خلال الشهر الماضي عمت فرنسا حمى الاحتفالات بجوائز الأوسكار، ومن بين
الأعمال الفنية المميزة التي نالت جائزة الأوسكار الفيلم الفرنسي “الفنان”
“The
Artist” الذي نال عنه الممثل الفرنسي جان دوجاردان زوج الممثلة ألكسندرا
لامي جائزة أحسن ممثل . ويعد دوجاردان أول ممثل فرنسي يفوز بجائزة
الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية نظراً لبراعة الدور الذي
أداه في هذا الفيلم . وفي الآونة الأخيرة أجرت مجلة “باري ماتش” لقاء
مطولاً مع ألكسندرا لامي زوجة دوجاردان التي تنتظر عرض ثلاثة أفلام لها .
عن هذه التجارب وعن جائزة الأوسكار كان “لباري ماتش” مع لامي النجمة
الصاعدة هذا اللقاء.
·
كنت خلال هذا السباق المحموم نحو
“السيزار” و”الأوسكار” الذي كنت تشاطرين فيه زوجك جان دوجاردان، يبدو أنك
أيضاً تقومين بحملة ترويجية لأفلامك الثلاثة التي تقدمين فيها أدواراً
مختلفة كفيلم: “الخونة”، و”ممتلكات” و”العم شارل”، فهل هذا يأتي في وقته؟
- أنا في غاية السعادة لأنه قد تم اختياري لهذه
الأفلام، وكذلك مسرورة لأنني سأتحدث عنها الآن وضمن السياق الحالي، إذ كان
من الممكن أن أعتبر مجرد امرأة تتميز بقامة هيفاء وتلبس فستاناً جميلاً
سواء أكان ذلك إلى جانب جان في باريس أو في لوس أنجلوس، وباختصار كان من
الممكن أن أكون مجرد “مزهرية جميلة” فقط لا غير مع العلم أنني ممثلة
كوميدية جيدة .
·
من الصعب أن نتخيلك غيورة من
نجاح زوجك دورجاردان .
- عندك كل الحق فزوجي كان دائم الدعم لأعمالي، بل
كان دائماً يجادل بحرارة المخرجين الذين لا يمنحونني أدواراً جميلة، وأنا
دائماً اشاركه أعماله وكذلك الأحداث التي يمر بها وكأنني أعيشها بنفسي .
وعندما التقينا للمرة الأولى في فيلم “رجل وفتاة” دار بيننننا نقاش طويل،
وتنبأت له حينها بأنه سيصل يوماً إلى مرتبة جيدة أو لنقل شهرة فائقة، لأن
جان لديه طابع مميز جداً فهو حقاً موهوب حتى العظم وأنا لست منزعجة من
الاعتراف بإعجابي به، وأعتقد أنه بحاجة دائماً إلى هذا الإعجاب، وعندما
تسلم جائزة “الجولدن غلوب” و”البافتا” كنت أول شخص التفت نحوه وكأنه يقول
لي: “أنت فخورة بي أليس كذلك؟ ها أنا أجعلك تضحكين مرة أخرى، أما زلت
تحبينني أكثر”؟
·
ما الذي تغير في حياتكما منذ
نجاح فيلم “الفنان”؟
- سلوك الناس في الشارع، فهم يشجعون جان قبل فوزه
بالأوسكار وكانوا يريدون أن يفوز لأجلهم ولأجل فرنسا، لقد كنا نشعر لفترة
أننا عدنا إلى العام 1998 خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، وعندما صعدنا
إلى الطائرة بعد تسلم جان لجائزة الجولدن غلوب، أخذ الجمهور يغني ،1 ،2 ،3
صفر .
