المعروف ان فيكتوريا أبريل من مواليد 1959 في مدريد وذاع صيتها عام
1976 بعد ظهورها بشخصية السكرتيرة لمدة عامين متتاليين في اعمال درامية
عرضت بالتليفزيون الاسباني ثم الفرنسي , كما زادت شهرتها بعد عملها مع
المخرج العالمي بدرو المودوفر , كما شاركت في افلام فرنسية وايطالية
وايسلندية , وقدمت على مدار تاريخها الفني ما يقرب من مائة فيلم حتى الان
حصدت عليها عشرات الجوائز الدولية ابرزها الدب الفضي كأفضل ممثلة في مهرجان
برلين خلال الدورة رقم 41 , وبعده بعامين اخذت جائزة "كاميرا برلين" خلال
المهرجان نفسه .
"الجزيرة الوثائقية" حاورت النجمة الاسبانية
فيكتوريا أبريل حول دور الام , وقيمة الحب التي ظلت تدافع عنها طوال احداث
الفيلم ومن اجلها ارتكبت جريمة قتل في نهايته كما تتحدث عن توقعات عرض هذا
الفيلم بمصر .. وأشياء اخرى
.
·
بداية كيف اخترت هذا الدور ؟
الدور هو الذي اختارني , فهو مختلف عما قدمت من قبل كما ان
مساحة التمثيل به كبيرة وتشبع رغبة أي فنان , تخيل اما تكتشف علاقة غير
سوية بين زوجها وابنها , وتفاجأ بسلوك غير سوي من ابنها تجاهها , ثم تجده
غارقا في دماءه بعد انتحاره بسقوطه من البلكون , ثلاث صدمات في مشهد واحد
كانت شحنة كافية للدراما طوال الاحداث
.
·
هل كنت تتوقعين المشاركة بمهرجان
برلين ؟
الحقيقة لا .. ليس لاسباب تتعلق بمستوى الفيلم وانما لان المهرجانات
لم تكن في حساباتنا اثناء التصوير كما انني سبق ان فزت بجائزتين كبيرتين
خلال مهرجان برلين , وقد شبعت جوائز , والحقيقة ان هذا الفيلم توجد خلفه
علاقة خيالية بين شقيقتين , هما الممثلة لابينا ميتفيسكا التي شاركتني
بطولته والمخرجة تيونا ميتفيسكا وكلاهما كان لديه اصرار رهيب على عمل هذا
الفيلم , وبالاصرار نفسه تحدثتا معي على حضور مهرجان برلين , في وقت كنت
مشغولة جدا , فأوضحت لهما انني مشغولة , ولكن امام اصرارهما وافقت على
الحضور ولو ليوم واحد لأحضر عرض الفيلم ثم اجري اللقاءات الصحفية بعده
واعود لاسبانيا بعد ذلك .
·
وما الرسالة الاساسية التي
تريدين ارسالها من هذا العمل ؟
ليست هناك رسالة محددة , وانما اردت توضيح قيمة ومعنى الحب من خلال
تلك المرأة المنكسرة , وعلى مدار ساعة ونصف هي مدة عرض الفيلم نرى مدى
جسارة تلك المرأة وصلابتها في سبيل تحقيق هدفها وهو الدفاع عن الحب لأنها
اكتشفت ان علاقتها بزوجها لم تكن قائمة على حب حقيقي ولهذا فسدت الاسرة ,
رغم انها كانت تحبه جدا لكنه لم يكن يحبها بصدق , ولهذا كرست باقي حياتها
للدفاع عن معنى الحب الحقيقي .
·
وما اصعب مشهد صورتيه بهذا
الفيلم ؟
اول مشهد لانه كان صادما للمشاهد وبه شحنات انفعالية عالية جدا , وهذا
المشهد اعتبره ماستر سين الفيلم , لانك بعد هذا المشهد من المستحيل ان
تتوقع ما سيحدث وبالتالي عليك متابعة الاحداث
.
