م ونكبة فلسطين،
في عمل سينمائي يمتاز بالجمال البالغ والحساسية المرهفة.
- «قيامة مدينة»، سيناريو وإخراج: باسل الخطيب، روائي- (1995م)،
35 ملم، ملون، 45 دقيقة، تمثيل: ثناء دبسي، عابد فهد، وآخرون.
يبحث الفيلم في ذاكرة مدينة القدس من خلال رؤية شاهد للتاريخ، وذلك
بأسلوب مجازي شعري.
تشرين السورية في
14/05/2012
الهم الفلسطيني
في عيون ثلاثة سينمائيين أوروبيين
لم يعد الاهتمام بالقضية الفلسطينية قاصراً على السينمائيين العرب
والأفارقة، بل امتد إلى صناع السينما الغربية، في ألمانيا وهولندا والنرويج
وغيرها من البلدان الأوروبية، وهذا
ما تؤكده ثلاثة من أهم الأفلام الوثائقية الأوروبية التي حُققت في العامين
الماضيين، والتي تجسد على الشاشة الواقع القاسي للشعب الفلسطيني وهموم
وآلام وعذابات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، والتي تشترك فيما بينها
بخيوط درامية إنسانية واحدة تجمّع هذه الأفلام: «أطفال الحجارة ـ أطفال
الجدار» للألماني روبرت كريغ و«وطن» للهولندي جورج سلاوزر و«دموع غزة»
للنرويجية فيبيكي لوكيبيرغ.
«أطفال
الحجارة ـ أطفال الجدار» للألماني روبرت كريغ
تنطلق فكرة الفيلم الألماني للمخرج (روبرت كريغ) بحمله صورة
فوتوغرافية قديمة، كان قد صوَّرها عام 1989م، وعاد بها إلى مدينة بيت لحم
عام 2010، باحثاً عن الأطفال الستة، الذين صوَّرهم خلال أحداث الانتفاضة
الفلسطينية الأولى، لم يكن يجترح جديداً في عالم الفيلم الوثائقي، إذ سبق
أن شاهدناها في العديد من الأفلام الوثائقية، ولكنه بالتأكيد كان على بوابة
تحقيق فيلم وثائقي يتكامل مع منجزه الرائع؛ فيلمه «الانتفاضة طريق الحرية»،
الذي كان قد حققه قبل عشرين عاماً، ولا يبتعد عن هموم فيلمه «جئت إلى
فلسطين»، الذي عرضه في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي 2009م.
يلقي (كريغ) الضوء على هؤلاء الشبان، وما آلت إليه حياتهم، ويكشف
مشاهد العذاب والقهر اليومي ومعاناة الإنسان تحت وطأة الاحتلال والجدار
العازل. ومن صورة فوتوغرافية واحدة، انطلق فيلم (كريغ) التسجيلي ليرصد
التغيرات التي طرأت على سكان بيت لحم وعلى حياتهم وتفكيرهم بعد كل هذا
الزمن.
يقول: «تناولت الجوانب الإنسانية بعيداً عن السياسة، كان الأهم
بالنسبة لي أن أروي قصتهم، وأن أكشف القصص المثيرة والمهمة في حياتهم، فكل
واحد منهم لديه قصته المثيرة».
وفي لقطة رائعة نرى الشباب وهم يدققون في الصورة لمعرفة المكان الذي
صوّرت فيه، فيجدونه، ليبحث كلُ واحد منهم عن موقعه إلى جانب الآخر، كما في
الصورة، ويرفع كل واحد منهم بيده شارة النصر، كما في الصورة، التي تدل كرمز
على إيمانهم الطفولي بالنصر، وعلى الشارة كعلامة على التطابق بين الصورة
الفوتوغرافية والصورة الفيلمية.
ذات يوم، وبينما كان المصور الألماني( رالف إيميريك) ينقب في أرشيفه،
تقع صورة الصبية الستة في يده، فيتساءل أمام روبرت كريغ: «ترى، ما الذي حلّ
بأطفال الحجارة؟» فيكون البحث عن مصير هؤلاء الأطفال وأين ذهبت حجارتهم
مادة فيلم «أطفال الحجارة... أطفال الجدار». ينطلق (كريغ )مع طاقمه للبحث
عن الصبية، واثقاً من أنه أصبحت لديهم الآن قصة أخرى تستحق أن تُروى.