·
تعلمين جيداً أنه مع النجاح،
تصبح مشكلات “الأنا” بين الممثلين واضحة، فهل من الصعب حسب رأيك كبح هذا
الغرور؟
- لقد عشق أحدنا الآخر عندما لم نكن نعرف بعضنا
البعض جيداً، وهذا النجاح الذي تحقق لم يفت من عضد هذا الحب الجميل ففي شهر
اكتوبر/تشرين الأول الماضي أعد لي جان مفاجأة بمناسبة عيد ميلادي الأربعين،
وكان أكثر من رائع . بعد هذا تركته لأعماله لأنه شخص لا يحب التفكير إلا
بشيء واحد كي يبدع، وأعتقد أنه مثل أغلبية الرجال، وعندما يعود مثلاً إلى
المنزل مساء لا أقابله بالسؤال مع من كنت؟ أو ماذا فعلت اليوم؟ وهل قابلت
الفتيات، أو هل تعلم كم الساعة الآن كما يحدث مع النساء عادة، وأعتقد أن
العمل بخلاف ذلك مع شخص مثل جان سيكون أمراً سيئاً ولذا لابد من الثقة
المتبادلة بيننا، وإذا حاولت أن ألتهم كل شيء في حياتنا بمفردي فإنني بلا
شك سأقتل زوجي على نار هادئة، وفي اليوم الذي سيشعر أحدنا أن عليه أن يترك
الآخر، سنفعل ذلك بلا ضجيج أو صخب .
·
تتحدث الممثلات غالباً عن سن
الأربعين كفترة صعبة فهل أنت موافقة على ذلك؟
- بلوغ الأربعين أمر لا يخيف خاصة بالنسبة لي،
فأنا في هذه الفترة أشعر بكامل حيويتي ولقد كانت والدتي في سن الخمسين
جميلة جداً وتضاهي بجمالها وأناقتها ونضارتها بنات العشرين، وهي الآن في سن
ال 64 ويمكنني أن أؤكد لك أنها لم تزل تحتفظ بتلك النضارة . والحقيقة أن
أحد أسباب نضارتي أنني أهتم بنفسي بعض الشيء علماً أنني لم أكن أهتم بذلك
من قبل، لكن الآن أصبحت أشعر أنني يجب أن أكون دائمة الأناقة دون أن أبلغ
مرحلة الافراط في ذلك، فعلى سبيل المثال لن تراني ألبس تنورة قصيرة لأنني
لا أريد أن أظهر متصابية أو امرأة تخشى بلوغ الشيخوخة .
·
تجسدين في فيلم “العم شارل” ما
يسمى (بالمرأة الشمسية) وهي الموهوبة من أجل السعادة التي لا تطرح الكثير
من الأسئلة، ألا يعكس هذا الأمر شخصيتك الحقيقية؟
- في الكوميديا الجديدة لايتيين شاتيليز لم أحصل
على ا لدور الذي كان من المفترض أن احصل عليه أو اتوقعه، وهو دور المرأة
“المدللة اللعوب”، ولكن منحت دوراً بعكس شخصيتي من ناحية البساطة والتصرف
بتلقائية وبسذاجة طفولية، ولو حدث أن ارتكبت عملاً أستحق عليه الشجب، فإنما
تفعله من دون حقد أو سوء نية، أو إن شئت القول تفعله دون سبق إصرار أو
ترصد، وكما تعلم نسمي ذلك بالطبيعة السمحاء . في الحقيقة أنا لا أحسب حساب
أي شيء وقد تعلمت ذلك من والدي، فلقد كان يقول لي، عليِّ أن استمتع بالحياة
بكل جوارحي وأن أكون صادقة مع نفسي ومخلصة .
·
إذا ما تعرضت لجرح نفسي أو نكد
عليك أحدهم حياتك، فهل يظهر عليك هذا الأمر بشكل واضح كما في الفيلم؟
- كل موقف من مواقف الصراع يشعرني بالغثيان وينكد
عليّ عيشتي، ولو تعرضت لصدمة نفسية لسبب ما فمعنى أنها تدمرني على الصعيد
الجسدي، وعلى كل حال أحب أن أشعر دائماً بالراحة كي أكون سعيدة ومتألقة،
أما إذا عارضتني لمجرد المعارضة فإنك تطفئ جذوتي، وعندها يظهر ذلك على وجهي
حيث أبدو باهتة منطفئة وكأنني أذوب من الداخل، وزوجي جان الذي يعرفني جيداً
يلمح ذلك على الفور.