·
ارتكبت جريمة قتل في نهاية
الاحداث من اجل ان تحيا قصة حب .. فهل هذا يبرر القتل من اجل ان يحيا الحب
؟
انا قتلت ابا لانه كان يرفض زواج ابنته من شاب يحبها وتحبه حبا حقيقيا
, وانا – كزوجة وام في الاحداث – اعرف معنى وقيمة الحب الحقيقي , لذا قتلت
الرجل لازالة العقبة التي تقف في طريق اتمام بناء اسرة اساسها حبا حقيقيا ,
هذه المرأة تحديدا بررت القتل , لكن القتل لا يوجد أي شئ يبرره طبعا .
·
سبق ان قدمت للسينما الاسبانية
ما يقرب من مائة فيلم , كيف ترين فيلمك الجديد بين هذا الرصيد السينمائي
الكبير؟
اعتبر "المرأة التي تجاهلت دموعها" من اهم واعظم الافلام التي قدمتها
في حياتي لانه يحتوى على دراما قوية ويناقش تفاصيل دقيقة وخاصة جدا في
علاقة افراد الاسرة بعضها ببعض
.
·
هل تتوقعين عرض هذا الفيلم بدول
شرقية مثل مصر ؟
بالتأكيد .. ولم لا ؟! .. اتمنى عرضه في كل دول العالم .
·
اخيرا هل تتابعين تطورات الامور
في مصر ؟
اعرف السينما المصرية وشاهدت افلاما رائعة , كما اتابع بدرجة ما
تطورات الثورة المصرية وصعود التيار الاسلامي , ولا اتصور ان يكون هذا خطرا
على السينما لان الاسلام الذي نعرفه هو دين حضاره لا يصطدم مع الفن , ويسمح
بالحريات , اتمنى ان يكون مفهومي عن الاسلاميين صحيحا .. سأنتظر وسنرى ما
سيفعلونه مع الفن ومع السينما تحديدا
.
الجزيرة الوثائقية في
08/04/2012
حين ينتحل الصحافي شخصية "السفير" ليصنع وثائقيه *
قيس قاسم ـ السويد
قصة الصحافي والمخرج الدنمركي مادس بروغر في جمهورية أفريقيا الوسطى
غريبة، وتكاد لا تصدق، فمن أجل أن يفضح الفساد واستغلال السلطة البشع
للموارد الطبيعية في هذا البلد، إنتحل شحضية "سفير" دبلوماسي معتمد لديها
كممثل رسمي لجمهورية ليبريا. وحتى يكمل دوره ويغطي على خطته في شراء الماس
الأحمر وتهريبه عبر الحدود بطرق غير مشروعة، ليكشف عبرها عن أخطر الشبكات
العالمية المتعاملة بتجارتها، إدعى أنه، والى جانب وظيفته الدبلوماسية، رجل
أعمال يريد بناء مصنع لصناعة الشخاط سيستفيد منه بالدرجة الأولى فقراء
جمهورية "قلب أفريقيا".
لكن كيف يمكن للصحافي وبهذة البساطة إنتحال شخصية سفير دبلوماسي؟
الجواب على هذا السؤال جاء على شكل فيلم وثائقي مثير سُجلت معظم مَشاهده
بكاميرة ميكرو ديجيتال كان يخفيها بروغر داخل اكسسوارت ملابسه الأنيقة، وفي
هذة الحالة سيصعب الحديث عن جماليات سينمائية وبصرية بقدر ما يحيلنا
"السفير" وعنوانه يحمل في طياته دلالات كثيرة، الى البحث في مفهوم
"المغامرة الإبداعية" الناشدة كشف الحقيقة، والتي قد تُوصل صاحبها،
أحياناً، الى حافات الهاوية. فبروغر، وفي لحظة، كاد أن يفقد حياته حين
تجاوز، قليلاً، إشارات التحذير من خطر الإقتراب من تجار الماس وعصاباتهم.