لقد كبروا، وها هم يقفون على عتبة الثلاثين من أعمارهم، وكان عليهم في
بداية الفيلم، وهم رجال الآن، أن يعودوا إلى الزاوية التي وقفوا فيها قبل
عقدين من الزمان في بيت لحم، وهم صغار، وأن يتخذوا الوضعية نفسها، ويرسموا
بأياديهم شارة النصر التاريخية! مدخل الفيلم يبدو مهندساً على نحو متعمّد،
ذلك أن (كريغ) يستشعر مدى حاجة الجمهور إلى التواصل مع شخصيات الفيلم،
الذين سنرافقهم في شق من حياتهم، وذلك من خلال صورتهم البعيدة بالأبيض
والأسود، وهي صورة تبعث قدراً من البهجة في النفس، ومقارنتها بصورتهم
الملونة اليوم، التي تظهر قدراً كبيراً من البؤس واليأس وبعض اللامبالاة.
يبدأ فيلم (أطفال الحجارة... أطفال الجدار)، من لحظة عثور (كريغ) على
الأطفال، الذين سبق له أن صوَّرهم، قبل عشرين سنة، ليقفز بنا فوق مسيرة
البحث عنهم، ريثما يلتقي أحدهم، وهو الذي سيكون المفتاح للوصول إليهم
جميعاً.
ويشتق (كريغ) الاسم الثاني لفيلمه من تلك الجدران الاسمنتية العازلة،
التي تشبه كثيراً جدران السجون الكبيرة، وعبر رحلة بصرية توثيقية يقول لنا
العمل: إن «أطفال الحجارة» صاروا اليوم رجالاً وأنجبوا أطفالاً، أطلق عليهم
(روبرت كريغ) اسم «أطفال الجدار».
ويشار إلى أن المخرج، وفضلاً عن احترافه الإخراج السينمائي الوثائقي
والتسجيلي، هو متخصص بعلم الاجتماع والصحافة وعلم الأجناس البشرية.
بدأ (كريغ) إخراج الأفلام التسجيلية في عام 1983م، وترأس في تسعينيات
القرن الماضي جهوداً رامية إلى تطوير محطة فلسطينية للبث الإذاعي
والتلفزيوني في القدس ورام الله، وفي عام 1997م أسس تلفزيون (العالم)
بالاشتراك مع (مونيكا نولت)، أنتج وأخرج حتى اليوم أربعة أفلام عن فلسطين،
هي: فيلم «الحرية.. ماذا يعني ذلك؟» في عام 1981 ـ 1982 الذي صور فيه
الحياة اليومية والمقاومة في مخيمي الرشيدية وبرج البراجنة في لبنان قبل
الاجتياح الصهيوني، وفيلم «الانتفاضة.. على الطريق إلى فلسطين» في عام
1989م الذي تعرف فيه إلى أطفال الحجارة والناس في مدينة بيت لحم، ودخل
بيوتهم وصور ورشهم السرية. وفيلم «أتيت إلى فلسـطين ـ الطريق الآخر» في عام
1998م الذي خصصه لما يسمى (حركة رواد السلام في (إسرائيل)، وهم من أولئك
اليهـود، الذين أجبروا على الهرب من ألمانيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين،
وأسهموا في بناء (إسرائيل)، وأدركوا مع الزمن حقيقة الصهيونية واغتصابها
فلسطين، وأخذوا يناضلون من أجل حقوق الفلسطينيين، في وقت كان ينظر إلى
نشاطهم السياسي على أنه خيانة عظمى. وكان آخر أفلامه «أطفال الحجارة ـ
أطفال الجدار».