يلاحظ أنك تقدمين أعمالاً درامية ثم كوميدية ولا تستمرين على المنوال
نفسه، فهل هذه رغبة منك؟
- التألق في المجالين كان هدفي الدائم، فأنا في
الأصل جئت من المسرح الكلاسيكي ولست ممثلة كوميدية، وبسبب نبرة صوتي
المنخفضة لم أكن أقدم الأدوار البطولية، لكن مع الوقت لمحت في نفسي القدرة
على تقديم الأدوار الكوميدية إلى درجة أن والدي ضحكا كثيراً عندما شاهداني
في فيلم “رجل وفتاة” ونصحاني بلعب الأدوار الكوميدية وعدم الاكتفاء
بالدراما .
·
يقال إنك أخذت وقتاً طويلاً حتى
تقبلت شكل جسمك الجميل!
- كنت في الحقيقة معقدة من مسألة اعتباري مجرد
“حالة جسدية” جميلة ورثتها عن أبي وأمي وأنا فخورة بذلك . وكم كنت أسمع
الجملة التالية: “إنها جميلة فعلاً ابنتكم، يالقوامها الجميل” تقال لوالدي
أو والدتي . هذا الأمر كان يحرجني مع أختي “أوديري” التي تصغرني بعشر
سنوات، وكنت أشعر أنني عقدتها في الحياة لأن الكل يمدح شكلي، ولذا كنت ألبس
ثياباً غير متوافقة مع جسدي كي أظهر بشعة المظهر وكنت لا أهتم بتصفيف شعري،
كل ذلك من أجل أن لا أسبب الحرج لأختي، انها نوع من التضحية إن شئت . وفي
الحقيقة لم تكن أختي “أوديري” تسمع أو تلمح من ذلك شيئاً لكنني أنا التي
كنت أتأثر لأنني كنت أريدها أن تكون ذات كيان في الحياة فهي تمثل لي الكثير
في حياتي وكنت انتظرها أن تكبر بفارغ الصبر نظراً لأن والدتي فقدت عدداً من
الأطفال قبل وبعد ولادتهم .
·
والآن يبدو أنك قبلت أن تكوني
جميلة كيف ولماذا؟
- بسبب حبي لزوجي جان، لأنه لم يمر رجل بحياتي سوى
جان وهو الوحيد الذي طلب مني أن أكون له أنثى، ويحب أن ألبس ثياباً جميلة
تجعلني أظهر أنوثتي، بل هو الذي ينصحني بارتداء هذه القطعة أو تلك وكذلك
يختار لي أحذيتي، ومنذ بداية معرفتي به يصطحبني لشراء الثياب ويختار لي ما
يناسبني، هو يحب الأناقة ويعشق أن تظهر المرأة بكامل أناقتها وأنوثتها ولكن
دون مبالغة .
·
هل من السهل أن تجدي مكانك بين
أختك أوديري وزوجك جان أم أن سؤالي سخيف؟
- أعتبر أختي ابنة لي وسنكون في غاية السعادة لو
عملنا سوياً . وفي الحقيقة أريد أن يبقى الحب مهيمناً على علاقتنا كأختين
لأن الحياة قصيرة ولا تستحق منا الاختلاف، ولكن مع ذلك تمر بي لحظات من
الشك تجعلني أخلو لنفسي وأبكي دون أن يراني أحد . ولقد استمريت لوقت طويل
عاجزة عن التحدث عما في داخلي لأختي أوديري حينما أمر بمشكلة ما أو حتى أن
اتحدث مع زوجي جان في مشكلاتي لأنني بكل صراحة أخاف أن أزعج الآخرين
بمشكلاتي وعندما اسمع أحدهم يقول: إنها امرأة جان دوجارادن الممثل المعروف
لذا فهي صاحبة وساطة “محظية عند البعض” اجيبهم بأنه ليس من ميزة على
الإطلاق أن أكون زوجة “جان دوجاردان عندما نمارس المهنة نفسها .