أولى خطواته لكسب لقب "دبلوماسي حر" بدأت بالتحرك نحو مدينة كويميرا
البرتغالية لمقابلة الأخوين إيفنس، وهما من الجيل الثاني من الوسطاء
الخاصين بمنح لقب سفير للّذين يرغبون في الحصول على هذا اللقب مقابل دفعهم
مبالغ كبيرة من المال. لقد طلب كولين أيفنس من الصحافي مبلغ 135 ألف دولار
مقابل جواز دبلوماسي، مع شهادة تخرج من كلية التجارة بدرجة ماجستير من
جامعة مونروفيا بالإضافة الى إجازة سوق سيارة. وكان له ما أراد! والآن
بوصفه رجلاً أبيضاً يحمل جوازاً دبلوماسياً سيتمكن من الذهاب الى دولٍ
أفريقية ويخرج منها بحقائب مليئة أموالاً وبضائع مهربة غالية الثمن دون
تفتيش. بقيت خطوة واحدة كي يصبح دبلوماسيا معيناً وسيحلها له الهولندي
ويليم توسين الذي يدير "وكالة الخدمات الدبلوماسية الأفريقية" وعبرها سيرتب
له تعييناً دبلوماسياً في جمهورية ليبريا الفقيرة والمحتاجة الى إستعادة
توازنها بعد حرب أهلية طالت طويلاً وينقصها المال. لقد أصبح الصحافي
الدنمركي دبلوماسياً، له كامل القدرة على التحرك وسط عالم سفلي غامض. وكما
قال في أول اختبار لآلات تسجيله السرية قبل إقلاع طائرته الى العاصمة بانغي
"هنا ستنتهي
حياتي كصحافي دنمركي، وستبدأ هناك حياة ثانية بمقدوري العمل فيها خارج
كل الحدود الأخلاقية"، أو كما يقال؛ حياة دبلوماسي غربي منحط في أفريقيا،
جاء ليسلب ثروات شعوب العالم الثالث. ربما تُلخص عبارته غاية وثائقيه الذي
أراد كشف الدور الأخلاقي المزدوج للغرب وسياسته في أفريقيا، وسيقودنا تسلسل
أحداث "السفير"، الى إستنتاج خطير مفاده: أن خيوط إدارة اللعبة في الكثير
من دول القارة السوداء، وبخاصة التي خضعت للسيطرة الاستعمارية لمدد زمنية
طويلة ما زالت بيد "البيض" كما هي الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى،
فالفرنسيون مازالوا يسيطرون على أهم مراكز الدولة وشرايينها الحيوية، خلف
الكواليس، فيما يحكمها في الظاهر قادة وطنيون يتصارعون على الحكم ويدخلون
في حروب أهلية طاحنة، كما نقلت كاميرات "السفير" عن الجندي الفرنسي المرتزق
والذي تولى مسؤلية الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى لسنوات طويلة غوي ـ جين
لي فول ياماند: الدولة مازالت وبدرجات كبيرة تُدار من قبل فرنسا. وأكمل
بورغر الساخر، الوصف: هذة الدولة مثل سيارة تقودها مجموعة من المجرمين
الخارجين عن القانون!.
الماس والذهب من أكثر الثروات الطبيعية في جمهورية أفريقيا الوسطى
وهما مثل مغناطيس يجذب دوماً البيض بقوة، بخاصة من حملة الهويات والألقاب
الدبلوماسية المزيفة. كما أن غنى المنطقة المجاورة لها المسماة "مثلث
الموت"، سيبقى مصدراً لإغواء المستعمرين الفرنسيين الأوائل وأيضاً أباطرة
المنطقة الصاعدين حديثاً. وما يكشفه الوثائقي من جديد؛ ظهور الصين كقوة
منافسة وهي بالشكل الذي وجده الصحافي تمثل مصدراً لبداية نشوب حرب باردة
بين الغرب وبينها ولهذا تجدهما يتصارعان على كسب مناطق نفوذ لهما عبر إفساد
مزيد من حكام هذة الدول، لتتحول هي نفسها الى آلة تفقيس للصوص محليين،
فاسدين ومفسدين وهي من يشجع المزيفين على لعب أدوار وسيطة يرسمون حدودها
مسبقاً، وهذا ما إكتشفه الصحافي بورغر بنفسه حين وجد نفسه متورطاً وقريباً
من الموت عندما وَقَع على عقود شراء ماس أحمر لم يعرف بأن اللصوص السود قد
تعلموا من آبائهم البيض غير الشرعيين طرق التلاعب بها دون وقوعهم في مشاكل
قانونية. لقد صنعوا لأنفسهم نظاماً قانونياً وإدارياً يؤمن لهم سلاسة سرقة
ثروات البلاد لحين مجيء ديكتاتور جديد عبر إنقلاب عسكري ويطردهم. من
مفارقات "السفير" الغربي الليبرالي أنه وجد نفسه يتعامل في مناخ متعاطف مع
الرئيس السابق بوكاسا، أكثر قادة أفريقيا الوسطى بغضاً في الغرب، والذين
أطلقوا عليه لقب: آكل لحوم البشر. أما القادة أو ورثته الفاسدين فلا
يترددون عن وصفه برجل الإصلاح والقائد الوطني الذي أراد تخليص البلاد من
الفساد ومن حكم الفرنسيين لها خلف الكواليس!.