«وطن»
للهولندي جورج سلاوزر
ومن ألمانيا إلى هولاندا يسعى المخرج (جورج سلاوزر) من خلال فيلمه
الوثائقي «وطن»، عبر رحلة استعادية إلى شخصيات ثلاثيته الوثائقية (1974 ـ
1988م) التي أنجزها عن عائلتين فلسطينيتين في الشتات، إلى توثيق شهادة حول
قيام رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق (آرئيل شارون) بقتل طفلين
فلسطينيين في مخيم «صبرا وشاتيلا» في لبنان عام 1982م.
تدور أحداث فيلم«وطن»، الذي تميز بأسلوب فني يمزج بين الذاتي
والموضوعي، عن رحلة استعادية يقوم بها المخرج لعائلتين فلسطينيتين دأب على
تتبع مسيرتهما الحياتية مدة تزيد عن ثلاثين عاماً، ويتجول المخرج أثناء
الفيلم في أمكنة مختلفة بين لبنان حيث المخيمات الفلسطينية والداخل
الفلسطيني حيث تعيش إحدى العائلات الآن.
ويأتي فيلم «وطن»، جزءاً رابعاً وتتمة لسلسلة أعمال كان قد بدأ المخرج
تصويرها عام 1974م، ورغم حالته الصحية المتردية قرر (سلاوزر) أن يمضي في
هذا المشروع الذي كان يخطط له منذ فترة طويلة بعد أن مر بظروف صحية صعبة
وبعد مواجهة شرسة مع الموت، «بعكازين جبت الأزقة المتعرجة في لبنان لإتمام
الفيلم».
وينهي المخرج أحداث فيلمه بالقول «ليس هناك مستقبل لسلم مشترك»، في
إشارة منه إلى أنه لا توجد نيات من الطرف الصهيوني في عملية السلام لحل
المشكلة والدفع باتجاه السلام العادل، الذي ينصف الضحية ويعيد لها حقوقها
الوطنية المشروعة.
وقد فاز الفيلم قبل عامين بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي أو حول العالم
العربي مشاركة مع فيلم «شيوعيون كنا» للمخرج ماهر أبي سمرا، وذلك في مسابقة
الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2010م.
ومما جاء في توصيف لجنة التحكيم ـ آنذاك ـ أن فيلم «وطن» فاز بهذه
الجائزة «للمعالجة السينمائية الدرامية للزمن الحياتي في الزمن الفيلمي،
ولرحلة الكاميرا في الذاكرة منذ 36 عاماً نحو الحاضر لترسم بورتريهاً
تراجيدياً للشتات الفلسطيني».
«
دموع غزة» للنرويجية فيبيكي لوكيبيرغ
يجسد فيلم «دموع غزة» ببراعة تثير الدموع مأساة غزة من خلال تناوله
لتبعات الهجمات الوحشية الصهيونية الاجتماعية والنفسية وكيف أن نسيجاً
اجتماعياً بكامله ينهار وسط صمت دولي محزن.
ويتناول الفيلم رواية الحرب من منظور ثلاثة أطفال (رمزية ويحيى
وأميرة)، هم ضحايا الهجوم الصهيوني على قطاع غزة في نهاية عام 2008م وبداية
العام 2009م، والتي راح ضحيتها حوالي 1400 شهيد يشكل الأطفال والنساء قسماً
كبيراً منهم.
ويقدم الفيلم بحرفية عالية، ومتتاليات بصرية مؤلمة، عدة لقطات من
المذابح التي نفذها جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين.
كما تقدم ( لوكيبيرغ): في الفيلم جانباً من معاناة الأطفال الضحايا في
المستشفيات، كما أجرت حوارات مع الأطباء والمسعفين.
تقول (لوكيبيرغ): إن الهدف من فيلمها هو: «التركيز على البعد الإنساني
والتأكيد على أن الضحايا الذين تعرضوا لجرائم بشعة في هذا الفيلم هم بشر
لهم أحلام وآمال في الحياة لا تختلف عن سائر البشر ، لكنهم تعرضوا لجرائم
بشعة تسعى (إسرائيل) إلى أن تتستر عنها وأن تخفيها عن الرأي العام الدولي».
ومما قالته الناقدة والكاتبة السويدية (ماريا باريوم لارشون) عن
الفيلم: «إنه عمل يهز الوجدان الإنساني بعمق ويدحض كل شك يدور حول حقيقة ما
ورد في تقرير جولدستون».