·
هل تريدين القول إن ذلك لا
يساعدك بالضرورة؟
- الواقع أن كل الأفلام التي تقدم أو تعرض على
زوجي تكون محظورة عليّ وإلا لوجدتما هذين الزوجين سوياً على الشاشة، وعندما
يرفض جان أي فيلم فإنه لا يعرض عليّ أنا أيضاً . وفي بعض الأحيان يتم
الاتصال بي كي أقدم هذا السيناريو أو ذاك لأختي أوديري أو لزوجي جان، ولكن
ماذا عني أنا هل عليّ مثلاً أن اتصل بخادمتي كي تحل مكاني في هذا الدور أو
ذاك؟ ولحسن الحظ أن هذا الأمر لم يحدث معي بشكل متكرر، ولكن كي أجد مكاني
في هذه المعمعة، ألجأ للمسرح وأتابع قراءة أحد الأفلام التي أود تصويرها مع
جان .
·
لقد اتصلت بك الممثلة المشهورة
ساندرين بوينر التي قال عنها جان إنها الوحيدة التي تعرف كيف تنظر لك،
فماذا عنها؟
- لم يكن مفاجئاً أن تختارني لأنها ترى الكثير من
نقاط التلاقي بيننا، وعندما اتصلت بي لتقترح عليّ سيناريو فيلم “أغضب عندما
يغيب” كنت مسرورة جداً بل لم أكد أصدق ذلك وأخبرت وكيل أعمالي “بوينر”
وسألتها ثانية “ساندرين بوينر هل أنت متأكدة” والحقيقة أن هذا الفيلم مع
ويليام هيرت جعلني أشعر بالسعادة البالغة .
·
قدمك جان إلى الممثلة المعروفة
ميريل ستريب أثناء جوائز البافتا كما أن الممثلة انجيلينا جولي أرسلت لك
رسالة إلكترونية، فمتى ستصلين إلى هوليوود؟
- لا تقلق، فأنا لست ممن يقفزون القفزات الكبيرة
وأنا أقدر جداً ممثلة مثل ميريل ستريب وعندما حضنتني شعرت بالسعادة البالغة
وبالرغبة في البكاء من شدة فرحي كما أن انجيلينا دعتني لحضور العرض الأول
لفيلهما الجديد في باريس ولقد تقابلنا الليلة السابقة لليلة توزيع جوائز
“الفولدن غلوب”، وهي تسكن مع زوجها براد في الجنوب في مكان ليس ببعيد عن
منزلنا، ولقد تحادثنا وقال براد إنه يرغب أن نصبح أصدقاء مقربين لأنه لا
يعرف الكثير من الناس في المنطقة .
·
بعيداً عن سحر هوليوود
والتكريمات، المعروف أنك قدمت فيلماً وثائقياً لبرنامج “مبعوث خاص” عما
يسمى بالأمراض النادرة، لماذا؟
- أنا أنتمي لمؤسسة “لنحلم من أجل أطفالنا”
ومركزها في جنوب فرنسا على مسافة 15 كيلومتراً من منزلنا، والحقيقة أنني
قابلت نساء رائعات ضحين من أجل أطفالهن المرضى بشكل بطولي بالفعل، ولقد
صورت الحياة اليومية لطفل يسمى “لويس” ولأمه “جيرالدين” وأردت من ذلك أن
أعرض هذه القوة التي تجعل أماً تتمسك بحياة ولدها رغم كل المصاعب وكم تتسلح
بالأمل كي يشفى من مرضه النادر . والواقع أنني منذ عملي في هذا الفيلم
الوثائقي أصبحت أقل خوفاً من قبل من مسألة الموت .