بعيداً قليلاً عن اللصوص، من كل الألوان والأشكال، أراد بورغر نقل
الأثر القاسي الذي تتركه الوعود بتحسين أحوال الفقراء على أبناء البلاد
المصدقين لها. فكل من يأتي اليها كان يعلن "كذباً" كما فعل بورغر تماماً،
بأنه سيبني مشروعاً يحسن به أحوال عامة الناس، وهذة المرة كانت بعض "قبائل
الاقزام" ضحية وعده. لقد غذى فيهم أمل المشاركة والعمل في بناء مصنع
الشخاط، فأيدوه وساندوه ولكنهم وفي النهاية لم يخرجوا إلا بوعود فارغة.
الصور التي أخذها لهم وهم يراقبون ما يجري أمامهم من "مسرحيات" أبطالها
مرتزقة وقتلة كانت كافية لنقل الحزن الشديد الذي إستقر في دواخلهم. وما
دمنا قد وصلنا الى الأدوار وإتقان لعبها فلابد من القول أن دور السفير
المزيف الذي لعبه مادس بورغر، كان مقنعاً ليس للجمهور، فحسب، بل لكل الذين
تعامل معهم في أفريقيا، لقد بدا حقيقة مثل سفير غربي بكل التفاصيل، والقصة
نفسها على مستوى كتابتها وتنفيذها تذكرنا بقربها والى حد كبير بفيلم "ماسة
الدم" الذي لعب دور بطولته الممثل ليوناردو دي كابريو، وأحداثه تدور عن
تجارة الماس غير الشرعية في سيراليون، مع فارق كبير أن قصته كانت من نسج
الخيال في حين كان فيلم "السفير" الوثائقي من صلب الواقع!
"السفير"عُرض ضمن البرنامج الدنمركي في الدورة ال14
لمهرجان تسالونيكي للأفلام الوثائقية
الجزيرة الوثائقية في
09/04/2012
الممثل المغربي حميدو:
السينما المغربية تحاول أن تفرض وجودها عربيا ودوليا
مجدي الشاذلي من القاهرة:
أكد الممثل المغربي حميدو في حديث خاص لفارايتي أرابيا أن السينما
المغربية مازالت تحاول فرض وجودها على الساحتين العربية والدولية، مشيرا
إلى غياب الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذا الهدف رغم وجود المخرجين والممثلين
الأكفاء.
وقال حميدو: "هناك ملك شاب في المغرب - يقصد محمد السادس - يبذل جهدا
واضحا لوجود سينما مغربية في العالم، وهو الذي أنشأ مهرجان مراكش السينمائي
الدولي ليعطي دفعة قوية للسينما المغربية، إلا أن المخرجين مازالوا ينتظرون
الدعم الحكومي لعمل شريط سينمائي، والدولة لديها حدود للصرف، ولهذا نرى
أفلاما ضعيفة من حيث الإمكانيات".
ويضيف الممثل المغربي الذي يتنقل ما بين فرنسا والولايات المتحدة، أن
السينمائيين التونسيين يحاولون أيضا الوجود عالميا من خلال السينما، ولكنهم
مثل المغاربة يدورون في نطاق محلي، ويكتفون بالمهرجانات، وهذا خطر لأن
السينما صناعة وتجارة واقتصاد، وليسن فنا فقط، ولهذا يحتاج السينمائيون
المغاربة والتوانسة إلى المال اللازم للانطلاق عالميا.
وعن سبب غيابه عن السينما المغربية منذ فترة قال حميدو: "لا أستطيع
الارتباط بأي مشروع سينمائي في المغرب حاليا بسبب ارتباطي بتصوير مسلسل
فرنسي طويل، ولا أعرف متى تتوقف حلقات هذا المسلسل لأنه كان مقررا إنتاج
جزء واحد منه فقط، ولكن بعد النجاح الذي حققه، طلب منتجوه العمل على الجزء
الثاني الذي نقوم بتصويره حاليا".
