لعقود طويلة ظل الرجل الأول فى الدولة- رئيس الجمهورية بعيداً عن
التجسيد وتقديم شخصيته على الشاشة السينمائية أو التليفزيونية، وكأنه من
الشخصيات المحظور تناولها كالأنبياء والصحابة، إلا بعض التجارب القليلة
التى خرجت بعد صراع ومفاوضات مع مؤسسة الرئاسة وجهاز الرقابة على المصنفات
الفنية، لكن بوجه تجميلى لا يكشف عن الأسرار التى يتعطش لها الجمهور، أو
يظهر سلبيات لشخصية الرئيس، الذى بدا ملاكاً لا يخطئ، بل هو المنقذ «حلال
المشاكل» كما فى فيلم «جواز بقرار جمهورى»، رغم أن الرئيس لم يبد إلا بظهره
فى مشاهد الفيلم، أو الطيب الذى تخفى حاشيته مشاكل المواطنين عنه مثلما قدم
خالد زكى شخصية مبارك فى فيلم «طباخ الرئيس»، ليبدو الرئيس مغيباً لا يعرف
عن أمور دولته شيئاً، وهو عذر أقبح من ذنب.
أيضاً قدمت السينما والتليفزيون تجارب معدودة لتناول جانب من السيرة
الذاتية للرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات فى فيلمى «أيام السادات»
و«ناصر ٥٦» ومسلسل «ناصر»، لكنهما لم تقدما الصورة الكاملة بالتأكيد، نظراً
لظروف القمع التى سادت لسنوات طويلة، والتى يأمل المبدعون أن تتغير فى ظل
ثورة ٢٥ يناير، وإن كان كثير منهم لا يبدو متفائلاً فى تغير المشهد الدرامى
لتقديم شخصية الرئيس، وهو ما تكشف عنه آراؤهم التى استطلعتها «المصرى
اليوم» فى السطور التالية.
محمد فاضل: لن نصل إلى مناخ ديمقراطى حقيقى.. ومازلنا فى «تمثيلية»
الحرية
المخرج محمد فاضل قال: عندما قدمت شخصية الرئيس جمال عبدالناصر فى
فيلم «ناصر ٥٦» فإننى تناولت ١٠٦ أيام فقط من حياته، وهى الفترة التى سبقت
تأميم قناة السويس، وبما أن عبدالناصر كان بطل قرار التأميم، فقد كان ظهوره
فى صورة البطل طبيعياً، ومن وجهة نظرى يجب ألا أتناول شخصية رئيس أو أى
شخصية عامة منذ الولادة حتى الوفاة، كما يقدم فى الكثير من الأعمال، لأننا
جميعاً نولد بطريقة واحدة، وحتى عندما قدمت أم كلثوم فى فيلم «كوكب الشرق»
قدمتها فى مرحلة معينة أيضاً لأننا كى نتناول زعيماً لابد أن نرى الجوانب
التى جعلته زعيماً بينما بقية حياته لا تكون بنفس الزخم وليست مليئة
بالقرارات.
أضاف «فاضل»: النظام السياسى لايزال قائماً، وفى إطار التركيبة
السياسية المعقدة لن نصل إلى مناخ ديمقراطى حقيقى يسمح للمبدع سواء كان
كاتباً أو مخرجاً أو ممثلاً أن يتناول الحياة الشخصية للرئيس، ولن نتناوله
إلا من خلال مواقفه السياسية والتى ستكون فى حدود معينة، ولا أعتقد أنه فى
الأيام القريبة سنصل إلى تقديم صورة الرئيس بشكل حر، فمازلنا فى تمثيلية
الحرية ونحتاج لثورة حقيقية، لأن ما حدث كان بروفة للثورة.
يسرى الجندى: لن يتمكن أى رئيس قادم من تكرار الصورة القديمة
المؤلف يسرى الجندى تحفظ على ظهور صورة الرئيس بشكل إيجابى طول الوقت
سابقاً، وبرر ذلك: «لأننا كنا نقوم بتوصيل الواقع حتى فى عهد مبارك، لأنه
ليس بالضرورة أن نتعرض للرئيس مباشرة، لكن من الممكن أن نتعرض لنظامه
والفساد المحيط به أو المعاناة التى يواجهها الشعب وكل هذا قصور عند
الرئيس، أما التعرض المباشر للرئيس جمال عبدالناصر أو بعض الرموز مثل سعد
زغلول أو أم كلثوم، فكان هناك من يقوم بتجميلهم بضغط من الورثة أو احترام
للرأى العام، فمثلاً شخصية مثل أم كلثوم لها تقدير عند الناس، إذن نحن لا
نستطيع أن نجرح هذا الرمز وهذه المحبة، كما أنه فى ظل ضغوط الرأى العام كان
هناك استسهال فى تقديم الصورة».