·
يبدو أنك ادخلت ابنتك كلويه (14
سنة) في هذا الفيلم الوثائقي لماذا؟
- لأنني أردت أن أرفع مستوى وعيها بهذا النوع من
المشكلات في الحياة وأجعلها تعي أننا لا نعيش دائماً حياة مرفهة كما هو
الحال في القرية التي نعيش بها، بل يمكن أن ينقلب الحال في لحظة ما وأنه
لمن الضروري أن نجعل أطفالنا يشاهدون ما يدور حولهم كي يشعروا مع الآخرين
بمدى الآلام التي يكابدونها، وهذه القيم تعلمتها من والديّ وأنا فخورة أن
أنقلها إلى أولادي.
المصرية في
18/04/2012
جئنا مع الربيع
كتب-احمد عاطف:
اليوم ونحن نبدأ مرحلة جديدة لصفحة السينما بالأهرام سنأخذ علي عاتقنا
اعادة الروح للسينما المصرية. جئنا مع عيد الربيع الذي احتفلنا به اول
امس فلابد أن نكون منبرا للزهور الجديدة.
كم تحتاج السينما المصرية لربيع جديد. لا تستطيع أن تبقي هكذا بفتنتها
القديمة وعافيتها المنحسرة في هذا الزمن المتراقص. مصر كلها صنعت ربيعها
رغم أعاصير الخريف التالية. مصر ثارت فلما لا تثور السينما المصرية. هل
ينقصها مال أم ينقصها رجال؟ لا هذا ولاذاك. انما تحتاج لهمم وثابة وضمائرلا
تلين. هل ترضي بشارع هرمها وركلامها يملأون صالات ويفرغون عقول. هل يرضي
السينمائيون بأكس لارجهم بخداع جميل ومتفرج مصري لا يري في السينما الا
تذكرة للنسيان. ثم فرغت الصالات هذه الأيام. أين ذهبت الافلام التي تغير
حياتك بعد مشاهدتها حتي لو كانت بسيطة ؟ أين اختفت تلك التي تصنع منك
انسانا أفضل. هل ترضي شركات السينما الكبري باحتكارها وتترك المنتج المستقل
يموت وحيدا وهو صاحب الفضل في انتاج أغلب تراث السينما المصرية.هل يرضي شعب
يتنفس الفنون أن تترك سينماه تغتال من فوقها وتحتها ويضرب عليها بألف ألف
قيد. ربما لا يعرف الكثيرون أن صفحة السينما بالأهرام هي من اقدم الصفحات
المتخصصة في الاعلام العربي. رجل عظيم هو زكريا الشربيني واحد من ثلاثة
رواد للثقافة السينمائية في مصر هو الذي أشرف علي تحرير أول صفحة سينما
ثابتة بجريدتنا والتي رأت النور يوم8 سبتمبر.1933كان هدفه كما قال ترقية
السينما وجمهورها معا.كتب عن كل قضايا الصناعة. عرف الجمهور بخفايا الفن
السينمائي وما يحدث في العالم. وساهم بقوة في أن تولد السينما المصرية
الروائية العريقة التي علمت العرب حب الحياة وأسرار الدنيا قبل أن تصيبها
امراضا مزمنة. نحن علي درب الشربيني و تقاليد الأهرام العريقة نعيد بناء
المعبد. نفتح الباب لكل ريح طيب ليصبح واحة لكل قضايا واراء
السينمائيين.ونجعل السينما العالمية كأنها جارتك القريبة. لن نشجع السينما
الفنية فقط لكن كل فيلم جماهيري جاد وجميل.لأن هذه السينما هي التي جعلت
بمصر صناعة حمتها من الاندثار. أما القارئ العزيز فسنمد الأواصر لتواصلنا
معه بكل السبل حتي نعيد جميعا عصرا ذهبيا لسينما مصرية تساهم في اعادة بناء
الانسان وتشارك في التعبير عن كل شئ مهم في هذا الوطن.
الأهرام اليومي في
18/04/2012
هنيدى:صوت السينما لن يسكت ابدا
كتب-محمود موسي:
الفنان محمد هنيدي قال:علي السينما المصرية أن تحافظ علي مهمتها في
ادخال البهجة والسعادة وايضا علي انحيازها الي القضايا الانسانية. لهذا
المسئولية ستكون اكبر علي مستوي التوعية.