ويحكي مسلسل "عائشة" الذي يقصده حميدو عن المهاجرين المقيمين في
فرنسا، والمشكلات التي يواجهونها، وخاصة أبنائهم الذين يولدون في فرنسا،
ويتعلمون ويعملون هناك، ومع ذلك لا يعترف بهم كمواطنين أصليين، ويفرض عليهم
السكن في مناطق معينة، ويلعب حميدو في المسلسل دور "أب" لعائلة فيها أولاد
وبنات، ويشاركه البطولة عدد من الممثلين الجزائريين المقيمين بفرنسا.
وختم حميدو حديثه مشيرا إلى أنه يستعد لعمل سينمائي جديد لن يعلن
تفاصيله إلا بعد انتهاء حلقات مسلسل "عائشة" على التليفزيون الفرنسي "قناة
فرانس2".
فارييتي العربية في
08/04/2012
«حظ
سعيد».. أحمد عيد فى كوميديا ساخرة متعاطفة مع الثورة وإن
خانه التعبير أحيانا
إيهاب التركى
هناك خط فاصل واضح بين الكوميديا بمعناها الفنى الدرامى وبين «الألش»
بمعنى السخرية اللحظية من أى شىء، تحتمل الكوميديا بعض «الألش» ولكن ليس
بـ«الألش» وحده تصنع الكوميديا، وفى فيلم «حظ سعيد» نضحك على كثير من
«الألش»، ونستمتع بقليل من الكوميديا. يختار السيناريو الذى كتبه أشرف
توفيق أن يكون البطل هو الشخص غير الفاعل فى الأحداث، هو دائما المفعول به،
بائع متجول يجسد شخصيته أحمد عيد، وهو ككثير من المصريين الذين يعملون على
باب الله يعيش اليوم بيومه، ولا يملك ترف التفكير فى الحرية والديمقراطية،
هو ينفق على أمه وشقيقته الجامعية بعد أن حرمته الظروف من إكمال تعليمه،
ويسعى للحصول على شقة من المحافظة ليقيم فيها مع زوجته مى كساب، وربما لأنه
فى حاجة إلى الحكومة فهو يتحمل سوء معاملتها، هو يستسلم للمعاملة المذلة من
المخبر ضياء الميرغنى الذى يفرض عليه إتاوة ويذهب به إلى القسم كلما اعترض
ليعاقبه بالضرب والإهانة، وفى كل مرة يقف أمام ضابط القسم ويتلقى الصفعات
على قفاه تظهر صورة مبارك فى الخلفية على شاشة التليفزيون وهو يتحدث عن
توجيهاته للحكومة برعاية المواطن، وحينما تحدث الثورة يجد سعيد نفسه فى
دوامة من الأحداث والأفكار، يتغير موقفه من اعتصام الثوار بعد اكتشافه أن
شقيقته تعتصم هناك، ويوجه الفيلم فى سابقة نادرة الاتهام إلى ممثل بشخصه هو
طلعت زكريا، الذى اتهم بنات التحرير بسوء السلوك، ويذهب البطل ليكون بجوار
شقيقته، لكنه يغرق فى هذا العالم المتنوع من الأشخاص أصحاب التيارات
المختلفة، ويحاول البطل بصورة كاريكاتيرية ساخرة أن يتبنى فكر أى منهم
فيجلس مع الإخوان والسلفيين والاشتراكيين والليبراليين وهكذا، والفيلم
ينتقد الجميع بلا استثناء ويتهم الثوار بالاهتمام بأمور مطلقة فى السياسة
على حساب طلباته البسيطة، مثل علاج أمه وشقة يتزوج بها. الفيلم يقدم نقدا
لفظيا ساخرا دون إبداع لافت، سواء بالنسبة إلى الإخراج أو الأداء، ربما
يحسب لأحمد عيد أنه يقدم الفيلم الأكثر تعاطفا وميلا للثورة، وإن خانه
التعبير أحيانا
التحرير المصرية في
09/04/2012
تحت نصب الحرية.. عادت اجواء السينما الصيفية
مهرجان السينما المتنقلة يبهر الجمهور بتظاهرة حاشدة!