أضاف «الجندى»: «بالنسبة لى عندما قدمت شخصية سعد زغلول فى مسلسل (هدى
شعراوى) تناولتها بكل حيادية بما فيها بدايات استبداده، وأن التيار الوطنى
لم يمكنه من ذلك، كما قدمت صدامه مع على وهدى شعراوى، وفى مسلسل «ناصر» كنت
أمام زعيم أحترمه، لكنى قدمت أزمة مارس ١٩٥٤ التى ظلت تمثل مشكلة لفترة
طويلة، إلى جانب الفترة التى تلتها».
ويراهن «الجندى» على اختلاف الصورة فى الفترة المقبلة وقال: «وجود
رئيس بمثل هذه الصفات الاستبدادية أصبح مستحيلاً رغم المهازل والدم الذى
يسيل كل فترة، ولن يتمكن أى رئيس قادم من تكرار الصورة القديمة، فهذه
المرحلة الطويلة الأليمة انتهت، وهذه القيمة لم ينتبه إليها أحد، وهى أن ٢٥
يناير قطعت علاقتنا بالحكم الاستبدادى، وأعتقد أنه سيكون هناك فى المرحلة
المقبلة انتقاد أكثر وضوحاً وقوة للواقع، لأنه كلما نمت الديمقراطية نمت
معها حرية الرأى، كما أعتقد أن الرقيب الداخلى سيزول».
مدحت العدل: يجب التعامل مع الرئيس باعتباره «موظفاً»
دائماً ما كان يظهر فى صورة الرجل الطيب، وكل من حوله ممن يديرون
البلاد أشرار، مثل فيلم «طباخ الريس». هكذا قال المؤلف مدحت العدل الذى أكد
أن صورة الرئيس على الشاشة كانت تقترب من الشكل المثالى، بل الطيب المنقذ،
كما فى فيلم «جواز بقرار جمهورى»، ولم يظهر الرئيس بشكل محايد، وأعتقد أن
الأمر سيختلف بعد الثورة إذا لم يأت الرئيس الديكتاتور، أو الذى يلبس عباءة
الدين، والذى سيكون ممنوعاً الاقتراب منه أو تصويره على الشاشة لأنه فى هذا
الوضع سيكون ممثلا للإسلام والشريعة.
وأضاف «العدل»: فى هذه الحالة ستكون الكارثة الديكتاتورية السياسية
أقل وطأة من الديكتاتورية الدينية، لأننا سندخل فى مهاترات ومعارك حول
الإبداع والحرية، وكل ما حولنا سيدخل فى نطاق الحلال والحرام، وليس صورة
الرئيس فقط، ومن المفترض أن حاجز الخوف بداخلنا انكسر. والرؤية تغيرت
والناس لم تعد تنظر للرئيس بالصورة المقدسة، ويجب التعامل مع شخصيته فى
الوقت الحالى مثلما يتم التعامل معه فى كل الدول المتقدمة على أنه موظف ففى
هذه الحالة نستطيع أن ننتقد شخصيته على الشاشة مثلما ننتقد المحامى
والطبيب.
هانى رمزى: لو جاء من التيار الدينى سيعتبر النقد خروجاً على طاعة
الحاكم
الفنان هانى رمزى، قال: «لو جاء رئيس مدنى يؤمن بالديمقراطية فإنه
سيتقبل النقد، سواء كان ذلك عن طريق فيلم أو مقال أو كاريكاتير أو لوحة أو
حتى برنامج، أما لو جاء ديكتاتور جديد يفكر فى كيفية السيطرة والاستبداد
فلن يقبل النقد، وهناك حجج كثيرة سيخرج علينا بها مثل إهانة الرمز وإهانة
رئيس الجمهورية الذى يمثل الدولة». أضاف «رمزى»: «بالنسبة لى قدمت شخصية
(ظاظا) وقلت إنه حلم، فهو شخص جاء للكرسى بالفطرة، وعندما ترشح ونجح أدرك
أنه لا يعلم عن هذه الوظيفة شيئاً، حيث جاء من قلب الشارع وله جملة شهيرة
أعتبرها مفتاح الحكم فى مصر، وهى (مصر محتاجة قلب يحكمنا مش عقل يتحكم
فينا)».