واعتقد ان المرحلة القادمة ستشهد تناول مواضيع وقضايا مهمة ولكن عندما
تستقر الامور. وأضاف ان صوت السينما لن يسكت ابدا. اما الكاتب السينمائي
طارق عبد الجليل صاحب افلام عايز حقي الذي حض الناس علي التمسك بحقوقهم
وظاظا الذي قدم حق الناس البسطاء في انتخابات الرئاسة قال: دور السينما
سيظل كبيرا مهما كانت الاسماء التي ستحكم. فاذا كنا قدمنا أفلاما ضد الفساد
والظلم في عهد النظام السابق الفاسد بكل جبروته فلن نتخلي عن الحرية التي
تحققت من ثورة يناير. وشعارنا المستمد من شعار الثورة هو ابداع حرية عدالة
اجتماعية.
سنكون اكثر جرأة مهما كان النظام وعلي انحيازنا لقضايا الناس النجم
احمد عز أكد قائلا: السينما المصرية عبرتاريخها بها افلاما كثيرة انحازت
للقضايا الجادة والوطنية. وعن نفسي سأستمر في تقديم افلام تحمل رسالة وحتي
لو كانت غير مباشرة ولاتخرج عن العادات والتقاليد المصرية. لكني ساركز في
أفلاما تعكس حب مصر لاننا نعاني في هذه المرحلة من كثرة المسميات مثل هذا
ليبرالي وهذا سلفي.لهذا اخشي حقيقة ان تضرب وحدتنا التي كانت اهم ما يميز
الشعب المصري طوال تاريخه..
الأهرام اليومي في
18/04/2012
علي أبو شادي: أفلام تلهث وراء الربح
كتبت-هبة عبد العزيز:
يرد الناقد السينمائي علي أبو شادي مؤلف كتاب السينما والسياسة
قائلا: كل الاحداث الكبري في تاريخ مصر لم تعبرعنها السينما في وقتها
بالشكل المطلوب.
فالافلام المتعجلة تلهث وراء الحدث للربح فقط دون تحليل حقيقي يرصد
اسباب قيام الثورة مثلا واهدافها ونتائجها بشكل متعمق. الان لا تستطيع
السينما الوقوف للتأمل. فنحن نقف علي رمال متحركة وكل يوم تتبدل الاحداث
بشكل سريع ومفاجيء. فالارتباك السياسي يؤثر علي كل مناحي المجتمع ويصل الي
السينما.
ويتضح ذلك من خلال نصوص السيناريو التي عجز مؤلفوها في التعامل مع
المعطيات الثورية. بينما تعلق الاعلامية والناقدة د. درية شرف الدين قائلة:
السينما كابداع تحتاج الي وقت لكي تعبر عن الوضع الحالي, بحيث لا تقع في
نفس الميلودرامات التقليدية القديمة كما حدث بعد حرب48 وثورة يوليو. فتأتي
عاجزة عن التنوير او فهم الواقع, مثل أفلام ارض الابطال وسجن ابوزعبل. لابد
للسينما ان تستوعب الحدث أولا ثم تعبر عنه لاحقا بعمق وتأن. ومن جانب اخر
لا أحد يستطيع الآن مثلا تناول جماعة الاخوان في عمل فني نتيجة هيمنة تيار
الاسلام السياسي. فهل سيسمحون بذلك وهل ستجيزه الرقابة ؟ لهذا أري أن
الاعمال الجيدة التي ستقدم بعد عدة سنوات وهذا ما يؤكده تاريخ السينما في
مصر. وتضيف شرف الدين: السينما الحالية لن تؤثر في الوضع القائم.
الأهرام اليومي في
18/04/2012
المواطـن الحائر بين الإخـوان والثـوار والفلول
يعد فيلم حظ سعيد بطولة أحمد عيد وتأليف أشرف توفيق واخراج طارق عبد
المعطي اخر نماذج الفيلم السياسي الكوميدي واول عمل سينمائي يقدم وجهة نظر
المواطن البسيط في الثورة ويعيد تجسيد ميدان التحرير من خلال المؤثرات
البصرية.