والجدير ذكره أن الفيلم نال عدة جوائز عالمية منها: «جائزة مهرجان
الفيلم في غزة» و«جائزة مهرجان الجزيرة السينمائي»، و«جائزة أفضل أفلام
مهرجان السينما الوثائقية الفلسطينية والعربية، مهرجان الأرض السينمائي»،
الذي شهدته مدينة «كالياري» عاصمة جزيرة «سردينيا» الايطالية في دورته
العاشرة في شهر آذار 2012م.
وقد جاء في حيثيات قرار لجنة التحكيم التالي: «لقد استطاع الفيلم
بمهنية وتقنية سينمائية عالية أن ينقل مجزرة غزة بمشاهد حقيقية مؤثرة، كما
وأظهر قدرة المصور على إظهار ما لا يمكن وصفه بالكلمات».
تشرين السورية في
14/05/2012
«رياح
كانون المبكرة»..
محاولة للدخول في تفاصيل الحياة الإنسانية
ميسون شيباني
بين الصداقة البريئة وقسوة القدر تتأرجح الحياة المزدانة بالأماني
الصغيرة، هكذا بدت حياة رشا ورامي.. ولكن الموت يغيّب أحدهما من دون أن
يدركا كيف أو لماذا؟؟ لتهب رياح كانون معلنة حدادها على الطفل البريء الذي
حال مرضه دون إكمال مسيرة حياته..
(رياح
كانون المبكرة ) هو عنوان الفيلم الرابع من سلسلة أحلام سينمائية سورية
والذي انتهى المخرج احمد الخضر من تصويره مؤخراً عن نص للكاتب غمار محمود
وبطولة عدد من الفنانين في مقدمتهم كل من: جرجس جبارة، الفرزدق ديوب، نضير
لكود، والطفلان تسنيم العلي وأحمد علايا. ومن إنتاج مؤسسة الإنتاج
التلفزيوني والإذاعي..
عن الفيلم أكد المخرج أحمد الخضر أن أكثر ما شدّه لنص (رياح كانون
المبكرة)هو القضية التي يعالجها، فالفيلم يعالج فكرة الأمراض العضال التي
يتعرض لها الأطفال ويقدم منها مثال سرطان الأطفال.
إذاً الفيلم تراجيدي يسلط الضوء على هذه الفكرة فكرة معاناة الأطفال مع هذا
المرض، وأضاف المخرج: أعتقد أن هذه الفكرة لم تأخذ حيزاً من الاهتمام
اللازم سواء على صعيد السينما السورية أوحتى العالمية إلا فيما ندر.
وأضاف: الفيلم رمزي تراجيدي يتجه نحو الواقعية وعندما قرأت بعض النصوص
لفت انتباهي هذا النص كونه يعالج قضية إنسانية مهمة تشكل معاناة عند كل
المجتمعات، الفيلم تبدأ أحداثه من خلال العلاقة بين طفلين في المدرسة وهما
شخصيتان متناقضتان تماماً طفل وطفلة مثل أي طفلين ولكن في لحظة من اللحظات
يبدأ الطفل بالاختفاء تدريجياً، يغيب ويعود ويكتشف أن لديه مرض السرطان من
دون أن يفهم كلا الطفلين معنى هذا المرض فهو مبهم بالنسبة لهما إلى أن
يختفي الطفل تماماً من حياة الطفلة ويكون السبب في ذلك موت الطفل.. وأكمل:
حاولت أن اربط بين اسم العمل وفترة تصويره في كانون ولكن لم نستطع بسبب
الأحوال الجوية السيئة.
وعن اسم العمل قال: حاولنا الذهاب باتجاه البحر في تلك المنطقة لطهارة
البحر ونقائه وصفائه وهي مرتبطة على نحو أساسي بالأطفال وهي محاولة ربط بين
عالم الطفولة والبحر وأن نصور في مناطق لم يسبق أن تم التصوير فيها مثل
طرطوس القديمة...