وعن تقديم رئيس مصر القادم على الشاشة، قال: «أياً كانت شخصيته لن
يكون على مزاج كل الأطراف، ولو (ربنا وفقنا برئيس يحترم النقد سيكون ذلك من
حظنا)، لأننا كمبدعين نتمنى ذلك، لكى نعرض الإيجابيات والسلبيات، لكن لو
تولى الحكم شخص عكس ذلك سيعتبر النقد خروجاً على الطاعة، وسنجد السينما
والفن عاجزين عن عرض الصورة كما ينبغى، ولو جاء رئيس من تيار دينى سيكون
النقد خروجاً على الدين، وفى تلك الحالة سنلجأ لأعمال نقدم من خلالها مصر
فى صورة دولة (فيحاء) كما فى فيلم (جناب السفير)».
طارق عبدالجليل: لن نعود للوراء
المؤلف طارق عبدالجليل أكد أنه لم يقدم الرئيس كملاك أو فى صورة
إيجابية، وقال: «انتقدته فى ٢٠٠٥ فى فيلم (ظاظا) وقمت خلاله بثورة على
الرئيس، وكنا نرفض وجوده، كما تعرض الفيلم للانتخابات الرئاسية التى أشرفت
عليها جهات دولية، ولم أستطع ذكر اسم مصر فى الأحداث نظراً للظروف الصعبة
التى كنا نعيشها». أضاف «عبدالجليل»: أغلب الأفلام كانت تعتمد على نفاق
الرئيس وكلها كانت مجرد «أكل عيش»، باستثناء بعض التجارب.
فمثلا ظل فيلم «عايز حقى» ٦ سنوات فى الرقابة حتى تمت الموافقة عليه،
و«ظاظا» لم يفلت من مقص الرقيب حيث حذف منه ٤ مشاهد مهمة، ومن الممكن أن
تكون صورة الرئيس على الشاشة محايدة فى المستقبل لو كان الرئيس القادم
إنساناً جيداً، ونحن كمبدعين نتمنى وجود رئيس نمجده ونقدمه بصورة إيجابية
لأننا لسنا فى خصومة مع رئيس الجمهورية، ومصر لن تعود للوراء حتى «لو جالنا
الجن الأزرق».
ماجدة موريس: صورته ستكون «محايدة» إذا لم يفرض النظام «قداسة» عليه
الناقدة ماجدة موريس قالت: «هناك فرق بين تقديم الرئيس على أنه ملاك
أو مثل طيف، وتقديمه كإنسان وننزع عنه المواقف السلبية، مثلما قدم فى (ناصر
٥٦) حيث كان إنساناً بكل ما له من أفكار وطموحات، ولأنه كان يركز على فترة
أو موقف معين هو تأميم قناة السويس الذى استحوذ على الدراما كلها، فلم تقدم
سلبيات أو إيجابيات، لكن فى (طباخ الريس) كان الرئيس يظهر على أنه إنسان
طيب، بل لعبة فى يد مستشاريه، حيث كان لطفى لبيب فى الفيلم - الذى يرمز
لشخصية زكريا عزمى - يخفى عنه كل شىء».
أضافت ماجدة: فى فيلم «موعد مع الرئيس» لم نر الرئيس، وكان الموعد معه
بمثابة الأمل لنائبة البرلمان وأهل الدائرة، أما فيلم «جواز بقرار جمهورى»
فكان به قدر من الرومانسية لأن الرئيس فى الفيلم هو الأمل، وبيده حل لكل
المشاكل، وكل هذه المعالجات تجنبت انتقاد الرئيس بشكل واضح وقوى لأن ذلك
كان مستحيلاً فى العهد السابق، ولدى أمل أنه فى حال عدم عودة نظام الحكم
الجديد لفرض قداسة على الرئيس أن نجد صورته على الشاشة محايدة، وأعتقد أن
الصورة ستصحح لأن الناس تركت الخوف، وأصبح هناك صوت للمعارضة، وهذا يظهر فى
الاعتصامات والمظاهرات ومن المستحيل أن يعود الزمن للوراء.