عبد الجبار العتابي من بغداد
تحت نصب الحرية في ساحة التحرير في بغداد، وفي ليل بغداد الشاعري
الجميل، وسط هدوء ربما لم تألفه بغداد في نهاراتها، كانت هنالك شاشة كبيرة
تقوم على طرف من الساحة وتمتد امامها عشرات الكراسي فضلاً عن آلة عرض
سينمائية، كان الظلام قد خيّم على اجزاء من المكان فيما العابرون فيه، من
الراجلين والراكبين، يتساءلون وهم يتوقفون قليلاً محدقين بالمشهد: (ما الذي
يجري هنا؟) وبعد سماعهم الاجابة ترتسم على شفاههم ابتسامة حائرة، فهم لم
يصدقوا بعد أن هذا التجمع وسط الليل لعرض فيلم سينمائي!!، ربما كان لسان
حالهم يقول (هؤلاء بطرانين) أن ينزلوا في منطقة الباب الشرقي الخالية الا
قليلاً من المارة والعابرين ويشاهدون فيلمًا، وما اكثر الافلام في القنوات
الفضائية، لكن العديد من العابرين تفضل وجلس وشاهد، وهو مندهش من هذا
التجمع الغريب، لكن العرض السينمائي تم، اشتغلت الألة وتهادى صوت الحوارات
الى الآذان بعد أن خفت الحركة وتوقفت السيارات عن اطلاق منبهاتها وتميز
المكان بسحر خاص جدًا، هو سحر بغداد في مسائها الجميل وممزوجًا بسحر
السينما، عرض فيلمان: الاول قصير.. للمخرج لؤي فاضل بعنوان (تسجيل) والثاني
روائي طويل.. لعدي رشيد بعنوان (الكرنتينة)، وهو ضمن مهرجان السينما
المتنقلة الثالث الذي يقيمه المركز العراقي للفيلم المستقل، بعد أن كانت
فعالياته قد افتتحت بفيلم عراقي يحمل عنوان (في احضان امي) لعطية ومحمد
جبارة الدراجي عرض على قاعة المركز الثقافي النفطي.
وقال مدير المهرجان محمد الدراجي: "إن المهرجان مهم جدًا لنا
كسينمائيين عراقيين وكشعب عراقي بسبب عدم وجود دور عرض سينمائية، وجاءتنا
الفكرة أن نذهب نحن الى الجمهور، نذهب الى أمكنة ليس من السهولة الوصول
اليها وليس من السهولة أن تصلها شاشات العرض السينمائية، ولكننا قدر أن
ننجح في هذا الموضوع".
واضاف أن ساحة التحرير وفي يوم الثامن من نيسان، المفروض الرسالة وصلت
والمفروض الهدف وصل بأن بغداد موجودة، وأن تسع سنوات من هذا التغيير تجعلنا
مستمرين دائمًا وخاصة أن المحتل غير موجود، ولكن المؤسسات والقدرات التي
تقوم بها هي شخصية وبسيطة جدًا، ولكن المؤسسة والدولة في الانسان العراقي
نفسه وهذا ما نحققه نحن.
وتابع: "سنذهب في مهرجاننا هذا الى اكثر من ثماني محافظات عراقية: من
البصرة الى كربلاء والنجف والسماوة ثم ننتقل الى الانبار ومن ثم الى شمالي
العراق، وهذه الخطوات تجعلنا نتمنى أن لا يكون مهرجان السينما المتنقلة
سنويًا بل أن يكون كل ثلاثة اشهر، ومن الممكن أن تكون سينما مفتوحة بشكل
افضل للآخرين ويشاهدها الناس في اي مكان".
وأوضح أن ساحة التحرير مهمة جدًا بالنسبة للمواطن البغدادي والمواطن
العراقي، هذه السنة الثانية التي ننظم فيها المهرجان، وكنا قد افتتحنا
المهرجان في قاعة داخلية لكن الآن هو الافتتاح الحقيقي للسينما المتنقلة،
ونتمنى أن يحرك المهرجان شيئًا في الساحة الفنية ويمكن أن نقيسه من الجمهور
الحاضر وكانت دعايتنا قوية جدًا ولكن يبقى المشاهد العراقي متخوفًا أو
مترددًا من حضور هكذا فعاليات في الهواء الطلق.