مدة الفيلم 22 دقيقة وسيقوم بوضع الموسيقا التصويرية له الفنان سمير
كويفاتي..
من جهة أخرى لفت الكاتب غمار محمود إلى أن السبب في تطرقه لموضوع
المرض العضال هو مروره بتجربة مماثلة حيث فقد أحد أعز أصدقائه عندما كان في
عمر العاشرة بهذا المرض وقد ترك لديه هذا الحدث تساؤلات جمة وقال: شعرت بأن
الحياة قد تكون أقسى مما نتخيل.. فكان العمل تخليداً لذكرى صديقي
..
وبخصوص تعرضه لفكرة جديدة في السينما السورية أضاف: لا يعنيني إن كانت
الفكرة مطروقة أم لا، لكن المهم في الأمر هو كيف نتطرق نحن للقضية
المعالجة في الفيلم .. وسبب تقديمي له كفيلم قصير لأن الفكرة تتفق مع روح
الفيلم القصير وهي برأيي على النحو التالي فكرة بسيطة تترك أثراً عميقاً
عند المشاهد.
وعن النهاية التراجيدية للطفل في الفيلم أكد أن الأمر يعود للانطباع
الأولي الذي تشكل لدي عن موت صديقي حيث سيطرت علي فكرة عنف القدر الذي
أعده شيئاً غامضاً مخيفاً قد ينهي أية أحلام أو حياة مهما كانت بريئة بقسوة
و لغايات قد لا نعرفها إطلاقاً..
وبالنسبة لمدى تشابه الفيلم مع النص المكتوب لفت إلى أنه لم يشاهد
العمل كاملاً بل اطلع فقط على المونتاج الأولي مؤكداً على الجدية التامة من
قبل المخرج في إنجاز العمل ومحاولة صادقة لإيصال الفكرة بشفافية... وختم
حديثه بأنه متفائل بشأن النتائج النهائية للفيلم..
الفنان جرجس جبارة قال إن مشاركته في الفيلم سببها ميله إلى المغامرة
وحبه لروح التجدد ودعمه لجيل الشباب.
وأضاف: ليس من الضروري أن يكون الكل متميزاً، بل التميز هو منح الجيل
الشاب فرصته في المجال الفني..
وبخصوص تعاونه مع المخرج أحمد الخضر قال: أعتقد أن أهم ما فيه انه
يعرف ماذا يريد من خلال عمله ومن طريقة تعامله مع السيناريو المكتوب وخلقه
للحالة الدرامية عبر السيناريو واهتمامه بالتفاصيل، فهو فهم الخلفية
الدرامية للفيلم بأسلوب الأفلام الروائية وهذا صعب جداً،لأنه يعبر عن
الحالة الفكرية بدقائق واعتقد أن النتائج جيدة كتجربة أولى وضمن الإمكانات
التي قدمتها المؤسسة.
وأكمل: وافقت فوراً على الفيلم من دون تردد لأن عندي قناعة ضمنية بأن
الشباب هم أمل المستقبل وأي فنان حقيقي يعمل مع الشباب ولو في تجربتهم
الأولى يعطيهم دفعاً معنوياً وفنياً كبيرين كونهم في بداية مشوارهم الفني
وهذا يعطيهم دفقاً إبداعياً ونشاطاً مختلفاً لأن هناك نخبة من الشباب
المبدع الذي سيوصل الدراما والسينما السورية إلى حالة أفضل من الموجود الآن
ولاسيما أن الفن حالة دائمة التجدد.
وعن قصة الفيلم وما جذبه فيها قال: أنا أعتقد أن قصة الفيلم مثل
النسمة الرقيقة وهي مزيج من حالات الحب والرومانسية وانعكاسها على حياة
الطفولة ولاسيما أن حالة الحب نراها منذ الطفولة فحالة الحب تولد منذ ولادة
الإنسان وهي حالة غريزية غير مكتسبة وفكرة الفيلم غير مطروقة لأنه يدخل إلى
العوالم الإنسانية أكثر من العلاقات الإنسانية خلال الفيلم..
smayssoun@yahoo.com
تشرين السورية في
14/05/2012
الفتح الأعظم..