محمد خان: إذا قدمت «أيام السادات» مرة أخرى فسأتناوله بإيجابياته
وسلبياته
المخرج محمد خان قال: «أتمنى أن يكون هناك حرية رأى فى تقديم شخصية
الرئيس.
أضاف «خان»: عندما قدمت فيلم (أيام السادات)، كان للفيلم تركيبة خاصة،
لأنه كان مبنياً على وجهة نظر السادات، حسبما هو موجود فى التترات، فالفيلم
مستوحى من كتاب «البحث عن الذات»، وهو السيرة الذاتية للرئيس الراحل، إضافة
إلى المعلومات التى قدمتها زوجته السيدة جيهان السادات، إلى جانب أن الفيلم
كان بمثابة تحقيق حلم لأحمد زكى.
وإذا فكرت فى تقديم «أيام السادات» مرة أخرى فسأحتاج إلى أشخاص يفهمون
فى السياسة، لكى أقدم كل الحقائق المتعلقة بشخصية السادات بسلبياتها
وإيجابياتها». وأضاف: كل التجارب التى تم تقديمها عن الرؤساء فيما عدا
«ناصر ٥٦» كانت تقدم بحذر شديد ولم تكن حقيقية، إلى جانب أن فيلم مثل «طباخ
الرئيس» كان نكتة، وأنا شخصيا أتمنى تقديم فيلم عن رئيسة جمهورية.
مجدى كامل: نحلم بشخصية درامية «من لحم ودم»
«قدمته بإيجابياته وسلبياته». هكذا تحدث الفنان مجدى كامل عن تجسيده
شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى مسلسل «ناصر»، وقال: كتابة الشخصية
هى التى تحكم العمل الفنى والفنان فى تقديمها، وأعتقد أننى قدمت إيجابياته
وسلبياته، وهذا كان واضحا فى الجزء الذى أظهرنا فيه اهتمامه بالشؤون
الخارجية على حساب الشؤون الداخلية، وفى المواجهة التى حدثت بينه وبين
عبدالحكيم عامر بعد نكسة ٦٧.
أضاف «كامل»: ثورة ٢٥ يناير قامت لأننا ثائرون على الرئيس وسلبياته،
وما دامت هناك سلبيات فلابد أن نقدمها بالصورة الحقيقية ونعتمد على الوقائع
ولا نزيف التاريخ، وحاليا نرى كل الأشياء بوضوح، حتى على الفضائيات نرى
فرصنا وأحلامنا الضائعة ورجال الأعمال الذين نهبوا البلد، لذلك نحلم بتقديم
شخصية درامية من لحم ودم، ونحن نريد تقديم الرئيس الإنسان كما هو، وأعتقد
أننا مثلما حققنا حلمنا فى القيام بثورة من حقنا أن نقدم الرؤية الموجودة
بشفافية، وأن نقول وجهة نظرنا فى الرئيس القادم.
المصري اليوم في
13/05/2012
١٢٠
فيلماً أمريكياً قدمت «الرئيس»..
و«فهرنهايت ١١/٩» و«جى إف كى» الأجرأ فى تناول أسرار البيت
الأبيض
كتب ريهام
جودة
لا صوت يعلو على صوت الفن والإبداع حتى لو كان صوت وكلمة أكبر رجل فى
الدولة «الرئيس»، بالتأكيد هذا هو الحال فى هوليوود، وليس فى دولة أخرى،
فقد شهدت الأعمال الأمريكية مئات الأفلام والمسلسلات التليفزيونية التى
ظهرت خلالها شخصية الرئيس دون محاذير أو قيود، بل إن الرئيس الأمريكى ظهر
وكما يقول المثل الشعبى «بشحمه ولحمه» فى بعض هذه الأفلام، فقد ظهر الرئيس
الأمريكى الأسبق «بل كلينتون» فى فيلم «الطفل الأول» عام ١٩٩٦، كما ظهر
الرئيس الأسبق «جيرارد فورد» فى الفيلم التليفزيونى «السلالة» عام ١٩٨٣،
و«جيمى كارتر» فى الفيلم التليفزيونى «تطوير الوطن» عام ١٩٩٤.