اما المخرج لؤي فاضل، مخرج فيلم (تسجيل) فقال: إن السينما المتنقلة
ليست جديدة على العراق لأنها كانت موجودة في الخمسينيات وكانوا يسمونها
(السينما الصيفية) والآن لقلة دور العرض او لعدم وجودها لعرض الافلام
العراقية خاصة، الهدف من السينما المتنقلة أن تعرض افلامًا عراقية صورت بعد
العام 2003، وأن وظيفتها هي للجمهور العراقي ليشاهد هذه الافلام، أي أن
يشاهد نتاجات ثقافة بلده، لأن هذه الافلام تشارك في مهرجانات خارجية ويحصل
العديد منها على جوائز ولكن المواطن العراقي لا يشاهدها، فهدف مهرجان
السينما المتنقلة أن يشاهد الجمهور هذه الافلام، والجميل بالموضوع أن
الافلام ستعرض في محافظات عدة من الشمال الى الجنوب، وهذا شيء جيد.
واضاف: أن المهرجان يساعد في انتشار أن هناك سينما عراقية، لأن في
الشارع عندما نتحدث ونقول فيلماً عراقياً يتفاجأ السامع، فالعراق بعد 1991
نسيّ ثقافة أن هناك فيلمًا عراقيًا، بعد آخر فيلم وهو (الملك غازي)، لذلك
ارى أن وجود المهرجان يساعد في تعزيز حب السينما.
فيما قال الفنان احمد شرجي: إن السينما المتنقلة خطوة مهمة تحسب
للقائمين عليها، لكن هذه التظاهرة شيء مهم فأن يعرض فيلم سينمائي عراقي وسط
بغداد وتحت نصب الحرية هو تأهيل وتدريب للذائقة العراقية الشعبية، ويجب
ترسيخ ثقافة الشارع، ليس ثقافة الشارع بمفهومها المطلق، ولكن أقصد أن تنتقل
الثقافة الى الشارع والى الحارات من اجل الارتقاء بالذائقة الجمعية للمجتمع
العراقي، فليذهب الفيلم الى الحارات والشوارع وليأت الجمهور والمثقفون،
وصراحة أن تنصب عارضة فيلم بـ 35 ملم وتعرض في ساحة التحرير في قلب بغداد
هذا شيء مهم جدًا، وانا أثني على كل القائمين على هذه التظاهرة، وهذه
الجهود يجب أن تعضد وتدعم من اجل ترسيخ سينما حقيقية وثقافة سينمائية.
اما المخرج السينمائي اسعد الهلالي فقال: إن السينما بحد ذاتها هي
حاجة ملحة لأنها تقترب من الانسان العراقي الذي ابتعد كثيرًا عن السينما
باشكالها سواء كانت مغلقة في صالات عرض سينمائية أو مفتوحة في عروض عامة في
الساحات، ونحن الآن بلد حر، بلد يحاول أن ينفتح على التيارات والافكار
كافة، والسينما واسطة نقل فاعلة جدًا وربما اكثر فاعلية من الجريدة محدودة
القراءة والكتاب محدود الكتابة اكثر الآن، لكن السينما تشاهد من قبل
الجميع، وهذا المهرجان قيمته عالية ويجب أن تكون كذلك، اما بالنسبة للتأثير
على الآخرين فأنا متحفظ ما دامت طبيعة العروض في اماكن محدودة المشاهدة،
وربما السبب له علاقة بالوضع الامني، فالسينما لا يمكنها أن تعرض ان لم يكن
هناك ظلام تام.
واضاف:أن الظاهرة هي كحراك ثقافي مهم ونتمنى أن يكون اكثر تأثيرًا
وفاعلية، حاليا ربما فاعليته محدودة لأسباب خارجة عن علاقة المسؤولين عن
العرض وربما لأسباب امنية، لكنها خطوة جيدة، فأي حراك بالراكد الثقافي
العراقي هو جيد جدا وهذه خطوة حراك مهمة جدًا.
على قاعة المركز الثقافي النفطي، في ساحة الاندلس بحضور حشد من
الفنانين والسينمائيين والمختصين وعدد من الايتام من البيت العراقي الآمن.
إيلاف في
09/04/2012 |