يلعب احمد عيد دور سعيد البائع السريح الذي ينكل به طوال الوقت من
مخبر وضابط القسم. يجد سعيد أخته مختفية عن المنزل وسرعان ما يعرف من
والدته أنها نزلت ميدان التحرير. ثم يبحث عن اخته وفي النهاية يفاجأ
بوجودها في الميدان وسط مصريين من كل الأطياف والأعمار.وتحدث له صدمة
الميدان عندما يري رجالأ ونساء مجتمعين بشكل عادي بدون حواجز. يبدو الفيلم
وكأنه يتابع ما حدث للمواطن العادي طوال عام الثورة. فهو في البداية تعرف
علي القوي السياسية المختلفة في الميدان من اشتراكيين لاسلاميين لغيرهم. ثم
شعر أن الاخوان قد تكون لهم الغلبة فتقرب منهم وغني لهم. ثم شعر ان شباب
الثورة لهم القوة والتأثير فذهب لاجتماعاتهم لينخرط وسطهم. ثم مل من كل ذلك
فتحول للجان شعبية مع بقية اهل منطقته. ثم عاد للميدان ليطمئن علي اخته
فوجدها فرصة للاسترزاق من بيع الكتب من كل الاتجاهات الفكرية. ثم قرر أن
يقبل مال من سمسار فلول فذهب يهتف باسم مبارك في ميدان مصطفي محمود.
واستكمال الهتاف في ميدان التحرير. وهناك تحدث موقعة الجمل ويري الدم يسال
علي عتبات الطرق وتحدث له لحظة التنوير ويصبح اخيرا ثائرا. ينتهي الفيلم
بعد ثلاثين عاما وهو يشاهد في التليفزيون محاكمة مبارك التي لم تنته بعد,
ويبدو أنه أنجب أبناء ثلاثة احدهم ليبرالي والاخر اخواني والثالث
سلفي.وتبدو صورهم شبيهة بشخصيات سياسية معروفة تحتل المشهد الان.أما زميله
في ميدان التحرير وقتها فقد أصبح رئيسا للجمهورية في اشارة لعدم تمكن
الثوار من الحكم قبل ثلاثين عاما.كل ذلك جعل الفيلم كسر الكثير من الحواجز
وترجم التلقبات الحقيقية التي سيطرت علي عموم الناس في عام ما بعد الثورة.
الأهرام اليومي في
18/04/2012
تاريــــخ مــن الغــــزل المتبــــــادل
في حصيلتها التي تتجاوز3500 فيلم روائي طويل. لم تعبر السينما
المصرية بشكل فعال عن الاحداث السياسية الكبري. مجرد حفنة أفلام جيدة
وعشرات الأعمال الاستهلاكيةالتي لجأ له تجار السينما لنفاق نظام جديد
باعلان تبني أفكاره سريعا .
مثلما فعل حسين فوزي في( جنة ونار)مع ثورة يوليو أو بالادانة
المفبركة للنظام الذي سبقه لاعلان الولاء وابراء الذمة. رد الضباط الأحرار
بغزل متبادل وانتدبوا البكباشي( وجيه اباظة) للجلوس مع منتجي السينما
لطمأنتهم. يشير الناقد الكبير علي أبوشادي في كتابه( السينما والسياسة) الي
اهتمام ثورة يوليو الكبير بالسينما بفضل ثروت عكاشة من خلال انشاء مصلحة
الفنون ثم أكاديمية الفنون والأهم انشاء القطاع العام في السينما الذي انتج
مجموعة من أهم الأفلام. في عهد السادات انبري الكثير من السينمائيين لكي
يثبتوا له أن عصر عبد الناصر لم يكن به الا التعذيب ومراكز القوي. فظهر
مايسمي بافلام الكرنكة نسبة الي فيلم الكرنك. ومنها( امرأة من زجاج) لنادر
جلال و( طائر الليل الحزين) ليحيي العلمي. أما انتفاضة1977 هي الأخري فلم
تجد سفيرا لها علي الشاشة الا فيلم محمد خان الجميل( زوجة رجل مهم). وقدمت
بشكل متواضع في فيلمي( الامبراطور) و(الهجامة).