قدمت السينما الأمريكية على مدى تاريخها ١٢٠ فيلماً، ظهرت خلالها
شخصية الرئيس، كان أولها عام ١٩٢٣ عندما جسد الممثل «دوك أر لى» شخصية
«جورج واشنطن» أول رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة (١٧٣٢-١٧٩٩) فى فيلم
«أيام دانييل بونى»، الشخصية ذاتها قدمها عدد من الممثلين فى أفلام أخرى،
ومنهم «تيرى ليمان» فى فيلم «المحارب» عام ٢٠٠٠، كما قدم الرؤساء السابقون
«جون آدامز» و«توماس جيفرسون» و«جيمس ماديسون» فى عدة أفلام، كما قدم النجم
البريطانى «أنطونى هوبكنز» شخصية الرئيس «جون كوينسى آدامز» فى فيلم
«أميستاد» عام ١٩٩٧، كما قدم «هوبكنز» شخصية الرئيس «ريتشارد نيكسون» فى
فيلم «نيكسون» عام ١٩٩٥.
وتعد شخصية الرئيس الأميركى «إبراهام لنكولن» (١٨٠٩ – ١٨٦٥) الأكثر
ظهوراً فى الأعمال الأمريكية ٢٣ مرة، نظرا لأن فى عهده تغير التاريخ
الأمريكى بسبب عدة أحداث مهمة، منها قيام الحرب الأهلية.
كما قدمت شخصية الرئيس «فرانكلين روزفيلت» فى ١٠ أفلام منها «بيرل
هاربور» عام ٢٠٠١، وقدمها الممثل «جون فويت»، فى حين قدمت شخصية الرئيس
«جون إف كينيدى» فى ٧ أفلام كان أبرزها «١٣ يوما» وجسدها «بروس جرينوود»،
كما قدم الممثل «توم هوارد» شخصية الرئيس «ليندون بى جونسون» فى فيلم «JFK».
وباعتباره أكثر الرؤساء الذين أثاروا الجدل فى السنوات الأخيرة، فقد
قدمت شخصية الرئيس الأسبق «جورج دبليو بوش» ٦ مرات فى الأفلام، كان أكثرها
انتقادا له «W» الذى لعب بطولته «جيمس كرومويل» وأخرجه «أوليفر ستون»، كثالث فيلم
يتناول خلاله شخصية رئيس أمريكى بعد فيلميه «نيكسون» و«جى.إف.كى»، وظهر
«بوش» خلال الفيلم بشكل سلبى كسكير، وشخصية يقودها ويحركها الآخرون، ويعد
«ستون» أقوى المخرجين الذين تناولوا شخصيات الرؤساء، ففى «نيكسون» يكشف
فضيحة «ووتر جيت» التى أقصت الرئيس عن الحكم، وفى «جى إف كى» يثبت تورط
الإعلام الأمريكى فى تقديم معلومات مضللة عن اغتيال «كينيدى».
ولم يخل ظهور شخصية الرئيس فى بعض الأفلام من الإسقاطات السياسية التى
تسىء للحاكم الأمريكى، رغم أن نوعية هذه الأفلام تجارية وليست سياسية، ففى
فيلم «The omen»
الذى تدور قصته حول تخفى الشيطان فى جسد طفل فى السادسة من عمره - يقف
الطفل ممسكاً بيد الرئيس الأمريكى الذى يظهر خلفه ومتطلعا نحو البيت
الأبيض، وكأن الرئيس يرعى الشر والشيطان فى حديقة البيت الرئاسى، ولا ننسى
أن هذه الفترة كانت أثناء حكم الرئيس السابق «جورج دبليو بوش».
كما ظهرت شخصيات الرؤساء الأمريكيين فى أفلام تجارية ظهوراً خاطفاً
فى مشاهد محدودة أو كشخصية ثانوية، تكشف الحرية المطلقة لأى صانع أفلام فى
هوليوود فى تقديم شخصية الرئيس، حتى لو كانت «ديكوراً مكملاً» لفيلمه، مثل
تجسيد «روبن ويليامز» شخصية الرئيس «ثيودور روزفيلت» كإحدى الشخصيات التى
تعود للحياة فى متحف التاريخ الطبيعى، وذلك فى الفيلم الكوميدى «ليلة فى
المتحف».