فيلم فلسطيني يجسد زوال المسماة «إسرائيل»
«صواريخ تقصف، ونيران تشتعل، ومبان حيوية تدمر.. عملية عسكرية كبيرة
يقودها رجال المقاومة في غزة متجهين صوب مدينة (تل أبيب) - تل الربيع- قبل
أن يحرروها، ليُرفرف
علم فلسطين خفاقاً جانب رايات المقاومة فوق المباني الرسمية المحررة، ويصدح
صوت التكبير في أرجاء المدن الفلسطينية بأسرها بعد أن حررتها المقاومة».
تلك هي وقائع فيلم (أكشن) حمل عنوان «الفتح الأعظم»، حققه مخرجان
هاويان من قطاع غزة جسدا فيه حلمهما وحلم كل الفلسطينيين والعرب في زوال
المسماة «إسرائيل».
تدور قصة الفيلم (مدته 35 دقيقة) حول معركة تقع بين المقاومين في قطاع
غزة وجيش الاحتلال الصهيوني، حيث يقوم المقاومون بقصف المقرات الصهيونية
المهمة في الأراضي المحتلة، إضافة إلى البنى التحتية في المدن الاستراتيجية
المهمة كـ«حيفا ويافا وعكا» وغيرها.
وحسب مخرج الفيلم (محمد العمريطي) فإن فكرة الفيلم تتمحور حول «حق
الفلسطينيين في العودة» باعتباره: «العنوان الأبرز الذي يمكن أن نجمل فيه
القصة وهدفها والمحور الذي تدور حوله، فكل إنسان فلسطيني لاجئ يحلم باليوم
الذي يعود فيه إلى وطنه وبلدته الأصلية، وهذا هو هدف الفيلم أن نقول
للجميع: إننا عائدون بالمقاومة».
وأوضح (العمريطي) أنه تم التركيز في دعاية الفيلم على مدينة «تل
الربيع» المحتلة، لما تمثله من عاصمة مركزية للاحتلال.
وأشار إلى أن فكرة الفيلم كانت تتمثل بإنتاج فيلم كرتوني وليس
حقيقياً، مبينًا أنه عقد اجتماع مع صديقه (أيمن حجازي) وعرض عليه أن تكون
قصة وشخصيات الفيلم حقيقية لا شخصيات «كرتونية».
وأضاف العمريطي: «عكف حجازي وفق إمكاناته المحدودة على كتابة
السيناريو الخاص بالفيلم والجرافيك والمونتاج، وحاولت بدوري توفير الأجهزة
اللازمة لإنتاجه، وتوفير (25) ممثلاً شاركوا في تمثيل الفيلم من دون تقاضي
أي مقابل».
ويتحدث الفيلم باللهجة العربية الفصحى، وقد عزا مخرج العمل ذلك الأمر
إلى أن «اللهجة الفلسطينية غير منتشرة على المستوى العربي الأمر الذي من
شأنه أن يشكل عائقًا أمام المشاهد العربي في فهم بعض الكلمات العامية».
وقد أحدث الفيلم - رغم محدودية إمكانات الإنتاج - ضجة إعلامية كبيرة
في أوساط المسماة (إسرائيل)، وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطورة
طرح الفيلم، وقد عملت أطراف صهيونية على تعطيل رابط الفيلم على موقع
«اليوتيوب» في أكثر من مرة، كما قام الكثير من الصهاينة بالتعليق على
الفيديو المعروض ووصفه بأنه خطير ويهدد أمن المسماة (إسرائيل).
وأشار (العمريطي) إلى أن دعاية الفيلم كانت تحتوي على مشهد يجلس فيه
مذيع فلسطيني يبث نشرة الأخبار من القناة الثانية في تلفزيون العدو، مبينًا
أن هذا المشهد دفع المسؤولين في القناة إلى البحث عن أصل الصورة الحقيقية
ومعرفة مَنْ المذيع الحقيقي الذي كان يجلس مكان المذيع الفلسطيني، وهذا
دليل على الأثر الكبير الذي أحدثته دعاية الفيلم.
Aws1948@gmail.com
تشرين السورية في
14/05/2012 |