الأهرام اليومي في
18/04/2012
فيلم نجدت أنزور عن مؤسس السعودية يثير جدلا قبل عرضه
دمشق- يو بي اي
قال المخرج السوري نجدت أنزور إنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير
والإساءة لشخصية وعائلة ملكية، من شركة محاماة بريطانية بسبب مشاركته في
إنتاج وإخراج فيلمه الجديد "ملك الرمال" عن مؤسس المملكة العربية السعودية
الراحل عبد العزيز آل سعود.
ويستعد أنزور لعرض الفيلم الشهر المقبل بمهرجانات سينمائية عالمية
ودور عرض في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وبعض الدول العربية، ويقوم
الممثل الإيطالي ماركو فوشي بدور الملك عبد العزيز في شبابه، والممثل
الإيطالي فابيو تستي في كهولته، ويشارك فيه ممثلون من إنجلترا وتركيا
وسوريا ولبنان.
وقال المخرج السوري "أقوم بهذه التجربة الفنية التي تنفرد حتما كأول
فيلم سينمائي يتحدث بصراحة متناهية عن تاريخ قيام المملكة العربية
السعودية، وشخصية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود"، مشيرا إلى أنه استوحى
فكرة الفيلم من ما يحدث اليوم في العالم العربي، من ما سماه "إعادة تقسيم
للمنطقة وكأننا في سايكس بيكو جديدة".
وأكد صاحب "سقف العالم" و"ما ملكت أيمانكم"، أنه وجد في سيرة الملك
المؤسس كل عناصر الدراما المشوّقة التي يمكن البناء عليها وإظهارها بشكل
فني يمكن أن يلاقي صدى كبيرا لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم.
وأضاف أن عملية إنتاج الفيلم أُحيطت بالتكتم بسبب حساسية الموضوع
المطروح وخشية محاولات إيقاف إنتاجه، وقال "ارتأينا إخضاع العمل للسرية
المطبقة كما هي الحال في صناعة الأفلام حتى يتم الانتهاء من الإنتاج
والتصوير ويصبح الفيلم واقعاً، وأصبح (ملك الرمال) واقعاً الآن".
واعترف أنزور بأنه تلقى تهديدات بمقاضاته بجرم التشهير والإساءة
لشخصية وعائلة ملكية من قبل شركة محاماة بريطانية متخصصة في قانون الإعلام،
طلبت تفاصيل كاملة عن الفيلم وادعت أنها تمثل حكومة المملكة العربية
السعودية. لكن على الصعيد السياسي في بريطانيا، لم تتصل أي جهة بخصوص
الفيلم.
وأضاف أن شركة المحاماة "بعثت لنا برسائل تهدد فيها بإيقاف العمل في
الفيلم ومنع عرضه في أوروبا وأميركا ودول عربية من بينها لبنان، بعد أن
رفضنا الاستجابة إلى طلبها، واتبعت الشركة الأسلوب نفسه مع الممثل الإيطالي
فابيو تستي، الذي لعب دور الملك عبد العزيز في كهولته وهددته برفع دعوى
جنائية ضده في إيطاليا، مما اضطرنا إلى اللجوء لشركة المحاماة البريطانية
باركر جيليت التي قامت بالرد رسمياً على رسائل الشركة، وتوقف الموضوع عند
هذا الحد".
يشار إلى أن نجدت إسماعيل أنزور أخرج مسلسلات درامية تلفزيونية كثيرة،
من بينها "نهاية رجل شجاع" و"أخوة التراب" و"الحور العين" و"رجال الحسم"،
ونجح في الأعمال التي صنفت ضمن الفانتازيا التاريخية مثل "الجوارح"
و"الكواسر" وحصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية.
الإمارات اليوم في
18/04/2012 |