ومن اللافت أن السينما الأمريكية استغلت شعبية «الرئيس» كمنصب وكحاكم
وكرجل أول للبلاد، وقدمته فى الصورة نفسها التى تقدم بها أبطالها، وأبرزها
«يوم الاستقلال» بطولة «ويل سميث» وحقق ٣٠٦ ملايين دولار عام ١٩٩٦، و«طائرة
الرئاسة ١» إنتاج ١٩٩٧، بطولة «هاريسون فورد»، والذى تدور أحداثه حول
اختطاف طائرة الرئيس الأمريكى. ويعد الفيلم الوثائقى «فهرنهايت ٩/١١» خطوة
بارزة وجريئة فى تقديم سياسات رئيس فى فترة حكمه أدت إلى شن حرب لتحقيق
أطماع، وليس بدعوى امتلاك العراق السلاح النووى، كما كان يروج «بوش» وقتها،
وقد حقق الفيلم إيرادات قياسية بالنسبة للأفلام الوثائقية، متجاوزاً ١٢٠
مليون دولار عام ٢٠٠٤.
المصري اليوم في
13/05/2012
تخليدا لأسمه ودوره الرائد في الحركة الأدبية في البحرين
درع محمد الماجد للإبداع السينمائي ..تكريم سنوي لمبدعي
الفن السابع
حسن آل قريش – البحرين:
تخليدا لذكراه ودوره الرائد في الحركة الأدبية الحديثة في البحرين،
وريادته في الصحافة البحرينية أيضا، قررت عائلة الأديب والصحفي البحريني
الراحل محمد الماجد منح درعا يحمل أسمه مخصص للإبداع السينمائي سيتم تقديمه
في شهر أبريل من كل عام إلى أحد المبدعين في مجال السينما.
وبهذا الصدد صرح نجل الأديب الصحفي أسامة الماجد أن والده علم من
أعلام البحرين ويعتبر من كبار الأدباء والمفكرين الذين أسهموا في النهضة
الأدبية في البحرين منذ بداية الستينات، ولهذا فقد قررت أسرته تخليد أسمه
بمنح درعا تذكاريا يمنح للمبدعين السينمائيين في البحرين ودول الخليج
العربي، موضحا أن اختيار مجال السينما جاء بسبب عدم وجود أي جائزة أو تكريم
لهذا المجال في البحرين، حيث تقتصر الجوائز على المجالات الأدبية من شعر
وقصة ورواية والإبداعات الإنسانية الأخرى، ولهذا فسوف يكون درع محمد الماجد
للإبداع السينمائي الأول من نوعه في البحرين وربما الخليج العربي، وسوف يمنح هذا الدرع سنويا في شهر أبريل
من كل عام وهو الشهر الذي يقام فيه مهرجان الخليج السينمائي في دبي والذي
يحتضن المئات من التجارب السينمائية في المنطقة ويعد رافدا حقيقيا للحراك
السينمائي في دول الخليج
.
أما بخصوص شروط الفوز بشرف منح هذا الدرع فقد أوضح أسامة أنه سيجتمع
قريبا مع عدد من السينمائيين وأصحاب الخبرة في هذا المجال
مثل المخرج بسام الذوادي، والروائي والسيناريست فريد رمضان والروائي
والسيناريست أمين صالح، وذلك لوضع التصور العام والشروط الواجب توفرها لنيل
درع محمد الماجد للإبداع السينمائي.
من جانبه أوضح يعقوب الماجد شقيق الأديب الراحل أنه كان يفكر منذ فترة
طويلة في طريقة تخلد أسم هذا الأديب العصامي الذي أستطاع أن يصنع أسمه
ويحفره في ذاكره الزمن، لا سيما وأنه كان معاصرا له في حياته الأدبية وكان
شاهدا على كل مراحل حياته رحمه الله. وبعد مباحثات طويلة مع ابنه أسامة
توصلوا إلى منح هذا الدرع الذي سيكون بادرة غير مسبوقة كونه سيمنح للمبدعين
السينمائيين..
إيلاف في
13/05/2012 |